بنت الوادي المقدس
15-10-2009, 09:12 PM
كاظم فنجان الحمامي
كلنا ندرك مدى تأثير محرك البحث (جوجل) على حياتنا اليوميّة, فهو مرشدنا الأقوى على شبكة الانترنت, ومساعدنا اللبيب في رحلة البحث والمطالعة الكونية, ينجز طلباتنا بسرعة مذهلة, ويقدمها لنا على لوحة كرستالية براقة, أو على قطعة بلازمية رقيقة, ومن دون أن نغادر منازلنا, حتى صار خادمنا المطيع الذي لا يتوانى عن تلبية احتياجاتنا من المعلومات الفورية الدقيقة, والكتب والأفلام والأشرطة الصوتية, وبالصيغة والحجم والكيفية التي نراها نحن مناسبة, ويتحمل مزاجنا المتقلب دائما, ومن دون أن تبدو عليه علامات التعب أو التذمر, أو تبدو عليه علامات العجز والوهن. بل انه راح يطور نفسه, ويقوي مهاراته, فأتاح لنا فرصة الولوج إلى المواقع الإلكترونية لدور النشر بسهولة فاقت التصور, وأغنانا عن شراء الصحف الورقية, نقضي برفقته أمتع الأوقات, ونجوب معه المسالك والممالك, ونقفز فوق خطوط الطول والعرض من دون حواجز. ونفك رموز الخرائط المجانية المعززة بصور الأقمار الصناعية, والجوجل أبصر من زرقاء اليمامة في مشاهدة ما يجري في ثغور القارات البعيدة, والأروع من ذلك كله إننا أصبحنا من خلاله قادرين على رصد كوارث الغابات, ومراقبة تحركات الأعاصير الدوارة, وإحصاء عدد السيارات المارة في شوارع المدن, وسبر أغوار البحار والمحيطات, والسيطرة على حركة السفن المتحركة في المسالك الملاحية حول العالم.
http://www.wata.cc/up/uploads/images/wata4a1e6fe038.jpg (http://www.wata.cc/up/uploads/images/wata4a1e6fe038.jpg)
باشر جوجل منذ اليوم الثامن من شباط (فبراير) 2005 برسم مخططات تفصيلية للمدن والمرافئ والطرق المؤدية إليها, والأزقة الفرعية المرتبطة بها, وقدم لنا إحصاءات رقمية عن حوادث السير معززة بالصور ومن عدة زوايا, مع توضيح دقيق لحالة الطقس وشدة الرياح السائدة عند وقوع الحوادث. وصار بإمكانه أن يراقب مدارات الكواكب, ويتابع تنقلات القمر من منزل إلى آخر, ويحدد ارتفاعات وانخفاضات المد والجزر, ومواسم هجرة الطيور والأسماك. وصار ماهرا في عرض التقارير الفورية لبيانات السفن المتحركة في عرض البحر من دون أن تشعر السفن بأنها واقعة تحت مراقبته. لكنني فوجئت بان هذا الجوجل المعروف بدقته وصدقه وحياديته, خسر مزاياه كلها دفعة واحدة, وراح يتعمد تشويه اسم شط العرب في خرائطه المجانية, ويطلق علية (أرفند رود) باللغة الانجليزية, وسار على النهج الضال الذي انتهجته الأدميرالية البريطانية, وتعمدها تحريف الاسم وتشويهه في خرائطها الملاحية, التي توزعها على جميع السفن الماخرة في بحار كوكب الأرض.
أخشى أن يعتاد الناس حول العالم على التسمية المستهجنة, وربما سيأتي اليوم الذي تتغير فيه أسماء مدننا العريقة, مثلما تغير اسم (تل اللحم) القريب من (أور) في محافظة ذي قار, وصار يُعرف بـ (طُليل) في خرائط الجيوش الأمريكية التي انتهكت حرمة المواقع الأثرية السومرية, والمثير للسخرية إن تشكيلاتنا العسكرية الجديدة تستخدم الاسم الغريب في مخاطباتها من دون أن تدرك أبعاد ونتائج هذا التشويه المتعمد. وها نحن نشهد اشتراك (جوجل) مع الأدميرالية العجوز في طمس اسم شط العرب من دون أن يحتج رجال القبيلة أو يهتز لهم طرف.
ترى من المسئول عن تصحيح شقلبة الأسماء وتحريفها ؟. أنا شخصيا لا اعرف بالضبط, فقد ضاع الخيط والعصفور, لكنني بدأت أشك بالجوجل وأتوجس منه, فالجوجل كيان حاسوبي افتراضي جبار, يمتلك قوة معلوماتية متنامية اكتسحت (ياهو) و (مايكروسوفت), والمخيف بالأمر إن هذه القدرات الكونية الشاملة للجوجل آخذة في التوسع والنمو, وتبعث على الارتياب. وربما سيصبح (جوجل) أداة شيطانية من أدوات بسط نفوذ النظام العالمي الجديد, وصولجانا فرعونيا في قبضة حكومة العالم الخفية. التي كثر عنها الحديث هذه الأيام.
