المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : غذاء الروح\منقول


رضا الهاشم
14-09-2009, 11:22 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا الأكرم محمد وآله الطيبين الطاهرين

\
/
\

لطالما احتاج الجسم لِـ غذاء مُتكامل كي يُكمل مشوار يومياته التي قلما تكن مريحة ..
... وَ الروح متى تتغذى ..، وَكيْف ؟؟؟!!
هُنَا ..
زلزلةُ شوق لرب كريم ، تفاهمٌ واستفهام .. غِذاءهُ لا ينفذ .. وعلاجُ سقمه قد وِجد ..
حلٌ سريع .. ترمقنا به شبكة السراج فِي الطريق إلى الله تعالى ..
هُنَا سَيْكُون النّقل المُبَاشر مِنّهَا .. لِـ يصل لكم بكل حُب وإِخلاص ..
تتبعوا الخطوات الحقيقية لِـ غِذاء الروح كِي تُنقى من رذيلة الدنيا !!...

رضا الهاشم
14-09-2009, 11:23 AM
( 1 )
.
.

إن النعم تدوم بالشكر، بل أن الله تعالى وعد بالزيادة في نص الكتاب الكريم .. لكن لنعلم أن الشكر الواقعي هو تحويل النعمة إلى أداة لرضا الله تعالى ، ولخدمة المخلوق .. فليس شكر نعمة المال مثلا أن يشكر العبد ربه في عالم الألفاظ ، تاركا الإنفاق الواجب والمستحب !!

رضا الهاشم
14-09-2009, 11:23 AM
(2)
.
.
/
الجزيرة الخضراء
سأل أحد الأشخاص آية الله بهجت -دام ظله-: أين تقع الجزيرة الخضراء، التي يدور الكلام حولها كثيراً؟..
فقال سماحته: الجزيرة الخضراء هي القلب المتلهف لصاحب العصر والزمان عجل الله فرجه الشريف.

رضا الهاشم
14-09-2009, 11:23 AM
( 3 )


.
.


أن الكثيرين يشتكون من رتابة الحياة اليومية إلى حد الملل الشديد ، والسر فى ذلك أن متع الحياة الدنيا محدودة من جهة ، ومملولة من جهة اخرى .. ومهما بلغ سلطان الانسان فانه لا يمكنه تحقيق جميع آماله فى هذه الحياة التى يتنازع عليها الكثيرون .. وعليه فان الحل الاساسي يكمن فى ان نبحث عن معدن من اللذائذ المتنوعة والتى لا تبلى على مرور الايام ، وليس ذلك الا المتع المعنوية المتمثلة بكلمة واحدة : وهى مواجهة الروح لمبدأ كل فيض وسعادة فى هذا الوجود ، وحينئذ يرى الانسان الدنيا صغيرة جدا بكل متعها ولذائذها !!

رضا الهاشم
14-09-2009, 11:24 AM
(4)



.
.


لو اكثرت الدعاء واظهار الشوق لاحدهم ثم اطلع عليك وانت بهذه الحالة ، لبادلك الشعور وخاصة اذا علم ان هذه العواطف خالصة لا يراد منها اى امتياز .. فهل انت كذلك مع امام زمانك ؟!.. ويا ترى ما ستكون النتيجة عندما يراك الامام محبا له ، داعيا له من دون ان تطلب الاجر على ذلك خير ضمان لوصول العبد الى ربه فى حركة رتيبة غير متذبذبة ، هو حب المولى حبا يتسلل الى شغاف القلب ، بحيث يلتذ العبد حينها بالعمل بما يريده المحبوب ، لا من اجل اخذ الجوائز منه ، فهل راجعت قلبك لترى مثل هذا الحب لله تعالى والذى نصرفه لاولادنا وازواجنا ؟ !

رضا الهاشم
14-09-2009, 11:24 AM
\
(5)




.
.


التفكير فى الحرام ، مثله كالدخان الذي يسود المكان وإن لم يحرقه .. حاول أن تنقى فكرك من كل قبيح : تفكيرا في شهوة ، أو حبا في انتقام .. أليس هو المطلع على خائنة الأعين وما تخفي الصدور ؟!

رضا الهاشم
14-09-2009, 11:25 AM
(6)






.
.


إن من خصائص العامل في المجتمع ، هو الجمع بين حالة ( الوحشة) من الخلق ، لعدم تحقق الملكات الصالحة فيهم والتي هي الملاك للارتياح والأنس ، وبين حالة ( المودة ) والألفة والمداراة التي أمر بها الشارع جل شأنه في الرفق بالناس على أنهم أيتام آل محمد (ع) ..!

رضا الهاشم
14-09-2009, 11:26 AM
(7)


.
.


هناك عرف طبى متفق عليه وهو : ان المبتلى بمرض يخشى منه انتقال العدوى ، لا بد من الابتعاد عنه وخاصة اذا كان المرض خطيرا كالوباء مثلا .. وعليه نقول كم من الارواح المبتلاة بالامراض المسرية القاتلة كحب انتشار الفساد والرذيلة ، او الافكار الباطلة ، او عبادة الهوى ، فهل نحذر من معاشرتهم ، كما نحذر من مصاحبة من ابتلى بالوباء ؟!

رضا الهاشم
14-09-2009, 11:26 AM
(8)



.
.هل حاولت أن تنظر إلى ما في ذمتك من الحقوق المالية، سواء من: الخمس، أو رد المظالم، أو مجهول المالك؟.. فإن التعويض في الدنيا سهل جدا، وإلا فإن الوقوف منتظرين في عرصات القيامة من الممكن أن يكون مؤلما جدا!.

رضا الهاشم
14-09-2009, 11:26 AM
قال الإمام محمد الباقر (ع):

"ما من شيء أحب إلى الله عز وجل

من عمل يداوم عليه وإن قل"

(المجلسي: بحار الأنوار71: 219، حديث 25)



وقال الإمام أمير المؤمنين "ع" في وصيته لابنه الحسن "ع":

"يا بني للمؤمن ثلاث ساعات:

ساعة يناجي فيها ربه،

وساعة يحاسب فيها نفسه،

وساعة يخلو فيها بين نفسه ولذتها فيما يحل ويحمد،



وليس للمؤمن بد من أن يكون شاخصاً في ثلاث:

مرمة لمعاش،

أو خطوة لمعاد،

أو لذة في غير محرم".


"بحار الأنوار 70: 65، حديث 6".


نعم أختي الكريمة أختي فجر

هذه الروح تحتاج الغذاء كما يحتاج الجسم ..

واحتياج الروح أقوى ..

والذي نعانيه اليوم نحن الشباب


هو الجفاف الروحي ..

ولنا عودة معكم في هذا الموضوع الذي يشغل روحي وذهني دوماً..

ناموس الروح "

تفجرت ينابيع فيضكم ...

وأخرج لنا فجراً جميل ..

كان ويكون معنا .. بطوقاً جديد..

أصبح الفجر .. كلماته وأفكاره فولاذي الحديد

نعم ارتقى بنا على سحاب السالكين والعرفاء

يأخذنا معه وينزع منا الجفاء ..

نسمع منه أغنية

نسمع منه ترنيمة

نسمع منه لحن السماء

هذا هو فجركم الذي كان ويكون معنا ..

فمعكم نسير نحو السماء ..

رضا الهاشم
14-09-2009, 11:27 AM
(9)


.
.ان من اصعب الامور على العبد غير المحب هو التركيز حين الصلاة ، فالشياطين تجتمع فى تلك الساعة لصرف المصلى عن محادثة ربه - كما يفهم من بعض النصوص - ولكن هل حاولت ان تتقن اللحظات الاخيرة من الصلاة - اى فى التشهد والتسليم - لتكون على الاقل لحظات مصالحة مع رب العالمين عند الوداع ؟!



.
وهذا هو وقتها فلنأخذها بعين ـالأعتبار

رضا الهاشم
14-09-2009, 11:27 AM
(10)



.
.
إن من مناشئ غلبة الهوى هو: عدم التحكم في الحرام الأول بعد البلوغ، فإن للحرام الأول قبحه عند المكلف؛ ولكن بتكرار الممارسة، يفقد الحرام قبحه، إلى أن يصل الإنسان إلى درجة، يرى نفسه غير قادر على السيطرة على نفسه، رغم قناعته التامة بقبح ما يرتكبه.. ومن هنا كانت مراقبة الوالدين أيام البلوغ، ضرورية في هذه المرحلة.

رضا الهاشم
14-09-2009, 11:27 AM
(11)


.
.ليست الغريزة المودعة في الوجود الإنساني – ذكراً كان أو أنثى – أمراً مقصوداً بذاته ، بل جعلت وسيلة لتحقيق التجاذب بين الجنسين ، ليترتب عليه الوصال المشروع ، و ما فيه من: حالة الأنس ، والمودة ، والرحمة .. وما يستتبعه من تشكيل الأسرة الصالحة ، والتي هي نواة للمجتمع الصالح . أوليس من المؤسف ان نحول هذه الوسيلة المباركة الى أداة لهدم الأسرة و المجتمع ؟!!

رضا الهاشم
14-09-2009, 11:28 AM
(12)



.
.خصص في اليوم والليلة -على الأقل- مدة خمس دقائق لتفريغ الذهن من كل شاغل، والتوجه التام إلى العالم العلوي.. وليكن ذلك في مكان فارغ لا يشغلك فيه شيء من الصور والأصوات المزاحمة، لتعيش عينة -ولو مختصرة- من الخلوة مع الرب الودود.. ثم حاول أن توسع هذه الدقائق لتشمل الساعات الطوال، لترى شيئا من العجائب!..

.

رضا الهاشم
14-09-2009, 11:28 AM
(13)



.
.
إن خطورة جو العداوة مضاعفة فيما لو انتقلت إلى الأرحام، وبذلك تصبح أداة للقطيعة: تقطع الأرزاق، وتعجل الآجال.. فهل من الصحيح أن يقطع الإنسان رحمه لأسباب واهية، يضخمها الشيطان في نفس صاحبها، ليجره أخيرا إلى هذه الموبقة المهلكة؟..

رضا الهاشم
14-09-2009, 11:28 AM
(14)




.
.

ان الصبر لا يمثل حالة من تحمل الواقع المفروض ولو كان على مضض وكره - و انما هى حالة من الرشد الباطني الذي يجعل الإنسان يعتقد بان هنالك برمجة كونية تسير لأهداف محددة ، وان بدت بعض مراحلها مريرة في النظر القاصر.. فهلا تأملنا إن كنا من الصابرين بهذا المعنى؟
.

رضا الهاشم
14-09-2009, 11:29 AM
(15)





.
.


قيل لعلي ابن أبي طالب (ع) : لو أتيت رسول الله (ص) فذكرت له فاطمة .. فأتيته فلما رآني رسول الله (ص) ضحك ، ثم قال : ما جاء بك يا أبا الحسن ؟.. حاجتك ؟.. قال : فذكرت له قرابتي وقِدَمي في الإسلام ونصرتي له وجهادي ، فقال : يا علي !.. صدقتَ ، فأنت أفضل مما تذكر ، فقلت : يا رسول الله !.. فاطمة تزوجنيها ، فقال : يا علي !.. إنه قد ذكرها قبلك رجال ، فذكرت ذلك لها فرأيت الكراهة في وجهها ، ولكن على رسلك حتى أخرج إليك .
فدخل عليها ، فقامت فأخذت رداءه ونزعت نعليه وأتته بالوضوء فوضّأته بيدها وغسلتْ رجليه ، ثم قعدت ، فقال لها : يا فاطمة !.. فقالت : لبيك لبيك !..حاجتك يا رسول الله ؟.. قال (ص) : إن علي بن أبي طالب من قد عرفتِ قرابته وفضله وإسلامه ، و إني قد سألت ربي أن يزوّجك خير خلقه وأحبهّم إليه ، وقد ذكر من أمركِ شيئا فما ترين ؟.. فسكتت ولم تولّ وجهها ولم ير فيه رسول الله (ص) كراهة .. فقام وهو يقول : الله أكبر !.. سكوتها إقرارها .
فأتاه جبرائيل (ع) فقال : يا محمد!.. زوّجها علي بن أبي طالب ، فإن الله قد رضيها له ورضيه لها ..
قال علي : فزوجني رسول الله (ص) ثم أتاني فأخذ بيديّ فقال : قم بسم الله ، وقل على بركة الله ، وما شاء الله لا قوة إلا بالله توكلت على الله ، ثم جاءني حتى أقعدني عندها (ع) ، ثم قال :اللهم !.. إنهما أحب خلقك إليّ ، فأحبهما وبارك في ذريتهما ، واجعل عليهما منك حافظا ، وإني أعيذهما بك وذريتهما من الشيطان الرجيم .

