المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : انتبهي سيدتي ... فهذه نظرات خاطئة حولك تحتاج الى تامل


عقيل الحمداني
29-09-2009, 02:59 PM
نظرات خاطئة :
تقرأين في الحِكَم والأمثال والأقوال الكثير من التصوّرات الخاطئة عن المرأة ، والتي جاء بعضها كنتيجة طبيعية للتعامل السلبي الطويل مع المرأة .
وقد تركت هذه التصورات آثارها النفسية والاجتماعية السيِّئة على الكثير من الفتيات والنِّساء، وقد جرى التعامل معها ـ من قبلهنّ ـ على أساس أ نّها أقوال مقدّسة لا تقبل النقض أو التأويل .
والغريـب في الأمر ، أنّ المرأة هي حلم الرجل وأنسه ومودّته ورحمته التي رحمه الله بها ، وقد يصل الأمر به إلى أن يقتل نفسه أو يقتل غيره إن لم يفز بالمرأة التي يحبّ . فمن أين جاء هذا التناقض بين (حبّ) الرجل للمرأة وبين (عداوته) لها ؟
إنّ للتربية الأسرية والخلفية الثقافية ، والجوّ الاجتماعي ـ أعرافاً وتقاليد ـ والأفكار التي ينشأ عليها الفتى أو الشاب منذ طفولته هي التي تشترك في تكوين نظرته عن الجنس الآخر .
ومن تلك النظرات ، قولهم «النساء حبائل الشيطان» و «المرأة باب الجحيم» . وهو تبرير ذكوري لحالة الإسترسال مع الشهوات وضعف الإرادة ، وتعليق لكلّ حالة انحراف يقوم بها الشاب أو الرجل على شجاعة النساء .
وإلاّ فالرجال أيضاً حبائل الشيطان بما يفعلون من ألوان الإغواء والإغراء والإستدراج لإيقاع الفتيات والنساء في شباكهم ، ذلك أنّ دور الرجل ليس دور المتلقّي السلبي حتى يلقي تبعة انحرافاته على كاهل المرأة،بل هو مشارك فاعل،بل ودافع لها أحياناً على الانحراف.
إنّ الله زين حبّ الشهوات من النساء ، وقد أحلّ للشبان والرجال اتباع غرائزهم بالحلال عن طريق الزواج . وإذا ما تزوّج المرء فقد أحرز نصف دينه ـ حسب الحديث المروي ـ وهذا يعني أنّ المرأة عاصمة للرجل وواقية له من الانحراف ومن تسويلات الشيطان في الفحشاء والمنكر .
وكما ابتلى الله الرجال والنساء معاً بالامتناع عن الخمر ولحم الخنزير والميتة والقمار ، فمن شرب الخمر وأكل لحم الخنزير فقد وقع في حبائل الشيطان ، لأ نّه عطّل إرادته وتقواه ، فكذلك الزنا .. حتى ليمكن القول إنّ حبائل الشيطان هي من صناعة المرأة والرجل معاً ، فلم تتحمّل المرأة فقط مسؤولية نسج خيوط هذه الشبكة ويعفى منها الرجل ؟!
ومن ذلك قولهم : «مَن كانت له إمرأة كان له عدوّ» كما كانت امرأة نوح عدوّة لزوجها . ولكن في الرجال أيضاً مَن هم أعداء لأزواجهم ، ألم يكن فرعون عدوّاً لزوجته المؤمنة آسية بنت مزاحم ؟
وإذا كانت الأحاديث الشريفة تتحدّث عن أنّ المرأة الصالحة درع حصينة من النار ، فإنّها الصديق الصدوق والمخلص الوفي إن هي حظيت بثقة الرجل وتقديره وإحترامه ، وإذا كان الخالق سبحانه وتعالى قد أودع في المرأة والرجل المودّة والرّحمة (ومِن آياتهِ أن خلقَ لكُم مِن أنفُسكم أزواجاً لِتَسكنوا إليها وجَعلَ بَينكُم مودّة ورَحمة )(6) ، فمن أين جاءت العداوة والله هو الذي جعل العلاقة بين الزوجين تقوم على ركائز الكبيرة (السكن) و(المودّة و(الرّحمة)؟
ما ذاك إلاّ نتاج التربية السيِّئة والمحيط الفاسد ، والأعراف العقيمة ، فإذا كانت بعض النِّساء عدوّات لأزواجهنّ فليس معنى ذلك أنّ كلّ امرأة هي عـدوّ لزوجها وإلاّ لما استقامت الحياة الزوجية ، ولما عمّر بعضها عمراً طويلاً !
ومن ذلك قولهم : «مَن يثق بالنساء يكتب على الثلج» . وهذا دليل آخر على بعض التجارب الفاشلة مع المرأة ، والتي للمرأة تجارب مثلها مع الرجال ، حتى قيل إنّ التي تثق برجل تكون كمن يضع الماء في الغربال .
