المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شرائط الظهور


نووورا انا
03-09-2009, 03:30 PM
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم


شرائط الظهور


إن قانون العرض والطلب، يقتضي أن يكون الطلب متناسباً مع العرض، لأنه في غير هذه الصورة، يختل نظام الحياة والتعادل، ويسود نظام المجتمع الفوضى والاضطراب والفساد.
وكما نعلم، فإن جميع الأنبياء الذين أرسلهم الله سبحانه وتعالى إلى البشر عبر التاريخ لهداية الناس، واجهوا - أثناء أداء عملهم المقدس - ردود فعل شديدة ومضادة، من قبل الناس المجحدين، من غير أن يهتموا بالهدف السامي والرسالة الإنسانية للأنبياء.. فقام الجاهلون بالتعرض والأذى للأنبياء والقادة السماويين الكبار، لدرجة أن أعظمهم وهو النبي الأكرم محمد صلى الله عليه وآله يقول: (لم يؤذ نبي من قومه كما أوذيت)، وسبحانه وتعالى يقول (يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون) (1) (file:///C:/********s%20and%20Settings/aas/Local%20Settings/Temp/Rar$EX00.453/011.htm#_ftn1) إن استمرار هذا الاصطدام أدى إلى نتائج عنيفة كسجن ونفي وأذى الأنبياء عليهم السلام، وأكثرهم فقد حياته العزيزة في هذا السبيل، ورغم ذلك فإن الله العطوف الرحيم، ولإتمام حجته لم يبخل بنعمة وجودهم على عبادة، بل استمر العطاء، وأوجد أحد عشر رجلاً فذاً لانظير لهم (بدءاً من أمير المؤمنين عليه السلام - حتى الإمام الحسن العسكري عليه السلام) أفضل خلف لرسول الله صلى الله عليه وآله، وكانوا يمتلكون أبرز الصفات الإنسانية والفضائل الإسلامية، وكانوا أفضل أفراد الأمة الإسلامية في عصرهم، وكانوا يهدفون من قيادة المجتمع الإنساني الفضيلة والعدل الإلهي، ومع ذلك وبشاهدة التاريخ، فإنهم طيلة قرنين ونصف، بعد رحيل خاتم الأنبياء صلى الله عليه وآله كانوا بعيدين أو أبعدوا عن الساحة السياسية الإسلامية، لدرجة إنهم ما إن شرعوا يقومون في إرشاد الناس الغافلين، حتى كانوا يواجهون بالاضطهاد والسجن والقتل.. ومن هنا نستنتج أن هذا العرض السماوي (المتمثل ببعث الأنبياء والأئمة عليهم السلام)،لم يكن متناسباً مع هذا الطلب الإنساني (المتمثل بإجحاد بني البشر لرسالة السماء).
إن سوء تصرف البشر على مر التاريخ، وردود فعلهم السيئة، التي تجاوزت الحدود،كان لا بدّ أن يرى الإنسان نتائج أفعاله الدالة على التمرد والعصيان، ولهذا السبب شاءت الحكمة الإلهية أن يغيب آخر شخص من القادة العظام (الإمام المهدي عليه السلام) عن الأنظار لمدة طويلة، ليظهر لدى الناس، حس الطلب لمثل هذا الإمام العالي القدر، وفي ذلك الزمن، التي تكون فيه الأرض ممهدة، فإن الله تبارك وتعالى سيظهره ويجعله بين طالبيه.. فعندما يتهيأ الوقت المناسب في كل الأمور، وتصبح الأوضاع مساعدة لذلك، ويدب اليأس في قلوب معظم الناس، ويطلبوا من أعماق قلوبهم من الله العزيز الحكيم قائداً ومنقذاً، فإنه سبحانه وتعالى سيظهر منجي العالم لإصلاح الأوضاع المنحرفة والفاسدة إصلاحاً جذرياً، ولتبدأ عملية إنقاذ الناس من الظلم والجور، ونشر العدل والقسط.
ولكن.. لا بدّ لهذا اليوم الموعود، وهذا الفجر المقدس المنتظر من علامات وشروط.. علامات تدل عليه، وشروط تحقق نجاحه.. فإن إنتصاره ثورة ما أو تحقيق هدف منشود إنما يتوقف على توفر الظروف المناسبة، فمتى تهيأت الأجواء ومقومات النجاح تحقق الهدف.. فحركة ونهضة مثل ثورة الإمام المهدي عليه السلام التي تختزل مجهود كل الأنبياء والرسل والأئمة الأطهار عليهم السلام، وتهدف إلى تحقيق العدل الإلهي، وهداية البشرية جميعاً نحو شريعة الله الخالدة.. إذاً فنهضة المهدي عليه السلام المبتدئة بيوم ظهوره المقدس، هي حركة عميقة وشاملة ومتجذرة ودائمة وإنسانية، تتجاوز فوارق اللغة واللون والعرق والقومية، وتحقق تحرير الإنسان، ورد إعتباره وكرامته المهدورة عبر العصور، وتحاول إجتثاث الفساد والإنحراف والظلم، بكل أشكاله والوانه وصوره.
