وجدي الجاف
18-08-2009, 03:14 PM
http://ahyaarab.net/images/446.gif
لتربية الطفل الأهمية العظمى والبالغة في الحياة الاجتماعية ..
فنوع هذه التربية يحدّد سلوك الانسان المستقبلي في تعامله مع الآخرين ، فنلاحظ أنّ الطفل وخاصة في سنواته الأولي يحاول تقليد والديه في أفعالهما وحركاتهما ، وبالتالي يجب أن أن يستغل الوالدان هذه الظاهرة الاستغلال الصحيح ، لأن الطفل صفحة بيضاء فأيّ سيء تكتبه يثبّت فيه ، وأرض خصبة تستطيع أن تزرع فيها ما تشاء ..
ولكن ماذا يفعل الوالدان أو المربّي عندما يخطيء الطفل ؟
وماذا يفعل المعلم أو المدرس عندما يخطيء التلميذ أو الطالب ، أو عندما لا يحضّر واجبه ؟؟؟
الواضح في الكثير من مجتمعاتنا استخدام احد الاسلوبين مع وجود الاسلوب الثالث بشكل ضعيف :-
1- اســـــلـــوب الــضـــرب بــأنـــواعــــــــه .
2- اسلـــوب التعـــنيــف بالســـــــبّ والشتم .
3- وبالنسبة للطالب استدعاء أولياء الأمور .
ولكن هذه الأساليب الثلاثة أثبتت فشلها في الأعمّ الأغلب للأسباب التالية التي تؤثر مباشرة في هذا الفشل :-
* - إنّ الضرب المستمر يخلق إشباعاً عند المضروب سواء كان طفلاً أو طالباً ، وبالتالي تقل أهميته عند المضروب .
* - السب والشتم ســــــوف يزيد الطين بلـّة لأنه يخلق جوّاً عند الطفل أو الطالب مليئاً بالألفاظ البذيئة والقبيحة خاصة وإننا بيّنا اثر الوالدين على الطفل ، ولانّ المعلم هو بمثابة قدوة لدى الطالب.
* - إنّ استــــدعاء أولياء الأمور يحقـّق نتائج إيجابية قليلة لأنّ العديد من الطلبة قد تأثر بأخلاق بعض الاصدقاء السيئين فتوبيخ
الأب أو الام له أو معاقبته لا يمكن أن يغيّر أخلاقه بسهولة .
إذاً ما هو الحل ؟؟؟؟
نعم ... نحن في مجتمعاتنا أغفلنا حقيقة إسلامية عظيمة في التربية الصحيحة والصالحة وهي أنك عندما تكون مربياً مهما كان مجالك يجب أولاَ :- أن تجعل من تريد تربيته يحبك بشكل كبير وهذا يأتي من خلال الاسلوب المرن والبشاشة والصدق
وأنا كمدرس في إحدى المدارس في العراق لا أزال أستخدم هذا الاسلوب وثبت نجاحه 100% .
- وماذا لو أخطأ التلميذ أو الطالب - ؟
عندما يكون هذا الطالب قد أحبك حباً شديداً كما أسلفنا ، فعند صدور أيّ خطأ منه فما عليك إلا أن تبيّن له - وكما في لغتنا العامية - إنك ( زعلان ) منه ..
