khaledkrom
04-10-2009, 08:45 PM
هل الامة الاسلامية على مفترق طرق
......................
بادئ ذي بدء علينا أن نحدد الهدف الذي نسعى إليه حتى لا تستقطب جهدنا الدوامات الفكرية أو الحركية التي يفتعلها الغير ــ بقصد أو بغير قصد ـــ فتعطل سيرنا إلى أهدافنا ، وعلينا أن نستحضر خبرات الماضي للتعامل مع الحاضر والمستقبل حتى لا نكرر أخطاء الأمس ، ويعاد لنا الدرس بمرارته ثانية .
أقول : هناك حقائق لا بد من استصحابها حين الكلام على ( الإصلاح ). . . أيِّ ( إصلاح ) باسم الدين .
أولها ــ وهي حقيقة شرعية ـــ : أن هدفنا الأول والأخير الذي نسعى إليه ـــ نحن أتباع ( العترة النبوية) هو تعبيد الناس لله في مصر وخارج مصر ، مع اليقين بأن الرقي المادي . . . ( الحضاري ) ما هو إلا ثمرة من ثمرات الانضباط على شرع الله ، قال الله " ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون " . وليس هناك طريق آخر ــ من وجهة النظر السلامية لرفع البلاء عن العباد والبلاد إلا هذا الطريق " ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بي أنفسهم " " وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير " " . . . ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون " . " ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم " . وما السيطرة على زمام الأمور إلا إحدى الوسائل لتحقيق هذه الغاية الكلية .
فقد أمر الإسلام أتباعه بقول الصدق وألزمهم بأداء الأمانة وطالبهم بالوفاء بالعقود والمحافظة على المواعيد، وهو دين قويم يدعو إلى مكارم الأخلاق وحسن التعامل مع جميع أفراد البشر مسلمين وغير مسلمين، فالدعوة التي تُرفع باسم الإسلام ومن أجله يجب أن تكون في اطار التوجيه الرباني العظيم: {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن}(1) ومَنء ظن أن خروجه على هذا النهج الرائع في الدعوة بالحسنى هو الأوءلى فاستعمل بدلاً من اللطف العنف والرعونة، فهو مخالف للنهج الإسلامي السمح في التوجّه ومضاد له في النتيجة لأنه بذلك كأنما يستدرك على منهج الله، وبهذا يُصنف على أنه من: {الذين ظل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً}(2).
ومن خلال استقراء أحوال الأمة الإسلامية على مدى القرون المتتابعة منذ فجر الإسلام مروراً بأزهى عصوره وأحطّها: نجد أن مسيرتها مرتبطة بمدى تطبيقها لمنهج الله، فإذا التزمت بدينها قولاً وعملاً ارتفع شأنها وصار لها دور بارز ومكانة متميزة بين الأمم التي تعايشها في العصر الذي تحياه، وإنء اجتاحتها تيارات الرفاهية وامتد إلى كيانها الوهن واستكانت إلى الكسل في العمل والتقصير في أداء الواجبات: فإنها تعود بذلك إلى الوراء فتصاب بنكسة الاحباط ومحنة التخلف وتصبح تابعة غير متبوعة ومتأخرة في موكب التقدم!
فالاستبداد الفكري الذي ساد في ساحتنا الإسلامية ومشهدنا الثقافي والاجتماعي لفترة طويلة كان للأسف خداعا وسياجا هلاميا لجميع الاحتقانات الفكرية التي ساهمت في نمو ظاهرة الإرهاب من خلال الخطاب التكفيري من غلو في القول وغلظة في التعامل وتعام عن الحقائق ورمي الآخرين بالتهم، بل تجريمهم ومضايقة المصلحين ومحاربة المفكرين. هذه الأمور وغيرها جعلتنا نعيش حالة من الحنق والاختناقات مما افقدنا النظر إلى الفكر المعتدل والوسطية في الرأي والإنصاف في القول والفعل.
هذا البلاء الشر هو الذي تعاني كثير من المجتمعات ما لا يخفى من التفرق والإرهاب والخوف، إذ تمكن دعاة السوء أدعياء الإصلاح من بث الفتنة وتشويه الصورة واغتنام فرصة الخلاف الفكري والعلمي ـ وهو أمر بديهي وواقعي ـ لتوليد المشاكل وتعقيد الأمور وخلق قضايا لا تنفع بل تضر ولا تجمع بل تفرق ولا تحمد عقباها، وكثير من الناس يذوق ألمها ويصطلي بنارها اليوم، التي تبدو أحيانا وتختفي أحيانا أخرى".
