عقيل الحمداني
04-10-2009, 09:27 AM
مسألة الرسوم.. حرية تعبير أم عنصرية ثقافية؟!
استيقظ نحن في حرب!
بهذه العبارة أعلاه يخاطب أحد المواقع المتضامنة مع الصحيفة الدنماركية رواد منتدياته، فثمة صورة لنسر آمن يصحو فزعا على صوت يقول له: (استيقظ نحن في حرب). هكذا إذن لم يعد ثمة مبرر للزعم باطلا بوجود حوار بين الإسلام والغرب، فهذا زعم كذبته عشرات الوقائع التي يعتدي فيها الغرب على الإسلام والمسلمين ماديا باحتلال أراضيهم ونهب خيراتهم واعتبار الإسلام عدوا له وتشويه الديانة الإسلامية وأخلاقيا في هجمة شرسة ومنسقة يقودها الإعلام الأوروبي والغالبية الساحقة من ساسته ضد الرسول الكريم والإسلام والمسلمين عامة، وعلى أية حال فالعدوان بات مكشوفا وصارخا، وإذا كان الغرب في تشويه لصميم العقيدة الإسلامية ممثلة بخاتم الأنبياء يريد منا اعتذارا على اعتقادنا بدين محمد أو إنكارا لنبوته أو الاعتراف بخطأ اقترفه محمد بحق موسى وعيسى عليهما السلام، فليكن معلوما لديه أننا:
- لا نستطيع وليس لنا الحق في أن نؤمن ببعض الكتاب ونكفر ببعضه.
- إننا أمة لا يمكن لأحدها أن يصح له إيمان إن لم يكن الرسول أحب إليه من أمه وأبيه وكل العالمين وحتى من نفسه، لذا فإن حب النبي بالنسبة إلينا هو من العقيدة ومن صميمها وليس نتاجا لها سواء كان محمد حي أو ميت، ولما نكون كذلك فلن نقبل بالإهانة ولا بالمس بما نعتقد تحت أي ظرف كان.
- كما أننا وعلى نفس المستوى ودون أن ينقص من ذلك مقدار ذرة لن نقبل المساس بأي من الأنبياء بدء من سيدنا نوح أو إدريس وانتهاء بسيدنا محمد خاتم الأنبياء. فالإيمان بالرسل ركن مركزي من أركان الإسلام، وعليه فلن نسمح لأحد بالتطاول على نبي أو رسول كائن من كان، وليعلم الغرب أن كل المحرمات والأعراف والقوانين والشرائع تسقط إذا ما تعرض الإسلام أو المعتقد أو الرموز الدينية للتهديد أو السخرية.
والآن علينا أن نقر كمسلمين أن الاحتجاجات التي تجتاح العالم بسبب الرسومات الكاريكاتورية المسيئة للرسول (ص) ليست بمستوى الإهانة التي تلقاها المسلمون والرسول والعقيدة الإسلامية ناهيك عن التراث العربي الإسلامي والشعوب والأمم والتاريخ والحضارة وما إلى ذلك. وأجزم أن الغالبية الساحقة من العالم الإسلامي لم تطلع حتى على الرسوم، ولو شاهدو ما رسمته الصحيفة الدنماركية وحللوا ما تشتمل عليه الصور لأدركوا أنهم بصدد تحد صارخ لهم وعلى كل المستويات، تحد أمعن وخطط ودبر له بشكل متعمد وخبيث وعنصري وبغيض وعن سبق إصرار وترصد وبأعمق ما يتصوره العقل كل حاقد وكاره للإسلام والمسلمين.
وإذا تحققنا جزئيا من الحادثة سيتوفر لدينا الكثير من الدلائل على النوايا المبيتة للصحيفة:
- بداية فقد نشرت صحيفة يولاند بوسطن الدنماركية في عددها الصادر بتاريخ ??/?/???? صفحة تحتوي إثنا عشر رسما كل واحد منها موقع باسم رسام! أي أن الاثني عشر رسما ليست لرسام واحد، وهذه طريقة تدل على خبث بغيض أرادت منه الصحيفة أن تتحمل المسؤولية المباشرة كمؤسسة بدلا من أن تحملها لكاتب بعينه.
- وهي بلا شك فكرة منسلة من ميراث بغيض تلقته الصحيفة على ما يبدو من زمن النبوة حين أشار إبليس على دهاقنة قريش في حينه وهم يتشاورون في كيفية التخلص من محمد بأن يختاروا من كل قبيلة رجل وينهالون على محمد بضربة واحدة فيتفرق دمه بين العرب.
- زد على ذلك أن المحاكم الدنماركية وبأحكام قضائية شرَعت الإهانة وكل هذا الحقد بحجة حرية التعبير ورفضت مجرد النظر في دعوى رفعتها الجالية الإسلامية ضد الصحيفة.
