مشاهدة النسخة كاملة : ترجمة الإمام الحسين (عليه السلام) من كتاب " سير أعلام النبلاء " للذهبي
علي الفاروق
24-08-2009, 06:08 PM
علي الفاروق
24-08-2009, 06:09 PM
نعيد كتابه ، لأنه لم يظرعندي :
اللهم صل على محمد وال محمد
اللهم إشرح لي صدري
سير أعلام النبلاء ( ج3 / ص280 ـ 321 ) تصنيف الامام شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي المتوفى 748 هـ ـ 1374م ، أشرف على تحقيق الكتاب وخرج أحاديثه شعيب الارنؤوط حقق هذا الجزء محمد نعيم العرقسوسي ومأمون صاغرجي مؤسسة الرسالة :
48 - الحسين الشهيد * (ع) الامام الشريف الكامل، سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم، وريحانته من الدنيا، ومحبوبه.
أبو عبد الله الحسين ابن أمير المؤمنين أبي الحسن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي القرشي الهاشمي.
حدث عن جده، وأبويه، وصهره عمر، وطائفة.
حدث عنه: ولداه علي وفاطمة، وعبيد بن حنين، وهمام الفرزدق، وعكرمة، والشعبي، وطلحة العقيلي، وابن أخيه زيد بن الحسن، وحفيده محمد بن علي الباقر، ولم يدركه، وبنته سكينة، وآخرون.
قال الزبير: مولده في خامس شعبان سنة أربع من الهجرة.
قال جعفر الصادق: بين الحسن والحسين في الحمل طهر واحد.
قد مرت في ترجمة الحسن عدة أحاديث متعلقة بالحسين.
روى هانئ بن هانئ، عن علي، قال: الحسين أشبه برسول الله صلى الله عليه وسلم من صدره إلى قدميه (1).
وقال حماد بن زيد، عن هشام، عن محمد، عن أنس، قال:
______________
* (الهامش) *
* نسب قريش: 57، طبقات خليفة: ت 9، 1483، 1969، المحبر: 66، 293، 396، 448، 480، 490، التاريخ الكبير 2 / 381، الجرح والتعديل 3 / 55، تاريخ الطبري 5 / 347، 381، 400، مروج الذهب 3 / 248، الاغاني 14 / 163، المستدرك 3 / 176، الحلية 2 / 39، جمهرة أنساب العرب: 52، الاستيعاب: 392، تاريخ بغداد 1 / 141، تاريخ ابن عساكر 5 / 6 آ، أسد الغابة 2 / 18، الكامل 4 / 46، تهذيب الاسماء واللغات 1 / 1 / 162، تهذيب الكمال: 290، تاريخ الاسلام 2 / 340 و 3 / 5، 13، العبر 1 / 65، تذهيب التهذيب 1 / 149 آ، الوافي بالوفيات 12 / 423، مرآة الجنان 1 / 131، البداية والنهاية 8 / 149 وما بعدها، العقد الثمين 4 / 202، غاية النهاية: ت 1114، الاصابة 1 / 332، تهذيب التهذيب 2 / 345، خلاصة تذهيب الكمال: 71، شذرات الذهب 1 / 66، تهذيب ابن عساكر 4 / 314.
(1) تقدم تخريجه في الصفحة (250) ت (1).
(*)
/ الصفحة 281 /
شهدت ابن زياد حيث أتي برأس الحسين، فجعل ينكت بقضيب معه،
فقلت: أما إنه كان أشبههما بالنبي صلى الله عليه وسلم (1).
ورواه جرير بن حازم، عن محمد.
وأما النضر بن شميل، فرواه عن هشام بن حسان، عن حفصة بنت سيرين، حدثني أنس، وقال: ينكت بقضيب في أنفه.
ابن عيينة: عن عبيد الله بن أبي يزيد، قال: رأيت الحسين بن علي أسود الرأس واللحية إلا شعرات في مقدم لحيته.
ابن جريج: عن عمر بن عطاء: رأيت الحسين يصبغ بالوسمة (2) كان رأسه ولحيته شديدي السواد.
محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب، عن ابن أبي نعم، قال: كنت عند ابن عمر، فسأله رجل عن دم البعوض، فقال: ممن أنت ؟ فقال: من أهل العراق.
قال: انظر إلى هذا يسألني عن دم البعوض، وقد قتلوا ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " هما ريحانتاي من الدنيا " (3).
______________
* (الهامش) *
(1) أخرجه البخاري 7 / 75 في الفضائل، من طريق جرير بن حازم، عن محمد بن سيرين، وأخرجه الترمذي (3778)، وابن حبان (2243)، والطبراني (2879) من طريق النضر بن شميل، أخبرنا هشام بن حسان، عن حفصة بنت سيرين...وقوله " فجعل ينكت " أي: يقرع ويضرب من النكت: وهو أن يقرع بطرف القضيب الارض، فيؤثر فيها، فعل المفكر المهمرم.
وفي رواية الترمذي وابن حبان: فجعل يقول بقضيب له في أنفه، وللطبراني (5107) من حديث زيد ابن أرقم: فجعل ينقر بقضيب في يده في عينه وأنفه، فقال له زيد: ارفع القضيب، فلقد رأيت فم رسول الله صلى الله عليه وسلم في موضعه.
(2) الوسمة: نبت يختضب به يميل إلى سواد.
(3) أخرجه البخاري 7 / 77.
78 في فضائل أصحاب النبي: باب مناقب الحسن والحسين
رضي الله عنهما، و 10 / 357 في الادب: باب رحمة الولد وتقبيله ومعانقته، والترمذي (3770)، و ؟ ؟ 2 / 93 و 110، والطبراني (2884).
قال ابن الاثير: والريحان والريحانة: =
/ الصفحة 282 /
رواه جرير بن حازم، ومهدي بن ميمون عنه.
عن أبي أيوب الانصاري، قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، والحسن والحسين يلعبان على صدره، فقلت: يا رسول الله ! أتحبهما ؟ ! قال: " كيف لاأحبهما وهما ريحانتاي من الدنيا ".
رواه الطبراني في " المعجم " (1).
وعن الحارث، عن علي مرفوعا: " الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة " (2).
ويروى عن شريح، عن علي.
وفي الباب عن ابن عمر، وابن عباس، وعمر، وابن مسعود، ومالك بن الحويرث، وأبي سعيد، وحذيفة، وأنس، وجابر من وجوه يقوي بعضها بعضا.
موسى بن عثمان الحضرمي - شيعي واه -، عن الاعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: كان الحسين عند النبي صلى الله عليه وسلم، وكان يحبه حبا شديدا، فقال: " اذهب إلى أمك " فقلت: أذهب معه ؟ فقال: " لا " فجاءت برقة، فمشى في ضوئها حتى بلغ إلى أمه (3).
وكيع: حدثنا ربيع بن سعد، عن عبدالرحمن بن سابط، عن جابر، أنه قال - وقد دخل الحسين المسجد -: " من أحب أن ينظر إلى سيد شباب
______________
* (الهامش) *
= الرزق والراحة، ويسمى الولد ريحانا وريحانة لذلك.
(1) رقم (3890) وأورده الهيثمي في " المجمع " 9 / 181، وقال: رواه الطبراني، وفيه الحسن بن عنبسة وهو ضعيف.
(2) أخرجه الطبراني (2599) و (2601)، والحارث ضعيف، لكن متن الحديث صحيح وقد تقدم.
(3) أورده الهيثمي في " المجمع " 9 / 186، وقال: رواه الطبراني، وفيه موسى بن عثمان وهو متروك.
(*)
/ الصفحة 283 /
أهل الجنة، فلينظر إلى هذا " سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم (1).
تابعه عبد الله بن نمير، عن ربيع الجعفي، أخرجه أحمد في " مسنده ".
وقال شهر: عن أم سلمة: إن النبي صلى الله عليه وسلم جلل عليا وفاطمة وابنيهما بكساء، ثم قال: " اللهم هؤلاء أهل بيت بنتي وحامتي (2)، اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا " فقلت: يا رسول الله ! أنا منهم ؟ قال: " إنك إلى خير " (3).
إسناده جيد، روي من وجوه عن شهر.
وفي بعضها يقول: " دخلت عليها أعزيها على الحسين ".
وروى نحوه الاعمش، عن جعفر بن عبدالرحمن، عن حكيم بن سعد، عن أم سلمة.
وروى شداد أبو عمار، عن واثلة بن الاسقع، قصة الكساء.
أحمد: حدثنا عفان، حدثنا وهيب، حدثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن سعيد بن راشد، عن يعلى العامري، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " حسين سبط من الاسباط، من أحبني فليحب حسينا " وفي لفظ: " أحب الله من أحب حسينا " (4).
______________
* (الهامش) *
(1) ذكره الهيثمي في " المجمع " 9 / 187، ونسبه إلى أبي يعلى وليس لاحمد، وقال: رجاله
رجال الصحيح غير الربيع بن سعد وهو ثقة.
(2) حامة الانسان: خاصته وما يقرب منه، وهو الحميم أيضا، وقد غيرها محقق المطبوع إلى خاصتي.
(3) الحديث صحيح بشواهده وطرقه كما تقدم في الصفحة (254) ت (4) فراجعه.
(4) هو في " المسند " 4 / 172، وأخرجه ابن ماجه (144)، والترمذي (3775)، وحسنه، وصححه الحاكم 3 / 177، ووافقه الذهبي.
(*)
/ الصفحة 284 /
أبو بكر بن عياش: عن عاصم، عن زر، عن عبد الله: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيد الحسن والحسين، ويقول: " هذان ابناي، فمن أحبهما فقد أحبني، ومن أبغضهما فقد أبغضني " (1).
وروى مثله أبو الجحاف، وسالم بن أبي حفصة وغيرهما، عن أبي حازم الاشجعي، عن أبي هريرة مرفوعا (2).
وفي الباب عن أسامة، وسلمان الفارسي، وابن عباس، وزيد بن أرقم (3).
عبد العزيز الدراوردي وغيره، عن علي بن أبي علي اللهبي، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، قال: قعد رسول الله صلى الله عليه وسلم موضع الجنائز، فطلع الحسن والحسين فاعتركا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " إيها حسن " فقال علي: يا رسول الله ! أعلى حسين تواليه ؟ فقال: " هذا جبريل يقول: إيها حسين " (4).
ويروى عن أبي هريرة مرفوعا نحوه (5).
وفي مراسيل يزيد بن أبي زياد: أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع حسينا يبكي، فقال لامه: " ألم تعلمي أن بكاءه يؤذيني " (6).
______________
* (الهامش) *
(1) حسن، وقد تقدم تخريجه في الصفحة (254) ت (3).
(2) حسن، وقد تقدم تخريجه في الصفحة (277) ت (1).
(3) انظر " مجمع الزوائد " 9 / 179 وما بعدها.
(4) هو على انقطاعه ضعيف جدا لضعف علي بن أبي علي اللهبي، وقد تحرف في الاصل إلى " الليثي ".
وقوله: " إيها " معناها هنا: التحريض والت ؟ جيع والاستحسان.
والاصل فيها أنها للكف.
(5) نسبه الحافظ في " الاصابة " 1 / 332 إلى أبي يعلى.
وانظر الصفحة (266) من هذا الجزء.
(6) أخرجه الطبراني رقم (2847)، وقال الهيثمي في " المجمع " 9 / 201: إسناده منقطع.
(*)
/ الصفحة 285 /
حماد بن زيد: حدثنا يحيى بن سعيد الانصاري، عن عبيد بن حنين (1)، عن الحسين، قال: صعدت المنبر إلى عمر، فقلت: ؟ نزل عن منبر أبي، واذهب إلى منبر أبيك.
