المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل لدينا مايكفي من رصيد الثقافة القرانيه لشحن جوال حياتنا


عقيل الحمداني
23-10-2009, 01:55 AM
السلام عليكم
دعوة للرجوع الى ثقافة القران وجعلها الاساس الذي نسير عليه في البيت والعمل والدائرة وعندما نحب وعندما نكره والعياذ بالله....إن الثقافة القرانيه هي التي تغير مسيرة الإنسان إلى الأحسن أو الأسوأ وإليكم احبتي مثالاً من التاريخ
الفضيل بن عياض سارق معروف، وقاطع للطريق وله عصابة قوية مرهوبة الجانب مشتهرة بالفساد، إضافة إلى اللصوصية والسرقة، وكانوا إذا دخلوا قرية من القرى نهبوا الأموال وهتكوا الأعراض وقتلوا من يقف أمامهم، وقد ساعدهم على هذا ضعف الحكومة وعدم اهتمامها بشؤون رعاياها..
ذات مرّة شاهد الفضيل فتاة قرب إحدى القرى، خاطبها بلهجة الأمر:
أخبري أباك إنني سآتي الليلة وأحل ضيفاً عليكم وعليه أن يهيئك لي.
ارتعدت الفتاة خوفاً من مصيرها المظلم، وجاءت وأخبرت عائلتها، أخذ الأب والأم وكل العائلة بالبكاء والنحيب، ولكن لا مفر لهم، فهم مضطرون للاستجابة إلى الفضيل لأنه بالإضافة إلى هتكه عرضهم بالقوة سيقتلهم أيضاً.
وفي ظلام الليل البهيم، اقترب الفضيل من القرية والعائلة ساهرة باكية متضرعة إلى الله كي ينجيهم من هذا الطاغي..
وتسلّق الفضيل الجدار، وإذا به يسمع صوتاً شجياً يقرأ القرآن ويترنم بآيات تدوي في فضاء الليل الساكن، استمع الفضيل فتناهت إلى سمعه الآية التالية:
(ألم يئن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق
ارتجف الفضيل بشدة وهو يستمع إلى هذه الآية، لقد نفذت الآية المباركة إلى أعماق قلبه وهزته، وبدا وكأن صاعقة قد سقطت عليه، اضطرب قلبه وجرت دموعه على خديه، وهو يتذكر ماضيه الأسود، قال لنفسه: (نعم آن لي أن يخشع قلبي لذكر الله) ولعلّ الله قد استجاب دعاء تلك العائلة التي تضرّعت إليه.
وتاب الفضيل إلى الله توبةً نصوحاً وهو على السطح، ومن هناك خاطب أهل الدار: يا أهل الدار: أنا الفضيل، ولقد تبت إلى الله، وأنا أعتذر إليكم حيث إنني أرعبتكم، وأخفتكم، ثم خرج من الدار هائماً على وجهه في نصف الليل حتى وصل إلى خربة فنزل فيها ينتظر الصباح ليرجع إلى المدينة، ويظهر توبته للناس، وبينما هو غارق في بحار التفكير في الخربة، إذا به يسمع صوت شخص يتحدث إلى آخر قائلاً: من الأفضل ألا تتحرك قافلتنا في هذا الوقت من الليل، فلربما قطع الفضيل وعصابته علينا الطريق.
فأجابه آخر: إننا أقوياء مسلحون جيداً، وإذا تعرّض لنا الفضيل وعصابته فإننا سنضطرهم للفرار.
وهنا صاح فيهم الفضيل: أيتها القافلة سيري بسلام فقد تاب الفضيل وها أنا هو لا خوف عليكم منه، ولكن القافلة لم تصدق أن هذا هو الفضيل.. اقترب الفضيل من القافلة وهو يبكي وينتحب وينثر التراب على رأسه، وعندما رأته القافلة عرفته.
ومنذ ذلك الوقت تحوّل الفضيل إلى عابد زاهد، حتى أخذ يُضرب به المثل في العبادة والزهد والفضيلة والتقوى.
ما الذي قَلَب هذا الرجل وغيره جذرياً؟ أهي (الشرطة) أم القانون أم المال أم الزوجة..؟ كلا إن الثقافة القرآنية هي التي غيرته إلى فرد صالح، وجعلته من الشخصيات البارزة في التاريخ، نعم.. إن للثقافة هذا الدور البارز.
(مس بيل) الجاسوسة البريطانية تقول في مذكراتها: (إننا وجدنا إن الذين حاربونا في العراق إبان الحرب العالمية الأولى كانوا هم السبب وراء فشلنا، وكان محركهم العلماء، وقد رأينا أن القضاء على هذه المقاومة لا يتم إلا عبر فصل الشعب عن العلماء، بحيث لا يتبع الشعب قيادته، ولأجل تحقيق ذلك، كان لا بدّ لنا من تغيير ثقافة الشعب، وذلك عبر فتح المدارس في كل النواحي والألوية وتربية الطلاب فيها كيفما نحب)، وبالفعل صنعوا ذلك واستطاعوا تغيير ثقافة الجيل الجديد..
إن عملنا على الصعيد الثقافي القراني ضعيف جداً، ولقد كان العمل الثقافي في طليعة مهام المسلمين السابقين، وإليكم بعض النماذج البسيطة على ذلك:
فأكبر المكتبات الإسلامية في العراق وإيران حالياً لا تتجاوز كتبها المائة ألف كتاب على أكبر تقدير وكتب الثقافة القرانيه فيها لاتتجاوز نسب قليله ، بينما نشاهد أن مكتبة نصير الدين الطوسي ـ قبل مئات السنين ـ وحدها كانت تحتوي على أربعمائة ألف كتاب رغم أن كل الكتب في ذلك الزمن كانت مخطوطة! وأغلب الكتب الآن مطبوعة. ومكتبة أحد الفاطميين في مصر كانت تحتوي على مليون وستمائة ألف كتاب كلّها مخطوط.
وفي المقابل، نجد أن مكتبة واحدة في إحدى بلاد الاستعمار، في الوقت الحاضر تحتوي على تسعة ملايين كتاب، ومكتبة أخرى في دولة استعمارية أخرى تحتوي على 36 مليون كتاب! قارنوا بين: 100ألف و36 مليون كتاب كم هو الفارق؟!
نحن المسلمون كنا سابقاً منبع العلم ومصدر الإشعاع والتقدّم العلمي، وكانت عواصمنا الإسلامية كالأندلس وبغداد ونيشابور وخراسان وقم والحلّة وأصفهان والنجف وكربلاء مراكزاً لاستقطاب الطلاب والعلماء حتى من الأجانب إلى جامعاتنا الإسلامية الكبيرة في تلك العواصم.
أما الآن فقد انعكس الأمر، أصبحت بلاد الكفار والملحدين قواعد انطلاق يشد الرحال إليها لطلب التقدم العلمي والتكنولوجي، وأصبح المسلمون هم الذين يقصدونهم لطلب العلم وغالباً ما يصحب ذلك تأثرهم باتجاهات الكفار السياسية والفكرية.
اذن لابد من العودة الى القران وثقافته لكي نتغير مثل الفضيل الى الاحسن
والدور هو وركم ولنبدا
عن طريق المحاضرات
الانترنيت
وانتم سادتي
ماذا تقولون؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ظ

نور المستوحشين
24-10-2009, 02:16 PM
http://m7ml.com/uploads6/642830b61b.gif


بانتظار المزيد من مشاركاتك القيمة

تحياااتي نور...