لندن1
19-08-2009, 07:45 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
شرح وعلاج القرحة
منقول عن خادم المدينة العلمية عن الدكتور الشيخ سجاد الشمري
القرحة تعني فقدانا غير محدد المساحة والأبعاد في الغشاء المبطن للجهاز الهضمي سواء في نهاية المرئ أو في المعدة أو في الأثني عشري .إن القرحة ربما تكون حادة أو مزمنة ولكن في كليهما هناك فقدان للغشاء المخاطي المبطِن . لايحصل التلييف في المنطقة المصابة جراء القرحة الحادة ولكنه يحصل في القرحة المزمنة.
إن القرحة تصيب نحو 10% من الناس البالغين .
لقد ثبت للعلماء إن التدخين يمنع بشكل قطعي إلتئام القرحة .إن العلماء درسوا الأسباب الكامنة وراء الإصابة بالقرحة فوجدوا :
أولاً ـ إلتهابات بكتيرية ، تؤدي الى الإصابة بالقرحة ولنسبة عالية جداً من المرضى.
ثانياً ـ إن العامل الوراثي يلعب دوراً بالإصابة ولكن ليس دوماً .
ثالثاً ـ قابلية الحامض المعَدي وأنزيم الببسين اللذين يُفرزان في المعدة على التأثير في بطانة المعدة .
رابعاً ـ زيادة نسبة إفراز الحامض المعَدي وإنزيم الببسين ، إن زيادة إفراز الحامض يؤثر في الأثني عشري أكثر مما يؤثر في المعدة .لقد وجد العلماء إن غالبية مرضى قرحة الأثني عشري يُفرز لديهم حامض الهيدروكلوريك أكثر من باقي المرضى أو من الأصحّاء ، لذا فإن قرحة الأثني عشري يمكن معالجتها بوساطة الأدوية المضادة للحموضة أو بقطع العصب المسؤول عن إفراز الحامض جراحياً .
خامساً ـ مقاومة الغشاء المبطن للمعدة لتأثير الحوامض ، فكلما كانت المقاومة أكثر كلما كانت إحتمالية الإصابة بالقرحة أقل ، و العكس صحيح فكلما كانت المقاومة أقل فإن إحتمالية الإصابة بالقرحة تكون أكبر.
سادساً ـ عوامل تساعد على تقليل مقاومة بطانة المعدة ، إن أهم تلك العوامل :
1. تناول الأدوية المسكنّة لآلام المفاصل وأهمها الأسبرين و مضادات الالتهاب اللاستيروئيدية كالفولتارين والبروفين وغيرهما .
2. بعض المرضى الذين يَفرز لديهم كيس الصفراء مادة الصفراء أكثر من غيرهم .وكما إن إفراز مادة الصفراء يؤدي الى تقليل مقاومة الغشاء المبطن للمعدة والأمعاء . ووجد العلماء إن الإصابة بالقرحة الحادة ربما تحصل بعد إصابات الرأس ، الحروق ، الإلتهابات المعقدّة ، وأحياناً بعد التداخلات الجراحية أو الصدمات الجراحية .
إن قرحة المعدة أو الأثني عشري أو حتى قرحة نهاية المرئ ربما تستمر فترات طويلة دون أعراض أو بأعراض بسيطة ولكن ربما يأتي المريض وهو يشكو من نزف في الجهاز الهضمي أو إنسداد الأمعاء الناتج من إهمال الوضع الصحي .
إن أهم ما يشكو منه المريض هو الألم ، وما يهمنا تفحصّه في الألم ما يلي :
1. موضع الألم . 2 . علاقة الألم بتناول الطعام . 3 . الفترات الزمنية للألم.
الالم .....
ما يخص موضع الألم فغالباً ما يصف المريض ألمه على أنه شعور بعدم الراحة ،أو ثقل أو يحس المريض بشيء ما غريب في هذه المنطقة أو ألم عام بصورة عامة أو حرقة مشيراً بإصبعه الى موضع الألم في منطقة تحت عظم القص أو ما يسميه المواطنون بـ (الفؤاد) ، وأحياناً فإن الألم يكون في الظهر ما بين لوحي الكتفين .إن حدّة الألم تختلف بين مريض وآخر ،مريض يعاني آلاماً متوسطة وآخر يعاني آلاما مبرحة بحيث تراه يتنقل بين المستشفيات وخصوصاً في الليل ، هذا إعتماداً على قوة تحمّل المريض لهذا الألم .