يخطئ كثير من الناس في فهم حقيقة الأسباب التي تخرج صاحبها عن دائرة الإسلام وتوجب عليه الحكم بالكفر، فتراهم يسارعون الى الحكم على المسلم بالكفر لمجرد المخالفة. فلا يجوز لأي إنسان الركض في هذا الميدان والتكفير بالأوهام والمظان من دون تثبت ويقين وعلم متين وإلا اختلط سيلها بالأبطح ولم يبق مسلم على وجه الأرض إلا القليل
"فإذا دعوت مسلما يصلي ويؤدي فرائض الله ويجتنب محارمه وينشر دعوته ويشيد مساجده ويقيم معاهده الى أمر تراه حقا ويراه هو على خلافك والرأي فيه بين العلماء مختلف قديما إقرارا وإنكارا فلم يطاوعك في رأيك فرميته بالكفر لمجرد مخالفته لرأيك، فقد قارفت عظيمة نكراء واتيت أمرا إد نهاك عنه الله ودعاك إلى الأخذ فيه بالحكمة والحسنى".
" لقد بلينا معشر المسلمين بكثير من هؤلاء يعكرون صفو الأمة ويفرقون بين الجماعات ويورثون العداوة ويستبدلون الحكمة والموعظة الحسنة والرأفة والرحمة بالغلظة والجفوة وسوء الادب وقلة الذوق".
إن الأمة في حاجة إلى الوسطية والاعتدال والإنصاف ولا سيما في فهم النصوص
"وهذا لا يمنع أن تكون هناك مسائل خلافية تجري بين الناس، ولكنها لا تقتضي العداوة ولا البغض ولا الإخراج عن الملة، ولا بد أن نفرق بين خلاف في الآراء نتيجة خلاف في فهم النص لعدم وجود نص قاطع من الشرع يحدد الفهم ويحكم بالنتيجة، وبين اختلاف بين أصحاب الرأي يجر إلى العداء والبغضاء والتكفير والتفسيق".
"فنحن لا نلزم الناس بفهمنا كما إننا نرفض أن يلزمنا غيرنا بفهمه إلا إذا جاء الفهم من مشكاة النبوة وعترة بيتة الشريف المعصوم فنقول سمعنا واطعنا وآمنا وصدقنا".
بعد هذا الاستعراض السريع ولما تعانيه الأمة فكريا لا ينكر عاقل من أن وطننا العربي والإسلامي يعاني مشكلات متعددة من مادية وإنسانية سواء كانت داخلية أو خارجية ومشكلات اجتماعية واقتصادية وسياسية وثقافية وأخلاقية و هذه المشكلات تتطلب الحل السريع والحاسم ، لأن حياتنا اليوم أصبحت جسدا بلا روح وأعظم ما تعانيه الأمة اليوم هو ضعف الوازع الديني وفساد الأخلاق وموت روح البحث والأصالة الفكرية ، لأننا نعيش أزمة إيمان وأزمة أخلاق".
قال تعالى:﴿ " وكان حقا علينا نصر المؤمنين"﴾
وقال أيضا: ﴿" ألا إن نصر الله قريب"﴾
أن ما عليه الأمة الإسلامية اليوم منذر بخطر عظيم، على أيدي اليهود والنصارى ومن تحالف معهم من المنافقين المتلبسين بالإسلام، الذين يتولون اليهود والنصارى بشتى أنواع التولي، وإن من عنده إدراك بواقع الأمة يعلم ذلك، فتمكينهم من بلاد المسلمين، وفتح الطريق لهم، وتخذيل أهل العلم عن فضح مخططاتهم، ورمي ( الشعية ) بأنهم يشعلون فتيل الفتنة، والزج بهم في غياهب السجون، وإعطاء تنازلات في دين الله إرضاء لمطالب الكفار، لهو دليل واضح على تأييدهم ومناصرتهم لهم على أولياء الله وحزبه، فعلى هؤلاء الذين هذه صفاتهم والساكتين عن بيان الحق الذي يكاد أن يندرس وتطمس معالمه، أن ينتظروا جزائهم الذي توعدهم الله به في كتابه، حيث يقول: {أفأمن الذين مكروا السيئات أن يخسف الله بهم الأرض أو يأتيهم العذاب من حيث لا يشعرون أو يأخذهم في تقلبهم فما هم بمعجزين أو يأخذهم على تخوف فإن ربكم لرؤوف رحيم}، وقال تعالى: {أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتاً وهم نائمون أو أمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحاً وهم يلعبون أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون}.
