المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التغيير من اجل التغير


جند النور
27-09-2009, 12:01 AM
لابد ان المواطن العراقي وبعد تجربة مريرة خاضها طوال السنين المنصرمة قد زرعت العقم والثقة في نفسه من كل العناوين الرنانة التي تغنت بالوطن والولاء للأرض عبر تكتلات وأحزاب وتيارات وحركات سياسية خاضت باللبن العراقي الصافي فجعلته عير صالح لشرب الحقيقة في إننا لا يمكن ان يغير الله شيء حتى نغير ما بأنفسنا , ان الانتماء الحقيقي للعراق مفقود الحلقات بين الو لاءات والانتماءات الحزبية وهذا واقع نراه ملموسا فالحزب او الكيان او الخ .. هو الدعامة لكل الساسة العراقيين المتواجدين على الساحة من أصحاب المراكز الحكومية .. أما المستقلين أو الوطنيين الحقيقيين مهمشين أو ينضوون تحت تلك الكتلة او ذاك الحزب , سنين عدة وقف المواطن يطرق باب الواقع العراقي ليفتح له المتغير الجديد بارقة الأمل في المستقبل او ليدخل عالم الاستحقاق الوطني الحقيقي في نيلها كفرد من أبناء هذه الأرض الغنية والتي يمكن ان تجعل منه مواطن يلبي الواجبات بما انه استوفى حقوقه , لكن وبعد شعوره بالفشل وخيبة الأمل من كل المسميات والشعارات التي حملتها الكتل السياسية والأحزاب في البلد أفقدته التوازن في التمييز والاختيار وهذا بحد ذاته لعبة سياسية أيضا , جعلته يرغب في ضياع حقه والقبول بالقليل منه والعيش في امن وسلام ويلوذ تحت مظلة الأحزاب التي توزع فتات خيرات العراق على مواطنيه بفتح صنبور المياه من خلال أصابع تشابكت في لملمة كل خيراته .
المواطن هو النواة الفاعلة وعليه ان يدرك جيدا ان التغيير ينبع من الذات التي تحمل الكل في الأنا , بمعنى الأرض والوطن والإنسان متى أدرك أن حقوقه هل نيل الآخرين بما يطلبه لنفسه هي مفتاح الديمقراطية والعدالة والتي يمكن أن يغير بعدها الكثير من مفاتيح الأساسية في مفاصل الدولة واختيار الكفاءة التي تستحق ان تنال هذا المنصب أو ذاك عبر صناديق الاقتراع واستخدام صوته في تغيير الواقع الذي يعيشه أبناء الأرض الواحدة دون انتماءات , وحتى بالانتماءات ولم لا إذا كانت تحمل السمات الوطنية بعيدا عن الو لاءات الذاتية او الخارجية , كما على المواطن الذي يطمح ان يكون مستقبله وافرة بكل مستلزمات الحياة البسيطة ان يبدأ بالبحث عن واجب التغيير في داخله تاركا المراهنات الجانبية او المساومات والجري بعيدا عن شاري الذمم بدراهم معدودات , ان النزاهة التي في داخل العراقي الأصيل لا يمكن أن تشرى بمال حين يريد التغيير , والتجربة العراقية الفتية في الانتخابات الحقيقية أثبتت ذلك عبر الانتخابات الماضية لمجالس المحافظات وابتعاد المواطن العراقي عن انتخاب القوائم الإسلامية والبحث عن البديل بعد ان لملم خيبة أمله وعدم ثقته بها فهي لم تصنع له شيئا ولم توجد المتغيرات التي وعدت بها .
