melika
08-04-2007, 11:08 AM
البعض يجعل من النفس والروح شيئاً واحداً والبعض الآخر يجعل من النفس والجسد أو العقل شيئاً واحداً أيضاً، والحقيقة أن النفس والجسم والروح هي أشياء مختلفة.
النفس ليست الجسد، فالجسد أو الجسم أو البدن هو وعاء النفس، وقد عرَّفناها بالدم، ومسرح تأثيراتها وعوارضها وتصرفاتها، والدماغ المفكر العاقل، هو آلة العقل، وهو الذي يجب أن يكون السيد والمسيطر على النفس ومُسيِّرها وإلا أصبح تَبَعاً لها. أما الروح ونُعرِّفها بأنها أمر من المولى ومخلوق له كيان روحي فقط، وسر من أسرار المولى، فهي علة الحياة في كل خلق. وإذا سيطر العقل على النفس وفقاً لتعاليم الخالق، ارتاح الجسد والروح ووصل الانسان إلى السعادة الحقيقية أي الطمأنينة والسكينة، فالنفس والبدن والروح، هي مخلوقات رئيسية ثلاثة في الانسان، تتفاعل تفاعلاً وثيقاً مع بعضها البعض، ولكي يسعد الانسان يجب أن يسيطر العقل المفكر وفق تعاليم الخالق على النفس وأهوائها ونزواتها، أما إذا انعكست الآية فأصبح العقل المفكر تبعاً للنفس الأمارة بالسوء فذلك مُتعب للروح وهي الجوهر، وهي لا تسعد إلا إذا اتبع الانسان تعاليم الخالق. والذين لا يعتقدون بالروح لن يستطيعوا أن يفهموا في العمق أسرار العوارض النفسية وأسرار السعادة والسكينة عند المؤمنين، ومن هنا كان وصفهم الخاطئ للدين بأنه أفيون الشعوب، والحقيقة أنه سعادة الشعوب. أما الإلحاد، فهو سبب الشقاء والقلق والتعاسة التي تلف الأفراد والمجتمعات، غير المؤمنة اليوم، مهما بلغت من رقي مادي.
بعض الأدلة القرآنية:
أولاً: فَرّق القرآ، الكريم بين النفس والبدن، ففي قوله تعالى مخاطباً فرعون الخروج الذي لحق بسيدنا موسى وأغرقه المولى في البحر نجد أن نفس الفرعون قد ماتت مصداقاً لقوله تعالى: (كلُّ نفس ذائقة الموت). أما بدن الفرعون فقد قضت حكمة المولى أن تبقيه منذ ثلاثة آلاف سنة ونيف إلى يومنا هذا، ليكون بدن الفرعون آية وبرهاناً مادياً محسوساً قاطعاً للذين يأتون بعد الفرعون، على صدق التنزيل، فبدن، أي مومياء الفرعون الذي لحق بموسى موجود حتى اليوم في متحف القاهرة بمصر.
نقرأ في سورة يونس: (وجاوزنا ببني إسرائيل البحر فأتبعهم فرعون وجنوده بغياً وعدواً، حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنوا إسرائيل وأنا من المسلمين. الآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين. فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية وإن كثيراً من الناس عن آياتنا لغافلون) (يونس/ 90 – 92). وسبحان الذي لا تبديل لكلماته. فلقد غفل أكثر الباحثين في القرآن الكريم عن معاني هذه الآية في العمق إلى أن أتى الدكتور "موريس بوكاي" في أواخر القرن العشرين، ليحقق علمياً وتاريخياً في كل كلمة من هذه الآيات ويؤكد صدقها. وقد نشر ذلك في كتابه القيم "التوراة، الإنجيل، القرآن والعلم"، فليرجع إليه مَن يريد الزيادة. بالاضافة إلى ذلك تجدر الاشارة إلى أن التحنيط أي حفظ الأبدان لا يصح ويثبت إلا باستخراج وطرح الدم والسوائل التي تكونه أو تنشأ عنه، وفي ذلك دليل علمي آخر على أن النفس غير البدن، علماً أن الأبدان وكل شيء سيفنى ويموت مع مرور الزمن، إذ ثبت اليوم علمياً أن كل الأشياء تفنى وتندثر مصداقاً لقوله تعالى: (كلُّ شيء هالك إلا وجهه). (كل مَن عليها فان. ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام).
