نور الحقيقه
04-10-2009, 01:13 PM
مفاهيم يجب أن تصحح
مَا نَعْبُدُهُمْ
إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى
يخطئ كثير من
الناس في فهم حقيقة الواسطة فيطلقون الحكم هكذا جزافاً بأن الواسطة شرك ، وأن من
اتخذ واسطة بأي كيفية كانت فقد أشرك بالله ، وأن شأنه في هذا شأن المشركين القائلين
: } مَا
نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى { ، وهذا كلام مردود ، والاستدلال بالآية في غير محله ،
وذلك لأن هذه الآية الكريمة صريحة في الإنكار على المشركين عبادتهم للأصنام
واتخاذها آلهة من دونه تعالى وإشراكهم إياها في دعوى الربوبية على أن عبادتهم لها
تقربهم إلى الله زلفى ، فكفرهم وإشراكهم من حيث عبادتهم لها ومن حيث اعتقادهم أنها
أرباب من دون الله .
وهنا مهمة لابد من بيانها وهي أن هذه الآية تشهد بأن
أولئك المشركين ما كانوا جادين فيما يحكي ربنا عنهم من قولهم مسوغين عبادة الأصنام
: ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى ، فإنهم لو كانوا صادقين في ذلك لكان الله
أجل عندهم من تلك الأصنام ، فلم يعبدوا غيره ، وقد نهى الله المسلمين من سب أصنامهم
بقوله تعالى : }وَلاَ
تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْواً
بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى
رَبِّهِم مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ {
روى عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن
أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه أنه قال : (( كان المسلمون يسبون أصنام
الكفار فيسب الكفار الله عز وجل ، فأنزل الله : } وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ
فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ { ، هذا سبب نزول هذه الآية . فهي إذن تنهى المؤمنين نهي
تحريم شديد أن يقولوا كلمة نقص في الحجارة التي كان يعبدها الوثنيون بمكة المشرفة ،
لأن قول تلك الكلمة يتسبب عنه غضب أولئك الوثنيين غيرة على تلك الأحجار التي كانوا
يعتقدون من صميم قلوبهم أنها آلهة تنفع وتضر ، وإذا غضبوا قابلوا المسلمين بالمثل
فيسبون ربهم الذي يعبدونه ، وهو رب العالمين ، ويرمونه بالنقائص وهو المنزه عن كل
نقص ، ولو كانوا صادقين بأن عبادتهم لأصنامهم تقربهم إلى الله زلفى ما اجترؤا أن
يسبوه انتقاماً ممن يسبون آلهتهم فإن ذلك واضح جداً في أن الله تعالى في نفوسهم أقل
من تلك الحجارة .
وقل ذلك أيضاً في قوله تعالى : } وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ { ، فإنهم
لو كانوا يعتقدون حقاً أن الله تعالى الخالق وحده وأن أصنامهم لا تخلق ، لكانت
عبادتهم لله وحده دونها أو لكان على الأقل احترامهم له تعالى فوق احترامهم لتلك
الحجارة ، وهل هذا يتفق مع شتمهم له عز وجل غيرة على حجارتهم وانتقاماً لها منه
سبحانه وتعالى ؟ إن البداهة تحكم أنه لا يتفق أبداً ، وليست الآية التي معنا وحدها
تدل على أن الله تعالى أقل عند أولئك المشركين من حجارتهم بل لها أمثال ! منها قوله
تعالى:}وَجَعَلُواْ لِلّهِ مِمِّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ
وَالأَنْعَامِ نَصِيباً فَقَالُواْ هَـذَا لِلّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهَـذَا
لِشُرَكَآئِنَا فَمَا كَانَ لِشُرَكَآئِهِمْ فَلاَ يَصِلُ إِلَى اللّهِ وَمَا كَانَ
لِلّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلَى شُرَكَآئِهِمْ سَاء مَا يَحْكُمُونَ{ ، فلولا أن الله تعالى أقل في نفوسهم من تلك الحجارة ما
رجحوها عليه هذا الترجيح الذي تحكيه هذه الآية واستحقوا عليه حكم الله عليهم بقوله
: }سَاء مَا
يَحْكُمُونَ {.
ومن هذا القبيل قول أبي سفيان رضي الله عنه
قبل إسلامه : ((أعْلُ هُبل)) كما رواه البخاري ينادي صنمهم المسمى بهُبل أن يعلو في
تلك الشدة رب السماوات والأرض ويقهره ليغلب هو وجيشه جيش المؤمنين الذي يريد أن
يغلب آلهتهم ، هذا مقدار ما كان عليه أولئك المشركون مع تلك الأوثان ومع الله رب
العالمين .
فليعرف هذا حق المعرفة فإن كثيراً من الناس
لا يفهمونه ويبنون عليه ما يبنون ، ألا ترى أن الله لما أمر المسلمين باستقبال
الكعبة في صلاتهم توجهوا بعبادتهم إليها واتخذوها قبلة ؟ وليست العبادة لها وتقبيل
الحجر الأسود إنما هو عبودية لله تعالى ، واقتداء بالنبي صلى الله عليه وآله وصحبه
وسلم ، ولو أن أحداً من المسلمين نوى العبادة لهما لكان مشركاً كعبدة الأوثان .
