مشاهدة النسخة كاملة : كشف المتواري في صحيح البخاري...,,,,,,
محمد المياحي
18-09-2009, 11:11 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وال بيت محمد وسلم تسليما كثيراااا
اخواني واخواتي اضح بين ايديكم كتاب (كشف المتواري في صحيح البخاري )
وارجوا من الاخوه الاطلاع عليه حتى ينظرون الى اصح كتاب عندهم
كشف المتواري
في
صحيح البخاري
الجزء الاول
دار الإرشاد
لندن
حتى لا يكون
البــخـــاري
صنماً يُعبد
الجزء الأول
دار الإرشاد
لندن
حقوق الطبع محفوظة للمؤلف
الطبعة الأولى
1426هـ / 2006م
بسم الله الرحمن الرحيم
خير متاع الدنيا الزوجة الصالحة
إلى السيدة الكريمة الوجيهة ..
إلى صاحبة العقل الرزين ..
إلى الزوجة الحنونة ..
إلى الصديقة خديجة أم المؤمنين وزوجة سيد المرسلين أهدي هذه البضاعة
راجياً منها القبول
محمد جواد ،،،
المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعنة على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين .
أما بعد ..
إعلم أخي الكريم بأن صحيح البخاري ومسلم يعتبران من أصح الكتب عند أهل العامة وتأتي مرتبتهما بعد القرآن مباشرة ، ومن ثم تأتي بقية الكتب وهي السنن الأربعة :
1- سنن أبي داود . 2- سنن ابن ماجة .
3- سنن الترمذي . 4- سنن النسائي .
فهذه هي الكتب الستة التي يعتمد عليها أهل العامة .
وإنني ولدى قراءتي لبعض كتب إخواني الشيعة لاحظت أنهم عندما يستشهدون بحديث ما في البخـاري يقولون بأنه محذوف في الطبعات الجديدة منه ، أو أن الطبعـة التي بين أيديهم قد تلاعبت الأيدي بالحديث وقامت بتحريفه ، وكل ذلك وَهْم ، وقد اختلط عليهم الأمر وذلك لأسبـاب عديدة
منها التبويب الرديء لصحيح البخاري ، هذا بالإضافة إلى أنهم يروون بالمعنى والمضمون ، ولنضرب أمثلة على ذلك :
قال الشهيد محمد باقر الصدر رحمه الله في كتابه فدك في التاريخ :
(( فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : إني دافع الراية غداً لرجل يحبه الله ورسوله ، ويحب الله ورسوله ، لا يرجع حتى يفتح له )) [1] ويقول في الهامش : (( راجع البخاري : ج5 ، ص18 )) .
أقول :
كلمة (( لا يرجع )) لا توجد في صحيح البخاري ، إذن .. فالسيد الشهيد روى لنا المضمون ، وذلك مما لا يقبله أهل العامة ، والواجب أن نأتي بالنص الموجود في البخاري وبلفظه .
المثال الثاني :
أثناء النقاش مع أهل العامة ومن خلال كتبهم يجب أن تذكر النص وليس المعنى أو المضمون كما ذكرنا آنفاً ، فقد دار حوار بين شيعي وبين أحد الوهابيين ، فقال الشيعي : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي ، وهذا موجود في صحيح مسلم ، فما كان من الوهابي إلا أن قال : هذا ليس موجوداً في صحيح مسلم ، فقال الشيعي : بلى هو موجود ، فتناول الشيعي كتاب مسلم وقرأ وقال : ... قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً فينا خطيباً بماء يدعى خماً بين مكة والمدينة فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكّر ثم قال : أما بعد ، ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب (( وأنا تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به ، فحثَّ على كتاب الله ورغَّب فيه ثم قال : وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي )) [2] (http://www.imshiaa.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=30#_ftn2) فقال الوهابي للشيعي : أنت لم تقل ولم تذكر ما قرأته الآن ، فقال الشيعي : المضمون واحد ، فقال الوهابي : أنا لا أعتمد على المضمون وكان المفروض عليك قبل الحديث أن تقول : قال رسول الله ما مضمونه .
لاحظ أخي الكريم ، فعند نقاشك حاول أن تأتي وتذكر النص بعينه ، وإن لم تكن حافظاً فقل " ما مضمونه كذا مثلاً " .
هذه مقدمة لما سأقوله وأذكره الآن في الصفحات القادمة .
تصفحت كتاباً بعنوان " صاحب الغار أبو بكر أم رجل آخر ! " فقرأت ما يلي :
وكان عبدالله بن عمر مخالفاً لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ووصيه علي بن أبي طالب فروى تبول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم باتجاه القبلة ، أو مستدبراً القبلة ، حقداً على الساحة النبوية المقدسة [3]
وقال الكاتب في الهامش : وحذفت هذه العبارة من صحيح البخاري في طبعاته الجديدة .
أقول :
أولاً : إن هذا المؤلف جاء بالمضمون أيضاً ولم يرو الرواية بالنص كما هي بالبخاري .
ثانياً : الحديث موجود في البخاري .. نعم ، في كتاب الوضوء باب التبرز في البيوت .
عن عبدالله بن عمر قال : ارتقيت فوق ظهر بيت حفصة لبعض حاجتي فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقضي حاجته مستدبر القبلة مستقبل الشام .
هل لاحظت أخي بأن الأمر اختلط على هذا المؤلف وتوهَّم بأن الحديث سقط أو تلاعبت الأيدي بتحريفه ، فالمؤلف كان قد قرأ في السابق هذا الحديث وبعد مرور الزمن احتاج لهذا الحديث كي يدونه ويستشهد به ، فأخذ بتقليب صفحات البخاري ونقل الحديث من كتاب الوضوء باب حدثنا يعقوب بن إبراهيم ، وفيه ... أن عبدالله بن عمر ... قال : لقد ظهرت ذات يوم على ظهر بيتنا فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعداً على لبنتين مستقبل بيت المقدس .
لاحظ أخي القارئ فإنك لا تجد في هذه الرواية استقبال واستدبار القبلة
وهذا ما توهَّم فيه المؤلف صاحب كتاب " صاحب الغار أبو بكر أم رجل آخر " .
وأيضاً لكي تتضح الصورة للقارئ أقول :
قال مؤلف كتاب " فضيحة الجاني عثمان الخميس " في ص35 و 36 :
عن ابن عباس قال : لما حضر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا نصه : وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب فقال النبي صلى الله عليه وسلم هلم أكتب لكم كتاباً لا تضلون بعده فقال عمر : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد غلب عليه الوجع ، وعندكم القرآن ، حسبنا كتاب الله ، فاختلف أهل البيت فاختصموا ، فمنهم من يقول : قرِّبوا يكتب لكم رسول الله كتاباً لن تضلوا بعده ، ومنهم من يقول ما قال عمر .
فلما أكثروا اللغو والاختلاف عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رسـول الله صلى الله عليه وسلم : قوموا ، قـال عبيدالله ، فكان ابن عبـاس يقول : إن الرزيّة كل الرزيّة ما حال بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من اختلافهم ولغطهم .
ويقول المؤلف : أقول لعثمان الخميس : انظر إلى طبعة بيروت وغيرها من الطبعات القديمة لترى بعينيك التحريف والتمويه والكذب على صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقارن ذلك بطبعة دار الجيل الشركة المتحدة لتوزيع الصحف والمطبوعات _ الكويت .
فكيف جاز لهؤلاء أن يحذفوا ما هو مسجل في الطبعات القديمة والمحققة من قبل علماء أهل السنة ، ولا نريد أن نقول أكثر من ذلك .
فهؤلاء لا يريدون أن تظهر الحقيقة ولهذا عمدوا إلى حذف كثير من عبارات البخاري وما زالوا يحاولون .
ويقول المؤلف في هامش كتابه : هذه الروايات حرَّفها أعداء الإسلام في طباعتها الأخيرة ، وهذا خلاف الأمانة العلمية وسوف يحاسبهم التأريخ على ذلك ، فقد حذفت كلمة (( عمر بن الخطاب )) من طبعة الشركة المتحدة للتـوزيع في الكويت مع أنها كانت موجودة في الطبعـات السابقة ، وغيرها كثير ، انظر الطبعة نفس الصفحة ، انتهى .
أقول : هذا نص كلام مؤلف الكتاب المذكور وقد نقلته كما قرأته من كتابه ومن دون تصرف .
وأقول للمؤلف : لعلك قرأت هذه الرواية من البخاري في المجلد الثالث _ الجزء التاسع وذلك في صفحة ( 137 ) من كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة باب كراهية الخلاف .
نعم ، الرواية موجودة هناك وفي صحيح البخاري الموجود لديك ، ولكنك عندما قرأت طبعة دار الجيل قرأت الصفحة ( 11 و 12 ) من كتاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى كسرى وقيصر ، باب مرض النبي ، ونقلت في كتابك هذه الرواية التي ليس فيها اسم عمر بن الخطاب ، فأقول للقارئ : أرأيت وقرأت ما كنت أعنيه ، فإن هذا المؤلف أيضاً قد اختلط عليه الأمر وتوهَّم بأن الرواية محذوفة من الصحيح ، وهذه هي الإشكالات التي يقع فيها أصحابنا .
وكما مر عليك قول المؤلف :
لهذا عمدوا إلى حذف كثير من عبارات البخاري وما زالوا يحاولون ويقول في موضع آخر كما ذكرته في الصفحات السابقة قوله (( وغيرها كثير )) .
أقول :
لا يوجد حذف في الصحيح ولا هم يحاولون ولا غيرها كثير .
ويقول المؤلف أيضاً في ص ( 37 ) :
قال ابن عباس : يوم الخميس وما يوم الخميس ( ثم بكى حتى بل دمعه الحصى فقلت يا ابن عباس وما يوم الخميس ؟ قال : ... ) .
يقول المؤلف : هذه الكلمات محذوفة من طبعة دار الجيل ، توزيع الشركة المتحدة ، الكويت .
يعني بذلك ما بين القوسين .
أقول وأكرر :
لقد توهّم المؤلف واختلط الأمر عليه مرة أخرى ، فالرواية موجودة في البخاري وسوف أدلك عليها أيها القارئ الكريم ، راجع كتاب الجزية والموادعة مع أهل الحرب ، باب إخراج اليهود من جزيرة العرب .
وأزيدك أيضاً بأنه ليست رواية ( حتى بل دمعه الحصى ) موجودة فقط ، بل ( حتى خضب دمعه الحصباء ) أيضاً موجودة في البخاري .
راجع البخـاري ، باب جوائز الوفد ، وهل يستشفع إلى أهل الذمـة من كتاب الجهاد والسير .
أعود وأقول : لهذه الأسباب التي ذكرتها والأخطاء التي تصدر من أصحابنا وتوهّمهم وجود تحريف في صحيح البخاري وذلك من رداءة تبويبه للصحيح ، فيجعل من يقرأه يقع فيما يقع فيه هؤلاء .
لذا قمت بجمع الأحاديث التي طالما يحتاجها إخواني ووضعتها ما بين دفتي هذا الكتاب ، ومن تلك الأحاديث ما فيه نظر وعليه علامات استفهام ومنها ما يخالف الشريعة ويتعارض مع السنة النبوية الشريفة ، ومنها ما يحط من منزلة وشأن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم مضافاً إلى الأحاديث التي تسخر من بقية الأنبياء والمرسلين .
النتيجة : إنني جمعت كل ما يحتاج إليه الباحث وقد حاولت أن أجعله سهلاً ميسراً للتناول قدر المستطاع من حيث ذكر الباب والكتاب رجاء أن ينتفع به المسلمون عامة ، وقد اعتمدت على صحيح البخاري المطبوع في مؤسسة دار الفكر ببيروت ، طبعة سنة 1401هـ ، وكذلك طبعة دار الجيل للشركة المتحدة لتوزيع الصحف والمطبوعات ، الكويت ، وكذلك اعتمدنا على كتاب فتح الباري بشرح صحيح البخاري لأحمد بن حجر العسقلاني ، وأيضاً كتاب إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري لأحمد القسطلاني ، وكذلك قمت بالتعليق على بعض الأحاديث التي تحتاج إلى بيان ولكن بشكل مختصر جداً .
ولا يخفى أن ما قصدناه من إثبات أو نفي لحديث ما ، قد لا يكون مطابقاً لعقيدة الشيعة أبداً ، وإنما هو فقط لإثبات التناقض وبيان تحريف الكلم عن مواضعه وبيان صحة الحديث من سقمه وأيضاً ما كان قد خفي على أصحابنا فقمنا بإبرازه للقراء ، وقد أبديت برأيي الشخصي في بعض الأحاديث التي جاء ذكرها في كتب الفريقين .
وقد رتبت كتابي هذا من حيث الكتب والأبواب والأحاديث كما هي موجودة في أصل البخاري ومن دون تقديم حديث على آخر .
ويعتبر كتابنا هذا هو مختصر للبخاري ، أي أننا اقتصرنا على الأحاديث التي يجب أن يتوقف المسلم الموحد عندها ، وعند ذكرنا للحديث ذكرنا أيضاً أين ورد ذكره إن كان قد تكرر في مواضع أخرى من البخاري ، وقمنا بالتعليق عليه وحاولنا إظهار ما كان خافياً على القارئ وكذلك قمنا بترقيم الأحاديث من قبلنا كي يسهل على القارئ مراجعة ذلك ، وإن كان قد فاتني أي حديث مُهِم ولم أقم بتدوينه فأرجو المعذرة من القارئ والعذر عند كرام الناس مقبول ، هذا وبالله التوفيق .
ملاحظة مهمة يجب التنبيه عليها :
نحن نقرأ ونلاحظ ما في بطون الكتب بأن المؤلف يذكر المصدر فيقول : راجع البخاري ، ج3 ، ص80 ، طبعة بيروت ، أو يقول : راجع البخاري ، ج1 ، كتاب العلم ، ص40 ، أو يقول : راجع البخاري ، باب كتابة العلم ، ص50 ، أو يقول : راجع البخاري ، ج4 ، حديث 153 ، وهكذا .
فإن كل ذلك خطأ ، وذلك لأن القارئ عند مراجعته للمصدر فإنه لن يجد ذلك إلا بعد عناء ومشقة ولنضرب مثال آخر وذلك لنقرب ما نعنيه إلى المؤلف والباحث وكذلك القارئ .
أنت الآن عندما تستشهد بآية قرآنية تقول : (1) راجع القرآن ، (2) سورة آل عمران ، (3) آية 7 ، وهكذا فيه الكفاية ، وهو الصحيح .
وأيضاً عند استشهادك من البخاري يكفيك ذكر الكتاب والباب فقط ، فتقول مثلاً : (1) راجع صحيح البخاري ، (2) كتاب العلم ، (3) باب كتابة العلم ، وهذه هي الطريقة الصحيحة للتدليل وذلك ليسهل على القارئ حين البحث عن ذلك المصدر ، أي يجب عليك أن تتعامل مع البخاري كما تتعامل مع القرآن الكريم عند ذكر المصدر .
ولا بأس إن أردت إضافة الجزء والصفحة والطبعة على هذه النقاط الثلاثة التي ذكرناها ، فذلك نور على نور .
[/URL](1) ص103 ، قبسات من الكلام الفاطمي ، ط1374هـ . النجف .
(http://www.imshiaa.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=30#_ftnref1) (2)كتاب فضائل الصحابة ، باب من فضائل علي بن أبي طالب رضي الله عنه . ما بين المعقوفتين خلاف ما استشهد به هذا الشيعي .
[URL="http://www.imshiaa.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=30#_ftnref3"](3) ص224 ، الفصل 6 ، منزلة عبدالله بن عمر ، ط1/1422هـ دار الهدى لإحياء التراث .
يتابع ان شاااااااااااااء الله تعالى
محمد المياحي
18-09-2009, 11:23 AM
ترجمة محمد بن إسماعيل البخاري
هو أبو عبدالله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردزبه البخاري ، أسلم المغيرة على يدي اليمان الجعفي والي بخارى وكان مجوسياً ، وطلب اسماعيل بن إبراهيم العلم .
ولد أبو عبدالله في شوال سنة أربع وتسعين ومائة .
ذهبت عينا محمد بن إسماعيل في صغره فرأت والدته في المنام إبراهيم الخليل عليه السلام فقال لها : يا هذه ! قد رد الله على ابنك بصره لكثرة بكائك أو كثرة دعائك ، فأصبحنا وقد ردَّ الله عليه بصره .
محمد بن أبي حاتم قال : قلت لأبي عبدالله : كيف كان بدء أمرك ؟
قال : ألهمت حفظ الحديث وأنا في الكُتّاب .
فقلت : كم كان سِنُّك ؟
فقال : عشر سنين ، أو أقل ، ثم خرجت من الكتاب بعد العشر فجعلت أختلف إلى الداخلي وغيره ، فقال يوماً : فيما كان يقرأ للناس سفيان عن أبي الزبير عن إبراهيم ، فقلت له : إن أبا الزبير لم يروِ عن إبراهيم ، فانتهرني فقلت له : ارجع إلى الأصل ، فدخل فنظـر فيه ثم خرج ، فقال لي : كيف هـو يا غلام ؟ قلت : هو الزبير بن عدي عن إبراهيم ، فأخذ القلم مني وأحكم كتابه وقال : صدقت .
فقيل للبخاري : ابن كم كنت حين رددت عليه ؟
قال : ابن إحدى عشرة سنة ، فلما طعنت في ست عشرة سنة كنت قد حفظت كتب ابن المبارك ووكيع وعرفت كلام هؤلاء ثم خرجت مع أمي وأخي أحمد إلى مكة فلما حججت رجع أخي بها وتخلفت في طلب الحديث .
سمع ... بمكة من أبي عبدالرحمن المقرئ ... والحميدي .
يقول : دخلت على الحميدي وأنـا ابـن ثمـان عشرة سنة ، وقال خلف الخيام : سمعت إبراهيم بن معقل سمعت أبا عبدالله يقول : كنت عند اسحاق بن راهويه فقال بعض أصحابنا : لو جمعتم كتاباً مختصراً لسنن النبي صلى الله عليه وسلم فوقع ذلك في قلبي ، فأخذت في جمع هذا الكتاب .
وعن ... ( بياض في الأصل ) أن البخاري قال : أخرجت هذا الكتاب من زهاء ست مائة ألف حديث .
أنبأنا المؤمل بن محمد وغيره ... سمعت الفربري يقول : قال لي محمد بن إسماعيل ما وضعت في كتابي ( الصحيح ) حديثاً إلا اغتسلت قبل ذلك وصليت ركعتين .
أخبرنا ابن الخلال ... سمعت إبراهيم بن معقل سمعت البخاري يقول : ما أدخلت في هذا الكتـاب إلا ما صح وتركت من الصحاح كي لا يطول الكتاب .
وقال : ... (بياض في الأصل) سمعت البخاري يقول : صنفت (الصحيح) في ست عشرة سنة وجعلته حجة فيما بيني وبين الله تعالى .
وقال محمد : سمعت النجم بن الفضيل يقـول : رأيت النبي صلى الله عليه
وسلم في النوم كأنه يمشي ومحمد بن اسماعيل يمشي خلفه فكلما رفع النبي صلى الله عليه وسلم قدمه وضع محمد بن اسماعيل قدمه في المكان الذي رفع النبي صلى الله عليه وسلم قدمه .
قال محمد بن اسماعيل يوماً : رب حديث سمعته بالبصرة كتبته بالشام ، ورب حديث سمعته بالشام كتبته بمصر ، فقلت : يا أبا عبدالله ، بكماله ؟ فسكت .
سمعت أبا بكر محمد بن اسحاق بن خزيمة يقول : ما رأيت تحت أديم السماء أعلم بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحفظ له من محمد بن اسماعيل .
وقال بكر بن منير : سمعت أبا عبدالله البخاري يقول : أرجو أن ألقى الله ولا يحاسبني أني اغتبت أحداً .
وقال غنجار : حدثنا أبو عمرو أحمد بن المقرئ سمعت بكر بن منير قال : كان محمد بن اسماعيل يصلي ذات ليلة فلسعته الزنبور سبع عشرة مرة ، فلما قضى الصلاة قال : أنظروا أيش آذاني .
... عن الفربري قال : رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فقال لي : أين تريد ؟ فقلت : أريد محمد بن اسماعيل البخاري . فقال : اقرأه مني السلام .
وكان أبو عبدالله اكترى منزلاً فلبث فيه طويلاً ، فسمعته يقول : لم أمسح ذكري بالحائط ولا بالأرض في ذلك المنزل .
فقيل له : لِمَ ؟
قال : لأن المنزل لغيري .
قال ابن عدي : سمعت عبدالقدوس بن عبدالجبار السمرقندي يقول : جاء محمد بن اسماعيل إلى خرتنك – قرية – على فرسخين من سمرقند ، وكان له بها أقرباء ، فنزل عندهم فسمعته ليلة يدعو وقد فرغ من صلاة الليل : ( اللهم بأنه قد ضاقت علي الأرض بما رحبت فاقبضني إليك ) فما تم الشهر حتى مات ، وقبره بخرتنك .
وقال محمد بن أبي حاتم : ... فلما دفناه فاح من تراب قبره رائحة غالية أطيب من المسك فدام ذلك أياماً ، ثم علت سواري بيض في السماء مستطيلة بحذاء قبره ، فجعل الناس يختلفون ويتعجبون ... .
مات البخاري سنة ست وخمسين ومائتين ، وعاش اثنتين وستين سنة [1] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=75532#_ftn1) .
وصحيحه أصح كتب السنة ... وكان مسلم صاحب الصحيح كلما دخل على البخاري يقول له : دعني أقبل رجليك يا طبيب الحديث في علله ويا سيد المحدثين ... وكان يأكل كل يوم لوزتين ...
وعدد أحاديث صحيحه سبعة آلاف ومائتان وخمسة وسبعون وبإسقاط المكرر أربعة آلاف وقيل غير ذلك [2] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=75532#_ftn2) .
وبالمناسبة ، فقد نشرت مجلة العربي الكويتية مقالاً للأستاذ عبدالوارث كبير
في عددها الـ ( 87 ) الصادر في فبراير سنة 1966م بعنوان ( ليس كل ما في صحيح البخاري صحيحاً ) قال فيها :
وليست هذه الأحاديث مفتراة فحسب ، بل منكرة .
ويقول أيضاً : ... نطالب بتنقية كتب التفسير والحديث من تلك الخزعبلات والمفتريات .
فقامت القيامة على هذا الكاتب من مشايخ الأزهر ومنهم الدكتور الحسيني عبدالمجيد هاشم مدرس الحديث بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر ، وخلاصة الرد والقول ( أن كل ما في البخاري صحيح ) .
ويقول الحسيني أن البخاري إمام المحدثين وأين نحن منه حتى ننتقده [3] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=75532#_ftn3) .
أقول : وقد اهتم البخاري بالسند دون المتن .
قال النووي :
وأصح مصنف في الحديث ، بل العلم مطلقاً ، الصحيحان القدوتين : أبي عبدالله محمد بن إسماعيل البخاري ، وأبي الحسين مسلم بن الحجاج القشيري ... فلم يوجد لهما نظير في المؤلفات [4] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=75532#_ftn4) !
وقال القسطلاني في كتابه إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري :
من المتفق عليـه اختيار البخـاري ومسلم وهو الدرجة الأولى من الصحيح [5] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=75532#_ftn5) .
ويقول :
إن كتاب البخاري الجامع قد أظهر من كنوز مطالبها العالية إبريز البلاغة ، وأبرز وحاز قصب السبق في ميدان البراعة ، وأحرز ... حتى جزم الراوون بعذوبة موارده ، فلذا رجح على غيره من الكتب بعد كتاب الله [6] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=75532#_ftn6) !
وقال الشيخ أبو محمد بن عبدالله بن أبي جمرة : قال لي من لقيتُ من العارفين عمن لقيه من السادة المقر لهم بالفضل إن صحيح البخـاري ما قرئ في شدة إلا فرجـت ولا ركب بـه في مركب فغرقت ! قال : وكان مجاب الدعوة ... .
وقال الحافظ عماد الدين بن كثير : وكتاب البخاري يستسقى بقرائته الغمام ، وأجمع على قبوله وصحة ما فيه أهل الإسلام [7] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=75532#_ftn7) !
ولأبي عامر الفضل بن إسماعيل الجرجاني الأديب :
هو الفرق بين الهـدى والعمـى
هو السـد دون العنـى والعطب
أسانيـد مثـل نجـوم السمـاء
أمـام متـون كمثل الشهب [8] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=75532#_ftn8)
وقال ابن الصلاح في كتابه علوم الحديث :
إن كتاب البخاري أصح الكتابين صحيحاً – الكتابين ، أي : البخاري ومسلم – وأكثرهما فوائد [9] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=75532#_ftn9) !
ويقول ابن حجر في مقدمة فتح الباري :
واقتضى كلام ابن الصلاح أن العلماء متفقون على القول بأفضلية البخاري في الصحة على كتاب مسلم [10] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=75532#_ftn10) !
وقال الدارقطني لما ذكر عنده الصحيحان : لو لا البخاري لما ذهب مسلم ولا جاء [11] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=75532#_ftn11) .
الإمام البخاري الذي أطبقت شهرته الآفاق ، لما كان لكتابه الجامع من شهرة وقبول وتناول بالدراسة والبحث والشرح ، فقد تناوله العلماء معرفة منهم بعلو قدره وارتفاع مكانته وتناولوه بالدراسة من كافة الجوانب ، فمنهم
من شرحـه حتى وصلت شروحه إلى ستة وخمسين شرحـاً بين مختصر ومطول [12]
وكتاب البخاري ليس فيه مقدمة كبقية الكتب ، بل افتتح كتابـه بقوله : ( حدثنا الحميدي ) وهو عبدالله بن الزبير الحميدي المتوفى سنة 219هـ الذي يقول فيه البخاري أنه إمام في الحديث .
( والحميدي هذا كان مخالفاً لأبي حنيفة ولأهل الرأي ، لذا افتتح البخاري صحيحه باسمه كي يظهر مخالفته لأبي حنيفة وموافقته لما يقوله الحميدي وما يعقتده [13] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=75532#_ftn13) .
يقول الذهبي في سير أعلام النبلاء : ... حدثنا البخاري حدثنا الحميدي ... : سمعت عمر (رض) يقول على المنبر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إنما الأعمال بالنيات ... وذكر الحديث .
هذا أول شيء افتتـح به البخـاري صحيحه فصيَّره كالخطبة له، وعدل عن روايتـه افتتاحاً حديث مالك الإمام إلى هذا الإسناد لجلالة الحميدي وتقدُّمه...[14] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=75532#_ftn14).
جاء في مقدمة المسند للحميدي : كان البخـاري إذا وجد الحديث عنـه – أي الحميدي – لا يحوجه إلى غيره من الثقة به .
... قال الحميدي قال الشافعي : ليس أحد أحق بمجلسي من يوسف البويطي ، وليس أحد من أصحابي أعلم منه ، فقال ابن عبدالحكم : كذبت ! فقال له الحميدي : كذبت أنت وأبوك وأمك .
كان الحميدي إذا سخط على أحد أو نقم منه شيئاً لم يكن ليرضى عنه ولو تنصل أو اعتذر .
ففي هذا ما يدلك على أنه كان قاسي القلب واللسان ، وللحميدي عدة تصانيف أشهرها هذا المسند ... وكتاب الرد على النعمان [15] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=75532#_ftn15) .
وكذلك من الرجال الذين تأثر فيهم البخاري عبدالله بن محمد بن أبي شيبة صاحب ( المصنف في الأحاديث والآثار ) المتوفى سنة 235هـ ، وقد عقد هذا باباً خاصاً في كتابه ، الجزء 7 ، طبع دار الكتب العلمية ، بيروت ، في الرد على أبي حنيفة .
وصحيح البخاري سمي صحيحاً لأن كل ما فيه صحيح ، ويأتي ترتيبه ومنزلته بعد القرآن مباشرة عند أهل العامة .
قال ابن حجر في فتح الباري : ... محمد بن اسماعيل الهروي ، سمعت خالد بن عبدالله المروزي يقول : كنت نائماً بين الركن والمقام ، فرأيت النبي صلى الله
عليه وسلم في المنام فقال لي : يا أبا زيد ! إلى متى تدرس كتاب الشافعي ولا تدرس كتابي ؟ فقلت : يا رسول الله وما كتابك ؟ قال : جامع محمد بن اسماعيل [16] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=75532#_ftn16) .
أقول : إن هذه الدعوى كذب محض وذلك لأن صحيح البخاري ليس كل ما فيه صحيحاً كما تدعي العامة ذلك ، بل إن فيه من المغالطات والأكاذيب والتناقضات الشيء الكثير ، وسوف تقرأ ذلك في هذا الكتاب ، وسترى بأم عينيك صحة قولنا في ذلك .
وكما جاء في الرواية المزعومة بأن النبي ينسب صحيح البخاري إلى نفسه ويقول ( كتابي ) فأقول : إن من يرى النبي الأكرم في المنام فإن رؤياه تكون صادقة ، وذلك لأن الشيطان لا يتمثل بشخص النبي الكريم ، وكما قال صلى الله عليه وآله وسلم : من رآني في المنام فقد رآني ، فإن الشيطان لا يتمثل في صورتي .
والنبي قال للمروزي : ( إلى متى ... لا تدرس كتابي ) وعلى هذا يجب أن يكون جميع ما في الصحيح صحيحاً كي نصدق هذا الادعاء .
لكنك عند قرائتك لكتابنا هذا سوف ترى من كثرة التناقضات والأكاذيب والتحريف ما يبطل هذا الزعم .
وسوف تلاحظ أخي القارئ أن تعليقنا على الأحاديث في هذا الجزء مختصر
جداً ورأينا أن من الواجب علينا أن نتوسع في التعليق . ولإتمام الفائدة فقد تناولنا الأجزاء الأخرى بشيء من التفصيل ، هذا ما أردت أن أنبه عليه .
وقد روى البخاري عن أناس لم يكونوا من أهل الورع والتقوى ، وكان من بين هؤلاء الرواة من يتعمد الكذب ! ومنهم من نصب العداء والبغض لأمير المؤمنين علي عليه السلام ! ومنهم من ينكر فضائل أهل البيت عليهم السلام ! ومنهم من كان يجاهر وعلى الملأ ويظهر حقده وعداءه لعلي عليه السلام غير عابئ بالسامعين !
وروى أيضاً عمن حاول أن يطمس فضائل أهل البيت في حين أنه قام بوضع واختلاق روايات في صحابة وهم ممن كان الطعن فيهم أولى !
وروى أيضاً عن الضعفاء والمجروحين ! في حين أنه قد غض الطرف عن آخرين وأهملهم متعمداً ! في حين وثقهم الكثير ، وكان ذنبهم الوحيد هو قول الصدق وبيان الحق كجابر بن يزيد بن الحارث الجعفي .
عن سفيان : إذا قال جابر حدثنا وأخبرنا فذاك .
وقال في موضع آخر : كان جابر ورعاً في الحديث ، ما رأيت أورع في الحديث منه .
عن شعبة : كان جابر إذا قال : حدثنا وسمعت ، فهو من أوثق الناس .
عن زهير بن معاوية : كان إذا قال : سمعت أو سألت فهو من أصدق الناس .
وقال علي بن محمد الطنافسي عن وكيع : مهما شككتم في شيء ، فلا
تشكوا في أن جابراً ثقة .
قال سفيـان الثوري لشعبـة : لئن تكلمت في جابر الجعفي لأتكلمن فيك [17] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=75532#_ftn17) !!
قال شعبة : ما رأيت أحداً أصدق من جابر إذا قال سمعت . وكان لا يكذب [18] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=75532#_ftn18) .
كان ابن عيينة من أشدهم قولاً فيه وقد حدث عنه وإنما كانت عنده ثلاثة أحاديث ، قلت : صح عنه بشيء أنه كان يؤمن بالرجعة ؟ قال : لا ، ولكنه من شيعة علي ... كان يرى التشيع ... يغلو في التشيع ... كان سبئياً [19] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=75532#_ftn19) .
وقال زائدة : كان يشتم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم [20] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=75532#_ftn20) .
وقد وثقه شعبة في الجملة ، إذن إن معظم ما اتهموه فيه أنه كان يتشيع وكان يشتم أصحاب النبي ، لذا تركوه ولم يحدثوا عنه .
فالسؤال هنا :
حريز بن عثمان الحمصي كان يشتم علياً عليه السلام وعلى المنبر فلماذا روى البخاري عنه ؟!
أليس الإمام علي عليه السلام من جملة الصحابة ؟!
وكذلك حريز بن عثمان كان ناصبياً وعلى نقيض جابر الذي نحن بصدده والذي كان رافضياً ، فلماذا لم يتركوا حريز ولماذا لم يهمشوه ؟!
وأيضاً : عمران بن حطان الخارجي كان من الخوارج ، وقال شعراً في قاتل الإمام عليه السلام ( عبدالرحمن بن ملجم ) مادحاً إياه ! لماذا أخرج له البخاري وهذا الخارجي معروف أمره يوم القيامة سلفاً ؟!
فالنبي الأكرم أمرنا بمحاربة من يحمل هذا الفكر في قوله في عدة مواضع من البخاري نفسه : لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد ! وفي رواية : قتل ثمود !
ولماذا روى البخاري عن زيد بن علاقة هذا الذي كان يحمل العداء لأهل البيت النبوي وكان زائغاً عن الحق !
ولماذا روى عن إسحـاق بن سويد الذي كان يحمل على الإمام عليه السلام ؟! أليس الإمام علي من جملة الصحابة ؟! فطالما أن زائدة يقول في جابر الجعفي : كان يشتم أصحاب النبي ، فكذلك هؤلاء الذين ذكرناهم كانوا يشتمون الإمام علي عليه السلام .
وسوف نتطرق لبيان حال البعض من هؤلاء المجروحين والضعفاء ، فهذا الذي كان يأكل في اليوم لوزتين ! هذا الذي كان يتوضأ ويصلي ركعتين قبل كتابة الحديث يروي مناكير وعجائب في صحيحه عن مدلسين وضعفاء وكذابين ومن تحوم حولهم الشبهات ! أعيد وأكرر : نذكر منهم على سبيل المثال لا احضر :
[/URL](4) سير أعلام النبلاء لمحمد بن أحمد بن عثمان الذهبي ، المتوفى 748هـ ، ج12 ، ص391-470 ، ترجمة 171 ، أبو عبدالله البخاري ، ط11/1419هـ ، مؤسسة الرسالة ، بيروت .
(http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=75532#_ftnref1)(5) صحيح البخاري ، ترجمة البخاري ، المجلد 1 ، ج1 ، ص8 ، ط دار الجيل ، بيروت ، بتصرف .
(6) كل ما في البخاري صحيح ، ص138-140 ، جمعية الإصلاح الاجتماعي ، ط1386هـ ، الكويت .
(http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=75532#_ftnref3)(7) شرح صحيح مسلم للنووي ، ج1 ، ص18 ، المقدمة ، ط1 ، دار القلم ، بيروت .
(8) ج1 ، ص13 ، المقدمة ، ط1421هـ ، دار الفكر ، بيروت .
(http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=75532#_ftnref5)(9) ج1 ، ص9 ، المقدمة .
(10) نفس المصدر السابق ، ص52 .
(http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=75532#_ftnref7)(11) نفس المصدر السابق ، ص53 .
(12) علوم الحديث لعثمان بن عبدالرحمن الشهرزوري المتوفى 643هـ ، ص14 ، فوائد مهمة ، ط2/1972م ، المكتبة العلمية .
(http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=75532#_ftnref9)(13) ص14 ، ط1/1419هـ ، دار الحديث ، القاهرة .
(14) نفس المصدر السابق .
(http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=75532#_ftnref11)(15) رجال صحيح البخاري لأحمد بن الحسين الكلاباذي ، المتوفى398هـ ، ج1 ، ص5-6 ، المقدمة ، ط1/1407هـ ، دار المعرفة .
(16) الإمام البخـاري وفقـه أهل العراق ، للشيخ حسين غلامي الهرساوي ، ص88 ، ط1/1420هـ ، دار الاعتصام ، بيروت ، بتصرف .
(http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=75532#_ftnref13)(17) ج10 ، ص620 ، ط11/1419هـ ، مؤسسة الرسالة ، بيروت .
(18) المسند لعبدالله بن الزبير الحميدي ، المتوفى 212هـ ، ج1 ، ص6-8 ، ط1/1409هـ ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، بتصرف .
(http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=75532#_ftnref15)(19) مقدمة فتح الباري ، ص656 ، ذكر فضائل الجامع الصحيح ، ط1/1419هـ ، دار الحديث ، القاهرة .
(20) تهذيب الكمال للمزي ، ج4 ، ص467-468 ، ترجمة 879 .
(http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=75532#_ftnref17)(21) نفس المصدر السابق ، ص470 .
(22) نفس المصدر السابق .
[URL="http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=75532#_ftnref20"] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=75532#_ftnref19)(23) نفس المصدر السابق ، ص468 .
محمد المياحي
18-09-2009, 11:31 AM
1- حَريز بن عثمان بن جبر الشامي الحمصي
قال البخاري وقال أبو اليمان : كان حريز يتناول من رجل ثم ترك – يعني علياً رضي الله عنه - [1] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=75532#_ftn1) .
وقال ابن عدي : قال عمرو بن علي : وحريز بن عثمان ينتقص علياً وينال منه .
أحمد بن حنبل يقول : ... هو صحيح الحديث ! إلا أنه يحمل علي علي بن أبي طالب [2] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=75532#_ftn2) !!
راشد بن سعد قال : لا تجوز الرواية عنه .
قال ابن حبان : كان يلعن علي بن أبي طالب بالغداة سبعين مرة وبالعشي سبعين مرة ! ويقول : قتل آبائي وأجدادي !!
حريـز بن عثمـان روى أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أراد أن يركب بغلته جـاء علي رضي الله عنه فحل حزام البغلة حتى يقع رسول الله صلى الله عليه وسلم !! ويعقب أبو الفتح الأزدي فيقول : من هذه حالتـه لا يروى عنه شيء [3] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=75532#_ftn3) !!
ويقول المزي : قـال أحمد بن عبدالله العجلي : شامي ، ثقة ! وكان يحمل
على علي !!
وقال عمرو بن علي : ثبت ! شديد التحامل على علي !!
يزيد بن هارون يقول : وقيل له : كان حريز يقول : لا أحب علياً ! قتل آبائي !! قال : لم أسمع هذا منه ، كان يقول : لنا إمامنا ولكم إمامكم !!
وقال في موضع آخر : لنا أمير ولكم أمير –يعني لنا معاوية ولكم علي- .
عمران بن أبان قال : سمعت حريز بن عثمان يقول : لا أحبه ! قتل آبائي – يعني علياً - !
اسماعيل بن عياش قال : عادلت حريز بن عثمان من مصر إلى مكة فجعل يسب علياً ويلعنه .
يحيى بن المغيرة قال : ذكر جرير أن حريزاً كان يشتم علياً على المنابر .
حريز بن عثمان قال : هذا الذي يرويه الناس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي أنت مني بمنزلة هارون من موسى حق ولكن أخطأ السامع ! قلت : فما هو ؟ فقال : إنما هو : أنت مني مكان قارون من موسى !! قلت : عن من ترويه ؟ قال : سمعت الوليد بن عبدالملك يقوله وهو على المنبر [4] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=75532#_ftn4) !!
وفي كتاب ذكر أسماء التابعين للدارقطني قال : حريـز بن عثمـان الرحبي
الحمصي رمي بالنصب [5] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=75532#_ftn5) !
يقول محقق كتاب تهذيب الكمال للمزي الدكتور بشار عواد معروف :
والله لا أدري كيف يكون حريز ثبتاً من كان شديد التحامل على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، نعوذ بك اللهم من المجازفة !!
ويقول أيضاً – أي الدكتور بشار - :
لنا معاوية ولكم علي ، ولكن إمامه كان باغياً وقد أصاب علي في قتاله ، وهذا أمر أجمع عليه فقهاء الحجاز والعراق من أهل الحديث والرأي ، منهم مالك والشافعي وأبو حنيفة والأوزاعي والجمهور الأعظم من المتكلمين والمسلمين !!
ويقول :
كيف يكون الناصبي ثقة ؟! وكيف يكون المبغض ثقة ؟! فهل النصب وبغض أمير المؤمنين علي بن أبي طالب بدعة صغرى أم كبرى ؟!
ويقول :
وعندي أن حريز بن عثمان لا يحتج به ! ومثله مثل الذي يحط على الشيخين [6] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=75532#_ftn6) !
2- عمران بن حطان السدوسي البصري الخارجي
قال المزي في كتابه تهذيب الكمال :
صار آخر أمره أن رأى رأي الخوارج ... تزوج عمران بن حطان امرأة من الخوارج ليردها عن دين الخوارج فغيرته إلى رأي الخوارج [7] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=75532#_ftn7) .
وقد عده العقيلي في الضعفاء [8] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=75532#_ftn8) .
قال الذهبي : ومن شعره في مصرع علي رضي الله عنه :
يا ضربـة من تقـي ما أراد بها
إلا ليبلغ من ذي العرش رضوانـا
إنـي لأذكـره حينـاً فأحسبه
أوفـى البرية عنـد الله ميزانـا
أكـرم بقوم بطون الطير قبرهـم
لم يخلطوا دينهم بغياً وعدوانا [9] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=75532#_ftn9)
فعارضه الإمام أبو الطيب الطبري فقال :
إنـي لأبـرأ ممـا أنت تذكـره
عـن ابن ملجـم الملعون بهتانـا
وإنـي لأذكـره يومـاً فألعنـه
دينـا وألعـن عمران بن حطانا
قال القاضي حسين : هذا الذي قاله القاضي أبو الطيب خطأ ، فإن عمران صحابي لا تجوز لعنته [10] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=75532#_ftn10) !!
لاحظ التعصب والغلو في الصحابة ، ألم يعلم القاضي حسين أن عمران ليس صحابياً ، بل من التابعين .
ثم لاحظ أن هذا الخارجي يمدح قاتل الإمام علي بشعره ، أليس كان من الأجدر بالبخاري أن لا يكتب حديثه ؟!
ويقول عمران أن عائشة حدثته في قوله سألت عائشة عن الحرير فقالت : ائت ابن عباس فاسأله ... الحديث ، في حين أن العقيلي يقول : لم يسمع من عائشة ولا يتابع على حديثه !
وقال فيه الدارقطني : متروك لسوء اعتقاده وخبث رأيه !
وجزم ابن عبدالبر بأنه لم يسمع من عائشة [11] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=75532#_ftn11) !
وممن عاب على البخاري إخراج حديثه الدارقطني فقال : عمران متروك لسوء اعتقاده وخبث مذهبه [12] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=75532#_ftn12) .
3- إسماعيل بن أبي أويس الأصبحي
وهو ابن أخت مالك بن أنس ومالك خاله .
قال العقيلي في كتابه الضعفاء ومن نسب إلى الكذب :
معاوية بن صالح قال : سمعت يحيى بن معين يقول : أبو أويس وابنه ضعيفان .
يحيى بن معين يقول : إسماعيل بن أبي أويس لا يساوي فلسين [13] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=75532#_ftn13) .
وقد عده ابن الجوزي في الضعفاء والمتروكين .
قال يحيى : ابن أبي أويس وأبوه يسرقان الحديث ، وأبوه لا يساوي نواة .
وقال المروزي : هو كذاب .
وقال النسائي : ضعيف [14] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=75532#_ftn14) .
وفي كتاب الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي :
النضر بن سلمة المروزي يقول : ابن أبي أويس كذاب [15] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=75532#_ftn15) .
وقال المزي : وقال إبراهيم بن عبدالله بن الجنيـد عن يحيى : مخلط ، يكذب ، ليس بشيء .
وقال النسائي : ليس بثقة .
وقال أبو القاسم اللالكائي : بالغ النسائي في الكلام عليه إلى أن يؤدي إلى تركه ولعله بان له ما لم يَبِن لغيره .
قال ابن عدي : وابن أبي أويس هذا روى عن خاله مالك أحاديث غرائب لا يتابعه أحد عليه .
سلمة بن شبيب : سمعت إسماعيل بن أبي أويس يقول : ربما كنت أضع الحديث لأهل المدينة إذا اختلفوا في شيء فيما بينهم !!
الدارقطني قال : لا أختاره في الصحيح [16] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=75532#_ftn16) .
وقال الذهبي في ميزان الاعتدال : محدث مُكثر فيه لين ... ضعيف العقل ! ليس بذاك [17] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=75532#_ftn17) !
وقال الذهبي في سيره : ولا ريب أنه صاحب أفراد ومناكير [18] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=75532#_ftn18) !
قال يحيى : قال لنا عبدالله بن عبيدالله الهاشمي صاحب اليمن : خرجت معي بإسماعيل بن أبي أويس إلى اليمن فدخل إلي يوماً ومعه ثوب وشي فقال : امرأتي طالق ثلاثاً إن لم تشتر من هذا الرجل ثوبه بمائة دينار ، فقلت للغلام : زن له ، فوزن له وإذا بالثـوب يساوي خمسين دينـاراً ، فسألته بعد فقال : إن الرجل
أعطاني منها عشرين ديناراً !
ويعقب الذهبي فيقول : هذا سخافة عقل واضحة [19] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=75532#_ftn19) !!
4- يونس بن يزيد الأيلي
قال المزي في كتابه تهذيب الكمال :
قال وكيع : رأيت يونس بن يزيد الأيلي وكان سيء الحفظ !
قال عبدالرزاق بن المبارك : ما رأيت أحداً أروى عن الزهري من معمر ، إلا ما كان من يونس ، فإنه كتب كل شيء ، قيل لأبي عبدالله : فإبراهيم بن سعد ؟ قال : وأي شيء روى إبراهيم بن سعد عن الزهري ؟ إلا أنه في قلة روايته أقل خطأ من يونس ! قال : ورأيته يحمل على يونس !
قال أبو بكر الأثرم : أنكر أبو عبدالله على يونس وقال : كان يجيء عن سعيد بأشياء ليس من حديث سعيد وضعف أمر يونس وقال : لم يكن يعرف الحديث وكان يكتب أُرى أول الكتاب فينقطع الكلام فيكون أوله عن سعيد وبعضه عن الزهري فيشتبه عليه .
قال أبو عبدالله : يونس كثير الخطأ عن الزهري [20] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=75532#_ftn20) !!
ويقول الرازي في ترجمة المذكور :
عبدالرحمن أخبرنا أبي قال : سمعت مقـاتل بن محمد قال : سمعت وكيعـاً
يقول : لقيت يونس بن يزيد الأيلي وذاكرته بأحاديث الزهري المعروفة وجهدت أن يقيم لي حديثاً فما أقامه [21] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=75532#_ftn21) !!
وقال ابن سعد : ليس بحجة ، وربما جاء بالشيء المنكر [22] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=75532#_ftn22) .
وقال أبو زرعة الدمشقي : سمعت أبا عبدالله أحمد بن حنبل يقول : في حديث يونس بن يزيد منكرات عن الزهري [23] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=75532#_ftn23) !
5- فليح بن سليمان الخزاعي
قال فيه النسائي : ليس بالقوي [24] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=75532#_ftn24) .
وقال فيه ابن الجوزي في كتابه الضعفاء والمتروكين :
قال يحيى : ليس بقوي ولا يحتج بحديثه ، وقال : ... ضعيف [25] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=75532#_ftn25) .
وقال فيه العقيلي في كتابه الضعفـاء ومن نسب إلى الكذب ووضع الحديث :
حدثنا عباس قال : سمعت يحيى وذكر فليح بن سليمان فلم يقوِّ أمره .
وقال في موضع آخر : فليح بن سليمان ضعيف [26] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=75532#_ftn26) .
وقال فيه ابن عدي في كتابه الكامل في الضعفاء :
حدثنا عثمان بن سعيد سألت يحيى بن معين عن فليح فقال : ضعيف ، وقال : ما أقربه من أبي أويس .
عن يحيى : قال فليح بن سليمان وابن عقيل وعاصم بن عبيدالله لا يحتج بحديثهم [27] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=75532#_ftn27) .
وقال المزي في تهذيب الكمال :
قال أبو حاتم : ليس بالقوي .
وقال ابن الجنيد عنه : ضعيف الحديث .
عن يحيى قال أبو كامل – مظفر بن مدرك - : ليس بشيء ، كان أبو كامل لا يرضاه .
وقال عبدالله بن أحمد : سمعت يحيى بن معين يقول : ... ثلاثة يتقى حديثهم ! محمد بن طلحة بن معرف ، وأيوب بن عتبة ، وفليح بن سليمان[28] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=75532#_ftn28) !
وضعفه يحيى بن معين والنسائي وأبو داود وقال الدارقطني : مختلف فيه[29] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=75532#_ftn29) !
وفي سير أعلام النبلاء للذهبي :
قال أبو داود : بلغني عن يحيى بن معين أنه كان يقشعر من أحاديث فليح بن سليمان !!
وقال السـاجي : أصعب ما رمي به ما ذكر عن ابن معين عن أبي كامل قال : كنا نتهمه لأنه يتناول من الصحابة [30] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=75532#_ftn30) !!
أقول :
وله حديث في المناقب كحديث لا يبقين في المسجد باب إلا سد إلا باب أبي بكر !!
6- عمرو بن العاص بن وائل القرشي السهمي
كان عمرو بن العاص أحد الدهاة في أمور الدنيا المقدمين في الرأي والمكر والدهاء [31] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=75532#_ftn31) .
قال الطبري :
سنة 36 باب عمرو بن العاص معاوية ووافقه على محاربة علي [32] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=75532#_ftn32) .