أما علاقة الألم بتناول الطعام ففي قرحة الأثني عشري غالباً ما يحدث بين فترات تناول الطعام ،ويسمى بألم الجوع ، هذا الألم يزول أو يقل بتناول شيء من الطعام ، أي بمعنى إن هذا الألم يزداد أو تبدأ نوبته حال كون المعدة لاتحتوي على طعام .
إن ألم قرحة الأثني عشري يوقظ المريض من نومه ليلاً ، وإنه يزول أحياناً بتناول مضادات الحموضة .
أما قرحة المعدة فألمها يتزامن بعد ساعة أو أقل من تناول الطعام . أما الفترات الزمنية لظهور الألم أو لمعاودة الألم فهو متناوب وليس ثابتاً ، ربما بين يوم وأخر لأيام أو لأسابيع أو أشهر ، وبين النوبات يشعر المريض بالراحة ومع ذلك فلا ثوابت في الطب . إن نوبات الألم ترتبط إرتباطاً وثيقاً بنوعية الطعام الذي يتناوله المريض ، فالمريض نفسه يعرف أي طعام يؤذيه فيتجنبه ، وكذلك فإن الألم يرتبط بالتدخين وبتناول الكحول وكذلك بالحالة النفسية للمريض .
لابد أن نذكر إن بعض المرضى لايشعرون بألم وإنما يعانون إنتفاخا بعد الطعام ، بينما آخرون يحسون بدوار وأحياناً بفقدان للشهية مع حرقة في منطقة الفؤاد .إن التقيؤ عند المرضى المصابين بالقرحة يؤدي الى فقدان الوزن ، إن التقيؤ المستمر لهؤلاء المرضى يعتبر مؤشرا مهما على حصول التقلصات بسبب تضيق أو إنسدادات المجرى المعوي .والتقيؤ بشكل عام يعني رجوع محتويات المعدة الى الفم عبر المرئ ، وهذا لايحدث إلا إذا كان هناك خلل سواء بتقلص معوي أو بعدم تحمّل أنسجة المرئ والمعدة والأثني عشري لما يتناوله المريض أو جراء وجود مشاكل أمام المسير العام للطعام المهضوم عبر المسالك المعوية كوجود تضيقات أو إنسدادات .
أما الفحوصات الواجب عملها للمريض الذي يعاني من أعراض القرحة فهي :فحص الأشعة التلويني( أي إعطاء المريض ، وحسب حالته الصحية العامة ، قدحاً من مادة الباريوم المشع )، يعد هذا الفحص من الفحوصات الشعاعية المهمة جداً في تشخيص القرحة وفي تشخيص مضاعفاتها ،مثل بعض التضيقات أو الإنسدادات ،حيث يأخذ الطبيب المختص بالأشعة العديد من الصور الشعاعية أثناء تناول المريض لمادة الباريوم الإشعاعية والتي طعمها ومذاقها ليس بالغريب عن تذوق المريض .
الفحص ::
أما فحص الناظور فهو المفضل لدى أغلبية الأطباء الاختصاصيين وذلك لسببين :
الأول ، لأن الطبيب يرى القرحة أو مضاعفاتها بعينيه .
والثاني ، يستطيع الطبيب أن يأخذ عيّنة من بطانة الجزء الذي يفحصه .
و هناك أيضا فحوص مخبرية لتحديد و قياس حموضة المعدة و المعدل القاعدي لإفراز الحمض, أيضا الفحوص الجرثومية الخاصة بكشف وجود جرثومة الملتوية البوابية المسؤولة الأكبر عن القرحة .
بعد تشخيص الحالة يبدأ العلاج.
إن العلاج يشتمل على :
أولاً ـ تنظيم الغذاء والابتعاد عن تناول الأطعمة أو الأشربة التي تؤذي المريض وكذلك الابتعاد عن الأسبرين ومشتقاته وعن التدخين والكحول، مع التوجيه بتناول الحليب والخضروات الطازجة والأطعمة المطبوخة جيداً ، والابتعاد قدر المستطاع عن اللحوم الحمراء ذات الألياف.
ثانياً ـ مضادات الإلتهابات البكتيرية ، ووجد العلماء إن المضاد الحياتي (الأموكسسلين) هو الأكثر تأثيراً على هذه البكتيريا .
