نصير الصباح
04-10-2009, 11:19 AM
نظرية البعثة النيابية وعن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : قال رسول الله (ص) :( أول ما خلق الله نوري ففتق منه نور علي ثم خلق العرش واللوح والشمس وضوء النهار ونور الإبصار والعقل والمعرفة ) البحار ج54ص170 ، وغير ذلك من الروايات العديدة ، ورسول الله (ص) هو الحقيقة الكاملة التي تمثل المولى جل وعلا في خَلقِهِ ودينه ، ودين الله الكامل الشامل هو الإسلام بل هو أصل الأديان وأول الأديان وآخرها ،ورسول الله (ص)هو أول المسلمين ، وقد أكد الله عز وجل ذلك في القران في ثلاث مواضع قال تعالى :( قل إني أمرت إن أكون أول من اسلم) الإنعام 14 وقوله:(وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين ) الإنعام 163 وقوله : ( وأمرت لأان اكون أول المسلمين ) الزمر 12 - فان إسلامه (ص) متقدم على إسلام الخلائق كلهم فهو أول من أجاب في عالم الذر ولم ينعت بأول المسلمين أحد في القران إلا هو (ص) وقد أمره الله تعالى فيها إن يخبر قومه بسبقه للإسلام قبل الخلق أجمعين ورسول الله (ص)هو خاتم النبيين ودين الإسلام هو خاتم الأديان ومتممها وهو الدين المصطفى للأنبياء والمرسلين الذين يتواصون به نبي بعد آخر ، وهذا واضح في قوله تعالى :{ إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَـهَكَ وَإِلَـهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَـهاً وَاحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ}البقرة131 - 132 - 133.
وان الأنبياء مأمورين بالإسلام أيضاً بعد رسول الله (ص) ، فقد قال تعالى حكاية عن نوح : ( فان توليتم فما سألتكم من اجر إن اجري إلا على الله وأمرت إن أكون من المسلمين ) يونس 72 وعن إبراهيم قوله ( إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين ) البقرة 130 ، وكذلك الأمر مع الأوصياء فقال تعالى : ( وإذ أوصيت إلى الحواريين أن امنوا بي برسولي قالوا آمنا واشهد بانا مسلمون ) المائدة 111 - وقد سأل الانبياء الاسلام والثبات عليه قال تعالى حكاية عن ابراهيم واسماعيل : ( ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا امة مسلمة لك ) البقرة 128 - وعن يوسف قوله : ( توفني مسلماً وألحقني بالصالحين ) يوسف 101.
والاسلام هو مجمل الأديان وجوهر الأديان ، فأن الله تبارك وتعالى أنزل الأديان السماوية متدرجة بعضها يكمل بعضاً وهي كلها من الإسلام وبدايتها الإسلام وختمها بالإسلام ، فأن نبي الله عيسى (ع) يقول : ( جئت لأتمم شريعة موسى ) وهكذا ، فالشرائع السماوية المنزلة على الأنبياء هي أصلها واحد ولا فرق بين حامليها فكلهم آتاهم الله من نفس المصدر ( الإسلام ) فقد قال تعالى : ( قل آمنا بالله وما اُنزل ألينا وما اُنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى والنبيون من ربهم لا نفرق بين احد منهم ونحن له مسلمون * ومن يبتغ غير الاسلام ديناً فلن يقبل منه وه في الاخرة من الخاسرين ) ال عمران 84-85 . في هاتين الآيتين دلالة واضحة على إن الدين الإسلامي هو دين الله وهو الدين الشامل والجامع لرسالات الأنبياء ومن يتخذ غير الإسلام ديناً فلا يتقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ، وقد قال تعالى : ( وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هوداً أو نصارى تلك أمانيهم قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين * بلى من اسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون ) البقرة 111-112.
