عقيل الحمداني
01-10-2009, 08:46 AM
سقوط الآباء من عيون الأبناء
يغفل الآباء عن النظرة السيئة التي يحملها الأبناء تجاه آبائهم كنتيجة لما يشاهدونه من تسلط الزوجة على زوجها أو تسلط الزوج على زوجته وهو موضوع جدير بالاهتمام والمناقشة،لأنه يترك أثره السيء على الأبناء بالدرجة الأولى.
الأمر الذي ينذر بمساوئ كثيرة يتحمل تبعتها الأبناء، وتُهدد الأسرة بأجمعها، ففي الوقت الذي يجب فيه أن يكون الآباء مجسدين للمُثل العليا في عقول الأبناء باعتبار أنهم يرون الحياة من خلالهم نجدهم وقد تحولت نظرتهم الى آبائهم الى نظرة خالية من الاحترام.
ان الاختلافات التي تحدث بين الزوجين جرّاء هذا التسلط تحدث أمام الأبناء، وتحزن ذاكرة الابناء كل تلك المشاهد فتتحول إلى ذكرى أليمة منفّرة تعكس ضمن ما تعكس نظرة سيئة إلى الآباء.
فيسقطون من عيون أبنائهم وبالتالي لا يحظون بأي احترام لديهم، وتبقى تلك الصورة حية حتى يكبر الأبناء فلا يُظهرون لآبائهم مقدار احترامهم وتقديرهم لهم. فأكبر من يخسر هنا هم الآباء الذين لا يهدأ لهم بال جرّاء تصادمهم وجرّاء ذهاب احترامهم من عيون أبنائهم".
أكبر الآفات هدم العلاقات
وتؤكد الأخصائية الاجتماعية هدى المحمود في هذا السياق أن هذا التسلط مسؤول عن الكثير من النتائج السيئة التي يحصدها الأبناء.
وتوضح المحمود ذلك بقولها: "ان أكبر آفات التسلط هو قيامه بهدم العلاقات الطيبة بين الزوجين، فالتسلط ــ بشكل آخر ــ هو علاقة سيد بمسود.
وهو موضوع كبير، وفي الغالب يكون التسلط من قبل الزوج على الزوجة. وقد يتخذ هذا التسلط شكلا معقولا أحيانا ولكنه في أحيان أخرى يتخذ شكلا مبالغا فيه. وبالتالي تصبح الزوجة غير قادرة على تقبل هذا الوضع فيحدث الارباك بين الزوجين فلا يستطيعان تربية الأبناء، وهي تربية تحتاج الى صبر وتوافق ومشاركة.
وتضيف :"ان الأبناء في هذا الجو الذي يعاني من الاضطرابات والخلافات وعدم الاتفاق يظلون يعانون من الحيرة والتردد. فهذه البيئة غير السليمة تجعل مشاعر الأبناء في انفعال دائم، فهم في حيرة من أمرهم تجاه أي الطرفين ينحازون له.
وكل ذلك ينعكس على تحصيلهم الدراسي وعلى علاقاتهم بأصدقائهم، فهم قد يمارسون معهم العنف مثلا عندما يكون الأب عنيفا.
وحتى جسميا يبرز أثر سيئ على الأبناء فنرى أكلهم مضطرباً وقد تعتريهم بعض المظاهر كالتبول اللاارادي والخوف والفزع وكثرة الكوابيس والأحلام المخيفة، وكل ذلك مظاهر للأثر السيء لاستبداد الآباء".
الآراء السابقة تشير الى وجود مشكلة حقيقية ضحيتها الأبناء قبل الآباء ومن المهم أن يلتمس الآباء ــ كما يشير الى ذلك المختصون ــ راحة أبنائهم من خلال توفير الجو الصحي والملائم لهم. ولكن مع هذا الواقع الرديء يبقى على الآباء أن يعيدوا النظر في هذه الآفة التي تهدد حياتهم الزوجية ومستقبل أبنائهم وهو "التسلط".