.

رضا الهاشم
14-09-2009, 11:29 AM
(16)





.
.


من أبعاد حقوق المؤمن على المؤمن : البعد المادي .. إذ أن مسألة مواساة المؤمنين بالمال وتفريج كروبهم من اعظم سبل التقرب الى الله تعالى .. فترى القرآن الكريم يقرن الصلاة وهي عبادة فردية ، بالزكاة وهي عبادة اجتماعية.. ومع انفصال كل عن الآخر ، لا يعطي كل منهما ثماره كاملة.

رضا الهاشم
14-09-2009, 11:29 AM
(17)
.
.


إن الهموم و الغموم لا يمكن أن تنشا جزافا ، إذ لكل شيء في هذا الكون علته ، فمن عللها كسر القلوب وعدم جبرها ، ومن عللها المعاصي الموبقة التي لا يتوقع من صاحبها كما لو كان في موقع اجتماعي متميز، أو وقع الذنب بعد حالة من الإقبال الروحي .. فهل حاولت استقراء مناشئ الهموم والغموم لتعيش الحياة السعيدة الهانئة في الدنيا قبل الآخرة ؟

رضا الهاشم
14-09-2009, 11:30 AM
(18)


.
.




من عشق شيئاً أو شخصا ، ليسأل نفسه عن المبررات الموضوعية لذلك من دون أن يخادع نفسه !.. وليسأل عن إمكانية الوصول لما عشقه بحسب مقتضيات الواقع !.. وليسأل نفسه عن السبب في الاصرار على شيء لا يقطع جزما بجدواه !.. وليبحث أخيرا عن البدائل الأخرى ، مع عدم اليقين الحقيقي بانحصار تحقيق الهدف فيما عشقه وفيمن عشقه .. أوليس الإصرار فرع اليقين دائماً؟!

رضا الهاشم
14-09-2009, 11:30 AM
(19)



.
.





أن الدخول إلى مملكة الابالسة يتم من ثلاثة بوابات معروفة في كتب الاخلاقيين .. فمنها بوابة الغضب والتي بها يسفك الانسان الدماء وما يلحق به من مقدماته ، ومنها بوابة الشهوة والتي منها يفسد فيها وما يترتب عليها ، ومنها بوابة الخيالات الفاسدة والتي بها يوسوس فى صدور الناس .. فهل سددت ابواب الفساد كلها ؟!..أو هل تعلم أن الدخول الى مملكته يتم ولو من باب واحد ولا يحتاج إلى فتح الابواب كلها...!
.
.

رضا الهاشم
14-09-2009, 11:30 AM
(20)

.
.





إن من مناشئ غلبة الهوى هو: عدم التحكم في الحرام الأول بعد البلوغ، فإن للحرام الأول قبحه عند المكلف؛ ولكن بتكرار الممارسة، يفقد الحرام قبحه، إلى أن يصل الإنسان إلى درجة، يرى نفسه غير قادر على السيطرة على نفسه، رغم قناعته التامة بقبح ما يرتكبه.. ومن هنا كانت مراقبة الوالدين أيام البلوغ، ضرورية في هذه المرحلة.

رضا الهاشم
14-09-2009, 11:31 AM
(21)
.
.




إن قصر الحياة في هذه الدنيا، يجعل أحدنا حريصا على اغتنام أية فرصة من فرص العمر، وخاصة أن حياة أحدنا يكتنفها جهل ما قبل البلوغ، وضعف ما قبل الممات !! فلم يبق إلا أيام عنفوان الشباب بما فيه من نشاط وحيوية.. والذي يحز في النفس، ويثير بالغ الأسف: أن سكر الشباب يشغل البال عن كثير من الأمور، التي لا يمكن تعويضها لاحقا.. ومن المعلوم أن الندامة يوم القيامة من أشد صور التعذيب، عندما يرى الفرد تلك الفرص الذهبية التي مرت عليه مر السحاب من دون اغتنام

رضا الهاشم
14-09-2009, 11:31 AM
(22)

.
.





هل تصدقت بصدقة اليوم ولو كانت قليلة ؟..ومن المعلوم ان للصدقة معنى عام يشمل حتى الكلمة الطيبة فهل نحن فاعلون ؟!

رضا الهاشم
14-09-2009, 11:31 AM
(23)


.
.






ان تذكر الانسان الايام الماضية من حياته يكاد يوجب له اليأس ، لما فيها من الصفحات المظلمة ، ولكن نقول ان تذكر الماضى الذي فيه الكثير من التقصير مدعاة للتعويض ايضا لمن كان يحمل همّ نفسه! .. فهل حاولت ان تدرس ماضيك بدقة ، لتبدل نقاط السوء الى حسن ، وايام سواد الماضي الى بياض المستقبل؟

رضا الهاشم
14-09-2009, 11:31 AM
(24)
.
.


إن ذكر الله -تعالى- جميل في الأماكن التي لا يتعارف فيها ذكره.. فما المانع أن تذكره إذا رأيت قوما عاكفين على معصية أو لهو؟.. ألا تحب أن يباهي الله -تعالى- بك الملائكة!.
.
.

رضا الهاشم
14-09-2009, 11:32 AM
(25)
.

.




عندما يصدر خطا فادح بحق احدنا ، ثم ياتى صاحب الخطأ معتذرا نادما خجلا وجلا ، فاننا لا نسامحه فقط ، بل يتحول عداؤنا له الى حب ، وخاصة اذا راينا أن صاحب الخطأ فى مقام التعويض ، بل انه فى بعض الحالات تتوطد العلاقة الى درجة الصداقة الحميمة .. اولا نحتمل ان التائبين الصادقين ، من الممكن ان يصلوا الى هذه الدرجة من الانس بالله تعالى ولو بعد عمر طويل من المعصية ؟.. اوليس هو الذى يصرح بانه يحب التوابين ؟.. اوليس هو الذى يدعو المسرفين على انفسهم بالعودة اليه؟!.. ما أرأفه من رب!!
.

رضا الهاشم
14-09-2009, 11:32 AM
(26)
.

.







إننا نعتقد اعتقادا راسخا بأننا فى حال سفر، ومن الممكن فى كل لحظة أن يأتي ملك الموت لنقلنا إلى عالم البرزخ.. إذ من مات قامت قيامته، وقبره إما حفرة من حفر النار أو روضة من رياض الجنة.. فهل نحن في كل لحظة مستعدون لمثل هذا الرحيل الذي لا بد منه؟..
.

رضا الهاشم
14-09-2009, 11:32 AM
(27)
.

.





حاول أن تتخذ من الصلاة مفزعا للتوجه إلى من بيده خزائن كل شيء.. فإن الأولياء كانوا يفزعون في المهمات إلى الله -تعالى- من خلال الصلاة، وخاصة إذا كان في المسجد، وفي حالة من الخلوة والانقطاع!.. أوَ هل يعقل أن نرجع من بيت كريم السموات والأرض خائبين؟!..
.
.

رضا الهاشم
14-09-2009, 11:33 AM
(28)
.

.







إن خطورة جو العداوة مضاعفة فيما لو انتقلت إلى الأرحام، وبذلك تصبح أداة للقطيعة: تقطع الأرزاق، وتعجل الآجال.. فهل من الصحيح أن يقطع الإنسان رحمه لأسباب واهية، يضخمها الشيطان في نفس صاحبها، ليجره أخيرا إلى هذه الموبقة المهلكة؟.. .

رضا الهاشم
14-09-2009, 11:33 AM
(29)
.


.




من الأخطاء الكبرى عند الخلاف مع المؤمنين : ان الشيطان يسول للعبد الانتقام ، بدعوى عدم تحمل الذل !! والحال انه لا مانع من التظاهر بتحمل الذل فى مرحلة من المراحل ، ليصل الإنسان الى عزة ثابتة فى كل المراحل ... فها هو الإمام السجاد (ع) يقول حينما وقف عليه قريب له يشتمه : فان كنتَ قد قلتَ ما فيّ ، فانا استغفر الله منه .. وان كنت قلتَ ما ليس فيّ ، فغفر الله لك !

رضا الهاشم
14-09-2009, 11:33 AM
(30)
.


.





ان القلب كلما صفا وترقرق كلما زاد حبا للصالحين ، وذلك لوجود القاسم المشترك الا وهو الحب الالهى ، فمن احب الله تعالى احب كل من يحبه ، وعلى الخصوص من كان فيه اكبر نصيب من الحب الالهى .. ولا شك ان فى عصرنا هذا فان اكبر قلب يحمل الحب الالهى هو قلب صاحب الامر (ع) فهل تحس بحب له تبعا لما يحمل قلبه الشريف من الحب الالهي ؟.. ومن كان كذلك افلا يكثر من الدعاء لفرجه حبا لتعجيل ظهور حاكمية الله تعالى فى الارض ؟.. اوهل تذكره خصوصا ايام الجمعة وليلتها ؟!

رضا الهاشم
14-09-2009, 11:34 AM
(31)
.
.




ان الناس يشكرون عادة النعم المادية ، وخاصة بعد طول انتظار .. ولكن هل شكرت ربك يوما ما على نعمة الهداية العقائدية ، فى خصم بحر الشبهات التى جرفت الكثيرين ، وابعدتهم عن سفن النجاة ؟

رضا الهاشم
14-09-2009, 11:34 AM
32)

.
.





إن المؤمن يعد نفسه جزء من الأمة حقيقة ، فإذا أصاب الأمة شيء فكأنما أصابه شخصيا .. فهل أنت كذلك عندما تسمع خبرا مؤسفا في صفوف المؤمنين ، كالذي يقع هذه الأيام من القتل والتشريد وغيره ؟!.. فان كنت غير مبال بذلك فمعنى ذلك ان القلب يحتاج الى اعادة حياة!

رضا الهاشم
14-09-2009, 11:34 AM
(33)


.
.






هنالك أوقات ضائعة كثيرة في حياة الإنسان ، مثل : سيره من المنزل إلى العمل وبالعكس ، وساعات الانتظار الكثيرة التي تتخلل حياته ، وساعات الأرق التي يستلقي فيها على فراشه.. ولو جمعناها لوجدنا أنها تمثل مساحة كبيرة من العمر!! أفلا يجب التفكير الجاد في استراتيجية ثابتة ، لتحويل هذا الوقت المهدور إلى استثمار للأبد.. مثل التفكير فيما ينفعه لاخرته أو دنياه ، ولو من خلال حديث ، او حكمة ، او آية لذلك اليوم ؟!

رضا الهاشم
14-09-2009, 11:34 AM
(34)
حاول ان تطلع على البرامج النافعة كالاخبار وغيرها بالقدر المناسب فى ساعة الاسترخاء كساعة بعد الغداء مثلا، لتوفر على نفسك شيئا من الوقت ، ومن اللازم ان يعيش الانسان هموم المسلمين ، فان من بات ولم يهتم بامور المسلمين فليس بمسلم .. ولا شك ان الدعاء بتعجيل الفرج (اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى ابائه فى هذه الساعة وفى كل ساعة ......) من موجبات كشف هذه الغمة عن هذه الامة .

رضا الهاشم
14-09-2009, 11:35 AM
(35)



.
.




يتفق ان يخالف الانسان اوامر مسؤوله فى العمل ، او والده فى المنزل فيسقط من عينه ، فيتالم كثيرا لعلمه ان ذلك سيفوت عليه كثيرا من المنافع الدنيوية ، ولكن الانسان عندما يخالف اوامر ربه الا يحتمل انه سقط من عين ربه ؟!.. فهل فتشت فى حياتك عن موجبات سقوطك من عين الله تعالى وهي ليست قليلة هذه الايام ؟!

رضا الهاشم
14-09-2009, 11:35 AM
(36)





.
.






من الاساليب المؤثرة لردع الانسان نفسه عن الشهوات الرخيصة : هو تذكر ما يعيشه المسلمون من الالام والنكبات ، فإذا لم يمكن مشاطرتهم بشيء عملي ، فإن اضعف درجات المساندة تتمثل في : الاذى الباطني ، وما يستتبعه من الدعاء والتضرع بين يدي الله تعالى.. وهو الذي لا ينظر الى عدد الداعين ، بل الى كيفية تضرعهم !..

رضا الهاشم
14-09-2009, 11:35 AM
(37)



.
.