فقال: إن أبي لم يكن له منبر ! فأقعدني معه، فلما نزل، قال: أي بني ! من علمك هذا ؟ قلت: ما علمنيه أحد.
قال: أي بني ! وهل أنبت على رؤوسنا الشعر إلا الله ثم أنتم ! ووضع يده على رأسه، وقال: أي بني ! لو جعلت تأتينا وتغشانا (2).
إسناده صحيح.
روى جعفر بن محمد، عن أبيه: أن عمر جعل للحسين مثل عطاء علي، خمسة آلاف.
حماد بن زيد: عن معمر، عن الزهري: أن عمر كسا أبناء الصحابة، ولم يكن في ذلك ما يصلح للحسن والحسين، فبعث إلى اليمن، فأتي بكسوة لهما، فقال: الآن طابت نفسي.
الواقدي: حدثنا موسى بن محمد بن إبراهيم التيمي، عن أبيه، أن عمر ألحق الحسن والحسين بفريضة أبيهما لقرابتهما من رسول الله صلى الله عليه وسلم، لكل واحد خمسة آلاف (3).
يونس بن أبي إسحاق: عن العيزار بن حريث، قال: بينا عمرو بن العاص في ظل الكعبة، إذ رأى الحسين، فقال: هذا أحب أهل الارض إلى أهل السماء اليوم.
______________
* (الهامش) *
(1) في الاصل: " حسين " وهو خطأ.
(2) أخرجه الخطيب في " تاريخه " 1 / 141، وذكره الحافظ في " الاصابة " 1 / 333، وصحح إسناده.
(3) انظر الصفحة (266).
(*)
/ الصفحة 286 /
فقال أبو إسحاق: بلغني أن رجلا جاء إلى عمرو، فقال: علي رقبة من ولد إسماعيل.
فقال: ما أعلمها إلا الحسن والحسين.
قلت: ما فهمته (1).
إبراهيم بن نافع: عن عمرو بن دينار، قال: كان الرجل إذا أتى ابن عمر، فقال: إن علي رقبة من بني إسماعيل، قال: عليك بالحسن والحسين.
هوذة: حدثنا عوف، عن الازرق بن قيس، قال: قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم أسقف نجران والعاقب (2)، فعرض عليهما الاسلام، فقالا: كنا مسلمين قبلك.
قال: " كذبتما ! إنه منع الاسلام منكما ثلاث، قولكما: اتخذ الله ولدا، وأكلكما الخنزير، وسجودكما للصنم ".
قالا: فمن أبو عيسى ؟ فما عرف حتى أنزل الله عليه: (إن مثل عيسى عند الله
كمثل آدم)، إلى قوله (إن هذا لهو القصص الحق) (آل عمران: 59 - 63)، فدعاهما إلى الملاعنة (3)، وأخذ بيد فاطمة والحسن والحسين، وقال: هؤلاء بني.
قال: فخلا أحدهما بالآخر، فقال: لا تلاعنه، فإن كان نبيا، فلا بقية، فقالا: لا حاجة لنا في الاسلام ولا في ملاعنتك،.
فهل من ثالثة ؟ قال: نعم، الجزية، فأقرا بها، ورجعا (4).
______________
* (الهامش) *
(1) لعل عمرا أراد أن عتق رقبة من بني إسماعيل متعذر، فإنه أحاله على الحسن والحسين، وهما - وإن كانا ينتسبان إلى إسماعيل - حران لا يملكان، فكأنه أيأسه من الوفاء بنذره.
(2) هو أمير القوم، وذو رأيهم، وصاحب مشورتهم، والذين لا يصدرون إلا عن رأيه وأمره، واسمه عبد المسيح، انظر ابن هشام 1 / 573 وما بعدها.
(3) الملاعنة: تفسيرها كما جاء في الآية الكريمة: (فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين).
(4) أورده السيوطي في " الدر المنثور " 2 / 38، ونسبه لابن سعد وعبد بن حميد، وانظر ابن كثير 1 / 370، 371.
(*)
/ الصفحة 287 /
معمر: عن قتادة، قال: لما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يباهل (1) أهل نجران، أخذ بيد الحسن والحسين، وقال لفاطمة: اتبعينا، فلما رأى ذلك أعداء الله، رجعوا.
أبو عوانة: عن سليمان، عن حبيب بن أبي ثابت، عن أبي إدريس، عن المسيب بن نجبة، سمع عليا يقول: ألا أحدثكم عني وعن أهل بيتي ؟ أما عبد الله بن جعفر، فصاحب لهو، وأما الحسن، فصاحب جفنة من فتيان قريش، لو قد التقت حلقتا البطان لم يغن في الحرب عنكم، وأما أنا وحسين، فنحن منكم، وأنتم منا (2).
إسناده قوي.
وعن سعيد بن عمرو، أن الحسن قال للحسين: وددت أن لي بعض شدة قلبك، فيقول الحسين: وأنا وددت أن لي بعض ما بسط من لسانك.
عن أبي المهزم، قال: كنا في جنازة، فأقبل أبو هريرة ينفض بثوبه التراب عن قدم الحسين.
وقال مصعب الزبيري: حج الحسين خمسا وعشرين حجة ماشيا (3).
______________
* (الهامش) *
(1) المباهلة: الملاعنة، يقال في الكلام: ماله بهله الله، أي: لعنه الله، وماله ؟ عليه بهلة الله، يريد: اللعن.
(2) أخرجه الطبراني (2801)، وقد تصحف فيه " نجبة " إلى " نجية " ورجاله ثقات كما قال الهيثمي في " المجمع " 9 / 191.
وتمامه: " والله لقد خشيت أن يدال هؤلاء القوم عليكم بصلاحهم في أرضهم، وفسادكم في أرضكم، وبأدائهم الامانة، وخيانتكم، وبطواعيتهم إمامهم، ومعصيتكم له، واجتماعهم على باطلهم، وتفرقكم على حقكم، حتى تطول دولتهم حتى لا يدعو الله محرما إلا استحلوه، ولا يبقى مدر ولا وبر إلا دخله ظلمهم، وحتى يكون أحدكم تابعا لهم، وحتى يكون نصرة أحدكم منهم كنصرة العبد من سيده، إذا شهد، أطاعه، وإذا غاب عنه، سبه، وحتى يكون أعظمكم فيها غناء أحسنكم بالله ظنا، فإن أتاكم الله بعافية، فاقبلوا، فإن ابتليتم، فاصبروا، فإن العاقبة للمتقين ".
(3) أخرجه الطبراني (2844)، وهو منقطع كما قال الهيثمي 9 / 201.
(*)
/ الصفحة 288 /
وكذا روى عبيد الله الوصافي (1)، عن عبد الله بن عبيد بن عمير، وزاد: ونجائبه تقاد معه، لكن اختلفت الرواية عن الوصافي، فقال يعلى ابن عبيد، عنه: الحسن، وروى عنه زهير نحوه فقال فيه: الحسن.
قال أبو عبيدة بن المثنى: كان على الميسرة يوم الجمل الحسين.
أحمد في " مسنده ": أخبرنا محمد بن عبيد، حدثنا شرحبيل بن مدرك، عن عبد الله بن نجي (2)، عن أبيه، أنه سار مع علي، وكان صاحب مطهرته، فلما حاذى نينوى، وهو سائر إلى صفين، ناداه علي: اصبر أبا عبد الله بشط الفرات.
قلت: وما ذاك ؟ قال: دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم، وعيناه تفيضان، فقال: " قام من عندي جبريل، فحدثني أن الحسين يقتل، وقال: هل لك أن أشمك (3) من تربته ؟ قلت: نعم.
فمد يده، فقبض قبضة من تراب.
قال: فأعطانيها، فلم أملك عيني " (4).
هذا غريب وله شويهد.
يحيى بن أبي زائدة: عن رجل، عن الشعبي أن عليا وهو بشط الفرات: صبرا أبا عبد الله.
عمارة بن زاذان، حدثنا ثابت، عن أنس، قال: استأذن ملك القطر على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " يا أم سلمة ! احفظي علينا الباب " فجاء الحسين، فاقتحم، وجعل يتوثب على النبي صلى الله عليه وسلم، ورسول الله يقبله.
فقال الملك: أتحبه ؟ قال: " نعم ".
قال: إن أمتك ستقتله، إن شئت أريتك
______________
* (الهامش) *
(1) تحرفت في المطبوع إلى " عبد الله الرصافي ".
(2) تحرف في المطبوع إلى " يحيى ".
(3) تحرفت في المطبوع إلى " آتيك ".
(4) هو في " المسند " 1 / 85، والطبراني (2811)، وأورده الهيثمي في " المجمع " 9 / 187، وزاد نسبته للبزار، وقال: رجاله ثقات، ولم ينفرد نجي بهذا.
(*)
/ الصفحة 289 /
المكان الذي يقتل فيه.
قال: " نعم "، فجاءه بسهلة أو تراب أحمر (1).
قال ثابت: كنا نقول: إنها كربلاء.
علي بن الحسين بن واقد، حدثنا أبي، حدثنا أبو غالب (2)، عن أبي أمامة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لنسائه: " لا تبكوا هذا "، يعني - حسينا: فكان يوم أم سلمة، فنزل جبريل، فقال رسول الله لام سلمة: لا تدعي أحدا يدخل.
فجاء حسين، فبكى، فخلته يدخل، فدخل حتى جلس في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال جبريل: إن أمتك ستقتله.
قال: يقتلونه وهم مؤمنون ؟ قال: نعم، وأراه تربته.
إسناده حسن.
خالد بن مخلد: حدثنا موسى بن يعقوب، عن هاشم بن هاشم، عن عبد الله بن وهب بن زمعة، عن أم سلمة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اضطجع ذات يوم، فاستيقظ وهو خاثر، ثم رقد، ثم استيقظ خاثرا، ثم رقد، ثم استيقظ، وفي يده تربة حمراء، وهو يقلبها (3).
قلت: ما هذه ؟ قال: أخبرني جبريل أن هذا يقتل بأرض العراق، للحسين، وهذه تربتها (4).
______________
* (الهامش) *
(1) أخرجه أحمد 3 / 242 و 265، والطبراني (2813)، وعمارة بن زاذان كثيرا الخطأ، وباقي رجاله ثقات، وأورده الهيثمي في " المجمع " 9 / 187، وزاد نسبته لابي يعلى والبزار، وقال: وفيها عمارة بن زاذان، وثقه جماعة، وفيه ضعف، وبقية رجال أبي يعلى رجال الصحيح.
(2) في " التقريب ": أبو غالب صاحب أبي أمامة بصري، نزل أصبهان، قيل: اسمه حزور، وقيل سعيد بن الحزور - وقيل: نافع -: صدوق يخطئ من الخامسة.
(3) تحرفت في المطبوع إلى " يقبلها ".
(4) وأخرجه الطبراني برقم (2821) من طريق ابن أبي فديك، عن موسى بن يعقوب الزمعي به، وموسى بن يعقوب الزمعي سئ الحفظ لكن تابعه عباد بن إسحاق كما سيذكره المؤلف، وقوله " وهو خاثر " أي: ثقيل النفس غير طبيب ولا نشيط.
(*)
/ الصفحة 290 /
ورواه إبراهيم بن طهمان عن عباد بن إسحاق (1)، عن هاشم، ولم يذكر اضطجع.
أحمد: حدثنا وكيع، حدثنا عبد الله بن سعيد، عن أبيه، عن عائشة، أو أم سلمة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها: " لقد دخل علي البيت ملك لم يدخل علي قبلها، فقال: إن حسينا مقتول، وإن شئت أريتك التربة..." الحديث (2).
