وفاء النجفي
25-09-2009, 01:48 AM
"كل عام وأنتم بخير تهنئتي وفائق الاحترام للعائلة الكريمة أخوكم نوري كامل المالكي رئيس الوزراء"
هذه الرسالة القصيرة (sms) التي بعث بها دولة رئيس الوزراء السيد نوري كامل المالكي الى عموم الشعب العراقي مشتركي شركة (زين) للاتصالات المتنقلة مهنئًا إياهم بمناسبة عيد الفطرالمبارك .
وقد لا يختلف اثنان في أن الطريقة التي اتبعها نوري المالكي رئيس الوزراء في تهنئة الشعب العراقي - وهي الرسائل على الهواتف النقالة – كانت طريقة ملفتة للنظر وجذابة ومثيرة للجدل في نفس الوقت، فأسلوب sms الرسائل القصيرة أسلوب فعال في كسب الطرف الآخر – المرسل إليه – أو تعزيز العلاقة بينهما، فما بالك إذا كانت تلك التهنئة من رئيس وزراء الدولة الذي يراه الجميع إلا في وسائل الإعلام؟!
فبالتأكيد سيكون وقعها أعمق أثرًا .
هنا لابد من وقفة تحليلية لهذه الحالة إن كانت إيجابية أو سلبية ، فالتهنئة ضرورة لا يمكن تجاوزها لأنها واجب شرعي وقانوني وأخلاقي على رئيس الوزراء تجاه شعبه، بل هو أقل ما يمكن أن يقدمه لرعيته بمناسبة العيد السعيد.
إلا أن الوسيلة كونها جديدة فتستحق أن نعلق عليها مستغربين، ألا يوجد طريق آخر لتقديم التهنئة للشعب العراقي غير هذه الطريقة؟ ألا توجد قناة فضائية مسخرة بكل طاقاتها الى رئيس الوزراء الحالي والسابقين له؟ فقناة ( العراقية) الفضائية من أولها الى آخرها تشيد بإنجازات دولة رئيس الوزراء وتتغاضى عن سلبيات وزارته والتي قد تكون أكثر من الإنجازات من حيث الكمية والنوعية ، وتحديات الوضع الراهن هي ما تجعلنا نغظ الطرف عن تلك السلبيات والتلكؤات وهذا لايعني أنها غير موجودة.
على كل حال فمجرد إيصال الإنجازات وتضخيمها وتزويقها وحجب الأخطاء عن حكومة المالكي من قبل قناة ( العراقية) وعموم وسائل وأقسام شبكة الإعلام العراقي فهو وسيلة كافية لإيصال صوت المالكي وتلميع صورته وصورة حكومته وإقناع المواطن بأنها حكومة نشيطة مجاهدة عادلة شاملة لكل أطياف الشعب العراقي، هذا فضلا عن إيصال تهننئته للشعب العراقي بمناسبة عيد الفطر المبارك وباقي الأعياد التي يحتفلبها العراقيون بل إن قناة (العراقية) على وجه الخصوص من بين وسائل شبكة الإعلام العراقي قد أفرطت في دعمها للسيد نوري المالكي ليس لكونه رئيسًا للوزراء كما يرى البعض والدليل على ذلك دعمها لحزبه حزب الدعوة الإسلامية وقائمته قائمة (ائتلاف دولة القانون) من خلال تصدرعناوين الأخبار وتناول تفاصيلها بشكل دقيق محاولة توضيح أن حزبه وقائمته محور كل الائتلافات وأن الجميع يرغب في كسب رضاها وتلبية شروطها للحصول على تذكرة الدخول الى ائتلافه الذي دخل به في انتخابات مجالس المحافظات وحصد به عددًا كبيرًا من المقاعد . وهذا الدعم الإعلامي اللا محدود من قبل وسيلة إعلام حكومية لشخص رئيس الوزراء وحزبه وقائمته يكفي لإعطاء صورة نقية وواضحة عنه قد شوهها بعض خصومه من السياسيين أو لطختها بعض تصرفات وزرائه والمسؤولين في حكومته أو غيرتها بعض الظروف التي مر بها العراق من تفجيرات بين لفترة والأخرى وسوء خدمات وغير ذلك . إضافة الى قناة (العراقية ) الحكومية التي يفترض انها تدار بإشراف البرلمان وليس بإشراف الحكومة لتكون منصفة وموضوعية في تناول تفاصيل ومواضيع الأخبار ولكي لا تنحاز نحو جهة دون أخرى سواء كانت هذه الجهة دينية أو سياسية أو قومية أو مذهبية أو غير ذلك فتمثل بذلك الشعب العراقي وليس من يحكمه، فإضافة الى هذه القناة فهناك
مجموعة قنوات ترجع بشكل مباشر أوغير مباشر الى السيد المالكي ومن خلال هذه القنوات يمكن أن يهنئ الشعب العراقي أو يعرض أفكاره ونشاطاته وإنجازاته وبرنامجه السياسي، ومن هذه القنوات قناة (آفاق ) التي يملكها هو أو حزبه إضافة الى قناة (الاتجاه ) التي يقال أن مالكها هوالنائب (علي الأديب ) القيادي في حزب الدعوة والمقرب جدًا من المالكي، كذلك قناة (المسار ) الفضائية قناة الشريك والحليف القوي لحزب المالكي وهي القناة التابعة لحزب الدعوة تنظيم العراق، إضافة الى القنوات التابعة للأحزاب القريبة من حزب الدعوة – جناح المالكي .