ما خلا رجل وامرأة ليسا بمحرمين، إلا وكان الشيطان ثالثهما، إذ من الواضح أن التفاعلات الهرمونية المتعلقة بالجانب الغريزي أمر لا إرادي، ولكن التعرض لأجواء الإثارة أمر إرادي.. فهل هناك في مجال عملك أو دراستك من تخشى معاشرته، وتخاف من إيقاعك في الزلل؟!..

رضا الهاشم
14-09-2009, 11:36 AM
(38)

لا بد من الاستعداد للمواسم العبادية قبل حلولها كالاشهر المباركة وذلك من خلال مراجعة الكتب المختصة فى هذا المجال .

رضا الهاشم
14-09-2009, 11:36 AM
(39)



.
.




عندما يصدر خطا فادح بحق احدنا ، ثم ياتى صاحب الخطأ معتذرا نادما خجلا وجلا ، فاننا لا نسامحه فقط ، بل يتحول عداؤنا له الى حب ، وخاصة اذا راينا أن صاحب الخطأ فى مقام التعويض ، بل انه فى بعض الحالات تتوطد العلاقة الى درجة الصداقة الحميمة .. اولا نحتمل ان التائبين الصادقين ، من الممكن ان يصلوا الى هذه الدرجة من الانس بالله تعالى ولو بعد عمر طويل من المعصية ؟.. اوليس هو الذى يصرح بانه يحب التوابين ؟.. اوليس هو الذى يدعو المسرفين على انفسهم بالعودة اليه ؟!.. ما أرأفه من رب!!

رضا الهاشم
14-09-2009, 11:36 AM
(40)



.
.







ان الساعات الطويلة من اعمارنا تنقضي على الموائد افطارا وغداء وعشاء ، وهى مستمره الى اخر العمر ، اذ ان شهوة البطن لا تنقطع !.. فهل نويت ان تأكل للتقوي على طاعة الله تعالى في اي موقع كنت ، لتتحول هذه الساعات الطوال الى محطات للعبادة ، تظهر آثارها فى عالم الأبدية والخلود ؟!

رضا الهاشم
14-09-2009, 11:37 AM
(41)

.
.




ان قراءة الصحف والمجلات هذه الايام تستحوذ على انتباه الكثيرين ، فيصرفون جزءا من مالهم واعمارهم في ذلك ، والحال ان على المرء ان ينظر الى معقوله ، كما ينظر الى مأكوله .. فهل تقرأ من هذه الامور ماينفعك لدنياك او لاخرتك ؟!.

رضا الهاشم
14-09-2009, 11:37 AM
(42)

.
.




إن من المؤسف حقا أن ينشغل البعض بمختلف أنواع اللهو ، بدعوى قتل الفراغ ، وكأن الوقت عدو لدود يجب قتله!.. فإن دلّ هذا على شيء ، فإنما يدلّ على انه نسي الهدف الذي خلق لإجله !.. و أنه جعل في الأرض خليفة..

رضا الهاشم
14-09-2009, 11:37 AM
(43)


.
.



أصل الإنسان لبّه ، وعقله دينه ، ومروته حيث يجعل نفسه ، والأيام دول ، والناس إلى آدم شرع سواء.

.... و انظر أين تضع نفسك!!.

رضا الهاشم
14-09-2009, 11:38 AM
(44)
.
.

من آكد الصوم المستحب صوم ثلاثة أيام من كل شهر: أول خميس منه، وأول أربعاء في العشر الثاني، وآخر خميس منه، فإنه روي عنهم (عليهم السّلام): أن ذلك يعادل صيام الدهر. وهو يذهب بوحر الصدر، ومن تركه، يستحب له قضاؤه.. ومن عجز عنه لكبر ونحوه، يستحب أن يتصدق عن كل يوم بمد من طعام أو بدرهم!.. فمن أراد أن يكتب من صائمي الدهر، فليستعد لصيام يوم غد.

رضا الهاشم
14-09-2009, 11:38 AM
(45)
.
.

ان القلب كلما صفا وترقرق كلما زاد حبا للصالحين ، وذلك لوجود القاسم المشترك الا وهو الحب الالهى ، فمن احب الله تعالى احب كل من يحبه ، وعلى الخصوص من كان فيه اكبر نصيب من الحب الالهى .. ولا شك ان فى عصرنا هذا فان اكبر قلب يحمل الحب الالهى هو قلب صاحب الامر (ع) فهل تحس بحب له تبعا لما يحمل قلبه الشريف من الحب الالهي ؟.. ومن كان كذلك افلا يكثر من الدعاء لفرجه حبا لتعجيل ظهور حاكمية الله تعالى فى الارض ؟.. اوهل تذكره خصوصا ايام الجمعة وليلتها ؟!

رضا الهاشم
14-09-2009, 11:38 AM
(46)
.
.


ان الدين حركة شاملة فى الحياة ، اذ الامر لا ينحصر ببعض الطقوس والاذكار اللفظية - وان كان الامر مهماً فى محله - ولكن الدين المعاملة !!.. اوهل فكرنا ان نرضى كل من حولنا بحق ، وذلك من خلال اعطاء كل ذى حق حقه ، ولو كان خارجا عن ملتنا ، فاننا مدعوون لأن نكون دعاة الى الله تعالى بغير الستنا ، اوليس هذا من افضل سبل القرب اليه ؟!

رضا الهاشم
14-09-2009, 11:39 AM
(47)
.
.


لو فتح الانسان محلا تجاريا ولم يربح فى يوم كامل ولا درهما ، فانه سيعود حزينا الى منزله .. وكثيرون فى الحياة ينامون فى الليل ولو يربحوا لمتجر آخرتهم - ولو سلاما قربة الى الله تعالى - فهل تحاول ان تنظر عند النوم ، ما الذى ربحته فى ليلك ونهارك ؟.. اليست الدنيا كما فى الحديث : سوق ربح فيها قوم وخسر آخرون ؟!..اوليس المغبون من تساوى يوماه ؟!

رضا الهاشم
14-09-2009, 11:39 AM
(48)
.
.

ومضى اسبوع من الحياة من دون رجعة .. اذ كانت ساعاتها من أعز ما يمتلكه العبد من راسماله، فهل جلست مع نفسك هنيئة لتنظر ما الجديد فى هذا الاسبوع ؟.. ان لم يكن هناك جديد فى المعصية لاقدر الله تعالى !!!

رضا الهاشم
14-09-2009, 11:39 AM
(49)
.
.



ان حالة الترف والركون الى زوائد الحياة الدنيا ، مما ستوجب (المعاقبة) فيما لو أوجب تقصيرا فى حق الله تعالى ، أو (المعاتبة) اذا أوجب غفلة وتثاقلا الى الأرض .. ولقد لاحظنا ان المستأنسين بفضول العيش يعيشون حالة الخدر الباطني ، حتى يتحول النعيم الذي يلفهم مع مرور الأيام الى شرنقة فيها الهلاك ، كهلاك دودة القز !!.

رضا الهاشم
14-09-2009, 11:39 AM
(50)
.
.

إن تذكر الإنسان الأيام الماضية من حياته يكاد يوجب له اليأس ، لما فيها من الصفحات المظلمة ، ولكن نقول أن تذكر الماضي الذي فيه الكثير من التقصير مدعاة للتعويض أيضا لمن كان يحمل همّ نفسه! .. فهل حاولت أن تدرس ماضيك بدقة ، لتبدل نقاط السوء إلى حسن ، وأيام سواد الماضي إلى بياض المستقبل؟

رضا الهاشم
14-09-2009, 11:40 AM
(51)
.
.


ان الله تعالى لا يغير نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم .. والبناء الالهى على عدم سلب النعمة المعطاة إلا إذا قام العبد بما يخالف تلك النعمة .. فالذى يرى في نفسه هداية واستقامة نسبية ، ثم يتوجه إلى المنكر، فانه سيصل الى مرحلة لا يجد فيها حلاوة الايمان في قلبه ، بل قد يرى حلاوة الباطل في نفسه الميالة الى الشهوات ! ..

رضا الهاشم
14-09-2009, 11:40 AM
(52)
.
.
يمكن أن يعرف حياة القلب وطراوته من خلال ثلاثة اختبارات منها: اختبار التفاعل الخوفي عند مناجاة الله تعالى .. ومنه اختبار التفاعل الشوقي عند ذكر صاحب الأمر (ع).. ومنه اختبار التفاعل الحزني عند ذكر الإمام الحسين (ع)، فهل نجحت في الاختبارات الثلاث؟!.

رضا الهاشم
14-09-2009, 11:41 AM
(53)
.
.

من الاساليب المؤثرة لردع الانسان نفسه عن الشهوات الرخيصة : هو تذكر ما يعيشه المسلمون من الالام والنكبات ، فإذا لم يمكن مشاطرتهم بشيء عملي ، فإن اضعف درجات المساندة تتمثل في : الاذى الباطني ، وما يستتبعه من الدعاء والتضرع بين يدي الله تعالى.. وهو الذي لا ينظر الى عدد الداعين ، بل الى كيفية تضرعهم

رضا الهاشم
14-09-2009, 11:43 AM
(54)
.
.


من نعم الله تعالى على العبد : الدموع الغزيرة ، سواء فى مناجاته لرب العالمين ، او فى تذكره لما جرى من المصائب على اهل بيت النبوة (ع) .. وعليه ، فمن ابتلى بجفاف الدمع ، عليه ان يسال ربه في رفع ذلك .. اذ من الممكن ان تكون هناك مخالفة خفيت عليه ، هو السبب في هذه البلية وخاصة في المواسم المهمة .. اوليس القلق هنا في محله ؟!

رضا الهاشم
14-09-2009, 11:43 AM
(55)
.
.

إن الإنسان يتألم على فقد عزيز له من دون أن يطلب عوضا على ذلك ، فان دواعي الحب كافية لان تورث مثل هذا الألم .. ولكن عندما يصل الأمر إلى أحبة الله وأوليائه من النبي وآله (ص) فإننا كثيرا ما نطلب العوض مقابل إقامة عزائهم .. فهل نحن صادقون فى الحزن عليهم ، من منطلق فقد الحبيب ، لا المقدمية لقضاء الحوائج

رضا الهاشم
14-09-2009, 11:43 AM
(56)
.
.

الغنى الذي ابتلانا الله تعالى به ؟.. هل سياتي ذلك اليوم الذي يعض كل واحد منا على يديه على ما فرط في ايامه الخالية .. بل الكثيرون سيعيشون هذه الحسرة فى الدنيا قبل الاخرة ، ولكنه مع فوات الاوان ايضا .

رضا الهاشم
14-09-2009, 11:44 AM
(57)
.
.

كم هي الشريعة جميلة !.. حيث أنها تريد منا القليل وتعطينا الكثير ، ومن مصاديقها النية .. فما يضر احدنا أن يفتتح صباحه بنية عدم الإقدام على المعصية بتعمد وقصد ، ومن المعلوم أن الله تعالى إذا رأى فينا صدقا ، هيا لنا الأسباب التي تبعدنا عن غضبه .. أليس ربنا ودود لطيف بعباده حقا ؟!

رضا الهاشم
14-09-2009, 11:44 AM
(58)
.
.

تتجلى نعم الخالق جل اسمه في كل لحظة و حين.. و من أعظمها : تصريحه بالمغفرة لمن عمل السوء بجهالة ، و اعترف بخطيئته ، فإنه قد وعد الرحمة لمن اعترف بذنبه ، إضافةً للمغفرة .. فهل نحن كذلك مع من أساء إلينا ثم اعتذر ؟.. بل إننا مأمورون بالصفح الجميل : وهو أن نعامل المخطئ وكأنه لم يخطئ فى حقنا أبدا !!

رضا الهاشم
14-09-2009, 11:45 AM
(59)
.
.


عندما تتزاحم الصلاة مع شغل من اشغال الدنيا ، فقل للشغل : عندي صلاتي ، ولا تقل للصلاة : عندي شغلي . اليس هذا معنى : حي على خير العمل ؟!.. اوليس تاخير الصلاة من دون علة ، اعراض عملي عن المولى الملك الحق المبين ؟

رضا الهاشم
14-09-2009, 11:45 AM
(60)
.
.



ان مصيبة الكثيرين فى هذه الحياة هى احساسهم بالوحشة ، وعدم النصير بل وعدم الانيس .. فان من الصعب ان يعيش الانسان من دون ركن يركن اليه ، و حتى الذى يعيش من انيس بشرى فإنه سيفقده يوما ما اما : بالخلاف فى هذه الحياة الدنيا ، او بالموت الذي لا بد منه!! .. فلم لا نبحث عن انيس لا يفقده الانسان إلى ابد الابدين؟

رضا الهاشم
14-09-2009, 11:45 AM
(61)
.
.