المصدر:مجلة السعادة.
يغفل الآباء عن النظرة السيئة التي يحملها الأبناء تجاه آبائهم كنتيجة لما يشاهدونه من تسلط الزوجة على زوجها أو تسلط الزوج على زوجته وهو موضوع جدير بالاهتمام والمناقشة،لأنه يترك أثره السيء على الأبناء بالدرجة الأولى.
الأمر الذي ينذر بمساوئ كثيرة يتحمل تبعتها الأبناء، وتُهدد الأسرة بأجمعها، ففي الوقت الذي يجب فيه أن يكون الآباء مجسدين للمُثل العليا في عقول الأبناء باعتبار أنهم يرون الحياة من خلالهم نجدهم وقد تحولت نظرتهم الى آبائهم الى نظرة خالية من الاحترام.
ان الاختلافات التي تحدث بين الزوجين جرّاء هذا التسلط تحدث أمام الأبناء، وتحزن ذاكرة الابناء كل تلك المشاهد فتتحول إلى ذكرى أليمة منفّرة تعكس ضمن ما تعكس نظرة سيئة إلى الآباء.
فيسقطون من عيون أبنائهم وبالتالي لا يحظون بأي احترام لديهم، وتبقى تلك الصورة حية حتى يكبر الأبناء فلا يُظهرون لآبائهم مقدار احترامهم وتقديرهم لهم. فأكبر من يخسر هنا هم الآباء الذين لا يهدأ لهم بال جرّاء تصادمهم وجرّاء ذهاب احترامهم من عيون أبنائهم".
أكبر الآفات هدم العلاقات
وتؤكد الأخصائية الاجتماعية هدى المحمود في هذا السياق أن هذا التسلط مسؤول عن الكثير من النتائج السيئة التي يحصدها الأبناء.
وتوضح المحمود ذلك بقولها: "ان أكبر آفات التسلط هو قيامه بهدم العلاقات الطيبة بين الزوجين، فالتسلط ــ بشكل آخر ــ هو علاقة سيد بمسود.
وهو موضوع كبير، وفي الغالب يكون التسلط من قبل الزوج على الزوجة. وقد يتخذ هذا التسلط شكلا معقولا أحيانا ولكنه في أحيان أخرى يتخذ شكلا مبالغا فيه. وبالتالي تصبح الزوجة غير قادرة على تقبل هذا الوضع فيحدث الارباك بين الزوجين فلا يستطيعان تربية الأبناء، وهي تربية تحتاج الى صبر وتوافق ومشاركة.
وتضيف :"ان الأبناء في هذا الجو الذي يعاني من الاضطرابات والخلافات وعدم الاتفاق يظلون يعانون من الحيرة والتردد. فهذه البيئة غير السليمة تجعل مشاعر الأبناء في انفعال دائم، فهم في حيرة من أمرهم تجاه أي الطرفين ينحازون له.
وكل ذلك ينعكس على تحصيلهم الدراسي وعلى علاقاتهم بأصدقائهم، فهم قد يمارسون معهم العنف مثلا عندما يكون الأب عنيفا.
وحتى جسميا يبرز أثر سيئ على الأبناء فنرى أكلهم مضطرباً وقد تعتريهم بعض المظاهر كالتبول اللاارادي والخوف والفزع وكثرة الكوابيس والأحلام المخيفة، وكل ذلك مظاهر للأثر السيء لاستبداد الآباء".
الآراء السابقة تشير الى وجود مشكلة حقيقية ضحيتها الأبناء قبل الآباء ومن المهم أن يلتمس الآباء ــ كما يشير الى ذلك المختصون ــ راحة أبنائهم من خلال توفير الجو الصحي والملائم لهم. ولكن مع هذا الواقع الرديء يبقى على الآباء أن يعيدوا النظر في هذه الآفة التي تهدد حياتهم الزوجية ومستقبل أبنائهم وهو "التسلط".
المصدر:مجلة السعادة.