المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ~" آية الله الحاج السيد عبد الحسين دستغيب‏


نسايم
15-10-2009, 01:36 AM
شهيد المحراب الثالث آية الله الحاج السيد عبد الحسين دستغيب ‏(رحمه الله)

ولادته
فتح آية الله السيد عبد الحسين دستغيب عينيه على الدنيا في ليلة عاشوراء من عام ‏‏1292هــ.ش في مدينة شيراز في أسرة علمائية. كانت هذه الولادة المباركة في ‏دار بسيطة في إحدى أزقة شيراز القديمة القريبة من سوق الدجاج الذي يسمى ‏اليوم "شارع أحمدي". ولادته في ليلة عاشوراء دعت إلى تسميته بــ "عبد ‏الحسين" وكانت حياته أيضاً مثالاً واضحاً لهذا الاسم. والده السيد محمد تقي بن ‏الميرزا هداية الله مرجع محافظة فارس الكبير، الذي كان حين ولادة ابنه في ‏كربلاء.‏
فقد الشهيد دستغيب أباه وهو في الثانية عشرة ليتعهد من حينها بأمه وأخواته ‏الثلاث وأخويه. ‏
أسرة دستغيب من الأسر الأصيلة الشريفة في محافظة فارس وشيراز حيث ترجع ‏سابقتها التاريخية إلى 700ـ800 سنة، وقد برز منها العلماء الكبار والأدباء ‏والخطباء. ويرجع نسب هذه الأسرة بثلاث وثلاثين واسطة إلى الإمام السجاد عليه ‏الصلاة والسلام. ‏

*******
دراسته
تلقى الشهيد الدروس التمهيدية (المقدمات) في طفولته لما كان يتمتع به من ذكاء ‏وفطنة وهبها الله إياه، حتى إذا انتهى من دروس المرحلة المتوسطة (السطوح) ‏أصبح إماماً لجماعة مسجد باقر خان، وبعد سنين من معاناة الفقر وشظف العيش ‏قصد النجف الأشرف في سنة 1314هــ.ش ليواصل دراسته هناك. ‏
وهناك نهل من معين أساتذته كالمرحوم آية الله الحاج كاظم الشيرازي، وآية الله ‏الحاج أبي الحسن الموسوي الأصفهاني، وآية الله العظمى الحاج السيد الميرزا آقا ‏الاصطهباناتي، وآية الله الحاج ميرزا علي آقا القاضي الطباطبائي الذي كان من ‏أعاظم أهل المعرفة والسير والسلوك. ‏
وفي سن الرابعة والعشرين وفّق للحصول على درجة الاجتهاد وأجيز من المراجع ‏كآية الله آقا ضياء الدين العراقي، والشيخ كاظم الشيرازي، والسيد أبي الحسن ‏الأصفهاني. وكان للشهيد دستغيب ثماني إجازات في الاجتهاد. ‏
بعد عودته من النجف الأشرف، أخذ يقيم صلاة الجماعة في المسجد الجامع العتيق ‏ويقوم على دعوة الناس وإرشادهم، إلى جانب مواصلته لطلب العلم والمعرفة عند ‏الفقيه العارف الشهير آية الله الحاج الشيخ محمد جواد الأنصاري الهمداني (قدس ‏سره) ليقطع بإرشاداته أشواطاً رفيعة في السلوك والعرفان. وأخيرا،ً من خلال ‏مرافقته لسماحة آية الله نجابت استطاع تحطيم قيود الدنيا في نفسه كاملاًًً ولم يبق ‏له أمل فيها سوى قرب الله تعالى ووصاله. ‏

