ربيبة الزهـراء
24-09-2009, 05:45 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صفات خاصة بالإمام المهدي عليه السلام
إن للإمام المهدي صلوات الله عليه صفات مشتركة مع بقية المعصومين عليهم السلام وصفات خاصة به ، ويكفي أن نقرأ قوله تعالى:وَأَشْرَقَتِ الأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَالْكِتَابُ وَجِئَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّوَهُمْ لا يُظْلَمُونَ ( سورة الزمر:69 ) .
فظاهر الآية عن مشهد من يوم القيامة، لكن هل تشرق الأرض قبل ذلك بهذا النور الرباني، وهل للآية معنى آخر؟ بلى ، فقدذكر المفيد في الإرشاد، والشيخ الطوسي، والشيخ الصدوق، وعظيم الطائفة الفضل بنشاذان النيشابوري، وعلي بن إبراهيم القمي أعلى الله مقامهم ، روايات في تفسيرها. قال القمي رحمه الله :2/253(حدثنا محمد بن أبي عبدالله عليه السلام قال: حدثنا جعفربن محمد قال: حدثني القاسم بن الربيع قال: حدثني صباح المدائني قال: حدثنا المفضلبن عمر أنه سمع أبا عبد الله عليه السلام يقول في قوله: وَأَشْرَقَتِ الأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا: رب الأرض يعني إمام الأرض، فقلت: فإذا خرج يكون ماذا ؟ قال: إذاً يستغني الناس عن ضوء الشمس ونور القمر ويجتزئون بنور الإمام )!! (2)
الآن تشرق الأرض بنور الشمس ، لكن سيأتي يوم قبل يوم القيامة تشرق بنور الله عز وجل من نوروليه وحجته عليه السلام !
وقوله عليه السلام : إذاً يستغني الناس عن ضوء الشمس ونور القمر ويجتزئون بنور الإمام ، سواء تعبيراً حقيقياً أو رمزياً ، فهو يكشف عن حقيقة عظيمة هي أن الإمام المهدي عليه السلام سرٌّ رباني كبير، وأنه عندما يحضر من عالم الغيب إلى عالم الشهود تقوم أشعة بدنه وجيوب النور التي خصه الله بها، مقام نور الشمس والقمر! كما أن أشعة نفسه المباركة تشرق على البشر فتخرج معادن الإنسانية من القوة إلى الفعل، والناس كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله معادن كمعادن الذهب والفضة ! فكيف نستطيع معرفة شخصية من هذا النوع ؟
كان لرسول الله صلى الله عليه وآله درعان، وهما من جملة مواريث النبوة عند الأئمة عليهم السلام ، وأحد الدرعين علامة الإمامة العامة ، وقد كان الأئمة عليهم السلام يلبسونها فتستوي عليهم ، لأن من علامات الإمام أن تستوي عليه درع رسول الله عليهما السلام ! (وإذا لبس درع رسول الله صلى الله عليه وآله كانت عليه وفقاً، وإذا لبسهاغيره من الناس طويلهم وقصيرهم زادت عليه شبراً ). (الكافي:1/388 ) (3)
هذه هي الدرع الأولى، أما الثانية فهي خاصة للمهدي القائم عليه السلام ولا تستوي إلا عليه ! قال الإمام الصادق عليه السلام : (ومن صار إليه السلاح منا أوتي الإمامة، ولقدلبس أبي درع رسول الله فخطت على الأرض خطيطاً، ولبستها أنا فكانت وكانت، وقائمنا منإذا لبسها ملأها إن شاء الله ) . ( بصائر الدرجات ص195) فهي درع جعلها الله آيةً خاصةً لخاتم الأنبياء رسول الله صلى الله عليه وآله وخاتم الأوصياء الإمام المهديعليه السلام ! ولاتستوي على غيرهما حتى على أمير المؤمنين عليه السلام أفضل الأولينوالآخرين بعد النبي صلى الله عليه وآله !
ذلك أن أعظم مدارين وتسلسلين في دائرة الوجود هما النبوة والإمامة ، وختم مدار النبوة برسول الله صلى الله عليه وآله ،وختم الإمامة بالإمام المهدي عليه السلام ، فلا تعجب إذا كانت بعض الصفات تختص به عليه السلام ويشترك فيها مع جده رسول الله صلى الله عليه وآله . وهناك نقطة هي أن النبي صلى الله عليه وآله هو ( الخاتم لما سبق ، والفاتح لما استقبل) (4) فالنبي صلى الله عليه وآله خاتم لكل المراحل السابقة ، وفاتح لمرحلة جديدة مستقبلة ، أماصاحب الزمان عليه السلام فهو الخاتم المطلق !
ومن هنا كان من صفاته عليه السلام أنه (المنتهى إليه مواريث الأنبياء ، ولديه آثار الأصفياء). المزار للشهيد الأول عليهم السلام ص203 ، فهو نقطة نهاية المطاف في دائرة النبوة والإمامة ، وعلى يده يحقق الله ثمراتها ، وفيه يجمع الله ما شاء من ألطافه الخاصة التي وزعها في أنبيائه وأوليائه ، ماكان أعطاه الى نوح وإبراهيم وموسى وعيسى، فيجمعها في خاتم الحجج ومحقق أهداف الأنبياء عليهم السلام !
هذا هو الإمام صاحب الزمان صلوات الله عليه ! الذي تحار فيه العقول كلما اقتربت فراشاتها من وهج سراجه !
