المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المنتظر..هل يملآ الارض عدلا بتشريع امامي ام وهابي ام غير اسلامي ؟بقلم سامي جواد


وفاء النجفي
05-10-2009, 05:15 PM
بقلم : سامي جواد كاظم


نبدأ من الاتفاق حتى ندحض نقاط الخلاف ومن المسائل الاكثر جدلية في عصرنا هذا هي مسالة المهدي المنتظر حيث النسب والسبب والكيفية والمتى ، وتعد نقطة النسب هي اهم محور في الخلاف بين الملل والاديان ، وللامامية معتقد يختلف عن بقية معتقدات كل الملل الا وهو ان المهدي المنتظر هو محمد بن الحسن العسكري حي يرزق اما بقية الجوانب المتعلقة بالامام المنتظر فانها محل وفاق بين كل الاديان والملل وان كانت هنالك اختلافات بسيطة لا تؤثر على اصل الفكرة.
المنتظر يظهر في اخر الزمان يملأ الارض قسطا وعدلا بعدما ملئت ظلما وجورا هذا امر متفق عليه لدى الامامية والسنة واليهود كما في سفر التكوين [20:17] وفي حق إسماعيل سمعتك وها أنا ذا باركته ونميته وسوف أزيده سيولد منه أثنا عشر سيدا وسوف أجعلهم أمّة عظيمة والنصارى والزردشتيين كما في كتابهم المقدس (زند) والهندوس كما في كتابهم المقدس (ديد) بل وحتى الوهابية تؤمن بالمنتظر ففي احدى اجاباتهم لسؤال من كيني عن المنتظر جاءت الاجابة من المشايخ الوهابية اقتطف منها هذه العبارة " يملا الارض عدلا وقسطا كما ملئت جورا و ظلما يحكم العالم كله ـ ان الاعتقاد بخروج المهدي واجب وانه من عقائد اهل السنة والجماعة ولا ينكره الا جاهل بالسنة ومبتدع في العقيدة" وللتوثيق مصدر هذه العبارة مدير ادارة المجمع الفقهي الاسلامي محمد المنتصر الكتاني في 21 مايس 1976 جواب على رسالة الكيني محمد شوس عن المهدي .
والمسلمون سنة وشيعة متفقون طبقا للحديث ( ابشركم بالمهدي، يبعث في امتي على اختلاف من الناس وزلازل، يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلما) مسند احمد بن حنبل ج2 ص 37 .
اذن هنالك عدالة ستتحقق على يد المنتظر ومن هذه النقطة المتفق عليها ندخل في صلب البحث .
من هذه العدالة تاتي دلالة بل ادلة على رد افكار ومعتقدات خاطئة تفشت في الامة الاسلامية خاصة والعالمية عامة ولان العدالة امر متفق عليه بانها ستتحقق على يد المنتظر وعلى الارض كلها من غير ان تخصص في رقعة جغرافية واحدة او قومية معينة من هنا تبدأ عملية دحض هذه الافكار، واول هذه الافكار هي العلمانية او الليبرالية التي تدعي فصل الدين عن الدولة أي ان الدين عاجز عن تشريع قوانين عصرية تخدم البشرية لانه جاء لزمن غير الزمن الذي نعيشه .
طالما الاقرار دينيا ومن قبل كل الاديان والمذاهب والملل ان المنتظر المسدد الهيا سيظهر ويحقق العدالة العالمية والعدالة لا تتحقق الا وفق تشريع لا يغرب عنه الشاردة والواردة وكما انه يعلم بذوات وخواص كل المخلوقات ذات العلاقة بالتشريع وهذا يستحيل على مخلوقات الكون الا على الله عز وجل خالق الكون فهو من اختصاصه بحكم لطفه على عباده ، والمنتظر مؤيد من الله عز وجل اذن التشريع الذي يحقق العدالة هو تشريع ديني سماوي بحت ، هنا سقط الفكر العلماني .