وهذه سنه الله التي لا تتغير ولا تتبدل في إهلاك الأمم الظالمة، الناكصة عن هدي ربها، وما جاء به المرسلون، فالحذر الحذر من التمادي في مجانبة الحق، وإعطاء الدنية في دين الله لأعداء الله ورسوله(ص) وعترة البيت المعصومين عليهم السلام ..
فأول هذه التوجيهات؛ أقدمها إلى حكام المسلمين في كل مكان، مذكراً إياهم دعوة النبي صلى الله عليه وسلم، حيث يقول: (اللهم من ولي من أمر أمتي شيئاً، فشق عليهم، فاشقق عليه)، وحديث/ (من استرعاه الله رعيه، ثم يموت وهو غاش لرعيته، إلا لقي الله وهو عليه غضبان).
فاحذروا من عذاب الله ونقمته وأليم عقابه، وارفقوا بشعوبكم، ولا تسلموها إلى أعدائكم الذين يبغضونكم، مهما جاريتموهم وتلطفتم معهم، فهم يكرهون المسلم لإسلامه؟؟
فالأمة الإسلامية يجب أن تستعيد سلطانها وتستلم زمام أمرها وتقتلع الخونة من سدة الحكم.
إن خنوع الأمة وتنازلها عن سلطانها هو الذي جرأ الرويبضة على التحكم بها واستذلالها.
نعم, على الأمة الإسلامية ان تستعيد سلطانها وتقرر قرارها وتختار حاكما قويا أمينا سلطانه يستند طبيعيا عليها فهي صاحبة السلطان الحقيقي لينوب عنها في تنفيذ الإسلام الذي آمنت به ويحمل رسالتها رسالة هدى ونور للبشرية جمعاء لتسعد في الدنيا والآخرةوهو الايمان (بالمهدى عليه السلام ) الذى تنتظرة هذة الامة أو طائفة منها .
وبعد ذلك تتحرك الجيوش الإسلامية تلقائيا لدخول ونصرة المسلمين المنكوبين في شتى بقاع الارض. قال تعالى: ﴿(ولينصرن الله من ينصره، إن الله لقوي عزيز).﴾
khaledkrom
......................
بادئ ذي بدء علينا أن نحدد الهدف الذي نسعى إليه حتى لا تستقطب جهدنا الدوامات الفكرية أو الحركية التي يفتعلها الغير ــ بقصد أو بغير قصد ـــ فتعطل سيرنا إلى أهدافنا ، وعلينا أن نستحضر خبرات الماضي للتعامل مع الحاضر والمستقبل حتى لا نكرر أخطاء الأمس ، ويعاد لنا الدرس بمرارته ثانية .
أقول : هناك حقائق لا بد من استصحابها حين الكلام على ( الإصلاح ). . . أيِّ ( إصلاح ) باسم الدين .
أولها ــ وهي حقيقة شرعية ـــ : أن هدفنا الأول والأخير الذي نسعى إليه ـــ نحن أتباع ( العترة النبوية) هو تعبيد الناس لله في مصر وخارج مصر ، مع اليقين بأن الرقي المادي . . . ( الحضاري ) ما هو إلا ثمرة من ثمرات الانضباط على شرع الله ، قال الله " ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون " . وليس هناك طريق آخر ــ من وجهة النظر السلامية لرفع البلاء عن العباد والبلاد إلا هذا الطريق " ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بي أنفسهم " " وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير " " . . . ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون " . " ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم " . وما السيطرة على زمام الأمور إلا إحدى الوسائل لتحقيق هذه الغاية الكلية .
فقد أمر الإسلام أتباعه بقول الصدق وألزمهم بأداء الأمانة وطالبهم بالوفاء بالعقود والمحافظة على المواعيد، وهو دين قويم يدعو إلى مكارم الأخلاق وحسن التعامل مع جميع أفراد البشر مسلمين وغير مسلمين، فالدعوة التي تُرفع باسم الإسلام ومن أجله يجب أن تكون في اطار التوجيه الرباني العظيم: {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن}(1) ومَنء ظن أن خروجه على هذا النهج الرائع في الدعوة بالحسنى هو الأوءلى فاستعمل بدلاً من اللطف العنف والرعونة، فهو مخالف للنهج الإسلامي السمح في التوجّه ومضاد له في النتيجة لأنه بذلك كأنما يستدرك على منهج الله، وبهذا يُصنف على أنه من: {الذين ظل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً}(2).