*******
بحر من الفضيلة والكرامة
‏ الفضائل الخلقية للشهيد السعيد هي حديث العامة والخاصة؛ يقول رفيق دربه ‏القديم آية الله نجابت: "لم ألتق آية الله دستغيب مرة إلا وكان له حديث عن الله ‏وعلوم أهل البيت". اعطاه العالم الرباني والفقيه الكبير المرحوم الحاج آقا الشيخ ‏محمد كاظم الشيرازي درجة الاجتهاد.‏
لقد قطع الشهيد دستغيب أشواطاً في المعنويات والسير إلى الله لم يبلغها إلا نزر ‏يسير من الناس؛ فقد روي عنه الكثير من الكرامات لما حمله بين جنبيه نفس ‏مطمئنة طيلة عمره؛ فتارة يخبر عن موعد موت فرد ما، وتارة يعيد طفلاً ‏محتضراً إلى الحياة بإذن الله، وثالثة يثير الاستغراب بفعل يعكس علمه بحدث لم ‏يجر حديث عنه: في أحد الأيام أخذ شخص بيدي ولديه وتحرك من مدينة بوشهر ‏لزيارة السيد، وقال في سبب هذه الزيارة: "اشتد المرض بأحد أولادي منذ أيام، ‏وقال الأطباء يجب أن تعالجه في شيراز". كنت في ضائقة مالية، فتوسلت بإمام ‏الزمان عجل الله فرجه، وبعد بكاء ونحيب قيل لي في اليقظة والمنام لا تكترث، ‏اذهب إلى شيراز، نائبنا السيد دستغيب هناك، يقضي لك حاجتك. فجاء هذا ‏الشخص إلى السيد، فابتدأه هو من دون مقدمة قائلاً: "لا تكترث، فأنا أعطيك ‏تكاليف المستشفى التي تعالج بها ولدك"! ‏

*******
في ميدان السياسة وصد الهجوم الثقافي
بدأ الجهاد السياسي لهذا الشهيد الكبير منذ أن وجد أساس الدين في خطر بتولي ‏رضا خان للحكم؛ ولهذا كان يعمل على توعية الناس من خلال منبر الخطابة، ‏حيث تجلى ذلك بشكل خاص في اعتراضه الشديد على نزع الحجاب الإجباري ‏الذي كان أول خطة استهدفت ضرب الإسلام وفتح الباب أمام المفاسد والمنكرات ‏في المجتمع ليتزايد بالتالي نفوذ الأجانب في جميع شؤون البلد الإسلامي. وعندما ‏راح رضا خان يواجه علماء الدين، كان هو أيضاً في الصف الأول من ‏المعارضة، حتى إن جلاوزة رضا خان منعوه من ارتقاء المنبر والخطابة.‏
في أواخر عام 1341هـ.ش، إبان مشروع لجان المحافظات والمدن وتصاعد ‏صوت المعارضة من قم بقيادة الإمام الخميني، ووصول أول بيان لقائد الثورة ‏العظيم من قم إلى يد الشهيد دستغيب، قال هو صريحاً: "كل وجودي في خدمة ‏الإسلام". ومن حينها لم يهدأ لحظة وأخذ ينظم حركته كماً وكيفاً مع حركة الإمام ‏معرضاً بالكامل في ذلك عن جانبي الإفراط والتفريط. ولما كان يرى ضرورة ‏التعاون مع غيره من العلماء، ذهب إلى بيوت العلماء آنذاك فرداً فرداً واستطاع ‏بشكل من الأشكال إقناعهم ـ إلا اثنين أو ثلاثة ـ بالمشاركة في المجلس ‏الأسبوعي العام في ليالي الجمعة في مركز الجهاد (المسجد الجامع في شيراز). ‏فكان يقوم من خلال خطبه الشديدة التي يفضح فيها النظام بتوعية الناس وإعدادهم ‏لمواجهة الطاغوت. كان شريط خطبه يوزع في أنحاء البلاد، وكان بعض خطبه ‏على درجة من التأثير والفائدة بحيث كانت تستنسخ بأمر الإمام وتوزع بأعداد ‏كبيرة. ‏
وأخيراً أصدر الفريق باكروان حكماً بنفيه في تاريخ 10/1/1342. ولكنه لما ‏كانت سياسة دعم الثقافة الأجنبية المبتذلة تدفع بالبلد نحو الهاوية، كان اعتماده ‏الأساس في مواجهة الهجوم الثقافي الأجنبي هو تكريس الثقافة الإسلامية. ‏
بعد اعتقال السيد الإمام في 15 خرداد 1342، تحرك ليلاً رجال الساواك وقوات ‏الحرس الخاصة من طهران إلى شيراز وهاجموا داره. فانتقل الى طهران. ‏
هذه الشخصية الكبيرة كان لها دور فاعل ومهم في تصعيد كفاح الجماهير في ‏محافظة فارس ضد نظام الشاه. تصريحاته الشجاعة حول مهرجان الفن في شيراز ‏أعطت عمقاً للتحرك الإسلامي في المحافظة، وخطبه وحضوره في التظاهرات ‏والمسيرات والتحركات في المنطقة كانت سداً منيعاً للجماهير المضطهدة هناك. ‏
لقد قام شهيد المحراب الكبير في أيام نفي الإمام في النجف الأشرف بزيارته عدة ‏مرات؛ فنقل له أخبار البلاد والتحرك القائم آنذاك وعاد إلى إيران بالتوجيهات ‏القيمة للإمام.. كان وجود الشهيد دستغيب مادة خير وبركة على الدوام. ‏
وعند تصاعد الثورة الإسلامية واقتراب النصر النهائي في 22 بهمن 1357، ‏اتصل هو برئيس الشرطة وقال له أن يسلم نفسه ويفكر بروحه وأرواح الناس، ‏ولأن السقوط قريب فلا يعرض نفسه وغيره للموت. وبالطبع سلّمت وحدات ‏الجيش ولا سيما قوات الدرك الواحدة تلو الأخرى. ومع أن انتصار الثورة لم يكن ‏قد أعلن عنه بعد، إلا أن دار الشهيد كانت محط قادة الجيش والضباط بين داخل ‏وخارج. ‏
أصبح آية الله دستغيب بعد انتصار الثورة الإسلامية المباركة نائباً عن محافظة ‏فارس في مجلس الخبراء. وعلى أثر طلب أهالي شيراز بإمضاء طومار بطول ‏ثمانين متراً، عيّنه السيد الإمام إماماً لجمعة شيراز. ‏