المحور الاخر في البحث وبعيدا عن تشعباته والتي قد ترد استفهامات شرعية بهذا الخصوص وهي كأن يقال لو ان الزردشتية مثلا تؤمن بمن يظهر ويحقق العدالة هل سيعتمد التشريع الزردشتي والاخر يقول كذلك بخصوص ملته وهذا بحث يجاب عليه باختصار من غير التوسع فيه الا وهو ان دين محمد صلى الله عليه واله وسلم هو خاتم الاديان باعتراف ممن سبقه من اديان وكتب سماوية وعليه كل ما موجود من تشريع ايجابي في أي دين او مذهب ستجدون اية قرانية وقد توضح بحديث نبوي تدل على هذا التشريع الايجابي .
المحور الاهم من تحقيق العدالة وتشريعها الامثل هو ما يخص الخلاف بين المذاهب الاسلامية نفسها حيث هنا السؤال سيكون حاضر وبقوة من اين للمنتظر الموعود التشريع الذي يحقق العدالة في العالم ؟
جوابان لا غير اما من خارج القران او من القران ، لو كان من خارج القران هذا وجه اخر للكفر حيث يدل هذا على اولا النقص في القران وانه ليس باعجاز وليس لخاتم الاديان والعياذ بالله من ذلك ويكفي دليلنا في الرد على هذا استدلالنا بالاية الكريمة "فيه تبيان لكل شيء "، ثانيا ولو كان بوحي من الله عز وجل اذن جاء خلاف للحديث النبوي المشهور لا نبي من بعدي ، من هنا يلغى جواب ان التشريع من خارج القران .
اذن التشريع في القران والقران بين يدينا فما هي الميزات التي يمتاز بها المنتظر حتى يستنبط التشريع العالمي الذي يحقق العدالة لكل العالم دون سائر الخلق ؟
لنقف كثيرا وبتمعن عند هذه النقطة التي تظهر حقائق وتدحض خرافات وشبهات .
لماذا خصص الله عز وجل شخص معين في فهم نصوص القران دون غيره ؟ وان كان هو فقط فكيف بتشريعاتنا بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه واله ؟ومن كان له الحق في فهم نصوص القران ؟ فان كان كل من له اطلاع اذن ما الفائدة من المنتظر وما هو الجديد الذي ياتي به ؟ وان قيل ليس بل هم اناس مخصصين في فهم نصوص القران نسال من هم وكيف لنا ان نعرفهم ؟ قد تاتي الاجابة من التاريخ الذي يذكر لنا عجز كثير من الصحابة تفسير كثير من ايات القران وباعترافهم اذن تشريعاتهم يتخللها الخطأ وغمط حق الاخرين ،ولكن هنالك من التجأ اليهم المسلمين وغير المسلمين في معرفة الاحكام الشرعية والتاريخ نفسه يقر باهل بيت النبوة عليهم السلام في التصدي لهذه المسؤولية ، وهنا نقطة بالغة الاهمية حيث اجابة أي معصوم عن أي حكم يرفق اجابته باية قرانية لتكن دليل قول رسول الله (ص) لعلي عليه السلام ( يا علي انا اقاتل على التنزيل وانت تقاتل على التاويل ).
ان كان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يفكر بامته في اخر الزمان ويوصيهم بالمنتظر ليقودهم للامان وتحقيق العدالة فهل يترك امته من غير قائد من بعد وفاته لحين الظهور ؟!!
وبما ان المنتظر يحقق العدالة اذن كيف حال حكام المسلمين بعد رسول الله (ص) فهل عدالة المنتظر نفسها عدالة بني امية او بني العباس او طواغيت الارض في عصرنا هذا ؟ لو قلتم نعم اذن الغي الامتياز الذي خص فيه المنتظر وشكك في الاحاديث الجمة الدالة على ظهوره لتحقيق العدالة المتفق عليها من قبل كل الاديان والمذاهب ونكون ناقضنا انفسنا بانفسنا .
