q8iya
06-09-2009, 02:15 PM
نقل ابن أبي الحديد في شرح النهج : ج6 /211 / طبع دار إحياء التراث العربي ، عن أبي بكر الجوهري بإسناده عن طرق مختلفة تنتهي إلى زينب الكبرى بنت فاطمة الزهراء (ع) وإلى الحسين بن علي بن أبي طالب عن أبيه (ع) وإلى الإمام الباقر بن جعفر ـ محمد بن علي ـ (ع) وإلى عبد الله بن الحسن المثنى بن الإمام الحسن السبط (ع) قالوا جميعا : لما بلغ فاطمة (ع) إجماع أبي بكر على منعها فدكا ، لاثت خمارها ، و أقبلت في لمة من حفدتها و نساء قومها تطأ في ذيولها ، ما تخرم مشيتها مشية رسول الله (ص) ، حتى دخلت على أبي بكر و قد حشد الناس من المهاجرين و الأنصار، فضرب بينها و بينهم ريطة بيضاء ـ و قال بعضهم : قبطية ، و قالوا قبطية بالكسر و الضم ـ ثم أنت أنة أجهش لها القوم بالبكاء ثم أمهلت طويلا حتى سكنوا من فورتهم ، ثم قالت : أبتدئ بحمد من هو أولى بالحمد و الطول و المجد ، الحمد لله على ما أنعم و له الشكر بما ألهم .
و ذكر خطبة طويلة جيدة قالت في آخرها : فاتقوا الله حق تقاته ، و أطيعوه فيما أمركم به ، فإنما يخشى الله من عباده العلماء ، و احمدوا الله الذي لعظمته و نوره يبتغي من في السموات و الأرض إليه الوسيلة . و نحن وسيلته في خلقه ، و نحن خاصته و محل قدسه ، و نحن حجته في غيبه ، و نحن ورثة أنبيائه .
ثم قالت : أنا فاطمة ابنة محمد ، أقول عودا على بدء ، و ما أقول ذلك سرفا و لا شططا ، فاسمعوا بأسماع واعية و قلوب راعية ! ثم قالت : ( لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم ) فإن تعزوه تجدوه أبي دون آبائكم و أخا ابن عمي دون رجالكم ... ثم ذكرت كلاما طويلا تقول في آخره : ثم أنتم الآن تزعمون أن لا إرث لي !
( أَفَحُكْمَ الْجاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَ مَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) ؟ إيها معاشر المسلمين ! ابتز إرث أبي !
يا بن أبي قحافة ! أفي كتاب الله أن ترث أباك و لا أرث أبي !! لقد جئت شيئا فريا !! إلى آخر خطبتها.
وجاء في بعض الروايات كما في كتاب السقيفة وفدك لأبي بكر الجوهري وغيره ، أنها قالت في خطبتها:
أفعلى عمد تركتم كتاب الله ونبذتموه وراء ظهوركم !
إذ يقول الله جل ثناؤه : ( وورث سليمان داود ).
واقتص من خبر يحيى وزكريا إذ قال : ( رب هب لي من لدنك وليا يرثني ويرث من آل يعقوب واجعله رب رضيا ).
وقال تبارك وتعالى : ( يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين ).
فزعمتم أن لا حظ لي و لا أرث لي من أبي !
أ فخصّكم اللّه بآية أخرج منها أبي ؟!
أم تقولون أهل ملّتين لا يتوارثان ؟ أ و لست أنا و أبي من أهل ملّة واحدة أم أنتم أعلم بخصوص القرآن و عمومه من أبي (ص) .
( أَفَحُكْمَ الْجاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَ مَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ).