ورواه عبد الرزاق، أخبرنا عبد الله مثله، وقال: أم سلمة، ولم يشك.
ويروى عن أبي وائل، وعن شهر بن حوشب، عن أم سلمة.
ورواه ابن سعد من حديث عائشة.
وله طرق أخر.
وعن حماد بن زيد، عن سعيد بن جمهان، أن النبي صلى الله عليه وسلم أتاه جبريل بتراب من التربة التي يقتل بها الحسين.
وقيل: اسمها كربلاء.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " كرب وبلاء " (3).
إسرائيل: عن أبي إسحاق، عن هانئ بن هانئ، عن علي، قال: ليقتلن الحسين قتلا، وإني لاعرف تراب الارض التي يقتل بها (4).
أبو نعيم: (5) حدثنا عبد الجبار بن العباس، عن عمار الدهني: أن
______________
* (الهامش) *
(1) ويقال: هو عبدالرحمن بن إسحاق صدوق من رجال مسلم.
(2) إسناده صحيح كما قال المؤلف في " تاريخه " 3 / 11، وعبد الله بن سعيد: هو ابن أبي هند، وهو في " المسند " 6 / 294، وأورده الهيثمي في " المجمع " 9 / 187، عن أحمد، وقال: ورجاله رجال الصحيح.
(3) مرسل وانظر الطبراني (2819) و (2902)، و " مجمع الزوائد " 9 / 189.
(4) أخرجه الطبراني (2824)، وقال الهيثمي في " المجمع " 9 / 190: ورجاله ثقات.
(5) سقط لفظ " أبو نعيم " من المطبوع.
(*)
يتبع,
علي الفاروق
24-08-2009, 06:10 PM
نكمل,,
/ الصفحة 291 /
كعبا مر على علي، فقال: يقتل من ولد هذا رجل في عصابة لا يجف عرق خيلهم حتى يردوا على محمد صلى الله عليه وسلم، فمر حسن، فقيل: هذا ؟ قال: لا.
فمر حسين، فقيل: هذا ؟ قال: نعم (1).
حصين بن عبدالرحمن: عن العلاء بن أبي عائشة، عن أبيه، عن رأس الجالوت، قال: كنا نسمع أنه يقتل بكربلاء ابن نبي (2).
المطلب بن زياد، عن السدي، قال: رأيت الحسين وله جمة خارجة من تحت عمامته (3).
وقال العيزار بن حريث: رأيت على الحسين مطرفا من خز.
وعن الشعبي، قال: رأيت الحسين يتختم في شهر رمضان (4).
وروى جماعة: أن الحسين كان يخضب بالوسمة وأن خضابه أسود (5).
بلغنا أن الحسين لم يعجبه ما عمل أخوه الحسن من تسليم الخلافة إلى معاوية، بل كان رأيه القتال، ولكنه كظم، وأطاع أخاه، وبايع.
وكان يقبل جوائز معاوية، ومعاوية يرى له، ويحترمه، ويجله، فلما أن فعل معاوية ما فعل بعد وفاة السيد الحسن من العهد بالخلافة إلى ولده يزيد، تألم
______________
* (الهامش) *
(1) أخرجه الطبراني (2851) ورجاله ثقات إلا أنه منقطع، عمار الدهني لم يدرك القصة.
(2) أخرجه الطبراني (2827) وأورده الطبري في تاريخه 5 / 393 من طريق العلاء بن أبي
عائشة قال: حدثني رأس الجالوت، عن أبيه...(3) أخرجه الطبراني برقم (2796).
(4) " تاريخ الاسلام " 3 / 12، وفيه: رأيت الحسين يخضب بالوسمة، ويتختم في شهر رمضان.
(5) انظر " الطبراني " رقم (2779) و (2781) و (2782) و (2783)، و " مجمع الزوائد " 5 / 163.
(*)
/ الصفحة 292 /
الحسين، وحق له، وامتنع هو وابن أبي بكر وابن الزبير من المبايعة، حتى قهرهم معاوية، وأخذ بيعتهم مكرهين، وغلبوا، وعجزوا عن سلطان الوقت.
فلما مات معاوية، تسلم الخلافة يزيد، وبايعه أكثر الناس، ولم يبايع له ابن الزبير ولا الحسين، وأنفوا من ذلك.
ورام كل واحد منهما الامر لنفسه، وسارا في الليل من المدينة.
سفيان بن عيينة، عن إبراهيم بن ميسرة، عن طاووس، عن ابن عباس، قال: استشارني الحسين في الخروج.
فقلت: لولا أن يزرى بي وبك، لنشبت يدي في رأسك.
فقال: لان أقتل بمكان كذا وكذا أحب إلي من أن أستحل حرمتها، يعني مكة.
وكان ذلك الذي سلى نفسي عنه (1).
يحيى بن إسماعيل البجلي (2)، حدثنا الشعبي قال: كان ابن عمر قدم المدينة، فأخبر أن الحسين قد توجه إلى العراق، فلحقه على مسيرة ليلتين، فقال: أين تريد ؟ قال: العراق، ومعه طوامير وكتب، فقال: لا تأتهم.
قال: هذه كتبهم وبيعتهم.
فقال: إن الله خير نبيه بين الدنيا والآخرة، فاختار الآخرة، وإنكم بضعة منه، لايليها أحد منكم أبدا، وما صرفها الله عنكم إلا للذي هو خير لكم، فارجعوا، فأبى، فاعتنقه ابن عمر، وقال:
أستودعك الله من قتيل (3).
زاد فيه الحسن بن عيينة: عن يحيى بن إسماعيل، عن الشعبي:
______________
* (الهامش) *
(1) رجاله ثقات وأخرجه الطبراني (2859)، وقال الهيثمي 9 / 192: ورجاله رجال الصحيح.
(2) كذا الاصل، وفي " البداية " 8 / 160 يحيى بن إسماعيل بن سالم الاسدي وهو الاصح فإن هذا الاثر رواه عنه شبابة بن سوار، وفي " الجرح والتعديل " 9 / 126 في ترجمة يحيى ابن إسماعيل بن سالم الاسدي أنه روى عنه شبابة، وأما يحيى بن إسماعيل البجلي، - وإن روى عن الشعبي - فإنهم لم يذكروا شبابة بن سوار فيمن روى عنه.
(3) " تهذيب ابن عساكر " 4 / 332.
(*)
/ الصفحة 293 /
ناشده، وقال: إن أهل العراق قوم مناكير، قتلوا أباك، وضربوا أخاك، وفعلوا وفعلوا.
ابن المبارك: عن بشر بن غالب، أن ابن الزبير قال للحسين: إلى أين تذهب ؟ إلى قوم قتلوا أباك، وطعنوا أخاك.
فقال: لان أقتل أحب إلي من أن تستحل، يعني مكة (1).
أبو سلمة المنقري: حدثنا معاوية بن عبد الكريم، عن مروان الاصفر، حدثني الفرزدق، قال: لما خرج الحسين، لقيت عبد الله بن عمرو، فقلت: إن هذا قد خرج، فما ترى ؟ قال: أرى أن تخرج معه، فإنك إن أردت دنيا، أصبتها، وإن أردت آخرة، أصبتها، فرحلت نحوه، فلما كنت في بعض الطريق، بلغني (2) قتله، فرجعت إلى عبد الله، وقلت: أين ما ذكرت ؟ قال: كان رأيا رأيته.
قلت: هذا يدل على تصويب عبد الله بن عمرو للحسين في مسيره،
وهو رأي ابن الزبير وجماعة من الصحابة شهدوا الحرة.
ابن سعد: أخبرنا الواقدي، حدثنا ابن أبي ذئب، حدثني عبد الله بن عمير (ح)، وأخبرنا ابن أبي الزناد، عن أبي وجزة (ح)، ويونس بن أبي إسحاق، عن أبيه، وسمى طائفة، ثم قال: فكتبت جوامع حديثهم في مقتل الحسين.
قال: كان أهل الكوفة يكتبون إلى الحسين يدعونه إلى الخروج إليهم زمن معاوية، كل ذلك يأبى، فقدم منهم قوم إلى محمد بن الحنفية، وطلبوا إليه المسير معهم، فأبى، وجاء إلى الحسين، فأخبره،
______________
* (الهامش) *
(1) ذكره ابن كثير في " البداية " 8 / 161 من طريق يعقوب بن سفيان، حدثنا أبو بكر الحميدي، حدثنا سفيان، حدثنا عبد الله بن شريك، عن بشر بن غالب...(2) في الاصل " لقيني ".
(*)
/ الصفحة 294 /
وقال: إن القوم يريدون أن يأكلوا بنا، ويشيطوا دماءنا، فأقام حسين على ما هو عليه متردد العزم، فجاءه أبو سعيد الخدري، فقال: يا أبا عبد الله، إني لك ناصح ومشفق، وقد بلغني أنه كاتبك قوم من شيعتك، فلا تخرج إليهم، فإني سمعت أباك يقول بالكوفة: والله لقد مللتهم وملوني و (أبغضتهم)، وأبغضوني، وما بلوت منهم وفاء، ولا لهم ثبات ولا عزم ولا صبر على السيف (1).
قال: وقدم المسيب بن نجبة وعدة إلى الحسين بعد وفاة الحسن، فدعوه إلى خلع معاوية، وقالوا: قد علمنا رأيك ورأي أخيك، فقال: أرجو أن يعطي الله أخي على نيته، وأن يعطيني على نيتي في حبي جهاد الظالمين (2).
وكتب مروان إلى معاوية: إني لست آمن أن يكون الحسين مرصدا
للفتنة، وأظن يومكم منه طويلا (3).
فكتب معاوية إلى الحسين: إن من أعطى الله صفقة يمينه وعهده لجدير أن يفي، وقد أنبئت بأن قوما من الكوفة دعوك إلى الشقاق، وهم من قد جربت، قد أفسدوا على أبيك وأخيك، فاتق الله، واذكر الميثاق، فإنك متى تكدني، أكدك (4).
فكتب إليه الحسين: أتاني كتابك، وأنا بغير الذي بلغك جدير، وما أردت لك محاربة ولا خلافا، وما أظن لي عذرا عند الله في ترك جهادك، وما أعلم فتنة أعظم من ولايتك.
فقال معاوية: إن أثرنا بأبي عبد الله إلا أسدا (5).
______________
* (الهامش) *
(1) " تهذيب ابن عساكر " 4 / 329، 330.
(4) تهذيب ابن عساكر " 4 / 330.
(2) " تهذيب ابن عساكر " 4 / 330 و (5) " تاريخ الاسلام " 2 / 341.
(3) " تهذيب ابن عساكر " 4 / 330.
(*)
/ الصفحة 295 /
- وعن جويرية بن أسماء، عن مسافع بن شيبة، قال: لقي الحسين معاوية بمكة عند الردم، فأخذ بخطام راحلته، فأناخ به، ثم ساره طويلا، وانصرف، فزجر معاوية الراحلة، فقال له ابنه يزيد: لا يزال رجل قد عرض لك، فأناخ بك، قال: دعه لعله يطلبها من غيري، فلا يسوغه، فيقتله - رجع الحديث إلى الاول: (1).
قالوا: ولما حضر معاوية، دعا يزيد، فأوصاه، وقال: انظر حسينا، فإنه أحب الناس إلى الناس، فصل رحمه، وارفق به، فإن يك منه شئ، فسيكفيك الله بمن قتل أباه، وخذل أخاه.
ومات معاوية في نصف رجب، وبايع الناس يزيد، فكتب إلى والي
المدينة الوليد بن عتبة بن أبي سفيان: أن ادع الناس وبايعهم، وابدأ بالوجوه، وارفق بالحسين، فبعث إلى الحسين وابن الزبير في الليل، ودعاهما إلى بيعة يزيد، فقالا: نصبح وننظر فيما يعمل الناس.