ثانياً: والنفس ليست الروح كما اعتقد وكتب الكثيرون، وإلا فما الذي يصعد إلى البرزخ عند الموت إذا كانت النفس هي الروح (كل نفس ذائقة الموت) ومَن يطلب من المولى الرجوع إلى الحياة بعد الموت إذا كانت النفس هي الروح (حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون. لعلي أعمل صالحاً فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون) (المؤمنون/ 99 – 100).
وإذا كانت النفس هي الروح فما هو الذي يعرض على النار من آل فرعون بعد موتهم في قوله تعالى: (النار يعرضون عليها غُدُواً وعشياً ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشدّ العذاب) (غافر/ 46)، وبماذا تزوج النفس يوم البعث إذا كانت هي البدن أو الروح في قوله تعالى: (وإذا النفوس زوِّجت)؟
فالروح هي الجوهر المُسبب والمُحرك الأول لكل حياة، والعقل المفكر وآلته الدماغ الانساني هو الذي أعطاه المولى السيادة والذي يجب أن يسيطر على الدماغ الحيواني فينا والذي بوساطته تحقق النفس نزواتها وأهواءها. "في دماغ الانسان مراكز تسمى بالدماغ الجديد أو الدماغ المفكر، ومراكز تسمى بالدماغ الحيواني مصدر الانفعالات والظواهر النفسية والعضوية من غضب وحبور ولذة وتعاسة وقلق وطمأنينة وغيرها".
نحن نعتقد من زاوية إيمانية قرآنية أن الروح مركزها الرئيسي في الصدر والقلب، ومن القلب تتوزع الروح بواسطة النفس أي الدم إلى كل خلية من خلايا البدن فتبعث فيها الحياة، ومن هذه الزاوية نستطيع أن نفهم شيئاً من أسرار الآيات الكثيرة التي وردت فيها كلمة القلب والصدر، فالله يبتلي ما في صدورنا ويمحص ما في قلوبنا (وليبتلي ما في صدوركم وليمحص ما في قلوبكم) (آل عمران/ 154)، وينزل سكينته في قلوبنا (هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيماناً مع إيمانهم). ونحن نفقه بواسطة قلوبنا ويطبع ويختم على قلوبنا: (لهم قلوب لا يفقهون بها). (كذلك نطبع على قلوب المعتدين). (ختم الله على قلوبهم). (كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون)، ولو لم يودع المولى في هذا العضو الكثير من أسراره كالروح والإيمان وغيرهما لما كرمه هذا التكريم.
بكلمة مختصرة قريبة من الأذهان: إن القلب الذي تسكنه الروح وأسرار إلهية أخرى هو محطة البث والإرسال الرئيسية في الجسم والنفس أي الدم، هي موجات الأثير التي ينتقل عليها ما يبثه القلب إلى الدماغ المفكر الذي يشكل شاشة الاستقبال والتوزيع إلى مختلف بقية أعضاء الجسم. وإذا اختلت محطة الإرسال والبث اختلت وظيفة بقية أعضاء الجسم ومن هنا أهمية القلب ليس من الناحية العضوية، ولكن من الناحية الروحية أيضاً ولقد وردت كلمة القلب في القرآن الكريم في مئة واثنتين وثلاثين آية كريمة تدليلاً على أهميته عند الانسان.
ولا نستطيع أن نفهم العوارض والانفعالات والأمراض النفسية ومسبباتها وانعكاساتها العضوية في الجسد وتأثير الروح والعقل سلباً أو ايجاباً في كل هذه المظاهر النفسية ـ العضوية إلا إذا سلمنا، وحسب الهدي القرآني، أن في الانسان نفساً وعقلاً وروحاً، وأن الروح هي العلة الأولى، وسبب الحياة، هي الجوهر، وهي تتفاعل تفاعلاً وثيقاً حميماً مع العقل والنفس، التي هي مصدر جميع الانفعالات والظواهر النفسية وما يتبعها من انعكاساتها عضوية بالجسم، وبقدر ما نسمو بالجوهر ونبتعد به عما نهى عنه الله بواسطة العقل المفكر، تصفو الروح وترتاح النفس وتكون عواطفنا وانفعالاتنا النفسية وانعكاساتها العضوية سليمة وصافية وبعيدة عن المظاهر المرضية. وكل المدارس والنظريات المادية التي لا تعترف بالروح، لم تستطع أن تفهم أو تشرح في العمق الظواهر النفسية، ولذلك لم تجد حتى الآن الدواء الشافي لها لأنها أهملت حلقة رئيسية في ترابط النفس والجسد أي الروح، والثلاثة أي الروح والنفس والجسد هي، تسلسلاً، علة ومصدر ومسرح الظواهر النفسية ويتأثر بعضها ببعض سلباً أو إيجاباً.