انظروا ايها المؤمنين ما هو رد ابي بكر ؟؟؟؟؟
نقل ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ج : 16/ 214 ـ 215/ ط دار إحياء التراث العربي
لما سمع أبو بكر خطبتها المذكورة وما وقع بين الناس من الاختلاف والهمهمة في سوء تلك المقدمة وخاف أن تنعكس القضية شق عليه ذلك فصعد المبر فقال:
أيها الناس! ما هذه الرعة إلى كل قاله؟ أين كانت هذه الأماني في عهد رسول الله؟ ألا! من سمع فليقل، ومن شهد فليتكلم، إنما هو ثعالة شهيده ذَنَبه مربّ لكل فتنة هو الذي يقول: كرّوها جذعة بعد ما هرمت يستعينون بالضعفة ويستنصرون بالنساء، كأم طحال أحبّ أهلها إليها البغي ألا: إني لو أشاء لقلت: ولو قلت لَبُحت، إني ساكت ما تُركت.
ثم التفت إلى الأنصار فقال: يا معشر الأنصار قد بلغني مقالة سفهائكم وأحق من لزم عهد رسول الله أنتم، فقد جاءكم فآويتم ونصرتم، ألا: إني لست باسطاً يداً ولساناً على من لم يستحق ذلك منا. ثم نزل.
. فانصرفت فاطمة (عليها السلام) إلى منزلها
بإبي انت وامي يا سيدتي,
كيف يتجرأ على الله ورسوله
وانظروا إخواني الى إستغرب وتعجب ابن ابي الحديد من جواب ابي بكر فيقول
قرأت هذا الكلام على النقيب أبي يحيى جعفر بن يحيى بن أبي زيد البصري ، و قلت له : بمن يعرض ؟ فقال : بل يصرح. قلت لو صرح لم أسألك . فضحك و قال : بعلي بن أبي طالب (ع) . قلت : هذا الكلام كله لعلي يقوله ؟! قال : نعم ، إنه الملك يا بني ! قلت : فما مقالة الأنصار ؟ قال : هتفوا بذكر علي ، فخاف من اضطراب الأمر عليهم ، فنهاهم .
فسألته عن غريبه ، فقال : أما الرعة بالتخفيف أي : الاستماع و الإصغاء ، و القالة : القول ، و ثعالة : اسم الثعلب ، علم ممنوع من الصرف ، و مثل : ذؤالة للذئب ، و شهيده ذنبه ، أي : لا شاهد له على ما يدعي إلا بعضه و جزء منه، وأصله مَثَل: قالوا: إن الثعلب أراد أن يُغري الأسد بالذئب فقال له: إنه قد أكل الشاة التي كنت أعددتها لنفسك، وكنت حاضراً، قال: فمن يشهد لك بذلك؟ فرفع ذَنَبه وعليه دم. وكان الأسد قد افتقد الشاة، فقبل شهادته، وقتل الذئب ... و مرب : ملازم ، أرب بالمكان ، و كروها جذعة : أعيدوها إلى الحال الأولى ، يعني الفتنة و الهرج . و أم طحال : امرأة بغي في الجاهلية ، و يضرب بها المثل فيقال : أزنى من أم طحال !!
وفي الدر النظيم للشيخ جمال الدين الشامي قال - بعد خطبة فاطمة (عليها السلام) في المسجد وكلام أبي بكر -: فقالت أم سلمة (رضي الله عنها) حين سمعت ما جرى لفاطمة (عليها السلام): ألِمثل فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقال هذا القول؟ هي والله الحوراء بين الإنس، والنَفَس للنفس، رُبّيت في حجور الأتقياء، وتناولتها أيدي الملائكة، ونمت في حجور الطاهرات، ونشأت خير نشأة، وربيت خير مربى، أتزعمون أن رسول الله حرّم عليها ميراثه ولم يُعلمها، وقد قال الله تعالى: (وأنذر عشيرتك الأقربين) أفأنذرها وخالفت متطلبه؟
وهي خيرَة النسوان وأمّ سادة الشبّان، وعديلة مريم، تمّت بأبيها رسالات ربه، فوالله لقد كان يشفق عليها من الحرّ والقرّ، ويوسدها يمينه ويلحفها بشماله، رويداً ورسول الله (صلى الله عليه وآله) بمرأى منكم، وعلى الله تردون واهاً لكم، فسوف تعلمون.