ولا يمكن لحركة شاملة وعميقة كهذه، أن تحدث من لاشيء بل ينبغي أن تسبقها إرهاصات، تهيء الأرضية المناسبة لنجاحها، ولا بدّ من توفر مقومات وشروط النجاح، ولعل أهم هذه الشروط (2) (file:///C:/********s%20and%20Settings/aas/Local%20Settings/Temp/Rar$EX00.453/011.htm#_ftn2) هي:
أولا: الأيدلوجية الفكرية الكاملة والقابلة للتنفيذ في كل الأمكنة والأزمنة والتي تضمن الرفاه للبشرية جمعاء:
لا بدّ أن تكون هذه الأيدلوجية، هي القانون السائد في المجتمع، وأن تكفل حل كل مشاكل البشرية، وتستأصل جميع مظالمها.. وكما نعرف أن الدين الإسلامي هو آخر الشرائع السماوية، وأن العقل البشري قاصر عن إيجاد العدل الكامل في العالم، وأن الله سبحانه وتعالى وعد في القرآن الكريم بتطبيق العدل الكامل، والعبادة المخلصة على وجه الأرض، بل كان هذا هو الغرض الأساسي للخلق: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ) (3) (file:///C:/********s%20and%20Settings/aas/Local%20Settings/Temp/Rar$EX00.453/011.htm#_ftn3).
إذاً.. ينحصر وجود هذه الأيدلوجية في الإسلام، لعدم إمكان حصولها من العقل البشري، وعدم إمكان نزول شريعة أخرى بعد الإسلام، (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ) (4) (file:///C:/********s%20and%20Settings/aas/Local%20Settings/Temp/Rar$EX00.453/011.htm#_ftn4).
إذاً.. في زمن الظهور، سوف تتم تربية العالم ثقافياً من جهة الإسلام الواقعي (الأيدلوجية الفكرية)، الذي يقوم عليه نظام الإمام المهدي عليه السلام في دولته العالمية.. فالشعوب غير المسلمة، سوف تدعى إلى الإسلام، وسوف تعتنقه باقتناع وسهولة، وبالتالي تتم إزالة الإختلافات في العقائد الفكرية ويتبع الجميع الحق والحقيقة.. وكل من أسلم من جديد، أو هو كان مسلماً سلفاً، سوف يربى على الثقافة الإسلامية العامة الضرورية، ومن ثم يبدأ التصاعد والتكامل الثقافي، كل حسب قابليته وجهوده.
وللتعريف بالأيدلوجية الفكرية الكاملة المتمثلة بالإسلام نوضح:
الأحكام الإسلامية الحقيقة، التي كانت معلنة قبل الظهور.
الأفكار والمفاهيم، التي يتم تجديدها يومئذ.
الأفكار والمفاهيم الناتجة عن تطور الفكر الإسلامي.
الأحكام والمفاهيم المؤجلة، التي لم تعلن قبل ذلك، وكان إعلانها منوطاً بتحقيق الدولة العالمية.
الأنظمة التفصيلية، التي يسنها القائد المهدي عليه السلام نفسه في حدود الشريعة من أجل ضبط الوقائع المختلفة.
القواعد العامة، التي يضعها القائد المهدي عليه السلام للحكام الذين يوزعهم على الأرض.
القواعد العامة، التي يضعها الإمام المهدي عليه السلام لخاصته من أجل استمرار تربية البشرية، وتكاملها في المدى البعيد (5) (file:///C:/********s%20and%20Settings/aas/Local%20Settings/Temp/Rar$EX00.453/011.htm#_ftn5).
وبهذه الأحكام والقواعد تستطيع الأيدلوجية الفكرية الكاملة أن تأخذ طريقاً إلى التطبيق وتربية البشرية بالتدريج.
ثانيا: وجود القائد المحنك العظيم، الذي يمتلك القابلية الكاملة لقيادة العالم كله ونشر العدل:
صفات هذا القائد المحنك، وفرها الله تعالى في المهدي عليه السلام كقائد أمثل للبشرية ليتكفل بعلمه وتعاليمه تطبيق الإسلام الصحيح في اليوم الموعود.. وبقاؤه الطويل مع أجيال عديدة من البشر، ضروري لتولية مهام القيادة في يوم الفجر المقدس.
