شبل الامام السيستاني
16-10-2009, 08:47 PM
اول تلك الدلالات هو الانفكاك والفرز بين المؤسسة الوهابيه التكفيرية وال سعود فقد قام الملك عبد الله وخلال سنتين فقط بطرد ثلاثة من كبار اساطين الافتاء الوهابي التكفيري وهم صالح اللحيدان ويوسف الغفيص واخرهم سعد الشثري الذي افتى بحرمة الدراسة في جامعة كاوست واستنكر مصطلح التطوير واعتبره طريق لانحلال المجتمع ويقبع الثلاثة في بيوتهم تحت الاقامة الجبرية المشددة وقد تم حرمانهم من الامتيازات الملكية السنوية لكبار الشيوخ الوهابيين مثل تلقي مبلغ مليون دولار سنويا مع سيارة صالون اخر موديل وفلل راقية لهم ولاقاربهم. وفي هذه الاثناء فان المؤسسة الملكية نفسها قد اعتراها الوهن والضعف ففي الوقت الذي لم يحصل اي تغيير دستوري ومؤسساتي منذ تاسيس المملكة اي قبل حوالي قرن من الان ظلت الحياة السياسية تدار بطريقة شيخ القبيلة حيث الشيخ هو الملك والوزراء عبارة عن خدم لدى الشيخ ينفذون اوامره بطاعة عمياء .فلا مجلس وزراء ولا دستور ولا اية مؤسسات مهما كان نوعها والتي صنفت كخطر يهدد نظام العشيرة والعائلة وزوال الملكية. من جهة اخرى تشعر الولايات المتحدة بالقلق من انعدام الحريات السياسية وحقوق النساء فيما بدا ان دور المؤسسة العسكرية غامض وغير مفهوم يضاف الى ذلك يشوبها الشك من امكانية احداث تغيير حقيقي ومعاصر ينقذ البلاد من هيمنة شيوخ التكفير وسطوتهم المتزايدة. كما ان الشكوك تحوم حول دور محتمل لبندر بن سلطان في التخلص من الملك فهد قبل اربع سنوات خلت .فقد ذكرت مصادر وثيقة الصلة ان بندر قد يكون هو من وضع نهاية لحياة الملك فهد ومن ثم الادعاء بان الملك قد اغمي عليه وارسل لمستشفى العائلة وسجلت الوفاة على انها سكتة قلبية على الرغم من ان الملك فهد كان يتمتع بصحة جيدة عدا الشلل النصفي الذي لازمه لفترة طويلة.وتشير تلك المصادر الى ان الرئيس الاميركي بوش واثناء زيارته الوداعية الاخيرة للمملكة تفاجا بعدم وجود بندر في قصر عبد الله حيث تسائل (ويرز باندر ويرز باندر) وعلى الفور تم احضار بندر من قصر قريب غير انه لم يمكث سوى بضع دقائق وغادر على عجل بعد ان همس في اذن بوش بكلمات مفادها ان الملك لايرغب بوجوده داخل قصره بسبب عملية التخلص من فهد والتي لم يكن الملك عبد الله راضيا عنها لانه من الناحية العملية كان يمسك بخيوط السلطة كلها انذاك حتى بوجود الملك فهد نفسه. والى الان فان الوضع الاجتماعي في السعودية ينذر بكارثة وشيكة حيث التفاوت الطبقي وانعدام المشاركة السياسية ونشوء طبقة من رجال الدين شديدي الثراء و الذين بدورهم يمنحون الملك وعائلته الشرعية لممارسة نفوذ مطلق يوفر له احكام قبضته على مفاصل الدولة ويستاثر بكل شئ دونما رقابة او حساب .ولايستبعد ان يشارك الامريكيون انفسهم في الانقلاب العسكري بعدما يئسوا من امكانية الاصلاح من داخل العائلة المالكة السعودية ذاتها فربما ادى الانقلاب العسكري الى تغيير شامل في المنطقة برمتها خصوصا اذا اعلن النظام الجمهوري والمشاركة الشعبية عبر الانتخابات والدستور