فالواسطـة لابد منها وهي ليسـت شركاً وليس كل من اتخذ
بينـه وبين الله واسطة يعتبر مشركاً وإلا لكان البشر كلهم مشركين بالله لأن أمورهم
جميعاً تنبني على الواسطة ، فالنبي r تلقى
القرآن بواسطة جبريل ، فجبريل واسطة للنبي rوهو rالواسطة
العظمى للصحابة رضي الله تعالى عنهم ، فقد كانوا يفزعون إليه في الشدائد فيشكون
إليه حالهم ويتوسلون به إلى الله ويطلبون منه الدعاء فما كان يقول لهم أشركتم
وكفرتم فإنه لا يجوز الشكوى إليَّ ولا الطلب مني بل عليكم أن تذهبوا وتدعوا وتسألوا
بأنفسكم فإن الله أقرب إليكم مني ،لا بل يقف ويسأل مع أنهم يعلمون كل العلم أن
المعطي حقيقة هو الله وأن المانع والباسط والرازق هو الله ، وأنه rيعطي بإذن الله وفضله ، وهو الذي يقول : ((إنما أنا قاسم
والله معط)) ، وبذلك يظهر أنه يجوز وصف أي بشر عادي بأنه فرج الكربة وقضى الحاجة أي
كان واسطة فيها فكيف بالسيد الكريم والنبي العظيم أشرف الكونين وسيد الثقلين وأفضل
خلق الله على الإطلاق ؟ ألم يقل النبي rكما جاء
في الصحيح : ((من فرج عن مؤمن كربة من كرب الدنيا)) الخ ..
فالمؤمن مفرج الكربات .
ألم يقل صلى الله عليه وسلم : ((من قضى
لأخيه حاجة كنت واقفاً عند ميزانه فإن رجح وإلا شفعت له))
فالمؤمن قاض
للحاجات .
ألم يقل في الصحيح : ((من ستر مسلماً)) ..
الحديث ؟
ألم يقل النبي صلى الله عليه وسلم : ((أن
لله عز وجل خلقاً يفزع إليهم في الحوائج)) ؟.
ألم يقل في الصحيح
: ((والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه)) ؟.
[size=21]ألم يقل في الحديث
: ((من أغاث ملهوفاً كتب الله له ثلاثاً وتسعين حسنة)) ؟ رواه أبو يعلى والبزار
يتبع
مَا نَعْبُدُهُمْ
إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى
يخطئ كثير من
الناس في فهم حقيقة الواسطة فيطلقون الحكم هكذا جزافاً بأن الواسطة شرك ، وأن من
اتخذ واسطة بأي كيفية كانت فقد أشرك بالله ، وأن شأنه في هذا شأن المشركين القائلين
: } مَا
نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى { ، وهذا كلام مردود ، والاستدلال بالآية في غير محله ،
وذلك لأن هذه الآية الكريمة صريحة في الإنكار على المشركين عبادتهم للأصنام
واتخاذها آلهة من دونه تعالى وإشراكهم إياها في دعوى الربوبية على أن عبادتهم لها
تقربهم إلى الله زلفى ، فكفرهم وإشراكهم من حيث عبادتهم لها ومن حيث اعتقادهم أنها
أرباب من دون الله .
وهنا مهمة لابد من بيانها وهي أن هذه الآية تشهد بأن
أولئك المشركين ما كانوا جادين فيما يحكي ربنا عنهم من قولهم مسوغين عبادة الأصنام
: ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى ، فإنهم لو كانوا صادقين في ذلك لكان الله
أجل عندهم من تلك الأصنام ، فلم يعبدوا غيره ، وقد نهى الله المسلمين من سب أصنامهم
بقوله تعالى : }وَلاَ
تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْواً
بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى
رَبِّهِم مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ {
روى عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن
أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه أنه قال : (( كان المسلمون يسبون أصنام
الكفار فيسب الكفار الله عز وجل ، فأنزل الله : } وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ
فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ { ، هذا سبب نزول هذه الآية . فهي إذن تنهى المؤمنين نهي
تحريم شديد أن يقولوا كلمة نقص في الحجارة التي كان يعبدها الوثنيون بمكة المشرفة ،
لأن قول تلك الكلمة يتسبب عنه غضب أولئك الوثنيين غيرة على تلك الأحجار التي كانوا
يعتقدون من صميم قلوبهم أنها آلهة تنفع وتضر ، وإذا غضبوا قابلوا المسلمين بالمثل
فيسبون ربهم الذي يعبدونه ، وهو رب العالمين ، ويرمونه بالنقائص وهو المنزه عن كل
نقص ، ولو كانوا صادقين بأن عبادتهم لأصنامهم تقربهم إلى الله زلفى ما اجترؤا أن
يسبوه انتقاماً ممن يسبون آلهتهم فإن ذلك واضح جداً في أن الله تعالى في نفوسهم أقل
من تلك الحجارة .