اذا جلست امام التلفاز ، تذكر قوله تعالى : { إن السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسؤولا} . فلغوه ( يقسي القلب ) وحرامه ( يميت القلب ) .. فلننظر ممن نأخذ صيغة الحياة ؟!

رضا الهاشم
14-09-2009, 11:47 AM
(62)
.
.



أن الحياة تبدو لنا للوهلة الأولى طويلة .. ولكن لنخصم السنوات التي مضت في الغفلات ، ثم ساعات النوم وهو ( الموت الأصغر) ثم ساعات الانشغال بالأهل والمال والولد.. فيا ترى كم هيخلاصةالعمر المفيدة ؟ .. اعتقد أنالخالص من الحياة قد لا يتجاوز العشر من السنوات التيتمر مر السحاب .. أليس هذامخيفا ؟!

رضا الهاشم
14-09-2009, 11:47 AM
(63)
.
.



كم من الساعات التي نمضيها مع الاصدقاء في كل ماهب ودب ، ولو جمعنا ساعات العمر التي قضيناها معهم ، لاحتلت مساحة كبيرة من العمر.. والحال اننا نتبرأ من بعضهم يوم القيامة ، اذ الاخلاء بعضهم لبعض عدو الا المتقين !.

رضا الهاشم
14-09-2009, 11:47 AM
(64)
.
.


ان مثل نفوسنا كمثل مدينة فيها الكثير من قطاع الطرق واللصوص ، والذي يمنعهم من اعاثة الفساد فيها هو خوفهم من السلطان وجنوده . وعليه فلو ارتفعت حماية السلطان عن تلك الممكلة وسحب جنوده عنها ، فيا ترى ما الذي سيحصل في ذلك البلد ؟!.. ان الرعاية الالهية لقلوبنا انما هي بمثابة هذه الرعاية ، فلو ارتفعت عنا ، ما زكى منا من احد ابدا ، ولاتبعنا الشيطان الا قليلا ، كما ذكره القرآن الكريم ، فهل نحن شاكرون ؟.

رضا الهاشم
14-09-2009, 11:48 AM
(65)
.
.


إن الذي يبتلى بالتعامل القهري مع الجنس الآخر في العمل وغيره ، عليه أن يلتفت إلى فقه التعامل مع الأجنبية او الاجنبي بكل حدوده : من عدم الخلوة المريبة .. وعدم الاسترسال في الكلام الذي لا ضرورة له .. وعدم الظهور بمظهر الإثارة والفتنة .. فإن الضرورات تتقدر بقدرها ..

رضا الهاشم
14-09-2009, 11:48 AM
(66)
.
.


أنها حقيقة غير قابلة للإنكار وهى : انه عندما يتكلم الرجل مع المرأة - وخاصة إذا كانت خاضعة في القول وجميلة في المظهر - فان هناك بعض الأحاسيس اللاشعورية تنقدح في النفس انقداحا من الارتياح النفسي وطلب المزيد من الكلام ، أن لم تكن بعض الهواجس الشهوية لا قدر الله تعالى .. فهل تراقب ما يدور في النفس في مثل هذه الظروف ؟

رضا الهاشم
14-09-2009, 11:48 AM
(67)

روح كلنا ظمأ ،،،

وجاءنا نستجدي الرؤى ...

اجعل لوقت الصلاة برنامجا خاصا ، فلا تخرج الى مكان من الممكن ان يفوت عليك الصلاة الواجبة فى أول وقتها ، فانها خسارة لا تعوض مهما ربحت فى دنياك.

رضا الهاشم
14-09-2009, 11:48 AM
(68)


يا بني آدم !.. اهربوا من الدنيا إلى الله ، وأخرجوا قلوبكم عنها ، فإنكم لا تصلحون لها ولا تصلح لكم ، ولا تبقون فيها ولا تبقى لكم ، هي الخدّاعة الفجّاعة ، المغرور مَن اغترّ بها ، المغبون مَن اطمأنّ إليها ، الهالك مَن أحبها وأرادها

رضا الهاشم
14-09-2009, 11:49 AM
(69)


وها نحن نستقبل نهاية الاسبوع ، بدعوى الاستجمام والراحة . ولكن الملاحظ ان الذى يغلب عليه : هو النوم ، والاسترخاء غير الهادف ، والزيارات التى لا تورث شيئا من الفائدة ، والالتهاء بمشاهدة ما لا يفيد دنيانا ولا آخرتنا ، ناهيك عن ممارسة بعض صور المنكر .. اهذا هو الاستثمار الافضل لنهاية الاسبوع ؟

رضا الهاشم
14-09-2009, 11:50 AM
(70)
ان الصبر لا يمثل حالة من تحمل الواقع المفروض ولو كان على مضض وكره - و انما هى حالة من الرشد الباطني الذي يجعل الإنسان يعتقد بان هنالك برمجة كونية تسير لأهداف محددة ، وان بدت بعض مراحلها مريرة في النظر القاصر.. فهلا تأملنا إن كنا من الصابرين بهذا المعنى؟

رضا الهاشم
14-09-2009, 11:50 AM
(71)
تتجلى الألطاف الإلهية على جميع البشر وهم في أحلك الظروف وأصعب المواقف، ولكن يبزغ نور من بعيد، و ذاك هو اللطف الإلهي على بني آدم، فيظل يتفكر ويتأمل في هذه اللحظات العجيبة التي شملته.. و لولا رحمته في تلك اللحظة لحدث شيء لا يحمد عقباه، وعندما يتذكر الإنسان هذه المواقف، لا يمللك شيء سوى أن يشكر الله -عز وجل- على هذه الألطاف في أوقات غفلته أو يقظته.

رضا الهاشم
14-09-2009, 11:50 AM
(72)

إن من الآيات المذهلة في القرآن الكريم قوله تعالى: {هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور وكان بالمؤمنين رحيما}.. فهل حاولت أن تكتشف ما هي الأسباب التي تجعل رب العالمين يصلي عليك؟.. أوَليس من الأسباب الذكر الكثير المذكور في الآية قبلها؟.. أوَليس من الأسباب الإكثار من الصلاة على النبي وآله الطاهرين؟..

رضا الهاشم
14-09-2009, 11:51 AM
(73)
كما أن الحق المتعال يوصل الجنين -بمشيئته وفضله- إلى كماله اللائق به، فيصوّره في الأرحام كيف يشاء، ليخرجه من بطن أمه في أحسن تقويم، فكذلك للحق مشيئته في إيصال (الأرواح) البسيطة إلى كمالها اللائق بها، لأنها نفحة من نفحاته، أرسلها على هذا البدن الذي تولى تقويمه وتربيته.. إلا أن العبد بسوء اختياره، لا يدع يد المشيئة الإلهية لأن تعمل أثرها بما تقتضيه الحكمة البالغة، إذ: (مقتضى الحكمة والعناية، إيصال كل ممكن لغاية}.. فيعمل بسوء مخالفته على منع تلك الرعاية -التي أخرجت منه بشراً سويا- من أن توصله إلى (كماله) المنشود، فيكون مَثَله كمَثَل الجنين الذي آثر الإجهاض والسقوط من رحم أمه، ليتحول إلى مضغة نتنة، تلف كما تلف الثوب الخَـلِق، فيرمى بها جانباً.

رضا الهاشم
14-09-2009, 11:54 AM
(74)
الرضا بمكروه القضاء، أرفع درجات اليقين.

رضا الهاشم
14-09-2009, 11:54 AM
(75)
.
.


إنّ للسخاء مقدارا، فإن زاد عليه فهو سرف.. وللحزم مقدارا، فإن زاد عليه فهو جبُن.. وللاقتصاد مقدارا، فإن زاد عليه فهو بخل.. وللشجاعة مقدارا، فإن زاد عليه فهو تهور.. كفاك أدبا تجنّبك ما تكره من غيرك!.. احذر كل ذكي ساكن الطرف!.. ولو عقل أهل الدنيا خربت.. خير إخوانك من نسي ذنبك إليه.. أضعف الأعداء كيدا من أظهر عداوته.. حسن الصورة جمال ظاهر، وحسن العقل جمال باطن.... الخبر.

رضا الهاشم
14-09-2009, 11:56 AM
(76)

.
.
إن الحق قد يغضب على عبد من العباد غضباً غير حالّ، (تدفعه) التوبة والندامة.. فيكون مَثَل غضبه تعالى، كسحابة عذابٍ أشرفت على قوم ثم رحلت عنهم، ولكن (تتابع) الذنوب واستهزاء العبد -عملاً- بغضب الحق، يوجب في بعض الحالات حلول الغضب على العبد، كسحابة عذاب أفرغت ما في جوفها من العذاب.. وحينئذ لك أن تتصور حال هذا العبد البائس الذي يهدده الحق بقوله: {ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى}.. وكيف يرجع العبد بعد هذا (الـهُويّ) القاتل، إلى ما كان عليه قبل الهبوط، بعد أن حرم فرصة التعالي بسوء اختياره؟!..

رضا الهاشم
14-09-2009, 11:56 AM
(77)



لا ريب أن أحدنا يمضي الساعات الكثيرة من عمره في النوم، وهي تقارب ثلث العمر تقريبا، وهذا في حد نفسه يعتبر مساحة يعتد بها من العمر الذي يراد منه رسم الأبدية!.. فهل فكرت في آداب النوم من الطهور، وتسبيحات الزهراء (ع) وغيرها، ليتحول هذا الثلث إلى عبادة دائمة؟!..

رضا الهاشم
14-09-2009, 11:57 AM
(78)




التفكير فى الحرام، مثله كالدخان الذي يسود المكان وإن لم يحرقه.. حاول أن تنقي فكرك من كل قبيح:
تفكيرا في شهوة، أو حبا في انتقام.. أليس هو المطلع على خائنة الأعين وما تخفي الصدور؟!..

رضا الهاشم
14-09-2009, 11:58 AM
(79)
.
.

إذا اعتقاد العبد بحقيقة مدبرية الحق لعالم التكوين، وأن سببيّة الأسباب -فسخا وإبراماً- بيده، وأن انسداد السبل إنما هو بالنظر القاصر للعبد، لا بالنسبة إلى القدير المتعال، كان هذا الاعتقاد موجبالسكون العبد -في أحلك الظروف- إلى لطفه القديم، كما هو حال الخليل (ع) في النار.. ناهيك عما يوجبه هذا الاعتقاد من طمأنينة وثبات في نفس العبد، سواء قبل البلاء أو حينه أو بعده!..
.
(79)
.
.

إذا اعتقاد العبد بحقيقة مدبرية الحق لعالم التكوين، وأن سببيّة الأسباب -فسخا وإبراماً- بيده، وأن انسداد السبل إنما هو بالنظر القاصر للعبد، لا بالنسبة إلى القدير المتعال، كان هذا الاعتقاد موجبالسكون العبد -في أحلك الظروف- إلى لطفه القديم، كما هو حال الخليل (ع) في النار.. ناهيك عما يوجبه هذا الاعتقاد من طمأنينة وثبات في نفس العبد، سواء قبل البلاء أو حينه أو بعده!..
.

رضا الهاشم
14-09-2009, 11:59 AM
(80)
.
.

كما أن لله -تعالى- تجليات في السنة مرة واحدة؛ كليلة القدر وعرفة.. فإن له كذلك تجليات أسبوعية؛ في ليلة الجمعة ونهارها.. وكذلك له تجليات يومية؛ في ساعة الظهر وهي موعد الصلاة الوسطى.. وكذلك له تجليات ساعة السحر من كل ليلة.. فهل من مغتنم قبل فوات الأوان؟!..

