العزيز
15-09-2009, 04:06 PM
ائتلاف العمل والإنقاذ الوطني .. المشروع الحقيقي للوطنية
إن ما مر به العراق في العقود المنصرمة من أحداث وتحولات ومؤثرات داخلية وخارجية انعكست في الغالب سلبا على مفهوم الوطنية كثقافة سياسية ينبغي أن يحملها الفرد العراقي أيا كانت قوميته أو أثنيته أو مذهبه , فالوطنية التي يحملها الإنسان وجدانيا وهو يرى نفسه ولد وتربى على جغرافيا معينة عاش فيها ونهل منها كما عاش فيها ونهل منها أجداده القدماء فتصبح لديه الأرض التي يعيش عليها ونفسه ككيان واحد لا ينفكان عن بعضهما البعض فتثير لديه الشجون والعشق والتضحية لأجلها وهذا ماندعوه بمفهوم الوطنية وهو مفهوم عفوي غير منظم يتجاوز الأحزاب والمنظمات التي تتحدث بأسمه , فهي إذن مجموعة القيم الحضارية السائدة للمجتمع والذي يتعرف من خلالها على ذاته وتميزه عن غيره , وفي العراق مرت تلك العلائق والوشائج بين الشعب والوطن بعدة مراحل في تاريخه المعاصر نستطيع تقسيمها إلى مرحلتين : الأولى مرحلة الوطنية في عصر الدكتاتورية والثانية مرحلة الوطنية في عصر الاحتلال ..
ففي زمن الدكتاتورية كانت الوطنية هو ما يمليه وما يقرره الحاكم الأوحد فيدس في مناهج التربية ما يريد ويفرغ في أذهان الناس إن الوطنية هي تمجيد القائد الضرورة وان إرهاصاتها تنبع مما يجود به هذا القائد ونظامه فصارت الناس تعيش على هذه الأرض مسيَرة وكأنها في سجن كبير مما دعاها إلى التململ وان تضيق ذرعا بسياسات لا جدوى منها فتحولت الوطنية إلى مناهج سياسية تمجد القائد ونظامه فارغة المحتوى فخيل لكثير من الناس أنهم لا يعيشون في وطن يجمعهم بقدر ما كانوا يعيشون فوق إقطاعية تعود ملكيتها لهذا القائد المعظم وأنهم مجرد عبيد تخدمه فتمنت في النهاية الخلاص المشوه والرغبة العاجلة والانفلات الفوضوي فوجدت ضالتها أخيرا على رمال عاصفة الصحراء المتحركة التي لم تترك لها خيارا سوى التبعية التي كانت أقسى بكثير من سياسة الاستبداد الذي مارسه النظام البائد ليحل محله تحكم المهجريين المتعددي الجنسيات , فقد كان يعتقد في الماضي إن الوطنية تولد وتتألق في المهجر أو في المنفى وان الإنسان هناك وهو يعاني البعد وفراق الوطن وجدانيا ينمي فيه الثقافة الوطنية ولكن تبين إن هذا المبدأ كان خاطئا وانه أولد ابناءا غير شرعيين لا يبالون بل إنهم على استعداد لا يتوقف لبيع وطنهم بأبخس الأثمان حتى وهم يرتشفون فراته ويشفطون ثرواته وهذه لعمري عقدة الاغتراب ومعاناة الضياع على أبواب السفارات والشعور بالتحتية والوضاعة وأنهم مدينين للأسياد الذين تربوا وعاشوا في كنفهم أيام التغرب والمنافي فكانت التبعية بأكثر صورها مرارة ومأساوية , فكانت جمهرة الأحزاب والمنظمات والشخصيات التي هرولت وراء الدبابة الأمريكية أو التي جاءت على ظهرها وهي تؤدي الطاعة التامة وتوجت التبعية بكارثة اكبر وهي الازدواجية في التبعية والطاعة فكانت إيران محطة قديمة جديدة فكانت تبعية سياسية دينية اكتنفت الدين فكان الدين والمذهبية مطيتها بدون أن يعطى للدين تطبيقاته الصحيحة أو شرائعه الرصينة فلم يسمح فيه إلا بقدر ما يخدم أجندات الدول الإقليمية المجاورة للعراق فكان لا يسمح للمذهب أن تحدث باسم العراق ولا العراق أن يتحدث باسم المذهب ولكن يسمح له إذا كان خطابا طائفيا فتبث له الفضائيات وتكتب عنه الأقلام , فبرزت هنا أزمة الوطنية وإشكالية التبعية لدى السياسيين بعدما قامت ثقافة التبعية بتشويه صورة الدين بطريقة كاريكاتورية أدت بالناس إلى النفور من كل متحدث في الدين أو من الأحزاب التي تتبنى رؤى و أيدلوجية دينية بقطع النظر عن صدقها وتفانيها في هذا المجال فان التبعية لعبت دورا خبيثا في وأد أو تحجيم النظرية الدينية وان كانت صادقة وحقيقية ..