صدقوني البعض منكم قد يستخف بي أو يقول ( إنّ هذا يعيش في عالم المثاليات ) ولكن ثقوا بالله تعالى وبما إن الطالب يحبك فلإنك عندما ( تزعل ) عليه فإن ( زعلك ) عليه أشد من الضرب ، وأكثر قوة من السب والضرب وهذا ما جربته
ثم إن هنالك اسلوب الثواب والعقاب بالمفهوم الاسلامي لا بمفهومنا ، فالطفل عندما يخطيء انظر الى الشيء الذي يحبه كثيراً ما هو ، على سبيل المثال هو يحب لعبة ( باربي )
فقم بحرمانه من هذه اللعبة ، عندئذٍ إذا كان يحب هذه اللعبة حباً جماً فسوف يفعل أي شيء لإستعادتها ، حتى لو اقتضى ذلك عدم العودة الى الخطأ الذي ارتكبه
وفي نهاية هذا الحديث الذي أرجو من الله تعالى أن يجعلنا جميعاً نستفيد منه أذكر لكم إحدى المواقف التي مرّت بي في المدرسة
مع إحدى الطالبات :-
فأنا أدرس احدى المراحل المتوسطة وكانت هذه الطالبة في الثاني المتوسط ، ولم أكن أدخل اليهم إلا في أوقات عدم مجيء مدرسيهم لهم لظرف طاريء أو ما شابه ، وكنت عندما أدخل لهم - وبفضل الله تعالى - أضحك معهم وأشرح لهم سيرة أهل البيت (ع) وأخلاقهم باسلوب سلس جعلهم يتشوقون لسماعه
حتى أحبوني حباً كبيراً وكانوا يتمنون أن يحدث وقت فراغ لأذهب إليهم ، وفي احد الأيام واثناء ما كانوا يمتحنون في مادة الفيزياء
قام مدرس الفيزياء بتفتيش دفاترهم منعاً من حدوث حالات الغش
وأثناء ما كان يفتش إحدى دفاتر الطالبات ، وإذا به يرى عند فتحه للصفحة الأولى من الدفتر صورة إحدى المغنيات .
وبعد الامتحان جاء إلي وأخبرني بذلك ، ولا اخفي عليكم أنني حزنت كثيراً عند سماع ذلك وقررت - تأديباً لها - أن لا أدخل صفهم نهائياً ....
وعندما ذهبت الى حصتي في صفي كانت الطالبات في طريقي
فقلت لهن : أنني لن أدخل صفكن بعد الآن .
فقن : لماذا يا استاذ ؟
فقلت : لأن احداكنّ وضعت صورة إحدى المغنيات في دفترها ، فهل هذا ما تعلمناه ؟ هل هذه هي قيمنا ؟
فقلن: وما ذنبنا نحن يا استاذ ؟
فقت : أنتن عرفتن بهذا الأمر ولم تحركن ساكناً .
- انظروا أيها الاخوة والاخوات فهؤلاء الطلاب والطالبات لا أدرّسهم حتى يخافوا مني أن ارسّبهم أو اعاقبهم ولكنهم احبوني فشاق عليهم كثيراً عدم دخولي اليهم -
وبعدها جاء طلاب تلك الشعبة - لأن مدرستي مختلطة - وحاولوا أن يقنعوني بالعدول عن قراري ، ولكن بدون جدوى ، ثم أرسلوا مدرس الفيزياء نفسه كواسطة لي ، ولكني رفضت أيضاً .
الى أن أرسلته الطالبة مرة اخرى فقررت أن استجيب لأني أدركت أنها ندمت على فعلها بشكل كامل .
فقال الاستاذ :- الطالبة ومعها عدد من الطالبات ينتظرنك في مختبري ليعتذرْن منك .
فقلت له : ومن أنا حتى يعتذرن مني ، الاعتذار فقط لله تعالى .
فعدما ذهبت اليهم في مختبر الفيزياء كلمت الطالبة
وقلت لها :- أي شخص عندما يضع صورة شخص آخر في دفتره أو حقيبته أو محفضته فإنه دليل على حبه لذلك الشخص .
فماذا وجدتِ في هذه المغنية حتى تضعين صورتها في دفتركِ ؟؟
وأنا يا طالبتي لأني أحب الرادود المخلص أبو بشير النجفي فأني
قد وضعتُ صورته كورق حائط في موبايلي
فأرجو أن تكوني قد تعلمتِ من هذا الخطأ .
فهذه هي التربية الاسلامية الحقة التي ابتعدنا عنها .
نسأل من الله تعالى أن يوفقنا لما يحب ويرضى
بحق محمد وآل محمد
هذا والحمد لله رب العالمين وصلى الله تعالى على محمد
وعلى آله الطيبين الطاهرين
لتربية الطفل الأهمية العظمى والبالغة في الحياة الاجتماعية ..