- كما أن الإساءة ذات طابع عنصري كون الغرب يمجد المحرقة اليهودية المزعومة والتي طعن في صحتها عشرات المفكرين الأوروبيين والأمريكان ممن باتوا يعرفوا بـ(المؤرخين الجدد)، هذه المحرقة استصدرت المنظمة الصهيونية العالمية قرارا دوليا يحرم التشكيك بها وتعرض منتقديها للمساءلة القانونية بحيث تخرج تماما عما يتبجح به الغرب من حرية تعبير أما المس بأقداس أكثر من مليار مسلم وتجريحهم والسخرية منهم يقع في صميم حرية التعبير ليدلل بصفاقة على النفاق الأوروبي والنوايا المبيتة والبغيضة ضد الإسلام.
- لقد كادت المسألة حقا تتلاشى بفعل ضعف الردود العربية والإسلامية الرسمية والشعبية على الرسومات لولا أمرين حاسمين أججا المسألة ودفعاها كي تتحول إلى قضية رأي عام عالمي، وهما:
الأول: سماح الصحيفة الدنماركية لإحدى الصحف النرويجية بإعادة نشر الرسوم مما يؤكد الإصرار على توجيه الإهانة تلو الأخرى للمسلمين، ولتذكير من فاتته الرسوم منهم بأن التحدي ما زال قائما.
الثاني: رد شيخ الأزهر الطنطاوي لدى اجتماعه بالسفير الدنماركي الذي اعتبر المسألة حرية فكر وتعبير بينما قال شيخنا: (لا يجوز المس بشخصية محمد لأن محمدا ميت ولا يستطيع الدفاع عن نفسه)، وهو دفاع أقبح من ذنب الصحيفة نفسها بما أنه يأتي من شخصية كان يفترض بها أن تتحدث باسم المسلمين وتطالب باعتذار علني وصريح وواضح من الصحيفة والحكومة الدنماركية على السواء بل والتهديد باتخاذ إجراءات عقابية إن لزم الأمر. بيد أن الشيخ الذي يتمنى العالم الإسلامي عليه عدم التدخل في الشؤون الإسلامية يصر أن يبقى على الدوام في صف المخالفة وتحقير القضايا الإسلامية كبيرها وصغيرها. ولا شك أن المسلمين لم يتناسوا موقفه المقيت من حظر الحجاب في فرنسا واعتباره القرار الفرنسي آنذاك سياديا. ولا أدري إلى متى يبقى هذا الشيخ جاثما على صدر هذه الأمة المنكوبة بمواقفه.
للتفصيل اكثر ارجع للبلاغ الالكتروني
استيقظ نحن في حرب!
بهذه العبارة أعلاه يخاطب أحد المواقع المتضامنة مع الصحيفة الدنماركية رواد منتدياته، فثمة صورة لنسر آمن يصحو فزعا على صوت يقول له: (استيقظ نحن في حرب). هكذا إذن لم يعد ثمة مبرر للزعم باطلا بوجود حوار بين الإسلام والغرب، فهذا زعم كذبته عشرات الوقائع التي يعتدي فيها الغرب على الإسلام والمسلمين ماديا باحتلال أراضيهم ونهب خيراتهم واعتبار الإسلام عدوا له وتشويه الديانة الإسلامية وأخلاقيا في هجمة شرسة ومنسقة يقودها الإعلام الأوروبي والغالبية الساحقة من ساسته ضد الرسول الكريم والإسلام والمسلمين عامة، وعلى أية حال فالعدوان بات مكشوفا وصارخا، وإذا كان الغرب في تشويه لصميم العقيدة الإسلامية ممثلة بخاتم الأنبياء يريد منا اعتذارا على اعتقادنا بدين محمد أو إنكارا لنبوته أو الاعتراف بخطأ اقترفه محمد بحق موسى وعيسى عليهما السلام، فليكن معلوما لديه أننا:
- لا نستطيع وليس لنا الحق في أن نؤمن ببعض الكتاب ونكفر ببعضه.
- إننا أمة لا يمكن لأحدها أن يصح له إيمان إن لم يكن الرسول أحب إليه من أمه وأبيه وكل العالمين وحتى من نفسه، لذا فإن حب النبي بالنسبة إلينا هو من العقيدة ومن صميمها وليس نتاجا لها سواء كان محمد حي أو ميت، ولما نكون كذلك فلن نقبل بالإهانة ولا بالمس بما نعتقد تحت أي ظرف كان.
- كما أننا وعلى نفس المستوى ودون أن ينقص من ذلك مقدار ذرة لن نقبل المساس بأي من الأنبياء بدء من سيدنا نوح أو إدريس وانتهاء بسيدنا محمد خاتم الأنبياء. فالإيمان بالرسل ركن مركزي من أركان الإسلام، وعليه فلن نسمح لأحد بالتطاول على نبي أو رسول كائن من كان، وليعلم الغرب أن كل المحرمات والأعراف والقوانين والشرائع تسقط إذا ما تعرض الإسلام أو المعتقد أو الرموز الدينية للتهديد أو السخرية.
