(رقية بنت الحسين)
29-08-2009, 12:04 AM
((وقال ربكم ادعوني أستجب لكم))
إن المتأمل في هذه الآية يجد دعوة من الله لعباده بالدعاء , وترغيبًا لهم في ذلك
وكذلك الآيات الأخريات كقوله تعالى ((وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ))
فنجد بأن الله قد أولى الدعاء عناية هامة بذكره في القرآن , وبيّن أنه مجيب لدعاء العباد غير غافلٍ عنهم وعن دعواهم
وفي أهمية الدعاء فقد ورد عن أهل البيت (عليهم السلام) الكثير من الأحاديث والتي تبين فضل الدعاء و مشروعية الاكثار منه بل وترغّب بالإلحاح على الله في الدعاء
ففي أهمية الدعاء يقول -صلى الله عليه وآله وسلم-: ((الدعاء مخ العبادة))
ويقول -صلى الله عليه وآله وسلم-: ((الدعاء سلاح المؤمن وعمود الدين ونور السماوات والأرض))
ومما ورد في استحباب الإلحاح على الله في الدعاء
عن النبي محمد -صلى الله عليه وآله-: ((إن الله عز وجل يحب السائل اللحوح))
وفي التوراة أن الله -عز وجل- يقول: يا موسى من رجاني ألحّ في مسألتي
وعن الوليد بن عقبة الهجري قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: ((والله لا يلح عبد مؤمن على الله في حاجته إلا قضاها له))
وأيضًا قيل في الدعاء:
عن حماد بن عثمان قال: سمعته يقول: ((إن الدعاء يرد القضاء، ينقضه كما ينقض السلك وقد ابرم إبراما))]أبرم: أي أُحكِمْ , والمراد أن الدعاء يرد القضاء المُحكَم[
عن عمر بن يزيد قال: سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول: ((إن الدعاء يرد ما قد قدر وما لم يقدر، قلت وما قد قدر عرفته فما لم يقدر؟ قال: حتى لايكون))
عن أبي عبدالله عليه السلام قال: ((إن الدعاء يرد القضاء وقد نزل من السماء وقد ابرم إبراما))
قال علي بن الحسين عليهما السلام: ((إن الدعاء والبلاء ليترافقان إلى يوم القيامة، إن الدعاء ليرد البلاء وقد ابرم إبراما))
قال أبوعبدالله عليه السلام: ((إن الله عزوجل ليدفع بالدعاء الامر الذي علمه إن يدعى له فيستجيب ولولا ما وفق العبد من ذلك الدعاء لاصابه منه ما يجثه من جديد الارض))
قال أبو عبد الله (عليه السلام): ((عليك بالدعاء, فإنه شفاء من كل داء))
عن عبد الله بن سنان سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: ((الدعاء يرد القضاء بعدما أبرم إبراماً, فأكثر من الدعاء, فإنه مفتاح كل رحمة, ونجاح كل حاجة, ولا ينال ما عند الله عز وجل إلا بالدعاء, وإنه ليس من باب يكثر قرعه, ألا يوشك أن يفتح لصاحبه))
عن رسول الله صلى الله عليه وآله: ((أفضل العبادة الدعاء ، وإذا أذن الله لعبد في الدعاء فتح له أبواب الرحمة ، إنّه لن يهلك مع الدعاء أحد))
قال صلى الله عليه وآله وسلم : ((أفضل العبادة الدعاء))
عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم قال(سلوا الله عزوجل ما بدا لكم من حوائجكم حتى شسع النعل فإنه إن لم ييسره الله لم يتيسر))
وكذا فيما أوحى الله إلى موسى عليه السلام حيث قال: ((يا موسى سلني كل ما تحتاج إليه حتى علف شاتك وملح عجينك))
ولاشك للمتأمل في هذه الأحاديث يلاحظ الأهمية البالغة للدعاء , والدعوة له , والترغيب بالمداومة عليه وعدم تركه في أي زمان
شروط الدعاء:
قال الإمام علي (عليه السلام) :للدعاء شروط أربعة : الأول إحضار النية، والثاني إخلاص السريرة، والثالث معرفة المسؤول، الرابع الإنصاف في المسألة.