فنوع هذه التربية يحدّد سلوك الانسان المستقبلي في تعامله مع الآخرين ، فنلاحظ أنّ الطفل وخاصة في سنواته الأولي يحاول تقليد والديه في أفعالهما وحركاتهما ، وبالتالي يجب أن أن يستغل الوالدان هذه الظاهرة الاستغلال الصحيح ، لأن الطفل صفحة بيضاء فأيّ سيء تكتبه يثبّت فيه ، وأرض خصبة تستطيع أن تزرع فيها ما تشاء ..
ولكن ماذا يفعل الوالدان أو المربّي عندما يخطيء الطفل ؟
وماذا يفعل المعلم أو المدرس عندما يخطيء التلميذ أو الطالب ، أو عندما لا يحضّر واجبه ؟؟؟
الواضح في الكثير من مجتمعاتنا استخدام احد الاسلوبين مع وجود الاسلوب الثالث بشكل ضعيف :-
1- اســـــلـــوب الــضـــرب بــأنـــواعــــــــه .
2- اسلـــوب التعـــنيــف بالســـــــبّ والشتم .
3- وبالنسبة للطالب استدعاء أولياء الأمور .
ولكن هذه الأساليب الثلاثة أثبتت فشلها في الأعمّ الأغلب للأسباب التالية التي تؤثر مباشرة في هذا الفشل :-
* - إنّ الضرب المستمر يخلق إشباعاً عند المضروب سواء كان طفلاً أو طالباً ، وبالتالي تقل أهميته عند المضروب .
* - السب والشتم ســــــوف يزيد الطين بلـّة لأنه يخلق جوّاً عند الطفل أو الطالب مليئاً بالألفاظ البذيئة والقبيحة خاصة وإننا بيّنا اثر الوالدين على الطفل ، ولانّ المعلم هو بمثابة قدوة لدى الطالب.
* - إنّ استــــدعاء أولياء الأمور يحقـّق نتائج إيجابية قليلة لأنّ العديد من الطلبة قد تأثر بأخلاق بعض الاصدقاء السيئين فتوبيخ
الأب أو الام له أو معاقبته لا يمكن أن يغيّر أخلاقه بسهولة .
إذاً ما هو الحل ؟؟؟؟
نعم ... نحن في مجتمعاتنا أغفلنا حقيقة إسلامية عظيمة في التربية الصحيحة والصالحة وهي أنك عندما تكون مربياً مهما كان مجالك يجب أولاَ :- أن تجعل من تريد تربيته يحبك بشكل كبير وهذا يأتي من خلال الاسلوب المرن والبشاشة والصدق
وأنا كمدرس في إحدى المدارس في العراق لا أزال أستخدم هذا الاسلوب وثبت نجاحه 100% .
- وماذا لو أخطأ التلميذ أو الطالب - ؟
عندما يكون هذا الطالب قد أحبك حباً شديداً كما أسلفنا ، فعند صدور أيّ خطأ منه فما عليك إلا أن تبيّن له - وكما في لغتنا العامية - إنك ( زعلان ) منه ..