والآن علينا أن نقر كمسلمين أن الاحتجاجات التي تجتاح العالم بسبب الرسومات الكاريكاتورية المسيئة للرسول (ص) ليست بمستوى الإهانة التي تلقاها المسلمون والرسول والعقيدة الإسلامية ناهيك عن التراث العربي الإسلامي والشعوب والأمم والتاريخ والحضارة وما إلى ذلك. وأجزم أن الغالبية الساحقة من العالم الإسلامي لم تطلع حتى على الرسوم، ولو شاهدو ما رسمته الصحيفة الدنماركية وحللوا ما تشتمل عليه الصور لأدركوا أنهم بصدد تحد صارخ لهم وعلى كل المستويات، تحد أمعن وخطط ودبر له بشكل متعمد وخبيث وعنصري وبغيض وعن سبق إصرار وترصد وبأعمق ما يتصوره العقل كل حاقد وكاره للإسلام والمسلمين.
وإذا تحققنا جزئيا من الحادثة سيتوفر لدينا الكثير من الدلائل على النوايا المبيتة للصحيفة:
- بداية فقد نشرت صحيفة يولاند بوسطن الدنماركية في عددها الصادر بتاريخ ??/?/???? صفحة تحتوي إثنا عشر رسما كل واحد منها موقع باسم رسام! أي أن الاثني عشر رسما ليست لرسام واحد، وهذه طريقة تدل على خبث بغيض أرادت منه الصحيفة أن تتحمل المسؤولية المباشرة كمؤسسة بدلا من أن تحملها لكاتب بعينه.
- وهي بلا شك فكرة منسلة من ميراث بغيض تلقته الصحيفة على ما يبدو من زمن النبوة حين أشار إبليس على دهاقنة قريش في حينه وهم يتشاورون في كيفية التخلص من محمد بأن يختاروا من كل قبيلة رجل وينهالون على محمد بضربة واحدة فيتفرق دمه بين العرب.
- زد على ذلك أن المحاكم الدنماركية وبأحكام قضائية شرَعت الإهانة وكل هذا الحقد بحجة حرية التعبير ورفضت مجرد النظر في دعوى رفعتها الجالية الإسلامية ضد الصحيفة.
- كما أن الإساءة ذات طابع عنصري كون الغرب يمجد المحرقة اليهودية المزعومة والتي طعن في صحتها عشرات المفكرين الأوروبيين والأمريكان ممن باتوا يعرفوا بـ(المؤرخين الجدد)، هذه المحرقة استصدرت المنظمة الصهيونية العالمية قرارا دوليا يحرم التشكيك بها وتعرض منتقديها للمساءلة القانونية بحيث تخرج تماما عما يتبجح به الغرب من حرية تعبير أما المس بأقداس أكثر من مليار مسلم وتجريحهم والسخرية منهم يقع في صميم حرية التعبير ليدلل بصفاقة على النفاق الأوروبي والنوايا المبيتة والبغيضة ضد الإسلام.
- لقد كادت المسألة حقا تتلاشى بفعل ضعف الردود العربية والإسلامية الرسمية والشعبية على الرسومات لولا أمرين حاسمين أججا المسألة ودفعاها كي تتحول إلى قضية رأي عام عالمي، وهما:
الأول: سماح الصحيفة الدنماركية لإحدى الصحف النرويجية بإعادة نشر الرسوم مما يؤكد الإصرار على توجيه الإهانة تلو الأخرى للمسلمين، ولتذكير من فاتته الرسوم منهم بأن التحدي ما زال قائما.
الثاني: رد شيخ الأزهر الطنطاوي لدى اجتماعه بالسفير الدنماركي الذي اعتبر المسألة حرية فكر وتعبير بينما قال شيخنا: (لا يجوز المس بشخصية محمد لأن محمدا ميت ولا يستطيع الدفاع عن نفسه)، وهو دفاع أقبح من ذنب الصحيفة نفسها بما أنه يأتي من شخصية كان يفترض بها أن تتحدث باسم المسلمين وتطالب باعتذار علني وصريح وواضح من الصحيفة والحكومة الدنماركية على السواء بل والتهديد باتخاذ إجراءات عقابية إن لزم الأمر. بيد أن الشيخ الذي يتمنى العالم الإسلامي عليه عدم التدخل في الشؤون الإسلامية يصر أن يبقى على الدوام في صف المخالفة وتحقير القضايا الإسلامية كبيرها وصغيرها. ولا شك أن المسلمين لم يتناسوا موقفه المقيت من حظر الحجاب في فرنسا واعتباره القرار الفرنسي آنذاك سياديا. ولا أدري إلى متى يبقى هذا الشيخ جاثما على صدر هذه الأمة المنكوبة بمواقفه.
للتفصيل اكثر ارجع للبلاغ الالكتروني