ولكن قد يعرضللإنسان وأن يترك الدعاء بحجة عدم استجابة الله لدعائه وعدم حصولمايتمناه
فهذا الإنسان قدوقع في خطأ بجانب خطئه لترك الدعاء , ألا وهو:
قوله بأن الله لايستجيب له , وفي الحقيقة أن هناك فرق شاسع بين استجابة الدعاء وبين قضاءالحاجة
فاستجابة الدعاء :أمر غيبي لايمكن للإنسان العادي والبسيط أن يعلمه , بينما قضاء الحاجة: هي تحقق مادعونا به في أرض الواقع
لمزيد من التوضيح أضرب لكم مثلاً بقصة نبي الله موسى عليه السلام عندما دعا موسى وهارون على فرعون فقال الله تعالى ((قد أجيبت دعوتكما)) ولكن لم يهلك فرعون إلا بعد مرور أربعين سنة من ذلك [أي من قول الله ((قد أجيبت دعوتكما))]
فإن هلاك فرعون هو قضاء الحاجة (أي أن الفاصل بيناستجابة الله ((لدعاء النبي موسى عليه السلام وبين قضاء الحاجة كان 40سنة
أنقل لكم قصة أخرىلترسيخ الفكرة
قال أبو عبد الله (عليه السلام) : إن إبراهيم عليه السلام خرج مرتادا لغنمه و بقره مكانا للشتاء فسمع شهادة ألا إله إلا الله فتبع الصوت حتى أتاه , فقال إبراهيم: يا عبد الله من أنت؟ أنا في هذه البلاد مذ ما شاء الله ما رأيت أحدا يوحد الله غيرك. قال الرجل: أنا رجل كنت في سفينة قد غرقت فنجوت على لوح فأنا هاهنا في جزيرة. قال إبراهيم: فمن أي شيء معاشك قال الرجل: أجمع هذه الثمار في الصيف للشتاء. قال إبراهيم: انطلق حتى تريني مكانك قال الرجل: لا تستطيع ذلك لان بيني و بينها ماء بحر. قال إبراهيم: فكيف تصنع أنت. قال الرجل: أمشي عليه حتى أبلغ. قال إبراهيم: أرجو الذي أعانك أن يعينني قال فانطلق فأخذ الرجل يمشي و إبراهيم يتبعه فلما بلغا الماء أخذ الرجل ينظر إلى إبراهيم ساعة بعد ساعة و إبراهيم يتعجب منه حتى عبرا فأتى به كهفا فقال الرجل: هاهنا مكاني. قال إبراهيم: فلو دعوتَ الله و أمّنتُ أنا. قال الرجل: أما إني أستحي من ربي و لكن ادع أنت و أؤمن أنا. قال إبراهيم: و ما حياؤك؟ قال الرجل: أتيت الموضع الذي رأيتني فيه فرأيت غلاما أجمل الناس كأن خديه صفحتا ذهب له ذؤابة مع غنم و بقر كان عليهما الدهن فقلت له من أنت؟ قال: أنا إسماعيل بن إبراهيم خليل الرحمن فسألت الله أن يريني إبراهيم منذ ثلاثة أشهر و قد أبطأ ذلك علي. قال إبراهيم: فأنا إبراهيم خليل الرحمن
فنجد في هذه القصة أن الدعاء حصل وتمت إجابته , لكن قضاء الحاجة قد صار بعد 3 أشهر (أي أن الله أجاب دعوته وقبلها منذ أن دعا , ولكنه –عز وجل- لم يقضها له إلا بعد 3 أشهر)
فكما علمنا; فإن هناك فرق في استجابة الدعاء وقضاء الحاجة ... فعندما يدعو المؤمن فإن الله يستجيب دعاءه لكنه –عز وجل- يؤخر قضاء الحاجة إلى وقت معلوم ... وربما يستجيب الدعاء ولا يقضي حاجة المؤمن بل يحفظها له إلى يوم القيامة ليكافئهُ عليها وهذا من صالح المؤمن حيث يكون الثواب في الآخرة أكبر وأعظم حتى روي في بعض الأحاديث أن المؤمن عندما يرى ثواب الدعوة التي لم تقضى يتمنى أن الله لم يقضي أي حاجة له
أذكر لكم بعض الأحاديث على ذلك:
يقول أهل البيت عليهم السلام في ذلك: ((يتمنى المؤمن أنه لم يستجب له دعوة في الدنيا، مما يرى من حسن الثواب)) المراد هنا من "لم يستجب له دعوة" أي: لم يقضِ له حاجة. فبعض الروايات تعبّر عن قضاء الحاجة باستجابة الدعاء وذلك مثل الروايات التي تعبر عن الموالين بالشيعة.
أيضًا:عن الإمام الصادق (عليه السلام): (إن العبد ليدعو، فيقول الله –عز وجل- للملكين: قد استجيبت له، ولكن احبسوه بحاجته، فإني أحب أن أسمع صوته)
ونرى في الحديثين السابقين أن الله لم يقض الحاجة في الدنيا لمصلحة في الآخرة , أو أخرها في الدنيا لحبه في سماع صوت عبده يدعوه
وتجدر الإشارة هنا إلى عدة أسباب في تأخير قضاء الحاجة:
أولاً: معرفة الله بالصالح والأصلح:
فقد يطلب الإنسان من الله الغنى في هذا اليوم ولكن الله لايجعله غنيًّا إلا بعد مرور زمن لأن الله يعلم أنه ربما لو حصل على الغنى في هذا اليوم فقد يبطر ويكفر بالله لما يرى من النعيم وأنه لو تم تأخير حصول الغنى لكان خيرًا له
فعن الإمام علي عليه السلام قال: ((لا يقنطنك إبطاء إجابته فان العطية على قدر النية و ربما أخرت عنك الإجابة ليكون ذلك أعظم لأجر السائل وأجزل لعطاء الآمل و ربما سألت الشيئ فلم تؤتاه أو أوتيت خيراً منه عاجلاً أو آجلاً أو صرف عنك لما هو خير لك فلرب أمر قد طلبته وفيه هلاك دينك لو أوتيته))
ثانيًا: لعدم استخدامه في معصية الله:
فلو اعطي العبد حاجته فلربما استخدمها في معصية الله ولربما أضاع الصلوات وضيّع الكثير من الخيرات على نفسه