إن الإسلام من التسليم والتسليم هو الانقياد إلى طاعة الله ومرضاته ، وتكمن هذه الطاعة في إتباع الأنبياء والائتمار بأمرهم والانتهاء بنهيهم قال تعالى : ( إن الدين عند الله الإسلام ) إل عمران 19 ، لقد قال العلماء والمفسرين عن هذه الآية معناها هو الدين الإسلامي ألان الذي نتسمى به نحن معشر المسلمين وقولهم هذا ناقص وغير صحيح بل هو تكويناً واصلاً ( ان الدين عند الله الاسلام ) ، ودرجة التسليم والانقياد لله تعالى هي اعلى من درجة الايمان فرب مؤمن بالله لكنه غير متبع وغير منقاد لامره جل وعلا ، أما المسلم فهو المطيع المنقاد الذي يوكل جميع اموره لربه ، لذلك فقد قدم الله تعالى المسلمين والمسلمات على المؤمنين والمؤمنات في قوله : ( المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات) الاحزاب 35 - ان أصل الاسلام هو الميثاق والسلام والتسليم ، والميثاق هو العهد الذي أخذه الله تعالى على الخلائق في عالم الذر والسلام هو صفة الاسلام وقانون الاسلام مبتني على السلام ، فقد ورد عن رسول الله (ص) قوله : ( المسلم من سلم الناس من يده و لسانه ) ، والتسليم كما ذكرنا هو التسليم والانقياد لطاعة الله عز وجل ، فقوله تعالى حكاية عن سليمان مخاطباً قوم بلقيس : ( ألا تعلو علي واتوني مسلمين ) النمل 31 - وقوله : ( قال يا ايها الملأ أيكم يا تيني بعرشها قبل ان ياتوني مسلمين )النمل 38 - فمسلمين يعني طائعين ، وقوله تعالى : ( ثم استوى الى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ءأتيا طوعاً او كرهاً قالتا اتينا طائعين ) فصلت 11- أي أتينا مسلمين ، فجوهر السماء والارض هو الاسلام ،وقد نزلت الكتب السماوية بأجمعها وهي منطوية تحت القرآن.
بعد ان وضحنا بأن النبي الاكرم (ص) هو اول من خلق الله واول من اسلم قبل المخلوقات وهو الخاتم ونهاية الاديان وتماميتها في دينه ( الاسلام ) ذلك الدين الشامل الكامل ، الذي هو دين الله وان جميع انبياء الله هم مسلمون به ، وقد ورد في الحديث عن رسول الله (ص) انه قال : ( بنا فتح الله وبنا يختم ) . اذن فالذين يأتون من الانبياء قبل انبثاق دعوة النبي الخاتم (ص) هم مبعوثون نيابة عنه وممهدون له في ذات الوقت ، ا بمعنى اخر ان جميع الانبياء الذين بعثهم المولى تعالى هم سفراء عن رسول الله وخير خلقه (ص) . قال تعالى : ( اذ قال يوسف لأبيه يا ابت اني رايت أحد عشر كوكباً والشمس والقمر رايتهم لي ساجدين ) يوسف 4 - اذا قال قائل ان هذه الاية تنطبق على بني اسرائيل فقط ولا تنطبق على المسلمين فهذا الكلام يتعارض مع شمولية القران ورسالة الرسول الاعظم (ص) الذي خاطبه المولى عز وجل بقوله : ( وما ارسلناك الا كافة للناس بشيراً ونذيراً ) سبأ 28 - فهناك ترابط مهم بين هذه الاية والائمة المعصومين (ع) فكل كوكب من هذه الكواكب التي رآها نبي الله يوسف هي تمثل أحد المعصومين ، فالشمس هنا تمثل السيدة فاطمة الزهراء (ع)والقمر يمثل امير المؤمنين (ع) اما الكواكب الاحد عشر تمثل الائمة المعصومين الاحد عشر من الامام الحسن المجتبى (ع) الى الامام المهدي (ع) ، ان مصدر الحياة ومصدر الفيض الالهي هو الرسول الاعظم (ص) وهو يمثل الشمس ، وفاطمة بضعة