المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مناظرة بين سني وشيعي


الشيخ الاوحد
08-09-2009, 08:04 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
(((اللهم صلى على محمد وال محمد وعجل فرجهم وهلك اعدائهم )))





قال السنّي للشيعي : أنتم معشر الشيعة روافض ، والروافض في الدنيا يشملهم العار ، وفي الاخرة مقرهم النار وبئس القرار.

http://ebook/blank.gif أجاب الشيعي بكل هدوء وسكون : عافاك الله يا أخي أليس من العدل والانصاف أن لا يحكم العاقل على غيره بدون دليل ولا برهان ، فما دليلك على أننا روافض ؟ وعلى تقدير صحة ما تقول ، ما هو برهانك على أن علينا في الدنيا العار ، ومصيرنا في الاخرة إلى النار وبئس القرار ؟

http://ebook/blank.gif قال السني : أما كونكم معشرَ الشيعة روافض لانكم ترفضون خلافة خلفاء رسول الله الراشدين ، وهذا أمر لا يمكن لكل شيعي إنكاره ، وهذا من أكبر العار عليكم.
http://ebook/blank.gif وأما كونكم مقركم النار وبئس القرار ، لانه قد قام الاجماع على أن كلّ من امتنع عن الاقرار بخلفاء رسول الله الراشدين ، فهو بمثابة الخروج من الدين ، وهذا أيضا لا يتمكن كل شيعي من إنكاره.

http://ebook/blank.gif فقال الشيعي : عافاك الله يا أخي ، ها أنا شيعي وأنا أتبرؤ من كلّ من رفض خلفاء رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ ، وأنا أشهد على كل شيعي قد فهم حقيقة التشيع أنه أيضا يتبرء مثلي من كل من رفض خلفاء رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ ، فدعواك هذه على الشيعة ظلم وافتراء ، وعار على أمثالك من أهل العلم والفضل أن يتصفوا بهذه الصفات الذميمة التي قد يتحاشاها أبسط الجهال والعوام ، وحينئذ لا يبقى لحكمك يا أخي على الشيعة بالنار وبئس القرار أدنى قيمة أو اعتبار.
http://ebook/blank.gif فأين دليلك وبرهانك اللّذان قد اعتمدت عليهما في حكمك هذا الجائر الباطل ، وأرجو المسامحة فأنت أحوجتني لهذا المقال ؟!


http://ebook/blank.gif قال السني ـ وقد استشاط غضبا وغيظا ـ : ألستم معشر الشيعة ترفضون خلافة أبي بكر وعمر وعثمان أصحاب رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ وخلفائه الراشدين ، وكيف يمكنك أو يمكن لكل شيعي أن ينكر هذا الامر الذي هو أشهر من نور الشمس عند كل من عرف الشيعة حتى من غير المسلمين ، فما جوابك إن كنت من المنصفين ؟


http://ebook/blank.gif فقال الشيعي : عافاك الله يا أخي ما ذكرت غير الذي به حكمت ، وبين الموضوعين بون بعيد وفارق عظيم قد كان حكمك السابق مستندا إلى أن الشيعة ترفض خلفاء رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ ، والان تثبت لهم رفضهم لخلافة أبي بكر وعمر وعثمان ، وهذا موضع آخر غير ما ذكرته سابقا.
http://ebook/blank.gif لان نفس هؤلاء الخلفاء الثلاثة وجميع أتباعهم وأشياعهم يستنكرون على كل من يقول : إن رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ ، قد استخلف وعيّن له خليفة من بعده أو نصّ عليه وأخذ له على الناس الخلافة والولاية ، وكلّهم يشهدون ويجزمون على أن رسول الله قد مات ولم يعين له خليفة ، وهذا شيء كاد أن يكون من خصائص أبي بكر وعمر وعثمان وأشباههم في ذلك العصر ، والباقي أتباعٌ لهم وعنهم قد أخذوا بهذا القول والدعوة التي يدّعونها حتى عصرنا الحاضر.
http://ebook/blank.gif فقولك : إن الشيعة ترفض أو رفضت خلفاء رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ ، هذا قد تسالم جميع السنّة على إنكاره ورفضه ، فمتى صار أبو بكر وعمر وعثمان خلفاء لرسول الله وهم أشد المنكرين على الشيعة الذين يدّعون أن رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ ، قد أوصى في حياته ونصّ على خليفته وعيّنه بشخصه وذاته وأخذ له من جميع المسلمين على مشهد مائة ألف أو يزيدون يوم غدير خمّ بعد رجوعه من حجة الوداع.
http://ebook/blank.gif ولو نظرت يا أخي بعين الانصاف لكان عنوان الرافضة يصدق على جماعة السنّة بالخصوص دون سواهم ، لانهم هم رفضوا وصيّة رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ وخالفوه مخالفة صريحة ، وهذه كتبهم وصحاحهم تشهد بذلك بأوضح ما يكون ، وإذا أردت فهم ذلك جليّا فعليك بكتاب الغدير للشيخ النجفي حتى تعرف الحقيقة إذا كنت تجهلها ، وأبو بكر وعمر هما أوّل من بايع خليفة رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ في غدير خمّ وعمر هو الذي أعلنها صرخة مدوّية في ذلك المكان وهو يقول : بخ بخ لك يابن أبي طالب لقد أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة (1) ، حتى قام حسان بن ثابت وأنشد في ذلك الموقف أبياته التي قَلّ أن يخلو منها كتاب مؤرخ من محدثيهم وصحاحهم وإليك بها :