نحن لا نقول شيئاً على هذه الكلمات التي استعملها أبو بكر في آل رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعترته الطاهرة الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرّهم تطهيراً، ولا نعاتبه على أدبه في المنطق وتعبيره في الكلام!، ولكن نقول: قرّت عينك - يا رسول الله - فهكذا يقال في حق ابنتك وعزيزتك وحبيبتك فاطمة الزهراء وهكذا يقال في حق أخيك أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب وكل هذا على منبرك وفي مسجدك وفي جوار مرقدك
قرّت عيناك يا أبا فاطمة الزهراء وبشراك بل بشريان!! فهذه كرامة أهل بيتك، وعترتك عند أبي بكر وأشباهه!
و ذكر خطبة طويلة جيدة قالت في آخرها : فاتقوا الله حق تقاته ، و أطيعوه فيما أمركم به ، فإنما يخشى الله من عباده العلماء ، و احمدوا الله الذي لعظمته و نوره يبتغي من في السموات و الأرض إليه الوسيلة . و نحن وسيلته في خلقه ، و نحن خاصته و محل قدسه ، و نحن حجته في غيبه ، و نحن ورثة أنبيائه .
ثم قالت : أنا فاطمة ابنة محمد ، أقول عودا على بدء ، و ما أقول ذلك سرفا و لا شططا ، فاسمعوا بأسماع واعية و قلوب راعية ! ثم قالت : ( لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم ) فإن تعزوه تجدوه أبي دون آبائكم و أخا ابن عمي دون رجالكم ... ثم ذكرت كلاما طويلا تقول في آخره : ثم أنتم الآن تزعمون أن لا إرث لي !
( أَفَحُكْمَ الْجاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَ مَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) ؟ إيها معاشر المسلمين ! ابتز إرث أبي !
يا بن أبي قحافة ! أفي كتاب الله أن ترث أباك و لا أرث أبي !! لقد جئت شيئا فريا !! إلى آخر خطبتها.
وجاء في بعض الروايات كما في كتاب السقيفة وفدك لأبي بكر الجوهري وغيره ، أنها قالت في خطبتها:
أفعلى عمد تركتم كتاب الله ونبذتموه وراء ظهوركم !
إذ يقول الله جل ثناؤه : ( وورث سليمان داود ).
واقتص من خبر يحيى وزكريا إذ قال : ( رب هب لي من لدنك وليا يرثني ويرث من آل يعقوب واجعله رب رضيا ).
وقال تبارك وتعالى : ( يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين ).
فزعمتم أن لا حظ لي و لا أرث لي من أبي !
أ فخصّكم اللّه بآية أخرج منها أبي ؟!
أم تقولون أهل ملّتين لا يتوارثان ؟ أ و لست أنا و أبي من أهل ملّة واحدة أم أنتم أعلم بخصوص القرآن و عمومه من أبي (ص) .
( أَفَحُكْمَ الْجاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَ مَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ).
انظروا ايها المؤمنين ما هو رد ابي بكر ؟؟؟؟؟
نقل ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ج : 16/ 214 ـ 215/ ط دار إحياء التراث العربي
لما سمع أبو بكر خطبتها المذكورة وما وقع بين الناس من الاختلاف والهمهمة في سوء تلك المقدمة وخاف أن تنعكس القضية شق عليه ذلك فصعد المبر فقال:
أيها الناس! ما هذه الرعة إلى كل قاله؟ أين كانت هذه الأماني في عهد رسول الله؟ ألا! من سمع فليقل، ومن شهد فليتكلم، إنما هو ثعالة شهيده ذَنَبه مربّ لكل فتنة هو الذي يقول: كرّوها جذعة بعد ما هرمت يستعينون بالضعفة ويستنصرون بالنساء، كأم طحال أحبّ أهلها إليها البغي ألا: إني لو أشاء لقلت: ولو قلت لَبُحت، إني ساكت ما تُركت.