واليوم تحاول أيدلوجية التبعية بالانقضاض على الوطنية وهم يرونها بدأت تأججت في نفوس الشعب العراقي وأنها راحت تستيقظ في النفوس وتنهض من غفوتها في صحوة واضحة للعيان وفشل المشاريع الطائفية والتقسيمية والاحتلالية فبدا أتباع هذه الأحزاب المنضوية في أيدلوجية التبعية بتغيير ألوانها وتبديل مسمياتها وعناوينها من ائتلافات وأحزاب كانت تدعي بالأمس القريب أنها إسلامية إلى عناوين الائتلافات الوطنية وهذا خطر آخر وكبير على ثقافة الوطنية التي بدأت يسمع لها أكثر من صوت ويحس لها أكثر من مخاض ,.. ومن هنا كان تأسيس ائتلاف العمل والإنقاذ الوطني كمشروع وطني حقيقي استباقي لما يريده أولئك من تلطيخ الوطنية كما لطخت العقيدة والدين من قبل , فكان مشروع ائتلاف العمل والإنقاذ الوطني من رجال كانوا في قلب الحدث وعشقوا نبض الوطن وعاشوا معاناة الشعب وأحسوا مقدار الخطر الكامن وانه يجب أن لا يحصل كما حصل في الماضي وان لا تفوت الفرصة كما فوتت في الماضي وان واجبهم الوطني نشر الوعي والثقافة الوطنية الأصيلة لتكون حاجزا قويا وندا صعبا أمام أصحاب ظاهرة التبعية الطارئة المهزومة في النهاية حتما . إن على الشعب العراقي النبيل وأبنائه البررة من مثقفين وكتاب ونخبويين أن يعوا هذه الحقيقة جيدا وان لا يمكنوا من أنفسهم مرة أخرى لان المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين وان يقفوا صفا واحدا مع الوطنيين أبناءهم المخلصين وعلى رأسهم ائتلاف العمل والإنقاذ الوطني حتى يتم استنقاذ ما يمكن استنقاذه ولملمة الجراح واستعادة الكرامة المهدورة بتعاون الجميع لأجل العراق وطننا من اجل العراق لا غير ..
إن ما مر به العراق في العقود المنصرمة من أحداث وتحولات ومؤثرات داخلية وخارجية انعكست في الغالب سلبا على مفهوم الوطنية كثقافة سياسية ينبغي أن يحملها الفرد العراقي أيا كانت قوميته أو أثنيته أو مذهبه , فالوطنية التي يحملها الإنسان وجدانيا وهو يرى نفسه ولد وتربى على جغرافيا معينة عاش فيها ونهل منها كما عاش فيها ونهل منها أجداده القدماء فتصبح لديه الأرض التي يعيش عليها ونفسه ككيان واحد لا ينفكان عن بعضهما البعض فتثير لديه الشجون والعشق والتضحية لأجلها وهذا ماندعوه بمفهوم الوطنية وهو مفهوم عفوي غير منظم يتجاوز الأحزاب والمنظمات التي تتحدث بأسمه , فهي إذن مجموعة القيم الحضارية السائدة للمجتمع والذي يتعرف من خلالها على ذاته وتميزه عن غيره , وفي العراق مرت تلك العلائق والوشائج بين الشعب والوطن بعدة مراحل في تاريخه المعاصر نستطيع تقسيمها إلى مرحلتين : الأولى مرحلة الوطنية في عصر الدكتاتورية والثانية مرحلة الوطنية في عصر الاحتلال ..