يقولون ان الاية الكريمة (هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ [آل عمران : 7]) حيث تصر بعض المذاهب على ان الاية والراسخون في العلم لا يقصد منها قدرتهم على تفسير الايات القرانية وانهم اناس ذو صفات ايمانية يمكن للمرء ان يصلها والتاويل هو من اختصاص الله عز وجل ، فلو كان كذلك فكيف بالمنتظر في استنباط الاحكام الشرعية من القران وكيف له في تاويل اياته ومن اين له هذا العلم اللدني في تشريع القوانين التي تحقق العدالة العالمية ؟ كلها اسئلة تدحض من يدعي ان الراسخون في العلم لا علم لهم بالقران وانهم اناس عاديون والا لتمكنوا من التشريع من غير انتظار المنتظر.
هنا ياتي سؤال لو كان كذلك فكيف بنا ونحن نعيش زمن الانتظار هل يحق للواحد القهار ان يحاسب عباده على جرم يرتكبوه ولا من شخص يتوجهون اليه في احكامهم ؟
فاحدى صفات العدالة الالهية او البراءة العقلية هي قبح العقاب من غير بيان وكذلك من موجبات عدالة من له حق التشريع من الائمة هو الاشارة الى المشرع الذي يخلفه بعد وفاته .
فلو لم يولد المنتظر فاين له ان يعلم بالتشريعات التي يتضمنها القران هل من الدراسة ام من الالهام ؟ فلو قلتم من الدراسة نسال من هو الذي يدرسه ؟ واذا تم تدريسه اذن المدرس افضل من الطالب فلماذا انتظار المنتظر ولدينا من يدرس المنتظر ؟ كما وان ساعة ظهوره غير معلومة ،وان قبل انه الهام الهي اذن هنا دحضت الشبهات التي كانت ترد على اتباع اهل البيت بان الله عز وجل لا يوحي الى بعض عباده لخاصية خصهم بها ولا ارتباط له معهم بالرغم من الادلة التي ذكرت في كتب فقهائنا منها ايحاء الله عز وجل الى ام موسى وام عيسى والنحل وغير ذلك من الايات التي تدل على امكانية تخصيص عباد مقربين من الله عز وجل وفق لطف الهي لنا ولائمتنا عليهم السلام .
ان القران الذي انزل على رسول الله صلى الله عليه واله وسلم لا يمكننا اعتماده من غير السنة فمن اين له الامام المنتظر في اعتماد القران من غير السنة التي توضح القران واحكام التشريع ؟ عندنا الجواب الحاضر هو صحيفة الجامعة التي هي باملاء رسول الله وبخط امير المؤمنين عليهما السلام ويتناقلها امام من بعد امام ، وانها الان بيد المنتظر لتدل دلالة واضحة على ارتباط الامام المنتظر بالامام الحادي عشر الا وهو الامام العسكري عليه السلام حيث الارتباط ابوي امامي .
وغير هذا الدليل والاثبات تتعرض الامة الاسلامية الى من هب ودب في ادعائه المهدوية ولا يمكن ردعه طالما اذا كانت الافكار لا تعتمد على سلسلة الاستفهامات واجاباتها التي تطرقت اليها في بحثنا هذا .
اخر الامر هنالك مسالة مهمة جدا الا وهي استنباط الاحكام الشرعية حيث هنالك القياس واجتهاد الراي على حساب النص والاجتهاد من نفس النص وهذا الاخير تقر به الامامية وترفض القياس واجتهاد الراي وهذا ما سيكون عليه المنتظر حال ظهوره ونسال الله عز وجل بتعجيل ظهوره .
فالعدالة التي يحققها المهدي المنتظر عليه السلام طبقا للقران الكريم تفند كل الادعاءات والاجتهادات خارج النص والتي اعتمدتها بعض المذاهب الاسلامية

النجف الاشرف
05-10-2009, 05:23 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
مقال جميل بتعابير بسيطه .....
لكن ماذا فهمت الوهابيه من التشريع الاسلامي حتى يفهمون العقيده المهدويه ؟!!!
فكل شي عندهم سطحي وحتى الله سبحانه وتعالى لا يدركونه اذ لم يجسموه ويجعلوه قريبا لعقولهم
والسلام عليكم