يقول الله تعالى: ((إبن آدم تسألني فأسفك لعلمي بما ينفعك ثم تلح علي بالمسألة فأعطيك ما سألت فتستعين به على معصيتي فاهم بهتك سترك فتدعوني فأستر عليك فكم من جميل صنع معك وكم قبيح تصنع معي يوشك أن أغضب عليك غضبة لا أرضى بعدها أبداً))
ثالثًا: ليكافئه الله يوم القيامة بالثواب العظيم:
الإمام الصادق عليه السلام قال: ((إن الرب ليلي حساب المؤمن فيقول: تعرف هذا الحساب؟ فيقول: لا يارب . فيقول –عز وجل-: دعوتني في ليلة كذا وكذا في كذا وكذا فذخرتها لك
قال: مما يرى من عظمة ثواب الله يقول: يارب ليت إنك لم تكن عجلت لي شيئاً وادخرته لي
وعنه أيضا سلام الله عليه : ((يتمنى المؤمن أنه لم يستجب له دعوة في الدنيا مما يرى من حسن الثواب))
رابعًا:أن الله يحب سماع دعاء العبد:
يقول الإمام الصادق عليه السلام: ((قال الله تعالى وعزتي وجلالي وعظمتي و بهائي إني لأحمي وليي أعطيه في دار الدنيا شيئاً يشغله عن ذكري حتى يدعوني فاسمع صوته وإني لأعطي الكافر مُنْيَتَهُ حتى لا يدعوني فاسمع صوته بغضاً له))
قال الرضا (ع) : إن الله يؤّخر إجابة المؤمن شوقاً إلى دعائه ، ويقول:صوتٌ أحبّ أن أسمعه ، ويعجّل إجابة دعاء المنافق ، ويقول:صوتٌ أكره سماعه
أيضًا الحديث الذي ذكرناه سابقًا: عن الإمام الصادق عليه السلام يقول: ((إن العبد ليدعو فيقول الله عزوجل للملكين : قد استجيبت له ولكن احبسوه بحاجته فإني أحب أن أسمع صوته وإن العبد ليدعو فيقول الله تبارك وتعالى عجلوا له حاجته فإني أبغض صوته))
خامسًا: تقصير العبد في أعماله:
قيل للصادق (ع) : جُعلت فداك !.. إنّ الله يقول: }ادعوني أستجب لكم{ فإنّا ندعو فلا يُستجاب لنا ، قال : ((لأنّكم لا تَفُونَ لله بعهده ، وإنّ الله يقول:}أوفوا بعهدي أوف بعهدكم } والله لو وفيتم له لوفى الله لكم))
قال الإمام الصادق (ع) : إنّ رجلاً كان في بني إسرائيل قد دعا الله أن يرزقه غلاماً يدعو ثلاثاً وثلاثين سنة ، فلمّا رأى أنّ الله تعالى لا يجيبه قال:يا ربّ !.. أَبعيدٌ أنا منك فلا تسمع منّي ؟.. أم قريبٌ أنت فلا تجيبني ؟.. فأتاه آتٍ في منامه فقال له:إنّك تدعو الله بلسانٍ بذيّ ، وقلبٍ غلقٍ عاتٍ غير نقيٍّ ، وبنيّةٍ غير صادقة ، فاقلع من بذائك ، وليتّق الله قلبك ، ولتحسن نيّتك .. ففعل الرجل ذلك فدعا الله عزّ وجلّ فولد له غلامٌ
من آداب الدعاء:
أولا:البسملة:
فعن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: ((لا يرد دعاء أوله بسم الله الرحمن الرحيم)) .
ثانيًا:الصلاة على محمد وآله:
فعن الإمام الصادق عليه السلام: ((من كانت له حاجة إلى الله عز وجل فليبدأ بالصلاة على محمد وآله ثم يسأل حاجته ثم يختم بالصلاة على محمد وآل محمد فإن الله عز وجل أكرم من أن يقبل الطرفين ويدع الوسط لأن الصلاة على محمد وآله مجابة))
ثالثًا:التضرع والإبتهال:
فمما أوحى الله تعالى إلى موسى عليه السلام: ((يا موسى كن إذا دعوتني خائفاً شفقاً وجلاً وعفِّر وجهك في التراب واسجد لي بمكارم بدنك واقنت بين يدي في القيام و ناجني حيث تناجيني بخشية من قلب وجل)) .
رابعًا: صلاة ركعتين:
فعن الإمام الصادق عليه السلام قال: ((من توضأ فأحسن الوضوء ثم صل ركعتين فأتم ركوعها وسجودها ثم سلم وأثنى على الله عزوجل وعلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ثم سأل حاجته فقد طلب في مظانه ومن طلب في مظانه لم يخب))
خامسًا: الإسرار بالدعاء :
فعن الإمام الرضا عليه السلام قال: ((دعوة العبد سراً دعوة واحدة تعدل سبعين دعوة علانية وفي رواية أخرى: دعوة تخفيها أفضل من سبعين دعوة تظهرها)) .
سادسًا:اختيار الوقت :
ومن الأوقات الراجحة ليلة الجمعة ونهاره .
فعن الإمام الباقر عليه السلام قال: إن الله تعالى ليأمر ملكاً فينادي كل ليلة جمعة من فوق عرشه من أول الليل إلى آخره:
ألا عبد مؤمن يدعوني لدينه أو دنياه (لآخرته ودنياه) قبل طلوع الفجر فأجيبه؟
ألا عبد مؤمن يتوب إليَّ من ذنوبه قبل طلوع الفجر فأتوب عليه ؟
ألا عبد مؤمن قد قترتُ عليه رزقه فيسألني الزيادة في رزقه قبل طلوع الفجر فأزيده وأوسع عليه؟
ألا عبد مؤمن سقيم فيسألني أن أشفيه قبل طلوع الفجر فأعافيه؟
ألا عبد مؤمن مغموم محبوس يسألني أن أطلقه من حبسه وأفرج عنه قبل طلوع الفجر فأطلقه وأخلي سبيله ؟
ألا عبد مؤمن مظلوم يسألني أن آخذ بظلامته قبل طلوع الفجر فأنتصر له وآخذ بظلامته؟
قال: فلا (فما) يزال ينادي بهذا حتى يطلع الفجر .
ومنها يوم الجمعة .
ومنها : أوقات السحر .
ومنها : ليلة القدر .
ومنها:ليالي الإحياء وهي أول ليلة من رجب و ليلة النصف من شعبان و ليلتا العيدين ويوم عرفات
ومنها : عند نزول المطر .ومنها: عند زوال الشمس .
ومنها : عند طلوع الفجر إلى طلوع الشمس .
سابعًا: اختيار المكان :
فإن لله أماكن يحب أن يدعى فيها ومن تلك الأماكن .