من الرسول كما ورد عن رسول الله (ص) قوله : ( ان فاطمة بضعة مني ) وسائل الشيعة ج2 ص67 ، فلو ارجعنا كلمة ( البعوضة ) لتبين انها آتية من البعضية والبعض معناه جزء من الكل وهو شبيه الكل أي بمعنى صورة مصغرة من الكل ، فالزهراء (ع) هي ايضاً شمس وهي هنا تمثل الشمس في هذه الاية ، والشمس علمياً هي ام الكواكب وتستمد منها الفيض والنور ، وقد ورد في زيارة الامام المهدي (ع) : ( السلام عليك يا ابن الكواكب الزاهرة ) وجاء في قصة الاسراء والمعراج : ( ....... يا محمد تحب ان تراهم ؟ قلت : نعم يا رب ، فقال لي : التفت عن يمين العرش ، فالتفتُ فاذا بعلي وفاطمة والحسن والحسين - الى ان قال - والمهدي في ضحضاح من نور قيام يصلون في وسطهم المهدي يضيء كأنه كوكب دري .....) بحار الانوار ج27 ص191 ، وقد ذكر رسول الله (ص) في اشراط الساعة ظهور الكوكب المذنب قبل ظهور الامام المهدي (ع) او هو مرتبط بظهور الامام ، فالامام المهدي (عج) هو الكوكب الغائب ، وهذا اعجاز علمي لقضية الامام المهدي (ع) ، فقد ذكر عبد الله بن عباس قال : حججنا مع رسول الله (ص) حجة الوداع فأخذ باب الكعبة ثم اقبل علينا بوجهه فقال : ( الا أخبركم بأشراط الساعة وكان ادنى الناس منه يومئذ سلمان (رض) فقال : بلى يا رسول الله ، فقال (ص) : ( .... ويجفو الرجل والديه ويبر صديقه ويطلع الكوكب المذنب).
فيوسف (ع) هنا يمثل محمد (ص) ، لكونه الدين الحقيقي الكامل هو دين محمد (ص) . وقد جاءت هذه الاية بعدها مباشرة والتي تذكر قول يعقوب في قوله تعالى : ( قال يا بني لا تقصص رؤياك على اخوتك فيكيدوا لك كيداً ان الشيطان للأنسان عدوا مبين ) يوسف 5 - فيعقوب اوصى يوسف بعدم البوح برؤياه لأخوته لأنه عرف ان يوسف سيكون نبي ، وانه اختير من المولى جل وعلا ليكون سفيراً عن محمد (ص) وهو مبعوث بالنيابة عن محمد (ص) وهو ممهداً له شأنه شأن الانبياء الذين سبقوه ، وان اخوة يوسف هم عالمين بتأويل الرؤيا لذلك منعه يعقوب عن كشف هذه الرؤيا التي رآها حتى لا ينكشف الامر ويعرفوا ان يوسف سيكون مبعوثاً وسفيراً عن محمد (ص) ، وهناك علاقة مترابطة بين الكواكب والانسان ، وبزوال الكواكب تفسد الحياة وتتوقف . قد يقول قائل بما أن الدين الاسلامي هو الدين الشامل الكامل فلماذا لم يبعثه الله تعالى على احد الانبياء جملة واحدة في عصر من العصور وانقضى الامر ؟ اقول : ان لكل نبي يبعثه الله تعالى دور ومهمة يقوم بها والمنسك والشريعة التي يعلمها لأهل زمانه هي حسب مستوى معرفتهم ومدى تقبلهم فلا يكلف الله نفساً الا وسعها وهم بالتالي كلهم يدعون للاسلام ويبشرون بالنبي الخاتم (ص) قال تعالى : ( ولكل أمة جعلنا منسكاً ليذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الانعام فألهكم اله واحد فله اسمعوا وبشر المخبتين ) الحج 34.
وستجتمع هذه الامم على يد الامام المهدي (ع) الذي سيجمع كافة الديانات في الدين الاسلامي الواحد الشامل ، وهو الذي سيظهر الله عز وجل به دين الحق على الدين كله رغم انوف الظالمين ذلك الدين القيم الداعي الى التوحيد قال تعالى : ( هو الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولوكره المشركون ) التوبة 33.