إذاً.. قابلية المهدي عليه السلام لقيادة العالم تكتمل في:
العصمة.. بالإضافة إلى الإلهام والوحي.. ونقصد بالإلهام والوحي كما حصل لـ: مريم بنت عمران عليها السلام، وأم النبي موسى عليه السلام: (وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ?) (6) (file:///C:/********s%20and%20Settings/aas/Local%20Settings/Temp/Rar$EX00.453/011.htm#_ftn6).
الرصيد الضخم من التجارب، التي يكتسبها من خلال طول الزمن في عصر الغيبة، ما يوجب له الاطلاع المباشر على قوانيين تطور التاريخ، وتسلسل حوادثه، وما يؤثر على المجتمعات البشريه.
الأعمال والتضحيات، التي يقوم بها في عصر الغيبة في سبيل الإسلام والمسلمين، ومالها من بالغ الأثر في تصاعد كماله وترسخه.
من هذا الفهم، نستطيع أن نبرهن بانفصال المهدي عليه السلام عن العصمة والإلهام، وعدم تكامله الطويل خلال الزمان.. ما يحجب عنه قابليه القيادة العالمية ولذا يلزمنا افتراض أن المهدي يولد في آخر الزمان (كما تعتقد العامة). إذاً.. بهذا التصور، المهدي عليه السلام ليس أكثر من فرد من المؤمنين المخلصين، وإذا كان القائد كذلك فكيف بالجنود والأنصار، ومع هذا التصور يستحيل القيام بالمهمة الكبرى لليوم الموعود وتنفيذ الوعد الإلهي فيه ومن هنا، لا بدّ من التأكيد على اطروحة الشيعة الإمامية لفهم المهدي عليه السلام القائمة على الإيمان بوجوده وغيبته حتى يظهره الله تعالى.
بهذا الشكل، استطعنا أن نستوعب بكل سهولة ووضوح (فضلاً عن الأدلة والنصوص) تصور الشيعة الإمامية في الإمام المهدي عليه السلام الذي يتميز بخصائص مهمة:
الإيمان بعصمة الإمام المهدي عليه السلام باعتباره الإمام الثاني عشر من الإئمة المعصومين عليهم السلام.
الإيمان بكونه القائد الشرعي الوحيد للعالم عامة، ولقواعده الشعبية خاصة، طيلة زمان وجوده، سواء كان غائباً أو حاضراً.
معاصرته لأجيال عديدة من الأمة الإسلامية خاصة والبشرية عامة.
كونه على مستوى الإطلاع على الأحداث يوماً فيوماً وعاماً فعاماً، عارفاً بأسبابها ونتائجها وخصائصها.
كونه على ارتباط مباشر بالناس خلال غيبته، يراهم ويرونه ويتفاعل معهم ويتفاعلون معه، إلا إنهم لا يعرفون بحقيقته (7) (file:///C:/********s%20and%20Settings/aas/Local%20Settings/Temp/Rar$EX00.453/011.htm#_ftn7).
إننا ينبغي أن نذعن بأن خصائص الإمام المهدي عليه السلام في التصور الإمامي ليست من وهم الخيال، بل هي خصائص أساسية في تكوين قيادته وتمكنه من تحقيق المجتمع العادل، كما أراده الله تعالى، وكما وعد به.. وعليه نشير إلى أن القائد العظيم، الذي هو نداء الملايين ومهوى أفئدة الأجيال ومحط أنظار الأمم ومحقق آمال الشعوب:
ولد يوم (15) شعبان عام 255 هـ، وأبوه الإمام الحسن العسكري عليه السلام، وأمه السيدة نرجس (مليكة بنت يشوعاء بن قيصر ملك الروم، وأمها من ولد أحد الحواريين المنتسب إلى وصي المسيح شمعون).
لا يزال حياً، ويعيش إلى الآن على وجه الأرض، يأكل ويشرب ويعبد الله، وينتظر الأمر له بالخروج والظهور.
غائب عن الأبصار، وقد يراه الناس ولا يعرفونه.
له اشراف على العالم، واحاطته بأخبار العباد والبلاد وكل ما يجري في العالم بإذن الله.
سيظهر في يوم معلوم عند الله، مجهول عندنا وتحدث علامات حتمية قبل ظهوره (أشرنا إليها في الفصل الثالث بالتفصيل).
إذا ظهر يحكم الكرة الأرضية كلها، وتخضع له جميع الدول والشعوب في العالم.
يطبق الإسلام الصحيح، كما جاء به النبي محمد صلى الله عليه وآله وتنقاد له كافة الأديان والملل.
ينزل النبي عيسى عليه السلام من السماء، ويصلي خلفه.