أ) عرفة ففي الخبر أن الله سبحانه وتعالى يقول للملائكة في ذلك اليوم: يا ملائكتي ألا ترون إلى عبادي وإمائي جاؤوا من أطراف البلاد شعثاء غبراء أتدرون ما يسألون ؟
فيقولون : ربنا إنهم يسألونك المغفرة .
فيقول: اشهدوا أني قد غفرت لهم .
وروي أن من الذنوب ما لا يعفو (يغفر) إلا بعرفة والمشعر الحرام قال الله تعالى “فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام”
ب) الكعبة المشرفة والحرم .
ج) المسجد مطلقاً .
فإنه بيت الله والقاصد للبيت قاصد إلى الله تعالى وزائر له سبحانه .
ففي الحديث القدسي: ((ألا إن بيوتي في الأرض المساجد فطوبى لعبد تطهر في بيته ثم زارني في بيتي وهو أكرم من أن يخيب زائره وقاصده)).
د) عند قبر الحسين عليه السلام بلغنا الله تعالى وإياكن الوصول .
فقد روي أن الله سبحانه وتعالى عوّض الحسين عليه السلام عن قتله بأربع خصال: جعل الشفاء في تربته وإجابة الدعاء تحت قبته والأئمة من ذريته وأن لا يعد أيام زائرية من أعمارهم.
بل حتى الأئمة أنفسهم يدعون الله تعالى عند قبر الحسين عليه السلام وإليك الخبر: أبوهاشم الجعفري قال: دخلت على أبي الحسن علي بن محمد عليهما السلام وهو محموم عليل .
فقال: يا أبا هاشم إبعث رجلاً من موالينا إلى الحائر يدعو الله لي .
فخرجت من عنده فاستقبلني علي بن بلال فأعلمته ما قال لي وسألته أن يكون الرجل الذي يخرج فقال: السمع والطاعة ولكنني أقول: إنه أفضل من الحائر إذ كان بمنزلة من في الحائر، ودعائه لنفسه أفضل من دعائي له بالحائر .
فأعلمته عليه السلام ما قال .
فقال لي: قل له: كان رسول الله أفضل من البيت والحجر وكان يطوف بالبيت ويستلم الحجر وإن لله بقاعاً يحب أن يدعى فيها فيستجيب لمن دعاه والحائر منها.
ثامنًا:النداء عشراً يا الله:
فقد روي عن الإمام الصادق عليه السلام : فيمن قال: ((يا الله يا الله عشر مرات قيل له: لبيك عبدي سل حاجتك تعط)).
تاسعًا: بعد الفريضة:
فعن أمير المؤمنين عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ((من أدى لله مكتوبة فله في أثرها دعوة مستجابة)) .
عاشرًا: خمسة دعائهم مستجاب فمن هم؟
روي عن عبدالله بن سنان عن أبي عبدالله عليه السلام قال( خمس دعوات لا يحجبن عن الرب تبارك وتعالى: دعوة الإمام المقسط ودعوة المظلوم يقول الله عزوجل : لأنتقمن لك ولو بعد حين والوالدين والولد الصالح لوالده ودعوة المؤمن لأخيه بظهر الغيب فيقول : ولك مثله)) .
إحدى عشر: حسن الظن بالله تعالى:
فعن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: ((ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة)) .
إثنا عشر: الإلحــــاح:
في الدعاء فعن الإمام الباقر عليه السلام قال: ((والله لا يلح عبد مؤمن على الله في حاجته إلا قضاها الله له)) .
ثلاثة عشر: الدعاء في السجود:
قال الاِمام الصادق عليه السلام : « عليك بالدعاء وأنت ساجد ، فإنّ أقرب ما يكون العبد إلى الله وهو ساجد »
أربعة عشر: ترك لقمة الحرام:
أتى رجلٌ إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: ادع الله أن يستجيب دعائي ، فقال (ص):إذا أردت ذلك فأطبْ كسبك
خمسة عشر: صلة الرحم:
روي في خبر ليلة النصف من شعبان وغيره : أنّه يُستجاب الدعاء فيها إلاّ لقاطع رحمٍ ، أو في قطيعة رحم
ستة عشر:الدعاء للمؤمنين والمؤمنات:
فعن الإمام الصادق عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم: ((إذا دعا أحدكم فليعمم فإنه أوجب للدعاء)) .
سبعة عشر: الاجتماع:
فعن الإمام الصادق عليه السلام قال: ((ما من رهط أربعين رجلاً اجتمعوا فدعوا الله في أمر إلا استجاب الله لهم فإن لم يكونوا أربعين فأربعة يدعون الله عشر مرات إلا استجاب الله عزوجل لهم فإن لم يكونوا أربعة فواحد يدعو الله أربعين مرة يستجيب الله العزيز الجبار له)) .
ثمانية عشر: رفع اليدين:
فعن الإمام الصادق عليه السلام قال: ((ما أبرز عبد يده إلى الله العزيز الجبار إلا استحى الله عزوجل أن يردها صفراً فإذا دعا أحدكم فلا يرد يده حتى يمسح على وجهه ورأسه)) .
وعن الإمام الباقر عليه السلام قال: ((ما بسط عبد يده إلى الله عز وجل إلا استحى الله أن يردها صفراً حتى يجعل فيها من فضله ورحمته ما يشاء فإذا دعا أحدكم فلا يرد يده حتى يمسح على رأسه ووجهه وفي خبر آخر على وجهه و صدره)) .