إلا أنه وكما يبدو أن جميع هذه القنوات الفضائية وهذه الوسائل المتاحة للسيد المالكي لإبقائه في صدارة القادة السياسيين ولكي يحقق نتائج كبيرة كتلك التي حققها في انتخابات مجالس المحافظات الأخيرة لا تكفي لتلبية طموحه في تحقيق فوز ساحق يمكنه من ولاية ثانية، أو برأي بعض منتقدي سياسته وسياسة حكومته أن كل هذه القنوات الإعلامية الداعمة له بشكل خاص ولحكومته وحزبه وقائمته بشكل عام لا تستطيع سد الحقيقة القائلة بضعف حكومته وتناقص شعبيته، وهذه الحقيقة قد يكون السيد المالكي نفسه مقتنعًا بها – بحسب المنتقدين - بحيث التجأ الى استخدام وسائل أكثر تأثيرًا إضافة لما يمتلكه من وسائل ذكرناها آنفًا كالتي استخدمها في تهنئة الشعب العراقي مناسبة عيد الفطر المبارك . sms
وهي رسائل يتم إرسالها بالتنسيق مع شركة الاتصالات المتنقلة وذلك مقابل sms ولا يخفى على الكثيرين أن الرسائل القصيرة مبلغ معين، لذا فإن إرسال رسالة واحدة الى جميع المشتركين الذين لا يقل عددهم عن خمسة ملايين مشترك يعني دفع مبلغ قدره ١٥٠ (ألف دولار) أي تقريبًا١٧٥(مليون دينار عراقي)هذا عند افتراض أن قيمة الرسالة الواحدة سنت) وأن عدد المشتركين خمسة ملايين مشترك فقط، أما إذا زدنا هذين العاملين فتصوركم سيكون المبلغ ) المدفوع لشركة (زين) لإرسال هذا العدد الهائل من الرسائل.
فهل ياترى أن مجرد تهنئة يمكن أن تصل بطرق أخرى مثل الفضائيات والإذاعات المحلية والصحف تستحق مثل هذا المبلغ الضخم بالنسبة للعراقيين القليل بالنسبة للمسؤولين والسياسيين، فمبلغ١٥٠(ألف دولار) يعني بناء مستوصف أو مدرسة أو مشروع خدمي آخر .
قد يعترض البعض ويقول إن إرسال مثل هذه الرسائل جاءت بالتأكيد بالتنسيق مع شركة (زين) وليس مقابل مبلغ معين، وهذه طامة أكبر لأن هذا يعني أن إرسال هذه الرسائل سيكون مقابلها تنازل معين من قبل الحكومة أو تقديم تسهيلات في مكان ما، وهو بالتالي يشبه دفع المبلغ المذكور أو يزيد خطورة عليه لأن ذلك يعني أن قد تتسامح الحكومة مع تصرفات وتلكؤات شركة (زين) مقابل إرسال هذه الرسائل .
بالنتيجة هناك صفقة إما تجارية أو علاقاتية – إن صحت التسمية – لإرسال هذه الرسائل وفي كلتا الحالتين فإن المواطن هو من سيدفع الثمن والرابح الأول هو السيد المالكي وحزبه وائتلافه والقوى المؤتلفة معه .
