المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دين محرف يجر ندما..


الثائر
13-09-2009, 08:03 PM
دين محرف يجر ندما..
• ليس بيننا وبين أهل العامة خلاف فطري أو تنافر ذاتي، نحن نحبهم ولا نكرههم، نريد لهم الخير ولا نريد لهم الشر. غاية ما في الأمر أننا نعتبرهم ضحية سياسات التجهيل والتضليل التي اتبعتها حكومات قريش منذ أربعة عشر قرنا بكل خبث ومكر، والتي أدت إلى عزلهم عن ولاة أمرهم الشرعيين آل المصطفى (صلوات الله عليهم) وإحلال ولاة مزيفين محلهم، وقد صاغوا لهم دينا آخر غير الذي جاء به محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من عند الرب جل وعلا، ولا تتوقف تبعات استقرار وبقاء هذا الدين المزيف عند حد، فإن الذين التزموا به سيجدون أنفسهم في نهاية المطاف خاليي الوفاض، وأعني أنهم يوم القيامة سيتحسرون ويندمون على أن شيئا من أعمالهم لن يكون مقبولا، وهذا بالطبع سيعرضهم إلى خطر الإلقاء في النار حسب موازنة العدالة الإلهية إذ يقول جل وعلا: "ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يُقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين" وقد شرح مولانا الصادق (صلوات الله عليه) معنى الآية إذ قال: "هو الإسلام الذي فيه الإيمان". (الهداية للصدوق ص56).
ليس هذا فحسب؛ فإن بقاء هذا الدين المنحرف تسبَّب ومازال في مضاعفات سلبية كبيرة تمس واقع الأمة الدنيوي أيضا، حيث قد كبّل حركة الأمة نحو التطور والتحضر وجعلها رهينة التخلف والجمود، ويمكننا ملاحظة ذلك على سبيل المثال عبر مقارنة التعامل السياسي بين الدينين أو الإسلاميين، ففي حين يشجّع الإسلام الحقيقي أي إسلام أهل البيت (عليهم الصلاة والسلام) على الثورة على الظالمين والتصدي لكل سلطان جائر لئلا يستمر في جوره ويتسبب في وقوع مزيد من الضحايا، نجد الإسلام المزيف أي إسلام الخلفاء يروّض الناس على مبدأ الطاعة لكل حاكم وولي أمر بَرّا كان أم فاجرا أم ظالما!! وكان من نتاج ذلك طبيعيا ظهور كل هذه الدكتاتوريات التي تحكمت في الأمة طوال التاريخ حتى يومنا الحالي، والتي لا يمكن حصر المآسي التي تسببت بها ولا عدد الضحايا الذين سقطوا ومازالوا يسقطون جرّاء استمرار تسلطها.
وعلى ذلك يجب أن يفهم أهل العامة أن دعوتنا إياهم لنبذ هذا الدين المنحرف وراء ظهورهم لا تنطلق من عداوة أو خصومة، بل تنطلق من حرص على مصلحتهم الدنيوية والأخروية، ولا يجب أن تثير هذه الدعوة أية حساسية، فأن تصحوَ اليوم بصخب الحق خير لك من أن تظل نائما بمخدِّر الباطل!

خاطرة للشيخ ياسر الحبيب منقول من موقع القطرة www.alqatrah.net (http://www.alqatrah.net)