ووثبا، فخرجا.
وقد كان الوليد أغلظ للحسين، فشتمه حسين، وأخذ يعمامته، فنزعها، فقال الوليد: إن هجنا بهذا إلا أسدا.
فقال له مروان أو غيره: اقتله.
قال: إن ذاك لدم مصون (2).
وخرج الحسين وابن الزبير لوقتهما إلى مكة، ونزل الحسين بمكة دار العباس، ولزم عبد الله الحجر، ولبس المعافري (3)، وجعل يحرض على بني أمية، وكان يغدو ويروح إلى الحسين، ويشير عليه أن يقدم العراق، ويقول: هم شيعتكم.
وكان ابن عباس ينهاه (4).
______________
* (الهامش) *
(1) " تهذيب ابن عساكر " 4 / 330.
(4) " تهذيب ابن عساكر " 4 / 331.
(2) " تهذيب ابن عساكر " 4 / 330.
(3) المعافري: برود باليمن منسوبة إلى قبيلة معافر.
(*)
/ الصفحة 296 /
وقال له عبد الله بن مطيع: فداك أبي وأمي، متعنا بنفسك ولا تسر، فوالله لئن قتلت ليتخذونا خولا وعبيدا (1).
ولقيهما عبد الله بن عمر، وعبد الله بن عياش بن أبي ربيعة منصرفين من العمرة، فقال لهما: أذكر كما الله إلا رجعتما، فدخلتما في صالح ما يدخل فيه الناس وتنظران، فإن اجتمع عليه الناس لم تشذا، وإن افترق عليه كان الذي تريدان (2).
وقال ابن عمر للحسين: لا تخرج، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم خير بين الدنيا والآخرة، فاختار الآخرة، وإنك بضعة منه ولا تنالها، ثم اعتنقه، وبكى،
وودعه.
فكان ابن عمر يقول: غلبنا بخروجه، ولعمري لقد رأى في أبيه وأخيه عبرة، ورأى من الفتنة وخذلان الناس لهم ما كان ينبغي له أن لا يتحرك (3).
وقال له ابن عباس: أين تريد يا ابن فاطمة ؟ قال: العراق وشيعتي.
قال: إني كاره لوجهك هذا، تخرج إلى قوم قتلوا أباك...إلى أن قال: وقال له أبو سعيد: اتق الله، والزم بيتك.
وكلمه جابر، وأبو واقد الليثي.
وقال ابن المسيب: لو أنه لم يخرج، لكان خيرا له.
قال: وكتبت إليه عمرة (4) تعظم ما يريد أن يصنع، وتخبره أنه إنما يساق إلى مصرعه، وتقول: حدثتني عائشة أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
______________
* (الهامش) *
(1) " طبقات ابن سعد " 5 / 145، و " تهذيب ابن عساكر " 4 / 331.
(2) " تهذيب ابن عساكر " 4 / 331.
(3) " تهذيب ابن عساكر " 4 / 331.
(4) تحرفت الجملة في المطبوع: وكتب إليك ابن عمر.
(*)
/ الصفحة 297 /
يقول: " يقتل حسين بأرض بابل " فلما قرأ كتابها، قال: فلابد إذا من مصرعي (1).
وكتب إليه عبد الله بن جعفر يحذره ويناشده الله.
فكتب إليه: إني رأيت رؤيا، رأيت فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمرني بأمر أنا ماض له (2).
وأبى الحسين على كل من أشار علهى إلا المسير إلى العراق (3).
وقال له ابن عباس: إني لاظنك ستقتل غدا بين نسائك وبناتك كما قتل عثمان، وإني لاخاف أن تكون الذي يقاد به عثمان، فإنا لله وإنا إليه
راجعون (4).
قال: أبا العباس ! إنك شيخ قد كبرت.
فقال: لولا أن يزرى بي وبك، لنشبت يدي في رأسك، ولو أعلم أنك تقيم، إذا لفعلت، ثم بكى، وقال: أقررت عين ابن الزبير.
ثم قال بعد لابن الزبير: قد أتى ما أحببت أبو عبد الله، يخرج إلى العراق، ويتركك والحجاز: يا لك من قنبرة بمعمر * خلا لك البر فبيضي واصفري ونقري ما شئت أن تنقري (5).
______________
* (الهامش) *
(1) " تهذيب ابن عساكر " 4 / 332، 333.
(2) " تاريخ الطبري " 5 / 388.
(3) " تهذيب ابن عساكر " 4 / 333.
(4) " تهذيب ابن عساكر " 4 / 334.
(5) " تاريخ الطبري " 5 / 384، و " ابن الاثير " 4 / 39، و " تاريخ الاسلام " 2 / 343، و " البداية " 8 / 160، و " تهذيب ابن عساكر " 4 / 334.
وقوله: " قنبرة " ويروى " قبرة " وهي بضم القاف وتشديد الباء، واحدة القبر، قال البطليوسي في " شرح أدب الكاتب ": وقنبرة أيضا بإثبات النون وهي لغة فصيحة: وهو ضرب من الطير يشبه الحمر.
وينسب الرجز لطرفة انظر ملحق ديوانه: 193.
يقال: إن طرفة كان مع عمه في سفر وهو ابن سبع سنين، فنزلوا على ماء، فذهب طرفة بفخ له، فنصبه للقنابر، =
/ الصفحة 198 /
وقال أبو بكر بن عياش: كتب الاحنف إلى الحسين: (فاصبر إن وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون) (الروم: 60) عوانة بن الحكم: عن لبطة بن الفرزدق، عن أبيه قال: لقيت الحسين، فقلت: القلوب معك، والسيوف مع بني أمية (1).
ابن عيينة: عن لبطة، عن أبيه قال: لقيني الحسين وهو خارج من مكة في جماعة عليهم يلامق (2) الديباج، فقال: ما ورءك ؟ قال: وكان في لسانه ثقل من برسام عرض له.
وقيل: كان مع الحسين وجماعته اثنان وثلاثون فرسا.
وروى ابن سعد بأسانيده: قالوا: وأخذ الحسين طريق العذيب (3)، حتى نزل قصر أبي مقاتل (4)، فخفق خفقة، ثم استرجع، وقال: رأيت كأن فارسا يسايرنا، ويقول: القوم يسيرون، والمنايا تسري إليهم.
ثم نزل كربلاء، فسار إليه عمر بن سعد كالمكره.
إلى أن قال: وقتل أصحابه حوله، وكانوا خمسين، وتحول إليه من أولئك عشرون، وبقي عامة نهاره لا يقدم عليه أحد، وأحاطت به الرجالة، وكان يشد عليهم، فيهزمهم، وهم يكرهون الاقدام عليه، فصرخ بهم شمر ! ثكلتكم أمهاتكم، ماذا تنتظرون
______________
* (الهامش) *
= وبقي عامة يومه لم يصد شيئا، ثم حمل فخه وعاد إلى عمه، فحملوا ورحلوا من ذلك المكان، فرأى القنابر يلتقطن مانثر لهن من الحب، فقال ذلك.
وقوله " خلا لك البر " ويروى: " خلا لك الجو " ومعناه هنا: " وما اتسع من الاودية " (1) انظر " الطبري " 5 / 386.
(2) اليلامق: جمع يلمق: وهو القباء المحشو، وأصله بالفارسية " يلمه " وانظر " الفسوي " 2 / 673، فقد روى الخبر مطولا من طريق ابن عيينة.
(3) قال ياقوت: العذيب: ماء بين القادسية والمغيثة.
(4) في " الطبري " 5 / 407، وابن الاثير 4 / 50: قصر بني مقاتل، قال ياقوت في " معجم البلدان " 4 / 364: وقصر مقاتل: كان بين عين التمر والشام، وقال السكوني: هو قرب القطقطانة وسلام ثم القريات: منسوب إلى مقاتل بن حسان بن ثعلبة بن أوس...(*)
/ الصفحة 299 /
به ؟ وطعنه سنان بن أنس النخعي في ترقوته، ثم طعنه في صدره فخر، واحتز رأسه خولي الاصبحي لا رضي الله عنهما.
ذكر ابن سعد بأسانيد له قالوا: قدم الحسين مسلما، وأمره أن ينزل على هانئ بن عروة، ويكتب إليه بخبر الناس، فقدم الكوفة مستخفيا، وأتته الشيعة، فأخذ بيعتهم، وكتب إلى الحسين: بايعني إلى الآن ثمانية عشر ألفا، فعجل، فليس دون الكوفة مانع، فأغذ السير حتى انتهى إلى زبالة (1)، فجاءت رسل أهل الكوفة إليه بديوان فيه أسماء مئة ألف، وكان على الكوفة النعمان بن بشير، فخاف يزيد أن لا يقدم النعمان على الحسين.
فكتب إلى عبيد الله وهو على البصرة.
فضم إليه الكوفة، وقال له: إن كان لك جناحان، فطر إلى الكوفة ! فبادر متعمما متنكرا، ومر في السوق، فلما رآه السفلة، اشتدوا بين يديه: يظنونه الحسين، وصاحوا: يا ابن رسول الله ! الحمد لله الذي أراناك، وقبلوا يده ورجله، فقال: ما أشد ما فسد هؤلاء.
ثم دخل المسجد، فصلى ركعتين، وصعد المنبر، وكشف لثامه، وظفر برسول الحسين - وهو عبد الله بن بقطر - فقتله.
وقدم مع عبيد الله، شريك بن الاعور - شيعي -، فنزل على هانئ بن عروة، فمرض، فكان عبيد الله يعوده، فهيؤوالعبيد الله ثلاثين رجلا ليغتالوه، فلم يتم ذلك.
وفهم عبيد الله، فوثب وخرج، فنم عليهم عبد لهانئ، فبعث إلى هانئ - وهو شيخ - فقال: ما حملك على أن تجير عدوي ؟ قال: يا ابن أخي، جاء حق هو أحق من حقك، فوثب إليه عبيد الله بالعنزة حتى غرز رأسه بالحائط.
وبلغ الخبر مسلما، فخرج في نحو الاربع مئة، فما وصل إلى القصر إلا في نحو الستين، وغربت الشمس، فاقتتلوا، وكثر عليهم أصحاب عبيد
______________
* (الهامش) *
(1) قال ياقوت: زبالة: منزل معروف بطريق مكة من الكوفة.
(*)
/ الصفحة 300 /
الله، وجاء الليل، فهرب مسلم، فاستجار بامرأة من كندة، ثم جئ به إلى عبيد الله، فقتله، فقال: دعني أوص.
قال: نعم.
فقال لعمر بن سعد: يا هذا ! إن لي إليك حاجة، وليس هنا قرشي غيرك، وهذا الحسين قد أظلك، فأرسل إليه لينصرف، فإن القوم قد غروه، وكذبوه، وعلي دين فاقضه عني، ووار جثتي، ففعل ذلك.
وبعث رجلا على ناقة إلى الحسين، فلقيه على أربع مراحل، فقال له ابنه علي الاكبر: ارجع يا أبه، فإنهم أهل العراق وغدرهم وقلة وفائهم.
فقالت بنو عقيل: ليس بحين رجوع، وحرضوه، فقال حسين لاصحابه: قد ترون ما أتانا، وما أرى القوم إلا سيخذلوننا، فمن أحب أن يرجع، فليرجع، فانصرف عنه قوم.
وأما عبيد الله فجمع المقاتلة، وبذل لهم المال، وجهز عمر بن سعد في أربعة آلاف، فأبى، وكره قتال الحسين، فقال: لئن لم تسر إليه لاعزلنك، ولاهدمن دارك، وأضرب عنقك.