تسعة عشر: التوسل بأهل البيت عليهم السلام :
هم باب الله الذي منه يؤتى فآدم عليه السلام مع كونه نبياً توسل بهم
فعن الإمام الرضا (عليه السلام) أنه قال: ((إذا نزلت بكم شديدة فاستعينوا بنا على الله عز وجل وهو قوله عز وجل ))
اسألكم الدعاء
إن المتأمل في هذه الآية يجد دعوة من الله لعباده بالدعاء , وترغيبًا لهم في ذلك
وكذلك الآيات الأخريات كقوله تعالى ((وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ))
فنجد بأن الله قد أولى الدعاء عناية هامة بذكره في القرآن , وبيّن أنه مجيب لدعاء العباد غير غافلٍ عنهم وعن دعواهم
وفي أهمية الدعاء فقد ورد عن أهل البيت (عليهم السلام) الكثير من الأحاديث والتي تبين فضل الدعاء و مشروعية الاكثار منه بل وترغّب بالإلحاح على الله في الدعاء
ففي أهمية الدعاء يقول -صلى الله عليه وآله وسلم-: ((الدعاء مخ العبادة))
ويقول -صلى الله عليه وآله وسلم-: ((الدعاء سلاح المؤمن وعمود الدين ونور السماوات والأرض))
ومما ورد في استحباب الإلحاح على الله في الدعاء
عن النبي محمد -صلى الله عليه وآله-: ((إن الله عز وجل يحب السائل اللحوح))
وفي التوراة أن الله -عز وجل- يقول: يا موسى من رجاني ألحّ في مسألتي
وعن الوليد بن عقبة الهجري قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: ((والله لا يلح عبد مؤمن على الله في حاجته إلا قضاها له))
وأيضًا قيل في الدعاء:
عن حماد بن عثمان قال: سمعته يقول: ((إن الدعاء يرد القضاء، ينقضه كما ينقض السلك وقد ابرم إبراما))]أبرم: أي أُحكِمْ , والمراد أن الدعاء يرد القضاء المُحكَم[
عن عمر بن يزيد قال: سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول: ((إن الدعاء يرد ما قد قدر وما لم يقدر، قلت وما قد قدر عرفته فما لم يقدر؟ قال: حتى لايكون))
عن أبي عبدالله عليه السلام قال: ((إن الدعاء يرد القضاء وقد نزل من السماء وقد ابرم إبراما))
قال علي بن الحسين عليهما السلام: ((إن الدعاء والبلاء ليترافقان إلى يوم القيامة، إن الدعاء ليرد البلاء وقد ابرم إبراما))
قال أبوعبدالله عليه السلام: ((إن الله عزوجل ليدفع بالدعاء الامر الذي علمه إن يدعى له فيستجيب ولولا ما وفق العبد من ذلك الدعاء لاصابه منه ما يجثه من جديد الارض))
قال أبو عبد الله (عليه السلام): ((عليك بالدعاء, فإنه شفاء من كل داء))
عن عبد الله بن سنان سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: ((الدعاء يرد القضاء بعدما أبرم إبراماً, فأكثر من الدعاء, فإنه مفتاح كل رحمة, ونجاح كل حاجة, ولا ينال ما عند الله عز وجل إلا بالدعاء, وإنه ليس من باب يكثر قرعه, ألا يوشك أن يفتح لصاحبه))
عن رسول الله صلى الله عليه وآله: ((أفضل العبادة الدعاء ، وإذا أذن الله لعبد في الدعاء فتح له أبواب الرحمة ، إنّه لن يهلك مع الدعاء أحد))
قال صلى الله عليه وآله وسلم : ((أفضل العبادة الدعاء))
عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم قال(سلوا الله عزوجل ما بدا لكم من حوائجكم حتى شسع النعل فإنه إن لم ييسره الله لم يتيسر))
وكذا فيما أوحى الله إلى موسى عليه السلام حيث قال: ((يا موسى سلني كل ما تحتاج إليه حتى علف شاتك وملح عجينك))
ولاشك للمتأمل في هذه الأحاديث يلاحظ الأهمية البالغة للدعاء , والدعوة له , والترغيب بالمداومة عليه وعدم تركه في أي زمان
شروط الدعاء:
قال الإمام علي (عليه السلام) :للدعاء شروط أربعة : الأول إحضار النية، والثاني إخلاص السريرة، والثالث معرفة المسؤول، الرابع الإنصاف في المسألة.