وفي معركة صفين أشار على معاوية بخدعة رفع المصاحف بعد أن رأى جيش الشام مهزوم لا محالة ، قال لمعاوية : هل لك في أمر أعرضه عليك لا يزيدنا إلا اجتماعاً ولا يزيدهم إلا فرقة ؟ قال : نعم . قال : نرفع المصاحف ثم
نقول : ما فيها حكم بيننا وبينكم [33] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=75532#_ftn33) .
فقال الإمام عليه السلام لأصحابه بعد أن وافق الجيش على وقف القتال والاحتكام بالقرآن : عباد الله امضوا على حقكم وصدقكم قتال عدوكم ، فإن معاوية وعمرو بن العاص وابن أبي معيط وحبيب بن مسلمة وابن أبي سرح والضحاك بن قيس ليسوا بأصحاب دين ولا قرآن ، أنا أعرف بهم منكم ، قد صحبتهم أطفالاً وصحبتهم رجالاً ، فكانوا شر أطفال وشر رجال ، ويحكم إنهم ما رفعوها ثم لا يرفعونها ولا يعلمون بما فيها وما رفعوها لكم إلا خديعة ودهناً ومكيدة [34] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=75532#_ftn34) .
واتفقوا على أن يبعثوا رجلاً من أهل الشام وآخر من جانب الإمام عليه السلام ، فبعث معاوية عمرو بن العاص وألزموا الإمام على قبول أبي موسى الأشعري وكان قد اعتزل القتال ، فخلع أبو موسى معاوية وعلياً ! وقام عمرو بن العاص فقال : لقد خلع صاحبه وأنا أثبت صاحبي – يعني معاوية – وافترق الجيشان ووقف القتال حتى إشعار آخر ، وظهر الخوارج بعد التحكيم .
هذه هي الخلاصة ، فعمرو بن العاص هو الذي خلع الخليفة الحق المجمع عليه بالبيعة وأقام معاوية خليفة بعد أن شرط عليه شروطاً منها ولاية مصر وهو الذي كانت منه المكيدة لقتل الإمام عليه السلام ، نعم ، لقد سار عمرو بن العاص على خطى أبيه العاص بن وائل العدو اللدود لرسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم الذي أنزل الله في شأنه سورة الأبتر .
ولما حضرت عمرو الوفاة قال : اللهم إنك أمرتني فلم أئتمر وزجرتني فلم أنزجر ، ووضع يده في موضع الغل وقال : اللهم لا قوي فأنتصر ولا بريء فأعتذر ولا مستكبر بل مستغفر ، لا إله إلا الله فلم يزل يرددها حتى مات .
دخل ابن عباس على عمرو بن العاص في مرضه فسلم عليه وقال : كيف أصبحت يا أبا عبدالله ؟ قال : أصلحت من دنياي قليلاً وأفسدت من ديني كثيراً !! فلو كان الذي أصلحت هو الذي أفسدت والذي أفسدت هو الذي أصلحت لفزت ! ولو كان ينفعني أن أطلب طلبت ولو كان ينجيني أن أهرب هربت فصرت كالمنجنيق بين السمـاء والأرض لا أرقى بيدين ولا أهبط برجلين ، فعظني بعظة أنتفع بها يا ابن أخي .
فقال له ابن عباس : هيهات يا أبا عبدالله ! صار ابن أخيك أخاك ولا تشاء أن أبكي إلا بكيت ، كيف يؤمن برحيل من هو مقيم ، فقال عمرو : على حينها من حين ابن بضع وثمانين سنة تقنطني من رحمة ربي ! اللهم إن ابن عباس يقنطني من رحمتك فخذ مني حتى ترضى . قال ابن عباس : هيهات يا أبا عبدالله أخذت جديداً وتعطي خلقاً ! فقال عمرو : ما لي ولك يا ابن عباس ! ما أرسل كلمة إلا أرسلت نقيضها [35] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=75532#_ftn35) !
وفي رواية :
لما حضرت عمرو بن العاص الوفاة بكى فقال له ابنه عبدالله : لم تبكي أجزعاً من الموت ؟ قال : لا والله ولكن لما بعده !! فقال له : قد كنت على خير ، فجعل يذكره صحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم وفتوحه الشام . فقال له عمرو : تركت أفضل من ذلك ، شهادة أن لا إله إلا الله . إني كنت على ثلاثة أطباق ليس منها طبق إلا عرفت نفسي فيه ، وكنت أول شيء كافراً فكنت أشد الناس على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلو مت يومئذ وجبت لي النار ، فلما بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم كنت أشد الناس حياءً منه فما ملئت عيني من رسول الله صلى الله عليه وسلم حياءً منه ، فلو مت يومئذ قال الناس : هنيئاً لعمرو ، وكان على خير ومات على خير أحواله ، فترجى له الجنة ، ثم تلبست بعد ذلك بالسلطان وأشياء لا أدري أعلي أم لي ، فإذا مت فلا تبكين علي باكيـة ولا يتبعني مـادح ولا نار ، وشدوا علي إزاري فإني مخاصم [36] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=75532#_ftn36) .
وكان علي يذكره في القنوت في صلاة الغداة يقول : اللهم عليك به – مع قوم يدعوا عليهم في قنوته - [37] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=75532#_ftn37) .
[/URL](24) تهذيب الكمال للمزي ، ج5 ، ص572 ، ترجمة 1175 ، ط مؤسسة الرسالة ، بيروت .
(http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=75532#_ftnref1)(25) الكامل في ضعفاء الرجال ، ج2 ، ص451 ، ترجمة 563 ، ط دار الفكر ، بيروت .
(26) الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ، ج1 ، ص197 ، ترجمة 794 ، ط دار الكتب العلمية ، بيروت .
(http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=75532#_ftnref3)(27) تهذيب الكمال ، ج5 ، ص574-577 ، وتاريخ بغداد للخطيب البغدادي ، ج8 ، ص265 ، ترجمة 4365 ، ط دار الكتاب العربي ، بيروت ، والجرح والتعديل للرازي ، ج3 ، ص289 ، ترجمة 1288 ، ط1373هـ ، الهند ، وكتاب الضعفاء للعقيلي ، ج1 ، ص344 ، ترجمة 398 ، دار الصميعي ، السعودية .
(28) ج1 ، ص120 ، ترجمة 266 ، ط1/1406هـ ، بيروت .
(http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=75532#_ftnref5)(29) تهذيب الكمال ، ج5 ، ترجمة 1175 .
(30) ج22 ، ص322-324 ، ترجمة 4487 .
(http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=75532#_ftnref7)(31) ج3 ، ص1011 ، ترجمة 1306 ، ط1/1420هـ ، دار الصميعي ، السعودية .
(32) تهذيب الكمال ، ج22 ، هامش صفحة 325 .
(http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=75532#_ftnref9)(33) الإصابة لابن حجر ، ج5 ، ص233 ، ترجمة 6891 ، ط1/1415هـ ، دار الكتب العلمية ، بيروت .
(34) تهذيب الكمال ، ج22 ، ص325 .
(http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=75532#_ftnref11)(35) الإصابة لابن حجر ، ج5 ، ص234 ، ترجمة 6891 .
(36) ج1 ، ص101-102 ، ترجمة 101 ، ط1/1420هـ ، دار الصميعي ، السعودية .
(http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=75532#_ftnref13)(37) ج1 ، ص117 ، ترجمة 395 ، ط دار الكتب العلمية ، بيروت .
(38) ج1 ، ص323 ، ترجمة 151 ، دار الفكر ، بيروت .
(http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=75532#_ftnref15)(39) تهذيب الكمال للمزي ، ج3 ، ص124-129 ، ترجمة 459 ، ط4/1415هـ ، مؤسسة الرسالة ، بيروت .
(40) ج1 ، ص222-223 ، ترجمة 854 ، ط1/1382هـ ، دار الكتب العربية .
(http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=75532#_ftnref17)(41) سير أعلام النبلاء ، ج10 ، ص393 ، ترجمة 108 ، ط11/1419هـ ، مؤسسة الرسالة ، بيروت .
(42) نفس المصدر السابق ، ص394 .
(http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=75532#_ftnref19)(43) ج32 ، ص554-555 ، ترجمة 7188 ، ط1/1413هـ ، بيروت .
(44) الجرح والتعديل لابن المنذر الرازي، ج9 ، ص248 ، ترجمة 1042 ، ط1/1373هـ ، الهند.
(http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=75532#_ftnref21)(45) سير أعلام النبلاء ، للذهبي ، ج6 ، ص300 ، ترجمة 126 .
(46) تهذيب الكمال ، ج3 ، ص555 ، ترجمة 7188 .
(http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=75532#_ftnref23)(47) كتاب الضعفاء والمتروكين ، ص197 ، ترجمة 510 ، ط دار الفكر ، بيروت .
(48) ج3 ، ص10 ، ترجمة 2731 ، ط دار الكتب العلمية ، بيروت .
(http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=75532#_ftnref25)(49) ج3 ، ص1152 ، ترجمة 1525 ، ط دار الصميعي ، السعودية .
(50) ج6 ، ص30 ، ترجمة 1575 ، ط3/1409هـ ، دار الفكر ، بيروت .
(http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=75532#_ftnref27)(51) ج3 ، ص320 ، ترجمة 4775 .
(52) فتح الباري لابن حجر ، المقدمة ، ص581 .
(http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=75532#_ftnref29)(53) ج7 ، ص353-354 ، ترجمة 132 ، ط11/1419هـ ، مؤسسة الرسالة ، بيروت .
(54) الاستيعاب لابن عبدالبر القرطبي ، ج3 ، ص269 ، ترجمة 1953 ، ط1/1415هـ ، دار الكتب العلمية ، بيروت .
(http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=75532#_ftnref31)(55) تاريخ الطبري ، لمحمد بن جرير الطبري ، ج3 ، ص558 ، ذكر خبر عمرو بن العاص ومبايعته معاوية ، ط مؤسسة الأعلمي ، بيروت .
(56) تاريخ الطبري ، ج4 ، ص34 ، رجع الحديث إلى حديث أبي مخنف .
(http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=75532#_ftnref33)(57) نفس المصدر السابق .
(58) الاستيعاب لابن عبدالبر القرطبي ، ج3 ، ص269 ، ترجمة 1953 .
(http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=75532#_ftnref35)(59) نفس المصدر السابق ، ص269-270 .
[URL="http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=75532#_ftnref37"](60) نفس المصدر السابق ، ج4 ، ص163 ، ترجمة 2878 .
محمد المياحي
18-09-2009, 11:36 AM
7- عبدالله بن سالم الأشعري اليحصبي الحمصي
قال أبو داود : حمصي كان يقول : علي أعان على قتل أبي بكر وعمر !! وجعل يذمه أبو داود [1] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929114&posted=1#_ftn1) .
وقال ابن حجر : وذمه أبو داود من جهة النصب !! – النواصب فرقة من فرق المسلمين - [2] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929114&posted=1#_ftn2) .
8- زياد بن علاقة بن مالك الثعلبي
قال الأزدي : كان منحرفاً عن بيت أهل النبي صلى الله عليه وسلم [3] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929114&posted=1#_ftn3) .
وقال في موضع آخر : كان منحرفـاً عن أهل بيت نبيه صلى الله عليه وسلم ، زائغاً عن الحق [4] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929114&posted=1#_ftn4) .
9- محمد بن زياد الألهاني أبو سفيان الحمصي
قال الحاكم : أخرج البخاري في الصحيح لمحمد بن زياد وحريز بن عثمان وهما ممن قد اشتهر عنهم بالنصب [5] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929114&posted=1#_ftn5) !!
10- حصين بن نمير الواسطي
قال ابن أبي خيثمة في تاريخه : قلت لأبي : لم لا تكتب عن أبي محصن ؟ قال : أتيته فإذا هو يحمل على علي ويعيبه فلم أعد إليه ولم أكتب عنه .
وقال أبو أحمد الحاكم : ليس بالقوي [6] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929114&posted=1#_ftn6) .
وقال فيه ابن معين : ليس بشيء [7] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929114&posted=1#_ftn7) .
11- إسحاق بن سويد بن هبيرة العدوي البصري
قال العجلي : كان يحمل على علي رضي الله عنه [8] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929114&posted=1#_ftn8) .
وذكره أبو العرب في الضعفاء فقال : من لم يحب الصحابة فليس بثقة ولا كرامة [9] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929114&posted=1#_ftn9) !!
12- بهز بن أسد العمي أبو الأسود البصري
ذكره الأزدي في الضعفاء وقال : إنه كان يتحامل على علي [10] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929114&posted=1#_ftn10) .
13- عبدالله بن صالح بن محمد الجهني أبو صالح المصري
قال عبدالله بن أحمد بن حنبل : سألت أبي عنه فقال : كان أول أمره متماسكاً ثم فسد بآخره وليس هو بشيء . قال : وسمعت أبي ذكره يوماً فذمه وكرهه وقال : إنه روى عن الليث عن ابن أبي ذئب كتاباً أو أحاديث وأنكر أن يكون الليث سمع من ابن أبي ذئب شيئاً .
وقال علي بن المديني : ضربت على حديث عبدالله بن صالح وما أروي عنه شيئاً .
وقال عبدالمؤمن النسفي : كان يكذب في الحديث .
أحمد بن صالح قال : متهم ، ليس بشيء ، وقال فيه قولاً شديداً .
وقال النسائي : ليس بثقة [11] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929114&posted=1#_ftn11) .
نكتفي بهذا القدر حيث أن ترجمة المذكور طويلة وفيها من القدح والجرح الكثير ولنرى ما يقوله ابن حجر في عبدالله بن صالح وكيف يبرر ابن حبان له ما أنكره غيره عليه !
كان صدوقاً في نفسه وروى مناكير وقعت في حديثه من قبل جار له كان يضع الحديث ويكتبه بخط يشبه خط عبدالله ويرميه في داره فيتوهم عبدالله أنه خطه فيحدث به [12] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929114&posted=1#_ftn12) !!
وذكره ابن عدي في الضعفاء [13] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929114&posted=1#_ftn13) .
وكذلك العقيلي في كتابه الضعفـاء ومن نسب إلى الكذب ووضع الحديث [14] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929114&posted=1#_ftn14) .
وابن الجوزي أيضاً في كتابه الضعفاء والمتروكين [15] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929114&posted=1#_ftn15) .
14- إسحاق بن محمد بن إسماعيل بن عبدالله بن أبي فروة الفروي
قال الدارقطني والحاكم : عيب على البخاري إخراج حديثه [16] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929114&posted=1#_ftn16) !!
قال النسائي : ليس بثقة ! وقال أبو الحسن الدارقطني : ضعيف . وقد روى عنه البخاري ، ويوبخونه في هذا .
وقال الساجي : فيه لين ! روى عن مالك أحاديث تفرد بها .
وقال العقيلي : جاء عن مالك بأحاديث كثيرة لا يتابع عليها .
وقال الآجري : سألت أبا داود عنه فوهاه جداً ونقم عليه روايته عن مالك حديث الإفك .
وقال أبو حاتم : مضطرب [17] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929114&posted=1#_ftn17) .
15- ثابت بن عجلان الحمصي
قال عبدالله بن أحمد : سألت أبي فقلت : أهو ثقة ؟ فسكت ، وكأنه مَرَّضَ أمره [18] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929114&posted=1#_ftn18) .
وذكره ابن عدي في الضعفاء [19] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929114&posted=1#_ftn19) .
16- مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية
نقموا عليه أنه رمى طلحة يوم الجمل بسهم فقتله ثم شهر السيف في طلب الخلافة حتى جرى ما جرى فأما قتل طلحة فكان متأولاً فيه [20] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929114&posted=1#_ftn20) !!
لاحظ أخي القارئ الكريم صحابي ومن المبشرين العشرة بالجنة يقتل على يد الطريد ابن الطريد ويكون هذا الأخير متأولاً !!
17- حميد بن أبي حميد الطويل البصري
قال ابن حجر : إنه كان يدلس حديث أنس وكان سمع أكثره من ثابت[21] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929114&posted=1#_ftn21).
وذكره ابن عدي في الضعفاء [22] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929114&posted=1#_ftn22) .
18- عمر بن علي بن عطاء المقدمي البصري
يقول ابن حجر : عابوه بكثرة التدليس ! وأما أبو حاتم فقال : لا يحتج به وأورده ابن عدي في الكامل [23] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929114&posted=1#_ftn23) .
قال الذهبي في سير أعلام النبلاء :
قال محمد بن سعد : ثقة ! كان يدلس تدليساً شديداً ، يقول : سمعت وحدثنا ثم يسكت ساعة ثم يقول : هشام بن عروة سليمان بالأعمش [24] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929114&posted=1#_ftn24) !
19- عكرمة القرشي المدني مولى عبدالله بن عباس
قال علي ابن المديني : كان عكرمة يرى رأي نجدة الحروري !!
وقال ابن أبي بكر بن أبي خيثمة : سمعت يحيى بن معين يقول : إنما لم يذكر مالك بن أنس عكرمة لأن عكرمة كان ينتحل رأي الصفرية !!
عن عطاء : كان عكرمة أباضياً !!
أبا مريم يقول : كان عكرمة بيهسياً !!
وقال إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني : سألت أحمد بن حنبل عن عكرمة ،
قال : كان يرى رأي الأباضية ، فقال : يقال إنه كان صفرياً قال : قلت لأحمد بن حنبل : كان عكرمة أتى البربر ؟ قال : نعم ، وأتى خراسان ، يطوف على الأمراء يأخذ منهم .
وقال مصعب بن عبدالله الزبيري : كان عكرمة يرى رأي الخوارج .
عن سعيد بن المسيب أنه كان يقول لغلام له يقال له بُرد : يا برد ، لا تكذب علي كما يكذب عكرمة على ابن عباس !!
عن يزيد بن أبي زياد : دخلت على علي بن عبدالله بن عباس وعكرمة مقيد على باب الحُش ، قال : قلت : ما لهذا كذا ؟ قال : إنه يكذب على أبي !
قال : قال فطر بن خليفة : قلت لعطاء : إن عكرمـة يقول : قال ابن عباس : سبق الكتاب المسح على الخفين ، فقال : كذب عكرمة ، سمعت ابن عباس يقول : امسح على الخفين وإن خرجت من الخلاء !!
وقال مسلم بن خالد الزنجي : عن عبدالله بن عثمان بن خثيم أنه كان جالساً مع سعيد بن جبير فمر به عكرمة ومعه ناس فقال لنا سعيد بن جبير : قوموا إليه فاسألوه واحفظوا ما تسألون عنه وما يجيبكم ، فقمنا إلى عكرمة فسألناه عن أشياء فأجابنا فيها ، ثم أتينا سعيد بن جبير فأخبرناه فقال : كذب!!
محمد بن سيرين قال : ما يسؤني أنه يكون من أهل الجنة ولكنه كذاب !!
وقال في موضع آخر : أسأل الله أن يميته ويريحنا منه !!
ابن أبي ذئب قال : رأيت عكرمة مولى ابن عباس وكان غير ثقة !!
وقال أحمد بن حنبل : عكرمة مضطرب الحديث ، مختلف فيه .
وقال أبو بكر بن أبي خيثمة : يحيى بن سعيد يقول : حدثوني والله عن أيوب أنه ذكر له أنه عكرمة لا يحسن الصلاة ! قال أيوب : وكان يصلي ؟!!
وقال مسلم بن الحجاج : ... عن عبدالرحمن قال : حدث عكرمة بحديث فقال سمعت ابن عباس يقول كذا وكذا ، قال : فقلت : يا غلام ، هات الدواة والقرطاس ، فقال : أَعَجبك ؟ قلت : نعم ، قـال : تريد أن تكتبه ؟ قلت : نعم ، قال : إنما قلته برأيي !!
وقال عمران بن حدير : تناول عكرمة عمامة له خلقاً فقال رجل : ما تريد إلى هذه العمامة عندنا عمائم نرسل إليك بواحدة ، قال : أنا لا آخذ من الناس شيئاً ، إنما آخذ من الأمراء [25] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929114&posted=1#_ftn25) .
وقال ابن حجر : عكرمة أبو عبدالله مولى ابن عباس احتج به البخاري ... وتركه مسلم ... لكلام مالك فيه [26] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929114&posted=1#_ftn26) !!
وأخيراً :
لقد صنف البخاري صحيحه فجعله على هيئة كتب ، ففي صحيحه ما يقارب المائة كتاب ، وفي كل كتاب أبواب ، ومجموع ما في الصحيح من هذه الأبواب ما يناهز الأربعة آلاف باب ، أقول هذا وبه أستعين .
[/URL](61) تهذيب الكمال للمزي ، ج14 ، ص550 ، ترجمة 3285 .
(http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929114&posted=1#_ftnref1)(62) فتح الباري ، المقدمة ، ص552 ، حرف العين .
(63) تهذيب الكمال ، ج9 ، ص500 ، ترجمة 2061 .
(http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929114&posted=1#_ftnref3)(64) إكمال تهذيب الكمال ، لعلاء الدين مغلطاي ، ج5 ، ص117 ، ترجمة 1739 ، ط1/2000م ، الفاروق الحديثة .
(65) تهذيب الكمال للمزي ، ج25 ، ص222 ، ترجمة 5223 .
(http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929114&posted=1#_ftnref5)(66) تهذيب الكمال ، ج6 ، ص547 ، ترجمة 1375 .
(67) فتح الباري ، لابن حجر ، المقدمة ، ص531 ، حرف الحاء .
(http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929114&posted=1#_ftnref7)(68) تهذيب الكمال ، ج2 ، ص434 ، ترجمة 357 .
(69) فتح الباري لابن حجر ، المقدمة ، ص520 ، حرف الألف .
(http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929114&posted=1#_ftnref9)(70) نفس المصدر السابق ، ص526 ، حرف الباء .
(71) تهذيب الكمال للمزي ، ج15 ، ص101-103 ، ترجمة 3336 .
(http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929114&posted=1#_ftnref11)(72) فتح الباري لابن حجر ، المقدمة ، ص553 ، حرف العين .
(73) ج4 ، ص206 ، ترجمة 1015 ، ط3/1409هـ ، دار الفكر ، بيروت .
(http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929114&posted=1#_ftnref13)(74) ج2 ، ص664 ، ترجمة 828 .
(75) ج2 ، ص127 ، ترجمة 2048 ، ط دار الكتب العلمية ، بيروت .
(http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929114&posted=1#_ftnref15)(76) فتح الباري لابن حجر ، المقدمة ، ص520 ، حرف الألف .
(77) تهذيب الكمال ، ج2 ، ص472 ، ترجمة 380 ، وكتاب الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ، ج1 ، ص103 ، ترجمة 330 .
(http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929114&posted=1#_ftnref17)(78) فتح الباري ، المقدمة ، ص526 ، حرف الثاء .
(79) ج2 ، ص97 ، ترجمة 315 .
(http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929114&posted=1#_ftnref19)(80) فتح الباري لابن حجر ، ص592 ، حرف الميم .
(81) فتح الباري لابن حجر ، ص532 ، حرف الحاء .
(http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929114&posted=1#_ftnref21)(82) ج2 ، ص267 ، ترجمة 432 .
(83) فتح الباري لابن حجر ، ص575 ، حرف العين .
(http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929114&posted=1#_ftnref23)(84) ج8 ، ص513 ، ترجمة 135 .
(85) تهذيب الكمال للمزي ، ج20 ، ص278-286 ، ترجمة 4009 .
[URL="http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929114&posted=1#_ftnref26"] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929114&posted=1#_ftnref25)(86) فتح الباري ، المقدمة ، ص568 ، عكرمة .
محمد المياحي
18-09-2009, 11:40 AM
كتاب الوحي
باب كيف كان بدء الوحي
1- حدثنا الحميدي عبدالله بن الزبير قال : حدثنا سفيان ... محمد بن إبراهيم التيمي أنه سمع علقمة بن وقاص الليثي يقول : سمعت عمر بن الخطاب (رض) على المنبر قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إنما الأعمال بالنيات ، وإنما لكل امرئ ما نوى ، فمن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو إلى امرأة ينكحها ، فهجرته إلى ما هاجر إليه .
ورد ذكر هذا الحديث في صحيح البخاري في كتاب الإيمان باب ما جاء أن الأعمال بالنية ، وكتاب العتق ، باب الخطأ والنسيان ، وكتاب مناقب الأنصار ، باب هجرة النبي ، وكتاب النكاح ، باب من هاجر أو عمل خيراً ، وكتاب الإيمان والنذور ، باب النية في الإيمان ، وأخيراً كتاب الحيل باب في ترك الحيل .
جاء في سير أعلام النبلاء للذهبي :
" الحميدي هو عبدالله بن الزبير بن عيسى بن عبيدالله بن أسامة بن عبدالله بن حميد ... الإمام الحافظ الفقيه شيخ الحرم أبو بكر القرشي الأسدي الحميدي المكي صاحب المسند " وقد طبع في جزئين والمشهور بمسند الحميدي " .
( وهذا الحديث ) أول شيء افتتح به البخاري صحيحه ، فصيَّره كالخطبة له ... لجلالة الحميدي وتقدمه ولأن إسناده هذا عزيز المثل جداً ليس فيه عنعنة أبداً ، بل كل واحد منهم صرَّح بالسماع له [1] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929114&posted=1#_ftn1) .
وفي المسند للحميدي : كان البخاري إذا وجد الحديث عنه لا يحوجه إلى غيره من الثقة به [2] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929114&posted=1#_ftn2) .
والحميدي من شيوخ البخاري بمكة .
وقال ابن حجر في تهذيب التهذيب :
وذكره ابن حبان في الثقات .
وقال الحاكم : ثقة مأمون ، قال : ومحمد بن إسماعيل إذا وجد الحديث عنه لا يحوجه إلى غيره من الثقة به [3] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929114&posted=1#_ftn3) .
هذا هو الحميدي الثقة الثبت عند البخاري .
وقال الذهبي في سير أعلام النبلاء وفي الجزء الثاني عشر في ترجمة محمد بن إسماعيل البخاري :
محمد بن أبي حاتم قال : قلت لأبي عبدالله كيف كان بدء أمرك ؟
قال : ألهمت حفظ الحديث وأنا في الكُتّاب .
فقلت : كم كان سنك ؟
فقال : عشر سنين أو أقل [4] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929114&posted=1#_ftn4) .
ويقول الذهبي أيضاً :
أبا الهيثم الكشميهني سمعت الفربري يقول : قال لي محمد بن اسماعيل : ما وضعت في كتابي الصحيح حديثاً إلا اغتسلت قبل ذلك وصلَّيت ركعتين [5] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929114&posted=1#_ftn5) .
ويقول : كان أبو عبدالله البخاري يختلف معنا إلى مشايخ البصرة وهو غلام ، فلا يكتب حتى أتى على ذلك أيام ، فكنا نقول له : إنك تختلف معنا ولا تكتب فما تصنع ؟
فقال لنا يوماً بعد ستة عشر يوماً ، إنكما قد أكثرتما علي وألححتما فاعرضا علي ما كتبتما ، فأخرجنا إليه ما كان عندنا ، فزاد على خمسة عشر ألف حديث ، فقرأها كلها عن ظهر القلب ، حتى جعلنا نحكم كتبنا من حفظه ، ثم قال : أترون أني أختلف هدراً وأضيِّع أيامي ! فعرفنا أنه لا يتقدمه أحد [6] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929114&posted=1#_ftn6) .
قال محمد بن اسماعيل يوماً : رُبَّ حديث سمعته بالبصرة كتبته بالشام ، ورُبَّ حديث سمعته بالشام كتبته بمصر ، فقلت : يا أبا عبدالله ، بكماله ؟ قال : فسكت [7] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929114&posted=1#_ftn7) .
وخوفاً من الإطالة على القارئ أقول : إن أهل العامة يقولون بأن البخاري كان حافظاً وأنه لا ينسى ما كان يسمعه كما قرأت ذلك قبل قليل ، وما جاء في الذهبي ، فاعلم أخي الكريم بأن كل ذلك كذب محض وإليك الدليل :
قال الحميدي في مسنده عن عمر بن الخطاب قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى ( فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ) ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو إلى امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه [8] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929114&posted=1#_ftn8) .
لاحظ أن ما بين القوسين لم يذكره البخاري ، إذن فالبخاري كان ينسى الحديث إما برمته أو جزء منه أو شطر منه .
وأنه كان يرى جواز الرواية بالمعنى ، وكان يتصرف بالحديث ويسوقه بمعناه ، كل ذلك إن دل على شيء فإنما يدل على أنه لم يكن حافظاً ، ومن يروي بالمعنى فإنه لم يحفظ ما سمعه ، لذا تراه يسوق الألفاظ ويتصرف فيها ، ومن يتصرف باللفظ فإن ذلك يؤدي إلى فهم الحديث بخلاف ما قصده الراوي، وأيضاً زيادة كلمة في الحديث أو نقصان جملة منه أيضاً يؤدي إلى اختلاف معناه، فكم من الأحاديث يا ترى التي بترها أو بتر منها البخاري وكم من فضيلة لأهل البيت عليهم السلام أو منقبة لهم قام البخاري ببتر جملة منها إن لم يكن الحديث بتمامه قد حذف وشطب من ذاكرة هذا الذي كان حافظاً والذي
كان يأكل في اليوم لوزتين وذلك ليصفى ذهنه ، وكان قبل أن يكتب الحديث يغتسل ثم يصلي ركعتين ومن ثم يكتب ذلك .
وهذا الحديث قد أخذه من الحميدي وهو الثقة عنده ، وكتبه ودونه ناقصاً فكيف إذا أخذ حديثاً من راو آخر ليس بمرتبة الحميدي ؟
أقول هذا وقد أخذت العهد على نفسي أن أتفرغ للبخاري وشيخه الحميدي وأقارن بين ما رواه الحميدي وبين البخاري الذي روى عن الحميدي، وذلك لأن في البخاري ما يقارب الثمانين حديثاً يرويها عن الحميدي ، وأنت قد رأيت وقرأت بأن أول حديث رواه البخاري عن الحميدي فيه جملة ناقصة ، والعجيب أن هذا الحديث جاء في أول الصحيح وهو أول حديث يرويه عن الحميدي فكيف بالبقية ؟ !
وقد وفقني الله لإفراد ذلك ببحث مختصر طبع في كتاب روايات الحميدي أربكت البخاري فمن شاء فليراجع ذلك وإن شئت المزيد فراجع كتابنا مناقشاتي في أحاديث أهل السنة ، ومن الله التوفيق .
2- حدثنا يحيى بن بكير ... عن عائشة أم المؤمنين أنها قالت : أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم ، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح ، ثم حُبِّب إليه الخلاء ، وكان يخلو بغار حراء ، فيتحنَّث فيه - وهو التعبُّد الليالي ذوات العدد - قبل أن ينزع إلى أهله ويتزود لذلك ، ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها ، حتى جاءه الحق وهو
في غار حراء ، فجاءه الملك فقال اقرأ ! قال : ما أنا بقارئ ، قال : فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني ، فقال : اقرأ ! قلت : ما أنا بقارئ ، فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني ، فقال اقرأ ، فقلت ما أنا بقارئ ، فأخذني فغطني الثالثة ، ثم أرسلني ، فقال اقرأ باسم ربك الذي خلق ، خلق الإنسان من علق ، إقرأ وربك الأكرم ، فرجع بها رسول الله صلى الله عليه وسلم يرجف فؤاده ، فدخل على خديجة بنت خويلد رضي الله عنها فقال : زملوني زملوني ، فزملوه حتى ذهب عنه الروع ، فقال لخديجة وأخبرها الخبر لقد خشيت على نفسي فقالت خديجة كلا والله ما يخزيك الله أبدا ، إنك لتصل الرحم وتحمل الكَلَّ وتكسب المعدوم ، وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق فانطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد بن عبدالعزى ابن عم خديجة وكان امرءاً قد تنصَّر في الجاهلية وكان يكتب الكتاب العبراني فيكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاء الله أن يكتب وكان شيخاً كبيراً قد عمي فقالت له خديجة يا ابن عم اسمع من ابن أخيك فقال له ورقة : يا ابن أخي ماذا ترى ؟ فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر ما رأى ، فقال له ورقة : هذا الناموس الذي نزل الله على موسى يا ليتني فيها جذعاً ليتني أكون حياً إذ يخرجك قومك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أَوَ مُخرجي هم ؟ قال : نعم ، لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي ، وإن يدركني يومك أنصرك نصراً مؤزراً ثم لم ينشب ورقة أن توفي وفتر الوحي .
قال ابن شهـاب : وأخبرني أبو سلمة بن عبدالرحمن أن جـابر بن عبدالله
الأنصاري قال وهو يحدِّث عن فترة الوحي فقال في حديثه : بينا أنا أمشي إذ سمعت صوتاً من السماء فرفعت بصري فإذا الملك الذي جاءني بحراء جالس على كرسي بين السماء والأرض فرعبت منه فرجعت فقلت زملوني زملوني ، فأنزل الله تعالى : { يا أيها المدثر قم فأنذر } إلى قوله { والرجز فاهجر } فحمي الوحي وتتابع .
ورد ذكر هذا الحديث في البخاري في كتاب بدء الخلق ، باب { وهل أتاك حديث موسى } ، وفي كتاب التفسير ، باب حدثنا يحيى بن بكير ، وكتاب التعبير ، باب أول ما بدئ به رسول الله .
اعلم أن من رواة هذه الرواية يحيى بن عبدالله بن بكير القرشي المصري ، فقد ضعفه النسائي وقال في موضع : ليس بثقة ، وقال فيه أبو حاتم : يكتب حديثه ولا يحتج به [9] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929114&posted=1#_ftn9) .
قبل الخوض في الحديث يجب عليك أيها القارئ الكريم أن تعلم أن عائشة ولدت بعد البعثة فأين كانت حتى تروي لنا ذلك ؟ وعمن أخذت هذه الرواية ؟
ثم أليس النبي الأكرم كان يتعبد في غار حراء قبل البعثة ؟ ألم تسأل نفسك أيها القارئ لماذا كان يذهب إلى غار حراء ؟ ألم يكن يعد نفسه لاستقبال الوحي ؟
يقول السيد جعفر العاملي في كتابه الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلى
الله عليه وآله وسلم في الجزء الثاني ، طبعة دار السيرة ، بيروت :
... سائر الروايات تذكر أن جبريل قد أخذ النبي صلى الله عليه وآله وسلم فغطه أي عصره وحبس نفسه أو خنقه حتى بلغ منه الجهد ، أو حتى ظن أنه الموت ثم أرسله وأمره بالقراءة ، فأخبره النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه لا يعرفها فلم يقنع منه ، بل عاد فغطَّه ، ثم أرسله وهكذا ثلاث مرات ... فإننا لا نعرف ما هو المبرر لذلك كله ؟! وكيف جاز لجبرئيل أن يروِّع النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ؟! وأن يؤذيه بالعصر والخنق إلى حد أنه صلى الله عليه وآله وسلم يظن أنه الموت ، يفعل به ذلك وهو يراه عاجزاً عن القيام بما يأمره به ولا يرحمه ولا يلين له ! ولماذا يفعل به ذلك ثلاث مرات لا أكثر ولا أقل ؟! ولماذا صدَّقه في الثالثة ولا يصدقه في المرة الأولى أو الثانية ؟ وإذا كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد كذب عليه أولاً فكيف بقي أهلاً للنبوة ؟! وإذا كان قد صدقه فلماذا لم يقتنع جبرئيل بكلامه وعاد فخنقه حتى ليظن أنه الموت ...؟!
ثم لماذا يرجع مرعوباً خائفاً ؟ ألم يكن باستطاعته أن يلطمه ... ! كما فعل موسى بملك الموت ... ؟!
ويقول : كيف يجوز إرسال نبي يجهل نبوة نفسه ويحتاج في تحقيقها إلى الاستعانة بامرأة أو نصراني ؟!
ألم تكن هي فضلاً عن ذلك النصراني أجدر بمقام النبوة من ذلك الخائف المرعوب الشاك ؟!
وحتى لو قبلنا ذلك فمن أين علم أن تلك المرأة وذلك الرجل قد صدقاه وقالا الحقيقة ؟!
ولماذا لم يستطع هو أن يدرك ما أدركته تلك المرأة وذلك النصراني ؟!
أم يعقل أن يكون كلاهما أكبر عقلاً وأكثر معرفة بالله وتفضلاته منه ؟!
وإذا جاز أن يرتاب هو مع معاينته لما يأتيه من ربه فكيف ينكر على من ارتاب من سائر الناس مع عدم معاينتهم لشيء من ذلك ؟!
... وأيضاً كيف يبعث الله رجلاً قبل أن يربيه تربية صالحة ويعدّه إعداداً تاماً بحيث يستطيع أن يكون في مستوى الحدث العظيم الذي ينتظره ؟!
نعم ، كيف أهمله هكذا حتى إنه حين بعثته ليبدو مذعوراً خائفاً ظاناً بنفسه الجنون ... .
وأين ذهبت عن ذاكرته تلك الكرامات التي كان يواجهها دون أحد كتسليم الشجر والحجارة عليه والرؤيا الصادقة ؟!
ويقول - والحديث لا زال للسيد العاملي - : والذي نطمئن إليه هو أنه قد أوحي إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو في غار حراء فرجع إلى أهله مستبشراً مسروراً بما أكرمه الله به مطمئناً إلى المهمة التي أوكلت إليه .
وسئل عليه السلام – أي الإمام الصادق عليه السلام – كيف علمت الرسل أنها رسل ؟
قال : كشف عنهم الغطاء ، وقال الطبرسي : إن الله لا يوحي إلى رسوله إلا بالبراهين النيرة والآيات البينة الدالة على ما يوحى إليه ، إنما هو من الله تعالى
فلا يحتاج إلى شيء سواها ولا يفزع ولا يفرق .
ويقول : لماذا الكذب والافتعال إذن ...
نرى أن افتعال تلك الأكاذيب يعود لأسباب أهمها :
إن حديث الوحي هو من أهم الأمور التي يعتمد عليها الاعتقاد بحقائق الدين وتعاليمه وله أهمية قصوى في إقناع الإنسان بضرورة الاعتماد في التشريع والسلوك والاعتقاد والإخبارات الغيبية وكل المعارف والمفاهيم عن الكون وعن الحياة على الرسل والأنبياء والأئمة والأوصياء وله أهمية كبرى في إقناعه بعصمة ذلك الرسول وصحة كل مواقفه وسلوكه وأقواله وأفعاله ...
... نستطيع أن نعرف سر محاولات أعداء الإسلام الدائبة للتشكيك في اتصال نبينا الأعظم صلى الله عليه وآله بالله تعالى ، فافتعلوا الكثير مما رأوه مناسباً لذلك من الوقائع والأحداث التي رافقت الوحي في مراحله الأولى أو حرَّفوه وحوَّروه حسب أهوائهم وخططهم ومذاهبهم ... .
ويقول العاملي : فإننا نستطيع أن نتهم يد أهل الكتاب في موضوع الأحداث غير المعقولة التي تنسب زوراً وبهتاناً إلى مقام نبينا الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم حين بعثته ... كما أنه لا بد أن يحتاج نبينا صلوات الله عليه وآله إليهم لإمضاء صك نبوته ! وتصديق وحيه ! ويكون مديناً لهم ! وعلى كل مسلم أن يعترف بفضلهم وبعمق وسعة اطلاعهم ومعرفتهم بأمور لا يمكن أن تعرف إلا من قبلهم ! فكان اختراع هذا الدور لورقة ! ... فليس غريباً أن نجد ملامح هذه القصة موجودة في العهدين ، فقد جاء في الكتابين الذين يطلق
عليهما اسما التوراة والإنجيل أن دانيال خاف وخر على وجهه وزكريا اضطرب ووقع عليه الخوف ويوحنا سقط في رؤياه كميِّت وعيسى تغيَّرت هيئة وجهه وبطرس حصلت له غيبوبة وإغماء ... ولكن ذلك لا يعني أننا ننكر ثقل الوحي عليه صلى الله عليه وآله وسلم ... ولكننا ننكر اضطرابه وخوفه ... [10] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929114&posted=1#_ftn10) .
نكتفي بهذا القدر وذلك خوفاً من الإطالة على القارئ .
[/URL](87) سير أعلام النبلاء ، ج10 ، ص616-621 ، ترجمة 212 .
(http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929114&posted=1#_ftnref1)(88) ج1 ، ص6 ، المقدمة .
(89) لابن حجر العسقلاني ، ج5 ، ص193 ، ترجمة 3431 ، ط1/1415هـ ، دار الكتب العلمية ، بيروت .
(http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929114&posted=1#_ftnref3)(90) ص393 ، ترجمة171 ، أبو عبدالله البخاري .
(91) نفس المصدر السابق ، ص402 .
(http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929114&posted=1#_ftnref5)(92) نفس المصدر السابق ، ص408 .
(93) نفس المصدر السابق ، ص411 .
(http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929114&posted=1#_ftnref7)(94) ج1 ، ص16-17 ، حديث 28 ، ط1/1409هـ ، دار الكتب العلمية ، بيروت .
(95) تهذيب الكمال للمزي ، ج31 ، ص403 ، ترجمة 6858 .
[URL="http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929114&posted=1#_ftnref10"] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929114&posted=1#_ftnref9)(96) ص295-311 .
redhorses
18-09-2009, 11:52 AM
اللهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين وعجل فرجه الشريف ..بارك الله بكم وجزيتم الف خير وخير..وجعلها في ميزان اعمالكم لهذا المجهود المبارك ..دمتم لنا سادتي وحفظكم الله من كل سوء.
محمد المياحي
18-09-2009, 11:52 AM
كتاب الإيمان
باب تفاضل أهل الإيمان في الأعمال
3- ... إبراهيم بن سعد ... عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف أنه سمع أبا سعيد الخدري يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بينا أنا نائم رأيت الناس يعرضون علي وعليهم قُمُص منها ما يبلغ الثدي ومنها ما دون ذلك ، وعرض علي عمر بن الخطاب وعليه قميص يجره ، قالوا فما أولت ذلك يا رسول الله ؟ قال : الدين .
من رواة هذه الرواية إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبدالرحمن بن عوف الزهري ، وقد ذكره ابن عدي في كتابه الكامل في ضعفاء الرجال [1] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=75532#_ftn1) .
قال الخطيب البغدادي في كتابه تاريخ بغداد : قدم إبراهيم بن سعد الزهري العراق سنة أربع وثمانين ومائة ، فأكرمه الرشيد وأظهر بره ، وسئل عن الغناء فأفتى بتحليله ، وأتاه بعض أصحاب الحديث ليسمع منه أحاديث الزهري فسمعه يتغنى فقال : لقد كنت حريصاً على أن أسمع منك ، فأما الآن فلا سمعت منك حديثاً أبداً ، فقال : إذن ، لا أفقد إلا شخصك ، عليَّ عليَّ إن حدثت ببغداد ما أقمت حديثاً حتى أغني قبله ! وشاعت عنه هذه ببغداد ! فبلغت
الرشيد فدعا به فسأله عن حديث المخزومية التي قطعها النبي صلى الله عليه وسلم في سرقة الحلي ، فدعا بعود فقال الرشيد : أعود المجمر ؟! قال : لا ، ولكن عود الطرب ... [2] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=75532#_ftn2) !!
ورد هذا الحديث في البخاري في كتاب فضائل الصحابة ، باب مناقب عمر ، وفي كتاب التعبير ، باب القميص في المنام ، وباب جر القميص .
يقول ابن حجر في شرحه :
إنما أوله النبي صلى الله عليه وسلم بالدين ، لأن الدين يستر عورة الجهل ، كما يستر الثوب عورة البدن [3] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=75532#_ftn3) !
أقول :
جاء في صحيح مسلم ( كتاب الحيض - باب التيمم ) : ... أن رجلاً أتى عمر فقال : إني أجنبت فلم أجد ماءً ، فقال : لا تصل ، فقال عمار : أما تذكر يا أمير المؤمنين إذ أنا وأنت في سرية فأجنبنا فلم نجد ماءً فأما أنت فلم تصل وأما أنا فتمعَّكت في التراب وصليت ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إنما كان يكفيك أن تضرب بيديك الأرض ثم تنفخ ثم تمسح بهما وجهك وكفيك ، فقال عمر : اتق الله يا عمار ، قال : إن شئت لم أحدِّث به .
وأقول :
كيف يكـون هذا القميص ساتـراً للجهل في حين أن عمر يجهل حكم
الجنب؟!
وكيف يكون عمر فقيهاً وعالماً بأحكام الدين كما في رواية البخاري ويفتي بترك الصلاة الواجبة عند فقدان الماء ؟!
ألم يقرأ كتاب الله عز وجل حيث يقول : { وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماءً فتيمموا صعيداً طيباً } النساء / 43 .
فالصلاة التي هي عمود الدين والصلة بين العبد وربه لا تسقط بأي حال من الأحوال ، فالفقهاء يفتون بأنه من لم يستطع الصلاة واقفاً صلاها جالساً ، ومن لم يستطع أن يصلي جالساً عليه أن يصلي راقداً ، ومن لم يستطع فعليه أن يركع ويسجد برمش عينيه .
أما عمر فيريد من الرجل أن لا يصليها ! فيتبين لنا أن عمر لم يكن عالماً بمسائل الدين والشرع ، فكيف نوفق بين رواية البخاري وفتوى عمر لذلك الرجل .
وعمر بجهله لهذا الحكم يؤكد لنا بأنه لا شك أنه ردَّد هذه العبارة مرات عديدة ( لو لا علي لهلك عمر ! ) ولو أن ابن تيمية يدعي بأن عمر قال ذلك مرة واحدة : ( لو لا علي لهلك عمر ... لا يعرف أن عمر قاله إلا في قضية واحدة ) [4] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=75532#_ftn4) .
باب { وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما }
4- ... عن الأحنف بن قيس قال : ذهبت لأنصر هذا الرجل فلقيني أبو بكرة ، فقال : أين تريد ؟ قلت : أنصر هذا الرجل ، قال : ارجع فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار . فقلت : يا رسول الله ، هذا القاتل فما بال المقتول ؟ قال : إنه كان حريصاً على قتل صاحبه .
ورد هذا الحديث في البخاري في كتاب الديات ، باب قول الله { ومن أحياها } ، وكاب الفتن ، باب إذا التقى المسلمان بسيفيهما .
يقول ابن حجر :
قوله ( ذهبت لأنصر هذا الرجل ) : يعني علياً .
وكان الأحنف أراد أن يخرج بقومه إلى علي بن أبي طالب ليقاتل معه يوم الجمل ، فنهاه أبو بكرة ، فرجع وحمل أبو بكرة الحديث على عمومه في كل مسلمين التقيا بسيفيهما حسماً للمادة وإلا فالحق أنه محمول على ما إذا كان القتال منهما بغير تأويل سائغ .
ويقول : واتفق أهل السنة على وجوب منع الطعن على أحد من الصحابة بسبب ما وقع لهم من ذلك ، ولو عرف المحق منهم لأنهم لم يقاتلوا في تلك الحروب إلا عن اجتهاد ، وقد عفا الله تعالى عن المخطئ في الاجتهاد ، بل ثبت
أنه يؤجر أجراً واحداً وأن المصيب يؤجر أجرين !
ويقول أيضاً :
ومن ثم كان الذين توقفوا عن القتال في الجمل وصفين أقل عدداً من الذين قاتلوا وكلهم متأول مأجور إن شاء الله [5] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=75532#_ftn5) !!
أقول :
إذن المعركة التي دارت رحاها بين الإمام علي عليه السلام وبين عائشة يوم الجمل كانت بتأويل سائغ ! فما مصير القتلى من كلا الجانبين ؟! وهل كلهم في النار كما يتبين لنا من ذلك الحديث ؟ وما مصير المقتول المبشر بالجنة كطلحة بن عبيدالله التميمي الذي يعتبر من العشرة المبشرين بالجنة عند العامة ؟!
إعلم أخي الكريم بأن عدد قتلى معركة الجمل ما بين ثمانية عشر ألف إلى ثلاثين ألف قتيل ! فهل ذهبت دماء هؤلاء هدراً وكان ذلك بتأويل سائغ من قبل عائشة وطلحة ؟!
وطلحة هذا كان مبشراً بالجنة وقد قتل في هذه المعركة فما مصيره ؟!
هذا بالإضافة إلى مصير القاتل ؟!
فكيف نوفق بين ما جاء في الحديث وما نقرأه في كتب السيرة والتأريخ ؟
وهل لقاتل طلحـة أجران ؟! وذلك لأنه اجتهد فأصاب ! أم أن لطلحـة أجريـن ولقاتلـه واحد ؟! فما هذه الموازين المختلـة ؟ ثم من الذي يحق له
الاجتهاد ؟ وهل كل من هب ودب يجوز له أن يجتهد .
فعملية الاجتهاد في جميع الأمور سوف تخلق جواً من الفوضى بين الصحابة والمسلمين عموماً ، ولماذا دائماً يكون التأويل من خصوم الإمام عليه السلام ، ولماذا لم ينسبوا ذلك لأبي ذر مثلاً عندما خالف عثمان ؟! فسيَّرَه عثمان إلى الشام فخالف معاوية أيضاً ، فأرجعه إلى المدينة إلى أن أبعده عثمان إلى الربذة ، فمات غريباً وحيداً !
فالسؤال : لماذا لم يقولوا أن أباذر اجتهد وتأول في مخالفته مع السلطة فأخطأ أو فأصاب في ذلك ؟ لماذا لا نقرأ ذلك في بطون الكتب مثلما ذكرنا ؟!