وكان الحسين في خمسين رجلا، منهم تسعة عشر من أهل بيته.
وقال الحسين: يا هؤلاء ! دعونا نرجع من حيث جئنا، قالوا: لا.
وبلغ ذلك عبيد الله، فهم أن يخلي عنه، وقال: والله ما عرض لشئ من عملي، وما أراني إلا مخل سبيله يذهب حيث يشاء، فقال شمر: إن فعلت، وفاتك الرجل، لاتستقيلها أبدا.
فكتب إلى عمر.
الآن حيث تعلقته حبالنا * يرجو النجاة ولات حين مناص (1).
فناهضه، وقال لشمر: سر فإن قاتل عمر، وإلا فاقتله، وأنت على الناس.
وضبط عبيد الله الجسر، فمنع من يجوزه لما بلغه أن ناسا يتسللون إلى الحسين.
______________
* (الهامش) *
(1) رواية الشطر الاول في " الطبري " 5 / 411، و " ابن الاثير " 4 / 53: الآن إذ علقت مخالبنا به.
(*)
يتبع,,
علي الفاروق
24-08-2009, 06:11 PM
نكمل,,
/ الصفحة 301 /
قال: فركب العسكر، وحسين جالس، فرآهم مقبلين، فقال لاخيه عباس: القهم فسلهم: مالهم ؟ فسألهم، قالوا: أتانا كتاب الامير يأمرنا أن نعرض عليك النزول على حكمه، أو نناجزك.
قال: انصرفوا عنا العشية حتى ننظر الليلة، فانصرفوا.
وجمع حسين أصحابه ليلة عاشوراء، فحمد الله، وقال: إني لا أحسب القوم إلا مقاتليكم غدا، وقد أذنت لكم جميعا، فأنتم في حل مني، وهذا الليل قد غشيكم، فمن كانت له قوة، فليضم إليه رجلا من أهل بيتي، وتفرقوا في سوادكم، فإنهم إنما يطلبونني، فإذا رأوني، لهوا عن طلبكم.
فقال أهل بيته: لا أبقانا الله بعدك، والله لا نفارقك.
وقال أصحابه كذلك (1).
- الثوري: عن أبي الجحاف، عن أبيه: أن رجلا قال للحسين: إن علي دينا.
قال: لا يقاتل معي من عليه دين (2) - رجع الحديث إلى الاول: فلما أصبحوا، قال الحسين: اللهم أنت ثقتي في كل كرب، ورجائي في كل شدة، وأنت فيما نزل بي ثقة، وأنت ولي كل نعمة، وصاحب كل حسنة.
وقال لعمر وجنده: لا تعجلوا، والله ما أتيتكم حتى أتتني كتب أماثلكم بأن السنة قد أميتت، والنفاق قد نجم، والحدود قد عطلت، فاقدم لعل الله يصلح بك الامة.
فأتيت، فإذ كرهتم ذلك، فأنا راجع، فارجعوا إلى أنفسكم، هل يصلح لكم قتلي، أو يحل دمي ؟ ألست ابن بنت نبيكم
وابن ابن عمه ؟ أو ليس حمزة والعباس وجعفر عمومتي ؟ ألم يبلغكم قول
______________
* (الهامش) *
(1) " الكامل " لابن الاثير 4 / 57.
(2) أخرجه الطبراني (2872) وفي سنده موسى بن عمير، قال المؤلف في " الميزان ": لا يعرف.
(*)
/ الصفحة 302 /
رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفي أخي: " هذان سيدا شباب أهل الجنة " ؟ فقال شمر: هو يعبد الله على حرف إن كان يدري ما يقول، فقال عمر: لو كان أمرك إلي، لاجبت.
وقال الحسين: يا عمر ! ليكونن لما ترى يوم (1) يسوؤك.
اللهم إن أهل العراق غروني، وخدعوني، وصنعوا بأخي ما صنعوا.
اللهم شتت عليهم أمرهم، وأحصهم عددا.
فكان أول من قاتل مولى لعبيد (2) الله بن زياد، فبرز له عبد الله بن تميم الكلبي، فقتله، والحسين جالس عليه جبة خز دكناء، والنبل يقع حوله، فوقعت نبلة في ولد له ابن ثلاث سنين، فلبس لامته، وقاتل حوله أصحابه، حتى قتلوا جميعا، وحمل ولده علي يرتجز: أنا علي بن الحسين بن علي * نحن وبيت الله أولى بالنبي فجاءته طعنة، وعطش حسين فجاء رجل بماء، فتناوله، فرماه حصين ابن تميم بسهم، فوقع في فيه، فجعل يتلقى الدم بيده ويحمد الله.
وتوجه نحو المسناه يريد الفرات، فحالوا بينه وبين الماء، ورماه رجل بسهم، فأثبته في حنكه، وبقي عامة يومه لا يقدم عليه أحد، حتى أحاطت به الرجالة، وهو رابط الجأش، يقاتل قتال الفارس الشجاع، إن كان ليشد عليهم، فينكشفون عنه انكشاف المعزى شد فيها الاسد، حتى صاح بهم شمر: ثكلتكم أمهاتكم ! ماذا تنتظرون به ؟ فانتهى إليه زرعة التميمي، فضرب
كتفه، وضربه الحسين على عاتقه، فصرعه، وبرز سنان النخعي، فطعنه في ترقوته وفي صدره، فخر، ثم نزل ليحتز رأسه، ونزل خولي الاصبحي، فاحتز رأسه، وأتى به عبيد الله بن زياد، فلم يعطه شيئا.
قال: ووجد بالحسين ثلاث وثلاثون جراحة، وقتل من جيش عمر بن
______________
* (الهامش) *
(1) في الاصل " يوما ".
(2) تحرف في المطبوع إلى " لعبد ".
(*)
/ الصفحة 303 /
سعد ثمانية وثمانون نفسا.
قال: ولم يفلت من أهل بيت الحسين سوى ولده علي الاصغر، فالحسينية من ذريته، كان مريضا.
وحسن بن حسن بن علي وله ذرية، وأخوه عمرو، ولا عقب له، والقاسم بن عبد الله بن جعفر، ومحمد بن عقيل، فقدم بهم وبزينب وفاطمة بنتي علي، وفاطمة وسكينة بنتي الحسين، وزوجته الرباب الكلبية والدة سكينة، وأم محمد بنت الحسن بن علي، وعبيد وإماء لهم.
قال: وأخذ ثقل الحسين، وأخذ رجل حلي فاطمة بنت الحسين، وبكى، فقالت: لم تبكي ؟ فقال: أأسلب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا أبكي ؟ قالت: فدعه، قال: أخاف أن يأخذه غيري.
وأقبل عمر بن سعد، فقال: ما رجع إلى أهله بشر مما رجعت به، أطعت ابن زياد، وعصيت الله، وقطعت الرحم.
وورد البشير على يزيد، فلما أخبره، دمعت عيناه، وقال: كنت أرضى من طاعتكم بدون قتل الحسين.
وقالت سكينة: يا يزيد، أبنات رسول الله سبايا ؟ قال: يا بنت أخي هو والله علي أشد منه عليك، أقسمت ولو أن بين ابن زياد وبين حسين قرابة ما أقدم (1) عليه، ولكن فرقت بينه وبينه سمية، فرحم الله حسينا، عجل
عليه ابن زياد، أما والله لو كنت صاحبه، ثم لم أقدر على دفع القتل عنه إلا بنقص بعض عمري، لاحببت أن أدفعه عنه، ولوددت أن أتيت به سلما.
ثم أقبل على علي بن الحسين، فقال: أبوك قطع رحمي، ونازعني سلطاني.
فقام رجل، فقال: إن سباءهم لنا حلال.
قال علي: كذبت إلا أن تخرج من ملتنا.
فأطرق يزيد، وأمر بالنساء، فأدخلن على نسائه، وأمر
______________
* (الهامش) *
(1) تحرفت في المطبوع إلى " ما قدم ".
(*)
/ الصفحة 304 /
نساء آل أبي سفيان، فأقمن المأتم على الحسين ثلاثة أيام، إلى أن قال: وبكت أم كلثوم بنت عبد الله بن عامر، فقال يزيد وهو زوجها: حق لها أن تعول على كبير قريش وسيدها.
جرير بن حازم، عن الزبير بن الخريت، سمع الفرزدق يقول: لقيت الحسين بذات عرق، فقال: ما ترى أهل الكوفة صانعين معي ؟ فإن معي حملا من كتبهم، قلت: يخذلونك، فلا تذهب.
وكتب يزيد إلى ابن عباس يذكر له خروج الحسين، ويقول: نحسب أنه جاءه رجال من المشرق، فمنوه الخلافة، وعندك منهم خبره، فإن فعل، فقد قطع القرابة والرحم، وأنت كبير أهل بيتك والمنظور إليه، فاكففه عن السعي في الفرقة.
فكتب إليه ابن عباس: إني لارجو أن لا يكون خروجه لامر تكره، ولست أدع النصيحة له.
وبعث حسين إلى المدينة، فلحق به من خف من بني عبدالمطلب، وهم تسعة عشر رجلا، ونساء، وصبيان، وتبعهم أخوه محمد، فأدركه بمكة، وأعلمه أن الخروج يومه هذا ليس برأي، فأبى، فمنع محمد ولده،
فوجد عليه الحسين، وقال: ترغب بولدك عن موضع أصاب فيه.
وبعث أهل العراق رسلا وكتبا إليه، فسار في آله، وفي ستين شيخا من أهل الكوفة في عشر ذي الحجة.
فكتب مروان إلى عبيد الله بن زياد بن أبيه: أما بعد: فإن الحسين قد توجه إليك، وتالله ما أحد يسلمه الله أحب إلينا من الحسين، فإياك أن تهيج على نفسك مالا يسده شئ.
/ الصفحة 305 /
وكتب إليه عمرو بن سعيد الاشدق: أما بعد، فقد توجه إليك الحسين، وفي مثلها تعتق أو تسترق.
الزبير: حدثنا محمد بن الضحاك، عن أبيه قال: خرج الحسين، فكتب يزيد إلى بن زياد نائبه (1): إن حسينا صائر إلى الكوفة، وقد ابتلي به زمانك من بين الازمان، وبلدك من بين البلدان، وأنت من بين العمال، وعندها تعتق، أو تعود عبدا.
فقتله ابن زياد، وبعث برأسه إليه.
ابن عيينة: حدثني أعرابي يقال له: بجير من أهل الثعلبية (2) له مئة وست عشرة سنة.
قال: مر الحسين وأنا غلام، وكان في قلة من الناس، فقال له أخي: يا ابن بنت رسول الله ! أراك في قلة من الناس، فقال بالسوط - وأشار إلى حقيبة الرحل -: هذه خلفي مملوءة كتبا.
ابن عيينة: حدثنا شهاب بن خراش، عن رجل من قومه قال: كنت في الجيش الذين جهزهم عبيد الله بن زياد إلى الحسين، وكانوا أربعة آلاف يريدون الديلم، فصرفهم عبيد الله إلى الحسين، فلقيته، فقلت: السلام عليك يا أبا عبد الله، قال: وعليك السلام.
وكانت فيه غنة.
قال شهاب: فحدثت به زيد بن علي، فأعجبه، وكانت فيه غنة (3).
جعفر بن سليمان: عن يزيد الرشك، قال: حدثني من شافة الحسين قال: رأيت أبنية مضروبة للحسين، فأتيت، فإذا شيخ يقرأ القرآن، والدموع تسيل على خديه، فقلت: بأبي وأمي يا ابن رسول الله ! ما أنزلك
______________
* (الهامش) *
(1) تحرفت في المطبوع إلى " بن أبيه ".