رضا الهاشم
14-09-2009, 11:59 AM
(81)
مر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( علية السلام ) في بعض شوارع البصرة فرأى الناس حول شخص على كرسي وهو يصف لكل واحد منهم نوع الدواء الذي يناسبة , فتقدم علي (علية السلام ) اليه مسلما وسائلا : أيها الطبيب هل عندك شئ من أدوية الذنوب ؟؟
فقد أعي الناس دواؤها يرحمك الله , فأطرق الطبيب برأسه الى الارض ولم يتكلم فناداه الامام علي ( علية السلام) ثانية وثالثة فلم يتكلم ... كذالك فرفع الطبيب رأسه وقال أوتعرف أنت أدوية الذنوب ؟؟
، فقال (علية السلام) :" نعم" قال صف وبالله التوفيق ، فقال ( علية السلام ) " تعمد الى بستان الايمان ، فتأخذ منه عروق النية , وحب الندامة , وورق التدبر , وبزر الورع , وثمر الفقه , وأغصان اليقين , ولب الاخلاص , وقشور الاجتهاد وعروق التوكل , واكمام الاتبار , وسيقان الانابة, وترياق التواضع ...""" تأخذ هذة الادوية بقلب حاضر وفهم وافر بأنامل التصديق وكف التوفيق , ثم تضعها في قدر الرجاء ,ثم توقد عليها بنار الشوق حتى ترغي زبد الحكمة , ثم تفرغها في صحائف الرضا , وتروح عليها بمراوح الاستغفار , ينعقد لك من ذلك شربة جيدة , ثم تشربها في مكان لا يراك فيه أحد الا الله تعالى ,, فأن ذلك يزيل عنك الذنوب حتى لا يبقى عليك ذنب

رضا الهاشم
14-09-2009, 12:00 PM
(82)
هل أمسكت ورقة وقلما، لترى في ختام كل أسبوع ما هو الجديد من الطاعة، أو الجديد من ترك المعصية؟.. فإن الأمر لو ترك بحاله، فلا يكون العمر إلا صفحة واحدة متكررة؛ بزينها وشينها!..
.
.

رضا الهاشم
14-09-2009, 12:00 PM
(83)


إن من تفاهة أنفسنا الحمقى : أننا حين نستغيب احد المؤمنين بشيء بخلقته لا ندرك أننا نعيب الله عزوجل . فسحقا لنا ولنفوسنا لحقيرة

رضا الهاشم
14-09-2009, 12:00 PM
(84)


كثرة وسائل الحياة وأسباب الرفاه والراحة وقلتها ليس سببا في صلاح الناس وفسادهم .


أية الله الشيخ بهجت ...

رضا الهاشم
14-09-2009, 12:01 PM
(85)
.
.

إن الكثير من العباد ممن يعول على عالم المنام والرؤيا، وكأنها كاشفة عن عالم الغيب دائما، والحال أنه لا يفيد في أحسن الأحوال إلا الظن.. وليس من المنطق في شيء أن يبني المؤمن أموره على مثل ذلك، وخاصة إذا صار سببا لسوء ظن، أو تشويش بال، أو أخذ قرار غير مدروس!..

رضا الهاشم
14-09-2009, 12:04 PM
(86)

ينبغي لنا الموازنة بين : نعيم الله ، وغضب الله عزوجل ...

رضا الهاشم
14-09-2009, 12:04 PM
(87)
.
.

تنتاب العبد حالة من (النشاط)، منشؤه ارتياحٌ في البدن، أو إقبالٌ لدنيا، أو اكتفاءٌ بلذة أو بشهوة، أوجبت له مثل هذا الاستقرار والنشاط، ولكن هذا النشاط نشاط (كاذب) لا رصيد له، إذ أنه حصيلة ما لا قرار له، ولا يستند إلى مادة ثابتة في نفسه، ولهذا سرعان ما ينقلب إلى كآبة وفتور، لأدنى موجبٍ من موجبات القلق والتشويش، وهو ما نلاحظه بوضوح في أهل اللذائذ الذين تتعكر أمزجتهم بيسير من كدر الحياة.. وهذا كله بخلاف النشاط (الصادق)، المستند إلى إحساس العبد برضا الحق المتعال، عند مطابقة أفعاله وتركوه لأوامره ونواهيه، بما يعيش معه برد رضاه في قلبه.. ولا غرابة في ذلك، إذ كان من الطبيعي سكون النفس واستشعارها للنشاط الصادق، عند تحقيق مطلوبها في الحياة، وأي مطلوب أعزّ وأغلى من حقيقة: {رضي الله عنهم ورضوا عنه}.

رضا الهاشم
14-09-2009, 12:04 PM
(88)
.
.


إن للنفوس مراحلَ نضجٍ كمراحل نضج البدن الذي يمر بدور: الطفولة، والمراهقة، والبلوغ، والرشد.. وأغلب نفوس الخلق تعيش المراحل (الأولى) من الطفولة والمراهقة، وإن عَظُمت عناوينها الظاهرية، كحكومة ما بين المشرق والمغرب، أو التخصص في ميادين العلوم الطبيعية.. والدليل على ذلك ممارساتهم اللهوية السخيفة التي تنـزّلهم إلى مستوى البهائم التي لا تعقل، وذلك عند انسلاخهم من تلك العناوين (الاعتبارية) في خلواتهم، كما هو معروف عنهم.. إن هذا الاعتقاد يسهّل على المؤمن كثيراً من أذى الآخرين في هذا المجال -وخاصة القولية منه- لأنه صادر عمّن لا يعتد بقوله ولا بفعله، كما لا يعتد بقول (الطفل) أو بفعله، فيما لو كان قصد أذى البالغين.
.
.

رضا الهاشم
14-09-2009, 12:04 PM
(89)




التذكير الدائم بالاهداف السامية بين الفينة والاخرى امر مطلوب ، لأنهُ اذا تجلت الاهداف الكبيرة ستذوب حتما الامور الصغيرة

رضا الهاشم
14-09-2009, 12:05 PM
(90)
كم هي الشريعة جميلة!.. حيث أنها تريد منا القليل وتعطينا الكثير، ومن مصاديقها النية.. فما يضر أحدنا أن يفتتح صباحه بنية عدم الإقدام على المعصيةبتعمد وقصد، ومن المعلوم أن الله –تعالى- إذا رأى فينا صدقا، هيأ لنا الأسباب التي تبعدنا عن غضبه. أليس ربناودود لطيف بعباده حقا؟!..

رضا الهاشم
14-09-2009, 12:05 PM
(91)
ينـبغي أن تكون معاملة الأب مع أبنائه معامـلة (الوصيّ) مع الموصى عليهم، لا معاملة (السّـيد) مع عبيده.. فارتباط البنوّة منشأه ظرفية الأم لنمو الجنين المنعقد من نطفة الأب.. وأين نسبة علقة (الظرفـيةّ) -وان عظّم الشارع حرمتها خصوصا في الأم- من علـقة (الإيجاد) المختص بالمبدع المتعال؟!.. فالمتصرف في شؤون الخلق بدء وختماً، هو صاحب الولاية على المخلوقين، فينبغي على العبد العمل بمقتـضى رضا المالك، حتى مع تـفويض الولاية المحـدودة إليه -في هذه النشأة الدنيا- وذلك ضمن شروط محددة أيضاً. والأمر كذلك في علاقة الأبوة والزوجية والرقية والوصاية والحكومة والحضانة والكفالة وغير ذلك.
.

رضا الهاشم
14-09-2009, 12:05 PM
(92)
الصلاة هي قمة اللقاء بين العبد والرب، وحرارة هذا اللقاء ودوامها، يعكسأصل العلاقة ودرجتها.. فالمؤمن العاقل لا يغره ثناء الآخرين -بل ولا سلوكه الحسن قبل الصلاة وبعدها- ما دام يرى الفتور والكسل أثناءحديثه مع رب العالمين.
.
.

رضا الهاشم
14-09-2009, 12:06 PM
(93)
ينبغي تحاشي معاشرة من تثقل معاشرته ..لئلا يلتجئ المرء إلى ( التصنّع ) في حسن المعاشرة معهم ، و( المداراة ) في كل صغيرة وكبيرة ، لئلا يقع في مغبة إيذاء المؤمن ولو بشطر كلمة ..كل ذلك يوجب صرف نظر العبد إليه ، بما يلهيه عن ذكر الحق ..وقد روي: { أن أمير المؤمنين (ع) إذا أراد أن يصلي من آخر الليل ، أخذ معه صبياً لا يحتشم منه }

رضا الهاشم
14-09-2009, 12:07 PM
(94)
إن الشياطين المقترنة بالعبد طوال عمره تحصي عليه عثراته ، وتحفظ زلاّتـه ، وتعلم بما يثير غضبه أو حزنه أو شهوته ..فإذا أراد التوجه إلى الرب الكريم في ساعة خلوة أو انقطاع ، ذكّره ببعض ( زلـله ) ليقذف في نفسه اليأس الصارف عن الدعاء ، أو ذكّره بما ( يثـير ) حزنه وقلقه لـيُشغل بالـه ويشتت همّـه ، وبذلك يسلبه التوجه والتركيز في الدعاء ..فعلى العبد أن يجـزم عزمه على عدم الالتفات لأيّ ( صارف ) قلبي أو ذهني ، ما دامت الفرصة سانحة للتحدث مع الرب الجليل ، إذ الإذن بالدعاء - من خلال رقة القلب وجريان الدمع - من علامات الاستجابة قطعاً .

رضا الهاشم
14-09-2009, 12:08 PM
(95)


إن من الآثار المهمة للاعتقاد بوجود الإمام المهدي (ع)، هو شحن طاقات الأمة وبعث روح الأمل فيها.. ففرق بين من يسير وليس له هدف مرجو ومحدد، وبين من يسير ويحدوه الأمل الكبير، بأن نهاية النفق الطويل المظلم هو النور والفلاح.. ومن هنا تأكد الأمر بانتظار الفرج، وأنه أفضل الأعمال.. ومن الواضح أن المراد بانتظار الفرج هو تهيئة الأسباب لقدوم من ننتظر فرجه، وإلا فهل يعد مجرد الشوق -بل حتى الدعاء- من مصاديق انتظار الفرج؟!..

رضا الهاشم
14-09-2009, 12:10 PM
(96)
مثل بعض الصفات الرذيلة الكامنة في النفس ، والتي لم يُظهرها العبد - إما ( خوفـاً ) من الله تعالى كما عند أهل التقوى ، أو ( تعالـياً ) عن رذائل الأمور ، كما عند أهل الإرادة والرياضة - كمثل الجيفة المجمدة التي تنتظر الفرصة المناسبة ليظهر نتنها بما يزكم منه الأنوف ..فطريق الخلاص هو ( دفنها ) في التراب لتتحلل وتستحيل إلى مادة أخرى لا تنطبق عليها وصف الجيفة ..فصاحب القلب السليم هو الذي تخلص من رذائل نفسه ( بقطع ) مادتها ، إذ خلي باطنه من الجيفة بكل أشكالها .

رضا الهاشم
14-09-2009, 12:10 PM
(97)
هل تعلم أنك تكسب الدرجات الخالدة، في النعيم الذي لم يمر على قلب بشر، وذلك بمجرد النية التي لا تكلفك سوى عزما قلبيا.. وتطبيقا لذلك، حاول أن تنوي في كل صباح: أن كل ما تقوم به -حتى أكلك وشربك ونومك- إنما هو لأجل التقوى على طاعة الله تعالى.. أليست هذه صفقة لا تقدر بثمن؟!..

رضا الهاشم
14-09-2009, 12:10 PM
(98)
من مشاكلنا الكبرى: أن نعيش جو العداء والبغضاء مع من نـشترك معهم في العقيدة والدين.. فلا بد أن نفرق بين بغض الذوات و بغض الصفات والأفعال.. فإن المبغوض إذا كان هو الصفة، فمن المفروض أن يبغض الإنسان موقع تلك الصفة، ولو كانت نفسه التي بين جنبيه، أو أعز المقربين لديه!..
.
.

رضا الهاشم
14-09-2009, 12:11 PM
(99)
إن من الآيات المذهلة في القرآن الكريم قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا}، فهل حاولت أن تكتشف ما هي الأسباب التي تجعل رب العالمين يصلي عليك؟.. أوَ ليس من الأسباب الذكر الكثير المذكور في الآية قبلها؟.. أوَ ليس من الأسباب الإكثار من الصلاة على النبي وآله الطاهرين؟..

رضا الهاشم
14-09-2009, 12:12 PM
(100)

إن مما يقطع به المتأمل هو أن واقع القرآن الكريم ، ليس ما نجريه على ألسنتنا طلبا لأجر التلاوة فحسب ، وان كانت ظواهر الألفاظ - في مقام الامتثال - حجة على صاحبها ..وذلك لأن المعاني التي أنزلهـا المولى على قلب نبيه (ص) بحقائقها ( الملكوتية ) ، لم يدركها إلا من خوطب بها وهم النبي وآله (عليهم السلام) ..وعليه فان استيعاب هذه المعاني - التي توجب تصدع الجبال لو أنزلت عليها - يحتاج إلى استمداد من الحق ، لتتحقق ( المسانخة ) التي تؤهل القلب لتلقّي مرتبة من تلك المعاني السامية ، وهي مرحلة ( انفتاح ) الأقفال التي يشير إليها القرآن الكريم ..ومن مقدمات هذا الانفتاح: التلاوة الكثيرة ، والتدبر العميق ، والعمل بالمضامين مهما أمكن.
يتبع

رضا الهاشم
15-09-2009, 04:23 AM
(101 )
لا ينبغي الركون لليأس عندما يرى الإنسان غربة الدين في مرحلة من المراحل، فإن المد الإلهي كان في عملية صراع دائم مع الباطل، منذ أن خلق الله تعالى آدم.. فمن كان يصدق في الأيام الأولى لغربة الإسلام، أن يصل نداء التوحيد لشتى بقاع المعمورة؟!.. ومن كان يصدق أن تصل صرخة الحسين (ع) يوم عاشوراء مدوية في عمق التاريخ؟..