*******
العروج الملكوتي
في الساعة الحادية عشرة والنصف من صباح يوم الجمعة 20 آذر (الشهر التاسع) ‏‏1360هـ.ش خرج كعادته إلى صلاة الجمعة. يقول حارسه عندما خرج من الدار ‏توقف قليلاً وأحكم حزام وسطه وقال: "لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، إنا ‏لله وإنا إليه راجعون". بعد ذلك نزل من السلم وأخذ يسير واضعاً يداً على صدره ‏وأخرى يشير بها إلى الأعلى. بعد لحظات أسرعت إليه فتاة في التاسعة عشرة من ‏زمرة المنافقين الخائنة مع عدة كيلوات من مادة الـ "تي أن تي" بحجة أنها تريد ‏إيصال رسالة إليه بيدها، ثم دوى انفجار مهيب تقطع على أثره السيد عبد الحسين ‏دستغيب إرباً إرباً كمولاه المظلوم الإمام أبي عبد الله الحسين عليه السلام. جدران ‏الزقاق وأبواب الدور والأرض وسطوح المنازل غرقت بالدماء، ولم يكن من ‏المقدور تمييز الأجساد عن بعضها. ‏كفنوا الشهيد ووري جثمانه الثرى. ‏

*******
خدمات جليلة وآثار باقية
في عام 1321هــ.ش قام الشهيد دستغيب بإعمار المسجد الجامع العتيق في ‏شيراز الذي يعتبر من الأبنية الأثرية التي يرجع تاريخها إلى أكثر من ألف عام، ‏حيث أخذ بالتلاشي على مر الأيام، فقام هو وبهمة أصحابه المؤمنين في محافظة ‏فارس بإعماره إلى حد جعلوا المسجد كأنه بني من جديد. ‏
يقول أحد أفراد الساواك في تقرير بهذا الخصوص: "...آية الله دستغيب إمام ‏جماعة المسجد العتيق، عندما كان هذا المسجد خرباً قام هو بنفسه في بداية الأمر ‏بالحفر في المسجد كالعمال ثم أعاد بناءه بمساعدة أهالي المنطقة". ‏
وبعد انتصار الثورة الإسلامية، تمت إعادة مدرسة قوام وهاشمية وآستانه في ‏شيراز التي كان قد اغتصبها النظام على مدى سنين طويلة لترجع تحت إشرافه ‏إلى طلاب العلوم الدينية، وهي تدار اليوم بيد أساتذة بارزين نموذجيين. كما قام ‏الشهيد ببناء عشرات المساجد والمدارس من قبيل مدرسة حكيم، ومسجد الرضا، ‏ومسجد المهدي، ومسجد فرج آل الرسول، ومسجد الإمام الحسين ومسجد روح ‏الله؛ كما أعطيت آلاف الأمتار من الأرض للمستضعفين والمحرومين كمجمع علي ‏بن أبي طالب، ومدينة الشهيد دستغيب، ومجمع خاتم الأنبياء. كما قام بتقديم ‏مساعدات قيمة في بناء أكثر من خمسين مسجداً. ‏