ثم التفت إلى الأنصار فقال: يا معشر الأنصار قد بلغني مقالة سفهائكم وأحق من لزم عهد رسول الله أنتم، فقد جاءكم فآويتم ونصرتم، ألا: إني لست باسطاً يداً ولساناً على من لم يستحق ذلك منا. ثم نزل.
. فانصرفت فاطمة (عليها السلام) إلى منزلها
بإبي انت وامي يا سيدتي,
كيف يتجرأ على الله ورسوله
وانظروا إخواني الى إستغرب وتعجب ابن ابي الحديد من جواب ابي بكر فيقول
قرأت هذا الكلام على النقيب أبي يحيى جعفر بن يحيى بن أبي زيد البصري ، و قلت له : بمن يعرض ؟ فقال : بل يصرح. قلت لو صرح لم أسألك . فضحك و قال : بعلي بن أبي طالب (ع) . قلت : هذا الكلام كله لعلي يقوله ؟! قال : نعم ، إنه الملك يا بني ! قلت : فما مقالة الأنصار ؟ قال : هتفوا بذكر علي ، فخاف من اضطراب الأمر عليهم ، فنهاهم .
فسألته عن غريبه ، فقال : أما الرعة بالتخفيف أي : الاستماع و الإصغاء ، و القالة : القول ، و ثعالة : اسم الثعلب ، علم ممنوع من الصرف ، و مثل : ذؤالة للذئب ، و شهيده ذنبه ، أي : لا شاهد له على ما يدعي إلا بعضه و جزء منه، وأصله مَثَل: قالوا: إن الثعلب أراد أن يُغري الأسد بالذئب فقال له: إنه قد أكل الشاة التي كنت أعددتها لنفسك، وكنت حاضراً، قال: فمن يشهد لك بذلك؟ فرفع ذَنَبه وعليه دم. وكان الأسد قد افتقد الشاة، فقبل شهادته، وقتل الذئب ... و مرب : ملازم ، أرب بالمكان ، و كروها جذعة : أعيدوها إلى الحال الأولى ، يعني الفتنة و الهرج . و أم طحال : امرأة بغي في الجاهلية ، و يضرب بها المثل فيقال : أزنى من أم طحال !!
وفي الدر النظيم للشيخ جمال الدين الشامي قال - بعد خطبة فاطمة (عليها السلام) في المسجد وكلام أبي بكر -: فقالت أم سلمة (رضي الله عنها) حين سمعت ما جرى لفاطمة (عليها السلام): ألِمثل فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقال هذا القول؟ هي والله الحوراء بين الإنس، والنَفَس للنفس، رُبّيت في حجور الأتقياء، وتناولتها أيدي الملائكة، ونمت في حجور الطاهرات، ونشأت خير نشأة، وربيت خير مربى، أتزعمون أن رسول الله حرّم عليها ميراثه ولم يُعلمها، وقد قال الله تعالى: (وأنذر عشيرتك الأقربين) أفأنذرها وخالفت متطلبه؟
وهي خيرَة النسوان وأمّ سادة الشبّان، وعديلة مريم، تمّت بأبيها رسالات ربه، فوالله لقد كان يشفق عليها من الحرّ والقرّ، ويوسدها يمينه ويلحفها بشماله، رويداً ورسول الله (صلى الله عليه وآله) بمرأى منكم، وعلى الله تردون واهاً لكم، فسوف تعلمون.
نحن لا نقول شيئاً على هذه الكلمات التي استعملها أبو بكر في آل رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعترته الطاهرة الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرّهم تطهيراً، ولا نعاتبه على أدبه في المنطق وتعبيره في الكلام!، ولكن نقول: قرّت عينك - يا رسول الله - فهكذا يقال في حق ابنتك وعزيزتك وحبيبتك فاطمة الزهراء وهكذا يقال في حق أخيك أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب وكل هذا على منبرك وفي مسجدك وفي جوار مرقدك
قرّت عيناك يا أبا فاطمة الزهراء وبشراك بل بشريان!! فهذه كرامة أهل بيتك، وعترتك عند أبي بكر وأشباهه!