للموضوع تتمة......

نووورا انا
03-09-2009, 03:34 PM
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم


ثالثا: وجود العدد الكافي من الناصرين المؤازرين المنفذين بين يدي القائد العظيم:

يحتاج القائد في تطبيق العدل على كافة أرض المعمورة (العالم) إلىعدد كافي من الرجال الناصرين والمؤيدين، لكي ينتشر الإسلام بالجهاد انتشاراً طبيعياً، لذا يلزم لتحقيق ثورة الإمام المهدي عليه السلام إعداد جيش وقوة ضاربه (قدرة تنفيذية) تدعم الإمام عليه السلام وتطيع أوامره، وهذا أمر ضروري وحاجة ماسة لاغنى عنها.. وهنا لا بدّ من التفريق بين قادة الجيش وأفراده.
1- قادة الجيش: (أصحاب الإمام المهدي عليه السلام)
هؤلاء القادة والأصحاب، لهم دور كبير في قيادة الجيوش وفتح البلاد وإداره الأمور وغير ذلك.. ويكتسب هؤلاء الأصحاب أهميتهم من جهة كونهم مؤمنين مخلصين، أختيروا بعناية خاصة، وقد أثبتوا جدارتهم وقدرتهم على التضحية في سبيل الأهداف الإسلامية العليا.. وكلما كان الهدف أوسع وأكبر، تطلب مقداراً من الإيمان والإخلاص بشكل أعمق.. فكيف لو كان هدفاً عالمياً، لم ينله فيما سبق أي قائد كبير ولا نبي عظيم، وإنما خط الأنبياء والمرسلين، وما بذلوه من تضحيات كلها من مقدمات هذا الهدف الكبير وإرهاصاته.. لذا يكتسب من يشارك في تنفيذ هذه الأهداف السامية والعالية أهمية خاصة، ويتطلب شروطاً خاصة، وأهم ما يشترط توفرها في هؤلاء القادة (الأصحاب):
الوعي.. بكل مافي الكلمة من معنى، بالإضافة إلى الشعور الحقيقي بأهمية وعدالة الهدف الذي يسعى إليه القائد المهدي عليه السلام وإيمانهم العميق بالأيدلوجية (الإسلام) التي يسعى إلى تطبيقها.
الاستعداد للتضحية في سبيل الهدف، مهما تطلب الأمر من تضحيات جسام.
أما عدد هؤلاء القادة (الأصحاب)، فقد نصت الروايات وبشكل مستفيض يكاد أن يكون متواتراً، إن عددهم بمقدار جيش النبي صلى الله عليه وآله في غزوة بدر (ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً) وهم الذين عبر عنهم الإمام أمير المؤمنين والإمام الصادق عليهم السلام بقولهما: (هم أصحاب الألويه) (8) (file:///C:/********s%20and%20Settings/aas/Local%20Settings/Temp/Rar$EX00.453/011.htm#_ftn8)، وكما في الخبر عن جابر الجعفي قال: قال: أبو جعفر عليه السلام: (يبايع القائم بين الركن والمقام ثلاثمائة ونيف، عدة أهل بدر فمنهم النجباء من أهل مصر، والأبدال من أهل الشام، والأخيار من أهل العراق) (9) (file:///C:/********s%20and%20Settings/aas/Local%20Settings/Temp/Rar$EX00.453/011.htm#_ftn9).. وأهم ما يميز هؤلاء الأصحاب القادة الـ (313):
شباب لا كهول فيهم إلا أقل القليل كالملح في الطعام.
اتصافهم بالإخلاص من أعلى درجاته وقوة إيمانهم (رهبان بالليل ليوث بالنهار).
الإخلاص للقائد المهدي عليه السلام والإيمان بقيادته.
مبايعتهم للمهدي عليه السلام - لأول مرة - بعد جبرائيل عليه السلام واستماعهم لخطبته، وأول من يدافع عنه.
إنهم قادة الجيش خلال القتال.
سيكونون الفقهاء والحكام والقضاة في دولة المهدي العالمية.
2- أفراد الجيش: (الأنصار)