*******‏
مؤلفاته
ترك الشهيد آية الله السيد عبد الحسين دستغيب نفائس من العلوم والمعارف ‏للإنسانية، نذكرها كما يلي: ‏
صلاة الخاشعين (هذا الكتاب كتبه في سن الثانية والعشرين حيث منعت الرقابة ‏ثلثيه على عهد البهلوي الأول)، القصص العجيبة، الذنوب الكبيرة (مجلدان)، القلب ‏السليم، الثورة الحسينية، سيد الشهداء، الخطبة الشعبانية، الاستعاذة، المعاد، ‏التوحيد، جنة الخلد (تفسير سورة الرحمن)، المظالم، النفس المطمئنة، العبودية سر ‏الخلق، الإيمان، العدل، الأخلاق الإسلامية، آداب من القرآن (تفسير سورة ‏الحجرات)، العالم الآخر (تفسير سورة الواقعة)، اثنان وثمانون سؤالاً، معارف من ‏القرآن (تفسير سورة الحديد)، البوح بالسر في القرآن (تفسير سورة المجادلة)، ‏قلب القرآن (تفسير سورة يس)، حقائق من القرآن (تفسير سورة القمر)، المعراج ‏‏(تفسير سورة النجم)، القيامة والقرآن (تفسير سورة الطور)، النبوة، الإمامة، ‏فاطمة الزهراء (سلام الله عليها)، زينب الكبرى (سلام الله عليها)، خطب صلاة ‏الجمعة، شهر الله، شرح وحاشية على كفاية الأصول، حاشية على رسائل الشيخ. ‏
وكتب الشهيد دستغيب غالباً ما تطبع بكميات كبيرة جداً لتصل إلى يد العديد من ‏الطالبين، وبعض كتب الأستاذ كالمعاد والذنوب الكبيرة طبع منها أكثر من مليون ‏نسخة. ومؤلفاته ترجمت إلى العربية والإنجليزية والفرنسية والألمانية والأردية، ‏وقد نفدت أسواق الدول العربية من ترجماتها العربية في فترة وجيزة..‏

al-baghdady
17-10-2009, 02:04 AM
السيد عبدالحسين دستغيب قدس سره الشريف
أحد العلماء الكبار والمجاهدين في طريق الإسلام
باركالله بكِ يانسايم على الموضوع القيم
البغدادي

al-baghdady
17-10-2009, 02:06 AM
السيد عبدالحسين دستغيب قدس سره الشريف
أحد العلماء الكبار والمجاهدين في طريق الإسلام
بارك الله بكِ يانسايم على الموضوع القيم
البغدادي

سيدي محمد
22-11-2009, 06:14 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

شكرا لكم على هذا الموضوع الرائع

بانتظار المزيد

نسايم
03-02-2010, 04:47 AM
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم وفرجنا بهم

البغدادي . سيدي محمد

شاكرة لكم تواجدكم العطر

موفقين لكل خير ...

حسين ناصرألسعدي
07-02-2010, 02:38 PM
بارك الله بكِ نسايم على الموضوع المفيد والمعلومات الجميلة وجزاكِ الله خير الجزاء

أللهم ارحم آية الله الحاج السيد عبد الحسين دستغيب ‏(رحمه الله) واسكنه جناتك