ثالثاً ـ مضادات الحموضة على شكل حبوب كرط أو شراب ، وليس حبوب بلع والسبب هو لإعطاء المجال أمام هذه المضادات للوصول الى المعدة والأثني عشري ببطء .
رابعاً ـ أدوية تمنع إفراز الحامض في المعدة مثل أدوية التكاميت ، زانتاك، رايسك ، إمبرازول ….الخ ،
إن فترة العلاج بهذه الأدوية يجب أن تكون محددة .
خامساً ـ العلاج الجراحي ، وإن العلاج الجراحي يجري بسبب
: 1. عدم حصول إلتآم للقرحة بعد إستعمال العلاج الدوائي .
2. حصول تحورات نسيجية في المعدة أو في الأثني عشري .
3 . معاودة القرحة بعد شفاء وقتي .
إن إجراء العملية الجراحية لإصلاح القرحة تبدو هي الخيار الأخير أمام الطبيب المعالج ، ورغم ما يبذله العلم والعلماء من أجل التوصل الى الفهم الأعمق والأفضل لآلية حصول القرحة ، فإنهم يبذلون الجهود لأجل معالجة المرضى مبتعدين جهد الإمكان عن التداخل الجراحي ، ولهذا فإن الأدوية التي تساعد على شفاء القرحة تراها في تطور مستمر وحقيقة تعطي نتائج مذهلة .
مضاعفات القرحة :
بعض المرضى يعانون مضاعفات القرحة والمضاعفات تحدث في حالة القرحة المزمنة ، وأهم تلك المضاعفات :
1.النزوفات
2-.تمزق ( أو ثقب ) الأنسجة .
3 .الإنسداد المعدي أو المعوي .
4-.السرطان .
إن نزوفات المعدة ـ الأثني عشري يظهر على شكل تقيؤ دموي لوحده أو مع أو بدون الخروج الدموي ما يسبب هبوط السوائل في جسم المريض، وأن قرحة المعدة والأثني عشري تشكّل 50% من نزوفات الجهاز الهضمي . إن هذه النزوفات سبب رئيس لإدخال المريض الى المستشفى.
أما تمزق أو ثقب الأنسجة ويسميها المواطنون بالانفجار :
فإن ذلك يتسبب بدخول محتويات المعدة أو الأثني عشري الى الفجوة البريتوانية الواسعة ما يسبب في التهاب الغشاء البريتواني .
إن هذا التمزق أو الثقب يؤدي الى حصول ألم مفاجئ حاد جداً يبدأ موضعياً ثم ينتشر في كل أنحاء البطن وأحياناً ينعكس الى الكتفين بسبب تهيج الحجاب الحاجز .إن الألم يتزامن مع تنفس صعب بسبب تحدد حركة عضلة الحجاب الحاجز .
أما الإنسدادات المعدية والمعوية :
فإن جزء المعدة الذي يلتقي بالأثني عشري هو الموضع المعرّض دوماً للانسدادات وهذه الإنسدادات سببها :ـ
1.التليفات . أو 2 التورمات .أو 3 .التقلصات وربما بسبب هذه الأسباب مجتمعة ً .
إن الإنعكاس الرئيس الذي يحدث جراء هذه الإنسدادات هو التقيؤ وخصوصاً بعد تناول الطعام بفترة ، وأحياناً يبقى الطعام فترة طويلة بلا تمثيل في الجهاز الهضمي بسبب هذه الإنسدادات . إن المعالجة الوحيدة للإنسدادات هي الجراحة .
مما تقدم نستنتج أن القرحة هي مرض من السهل التعامل معه و الشفاء منه و لكن بشرط المتابعة العلاجية الدقيقة و الابتعاد عن العوامل المعيقة للعلاج لا سيما التدخين و بعض الأدوية.
ملاحظة: إن الأدوية التي ذكرت سابقا وضعت في سياق الشرح العام لأن خطة علاج القرحة هي مزيج مدروس من عدد من تلك الأدوية تحت اشراف طبي دقيق و لفترات قد تطول حتى 6 أشهر.
نســـــــــــــــــــــــــــــــأل الله تعالى بولاية محمد واله الطيبين الطاهرين ان يشافي الناس جميعـاً ............... وينفعنا به يوم لاينفع مال ولابنون إلا من أتى الله بقلب سليم ...........