منقول....
هذه الرسالة القصيرة (sms) التي بعث بها دولة رئيس الوزراء السيد نوري كامل المالكي الى عموم الشعب العراقي مشتركي شركة (زين) للاتصالات المتنقلة مهنئًا إياهم بمناسبة عيد الفطرالمبارك .
وقد لا يختلف اثنان في أن الطريقة التي اتبعها نوري المالكي رئيس الوزراء في تهنئة الشعب العراقي - وهي الرسائل على الهواتف النقالة – كانت طريقة ملفتة للنظر وجذابة ومثيرة للجدل في نفس الوقت، فأسلوب sms الرسائل القصيرة أسلوب فعال في كسب الطرف الآخر – المرسل إليه – أو تعزيز العلاقة بينهما، فما بالك إذا كانت تلك التهنئة من رئيس وزراء الدولة الذي يراه الجميع إلا في وسائل الإعلام؟!
فبالتأكيد سيكون وقعها أعمق أثرًا .
هنا لابد من وقفة تحليلية لهذه الحالة إن كانت إيجابية أو سلبية ، فالتهنئة ضرورة لا يمكن تجاوزها لأنها واجب شرعي وقانوني وأخلاقي على رئيس الوزراء تجاه شعبه، بل هو أقل ما يمكن أن يقدمه لرعيته بمناسبة العيد السعيد.
إلا أن الوسيلة كونها جديدة فتستحق أن نعلق عليها مستغربين، ألا يوجد طريق آخر لتقديم التهنئة للشعب العراقي غير هذه الطريقة؟ ألا توجد قناة فضائية مسخرة بكل طاقاتها الى رئيس الوزراء الحالي والسابقين له؟ فقناة ( العراقية) الفضائية من أولها الى آخرها تشيد بإنجازات دولة رئيس الوزراء وتتغاضى عن سلبيات وزارته والتي قد تكون أكثر من الإنجازات من حيث الكمية والنوعية ، وتحديات الوضع الراهن هي ما تجعلنا نغظ الطرف عن تلك السلبيات والتلكؤات وهذا لايعني أنها غير موجودة.
على كل حال فمجرد إيصال الإنجازات وتضخيمها وتزويقها وحجب الأخطاء عن حكومة المالكي من قبل قناة ( العراقية) وعموم وسائل وأقسام شبكة الإعلام العراقي فهو وسيلة كافية لإيصال صوت المالكي وتلميع صورته وصورة حكومته وإقناع المواطن بأنها حكومة نشيطة مجاهدة عادلة شاملة لكل أطياف الشعب العراقي، هذا فضلا عن إيصال تهننئته للشعب العراقي بمناسبة عيد الفطر المبارك وباقي الأعياد التي يحتفلبها العراقيون بل إن قناة (العراقية) على وجه الخصوص من بين وسائل شبكة الإعلام العراقي قد أفرطت في دعمها للسيد نوري المالكي ليس لكونه رئيسًا للوزراء كما يرى البعض والدليل على ذلك دعمها لحزبه حزب الدعوة الإسلامية وقائمته قائمة (ائتلاف دولة القانون) من خلال تصدرعناوين الأخبار وتناول تفاصيلها بشكل دقيق محاولة توضيح أن حزبه وقائمته محور كل الائتلافات وأن الجميع يرغب في كسب رضاها وتلبية شروطها للحصول على تذكرة الدخول الى ائتلافه الذي دخل به في انتخابات مجالس المحافظات وحصد به عددًا كبيرًا من المقاعد . وهذا الدعم الإعلامي اللا محدود من قبل وسيلة إعلام حكومية لشخص رئيس الوزراء وحزبه وقائمته يكفي لإعطاء صورة نقية وواضحة عنه قد شوهها بعض خصومه من السياسيين أو لطختها بعض تصرفات وزرائه والمسؤولين في حكومته أو غيرتها بعض الظروف التي مر بها العراق من تفجيرات بين لفترة والأخرى وسوء خدمات وغير ذلك . إضافة الى قناة (العراقية ) الحكومية التي يفترض انها تدار بإشراف البرلمان وليس بإشراف الحكومة لتكون منصفة وموضوعية في تناول تفاصيل ومواضيع الأخبار ولكي لا تنحاز نحو جهة دون أخرى سواء كانت هذه الجهة دينية أو سياسية أو قومية أو مذهبية أو غير ذلك فتمثل بذلك الشعب العراقي وليس من يحكمه، فإضافة الى هذه القناة فهناك
مجموعة قنوات ترجع بشكل مباشر أوغير مباشر الى السيد المالكي ومن خلال هذه القنوات يمكن أن يهنئ الشعب العراقي أو يعرض أفكاره ونشاطاته وإنجازاته وبرنامجه السياسي، ومن هذه القنوات قناة (آفاق ) التي يملكها هو أو حزبه إضافة الى قناة (الاتجاه ) التي يقال أن مالكها هوالنائب (علي الأديب ) القيادي في حزب الدعوة والمقرب جدًا من المالكي، كذلك قناة (المسار ) الفضائية قناة الشريك والحليف القوي لحزب المالكي وهي القناة التابعة لحزب الدعوة تنظيم العراق، إضافة الى القنوات التابعة للأحزاب القريبة من حزب الدعوة – جناح المالكي .