أعود وأقول :
نعم ! إن العامة أولوا الحديث بهذه الكيفية وذلك لإخراج بعض الصحابة من وحل التاريخ .
يقول ابن حجر : واحتج ... من لم ير القتال في الفتنة ، أي أن الصحابة تسمي تلك المعركة بالفتنة ، لذا ترى سعد بن أبي وقاص وعبدالله بن عمر وأمثال هؤلاء لم ينصروا الحق وكانوا ممن قعدوا عن القتال ، فالفتنة ليست معركة الجمل ومقاتلة عائشة الإمام عليه السلام فقط ، بل الأنكى من ذلك أن أبا بكرة بالإضافة إلى الأحنف لم يعرفوا الحق من الباطل ، فهذه الفتنة أعظم من تلك المعركة ، ومن جلس في داره كابن عمر وسعد فهؤلاء الصحابة الذين كانوا ملاصقين لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولم ينصروا الحق واختلطت الأمور عليهم حتى أصبح الصحابي لا يعرف يمينه من شماله ، ألا يعتبر ذلك من
أعظم المحن والفتن ؟!
يقول الشعراوي في تفسيره : لا توجد معركة بين حقين ، أما الباطل فتوجد معركة بين باطل وباطل ، وبين حق وباطل ، لأنه لا يوجد إلا حق واحد ، أما الباطل فكثير ، والمعارك بين الحق والباطل تنتهي بهزيمة الباطل بسرعة [6] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=75532#_ftn6) .
فاحكم بنفسك أيها العامي ، فالحق واحد والباطل كثير ، فعلي عليه السلام عند كافة المسلمين من أهل الجنة ، وطلحة والزبير من أهل الجنة عند العامة فقط ، فأين يكون الحق وأين يكون الباطل .
ويقول صاحب المستدرك :
... على مع القرآن والقرآن مع علي لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض .
ويقول أيضاً :
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : رحم الله علياً ، اللهم أدر الحق معه حيث دار [7] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=75532#_ftn7) .
يقول الألباني : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ليت شعري أيتكن صاحبة الجمل الأدبب [8] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=75532#_ftn8) تخرج فينبحها كلاب الحوأب ، يقتل عن يمينها وعن
يسارها قتلى كثير ثم تنجو بعدما كادت [9] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=75532#_ftn9) .
ويقول الألباني : رجاله ثقات .
ويقول أيضاً : أيتكن تنبح عليها كلاب الحوأب [10] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=75532#_ftn10) .
... أن عائشة لما أتت الحوأب سمعت نباح الكلاب فقالت : ما أظنني إلا راجعة ، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنـا ( فذكره ) ، فقال لها الزبير : ترجعين ! عسى الله عز وجل أن يصلح بك بين الناس .
يقول الألباني :
وجملة القول أن الحديث صحيح الإسناد ولا إشكال في متنه !
ويقول : ولا نشك أن خروج أم المؤمنين كان خطأ من أصله ، فلذلك همَّت بالرجـوع حين علمت بتحقُّـق نبـوءة النبي صلى الله عليه وسلم عند الحوأب ، ولكن الزبير ... أقنعها بترك الرجوع بقوله عسى الله أن يصلح بك بين الناس ، ولا نشك أنه كان مخطئاً في ذلك أيضاً .
والعقل يقطع بأنه لا مناص من القول بتخطئة إحدى الطائفتين المتقاتلتين اللتين وقع فيهما مئات القتلى ! ولا شك أن عائشة ... هي المخطئة لأسباب كثيرة وأدلة واضحة ومنها ندمها على خروجها ... [11] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=75532#_ftn11) .
ويقول أيضاً : قالت عائشة لابن عمر : يا أبا عبدالرحمن ما منعك أن تنهاني عن مسيري ؟ قال : رأيت رجـلاً غلب عليك – يعني ابن الزبير – فقالت : أما والله لو نهيتني ما خرجت [12] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=75532#_ftn12) .
لاحظ أن عائشة تؤنب ابن عمر في حين أن الله تعالى أمرها أن تقـر في بيتها ، هذا بالإضافة إلى أن النبي الأكرم قد حذرها من ذلك أيضاً ! فرواية كلاب الحوأب ما هي إلا ناقوس خطر أراد
رسولنا الأكرم بذلك أن يحذرها والصحابة من هذا اليوم ويذكرهم أيضاً بأن الصحبة لا تكفي إذا انقلبوا على أعقابهم القهقرى .
باب خوف المؤمن من أن يحبط عمله وهو لا يشعر
5- ... قال ابراهيم التيمي : ما عرضت قولي على عملي إلا خشيت أن أكون مكذِّباً .
وقال ابن أبي مليكة : أدركت ثلاثين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كلهم يخاف النفاق على نفسه ، ما منهم أحد يقول إنه على إيمان جبريل وميكائيل ، ويذكر عن الحسن ما خافه إلا مؤمن ولا أمنه إلا منافق ، وما يحذر من الإصرار على النفاق والعصيان من غير توبة لقول الله تعالى : { ولم يُصرُّوا على ما فعلوا وهم يعلمون } .
يقول ابن حجر في شرحه للحديث :
إن المذكورين كانوا قائلين بتفاوت درجات المؤمنين في الإيمان .
أقول :
نعم .. إن المؤمنين متفاوتون في درجات الإيمان ، فمنهم من وصل إلى درجة اليقين ، ومنهم من وصل إلى درجة عين اليقين ، ومنهم ومنهم ... ولكن الحديث يدور حول النفاق والمنافقين ، والمؤمنون خارجون عن هذه الدائرة ، فالحديث واضح وجلي بأن هؤلاء الثلاثين صاحبياً كانوا يخافون النفاق على أنفسهم .
إذن ، لابد أن في الصحابة من كان منافقاً حتى خاف هؤلاء أن يصل إلى درجتهم الدنيئة ، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن ليس كل الصحابة عدولاً ، والشاهد على ذلك ما تقوله العامة بتعريف الصحابي .
يقول ابن الأثير الجزري في أسد الغابة في معرفة الصحابة :
والأصح ما قيل في تعريف الصحابي أنه من لقي النبي صلى الله عليه وسلم في حياته مسلماً ومات على إسلامه [13] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=75532#_ftn13) .
إذن ، فعبدالله بن أبي بن سلول هذا المنافق يُدرج مع الصحابة .
هذا المنافق الذي نزل في شأنه آيات تنهي النبي الأكرم من الصلاة عليه ، وهذا ينفي ما تدعيه العامة بأن الصحابة كلهم عدول ولا يجوز الطعن في أحد
منهم ، فالمنافق لا يكون عادلاً .
يقول ابن حجر في عدالة الصحابة ومرتبتهم :
للصحابة (رض) أجمعين خصيصة وهي أنه لا يُسأل عن عدالة أحد منهم ، وذلك أمر مُسلَّم به عند كافة العلماء لكونهم على الإطلاق معدَّلين بنصوص الشرع من الكتاب والسنة وإجماع من يُعتدُّ به في الإجماع من الأمة [14] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=75532#_ftn14) .
أقول :
ألم يقل عمر ويعارض النبي الأكرم عندما أراد أن يصلي على ابن أبي بن سلول حين قال : أليس قد نهاك الله أن تصلي على المنافقين ؟ [15] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=75532#_ftn15) .
لاحظ كلمة ( المنافقين ) ، وعبدالله بن أبي بن سلول صحابي وكذلك خيانة حاطب بن أبي بلتعة وبعد وصول الخبر إلى النبي الأكرم بأن حاطباً هذا قد أخبر المشركين بتجهيز النبي الأكرم إليهم ، فقال عمر : دعني أضرب عنق هذا المنافق ! وحاطب هذا بدري ، فهل يا ترى أن عمر قد كفر بعد قوله لهذا الصحابي ونعته بالمنافق ؟!
راجع ذلك إن شئت في البخاري ، كتاب المغازي ، باب غزوة الفتح .
وكذلك أيضاً علم حذيفة بن اليمان بأسماء اثنا عشر منافقاً وقد سمي حذيفة بصاحب سر رسول الله صلى الله عليه وآله سلم ، والأدلة والشواهد على ذلك كثيرة لا يسعنا إيرادها خوف الإطالة .
الخلاصة :
إن العامة لا تلتزم بعصمة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وتعتقد بإمكان صدور الخطأ والزلل من النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، في حين أنهم لا يقبلون من أحد أن يطعن في الصحابة وينكرون ذلك عليه ، وبهذا فقد نسبوا العصمة للصحابة من حيث لا يشعرون ، هذا بالإضافة إلى أنهم يحاولون إيجاد العذر لما صدر منهم من أخطاء وزلات وجرائم ، كقولهم : إذا أصاب الصحابي فله أجران ، وإن أخطأ فله أجر واحد ، أي أنه مجتهد ، فإن أصاب أو فأخطأ فهو مأجور في كلا الحالتين !!
وهذا يفتح الباب على مصراعيه لمن يريد الكيد بالإسلام والمسلمين ، والتأريخ يشهد بصحة ذلك ، فمعركة الجمل راح ضحيتها على أقل التقادير كما في كتب المغازي والتأريخ ثمانية عشر الف قتيل من كلا الجانبين من جيش الإمام عليه السلام خمسة آلاف قتيل ومن جيش عائشة ثلاثة عشر ألف قتيل ، كل هذه الدماء سفكت باجتهاد من عائشة وطلحة .
[/URL](97) ج1 ، ص246 ، ترجمة 77 ، ط دار الفكر ، بيروت .
(http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=75532#_ftnref1)(98) ج6 ، ص84 ، ترجمة 3119 ، دار الكتاب العربي ، بيروت .
(99) فتح الباري ، ج12 ، ص480 ، حديث 7009 ، كتاب التعبير ، باب جر القميص في المنام .
(http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=75532#_ftnref3)(100) منهاج السنة النبوية ، ج4 ، ص161 ، ط دار الكتب العلمية ، بيروت .
(101) فتح الباري ، ج13 ، ص42-43 ، حديث 7083 ، كتاب الفتن ، باب إذا التقى المسلمان بسيفيهما .
(http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=75532#_ftnref5)(102) لمحمد متولي الشعراوي ، ج8 ، ص654 ، ط1412هـ ، أخبار اليوم .
(103) ج3 ، ص124 ، ذكر إسلام أمير المؤمنين علي رضي الله تعالى عنه ، ط مكتبة المطبوعات الإسلامية ، بيروت .
(http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=75532#_ftnref7)(104) الأدبب : أي الأدب ، وهو الجمل الكثير وبر الوجه .
(105) سلسلة الأحاديث الصحيحة ، ج1 ، القسم 2 ، ص853 ، حديث 474 ، ط 1415هـ ، مكتبة المعارف ، الرياض .
(http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=75532#_ftnref9)(106) الحوأب : ماء قريب من البصرة على طريق مكة .
(107) سلسلة الأحاديث الصحيحة ، ج1 ، القسم 2 ، ص846-854 ، حديث 474 .
(http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=75532#_ftnref11)(108) نفس المصدر السابق ، ص854 .
(109) أسد الغابة للجزري ، ج1 ، ص10 ، الصحابي عند علماء الحديث ، ط دار الكتب العلمية ، بيروت .
(http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=75532#_ftnref13)(110) الإصابة في تمييز الصحابة ، ج1 ، ص17 ، مقدمة التحقيق .
[URL="http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=75532#_ftnref15"](111) صحيح البخاري ، كتاب اللباس ، باب لبس القميص
محمد المياحي
18-09-2009, 11:58 AM
كتاب العلم
باب ما جاء في العلم
6- ... أخبرنا محمد بن يوسف الفربري وحدثنا محمد بن اسماعيل البخاري قال : حدثنا عبيدالله بن موسى عن سفيان قال : إذا قُرئ على المحدِّث فلا بأس أن يقول حدثني ، قال : وسمعت أبا عاصم يقول عن مالك وسفيان : القراءة على العالم وقراءته سواء .
يقول الشيخ حسين غلامي الهرساوي في كتابه " الإمام البخاري وفقه أهل العراق " :
الذي يتأمل في حياة البخاري وكتابه الصحيح يصدِّق أن الكتاب لم يكمل بيد المؤلف في حياته ، بل إن بعض تلامذته وغير تلامذته أضافوا إلى ما أنجز في حياة المؤلف ، وهناك شواهد منها ما صرح به المستملي المتوفى سنة 376هـ ، فإنه قال : انتسخت كتاب البخاري من أصله الذي كان عند صاحبه الفربري ، فرأيت فيه أشياءً لم تتم وأشياء مبيضة وفي رواية أبي الوليد الباجي كما ذكره ابن حجر قال : انتسخت كتاب البخـاري من أصلـه الذي كان عند صاحبه ( محمد بن يوسف الفربري ) فرأيت فيه أشياء لم تتم وأشياء مبيضة منها تراجم لم يثبت بعدها شيئاً ، وأحاديث لم يترجم لها ، فأضفنا بعض ذلك إلى بعض ،
ولا يخفى أن ذكر المؤلف لابد أن يأتي في بدء السند وفيما ذكرنا كما في الرواية قد لاحظت وقوعه في غير محله [1] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929126&posted=1#_ftn1) .
أي أن في الرواية جاء اسم البخـاري محمد بن اسماعيل في وسط السند فتأمل .
باب فضل العلم
7- ... أن ابن عمر قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : بينا أنا نائم أُتيت بقدح لبن فشربت حتى إني لأرى الريَّ يخرج في أظفاري ، ثم أعطيت فضلي عمر بن الخطاب ، قالوا : فما أولته يا رسول الله ؟ قال : العلم .
ذُكر هذا الحديث في البخاري في كتاب فضائل الصحابة ، باب مناقب عمر ، وكتاب التعبير ، باب اللبن ، وباب إذا جرى اللبن ، وباب إذا أعطى فضله غيره ، وباب القدح في النوم .
يقول الزمخشري في تفسيره للآية رقم 20 من سورة النساء :
عن عمر (رض) أنه قام خطيباً فقال : أيها الناس لا تغالوا بصدق النساء ، فلو كانت مكرمة في الدنيا أو تقوى عند الله لكان أولاكم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ما أصدق امرأة من نساءه أكثر من اثنا عشر أوقية .
فقامت إليه امرأة فقالت له : يا أمير المؤمنين لم تمنعنا حقاً جعله الله لنا والله
يقول : { وآتيتم إحداهن قنطاراً } ، فقال عمر : كل أحد أعلم من عمر ، ثم قال لأصحابه : تسمعونني أقول مثل هذا القول فلا تنكرونه علي حتى ترد علي امرأة ليست من أعلم النساء [2] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929126&posted=1#_ftn2) ؟
أقول :
وقد حكم عمر بن الخطاب في امرأة ماتت عن زوج وأم وأخوين لأمها دون أبيها وأخوين آخرين لأمها وأبيها معاً ، فقضى في المسألة وأسقط أخويها الشقيقين ولم يحكم لهما بشيء في أول الأمر ! وفي المرة الثانية حكم أيضاً كما ذكر الزبيدي : فجعل الثلث للأخوين لأم ولم يجعل للأخوة للأب والأم شيئاً !! فقالوا له : يا أمير المؤمنين هب أن أبانا كان حماراً فأشركنا بقرابة أمنا ! فأشرك بينهم فسميت الفريضة [3] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929126&posted=1#_ftn3) !
وتعرف أيضاً بالفريضة الحمارية لقوله ( هب أن أبانا كان حماراً ) كما ذكر أحمد أمين في كتابه فجر الإسلام مختصراً ذلك في ص237 في الفصل الثالث ( التشريع ) [4] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929126&posted=1#_ftn4) .
أعود لرواية الزمخشري وأقول :
لقد اعترف عمر بنفسه وبلسانه حين قال ( كل أحد أعلم من عمر ) وكرر ذلك حين قال : ( إن هذه المرأة لم تكن أعلم النساء ) ، أي أن في
الصحابة من هو أعلم من هذه المرأة ، هذا بالإضافة إلى علامات الاستفهام والتعجب حول الرؤيا !
الرسول الأكرم يرى هذه الرؤيا ويؤولها بالعلم ، والرؤيا التي مرت عليك في الحديث السابق وفي الصفحات السابقة يؤولها بالدين ، فلا شغل ولا عمل لهذا الرسول إلا رؤيا عمر في منامه ، فتارة دين عمر وأخرى علم عمر وتارة أخرى أيضاً غيرة عمر ، ولو أن هذا الرسول عمَّر وعاش أكثر من ذلك لرأى من هذه الرؤى الكثير الكثير .
ثم لماذا لم ير النبي الأكرم رؤيا في شجاعة عمر مثلاً ، فالشجاعة فضيلة ويتمناها كل الناس ويحبها الله ورسوله ، وهل غاب ذلك عن الرواة ؟!
ثم ألا يعلم أهل العامة بأن الفضائل لا تكتسب بالرؤيا والأحلام .
ولنتصفح معاً أخي الكريم كتب السنة ونرى صحة قولهم في علم عمر المزعوم ومنها :
أخرج الحاكم النيسابوري في مستدركه :
... أنس بن مـالك (رض) أنه سمع عمـر بن الخطـاب (رض) يقول : { فأنبتنا فيها حباً وعنباً وقضباً وزيتوناً ونخلاً وحدائق غلباً وفاكهة وأباً } عبس:27-31 ، قال : فكل هذا قد عرفناه ، فما الأب ؟ ثم نقض عصا كانت في يده فقال : هذا لعمر الله التكلف ! اتبعوا ما تبين لكم في هذا الكتاب [5] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929126&posted=1#_ftn5) !
قال الحاكم : هذا حديث صحيح !
لاحظ أن عمر في هذه الرواية يجهل معنى كلمة ( الأب ) !
أقول :
ومن علومه الغيبية : قال الذهبي : بينما عمر (رض) يخطب إذ قال : يا سارية الجبل ! وكان عمر قد بعث سارية بن زُنيم الدئلي إلى فسا ودار أبجرد – وهي بلاد فارس – فحاصرهم ثم إنهم تداعوا وجاؤوه من كل ناحية والتقوا بمكان وكان إلى جهة المسلمين جبل لو استندوا إليه لم يؤتوا إلى من وجه واحد فلجئوا إلى الجبل ثم قاتلوهم فهزموهم وأصاب سارية الغنائم فكان منها سفط جوهر فبعث به إلى عمر فرده وأمره أن يقسمه بين المسلمين وسأل النَّجّاب أهل المدينة عن الفتح وهل سمعوا شيئاً ، فقال : نعم ، يا سارية الجبل الجبل ، وقد كدنا نهلك فلجئنا إلى الجبل فكان النصر [6] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929126&posted=1#_ftn6) .
وقد ذكر ابن الأثير الجزري ولكن باختلاف يسير .
عن ابن عمر عن أبيه أنه كان يخطب على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة فعرض له في خطبته أن قال : يا سارية الجبل الجبل ، من استرعى الذئب ظلم ، فالتفت الناس بعضهم إلى بعض فقال علي : ليخرجن مما قال ، فلما فرغ من صلاته قال له علي : ما من شيء سنح لك في خطبتك ؟ قال : وما هو ؟ قال : قولك يا سارية الجبل الجبل من استرعى الذئب ظلم ،
قال : وهل كان ذلك مني ؟! قال : نعم ، قال : وقع في خلدي أن المشركين هزموا إخواننا فركبوا أكتافهم وأنهم يمرون بجبل فإن عدلوا إليه قاتلوا من وجدوا وقد ظفروا وإن جاوزوا هلكوا ، فخرج ما تزعم أنك سمعته ، قال : فجاء البشير بالفتح بعد شهر فذكر أنه سمع في ذلك اليوم في تلك الساعة حين جاوزوا الجبل صوتاً يشبه صوت عمر ! يا سارية الجبل الجبل ! قال : فعدلنا إليه ففتح الله علينا [7] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929126&posted=1#_ftn7) .
عجبي والله من تلك العلوم التي أخذها من النبي صلى الله عليه وآله وسلم ! والأعجب من ذلك أنها ليست علوم الشريعة فحسب ، بل علوم غيبية أيضاً !! وإلا فأين المدينة وأين بلاد فارس ! ولكن ! إنها نظرة عمر الثاقبة التي تخترق الحجب !
وقال القرطبي :
عن سعيد بن المسيب قال : كان عمر يتعوَّذ من معضلـة ليس لها أبو حسن !
وقال في المجنونة التي أمر برجمها ، وفي التي وضعت لستة أشهر ، فأراد عمر رجمها فقال له علي : إن الله تعالى يقول : { وحمله وفصاله ثلاثون شهراً } الأحقاف:15 ، الحديث .
وقال له : إن الله رفع عن المجنون ... الحديث . فكان عمر يقول : لو لا
علي لهلك عمر [8] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929126&posted=1#_ftn8) !
وقال أيضاً :
... أذينة بن مسلمة قال : أتيت عمر بن الخطاب (رض) فسألته من أين أعتمر ؟ فقال : إيت علياً فسله ، فذكر الحديث ... وفيه قال عمر : ما أجد لك إلا ما قال علي [9] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929126&posted=1#_ftn9) !
فأين أثر فضلة النبي التي أعطاها لعمر بن الخطاب والتي أولها بالعلم ؟!!
يقول أحمد أمين في كتابه فجر الإسلام :
فقه عمر بن الخطاب يرجع إلى علي ، لأنه كان يرجع إليه فيما أشكل من المسائل ، وكان يقول لو لا علي لهلك عمر ، وتفسير القرآن أخذ أكثره من عبدالله بن عباس ، وهو أخذه عن علي ، فقد قيل لابن عباس : أين علمك من علم ابن عمك ؟ فقال : كنسبة قطرة من المطر إلى البحر المحيط [10] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929126&posted=1#_ftn10) .
باب من برك على ركبتيه
8- ... عن الزهري قال : أخبرني أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج فقام عبدالله بن حذافة فقال : من أبي ؟ فقال : أبو حذافة ، ثم
أكثر أن يقول ( سلوني ) ، فبرك عمر على ركبتيه فقال : رضينا بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ، فسكت .
ورد ذكر هذا الحديث في البخاري في كتاب مواقيت الصلاة ، باب وقت الظهر ، وكتاب التفسير ، باب { لا تسألوا عن أشياء } ، وكتاب الدعوات ، باب التعوذ من الفتن ، وكتاب الفتن ، باب التعوذ من الفتن ، وكتاب الاعتصام ، باب ما يكره من كثرة السؤال .
لاحظ أخي الكريم أن النبي صلى الله عليه وآله يقول : سلوني ، فكان من واجب الصحابة أن يسألوه فيما يهمهم من أمور دنياهم وآخرتهم ، ولكن يتبين لنا أن عمر خاف من أن يصيبه شيء من تلك الفضائح لذا نراه وقد قال ما قال كي يسكت الرسول الأكرم .
راجع ج 3 ، ص 350 ، حديث 841 من كتاب الفتن ، باب التعوذ من الفتن .
باب الحرص على الحديث
9- ... عن أبي هريرة أنه قال : قيل يا رسول الله من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لقد ظننت يا أبا هريرة أن لا يسألني عن هذا الحديث أحد أول منك لما رايت من حرصك على الحديث ، أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا إله إلا الله خالصاً من قلبه
أو نفسه .
جاء ذكر هذا الحديث في البخاري في كتاب الرقاب ، باب صفة الجنة والنار .
أقول :
نحن نرفض هذا الحديث ونكذب هذا الدوسي وذلك من وجوه :
أولاً : راوي الحديث أبو هريرة هذا الذي قال فيه الصحابة قد أكثر علينا أبو هريرة ، وقد اتهمه كبار الصحابة وأنكروا عليه وانتقدوه وكذبوه حتى قال فيه الإمام علي عليه السلام أكذب الأحياء على الرسول صلى الله عليه وآله لأبو هريرة الدوسي .
ثانياً : يقول أبو هريرة كما في الحديث ( قيل يا رسول الله ) أي أن أبا هريرة لم يكن هو السـائل وإلا لكان الحديث هكذا ( قلت يا رسول الله ) أو ( سألت رسول الله ) .
الوجه الثالث : بما أنه لم يكن هو السائل فكيف جاز للرسول الأكرم أن يقول فيه ويمدحه ( ظننت أن لا يسألني عن هذا الحديث أحد أول منك لحرصك على الحديث ) .
الوجه الرابع : أن أبا هريرة يريد أن يبعد التهمة عن نفسه حيث أن الصحابة أخذوا يكثرون عليه ويتهمونه بالوضع ، فبيَّن في هذا الحديث أن الرسول الأكرم قد شهد له بالحرص على سماع وحفظ الحديث .
وأخيراً يقول ابن قتيبة الدينوري في كتابه تأويل مختلف الحديث :
... وذكر أبا هريرة فقال : أكذبه عمر وعثمان وعلي وعائشة رضوان الله عليهم [11] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929126&posted=1#_ftn11) .
باب كتابة العلم
10- ... عن أبي جحيفة قال : قلت لعلي هل عندكم كتاب ؟ قال : لا إلا كتاب الله أو فهم أعطيه رجل مسلم أو ما في هذه الصحيفة ، قال : قلت فما في هذه الصحيفة ؟ قال : العقل وفكاك الأسير ولا يقتل مسلم بكافر .
ورد ذكر هذا في البخاري في كتاب فضائل المدينة ، باب حرم المدينة ، وكتاب الجهاد ، باب فكاك الأسير ، وكتاب الجزية والموادعة ، باب ذمة المسلمين ، وباب إثم من عاهد وكتاب الفرائض باب إثم من تبرأ ، وكتاب الديات ، باب لا يقتل المسلم بالكافر ، وأخيراً كتاب الاعتصام ، باب ما يكره من التعمق .
يقول ابن حجر في شرحه للحديث :
قال ابن المنير : فيه دليل على أنه كان عنده أشياء مكتوبة من الاستثناء من كتاب الله .
أقول :
كان الصحابة يشكون بأن عند الإمام علي عليه السلام كتاباً أملاه الرسول الأكرم ، لذا تراهم يسألونه عن ذلك ، وربما أعجزهم عليه السلام بماهية وكنه العلم الذي يحمله عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، لذا حرصوا على أن يسألوه ، ومن المحتمل أنه عليه السلام كان عنده كتاب ولكنه استعمل التقية في ذلك ، وفي الحديث دليل أيضاً على أن الصحابة كانوا يدوِّنون أحاديث الرسول الأكرم ، هذا بالإضافة إلى أنهم كانوا يكتبون الآيات التي كانت تنزل على الرسول الأكرم تدريجياً ، أي بمعنى آخر أن القرآن كان مجموعاً وليس كما يدَّعي أهل السنة بأن القرآن كان مبعثراً هنا وهناك ! وسنذكر تفصيل ذلك في محله .
11- ... حدثنا عمرو قال : أخبرني وهب بن منبه عن أخيه قال : سمعت أبا هريرة يقول : ما من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أحد أكثر حديثاً عنه مني إلا ما كان من عبدالله بن عمرو ، فإنه كان يكتب ولا أكتب ، تابعه معمر عن همام عن أبي هريرة .
أقول :
لقد أكثر أبو هريرة وكذب في قوله لأنه كان قصير النظر ولم يكن بحسبانه أنه سوف يأتي من يحقق تلك الأقوال والأحاديث وينقِّب في بطون الكتب بحثاً عن تلك الأحاديث ومصداقية رواتها .
يقول القسطلاني في كتابه إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري :
... مع أن الموجود عن عبدالله بن عمرو أقل من الموجود المروي عن أبي هريرة بأضعاف ، لأنه سكن مصر وكان الواردون إليها قليلاً بخلاف أبي هريرة فإنه استوطن المدينة وهي مقصد المسلمين من كل جهة .
لاحظ أن القسطلاني يحاول إيجاد العذر لهذا الدوسي ، فإن أبا هريرة يقول ( أكثر حديثاً عنه مني إلا ما كان من عبدالله بن عمرو فإنه كان يكتب ولا أكتب ) وهذا يفنِّد دعوى القسطلاني بأن السبب أن ابن عمرو سكن مصر ، فإن أبا هريرة يعترف ويقر على نفسه بأن أحاديث عبدالله بن عمرو أكثر مما رواه فلا حاجة لنا بمحل سكناه وتاريخ وفاته ، فتأمل .
وأيضاً ما دام أن عبدالله بن عمرو كان يكتب الحديث ، إذن ، فهناك مجموعة من الصحابة على عهد النبي الأكرم كانت تدوِّن الحديث وعلى رأسهم الإمام علي عليه السلام ، ومن هنا يعرف بطلان دعوى عمر أن الرسول الأكرم مات وترك القرآن متفرقاً في صدور الرجال أو الصحابة وإن من يكتب الحديث فمن الأولى أن يكتب القرآن .
12- ... عن ابن عباس قال : لما اشتد بالنبي صلى الله عليه وسلم وجعه قال : ائتوني بكتاب أكتب لكم كتاباً لا تضلوا بعده ! قال عمر : إن النبي صلى الله عليه وسلم غلبه الوجع وعندنا كتاب الله حسبنا ! فاختلفوا وكثر اللغط ، قال : قوموا عني ولا ينبغي عندي التنازع ! فخرج ابن عباس يقول : إن الرزيَّة
كل الرزيَّة ما حال بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين كتابه !
ورد ذلك في البخاري في كتاب الجهاد والسير ، باب جوائز الوفد ، وكتاب الجزية والموادعة ، باب إخراج اليهود من جزيرة العرب ، وكتاب المغازي ، باب مرض النبي ، وكتاب المرضى ، باب قول المريض قوموا عني ، وكتاب الاعتصام ، باب كراهية الخلاف .
أقول :
أولاً : كلمة [ ائتوني بكتاب ] تدل على الأمر الواجب التنفيذ والإطاعة من قبل الصحابة ، ولا تدل على ( الطلب ) كما قد يتوهم البعض .
قال تعالى في محكم كتابه : { وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ، ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبيناً } الأحزاب / 36 .
ثانياً : الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يقول : لا تضلوا بعده ، أي بعد كتابة وتدوين ذلك الكتاب ، فكان من واجب الصحابة أن يهتموا بكتابة ذلك الكتاب ، حيث أنه لا ضلالة بعده .
ثالثاً : يظهر من قول عمر ( وعندنا كتاب الله حسبنا ) .
أ- أن ذلك الكتاب أي القرآن الكريم كان مجموعاً على عهد الرسول الأكرم ، وهذا يفنِّد ما تقوله العامة بأن أبا بكر جمع القرآن من صدور الناس ومن اللخاف وما أشبه .
ب- أن عمر لم يكن حافظاً لكتاب الله عز وجل لأن الصحابة كانوا يقرؤون عليه هذه الآية : { وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل ، أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم } آل عمران / 144 .
بل كان يقول : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يمت ولكن عُرج بروحه كما عُرج بروح موسى ، والله لا يموت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يقطع أيدي أقوام وألسنتهم ، فلم يزل عمـر يتكلم حتى ازبـدَّ شدقاه مما يوعد ...[12] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929126&posted=1#_ftn12) .
ألا يشعرنا ذلك بأن عمر كان يعلم بما سيمليه الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم ؟
ثم لماذا يمنع النبي من كتابة وصيته ؟
ألا تجد من نفسك أيها القارئ شوقاً وحرصاً على أن تعرف ما كان سيمليه النبي الكريم ؟!
ألم يقل ( ما حق امرئ مسلم له شيء يوصي فيه يبيت ليلتين ووصيته مكتوبة عنده ) [13] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929126&posted=1#_ftn13) .
ألم يكن من الأجدر بعمر أن يسكت كي يقدموا للنبي ما طلب منهم وذلك لأن فيه الهداية وعدم الضلال ؟
وسأوافيك أيها القارئ بالمزيد وبإسهاب في الصفحات القادمة بخصوص هذا الموضوع .
باب حفظ العلم
13- ... عن أبي هريرة قال : إن الناس يقولون أكثر أبو هريرة ، ولو لا آيتان في كتاب الله ما حدثت حديثاً ، ثم يتلو : { إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى } إلى قوله { الرحيم } ، إن اخواننا من المهاجرين كان يشغلهم الصفق بالأسواق ، وإن اخواننا من الأنصار كان يشغلهم العمل في أموالهم ، وإن أبا هريرة كان يلزم رسول الله صلى الله عليه وسلم بشبع بطنه ، ويحضر ما لا يحضرون ويحفظ ما لا يحفظون .
ورد ذكر هذا الحديث في كتاب البيوع ، باب { فإذا قضيت الصلاة } ، وكتاب الحرث والمزارعة ، باب ما جاء في الغرس ، وكتاب الاعتصام ، باب الحجة على من قال .
يقول الله تعالى في محكم كتابه وفصل خطابه : { رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله } هؤلاء هم الصحابة المقرَّبون .
لاحظ الصحابة وقد قالوا أكثر أبو هريرة، -أي في الحديث– وكذلك الصحابة كان يشغلهم الصفق في الأسواق والعمل في أموالهم ، فهل يا ترى الرسـول الأكرم كان ملازمـاً لأهل الصفة ولا عمل لـه إلا مجالسـة هؤلاء
المساكين؟
ونلاحظ أيضاً أن أبا هريرة جاء بهذا الحديث تزكية لنفسه ومجيباً المنكرين عليه .
14- ... عن أبي هريرة قال : قلت يا رسول الله إني أسمع منك حديثاً كثيراً أنساه ، قال ابسط رداءك ! فبسطته ، قال : فغرف بيديه ثم قال : ضمَّه ، فضممته فما نسيت شيئاً بعده !
السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو : أين كان الصحابة عندما أراد النبي الأكرم أن يغرف بيديه في رداء أبي هريرة ؟!
ولِمَ تكون هذه المعجزة خاصة بأبي هريرة فقط ؟!
أما الحديث المروي عن الإمام علي عليه السلام ( علمني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ألف باب يفتح لي من كل باب ألف باب ) فإن بعض العامة يرد هذا الحديث ويرفضه في حين أنهم يقبلون برواية أبي هريرة ولو كان ذلك على حساب الصحابة والطعن فيهم ، ومن الملاحظ هنا أيضاً أن أبا هريرة يريد أن يبين للمسلمين أنه أحد أركان الحديث ، وسوف نوافيك لاحقاً بأن أبا هريرة يكذب في قوله ( فما نسيت شيئاً بعده ) .
راجع ج 1 ، ص 403 ، حديث 207 ، باب الصائم يصبح جنباً ، من كتاب الصوم .
15- ... عن أبي هريرة قال : حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم وعائين ، فأما أحدهما فبثثته ، وأما الآخر فلو بثثته قُطِع هذا البلعوم .
يقول أبو هريرة بأن لديه وعائين بث ونشر أحدهما ، ولم يبث الآخر خوفاً من الضرب بالسياط والدرة ، وخوفاً من قطع بلعومه – أي في زمن عمر بن الخطاب - ، فلذلك أخفاه عن المسلمين وكتمه ، ولم ينشر هذا الوعاء ويبث ما فيه إلا أيام بني أمية وبالخصوص أيام معاوية بن أبي سفيان ، لذا ترى وتشم رائحة الوضع في أحاديثه التي رواها أيام الطليق ابن الطليق .
باب قول الله تعالى { وما أوتيتم من العلم إلا قليلا }
16- ... عن عبدالله قال : بينا أنا أمشي مع النبي صلى الله عليه وسلم في خرب المدينة وهو يتوكَّأ على عسيب معه ، فمرَّ بنفر من اليهود فقال بعضهم لبعض سلوه عن الروح وقال بعضهم لا تسألوه لا يجيئ فيه بشيء تكرهونه ، فقال بعضهم : لنسألنه ، فقام رجل منهم فقال : يا أبا القاسم ما الروح ؟ فسكت ، فقلت : إنه يوحى إليه ، فقمت فلما انجلى عنه فقال : { ويسألونك عن الروح ، قل الروح من أمر ربي ، وما أوتوا من العلم إلا قليلاً } قال الأعمش هكذا في قرائتنا .
ورد ذكر هذا الحديث في البخاري في كتاب التوحيد ، باب { إنما قولنـا لشيء } .
قال ابن حجر : ( هكذا في قراءتنا ) أي قراءة الأعمش ، وليست هذه القراءة في السبعة ، بل ولا في المشهورة من غيرها .
لاحظ التحريف في قوله ( وما أوتوا ) !
أما الموجود في المصحف الذي بين أيدي المسلمين اليوم { وما أوتيتم } .
راجع ج 1 ، ص 391 ، حديث 203 ، باب التجارة أيام الموسم والبيع في أسواق الجاهلية من كتاب الحج .
باب من ترك بعض الاختيار مخافة أن يقصر فهم بعض الناس عنه
17- ... عن الأسود قال : قال لي ابن الزبير : كانت عائشة تسر إليك كثيراً ، فما حدثتك في الكعبة ؟ قلت : قالت لي : قال النبي صلى الله عليه وسلم : يا عائشة ! لو لا قومك حديث عهدهم ، قال ابن الزبير : بكفر لنقضت الكعبة فجعلت لها بابين ، باب يدخل الناس وباب يخرجون ، ففعله ابن الزبير .
ورد هذا الحديث في البخاري في كتاب الحج ، باب فضل مكة وبنيانها ، وكتاب بدء الخلق ، باب حدثنا موسى ، وكتاب التفسير ، باب { وإذ يرفع إبراهيم } ، وكتاب التمني ، باب ما يجوز من اللوّ .
يستفاد من هذه الرواية أن النبي الأكرم قد عمل بالتقية ، لأن الترسبـات
الجاهلية لا زالت عالقة في نفوس الصحابة .
يقول يوسف القرضاوي في كتابه " ثقافة الداعية " :
أن هناك فرقاً بعيداً بين المداراة التي لا يستغني عنها حكيم وبين المداهنة التي لا يلجأ إليها إلا منافق أو ضعيف ، فالمداراة أن تبذل دنياك لمصلحة دينك ، والمداهنة أن تبذل دينك لمصلحة دنياك [14] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929126&posted=1#_ftn14) .
وهذا ما نقوله نحن الشيعة بأن التقية هو من يظهر الشرك ويخفي الإيمان ، أما المنافق فهو من يظهر الإيمان ويخفي الشرك ، ولا نقول أكثر من ذلك ونحن نؤيد ما قاله القرضاوي ولو أنه تحاشى كلمة ( التقية ) فاستعمل بدلاً منها كلمة ( المداراة ) .
باب من استحيا فأمر غيره بالسؤال
18- حدثنا مسدد ... عن علي قال : كنت رجلاً مذَّاءً ، فأمرت المقداد أن يسأل النبي صلى الله عليه وسلم فسأله ، فقال : فيه الوضوء .
ورد هذا الحديث في البخاري في كتاب الوضوء ، باب من لم يَرَ الوضوء ، وكتاب الغسل ، باب غسل المذي .
من الأسماء العجيبة والطريفة للرواة والتي تجعل القارئ يشك في الرواية من خلال اسم الراوي كمـا في هذه الرواية الذي جـاء فيها اسم مسدد وهو ابن
مسرهد بن مسربل بن مستورد [15] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929126&posted=1#_ftn15) ! وقال البخاري : بن مرعبل [16] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929126&posted=1#_ftn16) !
ويقول الذهبي أيضاً : مسدد بن مسرهد بن مسربل بن مغربل بن مرعبل بن أرندل بن سرندل بن غرندل بن ماسك بن المستورد الأسدي [17] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929126&posted=1#_ftn17) !!
وقال ابن ماكولا : قال الشريف النسابة : لو كتب أمام نسبه بسم الله الرحمن الرحيم كان رقية للعقرب [18] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929126&posted=1#_ftn18) !!
جاء في الكشكول للشيخ محمد بهاء الدين العاملي :
السرمدي المحدث الحنبلي :
ومن العجـائب في أسامي ناقلي
الأخبـار والآثـار للمتـأمـل
كمسدد بن مسرهد بن مغربـل
ومرعبـل بن مطربل بن أرنـدل
وسرنـدل بن عرندل لو سلموا
فيها لظلت رقيـة للدُّمَّـل [19] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929126&posted=1#_ftn19)
ويستنتج من هذا الحديث عدة أمور :
أولاً : يريد الراوي أن يبين جهل الإمام علي عليه السلام في مسألة شرعية.
ثانياً : يريد الراوي أن يؤكد رواية خطبة الإمام عليه السلام من ابنـة أبي
جهل ، وذلك لأن من يكون مذاءً فلا صبر له عن النساء .
ثالثاً : يحاول العامة أن يبينوا لنا أن الإمام علي عليه السلام قد آذى فاطمة بتلك الخطبة ، أي خطبة ابنة أبي جهل ، ومن آذى فاطمة عليها السلام فقد آذى رسول الله صلى الله عليه وآله .
رابعاً : محاولة نسبة جهل الإمام بالأحكام الشرعية وتكذيب الأحاديث المروية في علم الإمام ، منها :
حديث علمني رسول الله ألف باب يفتح لي من كل باب ألف باب .
وأيضاً قول الإمام عليه السلام : سلوني قبل أن تفقدوني .
وكذلك لو لا علي لهلك عمر .
ومسألة جهل الإمام بالحكم الشرعي في المذي يجرنا إلى حذف كثير من الأحاديث السابقة ، وكما يقول المثل : فاقد الشيء لا يعطيه ، فإن كان الإمام يجهل هذه المسألة فكيف به يقول علمني رسول الله ألف باب ؟ ثم لماذا يخجل الإمام من السؤال طالما المسألة لبيان حكم شرعي ؟
فتأمل أخي المسلم وانتبه فالعامة تريد أن تروج هذه الرواية كي يطعنوا في أحاديث وروايات كثيرة مروية في علم الإمام علي عليه السلام وسوف يجرنا قبول هذه الرواية إلى كثير من الأمور التي لا نهاية لها .
[/URL](112) ص130-131 ، التحقيق في صحيح البخاري ، ط1/1420هـ ، دار الاعتصام، بيروت .
(http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929126&posted=1#_ftnref1)(113) الكشاف للزمخشري ، ج1 ، ص491 ، ط 1415هـ .
(114) تاج العروس للزبيدي ، ج7 ، ص149 ، شرك .
(http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929126&posted=1#_ftnref3)(115) فجر الإسلام ، ص237 ، ط10/1969م ، بيروت .
(116) ج2 ، ص514 ، كاب التفسير ، سورة عبس ، ط بيروت .
(http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929126&posted=1#_ftnref5)(117) تاريخ الإسلام للذهبي ، عهد الخلفاء الراشدين ، ص249 ، ط1/1407هـ ، بيروت .
(118) أسد الغابة لابن الأثير الجزري ، ج2 ، ص244 ، سارية ، ط المكتبة الإسلامية .
(http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929126&posted=1#_ftnref7)(119) الاستيعاب في معرفة الأصحاب ، ليوسف بن عبدالبر ، ج3 ، ص206 ، ترجمة 1875 ، علي بن أبي طالب الهاشمي ، ط 1/1415هـ ، بيروت .
(120) نفس المصدر السابق .
(http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929126&posted=1#_ftnref9)(121) ص276 ، ط 10/1969م ، دار الكتاب العربي ، بيروت .
(122) ص26 ، ط1/1409هـ ، دار مكتبة الهلال ، بيروت .
(http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929126&posted=1#_ftnref11)(123) سنن الدارمي ، ج1 ، ص39 ، باب ما وفاة النبي ، ط دار إحياء السنة النبوية .
(124) سنن أبي داود ، المجلد2 ، ج3 ، ص112 ، كتاب الوصايا ، باب ما جاء فيما يؤمر ، حديث2862 ، ط دار إحياء السنة النبوية .
(http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929126&posted=1#_ftnref13)(125) ص70 ، ط2/1399هـ ، مؤسسة الرسالة ، بيروت .
(126) سير أعلام النبلاء للذهبي، ج10 ، ص592، ترجمة 208 ، ط11، مؤسسة الرسالة، بيروت .
(http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929126&posted=1#_ftnref15)(127) نفس المصدر السابق ، ص593 .
(128) نفس المصدر السابق ، ص594 .
(http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929126&posted=1#_ftnref17)(129) نفس المصدر السابق ، ص595 .
[URL="http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929126&posted=1#_ftnref19"](130) ج2 ، ص257 ، ط1/1403هـ ، دار الكتاب اللبناني .
محمد المياحي
18-09-2009, 12:05 PM
كتاب الوضوء
باب لا تستقبل القبلة بغائط أو بول إلا عند البناء جدار أو نحوه
19- ... عن أبي أيوب الأنصاري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا أتى أحدكم الغائط فلا يستقبل القبلة ولا يولِّها ظهره ، شرِّقوا أو غرِّبوا .
يقول أهل العامة : لا يجوز استقبال واستدبار القبلة حال التخلي في الصحراء ومن دون ساتر ، أما مع وجود الساتر فقد جوزوا ذلك ، هذه هي الخلاصة .
أقول :
أنت الآن في الصحراء ومن دون ساتر ، تستقبل القبلة وتصلي ، فاتجاهك للقبلة جائز وصحيح ، وكذلك عند وجود ساتر حال الصلاة أيضاً فصلاتك واتجاهك للقبلة صحيح ، فكما أن صلاتك صحيحة بوجود الساتر أو عدم وجود ذلك الساتر ، فكذلك حال التخلي سواء بوجود الساتر أو عدم وجود الساتر ، فأنت مستقبل القبلة في كلا الحالتين ! ولا يجوز لك استقبال أو استدبار القبلة ، فتأمل ذلك .
باب من تبرز على لبنتين
20- ... عن عبدالله بن عمر أنه كان يقول إن ناساً يقولون إذا قعدت على حاجتك فلا تستقبل القبلة ولا بيت المقدس ، فقال عبدالله بن عمر : لقد ارتقيت يوماً على ظهر بيت لنا فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على لبنتين مستقبلاً بيت المقدس لحاجته ، وقال لعلك من الذين يصلون على أوراكهم فقلت لا أدري والله قال مالك يعني الذي يصلي ولا يرتفع عن الأرض يسجد وهو لاصق بالأرض .
ورد هذا الحديث في البخاري في كتاب الوضوء ، باب التبرز في البيوت ، وكذلك في كتاب فرض الخمس ، باب ما جاء في بيوت أزواج النبي .
يقول ابن حجر :
... لما اتفقت له رؤيته في تلك الحالة عن غير قصد أحب أن لا يخلي ذلك من فائدة ، فحفظ هذا الحكم الشرعي وكأنه إنما رآه من جهة ظهره حتى ساغ له تأمل الكيفية المذكورة من غير محذور ودل ذلك على شدة حرص الصحابي على تتبع أحوال النبي صلى الله عليه وسلم ليتبعها .
أقول :
إن من الطبيعي أن تكون اللبنتين أنزل من مؤخرة الإنسان عند قضاء الحاجة ، ومن يرى اللبنتين لابد أن يرى تلك المؤخرة أيضاً !
ويقول :
إلا عند البناء – جدار أو نحوه - ... أي كالأحجار الكبار والسواري والخشب وغيرها من السواتر ... إن استقبال القبلة إنما يتحقق في الفضاء ، وأما الجدار والأبنية فإنها إذا استقبلت أضيف إليها الاستقبال عرفاً ... ولفظه عند أحمد : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهانا أن نستدبر القبلة أو نستقبلها بفروجنا إذا هرقنا الماء ، قال : ثم رأيته قبل موته بعام يبول مستقبل القبلة ، والحق أنه ليس بناسخ لحديث النهي خلافاً لما زعمه ، بل هو محمول على أنه رآه في بناء أو نحوه لأن ذلك هو المعهود من حاله صلى الله عليه وسلم لمبالغته في التستر .
ويقول ابن حجر :
ودل حديث ابن عمر ... على جواز استدبار القبلة في الأبنية وحديث جابر على جواز استقبالها ... وقد تمسك به قوم فقالوا بجواز الاستدبار دون الاستقبال ، حكى عن أبي حنيفة وأحمد وبالتفريق بين البنيان والصحراء مطلقاً ، قال الجمهور : وهو مذهب مالك والشافعي وإسحاق ، وهو أعدل الأقوال لإعماله جميع الأدلة ويؤيده من جهة النظر ... عن ابن المنير : أن الاستقبال في البنيان مضاف إلى الجدار عرفاً ، وبأن الأمكنة المعدة لذلك مأوى الشياطين ، فليست صالحة لكونها قبلة بخلاف الصحراء فيهما .
وقال قوم بالتحريم مطلقاً ... وقال قوم بالجواز مطلقاً .
أقول :
ماذا نفهم من الروايات وشرح ابن حجر ؟ فهل تستقبل القبلة عند الخلاء أو نستدبرها ؟! أم نشرق أو نغرب ؟! وهل نستقبل دون الاستدبار أو نستدبر دون الاستقبال ؟! وهل الساتر يجب أن يكون ارتفاعه كذا مثلاً أو له حد معين لعلوه ؟! وهل هذا الساتر يعفينا لاستقبال القبلة كونه جاجزاً أم لا ؟!
شرقوا ! غربوا ! لا تستقبلوا ! لا يولها ظهره ! لا تستقبلوا القبلة ! ولا بيت المقدس ! وفي رواية : مستقبل الشام نتستر ! نتعرى ! تحريم الاستقبال ! التفريق بين البنيان والصحراء ! قال ابن المنير ! قال أبو حنيفة ! قال أحمد ! فننحرف عنها ونستغفر الله !
