قرين القران الزيدي
02-09-2009, 08:11 AM
بسم الله الرحمن الرحيم ...
إنتظرنا منذ بداية الحرب السادسة التي تشنها السلطة الحاكمة في صنعاء ظلمآ و عدوانآ على أبناء صعدة الباسلة فترة ليست بالقصيرة لمشاهدة الإستراتيجيات الجديدة و التكتيكات المتطورة التي وعدت السلطة بإستخدامها خلال الحرب السادسة و لكن إلى الآن لم نشاهد و لم نسمع إلا بإنتصارات متوالية يحققها المواطنون الغاضبون الذين قطعوا عهدآ مع الله بأن لا تسود على رقابهم راية السوء و البغي و الإستعباد ..
و لكن السياسة الجديدة و الإستراتيجية المغايرة التي وعدوا بإستخدامها على أرض الميدان ظهرت جلية و بوضوح تام في مخيمات النازحين حيث شهدت محافظة صعدة في هذه الحرب أكبر موجة نزوح منذ العام 2004 ، حيث تعمدت السلطة في هذه الحرب التحرش بالمواطنين الآمنين مباشرة بضرب القرى الخالية تقريبآ من المظاهر المسلحة كما حصل في القرى التي تشكل شريطآ ممتدآ بين مدينتي ضحيان و صعدة ، بل قامت بضرب المناطق التي شهدت تدفقآ كبيرآ للنازحين كما حصل في منطقة الحمزات و مدينة صعدة القديمة اللتان تعتبران من أكثر المناطق من حيث عدد النازحين ، كما قامت الطائرات المقاتلة بضرب الأسواق العامة كما حصل في منطقة حيدان ، و كل تلك الممارسات الغير إنسانية لا يقصد منها إلا إنزال العقاب الجماعي على كل أبناء صعدة بل على صعدة برمتها ، و يقصد منه إيضآ اللعب مباشرة على و رقة الضغط الشعبي الذي تنوي السلطة إيقاد جذوته لتركيع الناس بعد تجويعهم و تشريدهم ، و تطور لؤمهم بعد فشل مخططاتهم و بعد أن شاهدوا صورة من أعظم صور التلاحم بين أبناء صعدة بجميع شرائحهم ، حيث قاموا بضرب مخيمات النازحين التي تؤي الكثير من الأطفال و النساء كما حصل شمال مدينة ضحيان و قد شاهد الآلاف من الناس حول العالم صور أشلاء النازحين التي مزقتها طائرات السلطة ، وبالرغم من الإستياء المحلي و العالمي من تلك الممارسات و بالرغم من النداءات التي و جهتها المنظمات العالمية إلا أن السلطة اليمنية أبت إلا الإستمرار و المضي قدمآ في تنفيذ هذه الإستراتيجية اللا إنسانية و فرضت حصارآ كاملآ على قرى و مديريات محافظة صعدة مما تسبب في مأسآة إنسانية كبيرة لم تقتصر على النازحين بل شملت جميع المواطنين بسبب الحصار الإقتصادي المطبق ، كما قامت السلطة بمنع جميع المساعدات من الوصول إلى مخيمات النازحين ، فلم يرحموهم و لم يتركوا رحمة الله تغشاهم و لكن الله هو الغني و هو الرؤوف الرحيم ، و هو القادر على مالم يقدر عليه الإنسان ..
و في الجانب الآخر تجلس دول الخليج العربي ، الإمتداد الطبيعي لليمن بدون حراك و بدون قرار عادل أو على الأقل قرار إنساني ، فلطالما تسابقت دول الخليج و تنافست في ميادين المساعدات الإنسانية لكل المستضعفين و المنكوبين و اللاجئين في العالم ، فلا تكاد تحصل مأساة إنسانية في أي دولة من دول العالم إلا و تكون دول الخليج و الدول العربية هي السباقة إلى تفقد أحوال الناس و تقديم المساعدات الإقتصادية و الطبية بدون تفريق بين جنسيات المستفيدين من تلك المساعدات ولا بين معتقداتهم أو إنتماءاتهم ، و لطالما إرتفعت رايات العرب خفاقة في كل مكان ، ولطالما مسح الإخوة العرب بأيديهم البيضاء دموع اليتامى و المشردين و المنكوبين في العالم ..