شرح وعلاج القرحة
منقول عن خادم المدينة العلمية عن الدكتور الشيخ سجاد الشمري
القرحة تعني فقدانا غير محدد المساحة والأبعاد في الغشاء المبطن للجهاز الهضمي سواء في نهاية المرئ أو في المعدة أو في الأثني عشري .إن القرحة ربما تكون حادة أو مزمنة ولكن في كليهما هناك فقدان للغشاء المخاطي المبطِن . لايحصل التلييف في المنطقة المصابة جراء القرحة الحادة ولكنه يحصل في القرحة المزمنة.
إن القرحة تصيب نحو 10% من الناس البالغين .
لقد ثبت للعلماء إن التدخين يمنع بشكل قطعي إلتئام القرحة .إن العلماء درسوا الأسباب الكامنة وراء الإصابة بالقرحة فوجدوا :
أولاً ـ إلتهابات بكتيرية ، تؤدي الى الإصابة بالقرحة ولنسبة عالية جداً من المرضى.
ثانياً ـ إن العامل الوراثي يلعب دوراً بالإصابة ولكن ليس دوماً .
ثالثاً ـ قابلية الحامض المعَدي وأنزيم الببسين اللذين يُفرزان في المعدة على التأثير في بطانة المعدة .
رابعاً ـ زيادة نسبة إفراز الحامض المعَدي وإنزيم الببسين ، إن زيادة إفراز الحامض يؤثر في الأثني عشري أكثر مما يؤثر في المعدة .لقد وجد العلماء إن غالبية مرضى قرحة الأثني عشري يُفرز لديهم حامض الهيدروكلوريك أكثر من باقي المرضى أو من الأصحّاء ، لذا فإن قرحة الأثني عشري يمكن معالجتها بوساطة الأدوية المضادة للحموضة أو بقطع العصب المسؤول عن إفراز الحامض جراحياً .
خامساً ـ مقاومة الغشاء المبطن للمعدة لتأثير الحوامض ، فكلما كانت المقاومة أكثر كلما كانت إحتمالية الإصابة بالقرحة أقل ، و العكس صحيح فكلما كانت المقاومة أقل فإن إحتمالية الإصابة بالقرحة تكون أكبر.
سادساً ـ عوامل تساعد على تقليل مقاومة بطانة المعدة ، إن أهم تلك العوامل :
1. تناول الأدوية المسكنّة لآلام المفاصل وأهمها الأسبرين و مضادات الالتهاب اللاستيروئيدية كالفولتارين والبروفين وغيرهما .
2. بعض المرضى الذين يَفرز لديهم كيس الصفراء مادة الصفراء أكثر من غيرهم .وكما إن إفراز مادة الصفراء يؤدي الى تقليل مقاومة الغشاء المبطن للمعدة والأمعاء . ووجد العلماء إن الإصابة بالقرحة الحادة ربما تحصل بعد إصابات الرأس ، الحروق ، الإلتهابات المعقدّة ، وأحياناً بعد التداخلات الجراحية أو الصدمات الجراحية .
إن قرحة المعدة أو الأثني عشري أو حتى قرحة نهاية المرئ ربما تستمر فترات طويلة دون أعراض أو بأعراض بسيطة ولكن ربما يأتي المريض وهو يشكو من نزف في الجهاز الهضمي أو إنسداد الأمعاء الناتج من إهمال الوضع الصحي .
إن أهم ما يشكو منه المريض هو الألم ، وما يهمنا تفحصّه في الألم ما يلي :
1. موضع الألم . 2 . علاقة الألم بتناول الطعام . 3 . الفترات الزمنية للألم.
الالم .....
ما يخص موضع الألم فغالباً ما يصف المريض ألمه على أنه شعور بعدم الراحة ،أو ثقل أو يحس المريض بشيء ما غريب في هذه المنطقة أو ألم عام بصورة عامة أو حرقة مشيراً بإصبعه الى موضع الألم في منطقة تحت عظم القص أو ما يسميه المواطنون بـ (الفؤاد) ، وأحياناً فإن الألم يكون في الظهر ما بين لوحي الكتفين .إن حدّة الألم تختلف بين مريض وآخر ،مريض يعاني آلاماً متوسطة وآخر يعاني آلاما مبرحة بحيث تراه يتنقل بين المستشفيات وخصوصاً في الليل ، هذا إعتماداً على قوة تحمّل المريض لهذا الألم .