ولكن قد يعرضللإنسان وأن يترك الدعاء بحجة عدم استجابة الله لدعائه وعدم حصولمايتمناه
فهذا الإنسان قدوقع في خطأ بجانب خطئه لترك الدعاء , ألا وهو:
قوله بأن الله لايستجيب له , وفي الحقيقة أن هناك فرق شاسع بين استجابة الدعاء وبين قضاءالحاجة
فاستجابة الدعاء :أمر غيبي لايمكن للإنسان العادي والبسيط أن يعلمه , بينما قضاء الحاجة: هي تحقق مادعونا به في أرض الواقع
لمزيد من التوضيح أضرب لكم مثلاً بقصة نبي الله موسى عليه السلام عندما دعا موسى وهارون على فرعون فقال الله تعالى ((قد أجيبت دعوتكما)) ولكن لم يهلك فرعون إلا بعد مرور أربعين سنة من ذلك [أي من قول الله ((قد أجيبت دعوتكما))]
فإن هلاك فرعون هو قضاء الحاجة (أي أن الفاصل بيناستجابة الله ((لدعاء النبي موسى عليه السلام وبين قضاء الحاجة كان 40سنة
أنقل لكم قصة أخرىلترسيخ الفكرة
قال أبو عبد الله (عليه السلام) : إن إبراهيم عليه السلام خرج مرتادا لغنمه و بقره مكانا للشتاء فسمع شهادة ألا إله إلا الله فتبع الصوت حتى أتاه , فقال إبراهيم: يا عبد الله من أنت؟ أنا في هذه البلاد مذ ما شاء الله ما رأيت أحدا يوحد الله غيرك. قال الرجل: أنا رجل كنت في سفينة قد غرقت فنجوت على لوح فأنا هاهنا في جزيرة. قال إبراهيم: فمن أي شيء معاشك قال الرجل: أجمع هذه الثمار في الصيف للشتاء. قال إبراهيم: انطلق حتى تريني مكانك قال الرجل: لا تستطيع ذلك لان بيني و بينها ماء بحر. قال إبراهيم: فكيف تصنع أنت. قال الرجل: أمشي عليه حتى أبلغ. قال إبراهيم: أرجو الذي أعانك أن يعينني قال فانطلق فأخذ الرجل يمشي و إبراهيم يتبعه فلما بلغا الماء أخذ الرجل ينظر إلى إبراهيم ساعة بعد ساعة و إبراهيم يتعجب منه حتى عبرا فأتى به كهفا فقال الرجل: هاهنا مكاني. قال إبراهيم: فلو دعوتَ الله و أمّنتُ أنا. قال الرجل: أما إني أستحي من ربي و لكن ادع أنت و أؤمن أنا. قال إبراهيم: و ما حياؤك؟ قال الرجل: أتيت الموضع الذي رأيتني فيه فرأيت غلاما أجمل الناس كأن خديه صفحتا ذهب له ذؤابة مع غنم و بقر كان عليهما الدهن فقلت له من أنت؟ قال: أنا إسماعيل بن إبراهيم خليل الرحمن فسألت الله أن يريني إبراهيم منذ ثلاثة أشهر و قد أبطأ ذلك علي. قال إبراهيم: فأنا إبراهيم خليل الرحمن
فنجد في هذه القصة أن الدعاء حصل وتمت إجابته , لكن قضاء الحاجة قد صار بعد 3 أشهر (أي أن الله أجاب دعوته وقبلها منذ أن دعا , ولكنه –عز وجل- لم يقضها له إلا بعد 3 أشهر)
فكما علمنا; فإن هناك فرق في استجابة الدعاء وقضاء الحاجة ... فعندما يدعو المؤمن فإن الله يستجيب دعاءه لكنه –عز وجل- يؤخر قضاء الحاجة إلى وقت معلوم ... وربما يستجيب الدعاء ولا يقضي حاجة المؤمن بل يحفظها له إلى يوم القيامة ليكافئهُ عليها وهذا من صالح المؤمن حيث يكون الثواب في الآخرة أكبر وأعظم حتى روي في بعض الأحاديث أن المؤمن عندما يرى ثواب الدعوة التي لم تقضى يتمنى أن الله لم يقضي أي حاجة له
أذكر لكم بعض الأحاديث على ذلك:
يقول أهل البيت عليهم السلام في ذلك: ((يتمنى المؤمن أنه لم يستجب له دعوة في الدنيا، مما يرى من حسن الثواب)) المراد هنا من "لم يستجب له دعوة" أي: لم يقضِ له حاجة. فبعض الروايات تعبّر عن قضاء الحاجة باستجابة الدعاء وذلك مثل الروايات التي تعبر عن الموالين بالشيعة.
أيضًا:عن الإمام الصادق (عليه السلام): (إن العبد ليدعو، فيقول الله –عز وجل- للملكين: قد استجيبت له، ولكن احبسوه بحاجته، فإني أحب أن أسمع صوته)
ونرى في الحديثين السابقين أن الله لم يقض الحاجة في الدنيا لمصلحة في الآخرة , أو أخرها في الدنيا لحبه في سماع صوت عبده يدعوه
وتجدر الإشارة هنا إلى عدة أسباب في تأخير قضاء الحاجة:
أولاً: معرفة الله بالصالح والأصلح:
فقد يطلب الإنسان من الله الغنى في هذا اليوم ولكن الله لايجعله غنيًّا إلا بعد مرور زمن لأن الله يعلم أنه ربما لو حصل على الغنى في هذا اليوم فقد يبطر ويكفر بالله لما يرى من النعيم وأنه لو تم تأخير حصول الغنى لكان خيرًا له
فعن الإمام علي عليه السلام قال: ((لا يقنطنك إبطاء إجابته فان العطية على قدر النية و ربما أخرت عنك الإجابة ليكون ذلك أعظم لأجر السائل وأجزل لعطاء الآمل و ربما سألت الشيئ فلم تؤتاه أو أوتيت خيراً منه عاجلاً أو آجلاً أو صرف عنك لما هو خير لك فلرب أمر قد طلبته وفيه هلاك دينك لو أوتيته))
ثانيًا: لعدم استخدامه في معصية الله:
فلو اعطي العبد حاجته فلربما استخدمها في معصية الله ولربما أضاع الصلوات وضيّع الكثير من الخيرات على نفسه