بأي هذه الأقوال نأخذ ؟! رحم الله علماءنا وفقهائنا فقد أراحونا في هذه المسألة وذلك لأنهم أخذوا جواب هذه المسألة من منبعه الصافي وهو جعفر بن محمد الصادق عليه السلام ونحن نعيش في رحاب وفاته هذه الأيام ومن دون الرجوع إلى الأفرع وأطال الله أعمار فقهائنا المعاصرين ، لقد اتفقت كلمتهم في هذه المسألة وأراحونا بخلاف هؤلاء الذين وضعوا عشرات الأجوبة لهذه المسألة الواحدة فجعلوا المسلم لا يعرف يمينه من شماله وبأي جواب يأخذ ويطبق .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة :
من لم يستقبل القبلة ولم يستدبرها في الغائط ، كتب له حسنة ، ومحي عنه سيئة [1] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929131&posted=1#_ftn1) .
باب خروج النساء إلى البَرَاز
21- ... عن عائشة أن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم كن يخرجن بالليل إذا تبرَّزن إلى المناصع وهو صعيد أَفْيَح ، فكان عمر يقول للنبي صلى الله عليه وسلم احجب نسائك ، فلم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل ، فخرجت سودة بنت زمعة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ليلة من الليالي عشاءً وكانت امرأة طويلة ، فناداها عمر ألا قد عرفناك يا سودة حرصاً على أن ينزل الحجاب فأنزل الله آية الحجاب .
ورد هذا الحديث في البخاري في كتاب التفسير ، باب لا تدخلوا بيوت النبي ، وكتاب النكاح ، باب خروج النساء ، وكتاب الاستئذان ، باب آية الحجاب .
أقول :
أيعقل أن يكون عمر أكثر غيرة من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؟ والصحيح في سبب نزول الحجاب ما يرويه البخاري في صحيحه .
فاقرأ معي أخي الكريم :
... عن أنس بن مالك (رض) قال لما تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم
زينب ابنة جحش دعا القوم فطعموا ثم جلسوا يتحدثون وإذا هو يتأهب للقيام فلم يقوموا فلما رأى ذلك قام فلما قام قام من قام وقعد ثلاثة نفر ، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم ليدخل فإذا القوم جلوس ، ثم إنهم قاموا فانطلقت فجئت فأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم أنهم قد انطلقوا حتى دخل فذهبت أدخل فألقى الحجاب بيني وبينه فأنـزل الله { يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي } الآية .
يقول ابن حجر :
... عن أنس أنا أعلم الناس بهذه الآية ، آية الحجاب ، لما أهديت زينب بنت جحش إلى النبي صلى الله عليه وسلم صنع طعاماً ... فيجيئ قوم فيأكلون ويخرجون ثم يجيئ قوم فيأكلون ويخرجون ، قال : فدعوت حتى ما أجد أحداً ... فأشبع المسلمين خبزاً ولحماً ... ثم جلسوا يتحدثون ... ، فجعل يخرج ثم يرجع وهم قعود يتحدثون ... فلما رجع إلى بيته رأى رجلين ... فانطلقت فجئت فأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم أن انطلقوا ... فلا أدري أنا أخبرته بخروجهما أم أخبر ... أي أخبر بالوحي ... فذهبت أدخل فألقى الحجاب بيني وبينه فأنزل الله ... الآية .
فلما أرخى الستر دوني ذكرت ذلك لأبي طلحة فقال : إن كان كما تقول لينزلن فيه قرآن ، فنزلت آية الحجاب [2] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929131&posted=1#_ftn2) .
فاحكم بنفسك أيها القارئ بين هاتين الروايتين ، فالنبي الكريم مسدد من قبل الله تعالى بواسطة الوحي وهو أكثر غيرة من عمر وأشجع وأكرم وأفضل وأعلم وكل ما هنالك من فضائل ومزايا ، فهو الأول فالأول ، فكيف تقبل من رجل عادي جداً أن يوجه رسولك الكريم الذي بعثه الله تعالى للعالمين نذيراً .
وهذا النبي المسدد من قِبَل الله تعالى جاء عالماً وليس متعلماً .
باب التبرز في البيوت
22- ... عن عبدالله بن عمر قال ارتقيت فوق ظهر بيت حفصة لبعض حاجتي فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقضي حاجته مستدبر القبلة مستقبل الشام .
تم التعليق على ذلك وباختصار فراجع ج 1 ، ص 92 ، حديث 19 ، كتاب الوضوء ، باب لا تستقبل القبلة بغائط أو بول .
23- حدثنا يعقوب بن ابراهيم قال حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا يحيى عن محمد بن يحيى بن حبان أن عمه واسع بن حبان أخبره أن عبدالله بن عمر أخبره قال : لقد ظهرت ذات يوم على ظهر بيتنا فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعداً على لبنتين مستقبل بيت المقدس راجع ما قبله .
باب من لم يَرَ الوضوء إلا من المخرجين
24- ... قال علي كنت رجلاً مَذَّاءً فاستحييت أن أسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمرت المقداد بن الأسود فسأله فقال له فيه الوضوء .
راجع ج 1 ، ص 89 ، حديث 18 ، كتاب العلم ، باب من استحيا فأمر غيره بالسؤال .
25- ... عن يحيى عن أبي سلمة أن عطاء بن يسار أخبره أن زيد بن خالد أخبره أنه سأل عثمان بن عفان (رض) قلت : أرأيت إذا جامع فلم يُمْنِ قال عثمان يتوضأ كما يتوضأ للصلاة ويغسل ذكره قال عثمان سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألت عن ذلك علياً والزبير وطلحة وأُبي بن كعب (رض) فأمروه بذلك .
ورد هذا الحديث في البخاري في كتاب الغسل ، باب غسل ما يصيب من فرج المرأة .
قال البغوي :
جاء عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : إذا التقى الختانان وجب الغسل .
عن عائشة قالت : قال النبي صلى الله عليه وسلم إذا قعد بين الشعب الأربع ثم ألزق الختان بالختان فقد وجب الغسل [3] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929131&posted=1#_ftn3) .
ويقول البغوي : هذا حديث حسن صحيح .
اعلم أن من رواة هذه الرواية يحيى بن أبي كثير ، ذكره العقيلي في كتابه الضعفاء ومن نسب إلى الكذب ووضع الحديث ! وقال فيه : ذكر بالتدليس !! حدثنا همام قال : ما رأيت أصلب وجهاً من يحيى بن أبي كثير ! كنا نحدثه بالغداة فيروح بالعشي فيحدثناه [4] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929131&posted=1#_ftn4) !!
وكأن الراوي دس ما جاء في ذيل الرواية ، فعثمان بن عفان ليس بفقيه ، وهذا لا يختلف فيه اثنان ، فهل نقول أن العلماء أيضاً لم يجدوا عذراً لعثمان سوى دعوى الاجتهاد !
باب الغسل والوضوء في المخضب والقدح والخشب والحجارة
26- ... أن عائشة قالت لما ثقل النبي صلى الله عليه وسلم واشتد به وجعه استأذن أزواجه في أن يمرض في بيتي فأذن له فخرج النبي صلى الله عليه وسلم بين رجلين تخط رجلاه في الأرض بين عباس ورجل آخر . قال عبيدالله فأخبرت عبدالله بن عباس فقال : أتدري من الرجل الآخر ؟ قلت لا قال هو علي وكانت عائشة (رض) تحدث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال بعدما دخل بيته واشتد وجعه هريقوا علي من سبع قرب لم تُحلل أوكيتُهُنَّ لَعَلّي أعهد إلى الناس وأُجلس في مِخضب لحفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ثم طفقنا نَصُبُّ عليه تلك حتى طفق يشير إلينا أن قد فَعَلْتُنّ ثم خرج إلى الناس .
ورد هذا الحديث في البخاري في كتاب الأذان ، باب حد المريض ، وكتاب الهبة ، باب هبة الرجل لإمرأته ، وكتاب فرض الخمس ، باب ما جاء في بيوت أزواج النبي ، وكتاب المغازي ، باب مرض النبي ، وكتاب الطب ، باب حدثنا بشر .
لاحظ أخي الكريم أن عائشة لا تطيق ذكر اسم الإمام عليه السلام فكيف بها تسمع من الصحابة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد أوصى لعلي عليه السلام .
وسنوافيك بشرح الحديث إن شاء الله تعالى في كتاب الطب باب حدثنا بشر بن محمد .
باب البول قائماً
27- ... عن حذيفة قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم سباطة قوم فبال قائماً ثم دعى بماء فجئته بماء فتوضأ .
ورد هذا الحديث في البخاري في كتاب الوضوء ، باب البول عند صاحبه ، وباب البول عند سباطة قوم ، وكتاب المظالم ، باب الوقوف والبول .
باب البول عند صاحبه والتستُّر بالحائط
28- ... عن حذيفة قال رأيتني أنا والنبي صلى الله عليه وسلم نتماشى فأتى سُباطة قوم خلف حائط فقام كما يقوم أحدكم فبال فانتبذت منه فأشار إلي فجئته فقمت عند عقبه حتى فرغ .
باب البول عند سباطة قوم
29- ... عن أبي وائل قال : كان أبو موسى الأشعري يشدد في البول ويقول إن بني إسرائيل كان إذا أصاب ثوب أحدهم قرضه فقال حذيفة ليته أمسك أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم سباطة قوم فبال قائماً .
أقول :
هل هذا العمل الذي نُسب إلى النبي الأكرم يتفق مع ما وصفه الله تعالى به { وإنك لعلى خلق عظيم } ؟!
وهذا الذي جاء معلماً يصدر منه ما تنفر النفوس منه ، ألا يتنافى ذلك مع أدب النبوة ؟!
وهل يقبل صدور هذا العمل أمام مرأى من الناس من عالم من العلماء وفي زماننا هذا ؟!
ثم إن هذا الحديث يناقض حديثاً روي في النسائي :
عن عائشة قالت : من حدثكم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بال قائماً فلا تصدقوه ما كان يبول إلا جالساً [5] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929131&posted=1#_ftn5) .
وفي صحيح البخاري أيضاً :
... عن ابن عباس قال مر النبي صلى الله عليه وسلم بحائط من حيطان المدينة أو مكة فسمع صوت إنسانين يعذبان في كبير ثم قال بلى كان أحدهما لا يستتر من بوله وكان الآخر يمشي بالنميمة ثم دعا بجريدة فكسرها كسرتين فوضع على كل قبر منهما كسرة فقيل له يا رسول الله لم فعلت هذا ؟ قال لعله أن يخفف عنهما ما لم تيبسا أو إلى أن ييبسا [6] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929131&posted=1#_ftn6) .
ومما لا شك فيه أن عدم التستر والتحرز من البول وما يصيب الإنسان من ذلك البول يكون موجباً للعذاب ، وأيضاً يجب أن نعلم أن من يبول واقفاً فمن البديهي أن ذلك البول النازل على الأرض ومن أثر وقوف الشخص ينتثر ويصيب صاحبه وينجسه .
باب غسل المني وفركه
30- ... عن عائشة قالت : كنت أغسل الجنابة من ثوب النبي صلى الله عليه وسلم فيخرج إلى الصلاة وإن بقع الماء في ثوبه .
31- ... عن سليمان بن يسار قال : سألت عائشة عن المني يصيب الثوب ، فقالت : كنت أغسله من ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيخرج إلى الصلاة وأثر الغسل في ثوبه بقع الماء .
باب إذا غسل الجنابة أو غيرها فلم يذهب أثره
32- ... قالت عائشة كنت أغسله من ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يخرج إلى الصلاة وأثر الغسل فيه بقع الماء .
يقول البغوي في كتابه شرح السنة وفي الجزء الثاني منه :
اختلف أهل العلم في طهارة مَنيِّ الآدمي ، فذهب قوم إلى طهارته ، يُروى ذلك عن ابن عباس وسعد ، قال ابن عباس المني بمنزلة المخاط !
وذهب قوم إلى أنه نجس يجب غسله ...
وقال أصحاب الرأي : هو نجس يُغسل رطبه ويُفرك يابسه .
واتفقوا على نجاسة المذي والوَدي كالدم ، ويجب غسله عند عامة أهل العلم [7] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929131&posted=1#_ftn7) .
يقول ابن تيمية في كتابه الفتاوى الكبرى :
ومني الآدمي طاهر وهو ظاهر مذهب أحمد والشافعي ... ولا يجب غسل الثوب والبدن من المذي [8] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929131&posted=1#_ftn8) .
أقول :
هذا المني الذي كان على ثوب رسول الله صلى الله عليه وآله مصدره من ثلاث :
إما أن يكون عن احتلام ، أو أن يكون عن مداعبته لعائشة من دون جماع أو يكون عن جماع .
فلو كان مصدره الاحتلام وهو بعيد ولا يعتقد به المسلم ، وذلك لأنه من الشيطان ، والشيطان لا سبيل له على النبي ، فنقول :
إنه لا صبر له عن النساء مع العلم أن له من الزوجات تسعاً ، ونكون قد فتحنا باباً على أنفسنا لأعداء الإسلام كقولهم بأن نبينا كان مزواجاً ولا صبر له عن النساء وما أشبه هذا .
وأما إن كان مصدره المداعبة فتكون عائشة قد ناقضت ما ترويه في موضع آخر ، فقد روي عن عائشة أنها قالت : كانت إحدانا إذا كانت حائضاً فأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يباشرها أمرها أن تتَّزر في فور حيضتها ثم يباشرها ، قالت : وأيكم يملك إِرْبَه كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يملك إربه [9] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929131&posted=1#_ftn9) .
وأقول :
فإن كان مصدر ذلك المني من هذه المباشرة فإنه لم يملك إربه كما ادَّعت عائشة .
وأما إن كان مصدره الجماع فعند العامة من يقول بنجاسة المني وهو رطب ومنهم من يقول بطهارة المني جافاً .
والسؤال هنا : ما حكم رطوبة الفرج ؟
لأن الذكر كان قد اختلط برطوبة الفرج أثناء الجماع !
ثم ألم يكن من الأفضل أن من يسأل عائشة عن هذه المسألة أن تكون الإجابة مجملة ، وعلى قدر السؤال تكون الإجابة من دون ذكر القصص والتفاصيل ، وأنها كانت مع النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم تعمل وتفعل كذا وكذا !
ثم إن البخاري قد وضع هذه الرواية في باب غسل المني وفركه !
لاحظ كلمة ( وفركه ) في حين أنه عند قرائتنا للرواية لم نجد لكلمة (الفرك) أثراً فيها ! فما سبب الإتيان بكلمة ( وفركه ) ؟!
جاء في صحيح مسلم في كتاب الطهارة باب حكم المني :
... عن علقمة والأسود أن رجلاً نزل بعائشة فأصبح يغسل ثوبه فقالت عائشة : إنما كان يجزئك إن رأيته أن تغسل مكانه ، فإن لم تَرَ نضحت حوله ، ولقد رأيتني أفركه من ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم فركاً ، فيصلي فيه.
وفيه أيضاً وفي باب غسل المني من الثوب وفركه :
... عن عائشة في المني قالت : كنت أفركه من ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم .
إذن يتبين أن أهل العامة مختلفون في المني نجاسة وطهارة ، فمنهم من يقول بنجاسته رطباً فقط ، أي أنه إذا كان جافاً فهو طاهر كما مر عليك في رواية مسلم !
باب غسل المرأة أباها الدم عن وجهه
33- ... عن أبي حازم سمع سهل بن سعد الساعدي وسأله الناس وما بيني وبينه أحد بأي شيء دووي جرح النبي صلى الله عليه وسلم ؟ فقال : ما قي أحد أعلم به مني ، كان علي يجيئ بترسه فيه ماء وفاطمة تغسل عن وجهه الدم فأخذ حصير فأُحرق فحُشي به جُرحه .
ورد هذا الحديث في البخاري في كتاب الجهاد والسير ، باب المجن ومن يتَّرس ، وباب لبس البيضة ، وباب دواء الجرح ، وكتاب المغازي ، باب ما أصاب النبي من الجراح ، وكتاب النكاح ، باب { ولا يبدين زينتهن } وأخيراً كتاب الطب ، باب حرق الحصير .
نستنتج من ذلك أن الرسول الأكرم بعد عودته من أي غزوة أو سفر فإن أول بيت يدخله هو بيت ابنته فاطمة عليها السلام ، وإذا أراد الخروج للسفر أو لمعركة ما يكون هذا البيت آخر بيت يودِّعه
ومن خلال قرائتك للأحاديث القادمة سترى صدق قولنا في ذلك وأن فاطمة عليها السلام هي التي كانت تقوم بجميع شؤون أبيها وكانت هي المهتمة بجميع أموره وكان من زوجاته من شغلتها المرآة والمكحلة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فاقرأ معي الحديث الذي يرويه أبو هريرة :
قالت عائشة لأبي هريرة : إنك لتحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثاً ما سمعته منه ، فقال أبو هريرة : يا أمّه ! طلبتها وشغلك عنها المرآة والمكحلة وما كان يشغلني عنها شيء [10] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929131&posted=1#_ftn10) .
يقول الطبري : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سافر آخر عهده إتيان فاطمة ، وأول من يدخل عليه إذا قدم فاطمة عليها السلام [11] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929131&posted=1#_ftn11) .
راجع الجزء 2 ، ص 370 ، حديث 468 ، باب حدثنا قتيبة من كتاب المغازي .
[/URL](131) ج3 ، ص88 ، حديث 1098 ، ط1415هـ ، الرياض .
(http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929131&posted=1#_ftnref1)(132) فتح الباري ، ج8 ، ص648-650 ، حديث 4791 ، كتاب التفسير ، باب لا تدخلوا بيوت النبي .
(133) شرح السنة لحسين بن مسعود البغوي ، المتوفى516هـ ، ج2 ، ص3 ، باب ما يوجب الغسل ، ط2/1403هـ ، المكتب الإسلامي .
(http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929131&posted=1#_ftnref3)(134) ج4 ، ص1532 ، ترجمة 2055 ، ط1/1420هـ ، دار الصميعي ، السعودية .
(135) سنن النسائي ، ج1 ، ص27 ، كتاب الطهارة ، باب البول في البيت جالساً .
(http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929131&posted=1#_ftnref5)(136) كتاب الوضوء ، باب من الكبائر أن لا يستتر من بوله .
(137) ص90 ، ط2/1403هـ ، المكتب الإسلامي .
(http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929131&posted=1#_ftnref7)(138) ج4 ، ص399 ، باب إزالة النجاسة .
(139) كتاب الحيض ، باب مباشرة الحائض .
(http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929131&posted=1#_ftnref9)(140) الطبقات الكبرى لمحمد بن سعد الواقدي ، ج2 ، ص24 ، أبو هريرة ، ط دار الفكر .
[URL="http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929131&posted=1#_ftnref11"](141) ذخائر العقبى لمحب الدين الطبري ، ص37 ، ط1401هـ ، بيروت .
محمد المياحي
18-09-2009, 12:11 PM
كتاب الحيض
باب قراءة الرجل في حجر امرأته وهي حائض
39- ... عن منصور بن صفية أن أمه حدثته أن عائشة حدثتها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتكئ في حجري وأنا حائض ثم يقرأ القرآن .
ورد هذا الحديث في البخاري في كتاب التوحيد باب قول النبي الماهر بالقرآن .
إعلم أخي القارئ بأنك ستقرأ عن الحيض وتسمع هذه الكلمة حتى تكره تكرارها .
ولماذا تسأل هذه المرأة بالذات ، وأين أبو بكر وأين عمر الذي يقول فيه النبي الأكرم أنه رأى الري يخرج في أظفاره ثم أعطى فضله لعمر فقالوا : فما أولته يا رسول الله قال العلم ؟
أين ذلك العلم ولماذا لم يبثه للناس ؟!
ولماذا كتم ذلك العلم حتى كان الناس يسألون عائشة في أمور دنياهم ودينهم ؟!
نعم ، كل ذلك لرفع شأنها وهذا يعني رفع شأن أبيها أبي بكر .
وأنهما أسس الإسلام ، وكأن عائشة كانت متممة ومكملة لمسيرة الرسول
الأكرم فكانت تفتي للمسلمين كما تشاء ، وكانت تصول وتجول بفتاواها الغريبة كما يحلو لها .
باب مباشرة الحائض
40- ... عن عائشة قالت : كنت أغتسل أنا والنبي صلى الله عليه وسلم من إناء واحد ، كلانا جُنُب ، وكان يأمرني فأتّزر فيباشرني وأنا حائض ، وكان يخرج رأسه إلي وهو معتكف فأغسله وأنا حائض .
41- ... عن عبدالرحمن بن الأسود عن أبيه عن عائشة : قالت : كانت إحدانا إذا كانت حائضاً فأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يباشرها أمرها أن تتّزر في فور حيضتها ثم يباشرها ، قالت : وأيكم يملك إربه كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يملك إربه ؟
42- ... حدثنا عبدالله بن شداد قال : سمعت ميمونة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يباشر امرأة من نسائه أمرها فاتزرت وهي حائض .
قال النووي : أن مباشرة الحائض أقسام : أحدها يباشرها بالجماع في الفرج ، فهذا حرام بإجماع المسلمين بنص القرآن العزيز والسنة الصحيحة ... ولو اعتقد مسلم حل جماع الحائض في فرجها صار كافراً مرتداً .
القسم الثاني : المباشرة فيما فوق السرة وتحت الركبة بالذكر أو بالقبلة والمعانقة أو اللمس ... وهو حلال باتفاق العلماء .
القسم الثالث : المباشرة فيما بين السرة والركبة في غير القبل والدبر ، وفيها ثلاثة أوجه لأصحابنا أصحها ... وأشهرها أنها حرام [1] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929137&posted=1#_ftn1) .
وتقول عائشة : أن النبي كان يملك إربه !
ثم ألم يكن باستطاعة النبي الصبر ولو لليلة واحدة وغداً سيكون عند زوجة أخرى ؟! فمن باستطاعته أن يملك إربه فالأولى به الصبر .
فأقول :
أليس من المحتمل أن المسلم عندما يفعل ذلك مع زوجته لا يستطيع أن يملك إربه فيقع في المحظور والحرام ، فطالما أن النبي الأكرم فعل ذلك فالمسلم أيضاً يريد أن يقتدي برسول الله صلى الله عليه وآله !!
وأضيف أيضاً :
إن كل ما يجري بين الزوج وزوجته يجب أن لا يخرج عن إطار الأسرة أو خارج البيت ! وبالخصوص ما يجري بين الزوجين من الأمور التي أحلها الله تعالى لعباده ولو كانت عائشة تريد أن تبين حكماً شرعياً فما الداعي لذكر التفاصيل !!
ثم ألم يكن باستطاعته صلوات الله عليه تغيير ليلة هذه الزوجة بتلك ؟!
وعندما كانت عائشة تفصل وتشرح ما جرى بينها وبين النبي أليس من المحتمل أن السامع سيتخيل الموقف ويترجمه في عقله كأنه يراه ؟!! هذا إن كان السامع ممن في قلوبهم مرض .
واعلم أن مباشرة الحائض تقيم لنا الشخص وأنه رجل يحب الجنس ويكون تابعاً لهواه وضعيف أمام شهواته !!
بعد كل هذا أيعقل أن يصدر ذلك الفعل من الرسول الأكرم مع عائشة ؟!
وإن كان قد صدر منه ذلك فهل يسمح الرسول أن يروى عنه وينقل للآخرين ؟!
هذا على فرض أن تلك الروايات صحيحة ، هذا بالإضافة إلى أن من يفعل ذلك ويمسك نفسه فإنه سوف يضر بذلك مسالكه البولية وسيتكون لديه الاحتقان مع العلم أن للرسول الأكرم تسعة زوجات ، واعلم بأن الرجل العادي يأنف من مباشرة الحائض فكيف بالنبي الأكرم ؟!
أعيد وأكرر : لو سلمنا الأمر بأن هذه الروايات صحيحة ! فعلينا أن ننسف قول علماء ومؤرخي ومحدثي المسلمين بأن النبي تزوج النساء الكثير وأن الزواج منهن كان لأسباب إنسانية بحتة والدليل على ذلك أنه لم يتزوج إلا الأرامل والمطلقات ، وقولهم في ذلك أنه صلى الله عليه وآله وسلم لو كان هدفه من تلك الزيجات لغرض الشهوة والغريزة الجنسية فلماذا كان يتزوج الأرامل والمطلقات ؟!
فلو سلمنا الأمر للروايات التي مرت علينا فيجب أن لا نقبل بقول العلماء
كما ذكرنا بل علينا أن نقول ما يردده الغرب وأعداء الإسلام بأن النبي كان تابعاً لغرائزه وشهواته وكان غارقاً ومفرطاً فيها !!
وفي هذا نكون قد مهدنا وأيدنا ما يدعيه أعداء الإسلام ونكون أيضاً قد فتحنا على أنفسنا ثغرة كبيرة بحيث يتغلغل العدو من خلالها للنيل من شخص النبي الأكرم والإسلام والمسلمين .
باب الاعتكاف للمستحاضة
43- ... عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم اعتكف معه بعض نساءه وهي مستحاضة ترى الدم ، فربما وضعت الطست تحتها من الدم وزعم أن عائشة رأت ماء العصفر فقالت كأن هذا شيء كانت فلانة تجده .
44- ... عن عائشة قالت : اعتكفت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة من أزواجه ، فكانت ترى الدم والصفرة والطست تحتها وهي تصلي !
ورد هذا الحديث في البخاري في كتاب الاعتكاف ، باب اعتكاف المستحاضة .
أقول :
طالما أن عائشة قالت ( والطست تحتها ) ، إذن هي مستحاضة استحاضة كثيرة ، أي أن الدم يلوث الخرقة أو القطنة ويخرقها إلى الجهة الأخرى ، ووضع
الطست تحت المستحاضة دليل على كثرة الدم وخروجه من الجهة الأخرى كما ذكرنا ، وأن الزائد منه ينزل في الطست .
قد يقول قائل أنها – أي عائشة – أرادت بذلك أن تبين حكماً شرعياً أو مسألة فقهية .
اعلم أخي القارئ بأنه ليست كل الأحكام الشرعية يجب بيانها وإيضاحها بالشواهد ، بل يجب أن تكون الإجابة على قدر السؤال ، ونحن نتسائل أين الصحابة أين أبو بكر وعمر !
باب هل تصلي المرأة في ثوب حاضت فيه
45- ... عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال قالت عائشة : ما كان لإحدانا إلا ثوب واحد تحيض فيه ، فإذا أصابه شيء من دم قالت بريقها فَقَصَعَتْهُ بظفرها ، فقصعته بظفرها ، أي : حكته وفركته بظفرها .
قال ابن حجر :
طعن بعضهم في هذا الحديث من جهة دعوى الانقطاع ومن جهة دعوى الاضطراب .
فأما الانقطاع فقال أبو حاتم : لم يسمع مجاهد من عائشة !
وأما الاضطراب ، فلرواية أبي داود ... عن الحسن بن مسلم بدل ابن أبي نجيح !
اعلم أخي القارئ أن السند المنقطع ما سقط من إسناده إثنان فصاعداً .
واعلم أيضاً أن المضطرب : أن يروي الحديث ويختلف عمن يرويه وهو موجب لضعفه ، لأنه لم يضبط .
ويبقى النظر في مخالطة الدم بريقها كما في الرواية ، وهو من القذارة ، هذا بالإضافة إلى النجاسة ، فكيف يصدر ذلك من عائشة !
باب النوم مع الحائض
46- ... عن زينب بنت أبي سلمة حدثته أن أم سلمة قالت : حضت وأنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في الخميلة فانسللت فخرجت منها فأخذت ثياب حيضتي فلبستها فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم أنفست قلت نعم فدعاني فأدخلني معه في الخميلة . قالت : وحدثتني أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقبلها وهو صائم وكنت أغتسل أنا والنبي صلى الله عليه وسلم من إناء واحد من الجنابة .
أقول :
هل القبلة كانت على الرأس مثلاً أم على الخد أو الجبين ؟!
فنحن نرى أن لقبلة الفم في زماننا هذا لذة ومنها تتحرك الشهوة ، فهل أن الإنسان في وقتنا الحاضر اكتشف هذا الشيء أم أن الإنسان هو الإنسان لم يتغير عليه شيء من ذلك ؟! أعني أن الإنسان في العصور الماضية أيضاً كان قد عرف
وعمل بالقبلة على الفم !
فاقرأ معي أخي الكريم ما يقوله أبو داود في سننه :
... عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقبلها وهو صائم ويمص لسانها [2] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929137&posted=1#_ftn2) .
أي أن الرسول الأكرم أيضاً كان يقبل على الفم !
والطامة الكبرى أنه كان يمص لسان عائشة أيضاً ، وهذا أيضاً محرك للشهوة وبقوة ، هذا بالإضافة إلى أنه يفعل ذلك وهو صائم ، أي أن رطوبة لسان عائشة يمصها رسول الله صلى الله عليه وآله !
أقول :
إن أهل العامة أجبرونا على الخوض في مثل هذه الترهات ، فأرجو المعذرة من القارئ فليس كل ما نعلق عليه هو من اعتقادنا .
والشيء بالشيء يذكر :
اعلم أخي الكريم بأن البخاري كان سبباً في ارتداد الكاتب البريطاني والهندي الأصل سلمان رشدي ، لأنه أخذ بعض ما في كتابه من صحيح البخاري ، ومنها الممارسات الشاذة التي كان يمارسها الرسول مع زوجاته !
وليعلم القارئ أن محاولة تشويه صورة وسلوكيات النبي الأكرم من خلال هذه الأحاديث والروايات التي ألصقت بالرسول وأنه قد ترك العنان لشهواته ما
هي إلا تشويه للدين الإسلامي الحنيف .
وصحيح أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم له من المشاعر والأحاسيس والعواطف ما لغيره من بني البشر ، ولكن كل تلك العواطف والمشاعر والشهوات قد ضبطتها العصمة بدقة متناهية ، فلا إفراط في النوازع البشرية ولا تفريط .
واعلم أيضاً بأن النبي الأكرم تزوج خديجة رضوان الله تعالى عليها ومكث معها إلى أن توفيت سلام الله عليها وكان للرسول الأكرم من العمر ثلاث وخمسون سنة ، أي أن ريعان شبابه وعنفوان فتوته قد قضاها مع تلك السيدة الجليلة ، فلو كان غارقاً في شهواته لتزوج من سواها في حياته ، أي في شبابه
[/URL](144) شرح صحيح مسلم للنووي ، ج3 ، ص208-209 ، حديث 1 ، كتاب الحيض ، باب مباشرة الحائض فوق الإزار .
[URL="http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929137&posted=1#_ftnref2"] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929137&posted=1#_ftnref1)(145) المجلد1 ، ج2 ، ص311 ، حديث 2386 ، كتاب الصوم ، باب الصائم يبلع الريق ، ط دار إحياء السنة النبوية .
محمد المياحي
18-09-2009, 12:13 PM
كتاب التيمم
باب التيمم وقول الله تعالى { فلم تجدوا ماءً فتيمموا }
47- ... عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره حتى إذا كنا بالبيداء أو بذات الجيش انقطع عقد لي فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم على التماسه وأقام لناس معه وليسوا على ماء ، فأتى الناس إلى أبي بكر الصديق فقالوا : ألا ترى ما صنعت عائشة أقامت برسول الله صلى الله عليه وسلم والناس وليسوا على ماء وليس معهم ماء ؟
فجاء أبو بكر ورسول الله صلى الله عليه وسلم واضع رأسه على فخذي قد نام فقال : حبست رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس وليسوا على ماء وليس معهم ماء ؟
فقالت عائشة : فعاتبني أبو بكر وقال ما شاء الله أن يقول ، وجعل يطعنني بيده في خاصرتي فلا يمنعني من التحرك إلا مكان رسول الله صلى الله عليه وسلم على فخذي ، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أصبح على غير ماء فأنزل الله أية التيمم فتيمموا فقال أسيد بن الحضير : ما هي بأول بركتكم يا آل أبي بكر ، قالت : فبعثنا البعير الذي كنت عليه فأصبنا العقد تحته .
ورد هذا الحديث في البخاري في كتاب التيمم ، باب إذا لم يجد الماء ، وكتاب فضائل الصحابة ، باب قول النبي : لو كنت متخذاً خليلاً ، وكتاب التفسير ، باب { وإن كنتم مرضى } ، وباب { فلم تجدوا ماءً } وكتاب النكاح ، باب استعارة الثيـاب للعروس ، وكتاب اللباس ، باب استعارة القلائد ، وكتاب الحدود ، باب من أدب أهله .
يقول ابن حجر في شرحه :
قوله ( في بعض أسفاره ) قال ابن عبدالبر في التمهيد : يقال أنه كان في غزاة بني المصطلق ... وسبقه إلى ذلك ابن سعد وابن حبان ، وغزاة بني المصطلق هي غزوة المريسيع وفيها وقعت قصة الإفك لعائشة ... فإن كان ما جزموا به ثابتاً حمل على أنه سقط منها في تلك السفرة مرتين لاختلاف القصتين كما هو مبين في سياقهما ! واستبعد بعض شيوخنا ذلك ، قال : لأن المريسيع من ناحية مكة بين قديد والساحل ، وهذه القصة كانت من ناحية خيبر لقولها في الحديث ( حتى إذا كنا بالبيداء أو بذات الجيش ) وهما بين المدينة وخيبر كما جزم به النووي .
... نقل ابن بطال أنه روى أن ثمن العقد المذكور كان اثنا عشر درهماً ، ويلتحق بتحصيل الضائع ... وفيه إشارة إلى ترك إضاعة المال .
ويقول ابن حجر : قد جنح البخاري في التفسير إلى تعددها حيث أورد حديث الباب في تفسير المائدة وحديث عروة في تفسير النساء ، فكان نزول آية المائدة بسبب عقد عائشة وآية النساء بسبب قلادة أسماء .
أقول :
أيعقل أن يتوقف الرسول الأكرم بجيشه بسبب ذلك العقد الذي يساوي اثنا عشر درهماً ؟!
وما قصة هذا العقد المشؤوم الذي هو دائماً في حالة ضياع ؟!
هذه الرواية التي تختلف عن رواية الإفك في أمور ومن عدة وجوه نذكر منها :
الوجه الأول : أن ضياع العقد ونوم الرسول الأكرم على فخذ عائشة ونزول آية التيمم ورؤية العقد تحت البعير يتبين لنا أن عائشة بعد رؤية العقد تحت البعير قد ركبت البعير ورجعت مع الرسول الأكرم إلى المدينة .
أما في الرواية الثانية فقد نسوا عائشة ورحلوا عنها إلى أن جاء صفوان السلمي وعاد بها إلى المدينة فتأمل ذلك .
الوجه الثاني : في الرواية الثانية بعد عودتها مع صفوان إلى المدينة أخذ المنافقون يوجهون التهم إلى عائشة حتى شاع الخبر بين أهل المدينة وأخذ الرسول الأكرم لا يدخل على عائشة كثيراً ولا يكلمها إلى أن نزلت آيات الإفك .
أما في الرواية الأولى فلا شيء من ذلك ، فلا يختلط الأمر عليك أخي القارئ ! وفي الرواية فضيلة لعائشة وتعظيم لها ببركة ذلك العقد ونزول آية التيمم وثناء أسيد بن حضير عليها ، كل ذلك تعظيماً لعائشة وتعظيم عائشة يعني تعظيم أبي بكر ، وسوف نوافيك بحقيقة الإفك لاحقاً إن شاء الله تعالى في
ج 1 ، ص 505 ، حديث 256 ، باب تعديل النساء بعضهن بعضاً ، كتاب الشهادات .
باب الصعيد الطيب وضوء المسلم
48- ... عن عمران قال : كنا في سفر مع النبي صلى الله عليه وسلم وإنا أسرينا حتى كنا في آخر الليل وقعنا وقعة ولا وقعة أحلى عند المسافر منها ، فما أيقظنا إلا حر الشمس وكان أول من استيقظ فلان ثم فلان ثم فلان يسميهم أبو رجاء فنسي عوف ثم عمر بن الخطاب الرابع ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا نام لم يوقظ حتى يكون هو يستيقظ لأنا لا ندري ما يحدث له في نومه ، فلما استيقظ عمر ورأى ما أصاب الناس وكان رجلاً جليداً فكبر ورفع صوته بالتكبير ، فما زال يكبر ويرفع صوته بالتكبير حتى استيقظ بصوته النبي صلى الله عليه وسلم ، فلما استيقظ شكوا إليه الذي أصابهم ، قال : لا ضير أو لا يضير ، ارتحلوا فارتحل فسار غير بعيد ثم نزل فدعا بالوضوء فتوضأ ونودي بالصلاة فصلى بالناس ... .
ورد هذا الحديث في البخاري في كتاب المناقب ، باب علامات النبوة .
يقول ابن حجر :
قد اختلف العلماء هل كان ذلك مرة أو أكثر – أعني نومهم عن صلاة الصبح – فجزم الأصيلي بأن القصة واحدة .
ففي الطبراني :
... قال ذو مخبر : فما أيقظني إلا حر الشمس فجئت أدنى القوم فأيقظته وأيقظ الناس بعضهم بعضاً حتى استيقظ النبي صلى الله عليه وسلم .
ويقول ابن حجر :
وقد تكلم العلماء في الجمع بين حديث النوم هذا وبين قوله صلى الله عليه وسلم إن عيني تنامان ولا ينام قلبي .
ويقول : فإن من ابتداء طلوع الفجر إلى حميت الشمس مدة طويلة لا تخفى على من لم يكن مستغرقاً لأنا نقول يحتمل أن يقال كان قلبه صلى الله عليه وسلم إذ ذاك مستغرقاً بالوحي .
أكتفي بما في شرح ابن حجر العسقلاني فأقول وباختصار شديد :
ان النبي الأكرم نام عن صلاة الصبح المفروضة فصلاها قضاءً بعد طلوع الشمس ، وهذا يناقض ما جاء في مسند أحمد بن حنبل ... عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : حبب إلى من الدنيا النساء والطيب وجعل قرة عيني الصلاة [1] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929137&posted=1#_ftn1) .
أقول :
يا رسول الله تقول ما لا تفعل ولا تعمل بما تقول ، فهذه الصلاة التي هي قرة عينك نمت عنها وصليتها قضاءً .
راجع ج 1 ، ص 265 ، حديث 139 ، باب تحريض النبي صلى الله عليه وسلم على صلاة الليل من كتاب التهجد لتقرأ ما كنت تبحث عنه .
باب التيمم ضربة
49- ... عن شقيق قال : كنت جالساً مع عبدالله وأبي موسى الأشعري فقال له أبو موسى لو أن رجـلاً أجنب فلم يجد الماء شهراً أما كان يتيمم ويصلي ؟ فكيف تصنعون بهذه الآية في سورة لمائدة { فلم تجدوا ماءً فتيمموا صعيداً طيباًً } ؟
فقال عبدالله : لو رُخِّص لهم في هذا لأوشكوا إذا برد عليهم الماء أن يتيمموا الصعيد ، قلت : وإنما كرهتم هذا لذا ، قال : نعم ، فقال أبو موسى ألم تسمع قول عمار لعمر بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم في حاجة فأجنبت فلم أجد الماء فتمرَّغت في الصعيد كما تمرغ الدابة فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال : إنما كان يكفيك أن تصنع هكذا ، فضرب بكفه ضربة على الأرض ثم نفضها ثم مسح بهما ظهر كفه بشماله أو ظهر شماله بكفه ، ثم مسح بهما وجهه .
فقال عبدالله : أفلم تر عمر لم يقنع بقول عمار وزاد يعلى عن الأعمش عن شقيق كنت مع عبدالله وأبي موسى فقال أبو موسى ألم تسمع قول عمار لعمر إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثني أنا وأنت فأجنبت فتمعكت بالصعيد فأتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرناه ، فقال : إنما كان يكفيك هكذا ومسح وجهه وكفيه واحدة .
جاء في البخاري أن رجلاً أتى عمر فقال : إني أجنبت فلم أجد ماءً فقال لا تصل ... الحديث .
راجع ذلك في كتابنا هذا ج 1 ، ص 59 ، حديث 3 ، كتاب الإيمان ، باب تفاضل أهل الإيمان .
(146) ج3 ، ص168 و 199 و 285 ، ط دار الفكر العربي .
محمد المياحي
18-09-2009, 12:33 PM
كتاب الصلاة
باب كيف فرضت الصلاة في الإسراء
50- حدثنا يحيى بن بكير ... عن يونس عن ابن شهاب ... عن أنس بن مالك قال : كان أبو ذر يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فرج عن سقف بيتي وأنا بمكة فنزل جبريل ففرج صدري ثم غسله بماء زمزم ثم جاء بطست من ذهب ممتلئ حكمة وإيماناً فأفرغه في صدري ثم أطبقه ثم أخذ بيدي فَعَرَجَ بي إلى السماء الدنيا ، فلما جئت إلى السماء الدنيا قال جبريل لخازن السماء افتح ! قال : من هذا ؟ قال : هذا جبريـل ، قال : هل معك أحد ؟ قال : نعم ، معي محمد صلى الله عليه وسلم ، فقال : أُرسل إليه ؟ قال نعم ، فلما فتح علونا السماء الدنيا فإذا رجل قاعد على يمينه أسودة وعلى يساره أسودة ، إذا نظر قبل يمينه ضحك وإذا نظر قبل يساره بكى ، فقال : مرحباً بالنبي الصالح والابن الصالح ، قلت لجبريل : من هذا ؟ قال : هذا آدم وهذه الأسودة عن يمينه وشماله نسم بنيه ، فأهل اليمين منهم أهل الجنة والأسودة التي عن شماله أهل النار ، فإذا نظر عن يمينه ضحك وإذا نظر قبل شماله بكى ، حتى عرج بي إلى السماء الثانية فقال لخازنها : افتح ! فقال له خازنها مثل ما قال الأول ، ففتح ، قال أنس فذكر أنه وجد في السموات آدم وإدريس وموسى وعيسى وإبراهيم صلوات الله عليهم ولم يثبت كيف منازلهم غير أنه ذكر أنـه وجد آدم في السماء الدنيا وإبراهيم في السماء السادسة ، قال أنس فلما مرَّ جبريل بالنبي صلى الله عليه وسلم بإدريس قال : مرحباً بالنبي الصالح والأخ الصالح ، فقلت : من هذا ؟ قال : هذا إدريس ، ثم مررت بموسى فقال : مرحباً بالنبي الصالح والأخ الصالح ؟ قلت من هذا قال هذا موسى ، ثم مررت بعيسى فقال : مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح ، قلت من هذا قال هذا عيسى ، ثم مررت بإبراهيم فقال مرحباً بالنبي الصالح والابن الصالح ، قلت من هذا قال هذا إبراهيم صلى الله عليه وسلم .
قال ابن شهاب : فأخبرني ابن حزم أن ابن عباس وأبا حبة الأنصاري كانا يقولان قال النبي صلى الله عليه وسلم ثم عرج بي حتى ظهرت لمستوى أسمع فيه صريف الأقلام ، قال ابن حزم وأنس بن مالك قال النبي صلى الله عليه وسلم ففرض الله على أمتي خمسين صلاة فرجعت بذلك حتى مـررت على موسى فقال : ما فرض الله لك على أمتك ؟ قلت : فرض خمسين صلاة ، قال فارجع إلى ربك فإن أمتك لا تطيق ذلك ، فراجعني فوضع شطرها ، فرجعت إلى موسى قلت وضع شطرها ، فقال : راجع ربك فإن أمتك لا تطيق ذلك ، فراجعت فوضع شطرها ، فرجعت إليه فقال : ارجع إلى ربك فإن أمتك لا تطيق ذلك ، فراجعته فقال : هي خمس وهي خمسون لا يبدل القول لدي ، فرجعت إلى موسى فقال : راجع ربك فقلت استحييت من ربي ثم انطلق بي حتى انتهى بي إلى سدرة المنتهى وغشيها ألوان لا أدري ما هي ، ثم أدخلت الجنة فإذا فيها حبايل اللؤلؤ وإذا ترابها المسك .
ورد هذا الحديث في البخاري في كتاب التوحيد ، بـاب { وكلم الله موسى } .
من رواة هذه الرواية يحيى بن بكير المصري الذي ضعفه النسائي وقال فيه أيضاً : ليس بثقة [1] (http://www.imshiaa.com/vb/newreply.php?do=postreply&t=75532#_ftn1) !
ومن الرواة أيضاً يونس بن يزيد الأيلي !
قال وكيع : رأيت يونس بن يزيد الأيلي وكان سيء الحفظ !
وكان أحمد بن حنبل يحمل على يونس وضعف أمره ! وقال فيه أيضاً : يونس كثير الخطأ عن الزهري !
وقال : في حديث يونس بن يزيد منكرات عن الزهري !
وقال فيه : روى أحاديث منكرة [2] (http://www.imshiaa.com/vb/newreply.php?do=postreply&t=75532#_ftn2) !
وقال أبو حاتم الرازي : لقيت يونس وذاكرته بأحاديث الزهري المعروفة وجهدت أن يقيم لي حديثاً فما أقامه [3] (http://www.imshiaa.com/vb/newreply.php?do=postreply&t=75532#_ftn3) !
أرجو أن لا يفوتك أيها القارئ فإن يونس يروي هذه الرواية عن محمد بن مسلم ابن شهاب الزهري !! فتأمل .
أقول : لنا على هذا الحديث عدة ملاحظات :
أولاً : من كان نبياً وهو في صلب آدم ومن ولد مختوناً طاهراً من السهل على الله تعالى أن يجعل الحكمة والإيمان في صدر هذا النبي الكريم ومن دون فتح ذلك الصدر وغسله بماء زمزم وما إلى ذلك من حكايات العجائز التي يردها العقل ولا يقبلها أولو الألباب .
ثانياً : النبي موسى عليه السلام يشير على نبينا الأكرم أن يطلب من الله تعالى أن يخفف الصلاة على أمته !
أقول : اعلم أخي الكريم بأن شريعة موسى قد انتهت ونبينا أفضل الأنبياء وأكرمهم على الله تعالى ومنزلته أعلى منزلة من موسى ومن يكون قاب قوسين أو أدني فهو أفضل ممن أجيب بأنك { لن تراني } ، ولو أراد نبينا أن يستشير فجبريل هو المستشار .
يقول ابن تيمية في منهاج السنة :
واليهود قالوا افترض الله علينا خمسين صلاة وكذلك الرافضة [4] (http://www.imshiaa.com/vb/newreply.php?do=postreply&t=75532#_ftn4) .
فبالله عليك أيها القارئ المنصف من القائل الآن بالخمسين صلاة ؟ نحن أم هذا الناصبي الكذاب ؟!
فراجع جميع كتب العامة الصحيح منها والسنن لترى ذلك وأن الصلاة فُرضت خمسين صلاة في بادئ الأمر ، ثم راجع كتبنا وما نعتقده فلن ترى من يصدق ويعتقد بهذه الرواية اليهودية ، فنحن ولله الحمد جميع فقهائنا وعلمائنـا
وعلى رأس هؤلاء من نعتقد بإمامتهم فإنهم يرفضون هذه الرواية جملة وتفصيلاً ويضربونها بِعُرض الحائط ، فاحكم بنفسك أيها القارئ على هذا الناصبي الذي يكذب في منهاجه كثيراً .
أعيد وأقول : ( يكذب كثيراً ) فراجع لترى صحة قولنا في ذلك .
وأخيراً :
من الذي يشبه في اعتقاده مع اليهود ، نحن أم هذا الناصبي ومن على منهجه واعتقاده ؟!
ثم ألا يعلم الله سبحانه وتعالى مقدار تحمل أمة محمد صلى الله عليه وآله حتى يكلفهم ما لا يطيقونه ؟!
وأيضاً لا ننسى أن اليهود وعن طريق كعب الأحبار يريدون أن يجعلوا لنبيهم موسى عليه السلام الفضل على نبينا الكريم وعلى الأمة الإسلامية قاطبة ويريدون أن يقولوا للمسلمين نحن لنا الفضل عليكم في أمور كثيرة منها قد خفف نبينا موسى عنكم الصلاة وإلا لكان صلاتكم خمسين صلاة بدل خمسة .
باب الصلاة في الثوب الواحد
51- ... عن أبي النضر مولى عمر بن عبيدالله أن أبا مُرَّة مولى أم هانئ بنت أبي طالب أخبره أنه سمع أم هانئ بنت أبي طالب تقول : ذهبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح فوجدته يغتسل وفاطمة ابنته تستره ، قالت : فسلمت عليه فقال : من هذه ؟ فقلت أنا أم هانئ بنت أبي طالب ، فقال مرحباً
بأم هانئ ، فلما فرغ من غسله قام فصلى ثماني ركعات ملتحفاً في ثوب واحد ، فلما انصرف قلت يا رسول الله زعم ابن أمي أنه قاتل رجلاً قد أجرته ، فلان ابن هبيرة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قد أجرنا من أجرت يا أم هانئ ، قالت أم هانئ : وذاك ضحى .
أقول :
لقد ذكرت في الصفحات السابقة أن فاطمة عليها السلام هي التي كانت تقوم بشؤون أبيها دون نساءه ، وكما قال أبو هريرة لعائشة : يا أمَّه ، طلبتها وشغلك عنها المرآة والمكحلة وما كان يشغلني عنها شيء .
راجع : ج 1 ، ص 107 ، حديث 33 ، من كتابنا هذا باب غسل المرأة أباها الدم عن وجهه من كتاب الوضوء .
باب كراهية التعرِّي في الصلاة
52- ... حدثنا عمرو بن دينار قال : سمعت جابر بن عبدالله يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينقل معهم الحجارة للكعبة وعليه إزاره ، فقال له العباس عمه يا ابن أخي لو حللت إزارك فجعلت على منكبيك دون الحجارة ، قال : فحلَّه فجعله على منكبيه فسقط مغشياً عليه ، فما رؤي بعد ذلك عرياناً صلى الله عليه وسلم .