هم المؤمنون الصالحون الذين يلتحقون بالإمام المهدي عليه السلام في مكة المكرمة وغيرها من المدن، وينضوون تحت لوائه ويحاربون أعداءه، وهؤلاء الأنصار عدد ضخم من الجيش، لايقل عن عشرة الآف شخص مقاتل في نواته الأولى عند بدء الحركة، وقد جاء في الخبر عن الإمام الصادق عليه السلام (وما يخرج إلا في أولي قوة، وما تكون أولو قوة أقل من عشرة الآف) (10) (file:///C:/********s%20and%20Settings/aas/Local%20Settings/Temp/Rar$EX00.453/011.htm#_ftn10).. وهذا العدد كافٍ للمهدي عليه السلام في أول حركته، فكلما اتسعت حركته فإن جيشه يتسع، وتتضح أهدافه وتتكاثر أسلحته، ولذا سمي جيش الإمام المهدي عليه السلام (بجيش الغضب)، باعتبارهم يمثلون غضب الله تعالى على المجتمع الفاسد، وشعار الجيش (يالثارات الحسين) بما للشعار من معنى، ووحدة الأهداف بين حركة الإمام الحسين عليه السلام وحركة الإمام المهدي عليه السلام.
ويستفاد من مجمل الأحاديث والروايات، أن هؤلاء الأنصار (العقد أو الحلقة كما عبرت عنه بعض الروايات) جماعات وجماهير لهم نصيب وافر من الإيمان الكامل والعقيدة الراسخة (أقل امتيازاً من الأصحاب (313))، ويخرج الإمام المهدي عليه السلام من مكة في بداية ظهوره بهذا العدد من الأنصار (عشرة الآف رجل) يمثلون نواة جيشه.. ومن الطبيعي أن الآلاف من الناس سوف يلتحقون به مع مرور الوقت.. وعلى هذا تستطيع تصور مدى كثرة جيوش الإمام وعساكره.
رابعا: وجود قاعدة شعبيه مؤيدة ذات مستوى مـن النضج والوعي:
وهنا لا بدّ أن نشير إلى نقطتين مهمتين:
1- إستعداد شعوب العالم:
إن المؤمنين المخلصين يمثلون الطليعة الواعية والرائدة الأولى في يوم الظهور، ولكن تطبيق الأيدلوجية الفكرية (الإسلام) يحتاج إلى عدد أكبر من القواعد الشعبية الكافية، ليكونوا هم المثل الصالحة لتطبيق قوانين وتعاليم الإسلام في العالم، حين يبدأ انتشاره يومئذ.. وهنا لا بدّ من بلوغ الأمة الإسلامية ككل إلى درجة من النضج الفكري والثقافي، بحيث تستطيع أن تستوعب وتتفهم القوانين والأساليب الجديدة التي يتخذها الإمام المهدي عليه السلام في دولة الحق والعدل، ولا يتم ذلك إلا باستعداد جماعات كثيرة من البشر للتجاوب مع حركة يوم الفجر المقدس وتعليماته.. وهذا الشعور والاستعداد يتوفر لهذه الجماعات وإن كانت قبل الظهور تمارس شيئاً من العصيان والإنحراف.
2- اليأس والقنوط العالمي من التجارب السابقة:
يأس العالم أو الرأي العام العالمي ككل من الحلول المدعاة للمشاكل العالمية من غير طريق الإسلام.. وهنا لا بدّ أن يشعر الناس بفشل كل التجارب السابقة، التي ادعت لنفسها حل مشاكل العالم، ثم افتضح أمرها وانكشف زيفها، وذلك بسبب شيوع الظلم والجور والفساد والاضطهاد الشديد إلى درجة أن يصل المجتمع الإنساني إلى حد القنوط من تحقق الإصلاح عن طريق المنظمات العالمية التي تحمل عناوين مختلفة.. وينعكس هذا الشعور على شكل الرغبة والحاجة والإلحاح لطلب أفكار أو اطروحة عادلة جديدة (الأيدلوجية الإسلامية) تكفل الحل الحقيقي للمشاكل والمظالم العالمية.. من هنا فإن شعور الجماهير بالظلم والإضطهاد، بالإضافة إلى أن يتوفر لديها النمو الذهني والفكري، والرغبة للقضاء على هذا الظلم والإستبداد.. سيكون هذا من أفضل الأرضيات لتقبل يوم الظهور وتعليماته.