فالامام المهدي (عج) هو جامع الكلمة على التقوى ، والقائم (ع) بقيامه يدعو الناس الى الاسلام الجديد الذي قددثر نتيجة لابتعاد الناس عن الدين الحق وحصول الضلالة فيهديهم القائم لهذا الامر المضلول عنه ، فقد روى محمد بن عجلان عن ابي عبد الله(ع) قال:( اذا قام القائم(ع) دعا الناس الى الاسلام جديداً وهداهم الى امر قد دثر وضل عنه الجمهور وانما سمي القائم مهدياً لانه يهدي الى امر مضلول عنه وسمي القائم لقيامه بالحق) بحار الانوار ج51ص30، والقائم المهدي(ع) يسير بسيرة جده رسول الله (ص) فيهدم ماقبله كما هدم رسول الله (ص) ما قبله فيستأنف الاسلام جديداً ، فقد جاء عن عبد الله بن عطا قال:سألت ابا جعفر الباقر(ع) فقلت اذا قام القائم باي سيرة يسير في الناس؟ فقال(ع):(يهدم ماقبله كما صنع رسول الله (ص) ويستأنف الاسلام جديداً) غيبة النعماني.. والحمد الله رب العالمين (( من فكر السيد ابو عبد الله الحسين القحطاني)) الموسوعة القرانية للقحطاني
وان الأنبياء مأمورين بالإسلام أيضاً بعد رسول الله (ص) ، فقد قال تعالى حكاية عن نوح : ( فان توليتم فما سألتكم من اجر إن اجري إلا على الله وأمرت إن أكون من المسلمين ) يونس 72 وعن إبراهيم قوله ( إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين ) البقرة 130 ، وكذلك الأمر مع الأوصياء فقال تعالى : ( وإذ أوصيت إلى الحواريين أن امنوا بي برسولي قالوا آمنا واشهد بانا مسلمون ) المائدة 111 - وقد سأل الانبياء الاسلام والثبات عليه قال تعالى حكاية عن ابراهيم واسماعيل : ( ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا امة مسلمة لك ) البقرة 128 - وعن يوسف قوله : ( توفني مسلماً وألحقني بالصالحين ) يوسف 101.
والاسلام هو مجمل الأديان وجوهر الأديان ، فأن الله تبارك وتعالى أنزل الأديان السماوية متدرجة بعضها يكمل بعضاً وهي كلها من الإسلام وبدايتها الإسلام وختمها بالإسلام ، فأن نبي الله عيسى (ع) يقول : ( جئت لأتمم شريعة موسى ) وهكذا ، فالشرائع السماوية المنزلة على الأنبياء هي أصلها واحد ولا فرق بين حامليها فكلهم آتاهم الله من نفس المصدر ( الإسلام ) فقد قال تعالى : ( قل آمنا بالله وما اُنزل ألينا وما اُنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى والنبيون من ربهم لا نفرق بين احد منهم ونحن له مسلمون * ومن يبتغ غير الاسلام ديناً فلن يقبل منه وه في الاخرة من الخاسرين ) ال عمران 84-85 . في هاتين الآيتين دلالة واضحة على إن الدين الإسلامي هو دين الله وهو الدين الشامل والجامع لرسالات الأنبياء ومن يتخذ غير الإسلام ديناً فلا يتقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ، وقد قال تعالى : ( وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هوداً أو نصارى تلك أمانيهم قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين * بلى من اسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون ) البقرة 111-112.
إن الإسلام من التسليم والتسليم هو الانقياد إلى طاعة الله ومرضاته ، وتكمن هذه الطاعة في إتباع الأنبياء والائتمار بأمرهم والانتهاء بنهيهم قال تعالى : ( إن الدين عند الله الإسلام ) إل عمران 19 ، لقد قال العلماء والمفسرين عن هذه الآية معناها هو الدين الإسلامي ألان الذي نتسمى به نحن معشر المسلمين وقولهم هذا ناقص وغير صحيح بل هو تكويناً واصلاً ( ان الدين عند الله الاسلام ) ، ودرجة التسليم والانقياد لله تعالى هي اعلى من درجة الايمان فرب مؤمن بالله لكنه غير متبع وغير منقاد لامره جل وعلا ، أما المسلم فهو المطيع المنقاد الذي يوكل جميع اموره لربه ، لذلك فقد قدم الله تعالى المسلمين والمسلمات على المؤمنين والمؤمنات في قوله : ( المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات) الاحزاب 35 - ان أصل الاسلام هو الميثاق والسلام والتسليم ، والميثاق هو العهد الذي أخذه الله تعالى على الخلائق في عالم الذر والسلام هو صفة الاسلام وقانون الاسلام مبتني على السلام ، فقد ورد عن رسول الله (ص) قوله : ( المسلم من سلم الناس من يده و لسانه ) ، والتسليم كما ذكرنا هو التسليم والانقياد لطاعة الله عز وجل ، فقوله تعالى حكاية عن سليمان مخاطباً قوم بلقيس : ( ألا تعلو علي واتوني مسلمين ) النمل 31 - وقوله : ( قال يا ايها الملأ أيكم يا تيني بعرشها قبل ان ياتوني مسلمين )النمل 38 - فمسلمين يعني طائعين ، وقوله تعالى : ( ثم استوى الى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ءأتيا طوعاً او كرهاً قالتا اتينا طائعين ) فصلت 11- أي أتينا مسلمين ، فجوهر السماء والارض هو الاسلام ،وقد نزلت الكتب السماوية بأجمعها وهي منطوية تحت القرآن.