وقل ذلك أيضاً في قوله تعالى : } وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ { ، فإنهم
لو كانوا يعتقدون حقاً أن الله تعالى الخالق وحده وأن أصنامهم لا تخلق ، لكانت
عبادتهم لله وحده دونها أو لكان على الأقل احترامهم له تعالى فوق احترامهم لتلك
الحجارة ، وهل هذا يتفق مع شتمهم له عز وجل غيرة على حجارتهم وانتقاماً لها منه
سبحانه وتعالى ؟ إن البداهة تحكم أنه لا يتفق أبداً ، وليست الآية التي معنا وحدها
تدل على أن الله تعالى أقل عند أولئك المشركين من حجارتهم بل لها أمثال ! منها قوله
تعالى:}وَجَعَلُواْ لِلّهِ مِمِّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ
وَالأَنْعَامِ نَصِيباً فَقَالُواْ هَـذَا لِلّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهَـذَا
لِشُرَكَآئِنَا فَمَا كَانَ لِشُرَكَآئِهِمْ فَلاَ يَصِلُ إِلَى اللّهِ وَمَا كَانَ
لِلّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلَى شُرَكَآئِهِمْ سَاء مَا يَحْكُمُونَ{ ، فلولا أن الله تعالى أقل في نفوسهم من تلك الحجارة ما
رجحوها عليه هذا الترجيح الذي تحكيه هذه الآية واستحقوا عليه حكم الله عليهم بقوله
: }سَاء مَا
يَحْكُمُونَ {.
ومن هذا القبيل قول أبي سفيان رضي الله عنه
قبل إسلامه : ((أعْلُ هُبل)) كما رواه البخاري ينادي صنمهم المسمى بهُبل أن يعلو في
تلك الشدة رب السماوات والأرض ويقهره ليغلب هو وجيشه جيش المؤمنين الذي يريد أن
يغلب آلهتهم ، هذا مقدار ما كان عليه أولئك المشركون مع تلك الأوثان ومع الله رب
العالمين .
فليعرف هذا حق المعرفة فإن كثيراً من الناس
لا يفهمونه ويبنون عليه ما يبنون ، ألا ترى أن الله لما أمر المسلمين باستقبال
الكعبة في صلاتهم توجهوا بعبادتهم إليها واتخذوها قبلة ؟ وليست العبادة لها وتقبيل
الحجر الأسود إنما هو عبودية لله تعالى ، واقتداء بالنبي صلى الله عليه وآله وصحبه
وسلم ، ولو أن أحداً من المسلمين نوى العبادة لهما لكان مشركاً كعبدة الأوثان .
فالواسطـة لابد منها وهي ليسـت شركاً وليس كل من اتخذ
بينـه وبين الله واسطة يعتبر مشركاً وإلا لكان البشر كلهم مشركين بالله لأن أمورهم
جميعاً تنبني على الواسطة ، فالنبي r تلقى
القرآن بواسطة جبريل ، فجبريل واسطة للنبي rوهو rالواسطة
العظمى للصحابة رضي الله تعالى عنهم ، فقد كانوا يفزعون إليه في الشدائد فيشكون
إليه حالهم ويتوسلون به إلى الله ويطلبون منه الدعاء فما كان يقول لهم أشركتم
وكفرتم فإنه لا يجوز الشكوى إليَّ ولا الطلب مني بل عليكم أن تذهبوا وتدعوا وتسألوا
بأنفسكم فإن الله أقرب إليكم مني ،لا بل يقف ويسأل مع أنهم يعلمون كل العلم أن
المعطي حقيقة هو الله وأن المانع والباسط والرازق هو الله ، وأنه rيعطي بإذن الله وفضله ، وهو الذي يقول : ((إنما أنا قاسم
والله معط)) ، وبذلك يظهر أنه يجوز وصف أي بشر عادي بأنه فرج الكربة وقضى الحاجة أي
كان واسطة فيها فكيف بالسيد الكريم والنبي العظيم أشرف الكونين وسيد الثقلين وأفضل
خلق الله على الإطلاق ؟ ألم يقل النبي rكما جاء
في الصحيح : ((من فرج عن مؤمن كربة من كرب الدنيا)) الخ ..
فالمؤمن مفرج الكربات .
ألم يقل صلى الله عليه وسلم : ((من قضى
لأخيه حاجة كنت واقفاً عند ميزانه فإن رجح وإلا شفعت له))
فالمؤمن قاض
للحاجات .
ألم يقل في الصحيح : ((من ستر مسلماً)) ..
الحديث ؟
ألم يقل النبي صلى الله عليه وسلم : ((أن
لله عز وجل خلقاً يفزع إليهم في الحوائج)) ؟.
ألم يقل في الصحيح
: ((والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه)) ؟.
[size=21]ألم يقل في الحديث
: ((من أغاث ملهوفاً كتب الله له ثلاثاً وتسعين حسنة)) ؟ رواه أبو يعلى والبزار
يتبع