(2) قال ياقوت: الثعلبية: من منازل طريق مكة من الكوفة بعد الشقوق وقبل الخزيمية، وهي ثلثا الطريق.
(3) " المعرفة والتاريخ " 3 / 325.
(*)
/ الصفحة 306 /
هذه البلاد والفلاة ؟ هذه كتب أهل الكوفة إلي، ولا أراهم إلا قاتلي، فإذا فعلوا ذلك، لم يدعو الله حرمة إلا انتهكوها، فيسلط الله عليهم من يذلهم حتى يكونوا أذل من فرم (1) الامة يعني مقنعتها.
المدائني: عن الحسن بن دينار، عن معاوية بن قرة، قال: قال الحسين: والله ليعتدين علي كما اعتدت بنو إسرائيل في السبت (2).
أحمد بن جناب المصيصي: حدثنا خالد بن يزيد القسري، حدثنا عمار الدهني: قلت لابي جعفر الباقر: حدثني بقتل الحسين.
فقال: مات معاوية، فأرسل الوليد بن عتبة والي المدينة إلى الحسين ليبايع، فقال: أخرني، ورفق به، فأخره، فخرج إلى مكة، فأتاه رسل أهل الكوفة، وعليها النعمان بن بشير، فبعث الحسين ابن عمه مسلم بن عقيل: أن سر، فانظر ما كتبوا به، فأخذ مسلم دليلين وسار، فعطشوا في البرية، فمات أحدهما.
وكتب مسلم إلى الحسين يستعفيه، فكتب إليه: امض إلى الكوفة، ولم يعفه، فقدمها، فنزل على عوسجة، فدب إليه أهل الكوفة، فبايعه اثنا عشر ألفا.
فقام عبيد الله بن مسلم، فقال للنعمان: إنك
لضعيف ! قال: لان أكون ضعيفا أحب إلي من أن أكون قويا في معصية الله، وما كنت لاهتك سترا ستره الله.
وكتب بقوله إلى يزيد، وكان يزيد ساخطا على عبيد الله بن زياد، فكتب إليه برضاء عنه، وأنه ولاه الكوفة مضافا إلى البصرة.
وكتب إليه أن يقتل مسلما.
فأسرع عبيد الله في وجوه أهل البصرة إلى الكوفة متلثما، فلا يمر بمجلس، فيسلم عليهم إلا قالوا: وعليك
______________
* (الهامش) *
(1) تصحفت في المطبوع إلى " قرم " قال ابن الاثير في " النهاية " بعد أن أورد خير الحسين هذا: هو بالتحريك: ما تعالج به المرأة فرجها ليضيق، وقيل: هو خرقة الحيض.
والخبر في " الطبري " 5 / 394، و " تهذيب ابن عساكر " 4 / 336.
(2) " تاريخ الطبري " 5 / 385.
(*)
/ الصفحة 307 /
السلام يا ابن رسول الله، يظنونه الحسين.
فنزل القصر، ثم دعا مولى له، فأعطاه ثلاثة آلاف درهم، وقال: اذهب حتى تسأل عن الذي يبايع أهل الكوفة، فقل: أنا غريب، جئت بهذا المال يتقوى به، فخرج، وتلطف حتى دخل على شيخ يلي البيعة، فأدخله على مسلم، وأعطاه الدراهم، وبايعه، ورجع، فأخبر عبيد الله.
وتحول مسلم إلى دار هانئ بن عروة المرادي، فقال عبيد الله: ما بال هانئ لم يأتنا ؟ فخرج إليه محمد بن الاشعث وغيره، فقالوا: إن الامير قد ذكرك فركب معهم، وأتاه وعنده شريح القاضي، فقال عبيد الله: " أتتك بحائن رجلاه " (1) فلما سلم، قال: يا هانئ أين مسلم ؟ قال: ما أدري، فخرج إليه صاحب الدراهم، فلما رآه، قطع به، وقال: أيها الامير ! والله ما دعوته إلى منزلي، ولكنه جاء، فرمى نفسه علي.
قال: ائتني به.
قال: والله لو كان تحت قدمي، ما رفعتهما عنه، فضربه بعصا، فشجه، فأهوى
هانئ إلى سيف شرطي يستله، فمنعه.
وقال: قد حل دمك، وسجنه.
فطار الخبر إلى مذحج، فإذا على باب القصر جلبة، وبلغ مسلما الخبر، فنادى بشعاره، فاجتمع إليه أربعون ألفا، فعباهم، وقصد القصر، فبعث عبيد الله إلى وجوه أهل الكوفة، فجمعهم عنده، وأمرهم، فأشرفوا من القصر على عشائرهم، فجعلوا يكلمونهم، فجعلوا يتسللون حتى بقي مسلم في خمس مئة، وقد كان كتب إلى الحسين ليسرع، فلما دخل الليل، ذهب أولئك، حتى بقي مسلم وحده يتردد في الطرق، فأتى بيتا ! فخرجت إليه امرأة، فقال: اسقني، فسقته.
ثم دخلت، ومكثت ما شاء الله.
ثم خرجت، فإذا به على الباب، فقالت: يا هذا، إن مجلسك مجلس ريبة،
______________
* (الهامش) *
(1) مثل: يضرب للرجل يسعى إلى المكروه حتى يقع فيه، والحين: الهلاك، وقد حان الرجل: هلك، وأحانه الله، وكل شئ لم يوفق للرشاد، فقد حان.
(*)
/ الصفحة 308 /
فقم، فقال: أنا مسلم بن عقيل، فهل عندك مأوى ؟ قالت: نعم.
فأدخلته، وكان ابنها مولى لمحمد بن الاشعث، فانطلق إلى مولاه، فأعلمه، فبعث عبيد الله الشرط إلى مسلم، فخرج، وسل سيفه، وقاتل، فأعطاه ابن الاشعث أمانا، فسلم نفسه، فجاء به إلى عبيد الله، فضرب عنقه وألقاه إلى الناس، وقتل هانئا، فقال الشاعر (1): فإن كنت لا تدرين ما الموت فانظري * إلى هانئ في السوق وابن عقيل أصابهما أمر الامير فأصبحا * أحاديث من يسعى بكل سبيل أيركب أسماء الهماليج آمنا * وقد طلبته مذحج بقتيل يعني: أسماء بن خارجة.
قال: وأقبل حسين على كتاب مسلم، حتى إذا كان على ساعة من
القادسية، لقيه رجل، فقال للحسين: ارجع، لم أدع لك ورائي خيرا، فهم أن يرجع.
فقال إخوة مسلم: والله لا نرجع حتى نأخذ بالثأر، أو نقتل، فقال: لاخير في الحياة بعدكم.
وسار.
فلقيته خيل عبيد الله، فعدل إلى كربلاء، وأسند ظهره إلى قصميا حتى لا يقاتل إلا من وجه واحد، وكان معه خمسة وأربعون فارسا ونحو من مئة راجل.
وجاء عمر بن سعد بن أبي وقاص - وقد ولاه عبيد الله بن زياد على العسكر - وطلب من عبيد الله أن يعفيه من ذلك، فأبى، فقال الحسين: اختاروا واحدة من ثلاث، إما أن تدعوني، فألحق بالثغور، وإما أن أذهب إلى يزيد، أو أرد إلى المدينة.
فقبل عمر ذلك، وكتب به إلى عبيد الله، فكتب إليه: لاولا كرامة حتى يضع يده في يدي.
فقال الحسين: لا والله ! وقاتل، فقتل أصحابه، منهم بضعة عشر شابا من أهل بيته.
______________
* (الهامش) *
(1) في " الكامل " 4 / 36: فقال عبد الله بن الزبير في قتل هانئ ومسلم، وقيل: قاله الفرزدق.
والخبر بطوله مع الشعر في " تهذيب ابن عساكر " 4 / 339، 340.
(*)
/ الصفحة 309 /
قال: ويجئ سهم، فيقع بابن له صغير، فجعل يمسح الدم عنه، ويقول: اللهم احكم بيننا وبين قومنا، دعونا لينصرونا، ثم يقتلوننا.
ثم قاتل حتى قتل.
قتله رجل مذحجي، وحز رأسه، ومضى به إلى عبيد الله، فقال: أوقر ركابي ذهبا * فقد قتلت الملك المحجبا قتلت خير الناس أما وأبا (1) فوفده إلى يزيد ومعه الرأس، فوضع بين يديه، وعنده أبوبرزة الاسلمي، فجعل يزيد ينكت بالقضيب على فيه، ويقول (2) نفلق هاما من أناس أعزة * علينا وهم كانوا اعق وأظلما
كذا قال أبوبرزة.
وإنما المحفوظ أن ذلك كان عند عبيد الله (3).
قال: فقال أبوبرزة: ارفع قضيبك، لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فاه على فيه.
قال: وسرح عمر بن سعد بحريمه وعياله إلى عبيد الله.
ولم يكن بقي منهم إلا غلام كان مريضا مع النساء، فأمر به عبيد الله ليقتل، فطرحت عمته زينب نفسها عليه، وقالت: لا يقتل حتى تقتلوني، فرق لها، وجهزهم إلى الشام، فلما قدموا على يزيد، جمع من كان بحضرته، وهنؤوه، فقام رجل
______________
* (الهامش) *
(1) انظر " الطبراني " (2852).
(2) هو للحصين بن الحمام بن ربيعة المري الذبياني، شاعر فارس جاهلي كان سيد بني سهم بن مرة، ويلقب " مانع الضيم " وهو ممن نبذوا عبادة الاوثان في الجاهلية.
والبيت من قصيدة مطلعها: جزى الله أفناء العشيرة كلها * بدارة موضوع عقوقا ومأثما وهي في " المفضليات ".
ص 64 - 69 فانظر تخريجها ثمة.
(3) انظر " الطبراني " (2846) و " المجمع " 9 / 193.
(*)
/ الصفحة 310 /
أحمر أزرق، ونظر إلى صبية منهم، فقال: هبها لي يا أمير المؤمنين، فقالت زينب: لا ولا كرامة لك إلا أن تخرج من دين الله.
فقال له يزيد: كف.
ثم أدخلهم إلى عياله، فجهزهم، وحملهم إلى المدينة (1).
إلى هنا عن أحمد بن جناب.
الزبير: حدثنا محمد بن حسن: لما نزل عمر بن سعد بالحسين، خطب أصحابه، وقال: قد نزل بنا ما ترون، وإن الدنيا قد تغيرت وتنكرت، وأدبر معروفها، واستمرئت (2) حتى لم يبق منها إلا كصبابة
إلاناء، وإلا خسيس (3) (عيش) كالمرعى الوبيل، ألا ترون الحق لا يعمل به، والباطل لا يتناهى عنه ؟ ليرغب المؤمن في لقاء الله.
إني لاأرى الموت إلا سعادة، والحياة مع الظالمين إلا ندما (4).
خالد بن عبد الله، عن الجريري، عن رجل: أن الحسين لما أرهقه السلاح، قال: ألا تقبلون مني ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل من المشركين ؟ كان إذا جنح أحدهم، قبل منه.
قالوا: لا.
قال: فدعوني أرجع.
قالوا: لا.
قال: فدعوني آتي أمير المؤمنين، فأخذ له رجل السلاح، فقال له: أبشر بالنار، فقال: بل إن شاء الله برحمة ربي، وشفاعة نبيي.
فقتل، وجئ برأسه، فوضع في طست بين يدي ابن زياد، فنكته بقضيبه، وقال: لقد كان غلاما صبيحا.
ثم قال: أيكم قاتله ؟ فقام الرجل.
فقال:
______________
* (الهامش) *
(1) " البداية " 8 / 194.
(2) تحرفت في المطبوع إلى " استمرت ".