بعد ان وضحنا بأن النبي الاكرم (ص) هو اول من خلق الله واول من اسلم قبل المخلوقات وهو الخاتم ونهاية الاديان وتماميتها في دينه ( الاسلام ) ذلك الدين الشامل الكامل ، الذي هو دين الله وان جميع انبياء الله هم مسلمون به ، وقد ورد في الحديث عن رسول الله (ص) انه قال : ( بنا فتح الله وبنا يختم ) . اذن فالذين يأتون من الانبياء قبل انبثاق دعوة النبي الخاتم (ص) هم مبعوثون نيابة عنه وممهدون له في ذات الوقت ، ا بمعنى اخر ان جميع الانبياء الذين بعثهم المولى تعالى هم سفراء عن رسول الله وخير خلقه (ص) . قال تعالى : ( اذ قال يوسف لأبيه يا ابت اني رايت أحد عشر كوكباً والشمس والقمر رايتهم لي ساجدين ) يوسف 4 - اذا قال قائل ان هذه الاية تنطبق على بني اسرائيل فقط ولا تنطبق على المسلمين فهذا الكلام يتعارض مع شمولية القران ورسالة الرسول الاعظم (ص) الذي خاطبه المولى عز وجل بقوله : ( وما ارسلناك الا كافة للناس بشيراً ونذيراً ) سبأ 28 - فهناك ترابط مهم بين هذه الاية والائمة المعصومين (ع) فكل كوكب من هذه الكواكب التي رآها نبي الله يوسف هي تمثل أحد المعصومين ، فالشمس هنا تمثل السيدة فاطمة الزهراء (ع)والقمر يمثل امير المؤمنين (ع) اما الكواكب الاحد عشر تمثل الائمة المعصومين الاحد عشر من الامام الحسن المجتبى (ع) الى الامام المهدي (ع) ، ان مصدر الحياة ومصدر الفيض الالهي هو الرسول الاعظم (ص) وهو يمثل الشمس ، وفاطمة بضعة من الرسول كما ورد عن رسول الله (ص) قوله : ( ان فاطمة بضعة مني ) وسائل الشيعة ج2 ص67 ، فلو ارجعنا كلمة ( البعوضة ) لتبين انها آتية من البعضية والبعض معناه جزء من الكل وهو شبيه الكل أي بمعنى صورة مصغرة من الكل ، فالزهراء (ع) هي ايضاً شمس وهي هنا تمثل الشمس في هذه الاية ، والشمس علمياً هي ام الكواكب وتستمد منها الفيض والنور ، وقد ورد في زيارة الامام المهدي (ع) : ( السلام عليك يا ابن الكواكب الزاهرة ) وجاء في قصة الاسراء والمعراج : ( ....... يا محمد تحب ان تراهم ؟ قلت : نعم يا رب ، فقال لي : التفت عن يمين العرش ، فالتفتُ فاذا بعلي وفاطمة والحسن والحسين - الى ان قال - والمهدي في ضحضاح من نور قيام يصلون في وسطهم المهدي يضيء كأنه كوكب دري .....) بحار الانوار ج27 ص191 ، وقد ذكر رسول الله (ص) في اشراط الساعة ظهور الكوكب المذنب قبل ظهور الامام المهدي (ع) او هو مرتبط بظهور الامام ، فالامام المهدي (عج) هو الكوكب الغائب ، وهذا اعجاز علمي لقضية الامام المهدي (ع) ، فقد ذكر عبد الله بن عباس قال : حججنا مع رسول الله (ص) حجة الوداع فأخذ باب الكعبة ثم اقبل علينا بوجهه فقال : ( الا أخبركم بأشراط الساعة وكان ادنى الناس منه يومئذ سلمان (رض) فقال : بلى يا رسول الله ، فقال (ص) : ( .... ويجفو الرجل والديه ويبر صديقه ويطلع الكوكب المذنب).