ولكن الوضع في صعدة كان مختلفآ تمامآ عن كل تلك الصفات الحميدة و قعد الأشقاء العرب و الخليجيون مقعد المتفرج ، بل مقعد المستكين المستسلم لتجبر السلطة اليمنية و طغيانها و بدت أيديهم شحيحة مغلولة إلى الأعناق ، و تناسوا جميع أواصر الأخوة و القربى التي تجمعهم بإخوانهم في اليمن ..
و بما أن أبناء صعدة و عمران لا يريدون من أحد شفقة و لا صدقة إلا أنهم قد وضعوا إخوانهم العرب و الخليجيين أمام منعطف خطير بين صدق الإستجابة لنداء الدين و الإنسانية و بين تلبية السياسات المنحازة و المصالح الخاصة ..
وقد تذكرت قصة حصلت في جامع الإمام الهادي أكبر الجوامع في محافظة صعدة قبل أكثر من ست سنوات و في مثل هذه الأيام الرمضانية بالتحديد حيث تقدم الصفوف رجل عراقي بالزي العربي وبعد أن سلم على المصلين دعا الناس بداعي الله و بداعي الأخوة و الإنسانية أن ينظروا إلى إخوانهم العراقيين الذين تضرروا من الحرب الأمريكية على العراق ، و بعدها بقليل إرتسمت في المسجد صورة عظيمة من صور التكاتف و التكافل الإجتماعي حيث تهافت الجميع لتقديم التبرعات و المساعدات بدون النظر إلى فكر الرجل و لا إلى معتقده ، حتى بعض المواطنين الذين كانت تظهر عليهم هيئة العوز كانوا من المبادرين إلى تلبية ذلك النداء ، و الآن وبعد كل الذي حصل ، أتساءل أين هو ذلك الأخ العربي ، أتمنى أن يكون شاهد عدل ، وأن يكون مناصرآ لكل المستضعفين في العالم ... قرين القران
إنتظرنا منذ بداية الحرب السادسة التي تشنها السلطة الحاكمة في صنعاء ظلمآ و عدوانآ على أبناء صعدة الباسلة فترة ليست بالقصيرة لمشاهدة الإستراتيجيات الجديدة و التكتيكات المتطورة التي وعدت السلطة بإستخدامها خلال الحرب السادسة و لكن إلى الآن لم نشاهد و لم نسمع إلا بإنتصارات متوالية يحققها المواطنون الغاضبون الذين قطعوا عهدآ مع الله بأن لا تسود على رقابهم راية السوء و البغي و الإستعباد ..
و لكن السياسة الجديدة و الإستراتيجية المغايرة التي وعدوا بإستخدامها على أرض الميدان ظهرت جلية و بوضوح تام في مخيمات النازحين حيث شهدت محافظة صعدة في هذه الحرب أكبر موجة نزوح منذ العام 2004 ، حيث تعمدت السلطة في هذه الحرب التحرش بالمواطنين الآمنين مباشرة بضرب القرى الخالية تقريبآ من المظاهر المسلحة كما حصل في القرى التي تشكل شريطآ ممتدآ بين مدينتي ضحيان و صعدة ، بل قامت بضرب المناطق التي شهدت تدفقآ كبيرآ للنازحين كما حصل في منطقة الحمزات و مدينة صعدة القديمة اللتان تعتبران من أكثر المناطق من حيث عدد النازحين ، كما قامت الطائرات المقاتلة بضرب الأسواق العامة كما حصل في منطقة حيدان ، و كل تلك الممارسات الغير إنسانية لا يقصد منها إلا إنزال العقاب الجماعي على كل أبناء صعدة بل على صعدة برمتها ، و يقصد منه إيضآ اللعب مباشرة على و رقة الضغط الشعبي الذي تنوي السلطة إيقاد جذوته لتركيع الناس بعد تجويعهم و تشريدهم ، و تطور لؤمهم بعد فشل مخططاتهم و بعد أن شاهدوا صورة من أعظم صور التلاحم بين أبناء صعدة بجميع شرائحهم ، حيث قاموا بضرب