ورد هذا الحديث في البخاري في كتاب الحج ، باب فضل مكة ، وكتاب
مناقب الأنصار ، باب بنيان الكعبة .
يقول ابن حجر – نقلاً عن ابن اسحاق في السيرة - : أنه صلى الله عليه وسلم تعرّى وهو صغير عند حليمة ، فلكمه لاكم فلم يعد يتعرّى !
أقول :
ألا يعلم الرسول الأكرم بأنه إذا حل إزاره ووضعه على منكبيه فما الشيء الذي سوف يستره غير ذلك الإزار الذي حله ؟!
فكيف بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وبكل بساطة ينقاد إلى رأي عمه ويحل إزاره ويكشف عن عورته ؟!
ألا يدلنا ذلك على جهل النبي الأكرم !
قد يقول قائل : إن ذلك كان قبل البعثة !
فأقول :
أولاً : أنت تريد أن تسلب العصمة من النبي !
ثانياً : مسألة ستر العورة من الفطرة ، فعامة البشر ملتزمون به ، ومن القبح أن ننسب ذلك لنبينا الأكرم .
جاء في صحيح مسلم : ... عن المسور بن مخرمة قال : أقبلت بحجر أحمله ثقيل وعلي إزار خفيف قال : فانحل إزاري ومعي الحجر لم أستطع أن أضعه حتى بلغت بـه إلى موضعه ، فقـال رسول الله صلى الله عليه وسلم ارجع إلى
ثوبك فخذه ولا تمشوا عراة [5] (http://www.imshiaa.com/vb/newreply.php?do=postreply&t=75532#_ftn5) .
لاحظ التناقض الجلي بين الروايتين .
باب ما يستر العورة
53- ... حميد بن عبدالرحمن بن عوف أن أبا هريرة قال بعثني أبا بكر في تلك الحجة في مؤذنين يوم النحر نؤذن بمنى أن لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان قال حميد بن عبدالرحمن ثم أردف رسول الله صلى الله عليه وسلم علياً فأمره أن يؤذن ببراءة قال أبو هريرة : فأذن معنا علي في أهل منى يوم النحر لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان .
ورد ذكر هذا الحديث في كتاب التفسير ، باب { فسيحوا في الأرض } وباب { وأذان من الله } .
لاحظ أخي القارئ وتمعن في الرواية ، فإن هذا الدوسي قلب الجملة فبدلاً من أن يقول ( فَأَذّّنَّا مع علي ) قال : ( فأذن معنا علي ) !! في حين أن الإمام كان هو المبعوث على رأس هؤلاء .
يقول أحمد بن شعيب النسائي :
... عن علي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث ببراءة إلى أهل مكة مع أبي بكر ثم اتبعه بعلي فقال له : خذ الكتاب فامض به إلى أهل
مكة قال : فلحقته وأخذت الكتاب منه فانصرف أبو بكر وهو كئيب فقال يا رسول الله أنزل في شيء ؟ قال : لا إلا أني أمرت أن أبلغه أنا أو رجل من أهل بيتي [6] (http://www.imshiaa.com/vb/newreply.php?do=postreply&t=75532#_ftn6) .
على ضوء هذه الرواية كان على أبي هريرة أن يقول فأذنت مع علي في أهل منى يوم النحر لأن الزعيم والأمير والنائب للرسول الأكرم هو علي عليه السلام وهو الذي أمره الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أن يؤذن ببراءة ، ولكن هذا الدوسي يقول : فأذن ( معنا ) علي ، أراد بذلك أن يُهمَّش علياً عليه السلام في النداء أو الأذان ببراءة .
إن أيادي بني أمية وتبنِّيهم هذا الدوسي هي التي جعلته ينتقص علياً عليه السلام وفي الرواية حميد بن عبدالرحمن بن عوف القرشي الزهري ... أمه أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط أخت عثمان بن عفان لأمه ... روى عن ... عبدالله بن عمر بن الخطاب وعبدالله بن عمرو بن العاص ... وأبيه عبدالرحمن بن عوف ... وخاله عثمان بن عفان وعمر بن الخطاب ومعاوية بن أبي سفيان وأبي هريرة ... [7] (http://www.imshiaa.com/vb/newreply.php?do=postreply&t=75532#_ftn7) .
فهو أموي حتى النخاع ، أي أنه ينصب العداء لأهل البيت عليهم السلام ، فتأمل .
[/URL](147) تهذيب الكمال للمزي ، ج31 ، ص403 ، ترجمة 6858 ، ط1/1413هـ ، مؤسسة الرسالة ، بيروت .
(http://www.imshiaa.com/vb/newreply.php?do=postreply&t=75532#_ftnref1)(148) نفس المصدر السابق ، ج32 ، ص554-555 ، ترجمة 7188 ، بتصرف .
(149) الجرح والتعديل للرازي ، ج9 ، ص248 ، ترجمة 1042 ، بتصرف .
(http://www.imshiaa.com/vb/newreply.php?do=postreply&t=75532#_ftnref3)(150) منهاج السنة النبوية ، المجلد1 ، ج1 ، ص6 ، ط دار الكتب العلمية ، بيروت .
(151) كتاب الحيض ، باب الاعتناء بحفظ العورة .
(http://www.imshiaa.com/vb/newreply.php?do=postreply&t=75532#_ftnref5)(152) خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، ص146-147 ، حديث 76 ، ط1/1403هـ ، تحقيق : الشيخ المحمودي .
[URL="http://www.imshiaa.com/vb/newreply.php?do=postreply&t=75532#_ftnref7"](153) تهذيب الكمال في أسماء الرجال للمزي ، ج7 ، ترجمة 1532 ، ص378-380 .
محمد المياحي
18-09-2009, 04:24 PM
باب ما يذكر في الفخذ
54- ويروى عن ابن عباس وجرهد ومحمد بن جحش عن النبي صلى الله عليه وسلم : الفخذ عورة ، وقال أنس : حَسَرَ النبي صلى الله عليه وسلم عن فخذه ، وحديث أنس أسند وحديث جرهـد أحوط ، حتى يخرج من اختلافهم ، وقال أبو موسى غطّى النبي صلى الله عليه وسلم ركبتيه حين دخل عثمان وقال زيد بن ثابت أنزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم وفخذه على فخذي فثقلت علي حتى خفت أن ترض فخذي .
لاحظ أن البخاري صاحب الصحيح يقول : ( ويُروى عن ابن عباس ) !!
أين السند الموصل لابن عباس ؟!!
قال ابن حجر في شرحه :
قوله ( وقال أبو موسى ) أي الأشعري ... وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان قاعداً في مكان فيه ماء انكشف عن ركبتيه أو ركبته ، فلما دخل عثمان غطاها ، وعرف بهذا الرد على الداودي الشارح حيث زعم أن هذه الرواية المعلقة عن أبي موسى وَهْم وأنه دخل حديث في حديث واشار إلى ما رواه مسلم من حديث عائشة قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مضطجعاً في بيتي كاشفاً عن فخذيه أو ساقيه الحديث ، وفيه فلما استأذن عثمان جلس ، انتهى .
يريد الرواة أن يرفعوا شأن عثمان عندما غطى النبي فخذه حين دخوله . واعجباً لهؤلاء ! كيف تغافلوا عن عقائدهم في هذه الرواية وهي أنهم دائماً يقدمون أبا بكر ثم عمر على عثمان ، ( هذا ما عَوَّدونا عليه ) ! فكيف بعثمان هنا علا على الشيخين ؟! ثم أليس الفخذ من العورة ؟!
نعم ، فأهل العامة لا يعنيهم تعري الرسول الأكرم ! وإنما يعنيهم عثمان واختلاق فضيلة له ولو كان ذلك على حساب النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم !!
أرجو من القارئ مراجعة ما يلي :
1- ج 2 ، ص 200 ، حديث 380 ، باب صفة النبي صلى الله عليه وآله وسلم من كتاب المناقب .
2- ج 2 ، ص 251 ، حديث 402 ، باب حدثنا الحميدي من كتاب المناقب .
3- ج 2 ، ص 267 ، حديث 414 ، باب مناقب عثمان من كتاب فضائل الصحابة .
4- ج 3 ، ص 81 ، حديث 713 ، باب من لم يواجه الناس بالعتاب من كتاب الأدب .
باب إذا صلى في ثوب له أعلام
55- ... عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في خميصة لها أعلام فنظـر إلى أعلامها نظرة فلما انصرف قال اذهبوا بخميصتي هذه إلى أبي جهم وائتوني بأنبجانية أبي جهم فإنها ألهتني آنفاً عن صلاتي وقال هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قال النبي صلى الله عليه وسلم كنت أنظر إلى علمها وأنا في الصلاة فأخاف أن تفتنني .
ورد هذا الحديث في كتاب الأذان ، باب الالتفات في الصلاة ، وكتاب اللباس ، باب الأكسية والخمائص .
باب إذا صلى في ثوب مصلَّب أو تصاوير
56- ... عن أنس كان قِرَام لعائشة سترت به جانب بيتها فقال النبي صلى الله عليه وسلم أميطي عنّا قرامك هذا فإنه لا تزال تصاويره تعرض في صلاتي .
ورد هذا الحديث في البخاري في كتاب اللباس ، باب كراهية الصلاة في التصاوير .
باب من صلى في فرّوج حرير ثم نزعه
57- ... عن عقبة بن عامر قال : أُهدي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فرّوج حرير فلبسه فصلى فيه ثم انصرف فنزعه نزعاً شديداً كالكاره له وقال : لا ينبغي هذا للمتقين .
ورد هذا الحديث في البخاري ، كتاب اللباس ، باب لبس جبة الصوف .
نستنتج من الأحاديث السابقة أن الرسول صلى الله عليه وآله كان يلبس في صلاته خميصة لها أعلام وفيها تصاوير وكان يلبس أيضاً فروج حرير ، أي أنه يأتي بالمحرم والمكروه في الصلاة ثم بعد ذلك يرتدع وينزع ذلك الثوب .
وسوف نوافيك أيضاً أيها القارئ بأنه صلى الله عليه وآله وسلم لبس خاتماً من ذهب ثم نزعه بعد ذلك وطرحه أرضاً فإنه صلوات الله عليه وآله أتى بجميع المحرمات والمكروهات في الشريعة وأخذ حقه ونصيبه من تلك الملذات الدنيوية ثم رماها بعد ذلك .
ونحن الآن في زماننا هذا عند استعمالنا لأي شيء من هذه الزينة والزخارف مثلاً نمل بعد فترة تلك الأشياء وبخاصة مع كبر السن حتى لو كان ذلك الشيء محرماً مثلاً أو مكروهاً ومع مرور الوقت فإننا لا نعير ذلك الشيء أي اهتمام وكأننا تساوينا مع الرسول في الأخذ من الملذات الدنيوية .
باب الصلاة في السطوح والمنبر
58- ... عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سقط عن فرسه فجُحِشَت ساقه أو كتفه وآلى من نساءه شهراً فجلس في مشربة له درجتها من جذوع فأتاه أصحابه يعودونه فصلى بهم جالساً وهم قيام فلما سلم قال : إنما جعل الإمام ليؤتم به فإذا كبر فكبروا وإذا ركع فاركعوا وإذا سجد فاسجدوا وإن صلى قائماً فصلوا قياماً ، ونزل لتسع وعشرين فقالوا يا رسـول الله إنك آليت شهراً فقال : إن الشهر تسع وعشرون .
ورد ذكر هذا الحديث في البخاري في كتاب الأذان ، باب إنما جعل الإمام ليؤتـم به ، وباب إيجاب التكبير ، وباب يهوى بالتكبير ، وكتاب تقصير الصلاة ، باب صلاة القاعد .
إنما جعل الإمام ليؤتم به أي أن على المصلين أن يتابعوا الإمام ويتبعوه في تكبيرة الإحرام وفي الركوع والسجود وعليهم عدم التواني في ذلك كونهم مأمومين حال الصلاة ، فيجب عليهم أن يتابعوا الإمام في كل صغيرة وكبيرة في الصلاة وسنوافيك بالمزيد في كتاب الأذان باب إمامة المفتون والمبتدع .
باب الصلاة على الحصير
59- ... عن أنس بن مالك أن جدته مليكة دعت رسول الله صلى الله عليه وسلم لطعام صنعته له فأكل منه ثم قال : قوموا فلأصلِي لكم ، قال أنس : فقمت إلى حصير لنا قد اسودَّ من طول ما لبس فنضحته بماء فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وصففت واليتيم وراءه والعجور من ورائنا ، فصلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين ثم انصرف .
ورد هذا الحديث في البخاري ، في كتاب الأذان ، باب وضوء الصبيان .
أقول :
الحصير والخمرة كل ذلك يصنع من سعف النخل وما أشبه ، والفرق بين الحصير والخمرة أن الحصير يكون كبيراً والخمرة تكون على قدر وجه الإنسان ويديه تقريباً ، أي قطعة حصيرة صغيرة ، وهذه الحصيرة أو الخمرة من الأشياء الجائز السجود عليها كونها من الأرض وهذا ما نعتقد به نحن الشيعة .
يقول ابن تيمية في كتابه الفتاوى الكبرى :
أما الصلاة على السجادة بحيث يتحرَّى المصلي ذلك فلم تكن هذه سنة السلف من المهاجرين والأنصار ومن بعدهم من التابعين لهم بإحسان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بل كانوا يصلون في مسجده على الأرض لا يتخذ أحدهم سجادة يختص بالصلاة عليها وقد روي أن عبدالرحمن بن مهدي لما قدم المدينة بسط سجادة فأمر مالك بحبسه فقيل له : إنه عبدالرحمن بن مهدي ، فقال : أما علمت أن بسط السجادة في مسجدنا بدعة ؟!
ويقول أيضاً :
فكان مسجده من جنس الأرض وربما وضعوا فيه الحصى كما في سنن أبي داود .
وفي المسند أيضاً عن جابر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لَأن يمسك أحدكم يده عن الحصاة خير له من مائة ناقة كله سود الحدق .
ويقول : فهذا بيِّن أنهم كانوا يسجدون على التراب والحصى .
ويقول أيضاً : وهذا بين أنهم لم يكونوا يصلون على سجادات بل ولا على حائل .
وفي صحيح مسلم عن خباب بن الأرت قال : شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم شدة حر الرمضاء في جباهنا وأكفنا فلم يشكونا ... وسبب هذه الشكوى أنهم كانوا يسجدون على الأرض فتسخن جباههم وأكفهم وطلبوا منه أن يؤخر الصلاة زيادة على ما كان يؤخرها ويبرد بها فلم يفعل .
ويقول :
ولا نزاع بين أهل العلم في جواز الصلاة والسجود على المفارش إذا كانت من ( جنس الأرض ) كالخمرة والحصير ونحوه .
ويقول أيضاً :
إن هؤلاء يفترش أحدهم السجادة على مُصلَّيات المسلمين من ( الحصر والبسط ) ونحو ذلك مما يفرش في المساجد فيزدادون بدعة على بدعتهم ، وهذا الأمر لم يفعله أحد من السلف ولم يُنقل عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يكون دليلاً بل يعللون أن هذه الحصر يطؤها عامة الناس ... [1] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=75532&page=2#_ftn1) .
(154) الفتاوى الكبرى لابن تيمية ، ج2 ، ص33 و34 و36 و 39 و 44 ، المسألة السابعة ، ط دار المعرفة ، بيروت .
محمد المياحي
18-09-2009, 04:30 PM
باب الصلاة على الخمرة
60- ... عن عبدالله بن شداد عن ميمونة قالت : كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي على الخمرة .
الخمرة تعتبر سجـادة يسجد عليهـا المصلي وتطلق على ما زاد على قدر الوجه وسمِّيت خمرة لأنها تغطي الوجه ، وتصنع من سعف النخل .
راجع ما قبله .
باب الصلاة على الفراش
61- ... عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت : كنت أنام بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجلاي في قبلته ، فإذا سجد غمزني ، فقبضت رجلَيَّ ، فإذا قام بسطتهما ، قالت : والبيوت يومئذ ليس فيها مصابيح .
ورد هذا الحديث في البخـاري في كتاب الصلاة ، باب الصلاة خلف النائم ، وباب التطوع خلف المرأة ، وباب هل يغمز الرجل امرأته ، وكتاب العمل في الصلاة ، باب ما يجوز من العمل في الصلاة .
أقول :
إن العامة تستشكل على الإمام علي عليه السلام بتصدقه بالخاتم حال الركوع في الصلاة كما في الآية الكريمة { إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون } المائدة / 55 .
ويقولون : إن انصرافه والتفاته إلى السائل يعتبر خدشاً ونقصاً في صلاته وعبادته ، هذا من إشكالات العامة على التصدق بالخاتم حال الصلاة .
فأقول :
إن علياً عليه السلام كان في حالة عبادة أثناء صلاته ، وعندما تصدق بالخاتم حال الركوع كان في حالة عبادة أيضاً ، أي إنه تكررت عبادته بإيتاء الزكاة حال الصلاة فجمع بذلك الصلاة والزكاة معاً وفي آن واحد .
وأقول أيضاً :
أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كان في حالة عبادة أثناء صلاته كما مر علينا في حديث عائشة ، والذي ذكرناه ، وقد أتى بعمل أقل شأناً مما جاء به الإمام عليه السلام في تصدقه بالخاتم .
فالفرق واضح وجلي بين التصدق بالخاتم حال الصلاة وبين غمز رجل عائشة حال الصلاة .
الخلاصة :
أقول للعامة ، لو كان هناك طعن في تَصَّدُق الإمام علي عليه السلام حال الصلاة فالطعن في النبي الأكرم أولى !
62- ... عن ابن شهاب قال : أخبرني عروة أن عائشة أخبرته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي وهي بينه وبين القبلة على فراش أهله اعتراض الجنازة .
63- ... عن عروة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي وعائشة معترضة بينه وبين القبلة على الفراش الذي ينامان عليه .
جاء في صحيح مسلم :
... عن أبي ذر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام أحدكم يصلي فإنه يستره إذا كان بين يديه مثل آخرة الرحل ، فإذا لم يكن بين يديه مثل آخرة الرحل فإنه يقطع صلاته الحمار والمرأة والكلب الأسود ، قلت يا أبا ذر ، ما بال الكلب الأسود من الكلب الأحمر من الكلب الأصفر ؟ قال : يا ابن أخي ، سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم كما سألتني فقال : الكلب الأسود شيطان [1] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929415#_ftn1) .
وفي سنن الترمذي باب 253 حديث رقم 338 ، ما جاء أنه لا يقطع الصلاة إلا الكلب والحمار والمرأة .
وقال الترمذي : حديث حسن صحيح .
والسؤال هنا : كيف نوفق بين هذه الروايات المتناقضة ؟
عائشة كانت تنام في قبلة الرسول الأكرم معترضة اعتراض الجنازة ، وفي رواية مسلم والترمذي أن المرأة تقطع الصلاة .
خلاصة قول النووي في ذلك : أن المراد بالقطع نقص الصلاة لشغل القلب بهذه الأشيـاء وليس المراد إبطالها ومنهم من يدعي نسخه بالحديث الآخر ( لا يقطع صلاة المرء شيء ) .
ويقول النووي في آخر شرحه للحديث :
مع أن حديث ( لا يقطع صلاة المرء شيء ) ضعيف [2] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929415#_ftn2) !
لم يزد النووي أن فسر الماء بعد الجهد بالماء !
هذا هو دأب هؤلاء فالحديث صحيح على رواية الترمذي وضعيف على رأي النووي ، فبأي الرأيين نأخذ ؟ أم نصحح الحديث لأن الذي رواه صحابي عدل لا يجوز الطعن فيه وإن كان الحديث يتعارض مع العقل ، فهذا ليس من شأنك أيها الباحث بل عليك إيجاد العذر واللف والدوران لإيجاد الحل لذلك الحديث أو لذلك الصحابي العدل .
أقول :
جاء الإسلام وكرم المرأة بعد أن كانت مسلوبة الحقوق ومهدورة الكرامة وأُخرجت من تلك الظلمات إلى نور الإسلام ، ويأتي هذا ويساويها بالحمار والكلب !
والأسئلة التي تطرح نفسها هنا :
أولاً : هذه المرأة التي تقطع الصلاة إن كانت متزوجة تقطع الصلاة أم عازبة ؟!
ثانياً : هل يشمل ذلك البنت الصغيرة السن أم لا ؟!
ثالثاً : المرأة الكبيرة السن والتي انقطع عنها الحيض هل يشملها قطع الصلاة أم هي خارجة عن تلك الدائرة المشؤومة ؟!
رابعاً : المرأة إذا مرت أمام إمرأة تصلي فهل تقطع الصلاة ؟ أم هذا حكم لصلاة الرجل فقط ؟!
خامساً : ما دامت هذه المرأة إذا مرت أمام المصلي تقطع صلاته فكيف بها وهي تصلي ، فمن الأولى أن تقطع صلاتها على نفسها !
وأخيراً أقول :
إن مثل هذه الروايات ذريعة لأعداء الإسلام لضرب الدين وتعاليمه .
باب قبلة أهل المدينة وأهل الشام
64- ... عن أبي أيوب الأنصاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إذا أتيتم الغائط فلا تستقبلوا القبلة ولا تستدبروها ولكن شرِّقوا أو غرِّبوا ، قال أبو أيوب فقدمنا الشام فوجدنا مراحيض بنيت قبل القبلة فننحرف ونستغفر الله تعالى .
لاحظ أبا أيوب الأنصاري كيف انحرف عن القبلة حال التخلي مع وجود ساتر ، وهذا خلاف ما تعتقد وتعمل به العامة كما قلنا وأشرنا في الصفحات السابقة فراجع إن شئت ج 1 ، ص 92 ، حديث 19 ، كتاب الوضوء ، باب لا تستقبل القبلة بغائط أو بول .
باب التوجُّه نحو القبلة
65- ... عن علقمة قال : قال عبدالله صلى النبي صلى الله عليه وسلم قال ابراهيم لا أدري زاد أو نقص فلما سلم قيل له يا رسول الله أحدث في الصلاة شيء ؟ قال : وما ذاك ؟ قالوا : صليت كذا وكذا ، فَثَنَى رجليه واستقبل القبلة وسجد سجدتين ثم سلم ، فلما أقبل علينا بوجهه قال : إنه لو حدث في الصلاة شيء لنبأتكم به ولكن إنما أنا بشر مثلكم أنسى كما تنسون فإذا نسيت فذكِّروني ، وإذا شك أحدكم في صلاته فليتحر الصواب ، فليتم عليه ثم ليسلم ثم يسجد سجدتين .
ورد هذا الحديث في البخاري ، كتاب الصلاة ، باب التوجه نحو القبلة ، وكتاب السهو ، باب إذا صلى خمساً ، وكتاب الإيمان والنذور ، باب إذا حنث ناسياً ، وكتاب أخبار الآحاد ، باب ما جاء في خبر الواحد .
أقول :
بما أن الرسول الأكرم زاد أو نقص في صلاته إذن فالصحابة الذين أخبروه بذلك كانوا أشد خشوعاً في صلاتهم من الرسول الأكرم !
هذا حال من يقول حُبِّبَ إلي من دنياكم ثلاث ... وقُرّة عيني الصلاة !
قرة عينك يا رسول الله ! ويتشتّت فكرك وأمام الصحابة وفيهم المنافقون ! وأنت بنسيانك هذا كنت قد ساعدت المنافقين وما أضمروه لك ولنا أيضاً من عداء واستهزاء بأحكام الله وبالمؤمنين إلى يومنا هذا !
والسؤال هنا :
بما أن النبي الأكرم ينسى في فرض من فروض الدين وعمود الدين أيضاً وهي الصلاة وهو رسول مسدد من قبل الله تعالى فالصحابي أيضاً ينسى وهو أولى بالنسيان .
ولكن أهل العامة قد سلبوا العصمة من النبي الأكرم ونسبوها للصحابة ! فالصحابي لا يخطئ كالرسول وإن أخطأ فله أجر !
وحاشا رسول الله أن ينسى كم صلى ، وكل ما يقال في ذلك فهو لتبرير ما صدر من الحكام الذين كانوا يصلون وهم سكارى ولا يدرون كم صلوا !
جاء في سير أعلام النبلاء للذهبي ، ترجمة الوليد بن عقبة بن أبي معيط :
وقال حُضين بن المنذر :
صلى الوليد بالناس الفجر أربعاً وهو سكران ! ثم التفت وقال : أزيدكم ؟! فبلغ عثمان فطلبه وَحَدَّهُ [3] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929415#_ftn3) .
وهذا هو دأب أهل العامة الطعن في النبي الأكرم وذلك لإخراج أمثال الوليد من وحل التاريخ .
راجع ج 3 ، ص 191 ، حديث 771 ، باب إذا حنث ناسياً في الإيمان ، من كتاب الإيمان والنذور .
باب ما جاء في القبلة ومن لم ير الإعادة
66- حدثنا هشيم ... عن أنس قال : قال عمر : وافقت ربي في ثلاث : فقلت يا رسول الله لو اتخذنا من مقام ابراهيم مصلى ، فنزلت { واتَّخِذوا من مقام ابراهيم مُصَلَّى } ، وآية الحجاب قلت يا رسول الله لو أمرت نساءك أن يحتجبن فإنه يكلمهن البَرُّ والفاجر ، فنزلت آية الحجاب واجتمع نساء النبي صلى الله عليه وسلم في الغَيرة عليه فقلت لهن عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجاً خيراً منكن ، فنزلت هذه الآية .
ورد هذا الحديث في كتاب التفسير ، باب { واتخذوا من مقام ابراهيم مصلى } وباب { لا تدخلوا بيوت النبي } وباب { عسى ربه إن طلقكن } .
في هذه الرواية هشيم بن بشير الواسطي أبو معاوية ، وقد ضعفه ابن عدي في كتابه الكامل في ضعفاء الرجال وقال : أنه نسب إلى التدليس ، وقال فيه أيضاً : يوجد في بعض أحاديثه منكر [4] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929415#_ftn4) !
أقول :
إن مثل هذه الروايات وضعت لرفع شأن عمر ، وإنه كان مشاركاً بالرسالة مع النبي الأكرم ، وإلا فكيف جاءت هذه الموافقات من دون أن يكون لصاحب الرسالة أي دور وكأنه كان يلهم بذلك ، ومما زاد الطين بلَّة أن عمر أصبح مُشَرَّعاً أيضاً ! وأخذ يتدخل بشؤون البيت النبوي الشريف وشيئاً فشيئاً إلى أن قالت العامة وصدَّقت هذه الرواية ( لو كان بعدي نبي لكان عمر بن الخطاب ) [5] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929415#_ftn5) !
هذا الذي سجد لأكثر من نصف عمره للأصنام يحتمل أن يبعثه الله نبياً !!
يقول الحاكم :
هذا حديث صحيح الإسناد ! ويقول الألباني : وهذا سند حسن ، رجاله كلهم ثقات [6] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929415#_ftn6) !
والغريب أيضاً أن الآيات كانت تطابق ما لفظ به عمر ! فكيف يصح أن نسمي القرآن بعد هذا معجزاً ؟!
هذا بالإضافة إلى أنه كان يُنبِّه الرسول ويُصَوِّبه أيضاً !
وأقول :
إن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم عندما أخذ برأي أسامة بن زيد في حادثة الإفك فقال أسامة يا رسول الله أهلك وما نعلم إلا خيراً ، ودعا بعد ذلك بريرة فقالت : لا والله والذي بعثك بالحق إن رأيت عليها أمراً أغمصه عليها أكثر من أنها جارية حديثة السن تنام عن عجين أهلها فتـأتي الداجن فتأكله إن أسامة وبريرة برَّأوا عائشة من كل ما قيل فيها ، فلماذا لا تقول العامة بأنهم وافقوا ربهم بعد نزول الآيات التي برَّأت ساحة عائشة ؟!
ولماذا لم يدوِّن ويصرِّح أصحاب الحديث بتلك الموافقات ؟!
ولكن شتان ما بين عمر وهؤلاء فإن عمر هو المقصود في رفع شأنه ومنزلته !
67- ... عن علقمة عن عبدالله قال : صلى النبي صلى الله عليه وسلم الظهر خمساً فقالوا : أَزِيدَ في الصلاة ؟! قال : وما ذاك ؟ قالوا : صليت خمساً فَثَنَى رجليه وسجد سجدتين !
أقول :
حاشا لرسول الله صلى الله عليه وآله أن يسهو وينسى وإن هذا غير جائز وغير مقبول من الرسول الكريم ، فإذا أخطأ في الركعات فمن الذي يصحح له خطأه ؟! ولو صَحَّحَ له جبريل مثلاً فماذا يكون موقفه أمام الصحابة الذين رأوه وقد أخطأ ؟
فنحن لا نقبل بتصحيح جبريل له ، فكيف نقبل بتصحيح الصحابة له ؟
باب هل تُنبش قبور مشركي الجاهلية
68- ... لقول النبي صلى الله عليه وسلم لعن الله اليهـود اتخذوا قبـور أنبيـائهم مساجـد وما يكره من الصلاة في القبور ورأى عمر أنس بن مالك يصلي عند قبر فقال القبر القبر ولم يأمره بالإعادة .
يقول ابن حجر شارحاً لهذا الحديث :
بينما أنس يصلي إلى قبر ناداه عمر القبر القبر فظن أنه يعني القمر !
وأقول :
لاحظ التلاعب بالألفاظ ، ونلاحظ أيضاً أن عمر لم يأمر أنساً بإعادة صلاته ، وكأن في ذلك تأكيداً على أن الصلاة في المساجد التي تضم قبوراً ليست مُحرَّمة .
باب قول النبي صلى الله عليه وسلم
جعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً
69- ... حدثنا جابر بن عبدالله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أُعطيت خمساً لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي ، نُصرت بالرعب مسيرة شهر ، وجُعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً ، وأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل وأحلت لي الغنائم وكان النبي يُبعث إلى قومه خاصة وبُعثت إلى الناس كافة ، وأُعطيت الشفاعة .
يقول ابن حجر :
المراد جعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً وجعلت لغيري مسجداً ولم تجعل له طهوراً لأن عيسى كان يسيح في الأرض ويصلي حيث أدركته الصلاة ... وقيل إنما أبيحت لهم موضع يتيقنون طهارته بخلاف هذه الأمة ، فأبيح لها في جميع الأرض إلا فيما تيقنوا نجاسته [7] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929415#_ftn7) ، انتهى .
أقول :
السجود هو أن تضع جبهتك على الأرض وذلك تعظيماً لله تعالى ولا يصح ذلك إلا على الأرض وما أنبتت من غير الملبوس والمأكول .
واعلم أن أرخص وأحقـر ما في الوجود هو هذا التراب الذي يداس بالأقدام .
فمثلاً : لو قدَّم لك شخصاً ما حفنة من التراب وقال خذ هذا وأعطني المبلغ الفلاني مثلاً ، فهل تقبل بذلك ؟ طبعاً كلا وألف كلا ! لأن باستطاعتك أخذ هذه الحفنة بيدك ومن تحت رجليك ومن دون مقابل ، وهذا التراب من حقارته أنك تدوسه برجليك ليل نهار .
واعلم أيضاً أن أشرف وأفضل موضع في بدن الإنسان هي الجبهة ، لذا ترى العلماء يبرزون جباههم عند وضع العمامة .
إن الله تعالى يقول لك يا عبد ! ضع أفضل موضع في بدنك على أحقر ما في الوجود أثناء السجود شئت أم أبيت ذلك ، فالسجود على الأرض يكون طاعة وتعظيماً لأمر الله عز وجل بخلاف من يسجد على سجادة عجمية مثلاً وسعرها آلاف الدنانير ، فالخضوع والخشوع عند وضع الجبهة على الأرض يكون تواضعاً أكثر من وضع الجبهة على تلك السجادة العجمية .
روي عن جابر بن عبدالله قال : كنا نصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر فآخذ قبضة من حصى في كفي أُبرِّده ثم أحوِّله في كفي الأخرى فإذا سجدت وضعته لجبهتي [8] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929415#_ftn8) .
وفي السنن الكبرى لأحمد بن الحسين البيهقي في الجزء الثاني :
قال أبو سعيد : فأبصرت عيناي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى أنفه وجبهته أثر الماء والطين صبيحة إحدى وعشرين [9] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929415#_ftn9) .
إذن فالرسول الأكرم لم يسجد إلا على الأرض وكذلك الصحابة ، ونحن نقتدي بالرسول الكريم ، يقول الله تعالى : { لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة } الأحزاب:21 .
وكما جاء في البخاري حيث قال : صلّوا كما رأيتموني أصلي ، باب الأذان للمسافرين من كتاب الأذان .
فنحن نقتدي برسول الله في ذلك وهو الذي أمر بالسجود وبيَّن لنا على ماذا يصح السجود .
راجع ج 1، ص 145، حديث 59 ، باب الصلاة على الحصير من كتاب الصلاة .
[/URL](155) كتاب الصلاة ، باب قدر ما يستر المصلي .
(http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929415#_ftnref1)(156) شرح صحيح مسلم للنووي ، ج4 ، ص474 ، كتاب الصلاة ، باب قدر ما يستر المصلي .
(157) ج3 ، ص414 ، ترجمة 67 ، ط11/1419هـ ، مؤسسة الرسالة ، بيروت .
(http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929415#_ftnref3)(158) ج7 ، ص138 ، ترجمة 2051 ، ط3/1409هـ ، دار الفكر ، بيروت .
(159) المستدرك على الصحيحين للحاكم النيسابوري ، ج3 ، ص85 ، بيروت .
(http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929415#_ftnref5)(160) سلسلة الأحـاديث الصحيحة ، المجلد1 ، القسم 2 ، ص646 ، حديث 327 ، ط1415هـ ، الرياض .
(161) فتح الباري ، ج1 ، ص546 ، كتاب التيمم ، باب التيمم .
(http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929415#_ftnref7)(162) السنن الكبرى لأحمد بن شعيب النسائي ، ج1 ، ص227 ، كتاب التطبيق ، باب تبريد الحصى للسجود عليه ، ط1/1411هـ ، دار الكتب العلمية ، بيروت .
[URL="http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929415#_ftnref9"](163) ص436 ، كتاب الصلاة ، باب ما جاء في السجود على الأنف ، ط1/1416هـ ، بيروت.
محمد المياحي
18-09-2009, 04:33 PM
باب التعاون في بناء المسجد
70- ... عن عكرمة قال لي ابن عباس ولابنه علي انطلقا إلى أبي سعيد فاسمعا من حديثه ، فانطلقنا فإذا هو في حائط يصلحه فأخذ رداءه فاحتبى ثم أنشأ يحدثنا حتى أتى ذكر بناء المسجد فقال كنا نحمل لبنة لبنة وعمار لبنتين لبنتين ، فرآه النبي صلى الله عليه وسلم فينفض التراب عنه ويقول ويحَ عمار تقتله الفئة الباغية يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار . قال : يقول عمار أعوذ بالله من الفتن .
ورد هذا الحديث في كتاب الجهاد ، باب مسح الغبار عن الرأس .
يقول ابن حجر العسقلاني في شرحه للحديث :
( يدعوهم ... ) قتلته ، كما ثبت من وجه آخر ، تقتله الفئة الباغية يدعوهم ... .
فإن قيل : كان قتله بصفين وهو مع علي والذين قتلوه مع معاوية وكان معه جماعة من الصحابة فكيف يجوز عليهم الدعاء إلى النار ؟
فالجواب : أنهم كانوا ظانين أنهم يدعون إلى الجنة وهم مجتهدون لا لوم عليهم في اتباع ظنونهم !
فالمراد بالدعاء إلى الجنة الدعاء إلى سببها وهو طاعة الإمام وكذلك كان عمار يدعوهم إلى طاعة علي وهو الإمام الواجب الطاعة إذ ذاك وكانوا وهم يدعون إلى خلاف ذلك لكنهم معذورون للتأويل الذي ظهر لهم !
ونقول :
إن هؤلاء يحرفون الكلم عن مواضعه ، فأرجو أن لا يؤثر ذلك عليك حيث أن هؤلاء هذا دأبهم في التلاعب بالألفاظ ، ولكن !
أقول :
إن الحديث واضح وجلي ، وأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول : يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار ، أي أن عماراً يدعو قاتله إلى الجنة ويقول له التحق معنا وكن بجانب علي عليه السلام ويدعو قاتل عمار ويقول يا عمار التحق بجيش معاوية واترك علياً ، أي أنه يدعوه إلى النار .
والسؤال هنا : إن من يدعو إلى النار هل يكون من أهل الجنة أم من أهل النار ؟!
وأيضاً : كيف نوفق بين هذا الحديث وبين حديث إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار ؟!
يقول ابن تيمية في منهاجه :
... إن أهل بيعة الرضوان في الجنة وإن أهل بدر في الجنة ... وقد دخل في الفتنة خلق من هؤلاء المشهود لهم بالجنـة ، والذي قتل عمار بن ياسر هو أبو الغادية ... فنحن نشهد لعمار بالجنة ولقاتله ... بالجنة [1] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929418&posted=1#_ftn1) .
أقول :
إن ابن تيمية يقول : كل من بايع تحت الشجرة فلن يدخل النار وأبو الغادية كان ممن بايع تحت الشجرة وهو الذي قتل عمار بن ياسر ، وأبو الغادية هذا كان يدعو عماراً إلى النار كما جاء في الحديث فكيف نوفق بين هذه الروايات المتضاربة ؟!
نعم ، إن العامة بعد أن قالت بعدالة الصحابة وأنهم عدول جاؤوا بهذه القاعدة حتى ينقذوا الصحابة المنحرفين ويخرجوهم من ورطتهم ، هذا باختصار ما أرادوا قوله ولكن !
عثمان بن عفان لم يبايع تحت الشجرة ، فأوجدوا له حلاً فقالوا بأن الرسول الأكرم بايع نيابة عنه ، وقالوا أيضاً : أنه أحد العشرة المبشرين بالجنة .
وأقول : إن من شارك في قتل عثمان في الجنة وذلك لأنه بايع تحت الشجرة ومنهم عبدالرحمن بن عديس !
يقول ابن الأثير الجزري في أسد الغابة في معرفة الصحابة :
عبدالرحمن بن عُديس ... له صحبة وشهد بيعة الرضوان وبايع فيها وكان أمير الجيش القادمين من مصر لحصر عثمان بن عفان ... فلما كانت الفتنة كان ابن عديس ممن أخذه معاوية في الرهن فسجنهم بفلسطين فهربوا من السجن فاتبعوا حتى أدركوا فأدرك فارس منهم ابن عديس فقال له ابن عديس ويحك اتق الله في دمي فإني من أصحاب الشجرة فقال : الشجر بالخليل كثير فقتله[2] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929418&posted=1#_ftn2).
والآن .. احكم بنفسك أيها القارئ وانظر اعتقاد العامة في الصحابة وهذه الأحاديث المتناقضة والمتضاربة التي يتداولونها في كتبهم المعتبرة .
عمار بن ياسر قتله أبو الغادية ، كلاهما من أهل الجنة !
القاتل والمقتول !
وكذلك عثمان بن عفان وابن عديس فهؤلاء أيضاً عند العامة مشهود لهما بالجنة !
وقاتل ابن عديس هو معاوية .. أيضاً كلهم في الجنة !
وهكذا إلى ما لا نهاية لهذه الدعوى .
والشيء بالشيء يذكر .
هب أن معاوية تأول في حربه علياً عليه السلام في صفين ، فلو أخذنا بقول أهل السنة في ذلك فبعد مقتل عمار بن ياسر تبين للجميع ومن جملتهم معاوية بأنه كان على الباطل في حربه ، فلماذا لم يوقف الحرب من جانبه ؟! ولماذا لم يذعن للحق ويقول إننا كنا على الباطل في تأويلنا وذلك لأن عماراً قتل مع الإمام علي ؟!!
ولماذا استمر في القتـال ؟ ولماذا دائماً وأبداً المتـأول يكون نداً لعلي عليه السلام ؟!
نستنتج من ذلك أن معاوية كان يقاتل من أجل الملك وكان حريصاً على الدنيا في قتاله ! والتاريخ يشهد على قولنا ، ولم يكن في ذلك منطلقاً من الشرع لنقول أنه تأول ، بل كان منطلقاً من مجرد شهواته في الملك !
الحاصل :
المغالطات والتناقضات واضحة في هؤلاء الصحابة والأحاديث التي رويت في صحيح البخاري بأن الصحابة وأنهم سيرتدّون على أدبارهم القهقرى وسنذكرها في حينها ، وقد قال النبي الأكرم عن هؤلاء الصحابة مُحذِّراً إياهم من الارتداد وتغيير سنته وأنه سيدخلون النار فيقول للرب جل وعلا : أصحابي أصحابي ! فيأتيه الرد من الله تعالى : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك !
فمن هؤلاء الصحابة الذين سوف يدخلون نار جهنم ؟ ومن هؤلاء الصحابة الذين غيّروا وبدّلوا سنة النبي الأكرم ؟!
هذا ما ستقرأه لاحقاً .
باب أصحاب الحراب في المسجد
71- ... عن ابن شهاب قال : أخبرني عروة بن الزبير أن عائشة قالت : لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً على باب حجرتي والحبشة يلعبون في المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلم يسترني برداءه أنظر إلى لعبهم .
ورد هذا الحديث في البخاري في كتاب الصلاة ، باب أصحاب الحراب ، وكتاب العيدين ، باب الحراب والدُرَّق ، وباب إذا فاته العيـد ، وكتاب النكاح ، باب حسن المعاشرة .
يقول ابن حجر :
وفي الحديث جواز النظر إلى اللهو المباح ، وفيه حسن خلقه صلى الله عليه وسلم مع أهله ، وكرم معاشرته وفضل عائشة وعظيم محله عنده .
هذه الروايات تناقض خلق النبي صلى الله عليه وآله وهذا التناقض يقودنا إلى الشك فيها بحيث أن المسلم يكون في حيرة من أمره ، وقد يحاول بعض الفقهاء أن يؤول ويبرر ولكن يبقى المسلم متحيراً لأن هذا العمل منبوذ من عامة الناس وضد الفطرة السليمة ، فكيف بالرسول ؟!
أخي الكريم لاحظ الجملة الأخيرة وهي ( فضل عائشة وعظيم محلها عند الرسول الأكرم ) ، كل ذلك الشرح لهذه الجملة لبيان فضل عائشة ، ومعنى ذلك تضخيم أبي بكر وبيان فضله ، وإلا نبي من أولي العزم يستر امرأته لترى لعب الأحباش فنحن عوام الناس نخجل من عمل وفعل ذلك مع زوجاتنا ، هذا بالإضافة إلى أن نفس الإنسان محسوب عليه فيجب أن لا يخرج هذا النَفَس إلا مع ذكر الله تعالى ، هذا على أقل التقادير يعني بذلك الزفير والشهيق لأن أنفاسنا معدودة وليس أن نعبث بذلك النَفَس باللهوات وما أشبه ، فكيف بالنبي صلى الله عليه وآله ؟
باب كنس المسجد والتقاط الخرق
72- ... عن أبي هريرة أن رجلاً أسود أو امرأة سوداء كان يَقُمُّ المسجد فمات فسأل النبي صلى الله عليه وسلم عنه فقالوا مات ، قال : أفلا كنتم آذنتموني به ، دلوني على قبره ، أو قال : قبرها ، فأتى – قبره - قبرها فصلى عليها .
ورد هذا الحديث في البخاري في كتاب الصلاة ، باب الخدم للمسجد ، وكتاب الجنائز ، باب الصلاة على القبر .
باب الخدم للمسجد
73- ... عن أبي هريرة أن امرأة أو رجلاً كانت تَقُمُّ المسجد ولا أُراه إلا امرأة فذكر حديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه صلى على قبره .
النبي صلى الله عليه وآله عاتب الصحابة بعدم إعلامه بموت الرجل فقال : أفلا كنتم آذنتموني ؟ أي : أعلمتموني بموته ؟ فقالوا له : مات من الليل ، فكرهنا أن نوقظك ، وفي رواية يقول ابن حجر ( فحقروا شأنه ) ، فقال الرسول الأكرم إن هذه القبور مملوءة ظلمة على أهلها وإن الله ينورها لهم بصلاتي عليهم ، فأتى قبرها فصلى عليها .
إذن .. فكيف تقول العامة لا يجوز الصلاة على القبر أو عند القبر ؟!
باب الأسير أو الغريم
74- ... عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إن عفريتاً من الجن تَفَلَّتَ علي البارحة - أو كلمة نحوها – ليقطع على الصلاة فأمكنني الله منه فأردت أن أربطه إلى سارية من سواري المسجد حتى تصبحوا وتنظروا إليه كلكم فذكرت قول أخي سليمان : { ربِّ هب لي مُلكاً لا ينبغي لأحد من بعدي } قال روح فردَّه خاسئاً .
ورد هذا الحديث في صحيح البخاري في كتاب العمل في الصلاة ، باب ما يجوز من العمل ، وكتاب بدء الخلق ، باب صفة إبليس ، وباب { ووهبنا لداود سليمان } وكتاب التفسير ، باب سورة ص .
يقول ابن حجر في شرحه فتح الباري :
جاء بشهاب من نار ليجعله في وجهي ... فأخذته فصرعته ، فخنقته حتى وجدت لسانه على يدي .
وجاء في صحيح البخاري عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إذا نودي للصلاة أدبر الشيطان له ضُراط حتى لا يسمع التأذين [3] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929418&posted=1#_ftn3) .
هذه حال الشيطان إذا سمع الأذان فكيف يتجرأ على الرسول الأكرم وهو في حال الصلاة ؟!
يقول تعالى في محكم كتابه : { إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين } [4] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929418&posted=1#_ftn4) .
ويقول عز من قائل : { إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون إنما سلطانه على الذين يتولَّونه والذين هم به مشركون } [5] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929418&posted=1#_ftn5) .
ويقول أبو هريرة إن النبي كريم قال : فذكرت قول أخي سليمان { رب اغفر لي وهب لي ملكاً لا ينبغي لأحد من بعدي } !
أي أن النبي الأكرم ترك الشيطان ولم يقيده بسبب دعوة النبي سليمان وطلبه من الله تعالى أن يهب له ملكاً لا ينبغي لأحد من بعده ، ولكن ملك سليمان لم يكن مقتصراً على الشياطين فقط ، بل كانت الريح طوع أمره والجن عملوا بين يديه ما شاء من محاريب وتماثيل وكذلك كان يعلم لسان الحيوان والطير ، فاستشهاد النبي الأكرم بالآية ليس في محله !!
رائحة وضع أستاذ أبي هريرة كعب الأحبار اليهودي واضحة في هذا الحديث ، هذا الذي كان يبحث عنه أبو هريرة إلى أن التقى به بتلك الكيفية التي مرت عليك في الصفحات السابقة ، ج 1 ، ص 111 ، حديث 36 ، باب من اغتسل عرياناً وحده من كتاب الغسل .
وأقول :
إن النبي الكريم لا حظ للشيطان فيه ، من يوم ولادته إلى وفاته صلوات الله عليه وآله لا من قريب ولا بعيد .
[/URL](164) منهاج السنة ، المجلد2 ، ج3 ، ص179 ، ط دار الكتب العلمية ، بيروت .
(http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929418&posted=1#_ftnref1)(165) ج3 ، ص469-470 ، ترجمة 3358 ، ط دار الكتب العلمية ، بيروت .
(166) كتاب الأذان ، باب فضل التأذين .
(http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929418&posted=1#_ftnref3)(167) الحجر : 42 .
[URL="http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929418&posted=1#_ftnref5"](168) النحل : 99-100 .
محمد المياحي
18-09-2009, 04:38 PM
باب الخوخة والممر في المسجد
75- ... حدثنا فليح قال حدثنا النضر ... عن أبي سعيد الخدري قال خطب النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن الله خيَّر عبداً بين الدنيا وبين ما عنده فاختار ما عند الله ، فبكى أبو بكر (رض) فقلت في نفسي ما يُبكي هذا الشيخ، إن يكن الله خيَّر عبداً بين الدنيا وبين ما عنده فاختار ما عند الله فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو العبد وكان أبو بكر أعلمنا قال يا أبا بكر لا تبك إن أمنَّ الناس عليَّ في صحبته وماله أبو بكر ولو كنت متخذاً خليلاً من أمتي لاتخذت أبا بكر ولكن أُخوَّة الإسلام ومودته لا يبقيَّن في المسجد باب إلا سُدَّ إلا باب أبي بكر .
ورد هذا الحديث في البخاري في كتاب فضائل الصحابة ، باب قول النبي سُدُّوا الأبواب إلا باب أبي بكر ، وكتاب مناقب الأنصار ، باب هجرة النبي .
أقول :
من رواة هذه الرواية فليح بن سليمان الخزاعي أبو يحيى مديني وقد ضعفه العقيلي وقال :
حدثنا عبدالله بن أحمد قال سمعت يحيى بن معين يقول : كان يقال ثلاثة يتقى حديثهم ، طلحة بن مصرف وأيوب بن عتبة وفليح بن سليمان !
... حدثنا عباس قال : سمعت يحيى وذكر فليح بن سليمان فلم يقوِّ أمره .
عثمان بن سعيد قال : سمعت يحيى يقول : فليح بن سليمان ضعيف [1] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929422#_ftn1) .
وقال فيه النسائي : ليس بالقوي [2] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929422#_ftn2) .
وقد عده ابن الجوزي من الضعفاء والمتروكين [3] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929422#_ftn3) !
وفي الكامل في ضعفاء الرجال قال ابن عدي :
... عثمان بن سعيد سألت يحيى بن معين عن فليح فقال : ضعيف .