ومن خلال استقراء أحوال الأمة الإسلامية على مدى القرون المتتابعة منذ فجر الإسلام مروراً بأزهى عصوره وأحطّها: نجد أن مسيرتها مرتبطة بمدى تطبيقها لمنهج الله، فإذا التزمت بدينها قولاً وعملاً ارتفع شأنها وصار لها دور بارز ومكانة متميزة بين الأمم التي تعايشها في العصر الذي تحياه، وإنء اجتاحتها تيارات الرفاهية وامتد إلى كيانها الوهن واستكانت إلى الكسل في العمل والتقصير في أداء الواجبات: فإنها تعود بذلك إلى الوراء فتصاب بنكسة الاحباط ومحنة التخلف وتصبح تابعة غير متبوعة ومتأخرة في موكب التقدم!
فالاستبداد الفكري الذي ساد في ساحتنا الإسلامية ومشهدنا الثقافي والاجتماعي لفترة طويلة كان للأسف خداعا وسياجا هلاميا لجميع الاحتقانات الفكرية التي ساهمت في نمو ظاهرة الإرهاب من خلال الخطاب التكفيري من غلو في القول وغلظة في التعامل وتعام عن الحقائق ورمي الآخرين بالتهم، بل تجريمهم ومضايقة المصلحين ومحاربة المفكرين. هذه الأمور وغيرها جعلتنا نعيش حالة من الحنق والاختناقات مما افقدنا النظر إلى الفكر المعتدل والوسطية في الرأي والإنصاف في القول والفعل.
هذا البلاء الشر هو الذي تعاني كثير من المجتمعات ما لا يخفى من التفرق والإرهاب والخوف، إذ تمكن دعاة السوء أدعياء الإصلاح من بث الفتنة وتشويه الصورة واغتنام فرصة الخلاف الفكري والعلمي ـ وهو أمر بديهي وواقعي ـ لتوليد المشاكل وتعقيد الأمور وخلق قضايا لا تنفع بل تضر ولا تجمع بل تفرق ولا تحمد عقباها، وكثير من الناس يذوق ألمها ويصطلي بنارها اليوم، التي تبدو أحيانا وتختفي أحيانا أخرى".
يخطئ كثير من الناس في فهم حقيقة الأسباب التي تخرج صاحبها عن دائرة الإسلام وتوجب عليه الحكم بالكفر، فتراهم يسارعون الى الحكم على المسلم بالكفر لمجرد المخالفة. فلا يجوز لأي إنسان الركض في هذا الميدان والتكفير بالأوهام والمظان من دون تثبت ويقين وعلم متين وإلا اختلط سيلها بالأبطح ولم يبق مسلم على وجه الأرض إلا القليل
"فإذا دعوت مسلما يصلي ويؤدي فرائض الله ويجتنب محارمه وينشر دعوته ويشيد مساجده ويقيم معاهده الى أمر تراه حقا ويراه هو على خلافك والرأي فيه بين العلماء مختلف قديما إقرارا وإنكارا فلم يطاوعك في رأيك فرميته بالكفر لمجرد مخالفته لرأيك، فقد قارفت عظيمة نكراء واتيت أمرا إد نهاك عنه الله ودعاك إلى الأخذ فيه بالحكمة والحسنى".
" لقد بلينا معشر المسلمين بكثير من هؤلاء يعكرون صفو الأمة ويفرقون بين الجماعات ويورثون العداوة ويستبدلون الحكمة والموعظة الحسنة والرأفة والرحمة بالغلظة والجفوة وسوء الادب وقلة الذوق".
إن الأمة في حاجة إلى الوسطية والاعتدال والإنصاف ولا سيما في فهم النصوص
"وهذا لا يمنع أن تكون هناك مسائل خلافية تجري بين الناس، ولكنها لا تقتضي العداوة ولا البغض ولا الإخراج عن الملة، ولا بد أن نفرق بين خلاف في الآراء نتيجة خلاف في فهم النص لعدم وجود نص قاطع من الشرع يحدد الفهم ويحكم بالنتيجة، وبين اختلاف بين أصحاب الرأي يجر إلى العداء والبغضاء والتكفير والتفسيق".
"فنحن لا نلزم الناس بفهمنا كما إننا نرفض أن يلزمنا غيرنا بفهمه إلا إذا جاء الفهم من مشكاة النبوة وعترة بيتة الشريف المعصوم فنقول سمعنا واطعنا وآمنا وصدقنا".