النفس ليست الجسد، فالجسد أو الجسم أو البدن هو وعاء النفس، وقد عرَّفناها بالدم، ومسرح تأثيراتها وعوارضها وتصرفاتها، والدماغ المفكر العاقل، هو آلة العقل، وهو الذي يجب أن يكون السيد والمسيطر على النفس ومُسيِّرها وإلا أصبح تَبَعاً لها. أما الروح ونُعرِّفها بأنها أمر من المولى ومخلوق له كيان روحي فقط، وسر من أسرار المولى، فهي علة الحياة في كل خلق. وإذا سيطر العقل على النفس وفقاً لتعاليم الخالق، ارتاح الجسد والروح ووصل الانسان إلى السعادة الحقيقية أي الطمأنينة والسكينة، فالنفس والبدن والروح، هي مخلوقات رئيسية ثلاثة في الانسان، تتفاعل تفاعلاً وثيقاً مع بعضها البعض، ولكي يسعد الانسان يجب أن يسيطر العقل المفكر وفق تعاليم الخالق على النفس وأهوائها ونزواتها، أما إذا انعكست الآية فأصبح العقل المفكر تبعاً للنفس الأمارة بالسوء فذلك مُتعب للروح وهي الجوهر، وهي لا تسعد إلا إذا اتبع الانسان تعاليم الخالق. والذين لا يعتقدون بالروح لن يستطيعوا أن يفهموا في العمق أسرار العوارض النفسية وأسرار السعادة والسكينة عند المؤمنين، ومن هنا كان وصفهم الخاطئ للدين بأنه أفيون الشعوب، والحقيقة أنه سعادة الشعوب. أما الإلحاد، فهو سبب الشقاء والقلق والتعاسة التي تلف الأفراد والمجتمعات، غير المؤمنة اليوم، مهما بلغت من رقي مادي.
بعض الأدلة القرآنية:
أولاً: فَرّق القرآ، الكريم بين النفس والبدن، ففي قوله تعالى مخاطباً فرعون الخروج الذي لحق بسيدنا موسى وأغرقه المولى في البحر نجد أن نفس الفرعون قد ماتت مصداقاً لقوله تعالى: (كلُّ نفس ذائقة الموت). أما بدن الفرعون فقد قضت حكمة المولى أن تبقيه منذ ثلاثة آلاف سنة ونيف إلى يومنا هذا، ليكون بدن الفرعون آية وبرهاناً مادياً محسوساً قاطعاً للذين يأتون بعد الفرعون، على صدق التنزيل، فبدن، أي مومياء الفرعون الذي لحق بموسى موجود حتى اليوم في متحف القاهرة بمصر.
نقرأ في سورة يونس: (وجاوزنا ببني إسرائيل البحر فأتبعهم فرعون وجنوده بغياً وعدواً، حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنوا إسرائيل وأنا من المسلمين. الآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين. فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية وإن كثيراً من الناس عن آياتنا لغافلون) (يونس/ 90 – 92). وسبحان الذي لا تبديل لكلماته. فلقد غفل أكثر الباحثين في القرآن الكريم عن معاني هذه الآية في العمق إلى أن أتى الدكتور "موريس بوكاي" في أواخر القرن العشرين، ليحقق علمياً وتاريخياً في كل كلمة من هذه الآيات ويؤكد صدقها. وقد نشر ذلك في كتابه القيم "التوراة، الإنجيل، القرآن والعلم"، فليرجع إليه مَن يريد الزيادة. بالاضافة إلى ذلك تجدر الاشارة إلى أن التحنيط أي حفظ الأبدان لا يصح ويثبت إلا باستخراج وطرح الدم والسوائل التي تكونه أو تنشأ عنه، وفي ذلك دليل علمي آخر على أن النفس غير البدن، علماً أن الأبدان وكل شيء سيفنى ويموت مع مرور الزمن، إذ ثبت اليوم علمياً أن كل الأشياء تفنى وتندثر مصداقاً لقوله تعالى: (كلُّ شيء هالك إلا وجهه). (كل مَن عليها فان. ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام).
ثانياً: والنفس ليست الروح كما اعتقد وكتب الكثيرون، وإلا فما الذي يصعد إلى البرزخ عند الموت إذا كانت النفس هي الروح (كل نفس ذائقة الموت) ومَن يطلب من المولى الرجوع إلى الحياة بعد الموت إذا كانت النفس هي الروح (حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون. لعلي أعمل صالحاً فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون) (المؤمنون/ 99 – 100).
