العاملي الحقيقي
16-10-2009, 12:46 AM
مع كلّ تسبيحٍ نعانقُ هديَه
(مرثية الإمام الصادق عليه السلام)
أدموعُنا؟ بل إنها لجمارُ = أتفجّعٌ؟ بل ثورةٌ وقرارُ
لا للرحيلِ وحسْبُ تلتعج الحشى= لا بل لشمس ٍ لم يصنْها نهارُ !
لسحابةٍ جحدوا عطاها بعدما = منها جرتْ بقفارهم أنهارُ !
لمنارةٍ عقّوا ضِياها وهي لمْ = تبخلْ بنورٍ والظلامُ سُعارُ !
لا للرحيلِ وحسْبُ تلتعجُ الحشى= بلْ للكريمِ جزاؤُه الإنكارُ !
ياسيّدي، مالمْ تُعنّي إنّني = قلمٌ ضئيلٌ ما به أحبارُ
امنحْ فمي بعضَ البيان لذكرِكم= ففمي بدون بيانِكم إقْفارُ
أنّى سيُرثى من به إحياؤُنا = ما مات مَنْ تحيا به الأحرارُ
ما ماتَ، لكنْ قد فقدنا شخصَه= فبه تُعزّى العينُ لا الإضمارُ
ونراه في وجه العبادة والتقى = نوراً تغيبُ بجنبه الأنوارُ
مع كلّ تسبيحٍ نعانقُ هديَه = إنّا الترابُ وهديُهُ الأشجارُ
دانتْ ثمارٌ للغصونِ، وإنّه = للجذرِ أولى أن تدينَ ثمارُ
عجباً وقد قنعوا بضحلِ جداولٍ= والنبعُ فيهم حاضرٌ فوّارُ !
ياسيّدي، ورحلتَ، لو رحلتْ إذن= كلّ البسيطةِ ما هواستكثارُ
فبكَ استقرّتْ، ليتَ أنفسَهم وعتْ= أنّ الأئمّة للحياة قرارُ
فاقَ التألّمَ للرحيل تعجّبٌ = أنّ الورى عن مثلِكم فـُرّارُ !
لم تمضِ يا ابن المصطفى إلاّ وقد= أمضى الولاية علمُكَ السيّارُ
ورحلتَ إذْ ما عاد يجدي ضدّنا= لنعافكم قتلٌ لنا وحصارُ
ربّيتَ جيلاً ليس من فردٍ به = إلاّ وفيه من النضارِ نُضارُ
ووضُحتَ مثل الشمس رغم غمامهم=
وانشق رغم الظالمين ستارُ
وقدرتَ أنْ تفني الجموعَ بقدرةٍ = للعرشِ كان ببعضها إحضارُ !
لولا المشيئة للورى أن يُبتَلوْا = لجرتْ لكم بالأعرشِ الأقدارُ
مهما ذكرنا فالقليلَ نصيبُه = منكم، وأكثرُ فضلِكم أسرارُ !
سُمٌّ به قـُتل الإمامُ وإنَهُ = بضلوعِنا تبقى له آثارُ
لهفي لصَدْرٍ ظلّ داراً للهدى = وإذا به لنقيع سُمٍّ دارُ !!
غيّبتمُ شخصَ الإمامِ وإنّه = مهما فعلتم فالإمام منارُ
ياسيّدي المسمومَ، هذا شأنُكم = أنّ الشهادةَ عندكم مضمارُ
لكنّه الحزن الأليم لفقدِكم = حزنَ السواحلِ إذْ تغيبُ بحارُ
نبكي، ومهما قد بكتْ أحداقنا = فهو القليلُ وإنْ هو الأمطارُ !
إنّي بطيبةَ والسوادُ رداؤُها = يومَ الفجيعة، والهمومُ دثارُ
وشروقُها مثلُ الغروب، وشهدُها= هو علقمٌ، وهواؤُها الإعصارُ
وإذا الدموعُ وقد عَدَتْ وجناتِها= بالفيضِ فابتلتْ بها الأنحارُ !
وإذا الصدورُ زفيرُها كمراجلٍ= وإذا القلوبُ وجيبُها الأشفارُ !
منّا السلامُ عليكَ ساكنَ يثربٍ = حتّامَ تصفعُ قبرَكَ الأحجارُ ؟!
حتى متى تعوي هناك ذئابُهم = ويظلّ يُخنقُ بالدجى الزوّارُ ؟!
أدركْ جدودَك، سيّدي يا قائمٌ = إنّ الدجى لم يبقَ معه نهارُ !
لم يُبقِ أشرارُ الورى من بقعةٍ= يحظى بسعدٍ عندها الأخيارُ !