وقال : ما أقربه من أبي أويس[4] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929422#_ftn4) !
لمزيد من التفصيل راجع الحديث القادم .
76- ... عن عكرمة عن ابن عباس قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي مات فيه عاصب رأسه بخرقة فقعد على المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال إنه ليس من الناس أحد أمنّ علي في نفسه وماله من أبي بكر بن أبي قحافة ولو كنت متخذاً من الناس خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً ولكن خلة الإسلام أفضل سُدُّوا عني كل خوخة في هذا المسجد غير خوخة أبي بكر .
اعلم بأن من رواة هذه الرواية عكرمة مولى ابن عباس .
يقول ابن الجوزي في كتابه الضعفاء والمتروكين :
قال ابن عمر لنافع : لا تكذب علي كما كذب عكرمة على ابن عباس .
ويقول :
وقد كذبه مجاهد وابن سيرين ويحيى بن سعيد ومالك بن أنس [5] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929422#_ftn5) .
ويقول الذهبي :
عن الصلت بن دينار : سألت ابن سيرين عن عكرمة فقال : ... كذّاب !
وقال فيه يحيى بن سعيد : كان كذّاباً !
وقال فيه ابن أبي ذئب : رأيت عكرمة وكان غير ثقة .
وكان مالك سيء الرأي في عكرمة ، قال : لا أرى لأحد أن يقبل حديثه .
وقال في موضع آخر : أنه يرى رأي الخوارج .
قال أحمد بن حنبل : عكرمة مضطرب الحديث !
يحيى بن سعيد يقول : حدثوني والله عن أيوب أنه ذُكر له عكرمة لا يُحسن الصلاة ، قال أيوب : وكان يصلي ؟!
رشيد بن كريب قال : رأيت عكرمة أقيم قائماً في لعب النرد [6] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929422#_ftn6) !!
قال ابن حجر في شرحه :
جاء في سد الأبواب التي حول المسجد أحاديث يخالف ظاهرها حديث الباب ، منها حديث سعد بن أبي وقاص قال : أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بسد الأبواب الشارعة في المسجد وترك باب علي ، أخرجه أحمد والنسائي وإسناده قوي .
وفي رواية للطبراني في الأوسط : رجالها ثقات من الزيادة ، فقالوا : يا رسول الله سددت أبوابنا ! فقال : ما أنا سددتها ولكن الله سدها .
وعن زيد بن أرقم قال : كان لنفر من الصحابة أبواب شارعة في المسجد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : سدوا هذه الأبواب إلا باب علي ، فتكلم ناس في ذلك ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إني والله ما سددت شيئاً ولا فتحته ، ولكن أُمرت بشيء فاتبعته . أخرجه أحمد والنسائي والحاكم ورجاله ثقات .
وعن ابن عباس قال : أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بأبواب المسجد فسدت إلا باب علي . وفي رواية : وأمر بسد الأبواب غير باب علي . فكان يدخل المسجد وهو جنب ليس له طريق غيره . أخرجها أحمد والنسائي ورجالها ثقات .
وعن جابر بن سمرة قال : أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بسد الأبواب كلها غير باب علي ، فربما مر فيه وهو جنب . أخرجه الطبراني .
وعن ابن عمر قال : كنا نقول في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم ... لقد أعطى علي بن أبي طالب ثلاث خصال لأن يكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم : زوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ابنته وولدت له وسد الأبواب إلا بابه في المسجد وأعطاه الراية يوم خيبر . أخرجه أحمد وإسناده حسن .
وفي رواية : قد سد أبوابنا في المسجد وأقر بابه . ورجاله رجال الصحيح .
ويقول ابن حجر : هذه الأحاديث يقوي بعضها بعضاً وكل طريق منها صالح للاحتجاج فضلاً عن مجموعها !
وأيضاً أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لا يحل لأحد أن يطرق هذا المسجد جنباً غيري وغيرك ، والمعنى أن باب علي كان إلى جهة المسجد ولم يكن لبيته باب غيره ، فلذلك لم يؤمر بسده !! ويؤيد ذلك ما أخرجه إسماعيل القاضي ... أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأذن لأحد أن يمر في المسجد وهو جنب إلا لعلي بن أبي طالب لأن بيته كان في المسجد ، ومحصل الجمع أن الأمر بسد الأبواب وقع مرتين [7] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929422#_ftn7) !!
لاحظ أن ابن حجر لم يجد مخرجاً لتضعيف الأحاديث التي وردت في الإمام علي عليه السلام والتي ذكرها ابن حجر بنفسه آنفاً !! فقال بأن ذلك وقع مرتين !! وذلك ليعطي فضيلة لأبي بكر !! فنسأل ابن حجر : لماذا لم تدقق ولم تحقق في أسانيد الأحاديث التي وردت في سد الأبواب إلا باب أبي بكر وخوختـه ؟! ولماذا التدقيق دائمـاً يكون في الأحاديث التي تذكر فضائل أهل
البيت عليهم السلام وذلك لمحاولة تضعيفها .
يقول ابن حجر :
( إن أمنَّ الناس ... ) قال النووي : قال العلماء معناه أكثرهم جوداً لنا بنفسه وماله .
أقول :
هل يكون الجود بالنفس إلا في ساحات القتال وهو المعروف عنه ( جليس العريش ) ؟!
أم جوده بنفسه يوم فراره ورجوعه عاجزاً عن فتح خيبر ؟!
أم يوم الخندق عندما برز عمرو بن عبد ود العامري وقال الرسول الأكرم من لهذا وأنا أضمن له الجنة فما كان منه إلا طأطأة الرأس ؟! هذا أولاً .
ثانياً : هذا التأريخ بين أيدينا فراجع إن شئت ذلك ، إن خديجة أم المؤمنين رضوان الله تعالى عليها هذه العزيزة على قلب خاتم الأنبياء صلى الله عليه وآله هي التي بذلت جميع ما كانت تملك من أموال وتجارة في سبيل الله تعالى .
قال تعالى مخاطباً نبيه الكريم : { ووجدك عائلاً فأغنى } الضحى:8 .
لقد يسر جل وعلا لنبيه الزواج من أم المؤمنين خديجة سلام الله عليها التي عاش في كنفها مصون الكرامة غير محتاج إلى أموال أحد من الناس .
نعم .. أم المؤمنين خديجة سلام الله عليها جعلت جميع أموالها تحت تصرف زوجها النبي الكريم وكان النبي صلى الله عليه وآله يتصرف بها كيفما شاء فيعطي هذا ويغدق على ذاك ، فهذه الثلاث عشرة سنة في مكة والحال هكذا ، أما في المدينة فلم نَرَ في التأريخ ما يثبت لابن أبي قحافة ذلك وأنه بذل أموالاً في سبيل الله ، بل هاجر مثل بقية المسلمين وجاء إلى المدينة صفر اليدين .
نعم .. قبل الهجرة اشترى ناقتين له وللنبي الكريم فلم يقبل منه النبي الناقة بل قال أقبله بالثمن فكرَّر ذلك إلى أن قبل الرسول الأكرم بالثمن وأعطى ثمن الناقة لأبي بكر فكأن لسان حال الرسول يقول : لا أريد مِنَّة أحد علي في هجرتي .
نعم ، وبعد الهجرة وبدء الحروب والغزوات فرض الله عز وجل لنبيه نصيباً معلوماً من الغنائم وأعطاه حق التصرف في الأنفال ، قال تعالى : { يسألونك عن الأنفـال قل الأنفال لله والرسول } الأنفال:1 ، وكذلك الخمس ، قال تعالى : { واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول } الأنفال:41 ، فأين أموال أبي بكر ؟!!
وهذا التأريخ حكم بيننا .
راجع البخاري ، كتاب البيوع ، باب إذا اشترى متاعاً أو دابة .
ثالثاً : يقول النبي كما في الرواية ( ولكن خلة الإسلام أفضل ) .
فلو أراد النبي الأخوة الإسلامية المطلقة فلا فرق بين ابن أبي قحافة وغيره من المسلمين ، ولو أراد الأخوة الخاصة ، فإن النبي الأكرم آخى بينه وبين علي .
جاء في المستدرك على الصحيحين :
لما ورد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المدينة آخى بين أصحابه ، فجاء علي رضي الله عنه تدمع عيناه فقال : يا رسول الله آخيت بين أصحابك ولم تواخ بيني وبين أحد ؟! فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : يا علي أنت أخي في الدنيا والآخرة [8] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929422#_ftn8) .
رابعاً : ( غير خوخة أبي بكر ) ! فهذا كذب وإليك الصحيح .
... عن زيد بن أرقم قال : كانت لنفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أبواب شارعة في المسجد ، فقال يوماً : سدوا هذه الأبواب إلا باب علي ، قال : فتكلم في ذلك ناس فقام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال :
أما بعد ، فإني أُمرت بسد هذه الأبواب غير باب علي ، فقال فيه قائلكم : والله ما سددت شيئاً ولا فتحته ولكن أمرت بشيء فاتبعته [9] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929422#_ftn9) .
قال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد .
وفي مسند أحمد بن حنبل :
... عن ابن عمر قال : كنا نقول في زمن النبي صلى الله عليه وسلم : رسول الله خير الناس ثم أبو بكر ثم عمر ولقد أوتي ابن أبي طالب ثلاث خصال لأَن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم : زوَّجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ابنته وولدت له ، وسدَّ الأبواب إلا بابه في المسجد ، وأعطاه الراية يوم خيبر [10] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929422#_ftn10) .
وأخيراً أقول :
فدع عنك ما لا يليق بصاحبك ، ولا يصدق عليه ذلك .
باب رفع الصوت في المساجد
77- ... عن السائب بن يزيد قال : كنت قائما في المسجد فحصبني رجل فنظرت فإذا عمر بن الخطاب فقال اذهب فأتني بهذين فجئته بهما ، قال : من أنتما أو من أين أنتما ؟ قالا : من أهل الطائف . قال : لو كنتما من أهل البلـد لأوجعتكما ، ترفعان أصواتكما في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم .
أقول :
أولاً : النبي الأكرم نهى عن الخذف وهو رمي الحصى على الغير وذلك خوفاً من أن تؤخذ عين الإنسان .
يقول البخاري : ... عن عبدالله بن مغفل المزني قال : نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الخذف وقال : إنه لا يقتل الصيد ولا ينكأ العدو وإنه يفقأ العين ويكسر السن [11] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929422#_ftn11) .
ثانياً : يتبين لنا من ذلك الحصب الذي صدر من عمر لذلك الرجل بأن المسجد لم يكن مفروشاً بشيء وأن المسلمين كانوا يسجدون على تراب وحصى المسجد .
ثالثاً : يقول الله تعالى في محكم كتابه الكريم : { ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة } النحل/125 .
وعمر عمل بعكس هذه الآية فقام بالتهديد والوعيد كعادته .
78- ... عن ابن شهاب حدثني عبدالله بن كعب بن مالك أن كعب بن مالك أخبره أنه تقاضى ابن أبي حَدْرَد دَيناً له عليه في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد فارتفعت أصواتهما حتى سمعها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في بيته ، فخرج إليهما رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى كشف سِجْفَ حجرته ونادى كعب بن مالك يا كعب ! قال : لبيك يا رسول الله ، فأشار بيده أن ضع الشطر من دَينك ، قال كعب : قد فعلت يا رسول الله ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قم فاقضه .
أقول :
ألم يسمع هذا الصحابي كعب بن مالك قول الله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي } الحجرات / 2 ، وهذا أيضاً من الصحابة العدول الذين لا يجوز الطعن فيهم وهذا نموذج من نماذج الصحابة الذي سنأتي على ذكر أمثاله .
باب تشبيك الأصابع في المسجد
79- ... عن أبي هريرة قال : صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إحدى صلاتي العشي ، قال ابن سيرين : سمّاها أبو هريرة ولكن نسيت أنا ، قال : فصلى بنا ركعتين ثم سلم ، فقام إلى خشبة معروضة في المسجد فاتكأ عليها كأنه غضبان ، ووضع يده اليمنى على اليسرى وشَبَّك بين أصابعه ووضع خده الأيمن على ظهر كفه اليسرى وخرجت السَّرَعـان من أبواب المسجد فقالوا : قصرت الصلاة ، وفي القوم أبو بكر وعمر فهابا أن يكلماه وفي القوم رجل في يديه طول يقال له ذو اليدين ، قال يا رسول الله : أنسيت أم قَصُرَت الصلاة ؟ قال : لم أنس ولم تقصر ، فقال : أكما يقول ذو اليدين ، فقالوا : نعم، فتقدم فصلى ما ترك ثم سلم ثم كبر وسجد مثل سجوده أو أطول ، ثم رفع رأسه وكبر ثم كبر وسجد مثل سجوده أو أطول ، ثم رفع رأسه وكبر فربما سألوه ثم سلم ، فيقول : نُبئت أن عمران بن حصين قال : ثم سلم .
ورد هذا الحديث في البخاري في كتاب الأذان ، باب هل يأخذ الإمام ، وكتاب السهو ، باب إذا سلم في ركعتين ، وباب من لم يتشهد في سجدتي السهو ، وباب من يكبر في سجدتي السهو ، وكتاب الأدب ، باب ما يجوز من ذكر ، وكتاب أخبار الآحاد ، باب ما جاء في إجازة خبر الواحد .
يا ترى هل كان ذو اليدين وغيره من الصحابة متوجهين خاشعين إلى ربهم حال الصلاة أكثر من النبي ؟!
ثم اعلم أن ذو اليدين وهو عبد عمرو بن نضلة الخزاعي قد استشهد في معركة بدر ، وكان أبو هريرة لا يزال يركع ويسجد لغير الله ذلك الحين !!
ونحن نعلم أيضاً أن أبا هريرة قدم على النبي الأكرم بعد الانتهاء من معركة خيبر التي كانت في السنة السابعة من الهجرة ، فكيف بهذا الدوسي يروي عن ذو اليدين الشهيد في بدر قبل أكثر من خمسة أعوام !! فتأمل .
راجع إن شئت ذلك أسد الغابة للجزري ، ج3 ، ص502 ، ترجمة 3424 ، وكذلك الإصابة لابن حجر ، ج4 ، ص315 ، ترجمة 5263 .
لقد شوهت هذه الرواية وأمثالها صورة النبي الأكرم في حين رفعت من قدر الصحابة ، فرواية هزيلة كهذه وضعها الدجالون ومنهم هذا الدوسي الذي لم يتورع في وضعه !!
راجع تعليقنا على ذلك في ج 1 ، ص 153 ، حديث 65 ، باب التوجه نحو القبلة من كتاب الصلاة .
باب هل يغمز الرجل امرأته عند السجود
80- ... عن عائشة (رض) قالت : بئسما عدلتمونا بالكلب والحمار ، لقد رأيتني ورسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي وأنا مضطجعة بينه وبين القبلة ، فإذا أراد أن يسجد غمز رجلَيَّ فقبضتهما .
جاء في صحيح مسلم :
عن أبي ذر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا قام أحدكم ...
فإنه يقطع صلاته الحمار والمرأة والكلب الأسود ... [12] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929422#_ftn12) .
راجع ج 1 ، ص 148 ، حديث 61-62-63 ، باب الصلاة على الفراش، كتاب الصلاة ، من كتابنا هذا
[/URL](169) كتاب الضعفاء ومن نسب إلى الكذب ووضع الحديث ، لمحمد بن عمرو العقيلي ، المتوفى 322هـ ، ج3 ، ص1151-1152 ، ترجمة 1525، ط1/1420هـ ، دار الصميعي .
(http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929422#_ftnref1)(170) كتاب الضعفاء والمتروكين ، ص197 ، ترجمة 510 ، ط1/1407هـ ، مؤسسة الكتب الثقافية ، بيروت .
(171) كتاب الضعفاء والمتروكين ، ج3 ، ص10 ، ترجمة 2731 ، ط دار الكتب العلمية ، بيروت.
(http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929422#_ftnref3)(172) ج6 ، ص30 ، ترجمة 1575 ، ط3/1409هـ ، دار الفكر ، بيروت .
(173) ج2 ، ص182 ، ترجمة 2334 ، ط دار الكتب العلمية ، بيروت .
(http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929422#_ftnref5)(174) سير أعلام النبلاء ، ج5 ، ص25-27 ، ترجمة9 ، ط11/1419هـ ، مؤسسة الرسالة ، بيروت .
(175) فتح الباري لابن حجر ، ج7 ، ص19-20 ، كتاب فضائل الصحابة ، باب سدوا الأبواب إلا باب أبي بكر ، حديث 3654 .
(http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929422#_ftnref7)(176) ج3 ، ص14 ، كتاب الهجرة ، ط بيروت ، ذكره أيضاً ابن عبدالبر في الاستيعاب ، ج3 ، ص202-203 ، ترجمة 1875 ، علي بن أبي طالب ، أسد الغابة لابن الأثير الجزري ، ج3 ، ص481 ، ترجمة 3372 ، عبدالرحمن بن عويم بن ساعدة .
(177) المستدرك على الصحيحين للحاكم النيسابوري ، ج3 ، ص125 ، كتاب معرفة الصحابة ، ذكر إسلام أمير المؤمنين علي رضي الله تعالى عنه .
(http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929422#_ftnref9)(178) ج2 ، ص26 ، مسند عبدالله بن عمر بن الخطاب ، ط دار الفكر العربي .
(179) كتاب الأدب ، باب النهي عن الخذف .
[URL="http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929422#_ftnref12"] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929422#_ftnref11)(180) كتاب الصلاة ، باب قدر ما يستر المصلي .
محمد المياحي
18-09-2009, 04:42 PM
كتاب مواقيت الصلاة
باب فضل الصلاة لوقتها
81- ... قال الوليد بن العَيْزار أخبرني قال سمعت أبا عمرو الشيباني يقول حدثنا صاحب هذه الدار وأشار إلى دار عبدالله قال : سألت النبي صلى الله عليه وسلم أي العمل أحب إلى الله ؟ قال الصلاة على وقتها ، قال : ثم أي ، قال ثم بِرَُ الوالدين ، قال : ثم أي : قال الجهاد في سبيل الله ، قال : حدثني بهن ولو استزدته لزادني .
ورد هذا الحديث في البخـاري في كتاب الجهاد والسير ، باب فضل الجهاد ، وكتاب الأدب ، باب البر والصلة ، وكتاب التوحيد ، باب وسمّى النبي الصلاة عملاً .
يقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : أحب العمل إلى الله عز وجل الصلاة ثم بر الوالدين ومن ثم يأتي الجهاد ، وعمر بن الخطاب قام بحذف وإلغاء حي على خير العمل من الأذان لماذا ؟ كي لا يتكاسل المسلمون عن الجهاد !
جاء في نيل الأوطار للشوكاني : وقد صح لنا أن حي على خير العمل كانت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤذن بها ولم تُطرح إلا في زمن عمر [1] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929431&posted=1#_ftn1) .
أخرج البيهقي في سننه الكبرى بإسناد صحيح عن عبدالله بن عمر أنه كان يؤذن بـ (حي على خير العمل ) ، وروى فيها أيضاً : عن علي بن الحسين أنه كان يقول في أذانه ( حي على خير العمل ) ويقول : هو الأذان الأول [2] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929431&posted=1#_ftn2) .
قال الشيخ المظفر :
قال القوشجي – وهو من متكلمي الأشاعرة – في أواخر مبحث الإمامة من شرح التجريد :
إن عمر بن الخطاب صعد المنبر وقال : أيها الناس ثلاث كن على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنا أنهي عنهن وأحرمهن وأعاقب عليهن ! وهي متعة النساء ومتعة الحج وحي على خير العمل ! واعتذر عنه – أي القوشجي – بعدما أرسله إرسال المسلمات ! بأن مخالفة المجتهد لغيره في المسائل الاجتهادية ليس ببدع ، انتهى !!
وهذا العذر من الغرائب ، إذ جعل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وعمر مجتهدين !! وسوغ لعمر مخالفة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ! ومعه لا يبقى أثر للرسالة [3] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929431&posted=1#_ftn3) !!
أضيف وأقول :
إن القوشجي لم يفند ما قاله عمر بأن حي على خير العمل لم تكن على زمن النبي مثلاً ، بل حاول أن يعتذر وأن يجد مخرجاً لعمر ، ففي قوله ذلك يؤكد بأن عمر قال ما ذكرناه .
كان الأذان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى عهد أبي بكر وصدراً من خلافة عمر ينادى فيه حي على خير العمل ، فقـال عمر بن الخطاب : إني أخاف أن يتكاسل الناس على الصلاة إذا قيل حي على خير العمل ويَدَعوا الجهاد ، فأمر أن يطرح حي على خير العمل [4] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929431&posted=1#_ftn4) !!
إذن، خاف عمر أن يتكل الناس على الصلاة إذا قيل في النداء حي على خير العمل ويدعوا الجهاد في سبيل الله ، فأمر أن تطرح هذه الشعيرة من الأذان!
أقول :
أليس من المحتمل أن ابن الخطاب حذف هذه الشعيرة لفترة مؤقتة بسبب كثرة الفتوحات في عهده ، وذلك خوفاً من أن يتكاسل المسلمون عن الجهاد ؟!
فلو قبلنا هذا العذر لعمر ، فلماذا ألغى القوم هذه الشعيرة من فصول الأذان وإلى الأبد ؟!
ثم لاحظ أخي القارئ كيف يتصرف هذا في أذان المسلمين ويطرح منه ما شاء ويتلاعب في النصوص سواء نصوص الحديث أو السنة والفصل الذي أسقطه عمر من الأذان كان على زمن الرسول الأكرم ولا يحق لأي كان أن يتصرف في السنة ، فالصلاة خير الأعمال .
والجهاد أيضاً له رجاله (!) ومن يقرأ السيرة يعلم بأن عمر لا ذكر له في الجهاد والغزوات ولو كان الرسول مثلاً أسقط حي على خير العمل من أجل الجهاد في زمنه لرأيت عمر يرفض ذلك لأن الجهاد له رجاله كما ذكرنا .
أما عندما استلم زمام الحكم قام بإصدار هذا العمل المشين وهو حذف حي على خير العمل وذلك لأنه لن يجاهد ولن ينزل ساحات الوغى ولأنه الحاكم وعليه إرسال الجيوش للقتال ولا شيء عليه فهو في أمن وأمان .
باب تضييع الصلاة عن وقتها
82- ... عن أنس قال : ما أعرف شيئاً مما كان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم قيل الصلاة : أليس ضيَّعتم ما ضيَّعتم فيها ؟!
83- ... عن عثمان بن أبي رواد أخي عبدالعزيز قال : سمعت الزهري يقول : دخلت على أنس بن مالك بدمشق وهو يبكي فقلت ما يبكيك فقال لا أعرف شيئاً مما أدركت إلا هذه الصلاة وهذه الصلاة قد ضُيِّعت .
سبحان الله ! إذا الصلاة التي هي عمود الدين قد ضيعوها فكيف بالسنن ؟!
يقول ابن حجر العسقلاني في شرحه :
قوله : ( قيل الصلاة ) أي قيل له الصلاة هي شيء مما كان على عهده صلى الله عليه وسلم وهي باقية فكيف يصح هذا السلب العام ؟
فأجاب بأنهم غيروها أيضاً بأن أخرجوها عن الوقت .
... ثابت البناني قال : كنا مع أنس بن مالك فأخَّر الحجاج الصلاة فقام أنس يريد أن يكلمه فنهاه إخوانه شفقة عليه منه فخرج فركب دابته فقال في مسيره ذلك والله ما أعرف شيئاً مما كنا عليه على عهد النبي صلى الله عليه وسلم إلا شهادة أن لا إله إلا الله فقال الرجل فالصلاة يا أبا حمزة ! قال : قد جعلتم الظهر عن المغرب أفتلك كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟!
ويقول :
إطلاق أنس محمول على ما شاهده من أمراء الشام والبصرة خاصة .
أقول :
إن ابن حجر العسقلاني يكذب في ذلك محاولاً الدفاع عن الصحابة ولكن هيهات !
فالذين ضيعوا الصلاة ليسوا أمراء الشام والبصـرة فقط كما يدَّعي ابن حجر ، بل المسلمون جميعاً ضيعوا الصلاة من جميع جوانبها أعني بذلك تأخيرها عن وقتها ، والتغيير في كيفية السجود والركوع والقراءة أيضاً ، وقد حدث هذا التغيير في المدينة والكوفة ، فاقرأ معي ما جاء في البخاري كتاب الأذان باب إتمام التكبير في السجود :
... عن مُطَرِّف بن عبدالله قال : صليت خلف علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنا وعمران بن حصين فكان إذا سجد كبر ، وإذا رفع رأسه كبر ، وإذا نهض من الركعتين كبـر ، فلما قضى الصلاة أخذ بيدي عمران بن حصين فقال : قد ذكَّرني هذا صلاة محمد صلى الله عليه وسلم أو قال : لقد صلى بنا صلاة محمد صلى الله عليه وسلم ...! قال ابن حجر في شرحه : فقد رواه أحمد من رواية سعيد ... بلفظ صلى بنا هذا مثل صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم !
فكيف كانت صلاة الصحابة ؟ وكيف كان ركوعهم وسجودهم ؟ وهؤلاء كانوا قد صلوا ولمدة طويلة خلف النبي الأكرم ، ولهذا لاحظ هذا الصحابي وتذكر صلاة رسول الله صلى الله عليه وآله ، فهل كان الإمام هو الوحيد الذي كان يصلي الصلاة الصحيحة كما أمر الله عز وجل ؟!!
ويقول أبو هريرة كما جاء في صحيح البخاري : أنه كان يصلي بهم فيُكبِّر كلما خفض ورفع ، فإذا انصرف قال : إني لأشبهكم صـلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم [5] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929431&posted=1#_ftn5) .
ونحن نعلم أن أبا هريرة كان في المدينة وقوله هذا دليل على أن الصحابة كانوا يصلون خلاف صلاة أبي هريرة والتي هي صلاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما ادَّعى هذا الدوسي ! فكيف كانت صلاة هؤلاء الصحابة ؟! وكيف كانت صلاة من كان ساكناً في مدينة الرسول من المسلمين ؟!
ألا تسأل نفسك أيها المسلم كيف كان يصلي من كان على دكة الحكم قبل الإمام علي عليه السلام وبعده ؟!
وعمران بن حصين هذا يقول قد ذكرني هذا صلاة محمد ، أي أن ذلك كان نسياً منسياً حتى تذكر بعد الصلاة خلف الإمام عليه السلام والرسول صلى الله عليه وآله وسلم يقول : صلوا كما رأيتموني أصلي [6] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929431&posted=1#_ftn6) ، فهؤلاء غيروا وبدلوا ومحوا معالم الدين وهذه الصلاة التي هي عمود الدين قد غيروها فماذا نقول في بقية العبادات والفرائض والسنن .
باب وقت الظهر عند الزوال
84- ... عن الزهري قال : أخبرني أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج حين زاغت الشمس فصلى الظهر فقام على المنبر فَذَكَرَ الساعة فذكر أن فيها أمورا عظاماً ثم قال : من أحب أن يسأل عن شيء فليسـأل فلا
تسألوني عن شيء إلا أخبرتكم ما دمت في مقامي هذا ، فأكثر الناس في البكاء وأكثر أن يقول : سلوني ، فقام عبدالله بن حذافة السهمي ، فقال : من أبي ؟
قال : أبوك حذافة ، ثم أكثر أن يقول سلوني ، فَبَرَكَ عمـر على ركبتيه فقال : رضينا بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد نبياً فسكت ثم قال : عُرضت عليَّ الجنة والنار آنفاً في عُرْض هذا الحائط فلم أَرَ كالخير والشر .
أقول :
لقد قَصَّرَ الصحابة بعدم توجيه الأسئلة المهمة للرسول الأكرم حيث أنه كان يكرر كلمة ( سلوني ) أي أن الإجابات سوف تكون حاسمة ودقيقة لأنه مسدَّد من قبِلَ ِالله تعالى فكان من واجب المسلمين أن يُطيلوا من تلك الجلسة للاستفادة من الأجوبة النبوية ولكن عمر دائماً وأبداً إما معارضاً وإما صارخاً بأعلى صوته وهنا مسكتاً للرسول الأكرم .
راجع ج 1 ، ص 77 ، حديث 8 ، باب من برك على ركبتيه عنـد الإمام ، من كتاب العلم ، وكذلك راجع ج 3 ، ص 350 ، حديث 841 ، من كتاب الفتن باب التعوذ من الفتن .
باب تأخير الظهر إلى العصر
85- ... عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بالمدينة سبعاً وثمانياً الظهر والعصر والمغرب والعشـاء فقال أيوب لعله في ليلة مطيرة ، قـال عسى .
ورد هذا الحديث في البخاري في كتاب مواقيت الصلاة ، باب وقت المغرب ، وكتاب التهجد ، باب من لم يتطوع بعد المكتوبة .
باب وقت المغرب
86- ... عن ابن عباس قال : صلى النبي صلى الله عليه وسلم سبعاً جميعاً وثمانياً جميعاً .
يقول ابن حجر : وقد ذهب جماعة من الأئمة إلى الأخذ بظاهر هذا الحديث فجوزوا الجمع في الحضر للحاجة مطلقاً لكن بشرط أن لا يتخذ ذلك عادة ... واستدل لهم بما وقع عند مسلم في هذا الحديث من طريق سعيد بن جبير قال : فقلت لابن عباس لم فعل ذلك ؟ قال : أراد أن لا يحرج أحداً من أمته ... وما ذكره ابن عباس من التعليل بنفي الحرج ظاهر في مطلق الجمع .
وسنوافيك لاحقاً بتعليقنا على ذلك .
باب فضل صلاة الفجر
87- ... حدثنا قيس قال لي جرير بن عبدالله : كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ نظر إلى القمر ليلة البدر فقال : أما إنكم سترون ربكم كما ترون هذا لا تضامون أو لا تضاهون في رؤيته ، فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا ، ثم قال : فسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها .
فيما يتعلق برؤية الله فسنوافيك إن شاء الله تعالى في حديث آخر مفصلاً ، وأما فيما يتعلق بالصلاة وتأكيد الرسول على أدائها في وقتها فأقول :
إن النبي الكريم يقول ما لا يفعل ولا يعمل به ولا يحرص عليه أيضاً وإليك الدليل من الكتاب الذي يأتي مباشرة بعد القرآن !
جاء في البخاري عن عبيدالله بن أبي قتادة عن أبيه قال : سرنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ليلة فقال بعض القوم لو عرَّست بنا يا رسول الله ! ... فاستيقظ النبي صلى الله عليه وسلم وقد طلع حاجب الشمس !
أي أن النبي الأكرم صلى صلاة الصبح قضاءً وهذه الصلاة صلاة واجبة فكيف يوصي الصحابة بعدم التهاون فيها وهو القائل أيضاً حُبِّبَ إليَّ النساء والطيب وجعل قرة عيني الصلاة [7] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929431&posted=1#_ftn7) .
باب الأذان بعد ذهاب الوقت
88- ... عن عبدالله بن أبي قتادة عن أبيه قال : سرنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ليلة فقال بعض القوم : لو عرَّست بنا يا رسول الله قال أخـاف أن تناموا عن الصلاة قال بلال : أنا أوقظكم فاضطجعوا وأسند بلال ظهره إلى راحلته فغلبته عيناه فنام فاستيقظ النبي صلى الله عليه وسلم وقد طلع حاجب الشمس فقال : يا بلال أين ما قلت ؟
قال : ما أُلقيت علي نومة مثلها قط ، قال إن الله قبض أرواحكم حين شاء وردها عليكم حين شاء ، يا بلال قم فأذن بالناس بالصلاة ، فتوضأ فلما ارتفعت الشمس وابياضت قام فصلى .
ورد هذا الحديث في البخاري في كتاب التوحيد ، باب المشيئة والإرادة .
أقول :
إن الصلاة عمود الدين ومن حافظ على أدائها في وقتها فله الأجر والثواب على ذلك وقد حرص الرسول الأكرم على أدائها في وقتها وقد مر عليك في الصفحات السابقة كيف أن أنس بن مالك كان يتألم من ضياع هذه الصلاة بتأخيرها عن وقتها ويقول الرسول الأكرم إنها قرة عينه والشواهد على ذلك كثيرة ، من أن الرسول كان يقوم الليل لصلاة النوافل والمستحبات حتى تورَّمت قدماه من كثرة قيامه وهذه الصلوات صلوات مستحبة فكيف به ينام عن صلاة واجبة ؟! أفيدونا بذلك .
وهل كان الرسول الأكرم ينام من دون حراسة حيث أنه هو المطلوب من قِبَل المشركين والمنافقين وكيف يغفل النبي الأكرم عن ذلك وينام ومن دون مراقبة من الحرس والصحابة ؟! ألم يكن في الصحابة الذين معه منافقون ؟! ألم يكن يُخشى عليه من هؤلاء المنافقين ؟! وما الفرق بين هذا النبي وغيره من الصحابة من حيث أداء الأعمال والواجبات ؟!
فتراه ينام عن صلاة الصبح ويصليها قضاءً ! وينسى كم صلى أربعاً أو خمساً ! ويباشر نساءه في حيضهن ويُقَبِّل نساءه وهو صائم ! ويمص اللسان أيضاً وسيأتيك المزيد من هذه الترهات فابق معنا !
[/URL](181) المجلد1 ، ج2 ، ص19 ، ط 1973م ، دار الجيل ، بيروت .
(http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929431&posted=1#_ftnref1)(182) ج2 ، ص197 ، كتاب الصلاة ، باب ما روي في حي على خير العمل ، حديث 2031-2032-2033 ، ط1/1416هـ ، دار الكتاب العربي ، بيروت ، وذكره ابن أبي شيبة في المصنف ، ج1 ، ص195 ، حديث 2239 و2241 ، كتاب الأذان ، باب من كان يقول في أذانه حي على خير العمل ، وذكره أيضاً الصنعاني في مصنفه ، ج1 ، ص460 ، حديث 1786و1797 ، باب بدء الأذان ، وذكره أيضاً المتقي الهندي في كنز العمال ، ج8 ، ص342 ، حديث 3174 ، فصل في الأذان وأحكامه ، وابن حجر في لسان الميزان ، ج1 ، ص268 ، والسيرة الحلبية ، ج2 ، ص98 ، وابن كثير في البداية والنهاية ، ج11 ، ص270 ، والأندلسي في الإحكام في أصول الأحكام ، ج4 ، ص609 .
(183) دلائل الصدق للشيخ محمد الحسن المظفر قدس سره ، ج3 ، ص558 ، الصلاة خيـر من النوم ، ط1/1396 ، دار المعلم للطباعة .
(http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929431&posted=1#_ftnref3)(184) الصحيح من سيرة النبي للسيد جعفر العاملي ، ج4 ، ص294 ، سبب حذف هذه العبارة ، ط دار السيرة ، بيروت . باب الإيضاح لابن شاذان ، ص201-202 – الاعتصام بحبل الله المتين ، ج1، ص296 و299 و304-307 ، وكتاب العلوم ، ج1 ، ص92 ، نقلاً عن الصحيح من سيرة النبي – المؤلف - .
(185) كتاب الأذان ، باب إتمام التكبير في الركوع .
(http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929431&posted=1#_ftnref5)(186) صحيح البخاري ، كتاب الأدب ، باب رحمة الناس والبهائم .
[URL="http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=929431&posted=1#_ftnref7"](187) مسند أحمد بن حنبل ، ج3 ، ص199 ، مسند أنس بن مالك ، ط دار الفكر العربي .
محمد المياحي
18-09-2009, 04:49 PM
يتاااااااااااااااااااااابع غدا ان شاااااااااااااااء الله
اسئلكم الدعااااااااااااااااااااااااء
صفحة الحق
18-09-2009, 06:26 PM
أحسنت بارك الله فيك ووفقكم إلى كل خير
كتاب اكثر من رائع يكشف البخاري على حقيقته ...
يضاف إلى المفضلة مع باقي الادلة للإستفادة ...
محمد المياحي
19-09-2009, 04:10 PM
كتاب الأذان
باب بدء الأذان
89- حدثنا عبدالرزاق قال أخبرنا ابن جريح قال أخبرني نافع أن ابن عمر كان يقول كان المسلمون حين قدموا المدينة يجتمعون فيتحينون الصلاة ليس ينادى لها فتكلموا يوماً في ذلك فقال بعضهم اتخذوا ناقوساً مثل ناقوس النصارى ، وقال بعضهم بل بوقاً مثل قرن اليهود ، فقال عمر : أَوَلا تبعثون رجلاً ينادي بالصلاة ؟! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا بلال قم فناد بالصلاة
تقول العامة أن عبدالله بن زيد رأى الأذان في عالم الرؤيا بفصوله وتمامه ، وتقول أيضاً أن عمر عند سماعه الأذان جاء مسرعاً وقال : لقد رأيت مثل الذي رأى ابن زيد ويقولون أيضاً أن عمر كان قد رأى الأذان في عالم الرؤيا فكتمه عشرين يوماً ثم أخبر به النبي الأكرم فقال : ما منعك أن تخبرنا ؟ قال سبقني عبدالله بن زيد فاستحييت [1] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=75532&page=3#_ftn1)
أقول :
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يشاور أصحابه بكيفية النداء للصـلاة ويجلس متحيراً أياماً وليالي منتظراً من الصحابة المشورة إلى أن رأى ابن زيد الرؤيا بكيفية الأذان وفصوله !
عجباً والله لهؤلاء الذين يدعون بأنهم أهل العامة كيف قبلوا بهذا الحل الساذج ؟!
ألم يسألوا أنفسهم بأن الرسول طالما كان محتاراً بشأن الأذان فلماذا لم يَرَ الرؤيا بنفسه لأن رؤياه صادقة ويؤخذ بها شرعاً كما يقظته وهو ليس كبقية البشر ، ولماذا لم يخبره جبرئيل عليه السلام بكيفية الأذان وبيان فصوله ، وهل هذا سوى محاولة للتلاعب بالتشريع الإلهي
وما هذه المصادفة أن يرى ابن زيد الرؤيا ويرى عمر الرؤيا نفسها بالأسلوب نفسه من حيث فصول الأذان ؟!
ولماذا يأتي اسم عمر دائماً في التشريع ؟!
فمثلاً : وافقت ربي في ثلاث - مقام ابراهيم – فنزلت الآية ، الحجاب – فنزلت الآية ، أسارى بدر – وهنا الأذان
ألا تشك أيها المسلم من كثرة تكرار مشاركة عمر للنبي الأكرم في التشريع وأن ذلك كذب محض ؟!
جاء في صحيح ابن خزيمة حدثنا بندار أخبرنا أبو بكر – يعني الحنفي – أخبرنا عبدالله بن نافع عن أبيه عن ابن عمر : ان بلالاً كان يقول أول ما أذَّن أشهد أن لا إله إلا الله حي على الصلاة ، فقال له عمر : قل في أثرها أشهد أن محمداً رسـول الله ، فقـال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قل كما أمرك عمر [2] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=75532&page=3#_ftn2) .
يقول المحقق الدكتور محمد مصطفى : إسناده ضعيـف جداً والحديث باطل !!
لاحظ أخي الكريم هذه الرواية وكأن الأذان نزل نزولاً تدريجياً ، أي أنه لم يكن متكاملاً في بدء الدعوة والطامة الكبرى أن عمر دائماً يشير ويوجه الرسول الأكرم ويحاول أهل العامة أن يشركوه مع النبي في رسالته السماوية
وفيه أيضاً : قال أبو بكر في خبر عبدالله بن زيد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قدم المدينة إنما يجتمع الناس إليـه للصلاة بحين مواقيتها بغير دعوة [3] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=75532&page=3#_ftn3)
ويقول المحقق محمد مصطفى : إسناده معضل ! انتهى .
يعني بذلك أنه سقط من إسناده إثنان فصاعداً ، وبعبارة أخرى : هذا الحديث لا يصلح للاستشهاد به !
قال الحاكم في المستدرك على الصحيحين
عن سفيان بن الليل قال : لما كان من أمر الحسن بن علي ومعاوية ما كان قدمت عليه المدينة وهو جالس في أصحابه فذكر الحديث بطوله قال فتذاكرنا عنده الأذان ، فقال بعضنا : إنما كان بدء الأذان رؤيا عبدالله بن زيد بن عاصم ، فقال له الحسن بن علي إن شأن الأذان أعظم من ذاك ، أذَّن جبريل عليه السلام في السماء مثنى مثنى وعلمه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأقام مرة مرة فعلمـه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأذن الحسن حين ولي [4] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=75532&page=3#_ftn4)
وهذا يفنِّد ما يدَّعيه أهل العامة في شأن الأذان ويتبين لنا أن الأذان شُرِّع يوم أُسري برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ونحن نعلم علم اليقين بأن الإسراء والمعراج كان في مكة المكرمة ، وقد شرع الأذان في ذلك الحين أي قبل الهجرة
يقول ابن حجر
وردت أحاديث تدل على أن الأذان شُرِّع بمكة قبل الهجرة [5] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=75532&page=3#_ftn5)
وأقول :
من هو ابن زيد أو عمر حتى يُشرِّعوا هذه الشعيرة – الأذان – ويشيروا بها على رسولنا الأكرم عندما كان محتاراً في كيفية النداء للصلاة ، فمن يكون نبياً رسولاً وله رب حكيم قدير فإنه لن يحتار في أمر كهذا ولن يحتاج إلى مشورة الصحابة في ذلك .
باب الأذان للمسافر إذا كانوا جماعه
90حدثنا مالك أتينا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ونحن شَبَبَة متقاربون فأقمنا عنده عشرين يوماً وليلة وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم رحيماً رفيقاً فلما ظن أنا قد اشتهينا أهلنا أو قد اشتقنا سألنا عمن تركنا بعدنا ، فأخبرناه قال : ارجعوا إلى أهليكم فأقيموا فيهم وعلموهم ومروهم وذكر أشياء أحفظها أو لا أحفظها وصلوا كما رأيتموني أصلي فإذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم وليؤمكم أكبركم
ورد هذا الحديث في البخاري في كتاب الأذان ، باب بدء الأذان ، للمسافرين ، وباب إثنان فما فوقهما ، وباب المكث بين السجدتين ، وكتاب الأدب ، باب رحمة البهائم ، وكتاب أخبار الآحاد ، باب ما جاء في إجازة خبر الواحد
لاحظ عبارة ( وصلوا كما رأيتموني أصلي ) وأنس يقول : قد ضيعتم الصلاة ، وعمران بن حصين يقـول بعد أن صلى خلف الإمام علي عليه السلام : ( لقد ذكرني هذا صلاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ) كما مر عليك في الصفحات السابقة ، ولاحظ النبي الأكرم كيف يوصي هؤلاء قبل الرحيل وقبل أن يودِّعوا الرسول بالذهاب إلى أهليهم
نعم .. يوصيهم وصية خاصة ويقول ( صلوا كما رأيتموني أصلي ) بدون زيادة ولا نقيصة وذلك لأهمية الصلاة فهي عمود الدين إن قُبِلت قُبِل ما سواها وإن رُدَّت رُدَّ ما سواها وهذا النبي الموصي بذلك لا يطبق قوله !! ينام عن الصلاة حتى تشرق الشمس ! ينسى كم صلى أربعاً أو خمساً متهاوناً وشارد الذهن عن القراءة ! يصلي وحين السجود يغمز رجل عائشة كي تقبضهما وإذا قام بسطتهما وهو في حالة القراءة وقبل الركوع والسجود يكون تفكيره بكيفية غمز رجل عائشة ! وسنوافيك بالمزيد في محله
باب إذا قال الإمام مكانكم
91- عن أبي هريرة قال : أقيمت الصلاة فسوى الناس صفوفهم فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فتقدم وهو جُنُب ثم قال : على مكانكم فرجع فاغتسل ثم خرج ورأسه يقطر ماءً فصلى بهم .
يقول ابن حجر :
فلما قام في مصلاه ذكر أنه جنب . انتهى
نبي الأمة ينسى أنه جنب وينسى أنه لم يغتسل !
وأقول :
إن هذه الروايات وضعت ليُبَرِّروا ما صدر من بعض من يعتقدون فيهم من الصحابة من مخالفات للدين فقاموا بالطعن بشخص النبي الكريم من أجل عيون هؤلاء الصحابة ، وسوف نذكر لاحقاً وبالتفصيل ما يختص بهذا الموضوع
باب حد المريض أن يشهد الجماعة
92- ... عن إبراهيم قال الأسود قال : كنا عند عائشة (رض) فذكرنا المواظبة على الصلاة والتعظيم لها ، قالت : لما مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم مرضه الذي مات فيه فحضرت الصلاة فأذن فقال : مروا أبا بكر فليصل بالناس فقيل له : إن أبا بكر أَسِيف إذا قام في مقامك لم يستطع أن يصلي بالناس ، وأعاد فأعادوا له ، فأعاد الثالثة ، فقال : إنكن صواحب يوسف ، مروا أبا بكر فليصل بالناس ، فخرج أبو بكر فصلى فوجد النبي صلى الله عليه وسلم من نفسه خفة فخرج يُهادَى بين رجلين كأني أنظر رجليه تخطان من الوجع فأراد أبو بكر أن يتأخر فأومأ إليه النبي صلى الله عليه وسلم أن مكانك ثم أتي به حتى جلس إلى جنبه ، قيل للأعمش : وكان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي وأبو بكر يصلي بصلاته والناس يصلون بصلاة أبي بكر فقال برأسه نعم
يقول ابن حجر :
قوله ( أسيف ) ... وهو شدة الحزن .
قوله ... ( إنكن صواحب يوسف ) ... المراد أنهن مثل صواحب يوسف في إظهار خلاف ما في الباطن ، ثم إن هذا الخطاب وإن كان بلفظ الجمع فالمراد به واحد وهي عائشة فقط ، كما أن صواحب صيغة جمع والمراد زليخا فقط .
ويقول :
فقال له – أي بلال – إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرك أن تصلي بالناس ، فقال أبو بكر – وكان رجلاً رقيقاً – يا عمر صل بالناس ، فقال له عمر : أنت أحق بذلك .
أقول :
يقول ابن حجر : إن أبا بكر كان رجلاً رقيقاً ، وفي رواية : لا يسمعه الناس من البكاء !!
عجباً والله لهؤلاء بادعائهم ذلك ! ألم يعلموا أن البكاء من الخشوع لا يبطل الصلاة ؟! بل هو مندوب إن كان خشية من الله تعالى .
النبي الأكرم يأمر أبا بكر بأن يصلي في الناس ، ثم يخرج بعد أن يجد من نفسه خِفَّة .
أليس من حق المسلم أن يبحث عن الحقيقة ، ولماذا كل ما ورد في كتب التأريخ الإسلامي أو كتب الحديث نأخذ به من دون تريث وتمحيص ؟!
وكأن الأمر من المسلمات لا يجوز النقاش فيه ؟
أليس من الممكن أن هؤلاء الصحابة أو عائشة هي التي أمرت أباها أن يصلي بالناس ؟!
ولهذا عندما علم الرسول الأكرم أن ابن أبي قحافة يصلي بالمسلمين خرج وهو في تلك الحالة الصعبة كي يُنَحِّيه جانباً وهذا ما حصل بالفعل
وإلا فكيف يأمره النبي ثم يخرج ليُنَحِّيه جانباً ، وتقول الرواية : فوجد النبي من نفسه خفة ! وفي الرواية نفسها ( رجليه تخطان من الوجع ) ! أي خِفَّة هذه ورجلاه تخطان الأرض !
إنما رأى الرسول الأكرم أن من واجبه تنحية أبي بكر وإن كان ذلك على حساب صحته
لماذا تؤخذ القضايا وكأنها من المسلمات ، ألا يجدر بنا أن نسأل مثل هذه الأسئلة ؟!
وفي الرواية أيضاً أن أبا بكر تنحى من مكانه وهذا يؤيد ما نقوله ، بأن سبب خروج الرسول الأكرم على تلك الحالة الصعبة ما كان إلا لكي ينحي ابن أبي قحافة ، وعلى فرض أن الرسول أمر أبا بكر بالصلاة في الناس – وهو طبعاً فرض محال ولكن ! – أقول : عندما بعث النبي الأكرم بسورة براءة ليقرأها على المشركين نزل جبرئيل عليه السلام وقال بأن الجليل يقرئك السلام ويقول إنه لا يؤدي ذلك إلا أنت أو رجل من أهل بيتك فبعث علياً عليه السلام فأخذ براءة من أبي بكر بأمر من النبي الأكرم الذي أمره الله بذلك .
وأقول :
بأن النبي أمر أبا بكر بالصلاة بالمسلمين ، فأمره الله أن ينحيه جانباً ففعل كما أمره الله تعالى ونحاه جانباً وصلى الرسول بنفسه بالمسلمين كما حدث عندما بعث علياً بسورة براءة كما ذكرنا ذلك .
93- ... عن الزهري قال : أخبرني عبيدالله بن عبدالله قال : قالت عائشة لما ثقل النبي صلى الله عليه وسلم واشتد به وجعه استأذن أزواجه أن يمرض في بيتي فأذن له فخرج بين رجلين تخط رجلاه الأرض وكان بين العبـاس ورجل آخر ، قال عبيدالله فذكرت ذلك لابن عباس ما قالت عائشة فقال لي وهل تدري من الرجل الذي لم تُسمِّ عائشة ؟ قلت : لا ، قال : هو علي بن أبي طالب
يصور لنا هذا الحديث أن هذا النبي لم يكن عادلاً بين زوجاته حتى آخر حياته وآخر رمق فيه ! نراه هنا يطلب من بقية زوجاتـه أن يمرض في بيت عائشة ، وعندما يطلب ذلك من نساءه فمن غير المعقول أن ترفض إحداهن ذلك ، لأنه طلب منهن والطلب هذا كالأمر ، وحتى إن كانت إحداهن غير راضية فسوف توافق على ذلك وعلى مضض ، وهؤلاء النسوة لم يكُنَّ قد أخذن حقوقهن كما كانت عائشة قد أخذت ذلك ، فاقرأ ما في البخاري ومسلم وبقية السنن لترى صحة قولنا في ذلك .
