المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إنــهــيــار صـــمـــت


auob
09-09-2009, 12:05 AM
إنـــهـــيـــار صـــمـــت
في تلك الزاوية المظلمة كان يقف وحده يتأمل الحقول الصفراء أمامه , يمني نفسه بكسر طوق الظلمة المحيطة به ..... يحلم بالشرب من ذلك الرحيق المنساب أمام شفتيه , أن يرتشف من تلك الأشياء المتهادية أمام ناظريه .... يحاول السير إليها فلا يستطيع , يبقى متجمدًا في مكانه , يحرك شفتيه , يتمتم ببضع كلمات هامسه حتى هو لا يسمعها .... يرسل إستغاثة ً ولكن لا أحد ينصت إليه فلسانه تجمد أيضًـا ... يبقى ساكنـًا ... يكتم أنفاسه ... يطبق جفنيه ... يرى كأن نورًا يزحف نحوه مبتسمًـا , راح ظلام زاويته يتبدد شيئـًا فشيـئًا ... إقترب ذلك النور من أطراف قدميه , أحس به يداعب ساقيه .
وصل النور إلى شفتيه لكنه توقف ؟!!؟ ... ثم قفل راجعـًا ... عاد أدراجه بأسرع مما جاء به , حاول إمساكه بكلتا يديه لكنه انساب من بين قبضتيه مبتعدًا ... لماذا جاء ؟ ولماذا عــاد ؟ لم يفهم شيئـًا ..!!!.. أراد الصراخ , لم ينطق بحرف , حاول تحريك قدميه فتأبيان الحراك , تسمرتا في موضعهما وعيناه بقيتا متعلقتان بذلـك النور الهارب .
تساقطت من بين أحداقه قطرة ٌ حمراء ... سرعان ما حفرت لها إخـدودًا عميقـًا على إحدى صفحتي وجه , أخرج زفيرًا حادًا تصاعدت معه من بين ثنايا قلبه المتصدع ألسنة لهبٍ حارقـةٍ أحالت لون شعره الداكن إلى كتلة ثلج ٍ بيضـاء .
كان ذلك النور ما يزال يتخبط أمامه متمايلا ذات اليمين وذات الشمال , راسمـًا تلك الإبتسامة الخبيثة المخادعة نفسها على آثار خطواته المبتعدة إلى المجهول , وظلت تلك العينان تنظران إلى ذلك النور علهما تستدران عطفه فيعود .... ولكن لا جدوى ... فقد اختفى ذلك النور وعاد هو إلى ظلمته المطبقة .
فتح عينيه , نظر إلى قدميه وجد أنهما غارقتان في وحل دموعه التي انهمرت دونما إنقطاع حتى تصلبت حدقتاه بعد أن جف ماؤهما ... أراد أن يطبق جفنيه ثانية ً فلم يستطع .... بات تمثالاً متحجرًا , لم يبق فيه من معاني الحياة سوى بــقـايا رمــادٍ أسود لـشـيءٍ كان يدعـى ( قـلـب ) .

نبــ المشاعرــض أيوب
24/3/2001م

Яëđ ƒłοωëŕ
10-09-2009, 01:41 AM
يسلمو ع القصة

auob
13-09-2009, 05:26 PM
يسلمج الرحمن
وشكراااااا على المرور
والتعليق

نسالكم الدعااااااااااااء

Pearl Sea
04-11-2009, 04:20 PM
قصة رائعة
مزيدا من الابداع

سلامه999
25-11-2009, 10:03 AM
القصه رائعه
تقبل مروري



http://up.mddes.com/files/9348.gif
.