بعد هذا الاستعراض السريع ولما تعانيه الأمة فكريا لا ينكر عاقل من أن وطننا العربي والإسلامي يعاني مشكلات متعددة من مادية وإنسانية سواء كانت داخلية أو خارجية ومشكلات اجتماعية واقتصادية وسياسية وثقافية وأخلاقية و هذه المشكلات تتطلب الحل السريع والحاسم ، لأن حياتنا اليوم أصبحت جسدا بلا روح وأعظم ما تعانيه الأمة اليوم هو ضعف الوازع الديني وفساد الأخلاق وموت روح البحث والأصالة الفكرية ، لأننا نعيش أزمة إيمان وأزمة أخلاق".
قال تعالى:﴿ " وكان حقا علينا نصر المؤمنين"﴾
وقال أيضا: ﴿" ألا إن نصر الله قريب"﴾
أن ما عليه الأمة الإسلامية اليوم منذر بخطر عظيم، على أيدي اليهود والنصارى ومن تحالف معهم من المنافقين المتلبسين بالإسلام، الذين يتولون اليهود والنصارى بشتى أنواع التولي، وإن من عنده إدراك بواقع الأمة يعلم ذلك، فتمكينهم من بلاد المسلمين، وفتح الطريق لهم، وتخذيل أهل العلم عن فضح مخططاتهم، ورمي ( الشعية ) بأنهم يشعلون فتيل الفتنة، والزج بهم في غياهب السجون، وإعطاء تنازلات في دين الله إرضاء لمطالب الكفار، لهو دليل واضح على تأييدهم ومناصرتهم لهم على أولياء الله وحزبه، فعلى هؤلاء الذين هذه صفاتهم والساكتين عن بيان الحق الذي يكاد أن يندرس وتطمس معالمه، أن ينتظروا جزائهم الذي توعدهم الله به في كتابه، حيث يقول: {أفأمن الذين مكروا السيئات أن يخسف الله بهم الأرض أو يأتيهم العذاب من حيث لا يشعرون أو يأخذهم في تقلبهم فما هم بمعجزين أو يأخذهم على تخوف فإن ربكم لرؤوف رحيم}، وقال تعالى: {أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتاً وهم نائمون أو أمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحاً وهم يلعبون أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون}.
وهذه سنه الله التي لا تتغير ولا تتبدل في إهلاك الأمم الظالمة، الناكصة عن هدي ربها، وما جاء به المرسلون، فالحذر الحذر من التمادي في مجانبة الحق، وإعطاء الدنية في دين الله لأعداء الله ورسوله(ص) وعترة البيت المعصومين عليهم السلام ..
فأول هذه التوجيهات؛ أقدمها إلى حكام المسلمين في كل مكان، مذكراً إياهم دعوة النبي صلى الله عليه وسلم، حيث يقول: (اللهم من ولي من أمر أمتي شيئاً، فشق عليهم، فاشقق عليه)، وحديث/ (من استرعاه الله رعيه، ثم يموت وهو غاش لرعيته، إلا لقي الله وهو عليه غضبان).
فاحذروا من عذاب الله ونقمته وأليم عقابه، وارفقوا بشعوبكم، ولا تسلموها إلى أعدائكم الذين يبغضونكم، مهما جاريتموهم وتلطفتم معهم، فهم يكرهون المسلم لإسلامه؟؟
فالأمة الإسلامية يجب أن تستعيد سلطانها وتستلم زمام أمرها وتقتلع الخونة من سدة الحكم.
إن خنوع الأمة وتنازلها عن سلطانها هو الذي جرأ الرويبضة على التحكم بها واستذلالها.
نعم, على الأمة الإسلامية ان تستعيد سلطانها وتقرر قرارها وتختار حاكما قويا أمينا سلطانه يستند طبيعيا عليها فهي صاحبة السلطان الحقيقي لينوب عنها في تنفيذ الإسلام الذي آمنت به ويحمل رسالتها رسالة هدى ونور للبشرية جمعاء لتسعد في الدنيا والآخرةوهو الايمان (بالمهدى عليه السلام ) الذى تنتظرة هذة الامة أو طائفة منها .
وبعد ذلك تتحرك الجيوش الإسلامية تلقائيا لدخول ونصرة المسلمين المنكوبين في شتى بقاع الارض. قال تعالى: ﴿(ولينصرن الله من ينصره، إن الله لقوي عزيز).﴾
khaledkrom