وإذا كانت النفس هي الروح فما هو الذي يعرض على النار من آل فرعون بعد موتهم في قوله تعالى: (النار يعرضون عليها غُدُواً وعشياً ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشدّ العذاب) (غافر/ 46)، وبماذا تزوج النفس يوم البعث إذا كانت هي البدن أو الروح في قوله تعالى: (وإذا النفوس زوِّجت)؟
فالروح هي الجوهر المُسبب والمُحرك الأول لكل حياة، والعقل المفكر وآلته الدماغ الانساني هو الذي أعطاه المولى السيادة والذي يجب أن يسيطر على الدماغ الحيواني فينا والذي بوساطته تحقق النفس نزواتها وأهواءها. "في دماغ الانسان مراكز تسمى بالدماغ الجديد أو الدماغ المفكر، ومراكز تسمى بالدماغ الحيواني مصدر الانفعالات والظواهر النفسية والعضوية من غضب وحبور ولذة وتعاسة وقلق وطمأنينة وغيرها".
نحن نعتقد من زاوية إيمانية قرآنية أن الروح مركزها الرئيسي في الصدر والقلب، ومن القلب تتوزع الروح بواسطة النفس أي الدم إلى كل خلية من خلايا البدن فتبعث فيها الحياة، ومن هذه الزاوية نستطيع أن نفهم شيئاً من أسرار الآيات الكثيرة التي وردت فيها كلمة القلب والصدر، فالله يبتلي ما في صدورنا ويمحص ما في قلوبنا (وليبتلي ما في صدوركم وليمحص ما في قلوبكم) (آل عمران/ 154)، وينزل سكينته في قلوبنا (هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيماناً مع إيمانهم). ونحن نفقه بواسطة قلوبنا ويطبع ويختم على قلوبنا: (لهم قلوب لا يفقهون بها). (كذلك نطبع على قلوب المعتدين). (ختم الله على قلوبهم). (كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون)، ولو لم يودع المولى في هذا العضو الكثير من أسراره كالروح والإيمان وغيرهما لما كرمه هذا التكريم.
بكلمة مختصرة قريبة من الأذهان: إن القلب الذي تسكنه الروح وأسرار إلهية أخرى هو محطة البث والإرسال الرئيسية في الجسم والنفس أي الدم، هي موجات الأثير التي ينتقل عليها ما يبثه القلب إلى الدماغ المفكر الذي يشكل شاشة الاستقبال والتوزيع إلى مختلف بقية أعضاء الجسم. وإذا اختلت محطة الإرسال والبث اختلت وظيفة بقية أعضاء الجسم ومن هنا أهمية القلب ليس من الناحية العضوية، ولكن من الناحية الروحية أيضاً ولقد وردت كلمة القلب في القرآن الكريم في مئة واثنتين وثلاثين آية كريمة تدليلاً على أهميته عند الانسان.
ولا نستطيع أن نفهم العوارض والانفعالات والأمراض النفسية ومسبباتها وانعكاساتها العضوية في الجسد وتأثير الروح والعقل سلباً أو ايجاباً في كل هذه المظاهر النفسية ـ العضوية إلا إذا سلمنا، وحسب الهدي القرآني، أن في الانسان نفساً وعقلاً وروحاً، وأن الروح هي العلة الأولى، وسبب الحياة، هي الجوهر، وهي تتفاعل تفاعلاً وثيقاً حميماً مع العقل والنفس، التي هي مصدر جميع الانفعالات والظواهر النفسية وما يتبعها من انعكاساتها عضوية بالجسم، وبقدر ما نسمو بالجوهر ونبتعد به عما نهى عنه الله بواسطة العقل المفكر، تصفو الروح وترتاح النفس وتكون عواطفنا وانفعالاتنا النفسية وانعكاساتها العضوية سليمة وصافية وبعيدة عن المظاهر المرضية. وكل المدارس والنظريات المادية التي لا تعترف بالروح، لم تستطع أن تفهم أو تشرح في العمق الظواهر النفسية، ولذلك لم تجد حتى الآن الدواء الشافي لها لأنها أهملت حلقة رئيسية في ترابط النفس والجسد أي الروح، والثلاثة أي الروح والنفس والجسد هي، تسلسلاً، علة ومصدر ومسرح الظواهر النفسية ويتأثر بعضها ببعض سلباً أو إيجاباً.