والله سبحانه وتعالى يطلب العدل بين الزوجات ويقول أيضاً : { ولن تستطيعوا أن تعدلوا } أي في المحبة والميل القلبي ، ولكن لا يجوز أن يبين الزوج ذلك الميل والحب الزائد لبقية زوجاته ، وذلك لأن فيه عواقب سيئة ووخيمة .
جاء في البخاري :
... ثم إنهن – أي نساء النبي – دَعَوْنَ فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأرسلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تقول : إن نساءك يُنشدنك العدل في بنت أبي بكر ، فكلمته فقال : يا بنية ألا تحبين ما أحب ؟ قالت بلى ، فرجعت إليهن فأخبرتهن فقلن : ارجعي إليه فأبت أن ترجع ، فأرسلن زينب بنت جحش فأتته فأغلظت وقالت : إن نساءك يُنشدنك الله العدل في بنت أبي قحافة ... إلى آخر الحديث( 3)
راجع إن شئت ذلك أيضاً صحيح مسلم ، كتاب فضائل الصحابة ، باب في فضل عائشة
يتبين لنا من خلال قرائتنا للحديث أن الرسول الكريم لم يكن عادلاً لأنهن طلبن منه العدل بينهن ، فيا أخي الكريم هل يقبل عقلك السليم ويتقبل رواية كهذه الرواية ، وهل يعقل أن الرسول الأكرم العادل في جميع أموره وهو المُسدَّد من قِبَل الله تعالى أن يكون ظالماً لزوجاته ، فالنتيجة أن ذكر عائشة ومحبة الرسول لعائشة لا يكون إلا تضخيماً لأبي بكر ليس إلا وأيضاً عائشة لم تُطِق ذكر اسم الرجل الآخر وهو سيد الأوصياء والبطل الغالب علي بن أبي طالب عليه السلام وزوج البتول التي أنجبت له ريحانتـي الرسول وإن كانت هذه المحبوبة ! أي عائشة قد عقمت
[/URL](188) فتح الباري لابن حجر ، ج2 ، ص98 ، كتاب الأذان ، باب بدء الأذان
(http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=75532&page=3#_ftnref1)(189) ج1 ، ص188-189 ، كتاب الصلاة ، باب بدء الأذان والإقامة ، حديث 362 ، ط المكتب الإسلامي
(190) نفس المصدر السابق ، ص190 ، حديث 365
(http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=75532&page=3#_ftnref3)(191) ج3 ، ص171 ، كتاب معرفة الصحابة ، ط بيروت
(192) فتح الباري ، ج2 ، ص98 ، كتاب الأذان ، باب بدء الأذان
[URL="http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=75532&page=3#_ftnref6"] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=75532&page=3#_ftnref5)(193) كتاب الهبة ، باب من أهدى إلى صاحبه
محمد المياحي
19-09-2009, 04:24 PM
باب هل يصلي الإمام بمن حضر
94- ... عن أبي سلمة قال : سألت أبا سعيد الخدري فقال : جاءت سحابة فمطرت حتى سال السقف وكان من جريد النخل فأقيمت الصلاة فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسجد في الماء والطين ، حتى رأيت أثر الطين في جبهته .
ورد هذا الحديث في البخاري ، في كتاب الأذان ، باب السجود على الأنف ، وباب من لم يمسح جبهته ، وكتاب التراويـح ، باب التماس ليلة القدر ، وباب تحري ليلة القدر ، وكتاب الاعتكاف ، باب الاعتكاف في العشر الأواخر ، وباب من خرج من اعتكافه .
هذه الرواية تبين لنا أن الرسول لم يسجد إلا على الأرض .
جاء في المصنف في الأحاديث والآثار : أول من ألقى الحصى في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم عمر بن الخطاب .
كان الناس إذا رفعوا رؤوسهم من السجود نفضوا أيديهم ، فأمر بالحصى فجيء به من العقيق فبسط في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم [1] (http://www.imshiaa.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=930586#_ftn1) .
لاحظ أن الصحابة أيضاً لم يقبلوا بفرش المسجد بالسجادة مثلاً ، بل فرشوه بما يجوز السجود عليه فتأمل .
راجع ج 1 ، ص 145 ، حديث 59 ، باب الصلاة على الحصير من كتاب الصلاة .
باب أهل العلم والفضل أحق بالإمامة
95- عن أبي موسى قال : مرض النبي صلى الله عليه وسلم فاشتد مرضه فقال : مروا أبا بكر فليصل بالناس ، قالت عائشة : إنه رجل رقيـق إذا قام مقامك لم يستطع أن يصلي بالناس ، قال : مروا أبا بكر فليصل بالناس ، فعادت فقال : مري أبا بكر فليصل بالناس فإنكن صواحب يوسف فأتاه الرسول فصلى بالناس في حياة النبي صلى الله عليه وسلم
96- عن عائشة ... أنها قالت : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في مرضه مروا أبا بكر يصلي بالناس ، قالت عائشة : قلت : إن أبا بكر إذا قام في مقامك لم يُسمِع الناس من البكاء ، فَمُر عمر فليصل للناس ، فقالت عائشة : فقلت لحفصة قولي له إن أبا بكر إذا قام في مقامك لم يسمع الناس من البكاء فمر عمر فليصل للناس ، ففعلت حفصة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مَهْ ! إنكن لأنتنَّ صواحب يوسف ، مروا أبا بكر فليصل للناس ، فقالت حفصة لعائشة : ما كنت لأصيب منك خيراً
97- ... عن حمزة بن عبدالله أنه أخبره عن أبيه قال : لما اشتد برسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه قيل له في الصلاة فقـال : مروا أبا بكر فليصل بالناس ، قالت عائشة : إن أبا بكر رجل رقيق إذا قرأ غلبه البكاء ، قال : مروه فيصلي فعاودته ، قال : مروه فيصلي إنكن صواحب يوسف
أقول :
دار نقاش بين عالم سني وآخر شيعي فقال العالم السني للعالم الشيعي : إمامة وخلافة أبي بكر ثابتة وذلك عندما أمر الرسول الأكرم فقال مروا أبا بكر يصلي بالناس .
فأجابه العالم الشيعي فوراً وبلا تردد وقال : إن النبي ليهجر !
راجع ج 1 ، ص 201 ، حديث 92 ، باب حد المريض أن يشهد الجماعة من كتاب الأذان وكذلك : ج 3 ، ص 495 ، حديث 896 ، باب ما يكره من التعمق والتنازع في العلم من كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة .
باب من دخل ليؤم الناس
98- عن سهل بن سعد الساعدي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذهب إلى بني عمرو بن عوف ليصلح بينهم فحانت الصلاة فجاء المؤذن إلى أبي بكر فقال أتصلي للناس فأقيم ؟ قال نعم ، فصلى أبو بكر فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس في الصلاة فَتَخلَّص حتى وقف في الصف فصفَّق الناس وكان أبو بكر لا يلتفت في صلاته فلما أكثر الناس التصفيق التفت فرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأشار إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن امكث مكانك فرفع أبو بكر (رض) يديه فحمد الله على ما أمره به رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك ثم استأخر أبو بكر حتى استوى في الصف وتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى فلما انصرف قال : يا أبا بكر ما منعك أن تثبت إذ أمرتك ؟ فقال أبو بكر ما كان لابن أبي قحافة أن يصلي بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما لي رأيتكم أكثرتم التصفيق ؟ من رابه شيء في صلاته فليُسبِّح فإنه إذا سبَّـح التُفِت إليه وإنما التصفيق للنساء
ورد هذا الحديث في البخاري في كتاب العمل في الصلاة ، باب ما يجوز من التسبيح ، وباب رفع الأيدي في الصلاة ، وكتاب السهو ، باب الإشارة في الصلاة ، وكتاب الصلح ، باب ما جاء في الإصلاح ، وكتاب الأحكام ، باب الإمام يأتي قوماً .
يقول ابن تيمية في منهاج السنة :
فهذا من أصح حديث على وجه الأرض [2] (http://www.imshiaa.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=930586#_ftn2)
يقول ابن حجر في شرحه :
... عن أبي حازم أن أهل قباء اقتتلوا حتى تراموا بالحجارة ، فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك ، فقال : اذهبوا بنا نُصلح بينهم .
فحانت الصلاة – أي صلاة العصر - ... أذن بلال ثم أقام ثم أمر أبا بكر فتقدم ... ، وأما قوله لأبي بكر أتصلي للناس فلا يخالف ما ذكر لأنه يحمل على أنه استفهمه هل يبادر أول الوقت أو ينتظر قليـلاً ليأتي النبي صلى الله عليه وسلم ؟ ورجح عند أبي بكر المبادرة لأنها فضيلة متحققة فلا تترك لفضيلة متوهمة
نلاحظ أن الذي أمر أبا بكر بالصلاة هو بلال كما في الرواية ، أي أن الصحابة تصرَّفوا من تلقاء أنفسهم ، أقول : إن الصحابة أيضاً تصرفوا من تلقاء أنفسهم أثناء مرض الرسول الأكرم وقدَّموا أبا بكر إماماً للصلاة فيهم ، فكما أن الرسول الأكرم خرج من بيته أثناء مرضه ونحى أبا بكر عن إمامته وصلى بالناس فكذلك هنا أيضاً جاء يمشي في الصفوف يشقها شقاً ونحَّى أبا بكر عن إمامته للصلاة ، وكونه كان إماماً – أي أبي بكر – ومن كثرة التصفيق التفت فرأى الرسول وهو يشق الصفوف كان من واجبه أن لا يلتفت بعد تكبيرة الإحرام ، أي أنه قطع صلاته وهذا غير جائز وهو مأثوم أيضاً .
جاء في البخاري كتاب الأذان باب الالتفات في الصلاة عن عائشة قالت : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الالتفات في الصلاة ، فقال : هو اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد – الاختلاس : الاختطاف بسرعة
وأبو بكر لم يلتفت وإنما قطع صلاته أي أن الشيطان أخذ صلاته برمَّتها !
باب إنما جعل الإمام ليؤتم به
99- عن عبيدالله بن عبدالله بن عتبة قال : دخلت على عائشـة فقلت : ألا تحدثيني عن مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قالت بلى : ثقل النبي صلى الله عليه وسلم فقال : أَصَلَّى الناس ؟ قلنا لا هم ينتظرونك ، قال : ضعوا لي ماءً في المخضب ، قالت : ففعلنا فاغتسل فذهب لينوء فأغمي عليه ثم أفاق ، فقال صلى الله عليه وسلم : أَصَلَّى الناس ؟ قلنا لا هم ينتظرونك يا رسول الله ، قال : ضعوا لي ماءً في المخضب ، قالت : فقعد فاغتسل ثم ذهب لينوء فأغمي عليه ، ثم أفاق ، فقال : أَصَلَّى الناس ، قلنا لا هم ينتظرونك يا رسول الله ، فقال : ضعوا لي ماءً في المخضب فقعد فاغتسل ثم ذهب لينوء فأغمي عليه ثم أفاق فقال : أَصَلَّى الناس ، فقلنا لا هم ينتظرونك يا رسول الله ، والناس عكوف في المسجد ينتظرون النبي عليه السلام لصلاة العشاء الآخرة ، فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم إلى أبي بكر بأن يصلي بالناس فأتاه الرسول فقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرك أن تصلي بالناس فقال أبو بكر وكان رجلاً رقيقاً يا عمر صلِّ بالناس ، فقال له عمر أنت أحق بذلك ، فصلى أبو بكر تلك الأيام ، ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم وجد في نفسه خِفَّة فخرج بين رجلين أحدهما العباس لصلاة الظهر وأبو بكر يصلي بالناس فلما رآه أبو بكر ذهب ليتأخر فأومأ إليه النبي صلى الله عليه وسلم بأن لا يتأخر ، قال : أجلساني إلى جنبه فأجلساه إلى جنب أبي بكر قال : فجعل أبو بكر يصلي وهو يأتم بصلاة النبي صلى الله عليه وسلم والناس بصلاة أبي بكر والنبي صلى الله عليه وسلم قاعد ، قال عبيدالله فدخلت على عبدالله بن عباس فقلت له : ألا أعرض عليك ما حدثتني عائشة عن مرض النبي صلى الله عليه وسلم : قال : هات : فعرضت عليه حديثها فما أنكر منه شيئاً غير أنه قال : أَسَمَّت لك الرجل الذي كان مع العباس ؟ قلت لا ، قال : هو علي
أقول :
الرسول الأكرم يأمر أبا بكر بالصلاة فيقول أبو بكر لعمر : يا عمر صَلِّ بالناس !
إعلم أن أمر الرسول واجب الاتباع ، فكونه أمر أبا بكر بالصلاة فالواجب إطاعة الأمر والعمل به ، أما أن يقدم عمر ليصلي بالناس فهذا مخالف لما أمر به الرسول صلى الله عليه وآله
ثم أليس خروج النبي صلوات الله عليه وآله على تلك الحالة الصعبة وقيامه بتنحية أبي بكر عن مقامه دلالة واضحة على رفضه لإمامته ؟ أليس من المحتمل أنه قد أُخبر بأن أبا بكر يصلي بالناس وكما جاء في بعض الروايات أنه نحى الستر أو الحجاب ليتأكد من ذلك فرآه بأم عينيه وهو يصلي بالناس فطلب من العباس والإمام علي عليه السلام أن يخرجاه إلى المسجد ليقوم بإمامة المسلمين بنفسه !
100- عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ركب فرساً فصُرع عنه فجُحش شِقِّه الأيمن فصلى صلاة من الصلوات وهو قاعد فصلينا وراءه قعوداً فلما انصرف قال : إنما جُعل الإمام ليؤتمَّ به فإذا صلى قائماً فصلوا قياماً فإذا ركع فاركعوا وإذا رفع فارفعوا وإذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا ربنا ولك الحمد وإذا صلى قائماً فصلوا قياماً وإذا صلى جالساً فصلوا جلوساً أجمعون ، قال أبو عبدالله : قال الحميدي : قوله ( إذا صلى جالساً فصلوا جلوساً ) هو في مرضه القديم ثم صلى بعد ذلك النبي صلى الله عليه وسلم جالساً والناس خلفه قياماً لم يأمرهم بالقعود وإنما يؤخذ بالآخِر فالآخِر من فعل النبي صلى الله عليه وسلم
أقول :
جُعل الإمام ليكون متبعاً في جميع حركاته وسكناته ، فلو كبر فمن واجب المؤمنين التكبير وإذا ركع أو سجد أيضاً يجب اتباعه في ذلك ، ولا يجوز التأخير عن ركوع الإمام أو سجوده ، بل على المأمومين أن يأتوا بالركوع والسجود بعد الإمام مباشرة
جاء في البخاري كتاب الأذان باب إثم من رفع رأسه قبل الإمام :
أبا هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أما يخشى أحدكم أو لا يخشى أحدكم إذا رفع رأسه قبل الإمام أن يجعل الله رأسه رأس حمار ؟ أو يجعل الله صورته صورة حمار !
أي يجب اتباع الإمام في جميع حركاته وسكناته وسنوافيك بالمزيد
باب إمامة المفتون والمبتدع
101- عن عبيدالله بن عدي بن خِيار أنه دخل على عثمان بن عفان (رض) وهو محصور فقال : إنك إمام عامة ونزل بك ما نرى ويصلي لنا إمام فتنة ونتحرج ، فقال : الصلاة أحسن ما يعمل الناس ، فإذا أحسن الناس فأحسن معهم وإذا أساؤوا فاجتنب إساءتهم
وقال الزبيدي : قال الزهري : لا نرى أن يصلى خلف المخنث إلا من ضرورة لابد منها .
أقول :
إنما جعل الإمام ليؤتم به ، هذا مضمون الأحاديث التي مرت علينا في الصفحات السابقة
وأقول : إن اصطفاف المصلين خلف الإمام في الصلاة كاصطفاف الجنود خلف قائدهم ، وأميرهم في ساحة القتال ، أي أن الإمام يعتبر القائد والمأمومين هم الجنود ، فإذا طلب وأمر القائد بإطلاق النار فعلى الجنود الاستجابة للأمر فوراً ، ويكون هذا القائد مسموع الكلمة والأوامر ، ومن لم يستجب للأمر سيحول إلى محاكمة عسكرية وما أشبه كما هو المتعارف في أيامنا هذه ، وكذلك إمام الجماعة حال الصلاة فإذا كبر الإمام تكبيرة الإحرام فعلى المأمومين أن يكبروا بعده مباشرة ، وكذلك إذا ركع وسجد فمن واجب المأمومين أن يتبعوه مباشرة من حيث الركوع والسجود بلا فصل ، ولو خالف شخص ما من المأمومين فإنه سوف يخرج من حال صلاة الجماعة شاء أم أبى ، وتكون صلاته فرادى ، وهذا عقاب أو جزاء لمخالفته اتباع القائد أو الإمام إن أردنا تسميته بذلك كالجندي المخالف لأوامر سيده القائد
فالإمام هو القائد والقدوة الذي يتبع في جميع حركاته وسكناته في الصلاة
واعلم أخي الكريم أن كلمة المخنَّث كما في الرواية لها معنيين :
المعنى الأول : الذي يتكسَّر في مشيه وكلامه وينثني ويتشبَّه بالنساء في جميع الحركات والميوعة أيضاً
المعنى الثاني : المراد به من يُؤتى في دُبُره - والعياذ بالله - فكيف تقبل على نفسك أيها المسلم أن يكون هذا المخنث قدوة لك وإماماً وقائداً مطاعاً حال الصلاة ؟!
ورد في البخاري أيضاً :
عن ابن عباس (رض) قال : لعن النبي صلى الله عليه وسلم المخنثين من الرجال والمترجلات من النساء وقال : أخرجوهم من بيوتكم ، وأخرج فلاناً وأخرج عمر فلاناً [3] (http://www.imshiaa.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=930586#_ftn3)
أقول :
إن النبي الأكرم أمر بإخراج ونفي من يتشبه بالنساء ، فهل من المعقول أن يأمرنا حال الضرورة أن نصلي خلف هذا المخنث ؟!!
فالرسول الأعظم عندما نفى هذا المخنث فكأن علاجه أصبح ميئوساً منه ، لذا تراه قد أمر بنفي هؤلاء وذلك لعزلهم عن المجتمع الإسلامي كي لا يصيب هذا الوباء الآخرين .
ثم لاحظ هذه الروايات أنها لا تنهضم بعد المضغ ! فترى المسلم الواعي الذي يبحث عن الحق يلفظ ويقيء أمثال هذه الروايات !
ثم أليس من الأفضـل لك أن تُصلِّي فُرادى طالما لم يتواجـد الكُفء للإمامة ؟!
[/URL](194) لعبدالله بن محمد بن أبي شيبة المتوفى 235هـ ، ج7 ، ص262 ، حديث 35897 .
(http://www.imshiaa.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=930586#_ftnref1)(195) المجلد2 ، ج4 ، ص296 ، ط بيروت .
[URL="http://www.imshiaa.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=930586#_ftnref3"](196) كتاب الحدود ، باب نفي أهل المعاصي والمخنثين .
محمد المياحي
19-09-2009, 04:37 PM
باب من أسمع الناس تكبير الإمام
102- عن عائشة (رض) قالت : لما مرض النبي صلى الله عليه وسلم مرضه الذي مات فيه أتاه يؤذنه بالصلاة فقال : مروا أبا بكر فليُصَلِّ ، قلت إن أبا بكر رجل أسِيفٌ إن يقم مقامك يبكي فلا يقدر على القراءة ، فقال : مروا أبا بكر فليصل فقلت مثله ، فقال في الثالثة أو الرابعة إنكن صواحب يوسف ، مروا أبا بكر فليصل فصلى وخرج النبي صلى الله عليه وسلم يهادى بين رجلين كأني أنظر إليه يخط برجليه الأرض فلما رآه أبو بكر ذهب يتأخر فأشار إليه أن صَلِّ فتأخر أبو بكر (رض) وقعد النبي صلى الله عليه وسلم إلى جنبه وأبو بكر يُسمع الناس التكبير
راجع تعليقنا في الصفحات السابقة باب حد المريض أن يشهد الجماعة ، كتاب الأذان ، ج 1 ، ص 201 ، حديث 92 .
باب إذا كان بين الإمام وبين القوم حائط
103- عن عائشة قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل في حجرته وجدار الحجرة قصير ، فرأى الناس شخص النبي صلى الله عليه وسلم فقام أُناس يصلون بصلاته ، فأصبحوا فتحدثوا بذلك فقام ليلة الثانية فقام معه أُناس يصلون بصلاته ، صنعوا ذلك ليلتين أو ثلاثـاً حتى إذا كان بعد ذلك جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يخرج فلما أصبح ذكر ذلك الناس فقال : إني خشيت أن تُكتب عليكم صلاة الليل
ورد هذا الحديث في البخاري في كتاب الأذان ، باب صلاة الليل ، وكتاب الجمعة ، باب من قال في الخطبة ، وكتاب التهجد ، باب تحريض النبي على قيام الليل ، وكتاب صلاة التراويح ، باب فضل من قام رمضان ، وكتاب اللباس ، باب الجلوس على الحصير
باب صلاة الليل
104- عن عائشة (رض) أن النبي صلى الله عليه وسلم كان له حصير يبسطه بالنهار ويحتجره بالليل فثاب إليه ناس فصلَّوا وراءه
105- عن زيد بن ثابت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اتخذ حجرة قال : حسبت أنه قال من حصير في ررمضان فصلى فيها ليالي فصلى بصلاته ناس من أصحابه فلما علم بهم جعل يقعد فخرج إليهم فقال : قد عرفت الذي رأيت من صنيعكم فصلوا أيها الناس في بيوتكم فإن أفضل الصلاة صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة
يقول ابن حجر في شرحه في كتاب التهجد ، باب تحريض النبي صلى الله عليه وسلم على قيام الليل ، حديث رقم 1129 :
فلما أصبح تحدثوا أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في المسجد من جوف الليل فاجتمع أكثر منهم ... فخرج النبي صلى الله عليه وسلم في الليلة الثانية فصلوا معه فأصبح النـاس يذكرون ذلك فكثر أهل المسجد من الليلـة الثالثة ، فخرج فصلوا بصلاته فلما كانت الليلة الرابعة عجز المسجد عن أهله ... ولأحمد رواية معمر عن ابن شهاب ( امتلأ المسجد حتى اغتص بأهله )
قوله ( فلم يخرج ) ... حتى سمعت ناساً منهم يقولون الصلاة ... فقالوا ما شأنه ... ففقدوا صوته وظنوا أنه قد نام فجعل بعضهم يتنحنح ليخرج إليهم ... فرفعوا أصواتهم وحصبوا الباب [1] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=930594&posted=1#_ftn1)
قوله : فلما أصبح قال : قد رأيت الذي صنعتم ... فلما قضى صلاة الفجر أقبل على الناس فتشهَّد ثم قال أما بعد فإنه لم يَخْفَ علي مكانكم ... شأنكم ... اكلفوا من العمل ما تطيقون ... أن الذي سأله عن ذلك بعد أن أصبح عمر بن الخطاب ... جابر قال : صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان ثمان ركعات ثم أوتر فلما كانت القابلة اجتمعنا في المسجد ورجونا أن يخرج إلينا حتى أصبحنا ... الحديث ، فإن كانت القصة واحدة احتمل أن يكون جابر ممن جاء في الليلة الثالثة ، فلذلك اقتصر على وصف ليلتين وكذا ما وقع عند مسلم من حديث أنس كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في رمضان فجئت فقمت إلى جنبه فجاء رجل فقام حتى كنا رهطاً فلما أحس بنا تجوَّز ثم دخل رحله
قوله : إلا أني خشيت أن تُفرض عليكم ... فتعجزوا عنها ... أي تشق عليكم ... ( فصلوا أيها الناس في بيوتكم ) فمنعهم من التجميع في المسجد إشفاقاً عليهم ... وفي رواية سفيان بن حسين ( خشيت أن يفرض عليكم قيام هذا الشهر ) ويقول ابن حجر في آخر كلامه وحديثه :
وفي حديث الباب من الفوائد غير ما تقدَّم ندب قيام الليل ولا سيَّما في رمضان جماعة ، لأن الخشية المذكورة أمنت بعد النبي صلى الله عليه وسلم ولذلك جمعهم عمر بن الخطاب على أُبي بن كعب !
أقول :
هذه الصلاة التي خشي الرسول الأكرم أن تُكتب على أمته وهي صلاة التراويح فقد سنَّها عمر بعد ذلك وقال : نِعْمَ البدعة هذه وجمع الناس عليها وجعلها جماعة وهذه الصلاة يصليها العامة إلى يومنا هذا
ثم لماذا ظنوا أنه قد نـام ؟ أليس من المحتمل أنه يُوحَـى إليه كما زعموا ذلك ؟! فاقرأ معي أخي الكريم ما جاء في البخاري في كتاب التيمم ، باب الصعيد الطيب :
كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا نـام لم يوقظ حتى يكون هو يستيقظ ، لأنا لا ندري ما يحدث له في نومه
يقول ابن حجر :
أي من الوحي . كانوا يخافون من إيقاظه قطع الوحي ، فلا يوقظونه لاحتمال ذلك !
هذه الصلاة التي كسرت ظهور المسلمين ، والطامة الكبرى عند العامة أنهم إذا رأوا من الصحابي عملاً أو قولاً فذلك العمل والقول يكون فتوى بالنسبة لهم وتكون سنة وتعمل به ولو كان ذلك العمل مخالفاً لعمل وقول النبي الأكرم وما جاء به
باب إيجاب التكبير وافتتاح الصلاة
106- عن الزهري قال : أخبرني أنس بن مالك الأنصاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ركب فرساً فجُحِش شِقُّه الأيمن ، قال أنس (رض) : فصلى لنا يومئذ صلاة من الصلوات وهو قاعد ، فصلينا وراءه قعوداً ثم قال لما سلم : إنما جُعِل الإمام ليؤتمَّ به فإذا صلى قائماً فصلوا قياماً وإذا ركع فاركعوا وإذا رفع فارفعوا وإذا سجد فاسجدوا وإذا قال : سمع الله لمن حمده فقولوا ربنا ولك الحمد
107- عن أنس بن مالك أنه قال خَرَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم عن فرس فجُحِش فصلى لنا قاعداً فصلينا معه قعوداً ثم انصرف فقال : إنما الإمام أو إنما جعل الإمام ليؤتم به ، فإذا كبر فكبروا وإذا ركع فاركعوا وإذا رفع فارفعوا وإذا قال : سمع الله لمن حمده فقولوا ربنا لك الحمد وإذا سجد فاسجدوا
108- عن أبي هريرة قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم إنما جُعِل الإمام ليؤتمَّ به ، فإذا كَبَّر فكبِّروا ، وإذا ركع فاركعوا ، وإذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا ربنا ولك الحمد ، وإذا سجد فاسجدوا وإذا صلى جالساً فصلوا جلوساً أجمعون
تم التعليق على هذه الروايات عند تعليقنا على باب وإنما جعل الإمام ليؤتم به من كتاب الأذان ، ج 1 ، ص 212 ، حديث 100 وأشرنا وعلقنا هناك أيضا أنه كيف تقبل لنفسك أيها المسلم أن يكون إمامك مخنثاً ؟!
راجع ج 1 ، ص 213 ، حديث 101 ، كتاب الأذان ، باب إمامة المفتون والمبتدع
باب وضع اليمنى على اليسرى
109- عن سهل بن سعد قال : كان الناس يُؤمَرون أن يضع الرجل اليد اليمنى على ذراعه اليسرى في الصلاة ، قال أبو حازم لا أعلمه إلا يَنْمِى ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، قال إسماعيل : يُنمى ذلك ولم يقل يَنْمِي
السؤال الذي نسأله لسهل بن سعد : من الذي كان يأمر هؤلاء الناس بوضع اليد اليمنى على اليسرى ؟
لماذا لم يذكر سهل اسم النبي الأكرم حتى نعلم بأنه هو الذي أمر بذلك ؟
لاحظ أيضاً أن اسماعيل هذا يقول : ينمى – بضم أوله -
وإسماعيل هذا هو ابن أبي أويس الأصبحي !
قال فيه يحيى بن معين : أبو أويس وابنه ضعيفان !
وقال في موضع آخر : ابن أبي أويس وأبوه يسرقان الحديث ! مخلِّط ، وقال في أيضاً : يكذب !
وقال فيه النسائي : ضعيف !
وقال في موضع : ليس بثقة [2] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=930594&posted=1#_ftn2) !
يقول ابن حجر :
يُنمى ... بلفظ المجهول ... لأن أبا حازم لم يُعَيِّن من نماه له !
ويقول : أخرجه الدارقطني في الغرائب !
روى ابن أبي شيبة في مصنفه : عن عبدالله بن يزيد قال : ما رأيت ابن المسيب قابضاً يمينه في الصلاة كان يرسلها [3] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=930594&posted=1#_ftn3)
وفيه أيضاً : عن عبدالله بن العيزار قال : كنت أطوف مع سعيد بن جبير فرأى رجلاً يصلي واضعاً إحدى يديه على الأخرى ، هذه على هذه ، وهذه على هذه ، فذهب ففرق بينهما ثم جاء [4] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=930594&posted=1#_ftn4) وفي نيل الأوطار :
روى ابن المنذر عن ابن الزبير والحسن البصري والنخعي أنه يرسلهما ولا يضع اليمنى على اليسرى [5]
واعلم أن الأصل هو الإرسال ، وجميع روايات القبض ضعيفة لا يعتمد عليها ، فمن أراد المزيـد فليراجـع مصنف ابن أبي شيبة ، ونيل الأوطـار للشوكاني ، والتمهيد لابن عبدالبر القرطبي ، ج20 ، ص77
قال عبدالرزاق : رأيت ابن جريح يصلي في إزار ورداء مسدلاً يديه
قال القرطبي : وروى عن الحسن وإبراهيم أنهما كانا يرسلان أيديهما في الصلاة [6] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=930594&posted=1#_ftn6)
ومن أدلة السدل ما أخرجه الحاكم في مستدركه :
رفاعة بن رافع أنه كان جالساً عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذ جاء رجل فدخل المسجد فصلى فلما قضى صلاته جاء فسلم على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعلى القوم فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : وعليك ، ارجع فصل فإنك لم تصل ! وذكر ذلك إما مرتين أو ثلاثة ، فقال الرجل : ما أدري ما عبت علي من صلاتي ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : إنها لا تتم صلاة أحد حتى يسبغ الوضوء ، ويقرأ القرآن ما أذن الله له فيه ، ثم يكبر ، ويركع ، ويضع كفيه على ركبتيه حتى يطمئن مفاصله ويستوي ثم يقول : سمع الله لمن حمده ويستوي قائماً حتى يأخذ كل عظم مأخذه ثم يقيم صلبه ثم يكبر فيسجد فيمكِّن جبهته من الأرض حتى يطمئن مفاصله ثم يكبر فيرفع رأسه ويستوي قاعداً على مقعدته ويقيم صلبه فوصف الصلاة هكذا حتى فرغ ثم قال : لا يتـم صـلاة أحدكم حتى يفصل ذلك
قال الحاكم : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين [7] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=930594&posted=1#_ftn7)
لاحظ أن النبي الأكرم قد عدد الفرائض والسنن وذكر كيفية الصلاة وبدقة وذكر للأعرابي كل فرض وسنة في جميع حركات وسكنات الصلاة بدءاً من الوضوء إلى آخر الصلاة ، ولم يذكر القبض – أي وضع اليمنى على اليسرى – فتأمل !
قال الإمام علي عليه السلام : لا يجمع المسلم يديه في صلاته وهو قائم بين يدي الله عز وجل يتشبه بأهل الكفر – يعني المجوس - [8] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=930594&posted=1#_ftn8)
سئل الشيخ عن قبض اليدين في الفرض فأجاب :
... كره مالك وضع اليد اليمنى على اليسرى في الفريضة وقال : لا أعرفه في الفريضة ، ومعنى قوله (رض) لا أعرفه في الفريضة ، لا أعرف جريان العمل به من الصحابة والتابعين وأتبـاع التابعين في الفريضة ، والذي أعرف جريـان عملهم به فيها إنما هو السدل [9] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=930594&posted=1#_ftn9)
قال الشعراني : ... أن مشهور مذهب مالك كراهة القبض في صلاة الفرض [10] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=930594&posted=1#_ftn10)
فالتكتف في الصلاة ، الظاهر أن عمـر بن الخطاب هو الذي ابتدعه في زمنه ، وذلك عندما جيء بأسارى العجم وأدخلوهم عليه فوضعوا اليد على الأخرى ، فسأل عن ذلك فأجابـوه بأننا نعمل ذلك تواضعاً لملوكنا ، فاستحسن فعله مع الله تعالى في الصلاة ، ولا يبعد ذلك أن تكـون هذه البدعة قد حدثت في خلافته ، لأن دخول الفرس المجوس كأسارى واختلاطهم بالمسلمين كان على عهد عمر ! فكما أنه كان يجتهد مقابل النص في أمور كثيرة فكذلك اجتهد هنا أيضاً
باب الالتفات في الصلاة
110- عن عائشة قالت : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الالتفات في الصلاة ، فقال : هو اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد
ورد هذا الحديث في البخاري ، في كتاب بدء الخلق ، باب صفة إبليس
راجع ج 1 ، ص 208 ، حديث 98 ، باب من دخل ليؤم الناس من كتاب الأذان
111- عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في خميصة لها أعلام فقال : شغلتني أعلام هذه اذهبوا بها إلى أبي جهم وأتوني بأنبجانية .
راجع ج 1 ، ص 142 ، حديث 55 ، باب إذا صلى في ثوب له أعلام من كتاب الصلاة .
باب إتمام التكبير في الركوع
112- عن عمران بن حصين قال : صلى مع علي رضي الله عنه بالبصرة فقال : ذكَّرنا هذا الرجل صلاة كنا نصليها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر أنه كان يكبر كلما رفع وكلما وضع
ورد هذا الحديث في البخاري في كتاب الأذان ، باب إتمام التكبير في السجود ، وباب يكبِّر وهو ينهض
إذن ، كيف كان يصلي أبو بكر وعمر وعثمان ؟! ولابد أن هذا الصحابي قد صلى خلف هؤلاء ولم يجد صلاتهم مطابقة لصلاة الرسول والنبي الأكرم يقول صلوا كما رأيتموني أصلي [11] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=930594&posted=1#_ftn11)
راجع تعليقنا على ذلك في ج 1 ، ص 186 ، حديث 82-83 ، باب تضييع الصلاة عن وقتها من كتاب مواقيت الصلاة
113-. عن أبي هريرة أنه كان يصلي بهم فيكبر كلما خفض ورفع فإذا انصرف قال : إني لأَشْبَهَكم صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم
ورد هذا الحديث في البخاري في كتاب الأذان ، باب التكبير إذا قام ، وباب يهوي بالتكبير حين السجود
لاحظ أخي الكريم أن أبا هريرة يشهد ويُزَكي نفسه ويقول : إني لأشبهكم صلاة برسول الله ، وهذا الدوسي يكذب في ذلك كما اتهمه جُل الصحابة حتى قالوا فيه : أكثر علينا أبو هريرة !
وأما الإمام علي عليه السلام فقد شهد له الصحابي عمران بن حصين عندما قال قد ذكرني هذا صلاة محمد صلى الله عليه وسلم
ونستنتج من ذلك أن كل فضيلة او منقبة كانت لأهل البيت عليهم السلام فقد جعلت العامة مقابل تلك الفضيلة والمنقبة حديثاً إما شبيهاً به أو مناقضاً له ، هذا إن لم يكذبوا تلك الفضيلة والشواهد على ذلك كثيرة منها هذه الرواية التي يرويها أبو هريرة ويزكي نفسه !
وأيضاً حديث الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة هذا الحديث المتواتر وضعوا في قباله هذا الحديث : أبو بكر وعمر سيدا كهول أهل الجنة وسنوافيك بالمزيد لاحقاً
باب إتمام التكبير في السجود
114- عن مطرِّف بن عبدالله قال : صليت خلف علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنا وعمران بن حصين فكان إذا سجد كبَّر وإذا رفع رأسه كبَّر ، وإذا نهض من الركعتين كبَّر ، فلما قضى الصلاة أخذ بيدي عمران بن حصين فقال : قد ذكَّرني هذا صلاة محمد صلى الله عليه وسلم أو قال لقد صلى بنا صلاة محمد صلى الله عليه وسلم
راجع ما علقنا عليه في ج 1 ، ص 186 ، حديث 82-83 ، باب تضييع الصلاة عن وقتها من كتاب مواقيت الصلاة
باب يهوي بالتكبير حين يسجد
115-. أن أبا هريرة كان يُكبِّر في كل صلاة من المكتوبة وغيرها في رمضان وغيره فيكبر حين يقوم ثم يكبر حين يركع ثم يقول سمع الله لمن حمده ثم يقول ربنا ولك الحمد قبل أن يسجد ثم يقول الله أكبر حين يهوي ساجداً ثم يكبر حين يرفع رأسه من السجود ثم يكبر حين يسجد ثم يكبر حين يرفع رأسه من السجود ثم يكبر حين يقوم من الجلوس في الاثنتين ويفعل ذلك في كل ركعة حتى يفرغ من الصلاة ، ثم يقول حين ينصرف والذي نفسي بيده إني لأقربكم شبهاً بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم إن كانت هذه لصلاته حتى فارق الدنيا
يقول ابن حجر : كان ذلك ( حين استخلفه مروان على المدينة )
راجع التعليق على نفس الحديث ج 1 ، ص 227 ، حديث 113 ، باب إتمام التكبير في الركوع من كتاب الأذان
[/URL](197) النبي الأكرم نهى عن الخذف وهو الحصب خوفاً من أن تأخذ عين أو سن أحد .
(http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=930594&posted=1#_ftnref1)(198) تهذيب الكمال للمزي ، ج3 ، ص128-129 ، ترجمة 459 .
(199) ج1 ، ص244 ، حديث 3952 ، من كان يرسل يديه في الصلاة ، ط1/1416هـ ، دار الكتب العلمية ، بيروت .
(http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=930594&posted=1#_ftnref3)(200) نفس المصدر السابق ، حديث 3953 .
(201) نيل الأوطار للشوكاني ، ج2 ، ص201 ، باب ما جاء في وضع اليمنى على اليسرى ، ط1973م ، دار الجيل ، بيروت .
(http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=930594&posted=1#_ftnref5)(202) التمهيد لابن عبدالبر ، ج20 ، ص75 ، عبدالكريم بن أبي المخارق ، ط 1409هـ .
(203) ج1 ، ص241-242 ، كتاب الصلاة ، باب التأميم ، ط بيروت .
(http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=930594&posted=1#_ftnref7)(204) وسائل الشيعة ، للحر العاملي ، ج7 ، ص276 ، حديث 9301 ، ط1/1413هـ .
(205) رسالة النصر لكراهة القبض ، للمهدي الوزاني ، المتوفى 1342هـ ، ص14 ، ط1/1342هـ .
(http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=930594&posted=1#_ftnref9)(206) نفس المصدر السابق ، ص16 .
[URL="http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=930594&posted=1#_ftnref11"](207) سنن الدارمي ، ج1 ، ص286 ، كتاب الصلاة ، باب من أحق بالإمامة .
محمد المياحي
19-09-2009, 04:42 PM
باب فضل السجود
116- ... عن الزهري قال : أخبرني سعيد بن المسيب وعطاء بن يزيد الليثي أن أبا هريـرة أخبرهما أن الناس قالوا يا رسول الله هل نرى ربنـا يوم القيامة ؟ قال هل تُمارون في القمر ليلة البدر ليس دونه سحاب قالوا لا يا رسول الله قال فهل تمارون في الشمس ليس دونها سحاب قالوا لا قال فإنكم ترونه كذلك يحشر الناس يوم القيامة فيقول من كان يعبد شيئاً فليتَّبع فمنهم من يتَّبِع الشمس ومنهم من يتبع القمر ومنهم من يتبع الطواغيت وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها فيأتيهم الله فيقول أنا ربكم فيقولون هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا فإذا جاء ربنا عرفناه فيأتيهم الله فيقول أنا ربكم فيقولون أنت ربنا فيدعوهم فيضرب الصراط بين ظهراني جهنم فأكون أول من يجوز من الرسل بأمته ولا يتكلم يومئذ أحد إلا الرسل وكلام الرسل يومئذ اللهم سلم سلم وفي جهنم كلابيب مثل شوك السعدان هل رأيتم شوك السعدان قالوا نعم قال فإنها مثل شوك السعدان غير أنه لا يعلم قَدْرَ عِظمها إلا الله تخطف الناس بأعمالهم فمنهم من يوبَق بعمله ومنهم من يُخردل ثم ينجو حتى إذا أراد الله رحمة من أراد من أهل النار أمر الله الملائكة أن يُخرجوا من كان يعبد الله فيخرجونهم ويعرفـونهم بآثار السجود وحرم الله على النار أن تأكل أثر السجود فيخرجون من النار فكل ابن آدم تأكله النار إلا أثر السجود فيخرجون من النار قد امتحشوا فيصب عليهم ماء الحياة فينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل ثم يفرغ الله من القضاء بين العباد ويبقى رجل بين الجنة والنار وهو آخر أهل النار دخولاً الجنة مقبل بوجهه قبل النار فيقول يا رب اصرف وجهي عن النار قد قشبني ريحها وأحرقني ذكاؤها فيقول : هل عسيت إن فعل ذلك بك أن تسأل غير ذلك فيقول لا وعزتك فيعطي الله ما يشاء من عهد وميثاق فيصرف الله وجهه عن النار فإذا أقبل به على الجنة رأى بهجتها سكت ما شاء الله أن يسكت ثم قال يا رب قدمني عند باب الجنة ، فيقول الله له أليس قد أعطيت العهود والميثاق أن لا تسأل غير الذي كنت سألت ؟ فيقول يا رب لا أكون أشقى خلقك ، فيقول فما عسيت إن أعطيت ذلك أن لا تسأل غيره فيقول لا وعزتك لا أسأل غير ذلك فيعطي ربه ما شاء من عهد وميثاق فيقدمه إلى باب الجنة ، فإذا بلغ بابها فرأى زهرتها وما فيها من النضرة والسرور فيسكت ما شاء الله أن يسكت فيقول يا رب أدخلني الجنة فيقول الله ويحك يا ابن آدم ما أغدرك أليس قد أعطيت العهود والميثاق أن لا تسأل غير الذي أعطيت فيقول يا رب لا تجعلني أشقى خلقك ، فيضحك الله عز وجل منه ثم يأذن له في دخول الجنة . فيقول تَمَنَّ فيتمنى حتى إذا انقطع أمنيته قال الله عز وجل من كذا وكذا أقبل يذكره ربه حتى إذا انتهت به الأماني قال الله تعالى لك ذلك ومثله معه .
قال أبو سعيد الخدري لأبي هريـرة (رض) إن رسول الله صلى الله عليـه وسلم قال قال الله لك ذلك وعشرة أمثاله قال أبو هريرة لم أحفظ من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا قوله لك ذلك ومثله معه .
ورد هذا الحديث في البخـاري في كتاب الرقاق ، باب الصراط جسر جهنم ، وكتاب التوحيد ، باب { وجوه يومئذ ناضرة } .
يقول سيد عبدالحسين شرف الدين رحمة الله عليه :
... وهذا حديث مهول ألفت إليه أرباب العقول فهل يجوز عندهم أن تكون لله صور مختلفة ينكرون بعضها ويعرفون البعض الآخر ... وهل يجوز عليه الضحك وأي وزن لهذا الكلام ؟
ويقول :
أما رؤية الله عز وجل بالعين الباصرة فقد أجمع الجمهور على إمكانها في الدنيا والآخرة وأجمعوا أيضاً على وقوعها في الآخرة وأن المؤمنين والمؤمنات سيرونه يوم القيامة بأبصارهم وأن الكافرين والكافرات لا يرونه أبداً وأكثر هؤلاء على أن الرؤيا لا تقع في الدنيا وربما قال بعضهم بوقوعها أيضاً ثم إن المجسمة من هؤلاء زعموا أنهم سيرونه يوم القيامة باتصال الأشعة من أبصارهم بجسمه ماثلاً أمامهم فينظررون إليه كما ينظر بعضهم إلى بعض لا يمارون فيه كما لا يمارون في الشمس والقمر ليس دونهما سحاب على ما يقتضيه حديث أبي هريرة .
وأما غيرهم من الجمهور وهم المنزهون من الأشعرية فقد قالوا بأن الرؤيـة
قوة سيجعلها الله تعالى يوم القيامة بأبصار المؤمنين والمؤمنات خاصة لا تكون باتصال الأشعة ولا بمقابلة المرئي ولا بتحيُّزه ولا بتكيُّفه ولا ولا فهي على غير الرؤية المعهودة للناس بل هي رؤية خاصة تقع من أبصار المؤمنين والمؤمنات على الله عز وجل لا كيف فيها ولا جهة من الجهات الست ، وهذا محال لا يعقل ولا يمكن أن يتصور متصور إلا إذا اختص الله المؤمنين في الدار الآخرة ببصر آخر لا تكون فيه خواص الابصار المعهودة في الحياة الدنيا على وجه تكون فيه الرؤية البصرية كالرؤية القلبية وهذا خروج عن محل النزاع في ظاهر الحال ولعل النزاع بيننا وبينهم في الواقع ونفس الأمر لفظي [1] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=930608&posted=1#_ftn1) .
أقول :
في الرواية فيضحك الله عز وجل منه .
يقول الألباني :
... حدثنا إسحاق بن منصور به إلا أنه زاد وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول حتى تبدو لهواته وأضراسه [2] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=930608&posted=1#_ftn2) .
ومن العامة من يقول أن معنى الضحك - الرضا - فهذه الجملة التي ذكرناها آنفاً تُفنِّد ما تزعم به العامة فالضحك هو الضحك الذي نعرفه من حيث فتح الفم ورؤية الأضراس واللهاة كما ذكر الألباني .
باب السجود على الأنف والسجود على الطين
117- ... عن أبي سلمة قال انطلقت إلى أبي سعيد الخدري فقلت ألا تخرج بنا إلى النخل نتحدث فخرج فقال : قلت حدثني ما سمعت من النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة القدر قال : اعتكف رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر الأُوَل من رمضان واعتكفنا معه فأتاه جبريل فقال إن الذي تطلب أمامك فاعتكف العشر الأوسط فاعتكفنا معه فأتاه جبريل فقال إن الذي تطلب أمامك فقام النبي صلى الله عليه وسلم خطيباً صبيحة عشرين من رمضان فقال : من كان اعتكف مع النبي صلى الله عليه وسلم فليرجع فإني أُريت ليلة القدر وإني نُسِّيتُها وإنها في العشر الأواخر في وِتْرٍ وإني رأيت كأني أسجد في طين وماء وكان سقف المسجد جريد النخل وما نرى في السماء شيئاً فجاءت قَزَعَة فأُمطِرنا فصلى بنا النبي صلى الله عليه وسلم حتى رأيت أثر الطين والماء على جبهة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأرنبته تصديق رؤياه .
هذا الحديث أيضاً يثبت أن المسجد لم يكن مفروشاً وكان المسلمون يسجدون على الأرض – التراب – تراب المسجد .
راجع تعليقنا على ذلك في ج 1، ص 158، حديث 69 ، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم جعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً من كتاب الصلاة .
باب يكبر وهو ينهض من السجدتين
118- ... عن مطرِّف قال : صليت أنا وعمران صلاة خلف علي بن أبي طالب رضي الله عنه فكان إذا سجد كبر وإذا رفع كبر وإذا نهض من الركعتين كبر فلما سلم أخذ عمران بيدي فقال لقد صلى بنا هذا صلاة محمد صلى الله عليه وسلم أو قال : لقد ذكرني هذا صلاة محمد صلى الله عليه وسلم .
راجع ج 1 ، ص 186 ، حديث 82-83 ، باب تضييع الصلاة عن وقتها من كتاب مواقيت الصلاة ، وقد تم التعليق على ذلك هناك .
باب من لم يمسح جبهته وأنفه حتى صلى
119- ... عن ابي سلمة قال سألت أبا سعيد الخدري فقال رأيت رسول الله صلى الله عله وسلم يسجد في الماء والطين حتى رأيت اثر الطين في جبهته .
راجع تعليقنا في ج 1 ، ص 158 ، حديث 69 ، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم جعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً من كتاب الصلاة .
[/URL](208) أبو هريرة للسيد شرف الدين ، ص ، 60-63 ، ط4 ، دار التعارف للمطبوعات بيروت .
[URL="http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=930608&posted=1#_ftnref2"] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=930608&posted=1#_ftnref1)(209) سلسلة الأحاديث الصحيحة لمحمد ناصر الدين الألباني ، المجلد6 ، القسم الأول ، ص575 ، ط1/1415هـ ، الرياض .