رضا الهاشم
15-09-2009, 04:24 AM
(103)

ومضى أسبوع من الحياة من دون رجعة.. إذ كانت ساعاتها من أعز ما يمتلكه العبد من رأسماله، فهل جلست مع نفسك هنيهة لتنظر ما الجديد فى هذا الاسبوع؟.. إن لم يكن هناك جديد في المعصية لا قدر الله تعالى!..

رضا الهاشم
15-09-2009, 04:24 AM
(104)
.
.

إن من الملفت حقاً، استعداد العباد لعبودية بعضهم بعضاً، مع ما يلازمها من ذلّ واحتقار، لا (يعوّضه) القليل مما يبذل لهم من المتاع، جزاء ذل العبودية لفقيرٍ فانٍ مثلهم.. والحال أنهم لا يعيشون شيئاً من هذا (الإحساس)، تجاه من منه مصدر الوجود، ومن هو صاحب العطاء الذي لا منّـة فيه، ومن إليه المصير.. وقد أفصح عن هذه الحقيقة، عمرو بن العاص -وهو الذي احتمل ذل عبودية غير الحق- حينما قال لمعاوية: (لو أطعت الله كما أطعتك، وجبت لي الجنة)!..

رضا الهاشم
15-09-2009, 04:25 AM
( 105 )
.
.
لا تنس أن للذنوب آثار وضعية في الدنيا قبل الآخرة: ضيقا في المزاج، وحرمانا من الرزق، وكآبة في النفس، بل وحتى سقما في البدن.. فمن أراد الخلاص من المشاكل الدنيوية -وما أكثرها هذه الأيام- فليحسن علاقته بمسبب الأسباب.

رضا الهاشم
15-09-2009, 04:26 AM
(106)
يبدأ منشأ الفساد في التعامل الشهوي المحرم غالباً من النظر، ولهذا دعا القرآن الكريم كلا من طائفة المؤمنين والمؤمنات إلى غض البصر في سورة النور.. فلو رجع الإنسان إلى عقله، لرأى أن النظر إلى الجنس الآخر، ليس فقط مما لا يسمن ولا يغني من جوع، بل يزيده ميلاً إليه، و كبتا، و حسرة، إذ لا يتيسر له غالبا الوصول إليه!..
.

رضا الهاشم
15-09-2009, 04:26 AM
(107)

حاول بين فترة وأخرى أن تتفحص حال أصدقائك.. فمن رأيت منهم أنه قد يبعدك عن رب العالمين، فاجتنب معاشرته!.. فهل سينجيك يوم العرض الأكبر، عندما يورطك في معصية من المعاصي؟.. عمرك ثمين فلا تبذله لمن لا يستحق ذلك!..
.
.

رضا الهاشم
15-09-2009, 04:26 AM
(108)

ان الحياة تبدو لنا للوهلة الأولى طويلة.. ولكن لنخصم السنوات التي مضت في الغفلات، ثم ساعات النوم وهو (الموت الأصغر) ثم ساعات الانشغال بالأهل والمال والولد.. فيا ترى كم هي خلاصة العمر المفيدة؟.. أعتقد أن الخالص من الحياة قد لا يتجاوز العشر من السنوات التي تمر مر السحاب.. أليس هذا مخيفا؟

رضا الهاشم
15-09-2009, 04:27 AM
(109)



إن من موجبات توحد الهمّ عند الخلق، هو (الحب) ولو كان في مورد باطل.. فترى العاشق موحد الهمّ، صاحب تركيز في مورد حبه، غير مكترث بغير من يهوى ويحب، ذا همّـة عالية في سبيل الوصول إلى بُـغيته.. ومن هنا قال بعضهم: إن المحب المجازي -لو انقلب على واقعه- لسهل عليه الوصول إلى الحب الحقيقي، لأنه في مرحلة سابقة قد (وحّد) همّـه، وقطع ارتباطه بغير من يهوى، فيبقى استبدال المحبوب الفاني بالمحبوب الباقي، وهي خطوة واحدة.. فمَثَله كَمَثَل من اتخذ معبوداً واحداً غير الحق، ثم انقطع إلى الحق المتعال في (حركة) واحدة، خلافاً لمن أنس بآلهة متعددة، فإن الانقطاع عن كل إلـه، يحتاج إلى جهدٍ خاص بازائه.

رضا الهاشم
15-09-2009, 04:27 AM
(110)

إن استغفاراً واحداً بجد وصدق، يكفي لجميع هذه المصائب والكبائر.. وأما بالنسبة إلى مدى بقاء أثر هذا الاستغفار؟.. فهذا مما لا علم لنا به، ولكن ينبغي القول: نحن من الآن نقرر بأن الله –تعالى- إذا وفقنا فإننا لا نعصيه بعد هذا، ولا سيما مع جميع هذه الألطاف الإلهية؛ فإنه –تعالى- لا يجبر الإنسان على المعصية.

رضا الهاشم
15-09-2009, 04:27 AM
(111)



تتجلى الألطاف الإلهيةعلى جميع البشر، وهم في أحلك الظروف وأصعب المواقف، ولكن يبزغ نور من بعيد، وذاك هو اللطف الإلهي على بني آدم، فيظل يتفكر ويتأمل في هذه اللحظات العجيبة التي شملته.. ولولا رحمته في تلك اللحظة لحدث شيء لا يحمد عقباه،وعندما يتذكر الإنسان هذه المواقف، لا يمللك سوى أن يشكر الله -عز وجل- على هذه الألطاف في أوقات غفلته أو يقظته.

رضا الهاشم
15-09-2009, 04:27 AM
(112)

مراقبة النفس
ينبغي أن يكون الإنسان مراقباً لنفسه خلال اتجاهه نحو الإنسانية وكسب المعارف، ولا فائدة فيما لم يكن الفرد من أهل مراقبة النفس.

رضا الهاشم
15-09-2009, 04:28 AM
(113)

احذر أن تكون شيطاناً في صورة إنسان ، واعلم أنك إن اخترت لنفسك ذلك فقد أضعت توجّه العناية الإلهية إليك ، وأفسدت العالم كله بفسادك ، وكدّرت قلوب الأنبياء والمرسلين ، والملائكة المقربين ، وجميع أهل السموات والأرضين ، وضجّت الأرض إلى الله من مشيك عليها ، والسماء من استظلالك بها

رضا الهاشم
15-09-2009, 04:28 AM
(114)

إن الملكة التي أشار إليها الفقهاء وعلماء الأخلاق، هي هذه العادة أي التعود على ترك المعاصي وفعل الواجبات بصورة مطلقة، كالشخص الذي اعتاد على تناول المخدرات، بحيث لو تركها يوماً واحداً لفقد الراحة والاستقرار. ونحن أيضاً فإننا مقيدون بشرب الشاي فلو لم نشربه يومين فسنصاب بالصداع.
وأما بالنسبة إلى العادات وأصلها فقد وقع الاختلاف: هل هي ميل نفساني أو خوف رباني؟.. وهذا الاختلاف في ترك المحرمات وفعل الواجبات. فإنه إذا اعتاد عليه الإنسان فسيكون منشأ لخشيته من الله تعالى. والسلام!.. يكفي هذا وهذه هي الملكة.

ويا ترى هل يجب أن يكون الإنسان كسلمان؟.. لا، فإنه قد يبتلى ببعض الابتلاءات، ولكنه يلتفت بسرعة إلى قبح ما صدر منه، ويدرك سوء عمله؛ فيتوب ويرجع، إن الله يحب كل مفتن تواب.

رضا الهاشم
15-09-2009, 04:31 AM
(115)
إن الشياطين المقترنة بالعبد طوال عمره تحصي عليه عثراته ، وتحفظ زلاّتـه ، وتعلم بما يثير غضبه أو حزنه أو شهوته ..فإذا أراد التوجه إلى الرب الكريم في ساعة خلوة أو انقطاع ، ذكّره ببعض ( زلـله ) ليقذف في نفسه اليأس الصارف عن الدعاء ، أو ذكّره بما ( يثـير ) حزنه وقلقه لـيُشغل بالـه ويشتت همّـه ، وبذلك يسلبه التوجه والتركيز في الدعاء ..فعلى العبد أن يجـزم عزمه على عدم الالتفات لأيّ ( صارف ) قلبي أو ذهني ، ما دامت الفرصة سانحة للتحدث مع الرب الجليل ، إذ الإذن بالدعاء - من خلال رقة القلب وجريان الدمع - من علامات الاستجابة قطعاً .

رضا الهاشم
15-09-2009, 04:31 AM
(116)

من احب الله ، رأى كل شىء جميلا ..

رضا الهاشم
15-09-2009, 04:32 AM
(117)
عندما يصدر خطأ فادح بحق أحدنا، ثم يأتي صاحب الخطأ معتذرا نادما خجلا وجلا، فإننا لا نسامحه فقط، بل يتحول عداؤنا له إلى حب، وخاصة إذا رأينا أن صاحب الخطأ في مقام التعويض، بل أنه فى بعض الحالات تتوطد العلاقة إلى درجة الصداقة الحميمة.. أوَ لا نحتمل أن التائبين الصادقين، من الممكن أن يصلوا إلى هذه الدرجة من الأنس بالله -تعالى- ولو بعد عمر طويل من المعصية؟.. أوَ ليس هو الذى يصرح بأنه يحب التوابين؟.. أوَ ليس هو الذي يدعو المسرفين على أنفسهم بالعودة إليه؟!.. ما أرأفه من رب!..

رضا الهاشم
15-09-2009, 04:32 AM
(118)
من منا لا تعتريه حالة من حالات الضيق والاكتئاب الذي لا يعلم له مصدرا؟!.. ومن هنا نعلم أن شرح الصدر من النعم الكبرى، حتى أن الله -تعالى- يذكر به نبيه المصطفى (ص) من خلال سورة الانشراح.. إن قراءة هذه السورة وأختها سورة (الضحى) بتمعن ولو مرة واحدة، والحوقلة، والإكثار من الصلوات على النبي (ص) من سبل رفع الهم والغم، وخصوصا فيما لا يعلم له مصدر واضح مقتحما للنفس اقتحاما!..

رضا الهاشم
15-09-2009, 04:32 AM
(119)
يحذّر الحق المتعال من نار جهنم ويصفها بأن وقودها الناس والحجارة.. وعليه فقد يكون في وصف هؤلاء بأنهم وقودٌ لتلك النار، إشارة إلى أن منشأ ذلك هي (بواطنهم) المستندة إلى قبيح أفعالهم في النشأة الأولى، لأن تلك الأفعال كانت تستبطن النار وإن لم يشعر بها صاحبها، كما عبّـر الحق المتعال عن آكل مال اليتيم بأنه آكل للنار.. فلو استحضر العبد (نارية) الأفعال التي لا يرضى بها الحق ، لتحرّز عن كل ما يكون وقوداً لنار جهنم وإن تلذذ أهل الغفلة بالإتيان بها، جهلا بذلك الباطن الذي (يُكشف) عنه الغطاء، في وقت لا ينفعهم مثل هذا الانكشاف

رضا الهاشم
15-09-2009, 04:33 AM
(120)

أن التنافس مع الذات هو أفضل تنافس في العالم ، وكلما تنافس الإنسان مع نفسه كلما تطور ، بحيث لا يكون اليوم كما كان بالأمس ، ولا يكون غداً كما هو اليوم .

رضا الهاشم
15-09-2009, 04:33 AM
(121)

إن مَثَل من يريد فتح ميادين العبودية للحق ، كمَثَل من يريد أن يقتحم صفّـاً متراصاً من الشياطين يرونه ولا يراهم ..فالحل الوحيد في هذا الموقف الرهيب هو أن ( يُشهر ) سلاحه ، بما يفهم منه أنه صادق في المواجهة ، ثم ( يقتحم ) الميدان عاملاً بقاعدة: { إذ هبت أمراً فقع فيه ، فإن شدة توقّـيه شر مما أنت فيه }..ثم ( ينتظر ) بعد ذلك كله جنود الملائكة المسومين ، تحيط به من كل حدب وصوب ، وكيف تستطيع الشياطين صبراً ، أمام جنود الرحمن الموكّلة بالنصر والفتح ؟!..والمهم في هذا النصر ، هي مواصلة السير بعد اقتحام السد ، وإلا فإن التباطؤ والركون إلى النصر الأول ، مما قد يوجب اجتماع فلول الشياطين المنهزمة لاستدراك الهزيمة ، كما حصل في هزيمة أُحد بعد فتح بدر .