أما علاقة الألم بتناول الطعام ففي قرحة الأثني عشري غالباً ما يحدث بين فترات تناول الطعام ،ويسمى بألم الجوع ، هذا الألم يزول أو يقل بتناول شيء من الطعام ، أي بمعنى إن هذا الألم يزداد أو تبدأ نوبته حال كون المعدة لاتحتوي على طعام .
إن ألم قرحة الأثني عشري يوقظ المريض من نومه ليلاً ، وإنه يزول أحياناً بتناول مضادات الحموضة .
أما قرحة المعدة فألمها يتزامن بعد ساعة أو أقل من تناول الطعام . أما الفترات الزمنية لظهور الألم أو لمعاودة الألم فهو متناوب وليس ثابتاً ، ربما بين يوم وأخر لأيام أو لأسابيع أو أشهر ، وبين النوبات يشعر المريض بالراحة ومع ذلك فلا ثوابت في الطب . إن نوبات الألم ترتبط إرتباطاً وثيقاً بنوعية الطعام الذي يتناوله المريض ، فالمريض نفسه يعرف أي طعام يؤذيه فيتجنبه ، وكذلك فإن الألم يرتبط بالتدخين وبتناول الكحول وكذلك بالحالة النفسية للمريض .
لابد أن نذكر إن بعض المرضى لايشعرون بألم وإنما يعانون إنتفاخا بعد الطعام ، بينما آخرون يحسون بدوار وأحياناً بفقدان للشهية مع حرقة في منطقة الفؤاد .إن التقيؤ عند المرضى المصابين بالقرحة يؤدي الى فقدان الوزن ، إن التقيؤ المستمر لهؤلاء المرضى يعتبر مؤشرا مهما على حصول التقلصات بسبب تضيق أو إنسدادات المجرى المعوي .والتقيؤ بشكل عام يعني رجوع محتويات المعدة الى الفم عبر المرئ ، وهذا لايحدث إلا إذا كان هناك خلل سواء بتقلص معوي أو بعدم تحمّل أنسجة المرئ والمعدة والأثني عشري لما يتناوله المريض أو جراء وجود مشاكل أمام المسير العام للطعام المهضوم عبر المسالك المعوية كوجود تضيقات أو إنسدادات .
أما الفحوصات الواجب عملها للمريض الذي يعاني من أعراض القرحة فهي :فحص الأشعة التلويني( أي إعطاء المريض ، وحسب حالته الصحية العامة ، قدحاً من مادة الباريوم المشع )، يعد هذا الفحص من الفحوصات الشعاعية المهمة جداً في تشخيص القرحة وفي تشخيص مضاعفاتها ،مثل بعض التضيقات أو الإنسدادات ،حيث يأخذ الطبيب المختص بالأشعة العديد من الصور الشعاعية أثناء تناول المريض لمادة الباريوم الإشعاعية والتي طعمها ومذاقها ليس بالغريب عن تذوق المريض .
الفحص ::
أما فحص الناظور فهو المفضل لدى أغلبية الأطباء الاختصاصيين وذلك لسببين :
الأول ، لأن الطبيب يرى القرحة أو مضاعفاتها بعينيه .
والثاني ، يستطيع الطبيب أن يأخذ عيّنة من بطانة الجزء الذي يفحصه .
و هناك أيضا فحوص مخبرية لتحديد و قياس حموضة المعدة و المعدل القاعدي لإفراز الحمض, أيضا الفحوص الجرثومية الخاصة بكشف وجود جرثومة الملتوية البوابية المسؤولة الأكبر عن القرحة .
بعد تشخيص الحالة يبدأ العلاج.
إن العلاج يشتمل على :
أولاً ـ تنظيم الغذاء والابتعاد عن تناول الأطعمة أو الأشربة التي تؤذي المريض وكذلك الابتعاد عن الأسبرين ومشتقاته وعن التدخين والكحول، مع التوجيه بتناول الحليب والخضروات الطازجة والأطعمة المطبوخة جيداً ، والابتعاد قدر المستطاع عن اللحوم الحمراء ذات الألياف.
ثانياً ـ مضادات الإلتهابات البكتيرية ، ووجد العلماء إن المضاد الحياتي (الأموكسسلين) هو الأكثر تأثيراً على هذه البكتيريا .