مخيمات النازحين التي تؤي الكثير من الأطفال و النساء كما حصل شمال مدينة ضحيان و قد شاهد الآلاف من الناس حول العالم صور أشلاء النازحين التي مزقتها طائرات السلطة ، وبالرغم من الإستياء المحلي و العالمي من تلك الممارسات و بالرغم من النداءات التي و جهتها المنظمات العالمية إلا أن السلطة اليمنية أبت إلا الإستمرار و المضي قدمآ في تنفيذ هذه الإستراتيجية اللا إنسانية و فرضت حصارآ كاملآ على قرى و مديريات محافظة صعدة مما تسبب في مأسآة إنسانية كبيرة لم تقتصر على النازحين بل شملت جميع المواطنين بسبب الحصار الإقتصادي المطبق ، كما قامت السلطة بمنع جميع المساعدات من الوصول إلى مخيمات النازحين ، فلم يرحموهم و لم يتركوا رحمة الله تغشاهم و لكن الله هو الغني و هو الرؤوف الرحيم ، و هو القادر على مالم يقدر عليه الإنسان ..
و في الجانب الآخر تجلس دول الخليج العربي ، الإمتداد الطبيعي لليمن بدون حراك و بدون قرار عادل أو على الأقل قرار إنساني ، فلطالما تسابقت دول الخليج و تنافست في ميادين المساعدات الإنسانية لكل المستضعفين و المنكوبين و اللاجئين في العالم ، فلا تكاد تحصل مأساة إنسانية في أي دولة من دول العالم إلا و تكون دول الخليج و الدول العربية هي السباقة إلى تفقد أحوال الناس و تقديم المساعدات الإقتصادية و الطبية بدون تفريق بين جنسيات المستفيدين من تلك المساعدات ولا بين معتقداتهم أو إنتماءاتهم ، و لطالما إرتفعت رايات العرب خفاقة في كل مكان ، ولطالما مسح الإخوة العرب بأيديهم البيضاء دموع اليتامى و المشردين و المنكوبين في العالم ..
ولكن الوضع في صعدة كان مختلفآ تمامآ عن كل تلك الصفات الحميدة و قعد الأشقاء العرب و الخليجيون مقعد المتفرج ، بل مقعد المستكين المستسلم لتجبر السلطة اليمنية و طغيانها و بدت أيديهم شحيحة مغلولة إلى الأعناق ، و تناسوا جميع أواصر الأخوة و القربى التي تجمعهم بإخوانهم في اليمن ..
و بما أن أبناء صعدة و عمران لا يريدون من أحد شفقة و لا صدقة إلا أنهم قد وضعوا إخوانهم العرب و الخليجيين أمام منعطف خطير بين صدق الإستجابة لنداء الدين و الإنسانية و بين تلبية السياسات المنحازة و المصالح الخاصة ..
وقد تذكرت قصة حصلت في جامع الإمام الهادي أكبر الجوامع في محافظة صعدة قبل أكثر من ست سنوات و في مثل هذه الأيام الرمضانية بالتحديد حيث تقدم الصفوف رجل عراقي بالزي العربي وبعد أن سلم على المصلين دعا الناس بداعي الله و بداعي الأخوة و الإنسانية أن ينظروا إلى إخوانهم العراقيين الذين تضرروا من الحرب الأمريكية على العراق ، و بعدها بقليل إرتسمت في المسجد صورة عظيمة من صور التكاتف و التكافل الإجتماعي حيث تهافت الجميع لتقديم التبرعات و المساعدات بدون النظر إلى فكر الرجل و لا إلى معتقده ، حتى بعض المواطنين الذين كانت تظهر عليهم هيئة العوز كانوا من المبادرين إلى تلبية ذلك النداء ، و الآن وبعد كل الذي حصل ، أتساءل أين هو ذلك الأخ العربي ، أتمنى أن يكون شاهد عدل ، وأن يكون مناصرآ لكل المستضعفين في العالم ... قرين القران