يُناديهمُ يـوم الغديـــر نبيُّهــم * بِخُمٍّ وأسمع بالرســول مناديـــا يقولُ فمـن مولاكُــمُ ووليّكــم* فقالوا ولم يُبدوا هنـاك التعاميـــا إلهك مولانــا وأنــت وليُّنــا * ولم تر منّا في الولايـة عاصيـــا فقال له : قـم يـا عليّ فإننــي‌* رضيتك من بعدي إماما وهاديـــا فمن كنت مـولاه فهـذا وليّــه* ‌فكونوا له أنصار صدق مواليـــا هناك دعـا : الّلهـم والِ وليّــه* ‌وكن للذي عادى عليّاً معاديـا (2)



http://ebook/blank.gif وقد أخرج الطبري محمد بن جرير فى كتاب الولاية عن زيد بن أرقم أن رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ جعل يقول في ذلك الموقف الرهيب ويخاطب الجموع الغفيرة المتراصة حوله :
http://ebook/blank.gif معاشر الناس قولوا أعطيناك على ذلك عهدا عن أنفسنا وميثاقا بألسنتنا وصفقة بأيدينا نؤديه إلى أولادنا وأهالينا ، لا نبغي بذلك بدلاً وأنت شهيد علينا وكفى بالله شهيدا ، قال زيد بن أرقم : فعند ذلك بادر الناس يقولون : نعم نعم سمعنا وأطعنا ، وكان أبو بكر وعمر أوّل من صافق وتداكوا على رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ وعلى عليّ ـ عليه السلام ـ.




http://ebook/blank.gif وخصوص حديث تهنئة الشيخين رواه من أئمة الحديث والتفسير ما يزيد على ستين محدثا وراويا ومؤرخا وكاتبا راجع الغدير الجزء الاول ص272 ترى العجب العجيب.
http://ebook/blank.gif وأما قولك الاخير إن الشيعة ترفض خلافة أبي بكر وعمر وعثمان فهذا شيء صحيح لا ينكره ولا واحد من الشيعة وقوام الشيعة على هذا الانكار والاستنكار ، وهذا فخر وشرف للشيعة لان الذي دعاها لانكار ذلك هو نفس إطاعتها وإذعانها لامر نبيها محمد ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ ، والثبات على عهده الذي أعطوه إيّاه في غدير خمّ بأمر من الله تعالى حينما أنزل على نبيّه ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ في ذلك الموضع وألزمه بالتبليغ وهدده إذا هو لم يبادر ويعلن خلافة عليّ ـ عليه السلام ـ من بعده قبل أن تتفرق الجموع الهائلة وتذهب جهوده أدراج الرياح ، فأنزل عليه قوله عزوجل : ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس ) (3) ، فلم يكتف بالتهديد حتى أخبره أنك إن لم تفعل فجميع جهادك وجهودك يذهب هباءً منثورا ، ولا يترتب عليه أدنى أثر أو نفع ، ولذا تراه بعد قيامه بواجب التبليغ والاعلان نزل قوله تعالى : ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام ديناً ) (4) فجعل النبي ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ يقول : الحمد للّه على إكمال الدين وإتمام النعمة من الله بولاية أخي وابن عمي وخليفتي من بعدي عليّ بن أبي طالب ـ عليه السلام ـ (5).
http://ebook/blank.gif وإذا الشيعة رفضت كلّ من خالف الله ورسوله لا خصوص أبي بكر وعمر وعثمان ، وتمسكتْ بأمر الله ورسوله تكون مذمومة ومستحقة لعذاب النار كيف يكون ذلك (6) ؟!
___



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) راجع : ترجمة امير المؤمنين ـ عليه السلام ـ من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي ج2 ص75 ح575 و 577 ، المناقب للخوارزمي الحنفي ص94 ، شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني الحنفي ج1 ص158 ح213 ، مناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي الشافعي ص18 ح 24 ، فرائد السمطين ج1 ص77 ح44 ، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي ص30 و31 و 249 ط 1 اسلامبول وص33 و 34 و 297 ط الحيدرية ، تفسير الفخر الرازي الشافعي ج3 ص63 ط الدار العامرة بمصر وج12 ص50 ط مصر 1375 هـ ، احقاق الحق ج6 ص256 ، الغدير للاميني ج1 ص276 ، بتفاوت.
(2) مناقب الخوارزمي ص135 ح152 ، فرائد السمطين الجويني ج1 ص73 ح39 وص74 ح40 ، تذكرة الخواص لابن الجوزي ص80 ، بحار الانوار ج37 ص150 ، سفينة البحار ج2 ص306 ، وقد روي هذا الشعر في مصادر كثيرة جدا راجع : الغدير للاميني ج2 ص34 ـ 39.
(3) سورة المائدة : الاية 67.
(4) سورة المائدة : الاية 3.
(5) شواهد التنزيل للحسكاني ج1 ص200 ح 210 وما بعده ، مناقب أمير المؤمنين لمحمد بن سليمان الكوفي ج1 ص118 ح66 وص137 ح76.
(6) ماذا في التاريخ للقبيسي ج12 ص61.