من كتاب : الحق المبين في معرفة المعصومين عليهم السلام .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صفات خاصة بالإمام المهدي عليه السلام
إن للإمام المهدي صلوات الله عليه صفات مشتركة مع بقية المعصومين عليهم السلام وصفات خاصة به ، ويكفي أن نقرأ قوله تعالى:وَأَشْرَقَتِ الأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَالْكِتَابُ وَجِئَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّوَهُمْ لا يُظْلَمُونَ ( سورة الزمر:69 ) .
فظاهر الآية عن مشهد من يوم القيامة، لكن هل تشرق الأرض قبل ذلك بهذا النور الرباني، وهل للآية معنى آخر؟ بلى ، فقدذكر المفيد في الإرشاد، والشيخ الطوسي، والشيخ الصدوق، وعظيم الطائفة الفضل بنشاذان النيشابوري، وعلي بن إبراهيم القمي أعلى الله مقامهم ، روايات في تفسيرها. قال القمي رحمه الله :2/253(حدثنا محمد بن أبي عبدالله عليه السلام قال: حدثنا جعفربن محمد قال: حدثني القاسم بن الربيع قال: حدثني صباح المدائني قال: حدثنا المفضلبن عمر أنه سمع أبا عبد الله عليه السلام يقول في قوله: وَأَشْرَقَتِ الأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا: رب الأرض يعني إمام الأرض، فقلت: فإذا خرج يكون ماذا ؟ قال: إذاً يستغني الناس عن ضوء الشمس ونور القمر ويجتزئون بنور الإمام )!! (2)
الآن تشرق الأرض بنور الشمس ، لكن سيأتي يوم قبل يوم القيامة تشرق بنور الله عز وجل من نوروليه وحجته عليه السلام !
وقوله عليه السلام : إذاً يستغني الناس عن ضوء الشمس ونور القمر ويجتزئون بنور الإمام ، سواء تعبيراً حقيقياً أو رمزياً ، فهو يكشف عن حقيقة عظيمة هي أن الإمام المهدي عليه السلام سرٌّ رباني كبير، وأنه عندما يحضر من عالم الغيب إلى عالم الشهود تقوم أشعة بدنه وجيوب النور التي خصه الله بها، مقام نور الشمس والقمر! كما أن أشعة نفسه المباركة تشرق على البشر فتخرج معادن الإنسانية من القوة إلى الفعل، والناس كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله معادن كمعادن الذهب والفضة ! فكيف نستطيع معرفة شخصية من هذا النوع ؟
كان لرسول الله صلى الله عليه وآله درعان، وهما من جملة مواريث النبوة عند الأئمة عليهم السلام ، وأحد الدرعين علامة الإمامة العامة ، وقد كان الأئمة عليهم السلام يلبسونها فتستوي عليهم ، لأن من علامات الإمام أن تستوي عليه درع رسول الله عليهما السلام ! (وإذا لبس درع رسول الله صلى الله عليه وآله كانت عليه وفقاً، وإذا لبسهاغيره من الناس طويلهم وقصيرهم زادت عليه شبراً ). (الكافي:1/388 ) (3)
هذه هي الدرع الأولى، أما الثانية فهي خاصة للمهدي القائم عليه السلام ولا تستوي إلا عليه ! قال الإمام الصادق عليه السلام : (ومن صار إليه السلاح منا أوتي الإمامة، ولقدلبس أبي درع رسول الله فخطت على الأرض خطيطاً، ولبستها أنا فكانت وكانت، وقائمنا منإذا لبسها ملأها إن شاء الله ) . ( بصائر الدرجات ص195) فهي درع جعلها الله آيةً خاصةً لخاتم الأنبياء رسول الله صلى الله عليه وآله وخاتم الأوصياء الإمام المهديعليه السلام ! ولاتستوي على غيرهما حتى على أمير المؤمنين عليه السلام أفضل الأولينوالآخرين بعد النبي صلى الله عليه وآله !
ذلك أن أعظم مدارين وتسلسلين في دائرة الوجود هما النبوة والإمامة ، وختم مدار النبوة برسول الله صلى الله عليه وآله ،وختم الإمامة بالإمام المهدي عليه السلام ، فلا تعجب إذا كانت بعض الصفات تختص به عليه السلام ويشترك فيها مع جده رسول الله صلى الله عليه وآله . وهناك نقطة هي أن النبي صلى الله عليه وآله هو ( الخاتم لما سبق ، والفاتح لما استقبل) (4) فالنبي صلى الله عليه وآله خاتم لكل المراحل السابقة ، وفاتح لمرحلة جديدة مستقبلة ، أماصاحب الزمان عليه السلام فهو الخاتم المطلق !
ومن هنا كان من صفاته عليه السلام أنه (المنتهى إليه مواريث الأنبياء ، ولديه آثار الأصفياء). المزار للشهيد الأول عليهم السلام ص203 ، فهو نقطة نهاية المطاف في دائرة النبوة والإمامة ، وعلى يده يحقق الله ثمراتها ، وفيه يجمع الله ما شاء من ألطافه الخاصة التي وزعها في أنبيائه وأوليائه ، ماكان أعطاه الى نوح وإبراهيم وموسى وعيسى، فيجمعها في خاتم الحجج ومحقق أهداف الأنبياء عليهم السلام !
هذا هو الإمام صاحب الزمان صلوات الله عليه ! الذي تحار فيه العقول كلما اقتربت فراشاتها من وهج سراجه !
من كتاب : الحق المبين في معرفة المعصومين عليهم السلام .