(3) تصحفت في المطبوع إلى " حشيش ".
(4) الخبر في " الطبراني " برقم (2842)، و " الحلية " 2 / 39، و " الطبري " 5 / 403، 404، والزبير هو ابن بكار، ومحمد بن حسن هو ابن زبالة، وهو متروك متفق على ضعفه، ولم يدرك القصة.
كما قال الهيثمي في " المجمع " 9 / 193، وقوله " إلا ندما " في الطبري والطبراني " إلا برما ".
(*)
يتبع,,
علي الفاروق
24-08-2009, 06:12 PM
نكمل,,
/ الصفحة 311 /
وما قال لك ؟ فأعاد الحديث..قال: فاسود وجهه (1).
أبو معشر: عن رجاله قال: قال الحسين حين نزلوا كربلاء: ما اسم هذه الارض ؟ قالوا: كربلاء.
قال: كرب وبلاء.
وبعث عبيد الله لحربه عمر بن سعد، فقال: يا عمر ! اختر مني إحدى ثلاث، إما أن تتركني
أرجع، أو فسيرني إلى يزيد، فأضع يدي في يده، فإن أبيت، فسيرني إلى الترك، فأجاهد حتى أموت.
فبعث بذلك إلى عبيد الله، فهم أن يسيره إلى يزيد، فقال له شمر بن ذي الجوشن: لاإلا أن ينزل على حكمك، فأرسل إليه بذلك.
فقال الحسين: والله لاأفعل، وأبطأ عمر عن قتاله.
فبعث إليه عبيد الله شمر بن ذي الجوشن، فقال: إن قاتل، وإلا فاقتله، وكن مكانه (2).
وكان من جند عمر ثلاثون من أهل الكوفة، فقالوا: يعرض عليكم ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث خصال فلا تقبلون واحدة ! وتحولوا إلى الحسين، فقاتلوا (3).
عباد بن العوام، عن حصين، قال: أدركت مقتل الحسين.
فحدثني سعد بن عبيدة، قال: رأيت الحسين وعليه جبة برود، رماه رجل يقال له عمرو بن خالد الطهوي بسهم، فنظرت إلى السهم في جنبه (4).
هشام بن الكلبي، عن أبيه قال: رمى زرعة الحسين بسهم، فأصاب حنكه، فجعل يتلقى الدم، ثم يقول هكذا إلى السماء.
ودعا بماء ليشرب، فلما رماه، حال بينه وبين الماء، فقال: اللهم ظمه.
قال: فحدثني من شهده وهو يموت، وهو يصيح من الحر في بطنه والبرد في ظهره، وبين
______________
* (الهامش) *
(1) " تهذيب ابن عساكر " 4 / 337.
(3) " تهذيب ابن عساكر " 4 / 338.
(2) " تهذيب ابن عساكر " 4 / 338.
(4) " تهذيب ابن عساكر " 4 / 338.
(*)
/ الصفحة 312 /
يديه المراوح والثلج وهو يقول: اسقوني أهلكني العطش.
فانقد بطنه (1).
الكلبي رافضي متهم.
قال الحسن البصري: أقبل مع الحسين ستة عشر رجلا من أهل بيته.
وعن ابن سيرين: لم تبك السماء على أحد بعد يحيى عليه السلام إلا على الحسين (2).
عثمان بن أبي شيبد: حدثنا أبي، عن جدي، عن عيسى بن الحارث الكندي، قال: لما قتل الحسين، مكثنا أياما سبعة، إذا صلينا العصر، فنظرنا إلى الشمس على أطراف الحيطان كأنها الملاحف المعصفرة، ونظرنا إلى الكواكب يضرب بعضها بعضا (3).
المدائني: عن علي بن مدرك، عن جده الاسود بن قيس، قال: احمرت آفاق السماء بعد قتل الحسين ستة أشهر ترى كالدم.
هشام بن حسان، عن محمد، قال: تعلم هذه الحمرة في الافق مم ؟ هو من يوم قتل الحسين.
الفسوي: حدثنا مسلم بن إبراهيم قال: حدثتنا أم سوق العبدية، قالت: حدثتني نضرة الازدية، قالت: لما أن قتل الحسين، مطرت السماء ماء، فأصبحت وكل شئ لنا ملآن دما.
جعفر بن سليمان الضبعي: حدثتني خالتي قالت: لما قتل الحسين، مطرنا مطرا كالدم.
______________
* (الهامش) *
(1) " تهذيب ابن عساكر " 4 / 341.
(2) " تهذيب ابن عساكر " 4 / 342.
(3) " الطبراني " (2839) و " تهذيب ابن عساكر " 4 / 342.
(*)
/ الصفحة 313 /
يحيى بن معين: حدثنا جرير، عن يزيد بن أبي زياد، قال: قتل الحسين ولي أربع عشرة سنة، وصار الورس الذي كان في عسكرهم رمادا، واحمرت آفاق السماء، ونحروا ناقة في عسكرهم، فكانوا يرون في لحمها
النيران (1).
ابن عيينة: حدثتني جدتي قالت: لقد رأيت الورس عاد رمادا، ولقد رأيت اللحم كأن فيه النار حين قتل الحسين (2).
حماد بن زيد: حدثني جميل بن مرة، قال: أصابوا إبلا في عسكر الحسين يوم قتل، فطبخوا منها، فصارت كالعلقم.
قرة بن خالد: سمعت أبا رجاء العطاردي قال: كان لنا جار من بلهجيم، فقدم الكوفة، فقال: ما ترون هذا الفاسق ابن القاسق قتله الله - يعني الحسين رضي الله عنه - فرماه الله بكوكبين من السماء، فطمس بصره (3).
قال عطاء بن مسلم الحلبي: قال السدي: أتيت كربلاء تاجرا، فعمل لنا شيخ من طي طعاما، فتعشينا عنده، فذكرنا قتل الحسين، فقلت: ما شارك أحد في قتله إلا مات ميتة سوء.
فقال: ما أكذبكم، أنا ممن شرك في ذلك.
فلم نبرح حتى دنا من السراج وهو يتقد بنفط، فذهب يخرج الفتيلة بأصبعه، فأخذت النار فيها، فذهب يطفئها بريقه، فعلقت النار في لحيته، فعدا، فألقى نفسه في الماء، فرأيته كأنه حممة (4).
______________
* (الهامش) *
(1) " تهذيب ابن عساكر " 4 / 342.
(2) " الطبراني " (2858).
(3) " الطبراني " (2830) قال الهيثمي ورجاله رجال الصحيح.
(4) " تهذيب ابن عساكر " 4 / 343.
(*)
/ الصفحة 314 /
ابن عيينة، حدثتني جدتي أم أبي قالت: أدركت رجلين ممن شهد قتل الحسين، فأما أحدهما، فطال ذكره حتى كان يلفه.
وأما الآخر، فكان
يستقبل الرواية، فيشربها كلها (1).
حماد بن زيد، عن معمر، قال: أول ما عرف الزهري أنه تكلم في مجلس الوليد، فقال الوليد: أيكم يعلم ما فعلت أحجار بيت المقدس يوم قتل الحسين ؟ فقال الزهري: بلغني أنه لم يقلب حجر إلا وجد تحته دم عبيط (2).
حماد بن سلمة: عن علي بن زيد، عن أنس، قال: لما قتل الحسين، جئ برأسه إلى ابن زياد، فجعل ينكت بقضيب على ثناياه، وقال: إن كان لحسن الثغر، فقلت: أما والله لاسوءنك، فقلت: لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل موضع قضيبك من فيه (3).
الحاكم (4) في " الكنى ": حدثنا أبو بكر بن أبي داود، حدثنا أحمد ابن محمد بن عمر الحنفي، حدثنا عمر بن يونس، حدثنا سليمان بن أبي سليمان الزهري، حدثنا يحيى بن أبي كثير، حدثنا عبدالرحمن بن عمرو، حدثني شداد بن عبد الله، سمعت واثلة بن الاسقع وقد جئ برأس الحسين، فلعنه رجل من أهل الشام، فغضب واثلة، وقام، وقال: والله لاأزال أحب عليا وولديه بعد أن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في
______________
* (الهامش) *
(1) " الطبراني " (2857) و " مجمع الزوائد " 9 / 197.
(2) انظر " معجم الطبراني " (2834) و (2856) و " المجمع " 9 / 196.
(3) علي بن زيد هو ابن جدعان ضعيف، وهو في " معجم الطبراني " (2878) وانظر الصفحة 281 ت (1) من هذا الجزء.
(4) هو شيخ الحاكم صاحب " المستدرك " واسمه محمد بن محمد بن أحمد بن إسحاق النيسابوري محدث خراسان.
مترجم في " تذكرة الحفاظ 3 / 976 للمؤلف.
(*)
/ الصفحة 315 /
منزل أم سلمة، وألقى على فاطمة وابنيها وزوجها كساء خيبريا ثم قال: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) (الاحزاب: 33).
سليمان ضعفوه، والحنفي متهم.
ويروى عن أبي داود السبيعي، عن زيد بن أرقم، قال: كنت عند عبيد الله، فأتي برأس الحسين، فأخذ قضيبا، فجعل يفتر به عن شفتيه، فلم أر ثغرا كان أحسن منه كأنه الدر، فلم أملك أن رفعت صوتي بالبكاء.
فقال: ما يبكيك أيها الشيخ ؟ قلت: يبكيني ما رأيت من رسول الله صلى الله عليه وسلم، رأيته يمص موضع هذا القضيب، ويلثمه، ويقول: " اللهم إني أحبه فأحبه ".
حماد بن سلمة، عن عمار بن أبي عمار، عن ابن عباس: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم نصف النهار، أشعث أغبر، وبيده قارورة فيها دم.
قلت: يا رسول الله، ماهذا ؟ قال: هذا دم الحسين وأصحابه، لم أزل منذ اليوم التقطه.
فأحصي ذلك اليوم، فوجدوه قتل يومئذ (1).
ابن سعد: عن الواقدي، والمدائني، عن رجالهما، أن محفز بن ثعلبة العائذي قدم برأس الحسين على يزيد، فقال: أتيتك يا أمير المؤمنين برأس أحمق الناس وألامهم.
فقال يزيد: ما ولدت أم محفز أحمق وألام، لكن الرجل لم يتدبر كلام الله: (قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء) (آل عمران: 26) ثم بعث يزيد برأس الحسين إلى متولي المدينة،
______________
* (الهامش) *
(1) أخرجه أحمد 1 / 283، والطبراني (2822) وسنده قوي كما قال الحافظ ابن كثير في " البداية " 8 / 200.
وهو في " تهذيب ابن عساكر " 4 / 343 و (*)
/ الصفحة 316 /
فدفن بالبقيع عند أمه (1).
وقال عبد الصمد بن سعيد القاضي: حدثنا سليمان بن عبدالحميد البهرائي: سمعت أبا أمية الكلاعي قال: سمعت أبا كرب قال: كنت فيمن توثب على الوليد بن يزيد بدمشق، فأخذت سفطا، وقلت: فيه غنائي، فركبت فرسي، وخرجت به من باب توما، قال: ففتحته، فإذا فيه رأس مكتوب عليه.
هذا رأس الحسين بن علي، فحفرت له بسيفي، فدفنته (2).
أبو خالد الاحمر: حدثنا رزين، حدثتني سلمى قالت: دخلت على أم سلمة وهي تبكي، قلت: ما يبكيك ؟ قالت: رأيت رسول الله صلى الله عيله وسلم في المنام، وعلى رأسه ولحيته التراب، فقلت: مالك يا رسول الله ؟ قال: " شهدت قتل الحسين آنفا " (3).
رزين هو ابن حبيب.