للإيضاح، ينبغي أن نتحدث عن شرائط الظهور بشكلب موجز، ويمكن تلخيص أهمها فيما يلي:
وجود الأيدلوجية الفكرية الكاملة (الدين الإسلامي)، التي تتكفل حل كل مشاكل البشرية وتستأصل جميع مظالمها.
وجود القائد المحنك العظيم، الذي يمتلك القابلية للقيام بمهام يوم الظهور ونشر العدل في العالم كله.
وجود العدد الكافي من الأفراد (الأصحاب - الأنصار) لفتح العالم على أساس العدل.
بلوغ الأمة الإسلامية ككل إلى درجة من النضج الفكري والثقافي، بحيث تستطيع أن تستوعب وتتفهم القوانين والأساليب الجديدة التي يتخذها القائد المهدي عليه السلام في دولة الحق والعدل (القاعدة الشعبية).
يأس العالم والرأي العام العالمي ككل من الحلول المدعاة للمشاكل العالمية من غير طريق الإسلام (القاعدة الشعبية).
تطرف إنحراف الظالمين إلى حد يكون على مستوى نبذ الشريعة الإسلامية ومخالفة أحكامها (11) (file:///C:/********s%20and%20Settings/aas/Local%20Settings/Temp/Rar$EX00.453/011.htm#_ftn11).
فعندما تكون كل الشرائط المطلوبة قد اجتمعت في زمن واحد.. فالأيدلوجية الفكرية موجودة بين البشر، متمثلة بتعاليم الإسلام، والقائد موجود متمثل بالإمام المهدي عليه السلام، وأصبحت الأمة قابلة لتفهم القوانين والتعاليم الجديدة، التي تكون على وشك الصدور في اليوم الموعود، والعدد الكافي من الجيش العقائدي القيادي متوفر لفتح العالم، ونشر العدل والسلام مع وجود العامل المساعد لهم، وهو انكشاف نقاط الضعف لكل التجارب البشرية والمبادي والقوانين الوضعية السابقة على الظهور واليأس من حل بشري جديد.. فإذا اجتمعت هذه الشرائط، كان يوم الظهور (الفجر المقدس) ناجزاً، لاستحالة تخلف الوعد الإلهي والبشارة النبوية.. ومن هنا نعرف أن وقت الظهور منوط باجتماع هذه الشرائط.. بل نستطيع القول بأن هذه الشرائط بصيغتها الموسعة، تكون هي الشروط الأساسية لانجاح يوم الظهور، وعليها تكتب له النجاح والتقدم والتوسع والإنتشار.
بعد هذا الإيضاح لشرائط الظهور في هذا القسم وشرح علامات الظهور في الفصل الثالث.. يمكننا أن نوضح بعض الفروق بينهما سواء من ناحية الفهم والمعنى أو الخصائص والصفات:
ارتباط الظهور بالشرائط ارتباط واقعي، وارتباطه بالعلامات كدلالة واعلام وكشف.
لشرائط الظهور ارتباط سببي وواقعي، أما علامات الظهور فهي عبارة عن عدة حوادث مبعثرة لا يوجد بينهما ارتباط واقعي.
إن شرائط الظهور لا بدّ أن تجتمع في وقت زمني واحد، بعكس علامات الظهور فهي حوادث مبعثرة في الزمان.
علامة الظهور حادثة طارئة، لا يمكن بطبعها أن تدوم مهما طال زمانها، بخلاف شرائط الظهور وبعض أسبابها، فإنها بطبعها قابلة للبقاء.
إن العلامات تحدث وتنفذ بأجمعها قبل الظهور، في حين أن الشرائط لاتوجد بشكل متكامل إلا عند الظهور.
شرائط الظهور من المتعذر تماماً التأكد من اجتماعها، أما علامات الظهور فبالإنتباه والتدقيق، يمكن التأكد مما وجد منها ومما لم يوجد (12) (file:///C:/********s%20and%20Settings/aas/Local%20Settings/Temp/Rar$EX00.453/011.htm#_ftn12).