محمد المياحي
19-09-2009, 04:49 PM
كتاب الجمعه
باب من تسوَّك بسواك غيره
120- حدثنا إسماعيل قال : حدثني سليمان بن بلال ... عن عائشة (رض) قالت : دخل عبدالرحمن بن أبي بكر ومعه سواك يستنُّ به فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت له أعطني هذا السواك يا عبدالرحمن فأعطانيه فقصمته ثم مضغته فأعطيته رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستن به وهو مُستسند إلى صدري .
ورد هذا الحديث في البخاري ، في كتاب الخمس ، باب ما جاء في بيوت أزواج النبي ، وكتاب المغازي ، باب مرض النبي .
من رواة هذه الرواية اسماعيل بن أبي أويس الأصبحي ، قال فيه يحيى بن معين : يكذب ! راجع تهذيب الكمال للمزي [1] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=930608&posted=1#_ftn1) .
انظر أخي الكريم رسول الله ورجل الدولة ! فبدلاً من أن يكون الصحابة حوله ورجال الأمة المخلصون وذلك كي يوصيهم ويعطيهم التعليمات المهمَّة لإدارة حياة المسلمين نراه يموت وحيداً فريداً على صدر زوجته !
ويريد البخاري أن يثبت بطلان الوصية لذا يقول إن الرسول الأكرم مات على صدر عائشة ويريد أيضاً أن يثبت قرب عائشة منه .
وكأن لسان حال عائشة يقول لو أن الرسول كان قد أوصى لعلي لكنت قد سمعت ذلك لقربي منه .
باب الأذان يوم الجمعة
121- ... عن السائب بن يزيد قال كان النداء يوم الجمعة أوله إذا جلس الإمام على المنبر على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر (رض) فلما كان عثمان (رض) وكثر الناس زاد النداء الثالث على الزوراء .
باب المؤذن الواحد يوم الجمعة
122- ... عن السائب بن يزيد أن الذي زاد التأذين الثالث يوم الجمعة عثمان بن عفان (رض) حين كثر أهل المدينة ولم يكن للنبي صلى الله عليه وسلم مؤذن غير واحد وكان التأذين يوم الجمعة حين يجلس الإمام – يعني على المنبر - .
يعني بذلك التأذين الثالث أي أن قبله يكون الأذان والإقامة ويعتبر هذا التأذين الثالث هو الثاني على الأصح .
الزوراء : حجر كبير على باب المسجد – ابن حجر .
أخي الكريم هذا أيضاً يدُلُّك على أن الصحابة غيروا في الأذان وزادوا فيـه وكما مر عليك في الصفحات السابقة بأنهم ضيعوا الصلاة وأخَّروها عن وقتها وأن علياً عليه السلام صلى فيهم صلاة رسول الله صلى الله عليه وآله كل ذلك كان اجتهاداً من هؤلاء الصحابة العدول ! الذين غيروا وبدلوا دين الله وسنَّة نبيِّه .
باب الجلوس على المنبر
123- ... عن ابن شهاب أن السائب بن يزيد أخبره أن التأذين الثاني يوم الجمعة أمر به عثمان بن عفان (رض) حين كثر أهل المسجد وكان التأذين يوم الجمعة حين يجلس الإمام .
راجع ما قبله ، وكذلك ج 1 ، ص 236 ، حديث 121 ، باب الأذان يوم الجمعة ، كتاب الجمعة .
باب الخطبة على المنبر
124- ... حدثنا أبو حازم بن دينار أن رجالاً أتوا سهل بن سعد الساعدي وقد امتَروا في المنبر مِمَّ عُودُه فسألوه عن ذلك فقال والله إني لأعرف مما هو ولقد رأيته أول يوم وضع وأول يوم جلس عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى فلانة امرأة قد سماها سهل مُري غلامك النجار أن يعمل لي أعواداً أجلس عليهن إذا كلمت الناس فأمرته فعملها من طرفاء الغابة ثم جاء بها فأرسلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر بها فَوُضِعت ها هنا ثم رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى عليها وكبر وهو عليها ثم ركع وهو عليها ثم نزل القهقرى فسجد في أصل المنبر ثم عاد ، فلما فرغ أقبل على الناس فقال أيها الناس إنما صنعت هذا لتأتموا ولتعلموا صلاتي .
يقول ابن حجر :
فعملها من طرفاء الغابة ... من أثلة الغابة ... والغابة ... موضع من عوالي المدينة جهة الشام ... وأصلها كل شجر ملتف .
قوله : ولتعلموا ... أي لتتعلموا .
وعرف منه أن الحكمة في صلاته في أعلى المنبر ليراه من قد يخفى عليه رؤيته إذا صلى على الأرض ويستفاد منه أن من فعل شيئاً يخالف العادة أن يبيِّن حكمته لأصحابه ، انتهى .
إن النبي الأكرم أراد من هذا الحديث أن يعلم الصحابة كيفية الصلاة ويعلمهم طريقة وكيفية الركوع والسجود وما إلى ذلك من أفعال الصلاة .
هذه الصلاة التي كان الرسول الأكرم يحرص عليها ويقول عنها إنها عمود الدين وإنها قرة عينه وقال فيها صلوا كما رأيتموني أصلي وقد نهى عن أداء النوافل جماعة وقد مر عليك في الصفحات السابقة أن الصحابة غيَّروا في الصلاة وبدَّلوا فيها وزادوا فيها وأخَّروها عن وقتها وكما يقول أنس إنهم ضيَّعوها
باب إذا نفر الناس عن الإمام في صلاة الجمعة
125- ... جابر بن عبدالله قال : بينما نحن نصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم إذ أقبلت عير تحمل طعاماً فالتفتوا إليها حتى ما بقي مع النبي صلى الله عليه وسلم إلا اثنا عشر رجلاً فنزلت هذه الآية { وإذا رأوا تجارة أو لهواً انفضوا إليها وتركوك قائماً } .
ورد هذا الحديث في البخـاري في كتاب البيوع ، باب {وإذا رأوا تجارة} وباب { رجال لا تلهيهم } ، وكتاب التفسير ، باب { وإذا رأوا تجارة } .
يقول ابن حجر في شرحه :
كان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة وكانت لهم سوق كانت بنو سليم يجلبون إليها الخيل والإبل والسمن فقدموا فخرج إليهم الناس وتركوه وكان لهم لهو يضربونه فنزلت ... أنهم كانوا إذا نكحوا تضرب الجواري بالمزامير فيشتد الناس إليهم ويدعون رسول الله صلى الله عليه وسلم قائماً فنزلت هذه الآية .
في قوله { انفضوا إليها } ... أن اللهو لم يكن مقصوداً لذاته ، وإنما كان تبعاً للتجارة ... وقال الزجاج : أعيد الضمير إلى المعنى أي انفضوا إلى الرؤية ، أي ليروا ما سمعوه .
ونقول :
أين كان بقية الصحابة أثناء الخطبة؟! وخطبة من ؟! خطبة الرسول الأكرم!
وماذا يقول في خطبته ؟!
يقول ما لا أُذُنٌ سمعت أبداً بذلك البيان البليغ الجامع ، نعم .. هؤلاء الذين تركوا النبي الأكرم أيضاً كانوا من الصحابة العدول ! الذين لا يجوز الطعن في واحد منهم ، هؤلاء الذين تركوه كلهم عدول ! وهؤلاء العدول لماذا تركوا الرسول وهو يخطب ؟! تركوه لأجل تجارة قدمت من الشام وقد جلبت بعض الزيت !
يقول الله تعالى في كتابه العزيز : { يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وَذَروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون } الجمعة / 9 .
تبين هذه الرواية أن هؤلاء الصحابة الذين كانوا في زمن الرسول الأكرم وصدرت منهم المخالفات المتكررة لأوامره وإيثارهم لدنياهم على آخرتهم فلا نعجب مما نقرؤه في كتب التأريخ والسير والحديث من مخالفات وجرائم بعد وفاته صلى الله عليه وآله
(210) ج3 ، ص127-128 ، ترجمة 459 ، ط4/1415هـ ، مؤسسة الرسالة ، بيروت .
محمد المياحي
19-09-2009, 05:00 PM
كتاب العيدين
باب الحراب والدّرق يوم العيد
126- ... عن عائشة قالت : دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي جاريتان تغنيان بغناء بعاث فاضطجع على الفراش وحول وجهه ودخل أبو بكر فانتهرني وقال مزمارة الشيطان عند النبي صلى الله عليه وسلم ؟ فأقبل عليه رسول الله عليه السلام فقال : دعهما فلما غفل غمزتهما فخرجتا وكان يوم عيد يلعب السودان بالدرق والحراب فإما سألت النبي صلى الله عليه وسلم وإما قال : تشتهين تنظرين ؟ فقلت : نعم ، فأقامني وراءه خـدي على خده وهو يقول : دونكم يا بني أرفدة ، حتى إذا مللت قال : حسبك ؟ قلت : نعم ، قال : فاذهبي .
ورد هذا الحديث في البخاري في كتاب العيدين ، باب سنة العيدين ، وباب إذا فاته العيد ، وكتاب مناقب الأنصار ، باب مقدم النبي .
يقول ابن حجر :
مزمارة الشيطان ... لأن المزمارة أو المزمار ... وهو الصوت الذي له الصَّفير ! ... وإضافتها إلى الشيطان من جهة أنها تلهي ، فقد تشغل القلب عن الذكر .
قوله : دعهما ... ففيه تعليل الأمر بتركهما وإيضاح خلاف ما ظنه الصديق من أنهما فعلتا ذلك بغير علمه صلى الله عليه وسلم لكونه دخل فوجده مغطى بثوبه فظنه نائماً فتوجه له الإنكار على ابنته من هذه الأوجه مستصحباً لما تقرر عنده من منع الغناء واللهو .
فبادر إلى إنكار ذلك قياماً عن النبي صلى الله عليه وسلم بذلك مستنداً إلى ما ظهر له فأوضح له النبي صلى الله عليه وسلم الحال ، وعرفه الحكم مقروناً ببيان الحكمة بأنه يوم عيد ، أي يوم سرور شرعي .
( فلما غفل غمزتهما فخرجتا ) دلالة على أنها مع ترخيص النبي صلى الله عليه وسلم لها في ذلك رراعت خاطـر أبيها ، وخشيت غضبه عليها فأخرجتهما ... .
أقول :
بما أن أبا بكر نهر المغنيتين وعائشة ، فهناك سببان لذلك :
الأول : إما أن أبا بكر كان قد سمع من الرسول الأكرم حُرمة الغناء وما أشبه .
الثاني : وإما أنه رأى حرمة ذلك من تلقاء نفسه لما في ذلك من مفاسد لا تُحمد عقباها .
فإن قلنا بالسبب الأول ، فالنبي الأكرم يقول ما لا يفعل !
وإن قلنا بالسبب الثاني ، فكيف يحرم ذلك من تلقاء نفسه وبحضرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ؟!
هذا من جهة ، ومن جهة أخرى ، طالما قال أبو بكر مزمارة الشيطان ونسب تلك المزمارة للشيطان ، وأن الشيطان هو الذي يستعمل تلك المزامير فالعقل فوراً يحكم بحرمة ذلك .
جاء في صحيح مسلم في كتاب العيدين ، باب الرخصة في اللعب :
... عن عائشة قالت : دخل علي أبو بكر وعندي جاريتان من جواري الأنصار تغنيان بما تقاولت به الأنصار يوم بعاث ، قالت : وليستا بمغنيتين . قال أبو بكر : أبمزمور الشيطان في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ... .
فأقول :
نحن نعلم بأن المسلمين لم يحرموا ضرب الدف في الأعياد والأعراس بالنسبة للنساء فيما بينهن ، ولكن في هاتين الروايتين جاءت كلمة ( المزمار ) فلنقرأ ما يقوله ابن منظور في كتابه لسان العرب – وما معنى المزمار :
المزمار : غنى في القصب ، ويقال للقصبة التي يزمر بها : زمّارة . والمزمار والزمارة ما يزمر فيه – ويعني بذلك ( الناي ) في زماننا هذا - .
فحذارٍ حذار أيها القارئ أن تعتقد بأن المغنيتين كانتا تضربان على الدف فقط ! وكأن الفرقة قد اكتملت ! مغنيتان ! ودفوف ! ومزمارة !
وأيضاً : بعد أن أصدر النبي الكريم حكمه في الغناء قامت عائشة بغمز المغنيتين وأخرجتهما مراعاة لأبيها !
وكانت قد كسرت كلام وحكم النبي وأخذت برأي أبيها ! فتأمل ذلك .
ويقول لها الرسول الأكرم : أتشتهين تنظرين ؟ قلت : نعم ، فأقامني وراءه خدي على خده .
طالما كان هذا من النبي الكريم مع عائشة ، فلماذا بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم نقلته إلى الآخرين ؟!
ولماذا أخبرت بذلك القاصي والداني وللصحابة وفيهم المنافق ؟!
وهذه الأمور .. أمور عائليـة وشخصية ولا يجوز أن تتناقله العامة هنا وهناك ، وإن كانت عائشة تريد أن تُبيِّن حكماً شرعياً مثلاً ، وأرادت أن تجيب على مسألة ما مثلاً ، فكان يجب عليها أن تجيب بلسانها ، ومن دون أن تضرب لذلك مثالاً .
باب سنة العيدين لأهل الإسلام
127- ... عن عائشة (رض) قالت : دخل أبو بكر وعندي جاريتان من جواري الأنصار تغنيان بما تقاولت الأنصار يوم بعاث ، قالت : وليستا بمغنيتين فقال أبو بكر : أمزامير الشيطان في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك في يوم عيد ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا أبا بكر إن لكل قوم عيداً وهذا عيدنا .
يقول ابن حجر :
قوله : وهذا عيدنا ، لإشعاره بالندب إلى ذلك ، وفيه نظر لأن اللعب لا يوصف بالندبية .
راجع ما قبله .
باب الخروج إلى المصلى بغير منبر
128- ... عن أبي سعيد الخدري قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج يوم الفطر والأضحى إلى المصلى فأول شيء يبدأ به الصلاة ، ثم ينصرف فيقوم مقابل الناس والناس جلوس على صفوفهم فيعظهم ويوصيهم ويأمرهم فإن كان يريـد أن يقطع بعثاً قطعه ، أو يأمر بشيء أمر به ، ثم ينصرف . قال أبو سعيد فلم يزل الناس على ذلك حتى خرجت مع مروان وهو أمير المدينة في أضحى أو فطر فلما أتينا المصلى إذا منبر بناه كثير بن الصلت فإذا مروان يريد أن يرتقيه قبل أن يصلي ، فجبذت بثوبه فجبذني ، فارتفع فخطب قبل الصلاة فقلت له : غيَّرتم والله ، فقـال : أبا سعيد قد ذهب ما تعلم ، فقلت : ما أعلم والله خير مما لا أعلم ، فقال : إن الناس لم يكونوا يجلسون لنا بعد الصلاة فجعلتها قبل الصلاة .
يقول ابن حجر :
قوله : فجبذته بثوبه ، أي ليبدأ بالصلاة قبل الخطبة على العادة .
وقوله : فقلت له غيرتم والله ... أول من بدأ بالخطبة يوم العيد قبل الصلاة مروان .
أقول : لقد ضيعوا الصلاة وزادوا فيها ، وسَنُّوا التراويح التي نهى عنها النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وكذلك غَيَّروا في صلاة العيدين فجعلوا الخطبة قبل
الصلاة وحين قال أبو سعيد غَيَّرتُـم والله كانت الإجابـة الفورية من مروان :
( قد ذهب ما تعلم !! ) أي دع ثوبي ولا شأن لك في ذلك !
باب الخطبة بعد العيد
129- ... عن ابن عباس قال : شهدت العيد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان (رض) فكلهم كانوا يصلون قبل الخطبة .
يقول ابن حجر :
عن البراء بن عازب قال : خطبنا النبي صلى الله عليه وسلم يوم الأضحى بعد الصلاة .
أقول :
نحن نأخذ بقول الرسول الأكرم وسنته وما صدر منه من عمل ، ولا شأن لنا بسواه ، فهؤلاء الثلاثـة ليسوا ميزان عدل أو سنة لنا ، فبما أن ابن عباس قال : شهدت العيد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو كاف وشاف .
باب ما يُكره من حمل السلاح
130- ... عن سعيد بن جبير قال : كنت مع ابن عمر حين أصابه سنان الرمح في أخمص قدمه ، فلزقت قدمه بالركاب فنزلت فنزعتها وذلك بمنى فبلغ الحَجَّاج فجعل يعوده فقال الحَجَّاج لو نعلم من أصابك ، فقال ابن عمر أنت أصبتني قـال وكيف قـال حملت السلاح في يوم لم يكن يُحمل فيه وأدخلت السلاح الحرم ولم يكن السلاح يدخل الحرم .
131- ... عمرو بن سعيد بن العاص عن أبيه قال : دخل الحَجَّاج على ابن عمر وأنا عنده فقال : كيف هو ؟ فقال صالح ، فقال : من أصابك ؟ قال : أصابني من أَمَرَ بحمل السلاح يوم لا يحل فيه حمله – يعني الحجاج .
قال ابن حجر :
قوله : أخمص قدمه ... باطن القدم وما رقَّ من أسفلها .
قوله : بالركاب ، أي وهي في راحلته .
قوله : فبلغ الحجاج : أي ابن يوسف الثقفي وكان إذ ذاك أميراً على الحجاز وذلك بعد قتل عبدالله بن الزبير .
قوله : لو نعلم ما أصابك ... عن اسحاق بن سعيد فقال فيه : لو نعلم من أصابك عاقبناه .
( وفي رواية ) قال : لو أعلم الذي أصابك لضربت عنقه .
قوله : ( أنت أصبتني ) فيه نسبة الفعل إلى الآمر بشيء يتسبب منه ذلك الفعل .
... أن عبدالملك لما كتب إلى الحجاج أن لا يخالف ابن عمر شق عليه فأمر رجلاً معه حربة ... كانت مسمومة ، فلصق ذلك الرجل به فأمَرَّ الحربة على قدمه فمرض منها أياماً ثم مات .
قوله : حملت السلاح ، أي فتبعك أصحابك في حمله .
قوله : أصابني من أمر ، هذا فيه تعريض بالحجاج .
ويقول ابن حجر : أن الحجـاج دخل على ابن عمر يعوده لما أصيبت رجله ، فقال له : يا أبا عبدالرحمن ، هل تدري من أصاب رجلك ؟ قال : لا ، قال : أما والله لو علمت من أصابك لقتلته ، قال : فأطرق ابن عمر فجعل لا يكلمه ولا يلتفت إليه ، فوثب كالمغضب ... ثم عاوده فصرَّح .
قال الواقدي في طبقاته :
إن ابن عمر كان في زمان الفتنة لا يأتي أمير إلا صلّى خلفه وأدَّى إليه زكاة ماله [1] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=75532&page=3#_ftn1) .
ويقول أيضاً : كان ابن عمر يقول : لا أقاتل في الفتنة ، وأصلي وراء من غَلَب [2] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=75532&page=3#_ftn2) .
ويقول : أن عبدالله بن عمر قال لرجل إنا قاتلنا حتى كان الدين لله ، ولم تكن فتنة ، وإنكم قاتلتم حتى كان الدين لغير الله ، وحتى كانت فتنة [3] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=75532&page=3#_ftn3) .
يعني بذلك أنه لم يبايع الإمام علياً عليه السلام من أجل أن هناك فتنة ! أي حروب بين الإمام وعائشة ، وبين الإمام ومعاوية في صفين ، ويعني بذلك أيضاً أن الأمة لم تجتمع كلمتها على خليفة ، ودارت الحروب فيما بينها ، فاعتزل المجتمع ، وكان جليس بيته .
وأقول :
عندما بايع عمر أبا بكر أيضاً كانت هناك حروب كما تدعي أهل العامة وتسميها حروب الردة !
وأيضاً بنو هاشم بأجمعهم وعلى رأسهم الإمام علي عليه السلام لم يبايعوا أبا بكر ، وكذلك الزبير والمقداد وعمار ومن على شاكلتهم ، فلماذا لم يعتزل ابن عمر ولِمَ بايع وذلك لأن هناك فتنة كما ادعى ذلك في غيره ؟!
قال البخاري في صحيحه :
لما بايع الناس عبدالملك ، كتب إليه عبدالله بن عمر : إلى عبدالله عبدالملك أمير المؤمنين ، إني أُقِرُّ بالسمع والطاعة لعبدالله عبدالملك أمير المؤمنين ، على سنة الله وسنة رسوله فيما استطعت ، وإن بني قد أَقَرُّوا بذلك [4] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=75532&page=3#_ftn4) .
يقول ابن عمر إنه بايـع لعبدالملك بن مـروان ! لأن الأمة اتفقت على خلافته ! وأجمعت على البيعة له ! كما بايع لمعاوية بن أبي سفيان من قبله وبايع لابنه يزيد ! وذلك لإجماع الأمة على خلافته ! كما يدعي أهل العامة ذلك .
وقد بايع كل من هو على خلاف نهج الإمام علي عليه السلام .
ولما بويع يزيد ، قال ابن عمر لما بلغه : إن كان خيراً رضينا ، وإن كان بلاءً صبرنا [5] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=75532&page=3#_ftn5) .
ويقول عبدالله بن عمر : إنما مَثَلُنا في هذه الفتنة ، كمثل قوم يسيرون على جادة يعرفونها ، فبينا هم كذلك إذ غشيتهم سحابة وظلمة فأخذ بعضهم يميناً وشمالاً فأخطأ الطريق ، وأقمنا حيث أدركنا ذلك ، حتى جلا الله ذلك عنا ، فأبصرنا طريقنا الأول فعرفناه ، فأخذنا فيه . إنما هؤلاء فتيان قريش ، يقتتلون على هذا السلطان وعلى هذه الدنيا ، ما أبالي أن لا يكون لي ما يَقتُل عليه بعضهم بعضاً بنعلَّي هاتين الجرداوين [6] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=75532&page=3#_ftn6) .
لاحظ ما يقوله ابن عمر كيف أنه لا يهتم بأمور المسلمين !
فبعد هجوم جيش يزيد بن معاوية على المدينة في واقعة الحرَّة ، وبعد أن أباح المدينة لجيشه ثلاثة أيام ، وهتك الحُرمات وسبى النساء ، حتى ولد ألف مولود من سِفاح ! إلى آخر ما هنالك من جرائم ، وابن عمر جالس في داره ، ولا يتعرض له أحـد حيث أنه من دعائم الحكم الأموي وهو غير مهتم بما يجري .
قال الواقدي في طبقاته :
إن ابن عمر لما ابتُز أهل المدينة بيزيد بن معاوية وخلعوه دعا عبدالله بن عمر بنيه وجمعهم فقال : إنا بايعنا هذا الرجل على بيع الله ورسوله ، وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن الغادر يُنصب له لواء يوم القيامة فيقول : هذه غدرة فلان ، أو إن من أعظم الغدر إلا أن يكون الشرك بالله أن يبايع رجل رجلاً على بيع الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، ثم ينكث ببيعته ، فلا يخلعنَّ أحد منكم يزيد ولا يُسرعنَّ أحد منكم في هذا الأمر فتكون الصَّيلم [7] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=75532&page=3#_ftn7) بيني وبينه [8] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=75532&page=3#_ftn8)
نلاحظ هنا أيضاً أنه يُهدِّد أبناءه ويتوعَّدهم ، وكانوا هؤلاء مطيعين لوالدهم ، وقد رباهم على طريقته ونهجه أيضـاً ، أي الخضوع والتذلل للحاكم .
جاء في الطبقات :
قال ابن عمر عند الموت لسالم : يا بني ، إن أنا مت فادفنّي خارجاً من الحرم ، فإني أكره أن أدفن فيه بعد أن خرجت منه مهاجراً .
فقال : يا أبه ! إن قدرنا على ذلك .
فقال : تسمعني أقول لك ! وتقول إن قدرنا على ذلك ؟
قال : أقول الحجاج يغلبنا فيصلي عليك . قال : فسكت ابن عمر [9] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=75532&page=3#_ftn9) .
لاحظ أخي الكريم إجابة الولد لوالده ومحاولة رفض طلب والده خوفاً من الحجاج .
فأقول :
احصد ما زرعت فأنت الجاني على نفسك وعلى أبناءك أيضاً ، فهذا يوم الحسرة والندامة .
روى مسلم في صحيحه :
... عن سالم عن أبيه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ما حق امرئ مسلم له شيء يوصي فيه يبيت ثلاث ليال إلّا ووصيته عنده مكتوبة ، قال عبدالله بن عمر : ما مرت علي ليلة منذ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذلك إلا وعندي وصيتي [10] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=75532&page=3#_ftn10) .
أقول : ما فائدة هذه الوصية التي عندك ؟! وما فائدتها وقد كتبتها منذ سنوات طويلة ؟!
فهذا ابنك سالم وأنت توصيه شفهياً يرد عليك ويقول : إن الحجَّاج يغلبنا فيصلي عليك ! هذا القول يقوله والحال أنك لا زلت على قيد الحياة ، فما ظنك بعد هلاكك ؟!
فحتماً ستكون وصيتك التي كنت قد كتبتها ، ووضعتها تحت رأسك طيلة هذه السنوات ، وكنت تنقلها معك في حلك وترحالك ، فإن ابنك سالماً سوف يضعها جانباً ولا يُعير لها أي اهتمام .
جاء في الاستيعاب لابن عبدالبر القرطبي :
عن ابن عمر أنه قال حين حضرته الوفاة : ما أجد في نفسي من أمر الدنيا شيئاً إلا أني لم أقاتل الفئة الباغية مع علي بن أبي طالب [11] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=75532&page=3#_ftn11) .
أقول :
إن هذا التخاذل الذي كان منك عندما كنت تتهرب من الدخول في الفتن! كما كنت تسميها ، ها قد جاء الأوان وقد ندمت على تخاذلك عن اللحاق والاشتراك مع أهل الحق .
وأخيراً ندمت لعدم مشاركتك بمعركة صفيـن ، وهذا يوم لا ينفع فيه الندم ، قال تعالى : { ويوم يَعُضُّ الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلاً يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلاناً خليلاً ، لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جائني وكان الشيطان للإنسان خذولاً } الفرقان:27-29 .
باب إذا فاته العيد يصلي ركعتين
132- ... عن عائشة أن أبا بكر (رض) دخل عليها وعندها جاريتان في أيام منى تُدفِّفان وتضربان والنبي صلى الله عليه وسلم مُتَغشٍّ بثوبه فانتهرهما أبو بكر فكشف النبي صلى الله عليه وسلم عن وجهه فقال دعهما يا أبا بكر ! فإنها أيام عيد وتلك الأيام أيام منى وقالت عائشة رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يسترني وأنا أنظر إلى الحبشة وهم يلعبون في المسجد فزجرهم عمر فقال النبي صلى الله عليه وسلم دعهم أَمْناً بني أرفدة – يعني من الأمن - .
يتبين لنا من هذه الرواية ما يلي :
أولاً : أبو بكر ينتهر الجاريتين ويستنكر ما يرى ويسمع .
ثانياً : عمر أيضاً ينتهر ويستنكر ويزجر الأحباش مما يرى ويسمع .
أترى هؤلاء اجتهدوا في رأيهم ؟! أم أنهم كانوا قد سمعوا ذلك من الرسول الأكرم بأن مثل هذه الأعمال تجر المسلم إلى ما لا يُحمد عقباه ؟!
وإن فيها من المفاسد الكثيرة ، وإلا فاحكم أنت بنفسك هل تقبل ذلك لأهلك ؟! وفي منزلك أيضاً ؟!
والطامة الكبرى أن بيت النبي الكريم ملاصق للمسجد ، أليس من المحتمل أن صحابياً كان يصلي النوافل مثلاً في المسجد ؟!
أو كان الصحابة في حلقة درس في المسجد ؟!
ألم يكن ذلك الصوت المشين يصل إلى أسماع هؤلاء فيزعجهم ذلك ؟!
[/URL](211) الطبقات الكبرى لابن سعد الواقدي ، ج4 ، ص110 ، ط1322هـ ، برلين .
(http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=75532&page=3#_ftnref1)(212) نفس المصدر السابق .
(213) نفس المصدر السابق ، ص111 .
(http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=75532&page=3#_ftnref3)(214) كتاب الأحكام ، باب كيف يبايع الإمام الناس .
(215) سير أعلام النبلاء للذهبي ، ج3 ، ص225 ، ترجمة45 ، عبدالله بن عمر .
(http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=75532&page=3#_ftnref5)(216) نفس المصدر السابق ، ص237 . الجرداوين ، أي : الخلقين الباليين .
(217) الصيلم : القطيعة المنكرة .
(http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=75532&page=3#_ftnref7)(218) الطبقات الكبرى للواقدي ، ج4 ، ص134، عبدالله بن عمر ، ط 1322هـ .
(219) نفس المصدر السابق ، ص138 .
(http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=75532&page=3#_ftnref9)(220) كتاب الوصية ، باب حدثني أبو خيثمة .
[URL="http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=75532&page=3#_ftnref11"](221) ج3 ، ص83 ، ترجمة 1630 ، عبدالله بن عمر ، ط1/1415هـ ، بيروت .
محمد المياحي
19-09-2009, 05:10 PM
كتاب الاستسقاء
باب سؤال الناس الإمام الاستسقاء
133- ... حدثنا عبدالرحمن بن عبدالله بن دينار عن أبيه قال : سمعت ابن عمر يتمثل بشعر أبي طالب وأبيض يُستسقى الغمام بوجهه ثِمال اليتامى عصمة للأرامل وقال عمر بن حمزة حدثنا سالم عن أبيه ربما ذكرت قول الشاعر وأنا أنظر إلى وجه النبي صلى الله عليه وسلم يَستسقي فما ينزل حتى يجيش كل ميزاب وأبيض يُستسقى الغمام بوجهه ثِمال اليتامى عصمة للأرامل وهو قول أبي طالب .
يقول ابن حجر :
قال السهيلي : إن أبا طالب أشار إلى ما وقع في زمن عبدالمطلب ، حيث استسقى لقريش والنبي صلى الله عليه وسلم معه غلام .
ويحتمل أن يكون أبو طالب مدحه بذلك لما رأى من مخايل ذلك فيه ، وإن لم يشاهد وقوعه .
ويقول : ومعرفة أبي طالب بنبوة رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءت في كثير من الأخبار .
راجع ج 1، ص 311، حديث 174 ، باب إذا قال المشرك عند الموت لا إله إلا الله من كتاب الجنائز ، فمطلبك أخي القارئ هناك .
134- ... عن أنس أن عمر بن الخطاب (رض) كان إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبدالمطلب فقال اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا ، قال فيسقون .
ورد هذا الحديث في البخاري في كتاب فضائل الصحابة ، باب ذكر العباس بن عبدالمطلب .
أقول :
إن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم أخرج معه فاطمة وعلياً والحسن والحسين عليهم السلام لمباهلـة نصـارى نجران ، ولم يأخـذ معه إلا هؤلاء ، وذلك لمنزلتهم الرفيعة عند الله تعالى ، وطلب منهم وقال : إذا دعوت فأمِّنوا .
يقول الله تعالى في محكم كتابه وفصل خطابه : { فمن حاجَّك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا نَدعُ أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنت الله على الكاذبين } آل عمران:61 .
يقول ابن الجوزي في تفسيره زاد المسير في علم التفسير :
لما نزلت هذه الآية { تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم } دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم علياً وفاطمة وحسناً وحسيناً فقال : ( اللهم هؤلاء أهلي ) .
قوله تعالى : { وأنفسنا ... } يُراد علي بن أبي طالب ... .
قدم وفد نجران فيهم السيد والعاقب ... فدعاهما إلى الملاعنة ، فواعداه أن يفادياه فغدا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ بيد علي وفاطمة والحسن والحسين ، ثم أرسل إليهما فأبيا أن يجيباه ، فأقرا له بالخراج .
فقال : والذي بعثني بالحق لو فعلا لأمطر الوادي عليهم ناراً [1] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=930630&posted=1#_ftn1) .
ألم يكن من الأفضل بعمر أن يتوسل بهؤلاء ؟!
وأين العباس وأين علي بن أبي طالب ؟!
مناقب وفضائل الإمام علي عليه السلام لا تقاس مع أحد أبداً ، وإن جئت بالقياس فتكون كأنك تقول : من الأفضل .. النبي الأكرم أم العباس ؟!
وذلك لأن علياً عليه السلام نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم وتوسل عمر بالعباس لنزول الغيث مخالف لما تعتقده العامة في التوسل
كتاب سجود القرآن
باب ما جاء في سجود القرآن وسنتها
135- ... عن عبدالله (رض) قال : قرأ النبي صلى الله عليه وسلم النجم بمكة ، فسجد فيها ، فسجد من معه غير شيخ أخذ كفاً من حصى أو تراب ، فرفعه إلى جبهته وقال : يكفيني هذا ، فرأيته بعد ذلك قتل كافراً .
ورد هذا الحديث في البخـاري ، كتاب سجود القرآن ، باب سجدة النجم ، وكتاب مناقب الأنصـار ، باب ما لقى النبي وأصحابه ، وكتاب المغازي ، باب قتل أبي جهل، وكتاب التفسير، باب {فاسجدوا لله واعبدوا} .
باب سجود المسلمين مع المشركين
136- ... عن ابن عباس (رض) أن النبي صلى الله عليه وسلم سجد بالنجم ، وسجد معه المسلمون والمشركون ، والجن والإنس .
سنوافيك بالتعليق على ذلك في ج 2 ، ص 584 ، حديث 593-594 ، باب فاسجدوا لله واعبدوا من كتاب التفسير .
كتاب تقصير الصلاة
باب الجمع في السفر بين المغرب والعشاء
137- ... عن سالم عن أبيه قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم يجمع بين المغرب والعشاء إذا جد به السير وقال إبراهيم بن طهمان عن الحسين المعلِّم عن يحيى بن أبي كثير عن عكرمة عن ابن عباس (رض) قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجمع بين صلاة الظهر والعصر إذا كان على ظهر سير ويجمع بين المغرب والعشاء ... أنس بن مالك (رض) قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم يجمع بين صلاة المغرب والعشاء في السفر .
يقول ابن حجر :
ومن الدليل على أن الجمع رخصـة ، قول ابن عبـاس : أراد أن لا يحرج أمته .
يقول السيد محمد ابراهيم القزويني في كتابه السجود على التربة والجمع بين الصلاتين :
في القرآن الكريم آيات متعددة تشير إلى أوقات الصلاة وتحددها في ثلاثة :
1- قوله تعالى : { أقم الصلاة لدُلوك الشمس إلى غَسَقِ الليل وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهوداً } [2] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=930630&posted=1#_ftn2) .
في هذه الآية الكريمة يأمر الله تعالى نبيه محمداً صلى الله عليه وآله وسلم ، أولاً : بإقامة الصلاة ، والمقصود منها الفرائض اليومية الظهر والعصر ، والمغرب والعشاء ، والصبح كما اتفق المفسرون .
ثم بيَّن الله تعالى أوقات هذه الصلوات ، ويحددها في ثلاثة : الظهر ، الليل ، الفجر .
فيقول سبحانه : { لدلوك الشمس } ، وهو الظهر ، ودلوك الشمس يعني زوالها عن دائرة نصف النهار ، والوقت مشترك بين الظهر والعصر إلى المغرب ، إلا أن الظهر قبل العصر .
{ إلى غسق الليل } ، وهو انتهاء الوقت لصلاة المغرب والعشاء ، والغسق هو : تراكم الظلمة وشدتها في نصف الليل كما هو المروي ، فيكون المعنى أن وقت صلاة المغرب والعشاء ينتهي في نصف الليل ، والوقت مشترك بينهما إلا أن المغرب قبل العشاء .
قال الإمام الرازي في تفسير الآية :
إن فسرنـا الغسق بظهور أول الظلمـة ، كان الغسق عبارة عن أول المغرب... وهذا يقتضي أن يكون الزوال وقتاً للظهر والعصر ، فيكون هذا الوقت مشتركاً بين هاتيـن الصلاتين ، وأن يكـون أول المغرب وقتاً للمغرب والعشاء ، فيكون هذا الوقت مشتركاً أيضاً بين هاتين الصلاتين .
قال : فهذا يقتضي جواز الجمع بين الظهر والعصر ، وبين المغرب والعشاء مطلقاً . أي في جميع الأحوال في السفر وغيره .
ويقول السيد القزويني :
{ وقرآن الفجر } وهو وقت صلاة الصبح ، { إن قرآن الفجر كان مشهوداً } أي تشهده ملائكة الليل وملائكة النهار [3] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=930630&posted=1#_ftn3) .
2- قوله عز وجل : { أقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين } [4] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=930630&posted=1#_ftn4) .
ذكر الفقهاء والمفسرون أن الصلاة المأمور بها في الآية ، إنما هي الفرائض الخمسة اليومية . والآية كما ترى تحدد أوقات الصلاة في ثلاثة فقط وهي : طرفي النهار ، أي الطرف الأول ، وهو أول النهار ، والطرف الثاني وهو آخر النهار ، فيكون وقت صلاة الصبح في الطرف الأول من النهار ، ووقت صلاة الظهر والعصر معاً في الطرف الثاني منه ، ويبتدئ من زوال الشمس ظهراً وينتهي بغروبها .
{ وزلفاً من الليل } هذا هو الوقت الثالث .. وهو وقت مشترك بين صلاتي المغرب والعشاء ، ويمتد من المغرب الشرعي إلى نصف الليل ، وصلاة المغرب تصلى قبل العشاء .
3- قوله سبحانه : { فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب ومن الليل فسبحه وأدبار السجود } [5] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=930630&posted=1#_ftn5) .
ذكر افقهاء والمفسرون أن التسبيح الذي أمر الله تعالى به في الآية ، هي الصلوات الخمس الواجبة ، وأن الله سماها تسبيحـاً ، لأنها تقديس له سبحانه... ، والآية كما ترى تبين للصلاة أوقاتاً ثلاثة .
قبل طلوع الشمس وهو وقت صلاة الصبح ، ويبتدئ من طلوع الفجر وينتهي بطلوع الشمس .
وقبل الغروب وهو وقت للظهر والعصر مشتركاً بينهما ، وهو بيان لآخره.
{ ومن الليل فسبحه } أي : صل بعض الليل ، والمراد منه صلاة المغرب والعشاء ، { وأدبار السجود } أي وصل لله بعد السجود الواجب ، والمراد منها نافلة المغرب ، أو العشاء ، أو نافلة الليل على اختلاف أقوال المفسرين .
ويقول :
... إن الجمع بين الصلاتين فيه راحة للناس ، وخاصة أهل الأشغال والأعمال ، وهم أكثر الناس ، حيث ان الأسهل للإنسان أن يصلي الصلاتين معاً ثم يتفرغ لأعماله وأشغاله مطمئناً من أداء الفريضة الشرعية .
بينما التفريق بين الصلاتين ، فيه بعض الصعوبة والعسر خاصة على أهل الأشغـال والأعمـال حيث أن الإنسان عليه أن يترك عمله ويذهب ويتنظَّف ويتطهر ويزيل الوسخ عن بدنه ، ويبدل ثيابه ثم يتوضأ ويصلي الظهر ثم يعود إلى عمله .. وما أن يشرع بالعمل ، إلا ويحين موعد صلاة العصر ، وهنا يلزم عليه أن يترك عمله ويقوم مرة أخرى لأداء صلاة العصر .. وهذا كما لا يخفى فيه صعوبة وعسر ، وقد قال الله تعالى : { يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر } [6] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=930630&posted=1#_ftn6) .
وقال سبحانه : { ما جعل عليكم في الدين من حرج } [7] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=930630&posted=1#_ftn7) .
ولهذا قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : لكي أوسِّع على أمتي ولكي لا أحرج أمتي [8] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=930630&posted=1#_ftn8) .
وكما قال ابن حجر وذكر قول ابن عباس : أراد أن لا يحرج أمته .
باب هل يؤذن أو يقيم إذا جمع بين المغرب والعشاء
138- ... عن عبدالله بن عمر (رض) قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أعجله السير في السفر يؤخر صلاة المغرب حتى يجمع بينها وبين العشاء قال سالم وكان عبدالله يفعله إذا أعجله السير ويقيم المغرب فيصليها ثلاثاً ثم يسلم ثم قلما يلبث حتى يقيم العشاء فيصليها ركعتين ثم يسلم ولا يسبح بينهما بركعة ولا بعد العشاء بسجدة حتى يقوم من جوف الليل .
يقول ابن حجر في شرحه : ... عن ابن عمر في قصة جمعه بين المغرب والعشاء ، فنزل فأقام الصلاة ، وكان لا ينادي بشيء من الصلاة في السفر ، فقام فجمع بين المغرب والعشاء .
راجع ما قبله .
كتاب التهجد
باب
تحريض النبي صلى الله عليه وسلم على صلاة الليل والنوافل
139- ... عن الزهري قال أخبرني علي بن حسين أن حسين بن علي أخبره أن علي بن أبي طالب أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طرقه وفاطمة بنت النبي عليه السلام ليلة فقال ألا تصليان ؟ فقلت يا رسول الله أنفسنا بيد الله فإذا شاء أن يبعثنا بعثنا فانصرف حين قلنا ذلك ولم يرجع إلي شيئاً ثم سمعته وهو مولٍّ يضرب فخذه وهو يقول { وكان الإنسان أكثر شيء جدلاً } .
ورد هذا الحديث في البخاري في كتاب الاعتصام ، باب { وكان الإنسان أكثر شيء جدلاً } ، وكتاب التوحيد ، باب المشيئة والإرادة .
يقول ابن حجر :
... فعلي بن الحسين المذكور في إسناده هو زين العابدين .
وهذا من أصح الأسانيد ، ومن أشرف التراجم الواردة فيمن روى عن أبيه عن جده .
لاحظ ابن حجر ، وكأنه حصل على مبتغاه ! كي يطعن في الإمـام علي عليـه السلام ، وذلك لأن حفيـده هو راوي الحديث ، وستكون الضربة بالصميم .
أقول :
عندما طرق النبي الأكرم علياً وفاطمة ، وأمرهم بالصلاة وهي صلاة نافلة الليل ، فقال علي عليه السلام : يا رسول الله أنفسنا بيد الله ، فإذا شاء أن يبعثنا بعثنا .
أي : يا رسول الله ، النوم سلطان ! هذا باختصار .
فانصرف النبي الأكرم وضرب على فخذه وهو يقول : { وكان الإنسان أكثر شيء جدلاً } .
أي أنه لم يكن راضيـاً من علي في إجابته تلك ، وكان قد تضايق من ذلك . هذه مقدمة لما سيأتي .
جاء في البخاري كتاب مواقيت الصلاة باب الأذان بعد ذهاب الوقت :
... عن عبدالله بن أبي قتادة عن أبيه قال : سرنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ليلة فقال بعض القوم لو عرَّست بنا يا رسول الله ، قال : أخاف أن تناموا عن الصلاة ، قال بلال : أنا أوقظكم ، فاضطجعوا وأسند بلال رأسه إلى راحلته ، فغلبته عيناه فنام ، فاستيقظ النبي صلى الله عليه وسلم وقد طلع حاجب الشمس فقال : يا بلال ، أين ما قلت ؟
قال : ما ألقيت علي نومة مثلها قط ، قال : إن الله قبض أرواحكم حين شاء وردها عليكم حين شاء ، يا بلال قم فأذن بالناس بالصلاة ، فتوضـأ فلما
ارتفعت الشمس وابياضت قام فصلى .
فأقول لابن حجر وصاحب الصحيح :
أولاً : إجابة الرسول الأكرم لبلال عندما قال :
إن الله قبض أرواحكم حين شاء ، وردها عليكم حين شاء .
فبالله عليك أخي المسلم ، ما الفرق بين هذا القول ! وما أجاب به الإمام علي عليه السلام حين قال : يا رسول الله أنفسنا بيـد الله فإذا شاء أن يبعثنا بعثنا .
ثانياً : صلاة الإمام علي عليه السلام كانت نافلة ، وأما صلاة الرسول الأكرم ، فكانت فرضاً ، وهي صلاة الصبح .
ثالثاً : أليس الرسول الأعظم هو القـائل عندما سئل أي العمل أحب إلى الله ، قال : الصلاة على وقتها ... ؟
فهذا الرسول يقول ما لا يفعل ! ولا يطبق قوله أيضاً .
رابعاً : جاء في البخاري كتاب بدء الخلق باب صفة إبليس وجنوده ، وكذلك في كتاب التهجد باب إذا نام ولم يصل بال الشيطان في أذنه .
... ذُكر عند النبي صلى الله عليه وسلم رجل نام ليلة حتى أصبح ، قال : ذاك رجل بال الشيطان في أذنيه ، أو قال في أذنه .
يقول القسطلاني في شرحه للحديث في كتابه إرشاد الساري ج7 ، ص211 ، ط دار الفكر ، بيروت :
ذاك رجل بال الشيطان ... إشارة إلى ثقل النـوم ، لأن المسـامع موارده
الانتباه بالأصوات ، وخص من بين الأخبثين ، لأنه مع خباثته أسهل مدخلاً في تجاويف الخروق والعروق ونفوذه فيها ، فيورث الكسل في جميع الأعضاء .
أقول :
فهل باب الشيطان في أذني الرسول الأكرم حتى تثاقل عن القيام لصلاة الصبح المفروضة ؟!
هذا بالإضافة لجميع الصحابة الذين بال الشيطان في آذانهم !
140- ... عن عائشة أم المؤمنين (رض) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى ذات ليلة في المسجد فصلى بصلاته ناس ثم صلى من القابلة فكثر الناس ثم اجتمعوا من الليلة الثالثة أو الرابعة فلم يخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما أصبح قال قد رأيت الذي صنعتم ولم يمنعني من الخروج إليكم إلا أني خشيت أن تفرض عليكم وذلك في رمضان .
راجع ج 1 ، ص 216 ، حديث 103-104-105 ، كتاب الأذان ، باب إذا كان بين الإمام وبين القوم حائط .
باب الدعاء والصلاة من آخر الليل
141- ... عن أبي هريرة (رض) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر يقول من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له .
ورد هذا الحديث في البخاري ، في كتاب الدعوات ، باب الدعاء نصف الليل ، وكتاب التوحيد ، باب { يريدون أن يبدلوا كلام الله } .
قام ابن تيمية على منبر الجامع الأموي في دمشق يوم الجمعة خطيباً فقال :
( إن الله ينزل إلى سماء الدنيا كنزولي هذا ! ونزل درجة من درج المنبر ) يريهم نزول الله تعالى نزولاً حقيقياً بكل ما للنزول من لوازم ، كالحركة والانتقال من العالي إلى السافل !
فعارضه فقيه مالكي يعرف بابن الزهراء ، وأنكر عليه ما قال . فقامت العامة إلى هذا الفقيه ، وضربوه بالأيدي والنعـال ضرباً كثيراً ، فسقطت عمامته ... [9] (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=930630&posted=1#_ftn9) !
أقول :
بما أن هذا الرب ينزل فلابد له من الصعود ! وإذا نزل خلا المكان منه ! وإذا صعد كذلك !
وفي الحديث ينزل ربنا كل ليلة إلى السماء الدنيا !
إذن فإن هذا الرب – أي رب العامة – لن يصعد أبداً ! وذلك لأن اليوم بأكمله ليل ! كيف ذلك ؟
عندما يكون في المشرق ليلاً فإنه يكون في المغرب – أعني بذلك مثلاً في الولايات المتحدة – نهاراً وهكذا العكس ، إذا كان عندهم ليل فعندنا نهار .
فلن يرى هذا الرب متسعاً من الوقت للصعود !
وأقول :
إن الحاكم الذي يحكم بلداً ما إذا أراد أن يعلم بأمر رعيته مثلاً ، فإن له من الوزراء والوكلاء والخدم والحشم ، فإنه سوف يقوم بإرسال أحد هؤلاء ليستطلع الأمر الذي يريده .
وكذلك الوزير في وزارته ، فإن له من الوكلاء الذين يُعلمونه أولاً بأول كل أمر .
فاقرأ معي هذا الحديث الذي يرويه أبو هريرة الدوسي ، والذي يناقض نفسه بنفسه !
يقول البخاري في كتاب الزكاة باب قول الله تعالى { فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى } :
عن أبي هريرة (رض) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما : اللهم أعط منفقاً خلفاً ، ويقول الآخر : اللهم أعط ممسكاً تلفاً .
فاحكم بنفسك هل هذا الرب العظيم ينزل بنفسه كل ليلة ؟!
أم يبعث هؤلاء الذين خلقهم من أجل ذلك ؟!
أيهما يتقبله عقلك ؟! نزول الرب أم الملكين ؟!
[/URL](222) ج1 ، ص324 ، ط1/1414هـ ، دار الكتب العلمية ، بيروت .
(http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=930630&posted=1#_ftnref1)(223) الإسراء : 78 .
(224) ص47-49 ، ط لجنة أهل البيت عليهم السلام الخيرية ، الكويت .
(http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=930630&posted=1#_ftnref3)(225) هود : 114 .
(226) ق : 39-40 .
(http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=930630&posted=1#_ftnref5)(227) البقرة : 185 .
(228) الحج : 78 .
(http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=930630&posted=1#_ftnref7)(229) السجود على التربة والجمع بين الصلاتين لمحمد ابراهيم القزويني ، ص49-53 .
[URL="http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?p=930630&posted=1#_ftnref9"](230) كتاب رحلة ابن بطوطة ، ص95 ، حكاية الفقيه ذي اللوثة ، ط دار صادر ، بيروت .
vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
Jannat Alhusain Network © 2024