المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مجرد التعظيم والتبرك والتوسل ليس عبادة


الطاف الزهراء
26-09-2009, 05:17 PM
مجرد التعظيم والتبرك والتوسل ليس عباده

بسمه تعالى :
{وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ }الأعراف179
{أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ }الحج46
ان الفرقة الوهابية المبتدعة , تزعم بان التبرك بضرائح الاولياء والتوسل بهم الى الله , وطلب شفاعتهم , وامثال ذلك , هو شرك بالله وعبادة لغيره , ومن كثر جهلهم انهم يستشهدون على كلامهم بهذه الاية مثلا {أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى ..}الزمر3
وليس ذلك الا لحقدهم على رسول الله واهل بيته صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين .
فنقول لهم يا اعداء الله ورسوله يااصحاب النفوس المريضة الحاقدة ...
صدق رسول الله صلى الله عليه واله وسلم عندما قال : ( يرون المعروف منكرا والمنكر معروفا )

ان العبادة هي الخضوع الناشى عن اعتقاد خاص , هو اعتقاد الخاضع ان المخضوع له هو خالقه وربه , أي هو المالك لشؤون العابد كلها في دينه ودنياه واخرته .
توضيح ذلك :
إذا أحس الإنسان بمملوكيته الكاملة في جميع شؤونه المعيشيه والاخرويه التي هو صائر اليها احس بمملوكيته هذه لموجود اخر هو خالقه ورازقه جميع نعمه يفعل جميع ذلك بقدرته المطلقه واستقلاله التام ,واحاطته الشامله بالوجود وما فيه , وكل ما سواه مفتقر اليه , محتاج في وجوده وبقاءه الى فيض جوده , اذا اعتقد الانسان بذلك ايما اعتقاد , فانه سيلجا الى تجسيد احساسه هذا بالفاظ واعمال خاصه , تحمل جميع مظاهر الخضوع والخشوع والانقياد والتسليم , محاولا بذلك ان يوفي ربه ما يراه له من حق ومنة عليه في جميع شؤون وجوده , فهذا هو الذي يسمى عباده .
ونستنتج من هذا البيان تنيجتين :
النتيجة الاولى : لامعبود سوى الله (جل وعلا)
على هذا البيان , يكون استحقاق العبادة من شؤون الخالقية والربوبيه , فمن كان واجب الوجود , غنيا غنى مطلقا عن كل شى , وكان خالقا للوجود باسره وربا مديرا لشؤونه , فهو مستحق العبادة , وإذ لا واجب ولاخالق ولارب سوى الله جل وعلا فلا معبود سواه .
النتيجة الثانيه:مجرد التعظيم والتبرك والتوسل ليس عبادة .
كما يظهر مما تقدم انه ليس كل خضوع عباده , بل لابد لصدق العبادة ان يقترن ذلك الخضوع اللفظي او العملي بعقيدة قلبية لدى الخاضع , هي خالقية ومالكيه وربوبية من يخضع له وغناه واستقلاله التام في خلقه , وربوبيتة للعالم , وبدون ذلك يكون ذلك اللفظ او العمل تعظيما واحتراما وتقديرا للمخضوع له لا ازيد .
وفي القران الكريم عدة مصاديق لما ذكرناه :

منها : سجود الملائكة لادم (عليه السلام) كما يقول الله تعالى ( وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ .. ). فهذا السجود خضوع عملي تام امام موجود سوى الله تعالى , ومع ذلك لم يكن شركا بالله , لانه لم يكن ناشا من الاعتقاد بخالقية ادم لهم وربوبيته , فلم يصدق عليه انه عبادة لادم , ولو كان مجرد الخضوع والصورة الظاهرية له كافيا في صدق العبادة , لكان الله تعالى آمرا بان يُشرك به , ولكان الملائكة مشركين , والعياذ بالله من جميع ذلك .
ومنها : سجود اخوة يوسف له كما يقول تعالى :
(وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّداً...) يوسف .
وعلى هذا الاساس يامر سبحانه كل انسان بالخضوع التام لوالديه , والتذلل امامهما , اذ يقول ( وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ ..) الاسراء
فلو كان مجرد الخضوع التام عبادة , لكان سبحانه يامرنا بالشرك , والعياذ بالله .
وفي امور الناس العرفيه كثير من هذه المظاهر , التي لايرون ولايتوهمون فيها شيئا من العبادة , كتقبيل يد العالم احتراما , وتقبيل المصحف تبركا , وتقبيل ضرائح الانبياء واوصيلئهم تبجيلا وتعظيما لمقامهم الذي انزلهم الله تعالى فيه , كما يقول جل جلاله
{إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ }آل عمران33
ويقول :
{وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُوْلِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ, إِنَّا أَخْلَصْنَاهُم بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ , وَإِنَّهُمْ عِندَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيَارِ , وَاذْكُرْ إِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ وَكُلٌّ مِّنْ الْأَخْيَارِ } سورة ص
وقد فرض القران الكريم محبة الاولياء اذ يقول :
{قل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى } سورة الشورى
فكل هذه المظاهر انما هي من مظاهر الاحترام والتبجيل التي ترضاها فطرة الانسان , وحبذها الشارع ودعى اليها , فليست هي عبادة لا لغة ولا شرعا ولا عرفا .
ومن هنا يظهر بطلان مزاعم فرقة الوهابية المبتدعة , التي تدعي ان التبرك بضرائح الاولياء والتوسل بهم الى الله ... هو شرك بالله وتتهم الشيعة بانهم يشركون بالله , والعياذ بالله .
فالعبادة لاتصدق باي وجه على هذه الافعال , لاشتراط صدقها باقترانها باعتقاد الخاضع بخالقية ومالكية وربوبية المخضوع له لجميع ما في الكون بالاستقلال التام , مع ان هذه الافعال تقع بقصد الاحترام او باعتقاد ان هؤلاء الاولياء لهم مقام ممنوح باذن الله , فهم يغيثون بقدرة الله ورادته , ويشفعون باذنه سبحانه .
هذا اضافة الى النماذج القرانيه المتقدمة التي تدل على امره سبحانه بسجود الملائكة لادم , وتشير الى سجود اخوة يوسف له , والسجود اعظم من الافعال المتقدمة ومن اجل مظاهر الخضوع , مع انه لم يكن عبادة له .
والكلمة الحاسمة ان عقيدة القائم بهذه الافعال ان كانت ناشئة عن اعتقاد بخالقية وربوبية هذه الاشياء واستقلالها في فعلها استقلالا تاما , كانت شركا , وإلا فلا .