المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ديوان الإمام الشافعي : الجزء الأول


عذب المذاق
25-10-2009, 01:21 PM
حياة الأشراف واللئام




أرى حمراً ترعى وتعلف ما تهوى
وأسداً جياعاً تظمأ الدهر لا تروى




وأشراف قومٍ لا ينالـون قوتهـ
موقوماً لئاماً تأكل المن والسلـوى




قضـاء لديـانٍ الخلائـق سابـق
وليس على مر القضاء أحد يقوى




فمن عرف الدهر الخؤون وصرفه
تصبر للبلوى ولم يظهر الشكـوى






ود الناس




إني صحبت الناس ما لهـم عـدد
وكنت أحسب إني قد ملأت يـدي




لمـا بلـوت أخلائـي وجدتهـم
كالدهر في الغدر لم يبقوا على أحد







قلة الإخوان عند الشدائد




ولما اتيت الناس اطلـب عندهـ
مأخـا ثقـةٍ عـن ابتـلاء الشدائـد




تقلبت في دهـري رخـاء وشـدة
وناديت في الأحياء هل من مساعد؟




فلم أر فيما ساءني غيـر شامـتٍ
ولم أر فيما سرنـي غيـر حاسـد







البلاء من أنفسنا




نعيب زماننا والعيب فينـا
وما لزماننا عيـب سوانـا





ونهجوا ذا الزمان بغير ذنبٍ
ولو نطق الزمان لنا هجانا





وليس الذئب يأكل لحم ذئبٍ
ويأكل بعضنا بعضا عيانـا







الضر من غير قصد




رام نفعاً فضر من غير قصدً
ومن البر ما يكـون عقوقـاً







مساءة الظن




لا يكـن ظـنـك إلا سيـئـاً
إن الظن مـن أقـوى الفطـن




ما رمى الإنسان في مخمصـةٍ
غير حسن الظن والقول الحسن








ترك الهموم




سهرت أعين ، ونامـت عيـون
في أمـور تكـون أو لا تكـون





فادرأ الهم ما استطعت عن
النفسفحملانـك الهـمـوم جـنـون




إن رباً كفاك بالأمس مـا
كـانسيكفيك فـي غـدٍ مـا يكـون







الأصدقاء عند الشدائد




صديق ليس ينفع يوم بـؤس
قريب من عدو في القيـاس




وما يبقى الصديق بكل عصرٍ
ولا الإخـوان إلا للتـآسـي




عمرت الدهر ملتمساً بجهد
يأخا ثقة فألهانـي التماسـي




تنكرت البلاد ومـن عليهـاكأن
أناسها ليسـوا بناسـي







اسس الصداقة




إذا المـرء لا يرعـاك إلا تكلـفـاً
فدعـه ولا تكثـر عليـه التأسـفـا




ففي الناس أبدال وفي التـرك راحـة
وفي القلب صبر للحبيب ولـو جفـا




فما كـل مـن تهـواه يهـواك قلبـ
هولا كل من صافيته لـك قـد صفـا




إذا لم يكـن صفـو الـوداد طبيعـة
فـلا خيـر فـي ود يجـيء تكلفـا




ولا خير فـي خـل يخـون خليلـه
ويلقـاه مـن بعـد المـودة بالجفـا




وينكـر عيشـاً قـد تقـادم عهـده
ويظهر سراً كان بالأمس فـي خفـا




سلام على الدنيا إذا لم يكن بها
صديق صـدوق صـادق الوعـد منصـفـا