يقول الله تعالى: ((إبن آدم تسألني فأسفك لعلمي بما ينفعك ثم تلح علي بالمسألة فأعطيك ما سألت فتستعين به على معصيتي فاهم بهتك سترك فتدعوني فأستر عليك فكم من جميل صنع معك وكم قبيح تصنع معي يوشك أن أغضب عليك غضبة لا أرضى بعدها أبداً))
ثالثًا: ليكافئه الله يوم القيامة بالثواب العظيم:
الإمام الصادق عليه السلام قال: ((إن الرب ليلي حساب المؤمن فيقول: تعرف هذا الحساب؟ فيقول: لا يارب . فيقول –عز وجل-: دعوتني في ليلة كذا وكذا في كذا وكذا فذخرتها لك
قال: مما يرى من عظمة ثواب الله يقول: يارب ليت إنك لم تكن عجلت لي شيئاً وادخرته لي
وعنه أيضا سلام الله عليه : ((يتمنى المؤمن أنه لم يستجب له دعوة في الدنيا مما يرى من حسن الثواب))
رابعًا:أن الله يحب سماع دعاء العبد:
يقول الإمام الصادق عليه السلام: ((قال الله تعالى وعزتي وجلالي وعظمتي و بهائي إني لأحمي وليي أعطيه في دار الدنيا شيئاً يشغله عن ذكري حتى يدعوني فاسمع صوته وإني لأعطي الكافر مُنْيَتَهُ حتى لا يدعوني فاسمع صوته بغضاً له))
قال الرضا (ع) : إن الله يؤّخر إجابة المؤمن شوقاً إلى دعائه ، ويقول:صوتٌ أحبّ أن أسمعه ، ويعجّل إجابة دعاء المنافق ، ويقول:صوتٌ أكره سماعه
أيضًا الحديث الذي ذكرناه سابقًا: عن الإمام الصادق عليه السلام يقول: ((إن العبد ليدعو فيقول الله عزوجل للملكين : قد استجيبت له ولكن احبسوه بحاجته فإني أحب أن أسمع صوته وإن العبد ليدعو فيقول الله تبارك وتعالى عجلوا له حاجته فإني أبغض صوته))
خامسًا: تقصير العبد في أعماله:
قيل للصادق (ع) : جُعلت فداك !.. إنّ الله يقول: }ادعوني أستجب لكم{ فإنّا ندعو فلا يُستجاب لنا ، قال : ((لأنّكم لا تَفُونَ لله بعهده ، وإنّ الله يقول:}أوفوا بعهدي أوف بعهدكم } والله لو وفيتم له لوفى الله لكم))
قال الإمام الصادق (ع) : إنّ رجلاً كان في بني إسرائيل قد دعا الله أن يرزقه غلاماً يدعو ثلاثاً وثلاثين سنة ، فلمّا رأى أنّ الله تعالى لا يجيبه قال:يا ربّ !.. أَبعيدٌ أنا منك فلا تسمع منّي ؟.. أم قريبٌ أنت فلا تجيبني ؟.. فأتاه آتٍ في منامه فقال له:إنّك تدعو الله بلسانٍ بذيّ ، وقلبٍ غلقٍ عاتٍ غير نقيٍّ ، وبنيّةٍ غير صادقة ، فاقلع من بذائك ، وليتّق الله قلبك ، ولتحسن نيّتك .. ففعل الرجل ذلك فدعا الله عزّ وجلّ فولد له غلامٌ
من آداب الدعاء:
أولا:البسملة:
فعن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: ((لا يرد دعاء أوله بسم الله الرحمن الرحيم)) .
ثانيًا:الصلاة على محمد وآله:
فعن الإمام الصادق عليه السلام: ((من كانت له حاجة إلى الله عز وجل فليبدأ بالصلاة على محمد وآله ثم يسأل حاجته ثم يختم بالصلاة على محمد وآل محمد فإن الله عز وجل أكرم من أن يقبل الطرفين ويدع الوسط لأن الصلاة على محمد وآله مجابة))
ثالثًا:التضرع والإبتهال:
فمما أوحى الله تعالى إلى موسى عليه السلام: ((يا موسى كن إذا دعوتني خائفاً شفقاً وجلاً وعفِّر وجهك في التراب واسجد لي بمكارم بدنك واقنت بين يدي في القيام و ناجني حيث تناجيني بخشية من قلب وجل)) .
رابعًا: صلاة ركعتين:
فعن الإمام الصادق عليه السلام قال: ((من توضأ فأحسن الوضوء ثم صل ركعتين فأتم ركوعها وسجودها ثم سلم وأثنى على الله عزوجل وعلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ثم سأل حاجته فقد طلب في مظانه ومن طلب في مظانه لم يخب))
خامسًا: الإسرار بالدعاء :
فعن الإمام الرضا عليه السلام قال: ((دعوة العبد سراً دعوة واحدة تعدل سبعين دعوة علانية وفي رواية أخرى: دعوة تخفيها أفضل من سبعين دعوة تظهرها)) .
سادسًا:اختيار الوقت :
ومن الأوقات الراجحة ليلة الجمعة ونهاره .
فعن الإمام الباقر عليه السلام قال: إن الله تعالى ليأمر ملكاً فينادي كل ليلة جمعة من فوق عرشه من أول الليل إلى آخره:
ألا عبد مؤمن يدعوني لدينه أو دنياه (لآخرته ودنياه) قبل طلوع الفجر فأجيبه؟
ألا عبد مؤمن يتوب إليَّ من ذنوبه قبل طلوع الفجر فأتوب عليه ؟
ألا عبد مؤمن قد قترتُ عليه رزقه فيسألني الزيادة في رزقه قبل طلوع الفجر فأزيده وأوسع عليه؟
ألا عبد مؤمن سقيم فيسألني أن أشفيه قبل طلوع الفجر فأعافيه؟
ألا عبد مؤمن مغموم محبوس يسألني أن أطلقه من حبسه وأفرج عنه قبل طلوع الفجر فأطلقه وأخلي سبيله ؟
ألا عبد مؤمن مظلوم يسألني أن آخذ بظلامته قبل طلوع الفجر فأنتصر له وآخذ بظلامته؟
قال: فلا (فما) يزال ينادي بهذا حتى يطلع الفجر .
ومنها يوم الجمعة .
ومنها : أوقات السحر .
ومنها : ليلة القدر .
ومنها:ليالي الإحياء وهي أول ليلة من رجب و ليلة النصف من شعبان و ليلتا العيدين ويوم عرفات
ومنها : عند نزول المطر .ومنها: عند زوال الشمس .
ومنها : عند طلوع الفجر إلى طلوع الشمس .
سابعًا: اختيار المكان :
فإن لله أماكن يحب أن يدعى فيها ومن تلك الأماكن .