ثالثاً ـ مضادات الحموضة على شكل حبوب كرط أو شراب ، وليس حبوب بلع والسبب هو لإعطاء المجال أمام هذه المضادات للوصول الى المعدة والأثني عشري ببطء .
رابعاً ـ أدوية تمنع إفراز الحامض في المعدة مثل أدوية التكاميت ، زانتاك، رايسك ، إمبرازول ….الخ ،
إن فترة العلاج بهذه الأدوية يجب أن تكون محددة .
خامساً ـ العلاج الجراحي ، وإن العلاج الجراحي يجري بسبب
: 1. عدم حصول إلتآم للقرحة بعد إستعمال العلاج الدوائي .
2. حصول تحورات نسيجية في المعدة أو في الأثني عشري .
3 . معاودة القرحة بعد شفاء وقتي .
إن إجراء العملية الجراحية لإصلاح القرحة تبدو هي الخيار الأخير أمام الطبيب المعالج ، ورغم ما يبذله العلم والعلماء من أجل التوصل الى الفهم الأعمق والأفضل لآلية حصول القرحة ، فإنهم يبذلون الجهود لأجل معالجة المرضى مبتعدين جهد الإمكان عن التداخل الجراحي ، ولهذا فإن الأدوية التي تساعد على شفاء القرحة تراها في تطور مستمر وحقيقة تعطي نتائج مذهلة .
مضاعفات القرحة :
بعض المرضى يعانون مضاعفات القرحة والمضاعفات تحدث في حالة القرحة المزمنة ، وأهم تلك المضاعفات :
1.النزوفات
2-.تمزق ( أو ثقب ) الأنسجة .
3 .الإنسداد المعدي أو المعوي .
4-.السرطان .
إن نزوفات المعدة ـ الأثني عشري يظهر على شكل تقيؤ دموي لوحده أو مع أو بدون الخروج الدموي ما يسبب هبوط السوائل في جسم المريض، وأن قرحة المعدة والأثني عشري تشكّل 50% من نزوفات الجهاز الهضمي . إن هذه النزوفات سبب رئيس لإدخال المريض الى المستشفى.
أما تمزق أو ثقب الأنسجة ويسميها المواطنون بالانفجار :
فإن ذلك يتسبب بدخول محتويات المعدة أو الأثني عشري الى الفجوة البريتوانية الواسعة ما يسبب في التهاب الغشاء البريتواني .
إن هذا التمزق أو الثقب يؤدي الى حصول ألم مفاجئ حاد جداً يبدأ موضعياً ثم ينتشر في كل أنحاء البطن وأحياناً ينعكس الى الكتفين بسبب تهيج الحجاب الحاجز .إن الألم يتزامن مع تنفس صعب بسبب تحدد حركة عضلة الحجاب الحاجز .
أما الإنسدادات المعدية والمعوية :
فإن جزء المعدة الذي يلتقي بالأثني عشري هو الموضع المعرّض دوماً للانسدادات وهذه الإنسدادات سببها :ـ
1.التليفات . أو 2 التورمات .أو 3 .التقلصات وربما بسبب هذه الأسباب مجتمعة ً .
إن الإنعكاس الرئيس الذي يحدث جراء هذه الإنسدادات هو التقيؤ وخصوصاً بعد تناول الطعام بفترة ، وأحياناً يبقى الطعام فترة طويلة بلا تمثيل في الجهاز الهضمي بسبب هذه الإنسدادات . إن المعالجة الوحيدة للإنسدادات هي الجراحة .
مما تقدم نستنتج أن القرحة هي مرض من السهل التعامل معه و الشفاء منه و لكن بشرط المتابعة العلاجية الدقيقة و الابتعاد عن العوامل المعيقة للعلاج لا سيما التدخين و بعض الأدوية.
ملاحظة: إن الأدوية التي ذكرت سابقا وضعت في سياق الشرح العام لأن خطة علاج القرحة هي مزيج مدروس من عدد من تلك الأدوية تحت اشراف طبي دقيق و لفترات قد تطول حتى 6 أشهر.
نســـــــــــــــــــــــــــــــأل الله تعالى بولاية محمد واله الطيبين الطاهرين ان يشافي الناس جميعـاً ............... وينفعنا به يوم لاينفع مال ولابنون إلا من أتى الله بقلب سليم ...........