عظّم الله أجوركم
نسألكم الدعاء
خادم آل البيت: مرتضى شرارة العاملي
(مرثية الإمام الصادق عليه السلام)
أدموعُنا؟ بل إنها لجمارُ = أتفجّعٌ؟ بل ثورةٌ وقرارُ
لا للرحيلِ وحسْبُ تلتعج الحشى= لا بل لشمس ٍ لم يصنْها نهارُ !
لسحابةٍ جحدوا عطاها بعدما = منها جرتْ بقفارهم أنهارُ !
لمنارةٍ عقّوا ضِياها وهي لمْ = تبخلْ بنورٍ والظلامُ سُعارُ !
لا للرحيلِ وحسْبُ تلتعجُ الحشى= بلْ للكريمِ جزاؤُه الإنكارُ !
ياسيّدي، مالمْ تُعنّي إنّني = قلمٌ ضئيلٌ ما به أحبارُ
امنحْ فمي بعضَ البيان لذكرِكم= ففمي بدون بيانِكم إقْفارُ
أنّى سيُرثى من به إحياؤُنا = ما مات مَنْ تحيا به الأحرارُ
ما ماتَ، لكنْ قد فقدنا شخصَه= فبه تُعزّى العينُ لا الإضمارُ
ونراه في وجه العبادة والتقى = نوراً تغيبُ بجنبه الأنوارُ
مع كلّ تسبيحٍ نعانقُ هديَه = إنّا الترابُ وهديُهُ الأشجارُ
دانتْ ثمارٌ للغصونِ، وإنّه = للجذرِ أولى أن تدينَ ثمارُ
عجباً وقد قنعوا بضحلِ جداولٍ= والنبعُ فيهم حاضرٌ فوّارُ !
ياسيّدي، ورحلتَ، لو رحلتْ إذن= كلّ البسيطةِ ما هواستكثارُ
فبكَ استقرّتْ، ليتَ أنفسَهم وعتْ= أنّ الأئمّة للحياة قرارُ
فاقَ التألّمَ للرحيل تعجّبٌ = أنّ الورى عن مثلِكم فـُرّارُ !
لم تمضِ يا ابن المصطفى إلاّ وقد= أمضى الولاية علمُكَ السيّارُ
ورحلتَ إذْ ما عاد يجدي ضدّنا= لنعافكم قتلٌ لنا وحصارُ
ربّيتَ جيلاً ليس من فردٍ به = إلاّ وفيه من النضارِ نُضارُ
ووضُحتَ مثل الشمس رغم غمامهم=
وانشق رغم الظالمين ستارُ
وقدرتَ أنْ تفني الجموعَ بقدرةٍ = للعرشِ كان ببعضها إحضارُ !
لولا المشيئة للورى أن يُبتَلوْا = لجرتْ لكم بالأعرشِ الأقدارُ
مهما ذكرنا فالقليلَ نصيبُه = منكم، وأكثرُ فضلِكم أسرارُ !
سُمٌّ به قـُتل الإمامُ وإنَهُ = بضلوعِنا تبقى له آثارُ
لهفي لصَدْرٍ ظلّ داراً للهدى = وإذا به لنقيع سُمٍّ دارُ !!
غيّبتمُ شخصَ الإمامِ وإنّه = مهما فعلتم فالإمام منارُ
ياسيّدي المسمومَ، هذا شأنُكم = أنّ الشهادةَ عندكم مضمارُ
لكنّه الحزن الأليم لفقدِكم = حزنَ السواحلِ إذْ تغيبُ بحارُ
نبكي، ومهما قد بكتْ أحداقنا = فهو القليلُ وإنْ هو الأمطارُ !
إنّي بطيبةَ والسوادُ رداؤُها = يومَ الفجيعة، والهمومُ دثارُ
وشروقُها مثلُ الغروب، وشهدُها= هو علقمٌ، وهواؤُها الإعصارُ
وإذا الدموعُ وقد عَدَتْ وجناتِها= بالفيضِ فابتلتْ بها الأنحارُ !
وإذا الصدورُ زفيرُها كمراجلٍ= وإذا القلوبُ وجيبُها الأشفارُ !
منّا السلامُ عليكَ ساكنَ يثربٍ = حتّامَ تصفعُ قبرَكَ الأحجارُ ؟!
حتى متى تعوي هناك ذئابُهم = ويظلّ يُخنقُ بالدجى الزوّارُ ؟!
أدركْ جدودَك، سيّدي يا قائمٌ = إنّ الدجى لم يبقَ معه نهارُ !
لم يُبقِ أشرارُ الورى من بقعةٍ= يحظى بسعدٍ عندها الأخيارُ !
عظّم الله أجوركم
نسألكم الدعاء
خادم آل البيت: مرتضى شرارة العاملي