فيوسف (ع) هنا يمثل محمد (ص) ، لكونه الدين الحقيقي الكامل هو دين محمد (ص) . وقد جاءت هذه الاية بعدها مباشرة والتي تذكر قول يعقوب في قوله تعالى : ( قال يا بني لا تقصص رؤياك على اخوتك فيكيدوا لك كيداً ان الشيطان للأنسان عدوا مبين ) يوسف 5 - فيعقوب اوصى يوسف بعدم البوح برؤياه لأخوته لأنه عرف ان يوسف سيكون نبي ، وانه اختير من المولى جل وعلا ليكون سفيراً عن محمد (ص) وهو مبعوث بالنيابة عن محمد (ص) وهو ممهداً له شأنه شأن الانبياء الذين سبقوه ، وان اخوة يوسف هم عالمين بتأويل الرؤيا لذلك منعه يعقوب عن كشف هذه الرؤيا التي رآها حتى لا ينكشف الامر ويعرفوا ان يوسف سيكون مبعوثاً وسفيراً عن محمد (ص) ، وهناك علاقة مترابطة بين الكواكب والانسان ، وبزوال الكواكب تفسد الحياة وتتوقف . قد يقول قائل بما أن الدين الاسلامي هو الدين الشامل الكامل فلماذا لم يبعثه الله تعالى على احد الانبياء جملة واحدة في عصر من العصور وانقضى الامر ؟ اقول : ان لكل نبي يبعثه الله تعالى دور ومهمة يقوم بها والمنسك والشريعة التي يعلمها لأهل زمانه هي حسب مستوى معرفتهم ومدى تقبلهم فلا يكلف الله نفساً الا وسعها وهم بالتالي كلهم يدعون للاسلام ويبشرون بالنبي الخاتم (ص) قال تعالى : ( ولكل أمة جعلنا منسكاً ليذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الانعام فألهكم اله واحد فله اسمعوا وبشر المخبتين ) الحج 34.
وستجتمع هذه الامم على يد الامام المهدي (ع) الذي سيجمع كافة الديانات في الدين الاسلامي الواحد الشامل ، وهو الذي سيظهر الله عز وجل به دين الحق على الدين كله رغم انوف الظالمين ذلك الدين القيم الداعي الى التوحيد قال تعالى : ( هو الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولوكره المشركون ) التوبة 33.
فالامام المهدي (عج) هو جامع الكلمة على التقوى ، والقائم (ع) بقيامه يدعو الناس الى الاسلام الجديد الذي قددثر نتيجة لابتعاد الناس عن الدين الحق وحصول الضلالة فيهديهم القائم لهذا الامر المضلول عنه ، فقد روى محمد بن عجلان عن ابي عبد الله(ع) قال:( اذا قام القائم(ع) دعا الناس الى الاسلام جديداً وهداهم الى امر قد دثر وضل عنه الجمهور وانما سمي القائم مهدياً لانه يهدي الى امر مضلول عنه وسمي القائم لقيامه بالحق) بحار الانوار ج51ص30، والقائم المهدي(ع) يسير بسيرة جده رسول الله (ص) فيهدم ماقبله كما هدم رسول الله (ص) ما قبله فيستأنف الاسلام جديداً ، فقد جاء عن عبد الله بن عطا قال:سألت ابا جعفر الباقر(ع) فقلت اذا قام القائم باي سيرة يسير في الناس؟ فقال(ع):(يهدم ماقبله كما صنع رسول الله (ص) ويستأنف الاسلام جديداً) غيبة النعماني.. والحمد الله رب العالمين (( من فكر السيد ابو عبد الله الحسين القحطاني)) الموسوعة القرانية للقحطاني