فالثقة ـ أيّة ثقة ـ لا تبنى إلاّ على طرفين ، فحتى أثق بكِ لا بدّ أن تثقي بي ، وإذا وثق كلٌّ منّا بالآخر توطّدت العلاقة المبنية على الثقة وتعذّر تقوّضها .
ومن هذا القول نشمّ رائحة تخوين المرأة على الدوام ، وأ نّها ليست أهلاً للأمانة والثقة ، والحال أنّ الكثير من النساء العفيفات الشريفات المؤمنات كنّ على مستوى من الثقة ما لا تقاس به ثقة بعض الرجال . فالثقة ، وغيرها من الأخلاق والصفات ، لا جنسيّة لها ، أي أ نّها ليست حكراً على الشاب دون الفتاة أو الرجل دون المرأة .
ومن ذلك قولهم : «ذلّ قوم أسندوا أمرهم إلى إمرأة» وهذا يتناقض تناقضاً صريحاً مع ما جاء في القرآن الكريم من تقييم صورة (بلقيس) ملكة سبأ على أ نّها المرأة القائدة القديرة والواعية البصيرة التي تحكم برجاحة عقل حتى أنّ الرجال الذين استشارتهم أوكلوا الأمر إليها في البت في الموضوع الذي استشارتهم فيه ، وقد عزّوا بموقفها ولم يذلّوا .
وكم نلاحظ اليـوم في مخـتلف مواقع وحقول العمـل من النساء المديرات القديرات والقائدات الزعيمات ذوات الحنكة في تسيير أمور العمل وشؤون السلطة وتولِّي المناصب الحسّاسة ، فـ (بلقيس) ليست مثالاً نادراً أو أوحداً ، لكنّها المثال الذي يدحض ما يذهب إليه بعض الرجال .
ومن ذلك قولهم : «للنساء فساتين طويلة وأفكار قصيرة» ، أو «المرأة شعرها طويل وفكرها قصير» . فهؤلاء يتحدّثون عن نقصان في عقل المرأة ، وذلك في عملية تمييز جنسي مقيتة بين عقل ذكوري راجح وعقل أنثوي قاصر .
وقد أثبت العلم أنّ عقل المرأة لا يختلف عن عقل الرجل في شيء ، كما أثبتت التجارب أنّ عقول بعض النساء أرجح من عقول بعض الرجال ، عندما تمنح للفتيات أو النساء الفرص المتكافئة في التعليم والتربية والعمل .
فالمرأة التي تعيش في أجواء الإهمال والتهميش والانتقاص والكبت والحرمان والشعور بالدونيّة ، كما هو الرجل الذي يعيش في هذه الأجواء المثبطة ، لا يكونان إلاّ عنصرين خاملين سلبيين لا يأتي منهما أيّ خير .. والعكس صحيح .
إنّ هذه الأقوال ، وغيرها في ثقافتنا الشعبية الكثير ، تشكّل ثقافة مريضة ، فهي ضدّ الثقافة وضدّ التربية وضدّ الواقع ، ولا يصحّ إطلاقاً أن نعمِّم التجارب الفاشلة لتصبح هي القاعدة التي نقيس بها وعليها كلّ إمرأة .
إنّ من مسؤولية كلّ فتاة واعية ومثقفة أن تكافح هذه النظرات السلبية على المستويين النظري والعملي ، وأن تربِّي بناتها في المستقبل على الإحساس بكرامتهنّ ورفضهنّ لكلّ ما يسيء إلى هذه الكرامة أو ينتقص منها .
غير أنّ الفتاة لا تعدم في قبال هذه النظرات الجائرة ، نظرات إنسانية منصفة ، لا بدّ لها أن تتربّى عليها ، وأن تربِّي بناتها عليها أيضاً .
فمن ذلك قولهم : «النساء شقائق الرجال» .
ومن ذلك قولهم : «إنّ وراء كلّ عظيم إمرأة» .
ومن ذلك قولهم : «إنّ المرأة الفاضلة التي تهزّ المهد بيد وتهزّ العالم باليد الأخرى» .
ومن ذلك قولهم : «كنوز العالم بأسرها لا توازي المرأة الفاضلة» .
ومن ذلك قولهم : «المهر الحقيقي هو في الفتاة نفسها» .
ومن ذلك قولهم : «المرأة الشريفة والجميلة ، هي شريفة مرّتين» .
ومن ذلك قولهم : «مَن كانت له إمراة صالحة رزق خير الدنيا والآخرة» .
ومنه : «ما أكرم المرأة إلاّ كريم وما أهانها إلاّ لئيم» .
ومنه : «المرأة الصالحة درع حصينة من النار» .
ومنه : «البنات حسنات» .
وغيره كثير .
للتفصيل راجعي كتاب شؤؤن الفتيات للبلاغ