ففي زمن الدكتاتورية كانت الوطنية هو ما يمليه وما يقرره الحاكم الأوحد فيدس في مناهج التربية ما يريد ويفرغ في أذهان الناس إن الوطنية هي تمجيد القائد الضرورة وان إرهاصاتها تنبع مما يجود به هذا القائد ونظامه فصارت الناس تعيش على هذه الأرض مسيَرة وكأنها في سجن كبير مما دعاها إلى التململ وان تضيق ذرعا بسياسات لا جدوى منها فتحولت الوطنية إلى مناهج سياسية تمجد القائد ونظامه فارغة المحتوى فخيل لكثير من الناس أنهم لا يعيشون في وطن يجمعهم بقدر ما كانوا يعيشون فوق إقطاعية تعود ملكيتها لهذا القائد المعظم وأنهم مجرد عبيد تخدمه فتمنت في النهاية الخلاص المشوه والرغبة العاجلة والانفلات الفوضوي فوجدت ضالتها أخيرا على رمال عاصفة الصحراء المتحركة التي لم تترك لها خيارا سوى التبعية التي كانت أقسى بكثير من سياسة الاستبداد الذي مارسه النظام البائد ليحل محله تحكم المهجريين المتعددي الجنسيات , فقد كان يعتقد في الماضي إن الوطنية تولد وتتألق في المهجر أو في المنفى وان الإنسان هناك وهو يعاني البعد وفراق الوطن وجدانيا ينمي فيه الثقافة الوطنية ولكن تبين إن هذا المبدأ كان خاطئا وانه أولد ابناءا غير شرعيين لا يبالون بل إنهم على استعداد لا يتوقف لبيع وطنهم بأبخس الأثمان حتى وهم يرتشفون فراته ويشفطون ثرواته وهذه لعمري عقدة الاغتراب ومعاناة الضياع على أبواب السفارات والشعور بالتحتية والوضاعة وأنهم مدينين للأسياد الذين تربوا وعاشوا في كنفهم أيام التغرب والمنافي فكانت التبعية بأكثر صورها مرارة ومأساوية , فكانت جمهرة الأحزاب والمنظمات والشخصيات التي هرولت وراء الدبابة الأمريكية أو التي جاءت على ظهرها وهي تؤدي الطاعة التامة وتوجت التبعية بكارثة اكبر وهي الازدواجية في التبعية والطاعة فكانت إيران محطة قديمة جديدة فكانت تبعية سياسية دينية اكتنفت الدين فكان الدين والمذهبية مطيتها بدون أن يعطى للدين تطبيقاته الصحيحة أو شرائعه الرصينة فلم يسمح فيه إلا بقدر ما يخدم أجندات الدول الإقليمية المجاورة للعراق فكان لا يسمح للمذهب أن تحدث باسم العراق ولا العراق أن يتحدث باسم المذهب ولكن يسمح له إذا كان خطابا طائفيا فتبث له الفضائيات وتكتب عنه الأقلام , فبرزت هنا أزمة الوطنية وإشكالية التبعية لدى السياسيين بعدما قامت ثقافة التبعية بتشويه صورة الدين بطريقة كاريكاتورية أدت بالناس إلى النفور من كل متحدث في الدين أو من الأحزاب التي تتبنى رؤى و أيدلوجية دينية بقطع النظر عن صدقها وتفانيها في هذا المجال فان التبعية لعبت دورا خبيثا في وأد أو تحجيم النظرية الدينية وان كانت صادقة وحقيقية ..
واليوم تحاول أيدلوجية التبعية بالانقضاض على الوطنية وهم يرونها بدأت تأججت في نفوس الشعب العراقي وأنها راحت تستيقظ في النفوس وتنهض من غفوتها في صحوة واضحة للعيان وفشل المشاريع الطائفية والتقسيمية والاحتلالية فبدا أتباع هذه الأحزاب المنضوية في أيدلوجية التبعية بتغيير ألوانها وتبديل مسمياتها وعناوينها من ائتلافات وأحزاب كانت تدعي بالأمس القريب أنها إسلامية إلى عناوين الائتلافات الوطنية وهذا خطر آخر وكبير على ثقافة الوطنية التي بدأت يسمع لها أكثر من صوت ويحس لها أكثر من مخاض ,.. ومن هنا كان تأسيس ائتلاف العمل والإنقاذ الوطني كمشروع وطني حقيقي استباقي لما يريده أولئك من تلطيخ الوطنية كما لطخت العقيدة والدين من قبل , فكان مشروع ائتلاف العمل والإنقاذ الوطني من رجال كانوا في قلب الحدث وعشقوا نبض الوطن وعاشوا معاناة الشعب وأحسوا مقدار الخطر الكامن وانه يجب أن لا يحصل كما حصل في الماضي وان لا تفوت الفرصة كما فوتت في الماضي وان واجبهم الوطني نشر الوعي والثقافة الوطنية الأصيلة لتكون حاجزا قويا وندا صعبا أمام أصحاب ظاهرة التبعية الطارئة المهزومة في النهاية حتما . إن على الشعب العراقي النبيل وأبنائه البررة من مثقفين وكتاب ونخبويين أن يعوا هذه الحقيقة جيدا وان لا يمكنوا من أنفسهم مرة أخرى لان المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين وان يقفوا صفا واحدا مع الوطنيين أبناءهم المخلصين وعلى رأسهم ائتلاف العمل والإنقاذ الوطني حتى يتم استنقاذ ما يمكن استنقاذه ولملمة الجراح واستعادة الكرامة المهدورة بتعاون الجميع لأجل العراق وطننا من اجل العراق لا غير ..