رضا الهاشم
15-09-2009, 04:34 AM
(122)

اعلم أن السالك سبيل الله ، والمتوجّه لما عند الله يجب عليه أمور حتى لا ينقطع عليه الطريق ، فإنّ أدلاّء هذا الطريق وهم أهل البيت عليهم السلام قد أرشدوا إلى أمور من عرفها سهل عليه ، وإلا انقطع به الطريق ، ورجع إلى خلفٍ رجوع القهقرى.

الاول : أن يعرف أن الخير كله عند الله ، فلا يلتمس الخير إلا عنده ، ولا يطلب من سواه.
فإذا عاشرت الخلق وباشرتهم فليكن ذلك طلبا لما عند الله، وابتغاء لرضا الله ، بأن يكون همّك الإحسان إليهم ، وإدخال النفع عليهم ، فإنّ الخلـق عيـال الله ، وأحب الخلق إلى الله من أدخل النفع على عيــال الله . [ الكافي : 2/131 ] .. كما في أخبار أهل البيت(ع).

رضا الهاشم
15-09-2009, 04:34 AM
(123)

إنّ هذا المعنى قد يغيب عن قلوب الكثيرين حتى من الخواص .. فإنهم عند الإحسان إلى الخلق يعيشون حالة لا شعورية من المنّة على من أحسنوا إليه ، ويبدو ذلك من خلال فلتات ألسنتهم ولحظات عيونهم .. فهذا المعنى الذي ذكره المؤلف من مقتضيات المعرفة العميقة بحقّ الله تعالى وبحقّ من أمر الله تعالى بصلتهم .. كما أنها من مقتضيات الرقابة الدقيقة ، لما يدور في خبايا النفوس ، فإنّ القلب لا يصير محطةً لأنوار الملكوت إلا إذا تخلى حتى عن هذه الشوائب الخفيّة ، التي هي بمثابة السيئات عند المقربين وإن كانت تبدو بصورة الحسنات عند الأبرار .

رضا الهاشم
15-09-2009, 04:34 AM
(124)

فإذا أردت المرتبة العليا بأن تكون أحب الخلق إلى الله على ما اقتضاه الحديث الشريف ، فاتقن هذه المقدمة أولا ً، وهي أن تعلم بأن انتفاعك منهم بهذا الطريق أعظم من نفعك لهم ، حيث أنك بسببهم توصلّت إلى أن تكون أحب الخلق إلى الله ، فلا تطلب منهم نفعاً غير هذ ا، واقطع النظر عن كل ما سواه .. فما وراء عبادان قرية.
فإذا كان أصل معاشرتك لأجل أن تنفعهم ، ويصل منك الإحسان إليهم فوطّن نفسك أولاً على تحمل الإساءة منهم ، وعدم مكافأتهم بها ، وهذا أول إحسان منك إليهم.
ثم إذا وطّنت نفسك على أن لا تكافئ المسيء بإساءته فلا تقنع بذلك ، فإنك تريد الاقتداء بأهل بيت سجيتهم الإحسان إلى من أساء إليهم ، والعفو عمن ظلمهم ، والوصل مع من قطعهم ، والإعطاء لمن حرمهم

رضا الهاشم
15-09-2009, 04:34 AM
(125)

فلا بدّ لك من توطين نفسك على أن تتمنى أن يسيء إليك أحد ثم تحسن إليه ، حتى تتوصل بسببه إلى تحصيل فضيلة الإحسان إلى من أساء إليك ، فتُحصّل التأسي بالنبي (ص) وأهل بيته (ع) حيث إن سجيتهم ذلك ، وقد قال مولانا أمير المؤمنين (ع): إن أحب الخلق إلى الله المتأسي بنبيه . نهج البلاغة : الخطبة 160..

رضا الهاشم
15-09-2009, 04:35 AM
(126)


فتحصل بإساءته إليك ومقابلتك له بالإحسان على هذا المقام العالي أولا ً، ثم أنك مع فقرك ولؤمك وحاجتك ، إذا كافأت المسيء بالإحسان فالله سبحانه وتعالى بكرمه وغناه أولى على أن يكافئك على الأعمال السيئة بالإحسان ، فتحصل لك الحجة على إكرامه بذلك ثانياً.

بل هو سبحانه إنما أمرك بالإحسان إلى من أساء إليك ، لينبّهك على أنك فعلت ذلك فأنا أولى بذلك منك ، وأنت أحوج إلى إجراء المعاملة هذه معك ، فأمرك بأن تجري هذه المعاملة.

ونفع هذه المعاملة العائد لك أعظم من النفع الذي أمرتك بأن توصله إلى من أحسنت المعاملة معه ، فلو أنك نظرت بعين البصيرة لرأيت إساءته إليك ، حيث أوصلك إلى هذه المقامات إحساناً يستحق الشكر عليه ، فضلاً عن المجازاة له بالإساءة.

رضا الهاشم
15-09-2009, 04:35 AM
(( 127))
إن أول درس في الخلق، بعد درس الطاعة والمعصية، هو درس (التوبة) والإنابة.. فكما أن القرآن الكريم يعرض صورة المعصية الأولى وهي معصية الشيطان، ومن ثم معصية آدم التي لا تتنافى مع عصمته، فكذلك يعرض صورة التوبة الأولى، وهو عفوه عن آدم بعد تلقّيه الكلمات من عنده.. ومن ذلك يُـعلم أن الحق إذا أراد أن يتوب على عبده (هيّـأ) له الأسباب، كما تلقى آدم من ربه الكلمات التي أعانته على التوبة، فالدعوة إلى التوبة والرجوع السريع إلى الحق المتعال، قارنت شروع المسيرة البشرية على وجه الأرض، ولا غنى عن ذلك مع (اختلاف) رتب الخلق.. وقد روي أنه بعدما لُـعن إبليس، وطلب الإمهال إلى قيام الساعة، قال إبليس: وعزتك لا خرجت من قلب ابن آدم ما دام فيه الروح.. فقال تعالى: (وعزتي وجلالي، لا مَـنعته التوبة ما دام فيه الروح).

رضا الهاشم
15-09-2009, 04:35 AM
(128)

إنّ هذا القول من آثار تبدل نظرة السالك إلى الوجود وحركة الحياة ، ومن هنا كانت المعرفة والبصيرة المقدمة الأولى للسير نحو الكمال .. فانظر كيف أنّ السالك يحوّل الخصومة التي تحمل في طيّاتها الكثير من الظلمة والظلامة إلى أداة للتقرب إلى المولى الحق ، فيثبت العبد فيها أنه عبدٌ لمولاه في كل حركاته وسكناته ، وخاصةً عند إثارة دواعي الغضب أو الشهوة فإنهما من مزال أقدام العوام والخواص ، ولطالما كانا من موجبات الإبتلاء الدائم ، إما بالجحيم أو بنار البعد عن الحقّ ، والذي لا تقلّ إحراقاً عن سابقتها عند من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد

رضا الهاشم
15-09-2009, 04:36 AM
(129)

إن من مصادر المعرفة ( الوحي ) وهو كشف الحقيقة كشفا مباشرا مجاوزا للحس ومقصورا على من اختارته يد العناية الإلهية ..و( العقل ) وهو في اللغة الحَجْر والـنَّهْي ، وصار شبيها بعقال الناقة في أنه يمنع صاحبه من العدول عن سواء السبيل ، كما يمنع العقال الدابة من الشرود ..و( الإلهام ) وهو إلقاء الحق في نفس الإنسان أمراً يبعثه على الفعل أو الترك ، بلا اكتسابٍ أو فكرٍ وهو وارد غيبـي ..و( الحس ) وهو إعمال أدوات المعرفة الطبيعية في كشف مجاهل عوالم المحسوسات المرئية وغير المرئية ..والمصادر الثلاثة الأخيرة للمعرفة ، متاحةٌ للجميع بشروطها المتناسبة مع كل واحدة منها .

رضا الهاشم
15-09-2009, 04:36 AM
(130)

الثاني: أن يراعي حقوق الخلق في الله ، فإنّ مراعاة حق الخلق في الله مراعاة لحق الله ، كما أن إهمالها إهمال لحق الله.
فإذا أردت ذلك فاعلم أن لهؤلاء حقوقاً كثيرة يلزمك أن تعرفها حتى لا تجهل حق الله فيهم ، فإذا عرفتها استعنت بالله على أدائها ، والقيام بها ، وإذا عجزت عنها كان اعترافك بالعجز قائماً مقام القيام بها.

فأحدها : أنهم يقولون : (علي ولي الله) وكل من يقول هذه الكلمة الشريفة كيف يمكنك القيام بحقه ؟.. بل كيف يمكنك معرفة حقه؟.. بل كيف تتصور حقه ؟..
هيهات !.. هيهات !.. حق من يعترف بهذه الكلمة تابع لحق من هو منسوبة إليه وهو علي (ع)، وحقه تابع لحق رسول الله (ص) ، وحق رسول الله (ص) تابع لحق الله تعالي ، وكيف يمكن القيام بحق الله وقد قال رسول الله (ص) لأبي ذر: ( إنّ حقوق الله جلّ ثناؤه أعظم من أن يقوم بها العباد ، وإنّ نِعَم الله أكثر من أن يحصيها العباد ، ولكن أمسوا تائبين ، وأصبحوا تائبين ).

رضا الهاشم
15-09-2009, 04:36 AM
(131)


الثالث : أن يستوحش من الخلق أنسا بالله ، فإنّ العاقل يلزمه أن يكون مقبلاً على شأنه ، حافظاً للسانه ، عارفاً بأهل زمانه ، مستوحشاً من أوثق إخوانه.
فمن هو هكذا دعا له علي (ع) بقوله: شدّ الله من هذا أركانه ، وأعطاه يوم القيامة أمانه . الكافي : 1/49..
وفي الكافي عن جابر قال : دخلت على أبي جعفر (ع) فقال:
يا جابر !.. والله إني لمحزون ، وإني لمشغول القلب.
قلت : جعلت فداك !.. وما شغلك ، وما حزن قلبك ؟..
فقال : يا جابر !.. إنه من دخل قلبه خالص دين الله ، شغل قلبه عمّا سواه .

رضا الهاشم
15-09-2009, 04:36 AM
(132)
نهى الحق المتعال عن الاقتراب من الصلاة حال السكر.. وقد يُشعر النهي عن مثل هذا الاقتراب، بنوع (نفور) من الحق لمن يريد لقائه في حالته تلك.. وهنا فلنتساءل: أن الحق نهى عن القرب منه في حالة كون المتقرب إليه فاقداً للالتفات، وذلك بتأثير سكْر الخمر، أولا يستفاد من ذلك تحقق النفور بدرجة من درجاته، بالنسبة إلى من لا يعلم ما لا يقول في صلاته، متأثراً (بسُكْر) أشياءٍ أخَر؟.. وقد ورد عن الباقر (ع) أنه قال: (لا تقم إلى الصلاة متكاسلاً، ولا متناعساً، ولا متثاقلاً، فإنها من خلل النفاق، فإن الله نهى المؤمنين أن يقوموا إلى الصلاة وهم سكارى يعني من النوم).

رضا الهاشم
15-09-2009, 04:37 AM
( 133 )
هل من شك أننا نشترى الخلود في الآخرة بهذه السنوات المحدودة من الدنيا.. وبمعادلة رياضية نفهم أن اللانهاية عندما تقسم على النهاية؛ فإن النتيجة هي اللانهاية.. فمعنى ذلك: أن كل دقيقة من حياتنا تساوي اللانهائية؟.. أليست المعادلة صحيحة؟.. فلماذا نفرط في دقائق أعمارنا إذن؟!..

رضا الهاشم
15-09-2009, 04:37 AM
134)
خير ضمان لوصول العبد إلى ربه في حركة رتيبة غير متذبذبة، هو حب المولى حبا يتسلل إلى شغاف القلب، بحيث يلتذ العبد حينها بالعمل بما يريده المحبوب، لا من أجل أخذ الجوائز منه.. فهل راجعت قلبك لترى مثل هذا الحب لله -تعالى- والذي نصرفه لأولادنا وأزواجنا؟!..

