حبيب الحق14
18-08-2009, 02:00 PM
بسمه تعالى
الكثير من الاخوة في حاجة الى معرفة بعض الاصطلحات (التجلي) وعكسها (التجافي)
يقول الإمام علي (ع): "فتجلى لهم سبحانه في كتابه من غير أن يكونوا رأوه"، [نهج البلاغة،)
عن الإمام الصادق (ع) حيث يقول: (لقد تجلى الله سبحانه وتعالى لعباده في كلامه ولكنهم لا يبصرون).
من أفضل وألطف التعابير في الفكر الإسلامي هذا التعبير (تجلى) لقد علمنا القرآن والأحاديث معنى التجلي، عندما يريد الله عز وجل أن ينزل حقيقة من عالم الغيب إلى هذا العالم يقول تجلى، والتجلي غير التجافي، وقد نزل القرآن الكريم في شهر رمضان المبارك مثل المطر عندما ينزل من الأعلى، فنزول المطر بشكل تجافي، أي عندما يكون في مكان فإنه يخلو منه مكان آخر، فعندما يكون في الأعلى فهو ليس في الأسفل، وعندما يسقط على الأرض فهو ليس في الأعلى، ولكن عندما يقول الله سبحانه: إنا أنزلنا القرآن في شهر رمضان، فهل هذا النزول مثل نزول المطر؟ فعندما يكون القرآن عندنا فهو ليس عندكم، وعندما ننزله لكم فهو ليس عندنا، أهكذا يكون نزول القرآن؟ ويكون معنى (إنا أنزلناه في ليلة القدر)، (القدر: 1) ومعنى (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن)؟ (البقرة: 185) إن نزول القرآن كنزول المطر؟ لا، الأمر ليس كذلك إن القرآن تنزل في هذا الشهر ولم ينزل، أي أن هذه الحقيقة التي كانت عند الله مازالت عنده، لكنها ترققت وتنزلت بصورة كلام لكي يتلفظ بها الإنسان، يسمعها ويكتبها ويقرؤها، فالقرآن تنزل ولم يتجاف.
فإذا اراد مجتهد أو حكيم رباني، أن يبين مطلباً من المطالب المعقولة أو المنقولة، التي هي جزء من المعارف الإسلامية وقد تكامل في ذهنه واراد إيصاله على الآخرين يقال: انه نزله للآخرين أو تنزل لهم، تنزل بشكل كتاب، أو نقط، أو بصورة أمواج راديوية أو بشكل مصور، وهذا لا يعني أن تلك الفكرة أو ذلك المعنى لا يبقى في ذهنه، وعندما يقال: إن المجتهد أنزل مطالب فقهية بصورة مسائل بسيطة يفهمها كل مكلف، فهذا لا يعني أن روحه العالية أصبحت خالية من ملكة الاجتهاد، لأن الذي أنزله ليس ملكة الاجتهاد، بل إن الحقيقة التي يفهمها الناس هي التي تنزلت، وهذا هو معنى التنزيل، تنزل القرآن الكريم، وأحاديث أهل البيت (ع) تصف هذا المعنى بالتجلي.
المصدر كتاب اسرار العبادة للشيخ جوادي املي
والسلام
الكثير من الاخوة في حاجة الى معرفة بعض الاصطلحات (التجلي) وعكسها (التجافي)
يقول الإمام علي (ع): "فتجلى لهم سبحانه في كتابه من غير أن يكونوا رأوه"، [نهج البلاغة،)
عن الإمام الصادق (ع) حيث يقول: (لقد تجلى الله سبحانه وتعالى لعباده في كلامه ولكنهم لا يبصرون).
من أفضل وألطف التعابير في الفكر الإسلامي هذا التعبير (تجلى) لقد علمنا القرآن والأحاديث معنى التجلي، عندما يريد الله عز وجل أن ينزل حقيقة من عالم الغيب إلى هذا العالم يقول تجلى، والتجلي غير التجافي، وقد نزل القرآن الكريم في شهر رمضان المبارك مثل المطر عندما ينزل من الأعلى، فنزول المطر بشكل تجافي، أي عندما يكون في مكان فإنه يخلو منه مكان آخر، فعندما يكون في الأعلى فهو ليس في الأسفل، وعندما يسقط على الأرض فهو ليس في الأعلى، ولكن عندما يقول الله سبحانه: إنا أنزلنا القرآن في شهر رمضان، فهل هذا النزول مثل نزول المطر؟ فعندما يكون القرآن عندنا فهو ليس عندكم، وعندما ننزله لكم فهو ليس عندنا، أهكذا يكون نزول القرآن؟ ويكون معنى (إنا أنزلناه في ليلة القدر)، (القدر: 1) ومعنى (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن)؟ (البقرة: 185) إن نزول القرآن كنزول المطر؟ لا، الأمر ليس كذلك إن القرآن تنزل في هذا الشهر ولم ينزل، أي أن هذه الحقيقة التي كانت عند الله مازالت عنده، لكنها ترققت وتنزلت بصورة كلام لكي يتلفظ بها الإنسان، يسمعها ويكتبها ويقرؤها، فالقرآن تنزل ولم يتجاف.
فإذا اراد مجتهد أو حكيم رباني، أن يبين مطلباً من المطالب المعقولة أو المنقولة، التي هي جزء من المعارف الإسلامية وقد تكامل في ذهنه واراد إيصاله على الآخرين يقال: انه نزله للآخرين أو تنزل لهم، تنزل بشكل كتاب، أو نقط، أو بصورة أمواج راديوية أو بشكل مصور، وهذا لا يعني أن تلك الفكرة أو ذلك المعنى لا يبقى في ذهنه، وعندما يقال: إن المجتهد أنزل مطالب فقهية بصورة مسائل بسيطة يفهمها كل مكلف، فهذا لا يعني أن روحه العالية أصبحت خالية من ملكة الاجتهاد، لأن الذي أنزله ليس ملكة الاجتهاد، بل إن الحقيقة التي يفهمها الناس هي التي تنزلت، وهذا هو معنى التنزيل، تنزل القرآن الكريم، وأحاديث أهل البيت (ع) تصف هذا المعنى بالتجلي.
المصدر كتاب اسرار العبادة للشيخ جوادي املي
والسلام