إلا أنه وكما يبدو أن جميع هذه القنوات الفضائية وهذه الوسائل المتاحة للسيد المالكي لإبقائه في صدارة القادة السياسيين ولكي يحقق نتائج كبيرة كتلك التي حققها في انتخابات مجالس المحافظات الأخيرة لا تكفي لتلبية طموحه في تحقيق فوز ساحق يمكنه من ولاية ثانية، أو برأي بعض منتقدي سياسته وسياسة حكومته أن كل هذه القنوات الإعلامية الداعمة له بشكل خاص ولحكومته وحزبه وقائمته بشكل عام لا تستطيع سد الحقيقة القائلة بضعف حكومته وتناقص شعبيته، وهذه الحقيقة قد يكون السيد المالكي نفسه مقتنعًا بها – بحسب المنتقدين - بحيث التجأ الى استخدام وسائل أكثر تأثيرًا إضافة لما يمتلكه من وسائل ذكرناها آنفًا كالتي استخدمها في تهنئة الشعب العراقي مناسبة عيد الفطر المبارك . sms
وهي رسائل يتم إرسالها بالتنسيق مع شركة الاتصالات المتنقلة وذلك مقابل sms ولا يخفى على الكثيرين أن الرسائل القصيرة مبلغ معين، لذا فإن إرسال رسالة واحدة الى جميع المشتركين الذين لا يقل عددهم عن خمسة ملايين مشترك يعني دفع مبلغ قدره ١٥٠ (ألف دولار) أي تقريبًا١٧٥(مليون دينار عراقي)هذا عند افتراض أن قيمة الرسالة الواحدة سنت) وأن عدد المشتركين خمسة ملايين مشترك فقط، أما إذا زدنا هذين العاملين فتصوركم سيكون المبلغ ) المدفوع لشركة (زين) لإرسال هذا العدد الهائل من الرسائل.
فهل ياترى أن مجرد تهنئة يمكن أن تصل بطرق أخرى مثل الفضائيات والإذاعات المحلية والصحف تستحق مثل هذا المبلغ الضخم بالنسبة للعراقيين القليل بالنسبة للمسؤولين والسياسيين، فمبلغ١٥٠(ألف دولار) يعني بناء مستوصف أو مدرسة أو مشروع خدمي آخر .
قد يعترض البعض ويقول إن إرسال مثل هذه الرسائل جاءت بالتأكيد بالتنسيق مع شركة (زين) وليس مقابل مبلغ معين، وهذه طامة أكبر لأن هذا يعني أن إرسال هذه الرسائل سيكون مقابلها تنازل معين من قبل الحكومة أو تقديم تسهيلات في مكان ما، وهو بالتالي يشبه دفع المبلغ المذكور أو يزيد خطورة عليه لأن ذلك يعني أن قد تتسامح الحكومة مع تصرفات وتلكؤات شركة (زين) مقابل إرسال هذه الرسائل .
بالنتيجة هناك صفقة إما تجارية أو علاقاتية – إن صحت التسمية – لإرسال هذه الرسائل وفي كلتا الحالتين فإن المواطن هو من سيدفع الثمن والرابح الأول هو السيد المالكي وحزبه وائتلافه والقوى المؤتلفة معه .
منقول....