أ) عرفة ففي الخبر أن الله سبحانه وتعالى يقول للملائكة في ذلك اليوم: يا ملائكتي ألا ترون إلى عبادي وإمائي جاؤوا من أطراف البلاد شعثاء غبراء أتدرون ما يسألون ؟
فيقولون : ربنا إنهم يسألونك المغفرة .
فيقول: اشهدوا أني قد غفرت لهم .
وروي أن من الذنوب ما لا يعفو (يغفر) إلا بعرفة والمشعر الحرام قال الله تعالى “فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام”
ب) الكعبة المشرفة والحرم .
ج) المسجد مطلقاً .
فإنه بيت الله والقاصد للبيت قاصد إلى الله تعالى وزائر له سبحانه .
ففي الحديث القدسي: ((ألا إن بيوتي في الأرض المساجد فطوبى لعبد تطهر في بيته ثم زارني في بيتي وهو أكرم من أن يخيب زائره وقاصده)).
د) عند قبر الحسين عليه السلام بلغنا الله تعالى وإياكن الوصول .
فقد روي أن الله سبحانه وتعالى عوّض الحسين عليه السلام عن قتله بأربع خصال: جعل الشفاء في تربته وإجابة الدعاء تحت قبته والأئمة من ذريته وأن لا يعد أيام زائرية من أعمارهم.
بل حتى الأئمة أنفسهم يدعون الله تعالى عند قبر الحسين عليه السلام وإليك الخبر: أبوهاشم الجعفري قال: دخلت على أبي الحسن علي بن محمد عليهما السلام وهو محموم عليل .
فقال: يا أبا هاشم إبعث رجلاً من موالينا إلى الحائر يدعو الله لي .
فخرجت من عنده فاستقبلني علي بن بلال فأعلمته ما قال لي وسألته أن يكون الرجل الذي يخرج فقال: السمع والطاعة ولكنني أقول: إنه أفضل من الحائر إذ كان بمنزلة من في الحائر، ودعائه لنفسه أفضل من دعائي له بالحائر .
فأعلمته عليه السلام ما قال .
فقال لي: قل له: كان رسول الله أفضل من البيت والحجر وكان يطوف بالبيت ويستلم الحجر وإن لله بقاعاً يحب أن يدعى فيها فيستجيب لمن دعاه والحائر منها.
ثامنًا:النداء عشراً يا الله:
فقد روي عن الإمام الصادق عليه السلام : فيمن قال: ((يا الله يا الله عشر مرات قيل له: لبيك عبدي سل حاجتك تعط)).
تاسعًا: بعد الفريضة:
فعن أمير المؤمنين عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ((من أدى لله مكتوبة فله في أثرها دعوة مستجابة)) .
عاشرًا: خمسة دعائهم مستجاب فمن هم؟
روي عن عبدالله بن سنان عن أبي عبدالله عليه السلام قال( خمس دعوات لا يحجبن عن الرب تبارك وتعالى: دعوة الإمام المقسط ودعوة المظلوم يقول الله عزوجل : لأنتقمن لك ولو بعد حين والوالدين والولد الصالح لوالده ودعوة المؤمن لأخيه بظهر الغيب فيقول : ولك مثله)) .
إحدى عشر: حسن الظن بالله تعالى:
فعن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: ((ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة)) .
إثنا عشر: الإلحــــاح:
في الدعاء فعن الإمام الباقر عليه السلام قال: ((والله لا يلح عبد مؤمن على الله في حاجته إلا قضاها الله له)) .
ثلاثة عشر: الدعاء في السجود:
قال الاِمام الصادق عليه السلام : « عليك بالدعاء وأنت ساجد ، فإنّ أقرب ما يكون العبد إلى الله وهو ساجد »
أربعة عشر: ترك لقمة الحرام:
أتى رجلٌ إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: ادع الله أن يستجيب دعائي ، فقال (ص):إذا أردت ذلك فأطبْ كسبك
خمسة عشر: صلة الرحم:
روي في خبر ليلة النصف من شعبان وغيره : أنّه يُستجاب الدعاء فيها إلاّ لقاطع رحمٍ ، أو في قطيعة رحم
ستة عشر:الدعاء للمؤمنين والمؤمنات:
فعن الإمام الصادق عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم: ((إذا دعا أحدكم فليعمم فإنه أوجب للدعاء)) .
سبعة عشر: الاجتماع:
فعن الإمام الصادق عليه السلام قال: ((ما من رهط أربعين رجلاً اجتمعوا فدعوا الله في أمر إلا استجاب الله لهم فإن لم يكونوا أربعين فأربعة يدعون الله عشر مرات إلا استجاب الله عزوجل لهم فإن لم يكونوا أربعة فواحد يدعو الله أربعين مرة يستجيب الله العزيز الجبار له)) .
ثمانية عشر: رفع اليدين:
فعن الإمام الصادق عليه السلام قال: ((ما أبرز عبد يده إلى الله العزيز الجبار إلا استحى الله عزوجل أن يردها صفراً فإذا دعا أحدكم فلا يرد يده حتى يمسح على وجهه ورأسه)) .
وعن الإمام الباقر عليه السلام قال: ((ما بسط عبد يده إلى الله عز وجل إلا استحى الله أن يردها صفراً حتى يجعل فيها من فضله ورحمته ما يشاء فإذا دعا أحدكم فلا يرد يده حتى يمسح على رأسه ووجهه وفي خبر آخر على وجهه و صدره)) .
تسعة عشر: التوسل بأهل البيت عليهم السلام :
هم باب الله الذي منه يؤتى فآدم عليه السلام مع كونه نبياً توسل بهم
فعن الإمام الرضا (عليه السلام) أنه قال: ((إذا نزلت بكم شديدة فاستعينوا بنا على الله عز وجل وهو قوله عز وجل ))
اسألكم الدعاء