كلنا ندرك مدى تأثير محرك البحث (جوجل) على حياتنا اليوميّة, فهو مرشدنا الأقوى على شبكة الانترنت, ومساعدنا اللبيب في رحلة البحث والمطالعة الكونية, ينجز طلباتنا بسرعة مذهلة, ويقدمها لنا على لوحة كرستالية براقة, أو على قطعة بلازمية رقيقة, ومن دون أن نغادر منازلنا, حتى صار خادمنا المطيع الذي لا يتوانى عن تلبية احتياجاتنا من المعلومات الفورية الدقيقة, والكتب والأفلام والأشرطة الصوتية, وبالصيغة والحجم والكيفية التي نراها نحن مناسبة, ويتحمل مزاجنا المتقلب دائما, ومن دون أن تبدو عليه علامات التعب أو التذمر, أو تبدو عليه علامات العجز والوهن. بل انه راح يطور نفسه, ويقوي مهاراته, فأتاح لنا فرصة الولوج إلى المواقع الإلكترونية لدور النشر بسهولة فاقت التصور, وأغنانا عن شراء الصحف الورقية, نقضي برفقته أمتع الأوقات, ونجوب معه المسالك والممالك, ونقفز فوق خطوط الطول والعرض من دون حواجز. ونفك رموز الخرائط المجانية المعززة بصور الأقمار الصناعية, والجوجل أبصر من زرقاء اليمامة في مشاهدة ما يجري في ثغور القارات البعيدة, والأروع من ذلك كله إننا أصبحنا من خلاله قادرين على رصد كوارث الغابات, ومراقبة تحركات الأعاصير الدوارة, وإحصاء عدد السيارات المارة في شوارع المدن, وسبر أغوار البحار والمحيطات, والسيطرة على حركة السفن المتحركة في المسالك الملاحية حول العالم.
http://www.wata.cc/up/uploads/images/wata4a1e6fe038.jpg (http://www.wata.cc/up/uploads/images/wata4a1e6fe038.jpg)
باشر جوجل منذ اليوم الثامن من شباط (فبراير) 2005 برسم مخططات تفصيلية للمدن والمرافئ والطرق المؤدية إليها, والأزقة الفرعية المرتبطة بها, وقدم لنا إحصاءات رقمية عن حوادث السير معززة بالصور ومن عدة زوايا, مع توضيح دقيق لحالة الطقس وشدة الرياح السائدة عند وقوع الحوادث. وصار بإمكانه أن يراقب مدارات الكواكب, ويتابع تنقلات القمر من منزل إلى آخر, ويحدد ارتفاعات وانخفاضات المد والجزر, ومواسم هجرة الطيور والأسماك. وصار ماهرا في عرض التقارير الفورية لبيانات السفن المتحركة في عرض البحر من دون أن تشعر السفن بأنها واقعة تحت مراقبته. لكنني فوجئت بان هذا الجوجل المعروف بدقته وصدقه وحياديته, خسر مزاياه كلها دفعة واحدة, وراح يتعمد تشويه اسم شط العرب في خرائطه المجانية, ويطلق علية (أرفند رود) باللغة الانجليزية, وسار على النهج الضال الذي انتهجته الأدميرالية البريطانية, وتعمدها تحريف الاسم وتشويهه في خرائطها الملاحية, التي توزعها على جميع السفن الماخرة في بحار كوكب الأرض.
أخشى أن يعتاد الناس حول العالم على التسمية المستهجنة, وربما سيأتي اليوم الذي تتغير فيه أسماء مدننا العريقة, مثلما تغير اسم (تل اللحم) القريب من (أور) في محافظة ذي قار, وصار يُعرف بـ (طُليل) في خرائط الجيوش الأمريكية التي انتهكت حرمة المواقع الأثرية السومرية, والمثير للسخرية إن تشكيلاتنا العسكرية الجديدة تستخدم الاسم الغريب في مخاطباتها من دون أن تدرك أبعاد ونتائج هذا التشويه المتعمد. وها نحن نشهد اشتراك (جوجل) مع الأدميرالية العجوز في طمس اسم شط العرب من دون أن يحتج رجال القبيلة أو يهتز لهم طرف.
ترى من المسئول عن تصحيح شقلبة الأسماء وتحريفها ؟. أنا شخصيا لا اعرف بالضبط, فقد ضاع الخيط والعصفور, لكنني بدأت أشك بالجوجل وأتوجس منه, فالجوجل كيان حاسوبي افتراضي جبار, يمتلك قوة معلوماتية متنامية اكتسحت (ياهو) و (مايكروسوفت), والمخيف بالأمر إن هذه القدرات الكونية الشاملة للجوجل آخذة في التوسع والنمو, وتبعث على الارتياب. وربما سيصبح (جوجل) أداة شيطانية من أدوات بسط نفوذ النظام العالمي الجديد, وصولجانا فرعونيا في قبضة حكومة العالم الخفية. التي كثر عنها الحديث هذه الأيام.