صدقوني البعض منكم قد يستخف بي أو يقول ( إنّ هذا يعيش في عالم المثاليات ) ولكن ثقوا بالله تعالى وبما إن الطالب يحبك فلإنك عندما ( تزعل ) عليه فإن ( زعلك ) عليه أشد من الضرب ، وأكثر قوة من السب والضرب وهذا ما جربته
ثم إن هنالك اسلوب الثواب والعقاب بالمفهوم الاسلامي لا بمفهومنا ، فالطفل عندما يخطيء انظر الى الشيء الذي يحبه كثيراً ما هو ، على سبيل المثال هو يحب لعبة ( باربي )
فقم بحرمانه من هذه اللعبة ، عندئذٍ إذا كان يحب هذه اللعبة حباً جماً فسوف يفعل أي شيء لإستعادتها ، حتى لو اقتضى ذلك عدم العودة الى الخطأ الذي ارتكبه
وفي نهاية هذا الحديث الذي أرجو من الله تعالى أن يجعلنا جميعاً نستفيد منه أذكر لكم إحدى المواقف التي مرّت بي في المدرسة
مع إحدى الطالبات :-
فأنا أدرس احدى المراحل المتوسطة وكانت هذه الطالبة في الثاني المتوسط ، ولم أكن أدخل اليهم إلا في أوقات عدم مجيء مدرسيهم لهم لظرف طاريء أو ما شابه ، وكنت عندما أدخل لهم - وبفضل الله تعالى - أضحك معهم وأشرح لهم سيرة أهل البيت (ع) وأخلاقهم باسلوب سلس جعلهم يتشوقون لسماعه
حتى أحبوني حباً كبيراً وكانوا يتمنون أن يحدث وقت فراغ لأذهب إليهم ، وفي احد الأيام واثناء ما كانوا يمتحنون في مادة الفيزياء
قام مدرس الفيزياء بتفتيش دفاترهم منعاً من حدوث حالات الغش
وأثناء ما كان يفتش إحدى دفاتر الطالبات ، وإذا به يرى عند فتحه للصفحة الأولى من الدفتر صورة إحدى المغنيات .
وبعد الامتحان جاء إلي وأخبرني بذلك ، ولا اخفي عليكم أنني حزنت كثيراً عند سماع ذلك وقررت - تأديباً لها - أن لا أدخل صفهم نهائياً ....
وعندما ذهبت الى حصتي في صفي كانت الطالبات في طريقي
فقلت لهن : أنني لن أدخل صفكن بعد الآن .
فقن : لماذا يا استاذ ؟
فقلت : لأن احداكنّ وضعت صورة إحدى المغنيات في دفترها ، فهل هذا ما تعلمناه ؟ هل هذه هي قيمنا ؟
فقلن: وما ذنبنا نحن يا استاذ ؟
فقت : أنتن عرفتن بهذا الأمر ولم تحركن ساكناً .
- انظروا أيها الاخوة والاخوات فهؤلاء الطلاب والطالبات لا أدرّسهم حتى يخافوا مني أن ارسّبهم أو اعاقبهم ولكنهم احبوني فشاق عليهم كثيراً عدم دخولي اليهم -
وبعدها جاء طلاب تلك الشعبة - لأن مدرستي مختلطة - وحاولوا أن يقنعوني بالعدول عن قراري ، ولكن بدون جدوى ، ثم أرسلوا مدرس الفيزياء نفسه كواسطة لي ، ولكني رفضت أيضاً .
الى أن أرسلته الطالبة مرة اخرى فقررت أن استجيب لأني أدركت أنها ندمت على فعلها بشكل كامل .
فقال الاستاذ :- الطالبة ومعها عدد من الطالبات ينتظرنك في مختبري ليعتذرْن منك .
فقلت له : ومن أنا حتى يعتذرن مني ، الاعتذار فقط لله تعالى .
فعدما ذهبت اليهم في مختبر الفيزياء كلمت الطالبة
وقلت لها :- أي شخص عندما يضع صورة شخص آخر في دفتره أو حقيبته أو محفضته فإنه دليل على حبه لذلك الشخص .
فماذا وجدتِ في هذه المغنية حتى تضعين صورتها في دفتركِ ؟؟
وأنا يا طالبتي لأني أحب الرادود المخلص أبو بشير النجفي فأني
قد وضعتُ صورته كورق حائط في موبايلي
فأرجو أن تكوني قد تعلمتِ من هذا الخطأ .
فهذه هي التربية الاسلامية الحقة التي ابتعدنا عنها .
نسأل من الله تعالى أن يوفقنا لما يحب ويرضى
بحق محمد وآل محمد
هذا والحمد لله رب العالمين وصلى الله تعالى على محمد
وعلى آله الطيبين الطاهرين