البحرانية
30-09-2009, 02:00 AM
«مَن كانت له إمراة صالحة رزق خير الدنيا والآخرة»
الف شكر لك يا اخي عقيل على الموضوع القيم
والاختيار الموفق
جهود بحق راااااائعه

طيب الله انفاسكم
وحماكم من كل مكروه
ننتظر جديدكم

ربيبة الزهـراء
30-09-2009, 03:28 AM
الف شكـر لكم

اخى الكريم


يعطيكم العافية

فاطمه مصطفى
07-10-2009, 08:20 PM
مشكووور اخوي عقيل على الموضوع الهادف
يعطيك العافيه

مشكاة فاطمه
07-10-2009, 10:08 PM
تسلم أخي الكريم
موضوع رائع
وفقك الله ورعاك

عاشق الأكرف
08-10-2009, 03:03 PM
تسلم ايدك على الطرح المفيد

وهالشي بختصار اخد وعطا يعني لما تكون البنت عفيفة في مظهرها وحركتها

النظرة الذكورية الشهوانية الي تدور الحرام تركد وتبتعد

ولما تكون البنت متميعة وغير مبالية للي حولها في لبسها وغيرة

تنجذب لها النطره الشهوانية الذكورية

يعني الغلط مستحيل يكون من جانب واحد

والاشياء كل ما كان فيها توازن كل ما المجتمع ارتاح من التحرشات وغيرة

وهكذا .............

عقيل الحمداني
08-10-2009, 05:19 PM
شكرا لكم على ردودكم الرائعة
وفقكم الله لكل خير

نور المستوحشين
19-10-2009, 12:39 PM
وفقكم الله لمافيه الخير والصلاح

إختيار موفق

بانتظار المزيد

تحياااتي نور...

خادمة الحوراء
20-10-2009, 04:19 PM
بارك الله فيك اخي الكريم

الاء
23-10-2009, 10:17 PM
شكرااا اخي عقيل
على الموضوع القيم والمفيد
تقد يري لك..