الهوامش

(1) (file:///C:/********s%20and%20Settings/aas/Local%20Settings/Temp/Rar$EX00.453/011.htm#_ftnref1) سورة يس (30)
(2) (file:///C:/********s%20and%20Settings/aas/Local%20Settings/Temp/Rar$EX00.453/011.htm#_ftnref2) لمزيد من التوسع في هذا الموضوع (شروط الظهور) يمكن الرجوع إلى موسوعة الإمام المهدي عليه السلام تاريخ الغيبة الكبرى، وتاريخ ما بعد الظهور للسيد محمد صادق الصدر
(3) (file:///C:/********s%20and%20Settings/aas/Local%20Settings/Temp/Rar$EX00.453/011.htm#_ftnref3) سورة الذاريات (56)
(4) (file:///C:/********s%20and%20Settings/aas/Local%20Settings/Temp/Rar$EX00.453/011.htm#_ftnref4) سورة آل عمران (85)
(5) (file:///C:/********s%20and%20Settings/aas/Local%20Settings/Temp/Rar$EX00.453/011.htm#_ftnref5) تاريخ ما بعد الظهور للسيد الصدر ص470
(6) (file:///C:/********s%20and%20Settings/aas/Local%20Settings/Temp/Rar$EX00.453/011.htm#_ftnref6) سورة القصص (7)
(7) (file:///C:/********s%20and%20Settings/aas/Local%20Settings/Temp/Rar$EX00.453/011.htm#_ftnref7) تاريخ ما بعد الظهور للسيد الصدر ص39
(8) (file:///C:/********s%20and%20Settings/aas/Local%20Settings/Temp/Rar$EX00.453/011.htm#_ftnref8) كمال الدين وتمام النعمة الصدوق ص673، يوم الخلاص ص256، المهدي من المهد إلى الظهور ص395
(9) (file:///C:/********s%20and%20Settings/aas/Local%20Settings/Temp/Rar$EX00.453/011.htm#_ftnref9) غيبة الشيخ الطوسي ص284، منتخب الأثر ص468
(10) (file:///C:/********s%20and%20Settings/aas/Local%20Settings/Temp/Rar$EX00.453/011.htm#_ftnref10) الإرشاد للمفيد ج2 ص383 بلفظ مختلف، كمال الدين وتمام النعمة الصدوق ص654، تاريخ ما بعد الظهور ص270، المهدي من المهد إلى الظهور ص428
(11) (file:///C:/********s%20and%20Settings/aas/Local%20Settings/Temp/Rar$EX00.453/011.htm#_ftnref11) تاريخ ما بعد الظهور للسيد الصدر ص203
(12) (file:///C:/********s%20and%20Settings/aas/Local%20Settings/Temp/Rar$EX00.453/011.htm#_ftnref12) تاريخ الغيبة الكبرى للسيد الصدر ص396-399






المصدر
الفجر المقدس المهدي عليه السلام

مجتبى السادة

أسيرة المنتظر
03-09-2009, 05:17 PM
ــآللهمـ ــصلّيــ ع ــلى مــ ح ــمد و آل مــ ح ــمد

ــآللهم ع ــجّلــ ــلوليكــ ــآلفرجــ

ــمشكورة خ ــيووو

melika
04-09-2009, 12:50 AM
بسم الله الرحمن الرحیم


اللهم صل علی محمد وآل محمد

http://www.saihatt.com/up/img.php?filename=2c6e9113a1935bd1512fa103d9cf18f3




مشارکه وموضوع راقی وممیز



دمتم بتالق وبارک الله بکم



ووفقکم لکل خیر..

نووورا انا
04-09-2009, 04:59 PM
اللَّهُمَّ كُنْ لِوَلِيِّكَ الحُجَّةِ بْنِ الحَسَنِ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آبائِهِ في هذِهِ السَّاعَةِ وَفي كُلِّ سّاعَةٍ وَلِيّاً وَحافِظاً وَقائِداً وَناصِراً وَدَليلاً وَعَيْناً حَتّى تُسْكِنَهُ أرْضَكَ طَوْعاً وَتُمَتِّعَهُ فيها طَويلاً بِرَحَمَتِكَ يَاأَرحّمِ الَرَاحِمِينْ



اسيرة المنتظر


مليكا


شكرا لمروركم العطر