رضا الهاشم
15-09-2009, 04:41 AM
(135)


حرروا أنفسكم من نير العبودية لغير الله تعالى لأنها لا تكون إلا له، ولا تأخذكم الشهوات والغفلات والملاهي والملذات فتبعدكم وتحجبكم عن الله تعالى فتكونوا عمياناً لا تبصرون، (قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيراً قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى)(الإسراء: 125) فيا لها من حسرة لا تزول ولا تقاس بحسرات هذه الدنيا عندما نستفيق من غفلتنا ونومناالعميق، لنجد أن زادنا فارغ وكنا ممن يظن أنه يحسن الصنع في حياتها لدنيا

رضا الهاشم
15-09-2009, 04:41 AM
(136)
ان الانسان الحقود ، يعيش جو التوتر الباطني دائما ، فتراه في نزاع داخلي مع من افترضه عدوا له.. وهذا بدوره يؤثر على استقراره النفسي ، وجوه العبادي .. ومن الواضح ان الذي يعيش العداوة الباطنية لا بد وان ينكشف امره من خلال فلتات لسانه ، وصفحات وجهه!

رضا الهاشم
15-09-2009, 04:41 AM
(137)
إن أحدنا يرى منظرا محزنا فيتألم لذلك، ويتمنى لو كانت له القدرة على رفع تلك الأزمة عن عبد من العباد، والحال أن صاحب الأمر (ع) يعيش الكثير من آلام الأمة بما لا يخطر بالبال.. فهل حاولت التخفيف عنه بما أمكنك من موجبات رفع همه وغمه؛ عملا وقولا ودعاء، وخاصة فى ساعة الاستجابة كساعة الأذان مثلا، وهو ما أوصى به بعض كبار القوم؟!..

رضا الهاشم
15-09-2009, 04:41 AM
(138)
لو مال العبد بوجهه عن المولى ، لمال المولى بوجهه عنه ، كما ذكره السجاد (ع) عند ذكره لحقيقة الوقوف بين يدي الجبار..فلو استحضر العبد - هذه الحقيقة - في كل مراحل حياته ، لكان ذلك كافيا ( لردعه ) عن كثير من الأمور ، خوفا من الوقوع في جزاء ذلك الشرط وما أثقله من جزاء !..وإذا مال المولى بوجهه عن العبد ، فإن استرجاع التفاتة المولى مرة أخرى يحتاج إلى جهد جهيد ..فالأولى بذي اللب ( ترك ) ما يوجب ميل وجه المولى ، بدلا من ( طلب ) الالتفات بعد الميل ..ويترقى الإنسان في سلم التكامل إلى مرحلة يرى فيها جهدا مرهقا في أن يميل بوجهه إلى غير الحق تبارك وتعالى ، بل يصل الأمر في المعصوم إلى استحالة ذلك ، بما لا يتنافى مع الاختيار المصحح للمدح والجزاء.

رضا الهاشم
15-09-2009, 04:42 AM
(139)
إن الكثير من المعاني التي تستوطن ( القلب ) نحبسها في سجن عالم ( الألفاظ ) ..وكأنّ تلك المعاني تتحقق بإمرار مضامينها على اللسان لقلقة لا تدبر فيها ..فمن هذه المعاني : الاستعاذة ، والشكر ، والاستغفار ، والدعاء ، والرهبة ، وغير ذلك مما بنبغي صدورها من القلب ، تحقيقا لماهيتها الواقعية لا الإدعائية ..فالخوف المستلزم للاستعاذة ، والندم المستلزم للاستغفار ، والخجل المستلزم للشكر ، والافتقار المستلزم للدعاء ، كلها معانٍ ( منقدحة ) في القلب ..والألفاظ إنما تشير إلى هذه المعاني المتحققة في رتبة سابقة أو مقارنة ، فالحق :
إن الكلام لفي الفؤاد وانما جعل اللسان على الفؤاد دليلا

رضا الهاشم
15-09-2009, 04:42 AM
(140)
إن مخالفة النفس في كثير من المواطن وخاصة في موارد ( التحدي ) الشديد ، تفتح آفاقا واسعة أمام صاحبها لم يكتشفها من قبل ..هذا ( الفتح ) وما يستتبعه من التذاذ بكشف الآفاق الجديدة في نفسه ، مدعاة له لتيسير مخالفة الهوى ، لدرجة يصل العبد إلى مرحلة ( احتراف ) مخالفة النفس ، فلا يجد كثير عناء في ذلك توقعا للثمار ، إذ يصبر أياما قصاراً ، تعقبها راحة طويلة ..شأنه في ذلك شأن أبناء الدنيا في تحمّل بعض المشاق ، وترك بعض اللذائذ الدنيوية طلبا للذة أدوم وأعمق ، كالمتحمل للغربة جمعا للمال ، وكالتارك لبعض هواه تقربا لمن يهواه.

رضا الهاشم
15-09-2009, 04:42 AM
(141)
إن إتيان المولى بالقلب السليم ، يعد أمنية الأمنيات وغاية الطاعات ..والذي يميّز القلب وهو مركز ( الميل ) عن الفكر وهو مركز ( الإدراك ) عن الجسد وهو آلة ( التنفيذ ): أن القلب يمثل مركزاً للتفاعل الذي ينقدح منه الانجذاب الشديد نحو ما هو مطلوب ومحبوب ، سواء كان حقا أو باطلا ..فلا الفكر ولا البدن يقاوم - عادة - رغبة القلب فيما تحقق منه الميل الشديد ..ولذا نرى هذا التفاني نحو المراد عند من يشتد ميلهم إليه ، ولا ينفع فيهم شيء من المواعظ والوصايا حتى الصادرة من رب العالمين ..وقد ورد عن الإمام الصادق (ع) في ذيل قوله تعالى {وسقاهم ربهم شرابا طهورا}: ( يطهرهم عن كل شيء سوى الله ..إذ لا طاهر من تدنس بشيء من الأكوان إلا الله )

رضا الهاشم
15-09-2009, 04:43 AM
(142)
إن الاعتقاد بأن الشياطين ( يحومون ) حول قلوب بني آدم ، وأن له سلطاناً على الذين يتولونهم ، يستلزم ( الحذر ) الشديد أثناء التعامل مع أي فرد - ولو كان صالحا - لاحتمال ( تجلّي ) كيد الشيطان من خلال فعله أو قوله ، ما دام الشيطان يوحي زخرف القول وينـزغ بين العباد كما ذكر القرآن الكريم ، وهذا الحذر من المخلوقين من لوازم انتفاء العصمة عنهم ..ومن ذلك يعلم ضرورة عدم الركون والارتياح التام لأي عبدٍ - وإن بلغ من العلم والعمل ما بلغ - كما يقتضيه الحديث القائل: { إياك أن تنصب رجلا دون الحجة ، فتصدقه في كل ما قال }

رضا الهاشم
15-09-2009, 04:44 AM
(143)
إن أول درس في الخلق ، بعد درس الطاعة والمعصية ، هو درس ( التوبة ) والإنابة .. فكما أن القرآن الكريم يعرض صورة المعصية الأولى وهي معصية الشيطان ، ومن ثم معصية آدم التي لا تتنافى مع عصمته ، فكذلك يعرض صورة التوبة الأولى ، وهو عفوه عن آدم بعد تلقّيه الكلمات من عنده ..ومن ذلك يُـعلم أن الحق إذا أراد أن يتوب على عبده ( هيّـأ ) له الأسباب ، كما تلقى آدم من ربه الكلمات التي أعانته على التوبة ، فالدعوة إلى التوبة والرجوع السريع إلى الحق المتعال ، قارنت شروع المسيرة البشرية على وجه الأرض ، ولا غنى عن ذلك مع ( اختلاف ) رتب الخلق ..وقد روي أنه بعدما لُـعن إبليس ، وطلب الإمهال إلى قيام الساعة ، قال إبليس : وعزتك لا خرجت من قلب ابن آدم ما دام فيه الروح .. فقال تعالى : { وعزتي وجلالي ، لا مَـنعته التوبة ما دام فيه الروح }.

رضا الهاشم
15-09-2009, 04:44 AM
(144)
إن من علامات الإيمان الكبرى هو: الإحساس بالميل والحب الشديد لمن أمرنا الله تعالى بمودتهم ، وهم آل بيت النبي (صل الله عليه وآله) وخصوصا سيدة النساء فاطمة الزهراء (عليها السلام) لما تحملت في سبيل الدين ما تحملت !.. اوهل تحس بمثل هذا الحب العميق ، وهل كان لك توفيق المشاركة فى مجالسها في هذه الأيام المتعلقة بها؟

رضا الهاشم
15-09-2009, 04:45 AM
(146)
إن نفوس المبتدئين في عالم تكامل ( الأرواح ) ، بمثابة نفوس الناشئة في عالم تكامل ( الأبدان ) الذين لا يجدي معهم أساليب القهر والتعسف ..بل لابد من ( الرّفق ) بهم أولا ، وإتّباع ( المرحلية ) في تربيتهم ثانيا ، والدخول إليهم من المداخل ( المحببة ) إليهم ثالثاً ..وهكذا الأمر في النفوس ، فإنها جموحة غير سلسة القياد ، فلا نكلفها فوق طاقتها ، إذ في الحديث الشريف: { إن هذا الدين متين ، فأوغل فيه برفق }..ولا نكلفها المراحل العليا ، إلا بعد استيفاء المراحل قبلها ، وينبغي ( التحايل ) عليها فنعطيها اليسير من الحلال لتمكّننا في الكثير من الطاعة ، ونرفع عنها كلفة النوافل عند الإدبار لئلا تدبر عند الفرائض ، ونرغّبها في العظيم من اللذائذ الآجلة ، لتزهد في المهالك من اللذائذ العاجلة ..وقد ورد عن أمير المؤمنين (ع) أنه قال : { خادع نفسك في العبادة وارفق بها ولا تقهرها ، وخذ عفوها ونشاطها إلا ما كان مكتوبا عليك من الفريضة ، فإنه لا بد لك من قضائها }

رضا الهاشم
15-09-2009, 04:45 AM
(147)
من الأمور الواضحة أن قراءة القرآن في كل يوم، والأدعية المناسبة للأوقات والأمكنة، في التعقيبات وغيرها، وكثرة التردد إلى المساجد والمشاهد المشرفة، وزيارة العلماء والصلحاء ومجالستهم، مما يرضاه الله ورسوله (ص).. كما يجب مراقبة البصيرة والأنس بالعبادة والتلاوة والآيات يوماً بيوم.
وعلى العكس من ذلك، فإن كثرة مجالسة أهل الغفلة تزيد من قساوة القلب وظلمته، ومن النفور من العبادات والزيارات، ولذا نجد أن الأحوال الحسنة الحاصلة من العبادات والزيارات وأنحاء التلاوة، تتبدل بسبب مجالسة ضعفاء الإيمان إلى سوء الحال والنقصان.. فمجالسة ضعفاء الإيمان إذن في غير صورة الإضطرار، أو من دون قصد هدايتهم – تسبب فقدان الملكات الحسنة للمرء، بل إنه يكتسب أخلاقهم الفاسدة:
"جالسوا من يذكركم الله رؤيته، ويزيد في علمكم منطقه، ويرغبكم في الآخرة عمله". أصول الكافي: 1/39 ج3
من مواعظ آية الله بهجت

رضا الهاشم
15-09-2009, 04:45 AM
(148)
الله يعلم كم من الآثار المعنوية للصلاة الواحدة [على محمد وآل محمد] التي يدعو بها المرء هنا يهدي ثوابها للميت.. وأية صورة وأية واقعية (حقيقية) لهذه الصلوات نفسها.. علينا أن لا نهتم للقلة والكثرة، بل ليكن اهتمامنا للكيفية.
لا ينبغي التوهم أن المسألة مسألة قلة وكثرة.. بل المدار على الكيفية.. فإن كان [العمل] لله [فله قيمته] حتى لو كان قليلاً، وإن كان لغير الله [فلن ينفع] ولو كان كثيراً..
من مواعظ آية الله بهجت

رضا الهاشم
15-09-2009, 04:46 AM
(149)
يطلع احدنا على مأساة من مآسي المسلمين تسلبه الراحة والنوم .. حاول ان تتذكر ماذا يجري على قـلـب صاحب الأمر (ع) الذي مرت وتمر عليه المآسي العظام ، ولا ناصر له ولا معين؟!..






وختامها مسك

رضا الهاشم
07-10-2009, 09:33 PM
أرجوا من المشرفين تثبيت الموضوع للفائدة