سؤال ؟ هل نحن بحاجة الى وازع داخلي لكي نطلب التغيير أم ان الوازع ينبع من الذات الحقيقية للإنسان العراقي وشعوره بالمسئولية اتجاه الجميع كالنفس الواحدة ( الأنا ) والابتعاد في التفكير عن الديانة او الغزل حول الطائفية المكتسبة من الخارج في قلب الموازين وثقة العراقيين بعضهم ببعض , والانضواء بعيدا عن المحاصصة فهي ليست ورثا لتتقاسمه من سيطرت على القيادات وأصبحت بأسم وصوت الشعب الأسماء الحاكمة للوطن , كما ان المعاناة والدوامة التي جعلت من الساسة يلعبون لعبتهم وتفشي الفساد الإداري ذات المصالح الذاتية وبعدها يستصرخون بالقضاء على الفساد الذي زرعوا نبتته وانبتت أرصدة في بنوك خارجية وحين فاحت رائحتها أرادوا اجتثاثها ولكم أيضا لمجرد الغرض الدعائي والإعلامي وكسب الأصوات والمراهنات , فلم نسمع ان سقط احد المسئولين في الدولة تحت طائلة القانون وتنفيذ الامر قضائيا بمن نهب وسلب , فالحزب او الكيات او الكتلة هي من تفرش له طريق الهروب بالورود , وقادرة على إيجاد كبش الفداء والبديل الإعلامي الذي يجعل المواطن ينسى من سرقه وهرب , كما ان عجز الدولة الحقيقي في انجاز المشاريع الستراتيجية هي العقم الحقيقي لعدم ولادة الثقة فيها من المواطنين وخير دليل الكهرباء التي مضت على الحكومة تسلم زمام السلطة ولم تتغير او السير في تغير شيء فيها , زائدا مشكلة المياه التي تغذي دجلة والفرات وممارسات دول المنبع وتأثيرها على دول المصب ماهي الخطوات التي اتخذتها الدولة كحكومة مع جيرانها مثل إيران او تركيا او سوريا هل فتحت حوار بناء هل لعب الساسة دورهم الحقيقي ام وقفوا على الأبواب يستجدون قطرات الماء أم ان الأمر لا يهمهم فهم راحلون فما هي إلا أيام معدودات ومنها الى الخارج وكيف تسمح الخارجية ومن يمثلها ان تصمت كالأخرس ولا تبالي بالعراقيين اما مسألة الأكراد والعمل على دولتهم المزعومة هذا يحتاج الى نقاش وجدال أخر , ان السلبيات كثيرة إذا ما قورنت بفتات الايجابيات وهذا دليل إن المماطلة وجعل معاناة المواطن مكسبا لتمرير الكثير من المسميات بأسماء مشاريع وهمية قبضت أثمانها مقدما , والطامة الكبرى ان كثير من الساسة يملكون الأدلة على بعضهم البعض , ولكن لم يستخدموها لكشف السراق بل تستخدم ورقة ضغط او مساومة لنيل شيء ما او في بعض الأحيان خوفا من تصفية . وهذا واقع يعلمه كل العراقيين , ان حركة مثل حركات الإلهاء والمماطلة هي أحد اللعب السياسية لشل عقل المواطن وجعله يرضى بالبديل والقليل رغم التفكير بالمستقبل والقبول ايضا بمبدأ العدالة التي لم يراها في الزمن الماضي أو الحاضر هي نفسها لم تتغير رغم تغير العناوين .
ان جميع الساسة هم عبارة عن جباة لإستحصال خيرات العراق إلا ما ندر من الشرفاء الذي تقاسموا المعاناة مع المواطن وركن بعيدا يتفرج على النزاعات والمساومات كونه لا يمكنه تغيير ما لا يمكن تغيره , اما المستجدات التي جناها الوطن فهي كثيرة منها المهجرين والمهاجرين الذي باتوا عالة على المجتمع وشكلت لها وزارات تعمل على إرجاعها إلى موطنها الواحد في داخل الوطن نفسه نتيجة الإرهاب الحقيقي الداخلي وليس الخارجي , إضافة إلى تفشي مسألة الفساد التي يرقص لها الكثير والثراء السريع على حساب حقوق المواطنة والمواطن , الى جانب الحالات الكثيرة السلبية التي تشكلت لها عصابات ومجرمين من مرتزقتي العهد الجديد والصعود الى الدرجات الوظيفية دون الاستحقاق الحقيقي ولكن عبر القربى والصداقات والو لاءات او كم تدفع لتحصل على منصب وهذا يشعر به كل فرد عاني البحث عن وظيفة رغم انه يحمل الشهادة وعامل الكفاءة , ان الشباب الذي تراه ألان يرتاد المقاهي او البحث عن ملذات عبر الستلايت او البلوتوث ودمار عقله سببه الدولة وعدم الأخذ بيد النواة الفتية وتربيتها بتوفير مستلزمات التقويم الحقيقي لبناء النفس عند كل شاب وفتاة في المجتمع العراقي وهمل هذا جعل الشباب عامل رفض لكل القيم التي سمع عنها او قرأ فلا يمكن ان تستقطب عقول الشباب إذا ما تلحفت بتزمت دينيا او انحرفت الى الفساد ان تعمل على المساواة بين أفراد المجتمع لأنها حملت بداخلها تضاد تربوي في الحقد على المجتمع الذي حاصره في خانات ضيقة يطلب منه فيها الإدلاء برأيه وحرية الحركة , إن استقطاب الشباب كقدرة خلاقة على العمل إيمانا أن الوطن للجميع وليس ملكا لأحد هو أساس جذب الكفاءات العراقية التي هاجرت الى الخارج وضمان حقوقها بعودتها مع توفير البعد الحقيقي لها أسوة بالمواطن العراقي صاحب الكفاءة الذي بقى وساهم وشارك في البناء الإنساني رغم المعوقات حتى لا نخلق فجوة بين الاثنين , فالوطن يجب ان يكون في قلب الجميع وخدمته إلزاما وواجبا على كل فرد يعيش عليه , ان الدعوة بتقديم نداء إلى كل عراقي هي غير واجبة لان المواطن العراقي هو من يريد ان يستنفر الى التغيير ولكن ما هي العوامل التي تجعله يتحرك لتلبية النداء وما هي آلية هذه الوسائل وما هو المراد تغييره يجب ان نضع كل الأمور نصب المثقف والأستاذ والعالم والطبيب والمهندس وغيرها من الكوادر الفاعلة وقبلها الإنسان البسيط الذي يشكل القاعدة العريضة وشريحة كبيرة من شرائج المجتمع العراقي انه هو الصوت الذي يجب ان نعمل على البدء بالإنصات له وتغيير واقعة فابن الهور والريف هو من دفع ثمن المعاناة مرتين , لجهلة بالمتغيرات وعدم اهتمامه بما يتغير وذلك بسبب قصور الأداة الداعمة للنهوض وتطوير قدرات التوعية في تلك المناطق رغم ان الإنسان العراقي ابن الفطرة وصاحب البديهية والفطنة , ولكن المعوقات والمعوزات كثيرة وما شعر به من مآسي أحبطت نفسيته , واخذ لا يريد المشاركة او تصديق مثل هذه الفكرة .