وثقه ابن معين.
حماد بن سلمة: عن عمار بن أبي عمار، سمعت أم سلمة تقول: سمعت الجن يبكين على حسين، وتنوح عليه.
(4) سويد بن سعيد: حدثنا عمرو بن ثابت، حدثنا حبيب بن أبي ثابت، أن أم سلمة سمعت نوح الجن على الحسين (5).
عبيد بن جناد: حدثنا عطاء بن مسلم، عن أبي جناب الكلبي قال: أتيت كربلاء، فقلت لرجل من أشراف العرب: بلغني أنكم تسمعون نوح الجن.
قال: ما تلقى حرا ولا عبدا إلا أخبرك أنه سمع ذلك.
قلت: فما سمعت أنت ؟ قال: سمعتهم يقولون:
______________
* (الهامش) *
(1) انظر " الطبري " 5 / 463.
(2) لا يصح، فيه من لايعرف.
(3) أخرجه الترمذي (3771) في المناقب، وسلمى لا تعرف وباقى رجاله ثقات.
(4) " معجم الطبراني " (2867) ورجاله رجال الصحيح كما قال الهيثمي 9 / 199.
(5) " تهذيب ابن عساكر " 4 / 344.
(*)
/ الصفحة 317 /
مسح الرسول جبينه * فله بريق في الخدود أبواه من عليا قري * ش وجده خير الجدود (1) محمد بن جرير: حدثت عن أبي عبيدة، حدثنا يونس بن حبيب قال: لما قتل عبيد الله الحسين وأهله.
بعث برؤوسهم إلى يزيد، فسر بقتلهم أولا، ثم لم يلبث حتى ندم على قتلهم، فكان يقول: وما علي لو احتملت الاذى، وأنزلت الحسين معي، وحكمته فيما يريد، وإن كان علي في ذلك وهن، حفظا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ورعاية لحقه.
لعن الله ابن مرجانة - يعني عبيد الله - فإنه أحرجه، واضطره، وقد كان سأل أن يخلي سبيله أن يرجع من حيث أقبل، أو يأتيني، فيضع يده في يدي، أو يلحق بثغر من الثغور، فأبى ذلك عليه وقتله، فأبغضني بقتله المسلمون، وزرع لي في قلوبهم العداوة.
جرير: عن الاعمش، قال: تغوط رجل من بني أسد على قبر الحسين، فأصاب أهل ذلك البيت خبل، وجنون، وبرص، وفقر، وجذام (2).
قال هشام بن الكلبي: لما أجري الماء على قبر الحسين، انمحى أثر القبر، فجاء أعرابي، فتتبعه، حتى وقع على أثر القبر، فبكى، وقال: أرادوا ليخفوا قبره عن عدوه * فطيب تراب القبر دل على القبر سفيان بن عيينة: حدثنا جعفر بن محمد عن أبيه، قال: قتل علي وهو
______________
* (الهامش) *
(1) " معجم الطبراني " (2865) و (2866) قال الهيثمي في " المجمع " 9 / 199: وفيه من لم أعرفه، وأبو جناب مدلس، وهو في " تهذيب ابن عساكر " 4 / 344، و " البداية "
8 / 200.
(2) " معجم الطبراني " (2860) ورجاله ثقات، و " ابن عساكر " 4 / 345، و " البداية " 8 / 203.
(*)
/ الصفحة 318 /
ابن ثمان وخمسين.
ومات لها حسن، وقتل لها حسين (1).
قلت: قوله: مات لها حسن: خطأ، بل عاش سبعا وأربعين سنة.
قال الجماعة: مات يوم عاشوراء سنة إحدى وستين، زاد بعضهم يوم السبت وقيل: يوم الجمعة، وقيل: يوم الاثنين.
ومولده في شعبان سنة أربع من الهجرة.
عبدالحميد بن بهرام، وآخر ثقة، عن شهر بن حوشب، قال: كنت عند أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم حين أتاها قتل الحسين، فقالت: قد فعلوها ؟ ! ملا الله بيوتهم وقبورهم نارا، ووقعت مغشية عليها، فقمنا.
ونقل الزبير لسليمان بن قتة (2) يرثي الحسين: وإن قتيل الطف من آل هاشم * أذل رقابا من قريش فذلت فإن يتبعوه عائذ البيت يصبحوا * كعاد تعمت عن هداها فضلت مررت على أبيات آل محمد * فألفيتها أمثالها حين حلت (3)
______________
* (الهامش) *
(1) " الطبراني " (2784).
(2) بفتح القاف ومثناة من فوق مشددة كما ضبطه ابن ناصر الدين في " توضيح المشتبه " ورقة 215، وابن حجر في " تبصير المنتبه " 3 / 1122، وابن الجزري في " طبقات القراء " 1 / 314، وقد تصحف في " تعجيل المنفعة " إلى " قنة "، وهو سليمان بن قتة التيمي مولاهم البصري، روى عن ابن عباس، وعمرو بن العاص وغيرهما، روى عنه موسى بن أبي عائشة وغيره، وكان فارسا شاعرا، قال ابن الجزري: عرض القرآن على ابن عباس ثلاث عرضات،
وعرض عليه عاصم الجحدري، مترجم في " تاريخ البخاري " 4 / 32، و " الجرح والتعديل " 4 / 136.
والابيات منسوبة له في " الاستيعاب " 1 / 379، و " البداية " 8 / 211، و " تهذيب ابن عساكر " 4 / 345، 346، والاول والثالث والرابع والخامس منها في " حماسة أبي تمام " 2 / 961، 962 بشرح المرزوقي.
ونسبه ياقوت الحموي إلى أبي دهبل، ولم يتابع على ذلك.
(3) رواية الشطر الثاني في " الحماسة ": فلم أرها أمثالها يوم حلت قال المرزوقي: يريد أنه قد ظهر عليها من آثار الفجع والمصيبة ما صارت له دهشا، =
/ الصفحة 319 /
وكانوا لنا غنما فعادوا رزية * لقد عظمت تلك الرزايا وجلت فلا يبعد الله الديار وأهلها * وإن أصبحت منهم برغمي تخلت ألم تر أن الارض أضحت مريضة * لفقد حسين والبلاد اقشعرت قوله: أذل رقابا، أي لا يرعون عن قتل قرشي بعده.
أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة: حدثني أبي، عن أبيه، قال: أخبرني أبي حمزة بن يزيد الحضرمي قال: رأيت امرأة من أجمل النساء وأعقلهن، يقال لها: ريا، حاضنة يزيد، يقال: بلغت مئة سنة.
قالت: دخل رجل على يزيد، فقال: أبشر، فقد أمكنك الله من الحسين، وجئ برأسه، قال: فوضع في طست، فأمر الغلام، فكشف، فحين رآه، خمر وجهه كأنه شم منه.
فقلت لها: أقرع ثناياه بقضيب ؟ قالت: إي والله.
ثم قال حمزة: وقد حدثني بعض أهلنا أنه رأى رأس الحسين مصلوبا بدمشق ثلاثة أيام.
وحدثتني ريا، أن الرأس مكث في خزائن السلاح حتى ولي سليمان،
فبعث، فجئ به، وقد بقي عظما أبيض، فجعله في سفط، وطيبه، وكفنه، ودفنه في مقابر المسلمين.
فلما دخلت المسودة سألوا عن موضع الرأس، فنبشوه، وأخذوه، فالله أعلم ما صنع به.
وذكر باقي الحكاية وهي قوية الاسناد.
يحيى بن بكير، حدثني الليث قال: أبى الحسين أن يستأسر حتى قتل بالطف، وانطلقوا ببنيه علي، وفاطمة، وسكينة إلى يزيد، فجعل سكينة خلف سريره لئلا ترى رأس أبيها، وعلي في غل، فضرب على ثنيتي
______________
* (الهامش) *
= فحالها في ظهور الجزع عليها ليست كحالها في السرور أيام حلوها.
(*)
/ الصفحة 320 /
الحسين، وتمثل بذاك البيت.
فقال علي: (ما أصاب من مصيبة في الار ض) (الحديد: 22) الآية فثقل على يزيد أن تمثل ببيت، وتلا علي آية، فقال: بل (بما كسبت أيديكم) (الشورى: 30) فقال: أما والله لو رآنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، لاحب أن يخلينا.
قال: صدقت، فخلوهم.
قال: ولو وقفنا بين يديه، لاحب أن يقربنا.
قال: صدقت، قربوهم.
فجعلت سكينة وفاطمة تتطاولان لتريا الرأس، وبقي يزيد يتطاول في مجلسه ليستره عنهما.
ثم أمر لهم بجهاز، وأصلح آلتهم، وخرجوا إلى المدينة (1).
كثير بن هشام: حدثنا جعفر بن برقان، عن يزيد بن أبي زياد، قال: لما أتي يزيد برأس الحسين، جعل ينكت سنة، ويقول: ما كنت أظن أبا عبد الله بلغ هذا السن، وإذا لحيته ورأسه قد نصل من الخضاب.
وممن قتل مع الحسين إخوته الاربعة، جعفر، وعتيق، ومحمد، والعباس الاكبر.
وابنه الكبير علي، وابنه عبد الله، وكان ابنه علي زين العابدين مريضا، فسلم.
وكان يزيد يكرمه ويرعاه.
وقتل مع الحسين، ابن أخيه القاسم بن الحسن، وعبد الله وعبد الرحمن ابنا مسلم بن عقيل بن أبي طالب، ومحمد وعون ابنا عبد الله بن جعفر بن أبي طالب.
المدائني: عن إبراهيم بن محمد، عن عمرو بن دينار، حدثنا محمد ابن علي، عن أبيه، قال: قتل الحسين، وأدخلنا الكوفة، فلقينا رجل، فأدخلنا منزله، فألحفنا، فنمت فلم أستيقظ إلا بحس الخيل في الازقة، فحملنا إلى يزيد، فدمعت عينه حين رآنا، وأعطانا ما شئنا، وقال: إنه سيكون في قومك أمور، فلا تدخل معهم.
فلما كان يوم الحرة ماكان، كتب
______________
* (الهامش) *
(1) الطبراني (2806).
(*)
/ الصفحة 321 /
مع مسلم بن عقبة بأماني، فلما فرغ من القتال مسلم، بعث إلي، فجئته، فرمى إلي بالكتاب، وإذا فيه: استوص بعلي بن الحسين خيرا، وإن دخل معهم في أمرهم، فأمنه، واعف عنه، وإن لم يكن معهم، فقد أصاب وأحسن.
فأولاد الحسين هم، علي الاكبر الذي قتل مع أبيه، وعلي زين العابدين، وذريته عدد كثير، وجعفر، وعبد الله ولم يعقبا.
فولد لزين العابدين الحسن والحسين ماتا صغيرين، ومحمد الباقر، وعبد الله، وزيد، وعمر، وعلي، ومحمد الاوسط ولم يعقب،، وعبد الرحمن، وحسين الصغير، والقاسم ولم يعقب.
إنتهت الترجمة بحروفها.
علوي الصمود,,
علي الفاروق
24-08-2009, 06:12 PM
حمل الترجمة بملف بصيغة doc:
ترجمة الإمام الحسين (عليه السلام) من كتاب " سير أعلام النبلاء " للحافظ الذهبي (http://www.4shared.com/file/127334099/a2541164/______.html)
http://www.4shared.com/file/12733409...64/______.html (http://www.4shared.com/file/127334099/a2541164/______.html)
علوي الصمود,,
علي الفاروق
28-11-2011, 12:34 AM
اللهم صل على محمد وال محمد
علي الفاروق
11-11-2013, 09:09 PM
يا فرج الله
vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
Jannat Alhusain Network © 2024