وسؤال؟ ماذا يمكن ان تعمل للبدء في التغيير هل توجه النداء للمثقف الذي استهجن حقه ولجمت أنامله من الكتابة , بعد سماعه عن الحرية والتعبير عن الرأي في ظل الديمقراطية , نعم قد نلمس التغيير هنا وهناك وهذا هو ما نسعى إليه الإنصات لصوت المثقف لأنه ينقل معاناة وشكوى المجتمع والواقع وربما يعكسها على نفسه في بعض الأحيان كما أنه مواطن قبل ان يكون مرآة عاكسة او صوت مواطن , المسألة المهمة هي كيف يمكن كسب ثقة المواطن البسيط والمثقف بما نطرحه تحت أي مسمى جديد او قديم وهل تغير الوجوه يعني التغيير ام مجرد واجهات لنفس الانكسارات السابقة ذات الطرق الملتوية .
البعض يطرح فكرة الندوات والحديث مع الناس وهذا ليس جديد أيضا فالكثير من الناس حضروا وسمعوا الندوات وحديثها وشاركوا وساهموا بدعم او رفد هنا وهناك ولكن النتيجة لم يتغير شيء , مجرد ألسنة دارت حول نفسها في مسميات ونوايا تطلب التغيير لكن دون فائدة لعقمها او لمماطلة في كسب تأييد ضمن المراهنات السياسية .
البعض الأخر يطرح فكرة تعرية أصحاب الفساد عبر الوصول الى وثائق بأدلة دامغة وإسقاطهم دون الحصانات الدبلوماسية او البرلمانية وكشفهم للرأي العام والقضاء دون محاباة أو مساومات , او استخدامها كورقة ضغط ليوم ما
البعض يطرح العمل بجدية دون أنانية الى استخدام معاناة الناس والتقصير من قبل مفاصل الدولة وقياديها وطرحها كفشل لم تجني الدولة منه سوى الكسب السياسي والضحايا هم المواطنين الأبرياء .
البعض الأخر يطرح ان تكون النهضة العمرانية عراقية غير خارجية فلدينا من الأثرياء ورجال الأعمال ما يمكن ان يعمروا بلدان عديدة كالعراق فيما إذا تحركت وطنيتهم وهذا ما حصل من البعض بعد ان صدمهم الواقع والفساد العام
والكثير من الناس تطرح فكرة الضغط على الحكومة بعدم المشاركة في الانتخابات والإدلاء بأصواتهم ظنا أنهم سيحصلون على التغيير ولكن يجب إفهامهم ان التغيير بأيديهم وبصوتهم أما آلية لعمل وهي الأساس بداية كسب ثقة المواطن حتى يتسنى ان تعمل الأيدي كلها متضافرة من أجل الجميع ولكن هل بالإمكان ذلك .
إن الاستدلال الحقيقي للتغير هو نابع عن المواطن نفسه وآلة التغيير هي قابليته للتغير مع متغيرات الوضع العام لا المصلحة الفردية ومتى تبلورت هذه الفكرة وتأصلت بداخله وعمل عليها مع الآخرين أمكننا ان ننهض في بناء المجتمع ومن ثم الوطن ونحظى بالتقدم الدولي كما علينا جعل مصلحة الأرض والوطن هي فوق مصلحة الجميع والقانون هو صمام الأمان لهذه المصلحة والسيادة هي الرداء الحقيقي الذي يمكنه الاحتفاظ بهيبة الوطن وديمومة رفاهية المواطن في ظل ديمقراطية حقيقية يستظل الجميع تحت سماء واحدة وارض واحدة .



عبد الجبار الحمدي