حسام الدين المصري
14-04-2007, 06:34 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد واله الطاهرين .
احبت اخوتي ان انقل اليكم بعض المقالات التي تخص الشيعة في العالم العربي وكيف ينظر الغرب الى هذه الطائفة في مجتمعاتنا العربيه ..وسوف ابد من (الشيعة في مصر ) طبعا اتمنى ان الموضوع يعجبكم
وتستفيدو منو ,,, وان شاء الله اذا شفت في تشجيع بكمل سلسلة المقالات عن الشيعة في العالم العربي
اتمنى منكم الاستفادة والتشجيع ..
كما ارجو من المشرفين التثبيت لهذا الموضوع لانو عبارة عن سلسلة من المقالات ..
وجزاكم الله كل خير ...
نبـــــــــــــــدا الان على بــــــــــــــــــــــــــــــركــــة الله ...
تمهيد
يُعرف المصريون بحبهم الشديد لآل بيت النبي محمد، والتعلق بهم. وتاريخياً ارتبط التشيع في مصر ببعض أفراد آل البيت، الذين استقروا فيها، مثل السيدة زينب بنت علي بن أبي طالب، التي دخلت مصر عام 61 هـ، وتوفيت في العام التالي فيها، وكانت بصحبتها - كما تقول بعض الروايات - السيدتان فاطمة وسكينة ابنتا الحسين بن علي. وكذلك السيدة نفيسة بنت الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب، التي دخلت مصر مع زوجها إسحاق بن جعفر عام 193 هـ، وماتت فيها.
بيد أن المذهب الشيعي ازدهر مع سيطرة الدولة الفاطمية (الإسماعيلية المذهب) على مصر، وأصبحت جوامعها تؤذن "حي على خير العمل" (وهو المقطع الذي يضيفه الشيعة إلى الأذان، بخلاف السنة).
ومع سقوط الدولة الفاطمية، بوفاة الخليفة العاضد عام 567 هـ، انحسر التشيع، ورجعت مصر إلى الحظيرة السنية، حيث يعد مذهب الإمام أبي حنيفة النعمان السني المذهب الرسمي في مصر.
والجامع الأزهر الذي بناه الفاطميون تحول إلى منارة علمية وروحية بارزة للمذهب السني على صعيد العالم الإسلامي كله.
ومع ذلك، فقد ورث المصريون عن الفاطميين إحياء الموالد والاحتفال في المناسبات المرتبطة بآل البيت؛ مثل المولد النبوي ومولد الحسين ورأس السنة الهجرية ويوم عاشوراء، وغيرها من المناسبات التي تشكل جزءاً من الوجدان الشعبي المصري. فعلى سبيل المثال، يحتشد أكثر من مليوني مصري لزيارة ضريح الإمام الحسين في الاحتفال بمولده الذي يقام سنوياً بالقاهرة.
ورغم أن الشيعة في مصر، منذ أربعينيات القرن الماضي وحتى نهاية السبعينيات، كانوا ينشطون بحرية نسبية، فإنهم منذ انتصار الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، يتعرضون للمحاصرة، وعدم الاعتراف بحقهم في حرية التعبير عن معتقداتهم الدينية، ومنعهم من إقامة تشكيلاتهم الدينية والاجتماعية، وأصبحوا منذ أواسط الثمانينيات يتعرضون للملاحقة الأمنية أيضاً، حسب التقارير.
ويبدو أن تصريح الرئيس المصري حسني مبارك، خلال المقابلة التي أجرتها معه قناة "العربية" الفضائية في 8 إبريل/نيسان 2006، الذي اتهم فيه أغلب الشيعة بأن "ولاءهم لإيران وليس لدولهم"، يختزل نظرة النظام إلى شيعة مصر.
أما شعبياً، فتلعب التصورات السائدة عن معتقدات الشيعة؛ مثل سب أبي بكر وعمر بن الخطاب، وإيمانهم بعصمة أئمتهم، وبالتقيَّة (وهي إخفاء المرء حقيقة ما يبطن)، وقيامهم ببعض الطقوس في يوم عاشوراء، وغيرها من المعتقدات والسلوكيات التي لا يقرها السُّنة، دوراً في أن ينظر إليهم الشعب المصري نظرة متشككة؛ لذا يمكن القول إن الشيعة في مصر يعيشون بين نارين، نار الاتهام الرسمي ونار النبذ الشعبي.
الوضع الديمغرافي/الديني
ليس من السهل معرفة العدد الدقيق للشيعة في مصر، إلا أن تقرير "الحرية الدينية في العالم"، الصادر عن وزارة الخارجية الأمريكية عام 2006، يذكر أن المسلمين الشيعة أقل من(1) في المائة من إجمالي عدد السكان، الذي يقارب 74 مليون نسمة، بينما يدعي محمد الدريني، أحد أبرز الشخصيات الشيعية في مصر، ورئيس ما يسمى المجلس الأعلى لرعاية آل البيت، أن عدد الشيعة في مصر يبلغ مليون ونصف مليون، أما المصادر غير الرسمية فلا تزيد عددهم عن عدة آلاف.
ويذكر أنه يوجد في مصر أفراد ينتسبون إلى ذرية النبي محمد من حفيديه الحسن والحسين، ويطلق عليهم "السادة الأشراف"، ويزعم الدريني أن عددهم يصل إلى نحو ستة ملايين، أربعة ملايين منهم يقطنون الصعيد، ومعظم هؤلاء الأشراف، إن لم يكن كلهم، هم من أهل السنة، وليسوا شيعة كما قد يتوهم البعض.
يدين الشيعة في مصر بالمذهب الجعفري (الإثنى عشري)، وهو معترف به من قبل أعلى مرجعية دينية في مصر، وهو الأزهر.
فكان شيخ الأزهر، العلامة محمود شلتوت، قد أصدر فتوى في العام 1959 تجيز التعبد بالمذهب الجعفري (الإمامي) كسائر مذاهب أهل السنة. وقد أكد شيخ الأزهر الحالي الدكتور محمد سيد طنطاوي استمرار العمل بالفتوى في يناير/ كانون الثاني 1997، حين ألقت قوات الأمن القبض على مجموعة من الشيعة في مصر.
ومع ذلك فالمذهب الجعفري غير معترف به رسمياً، فلكي يتم الاعتراف رسمياً بجماعة دينية يجب أن يتم التقدم بطلب لإدارة الشؤون الدينية بوزارة الداخلية، والتي تحدد بدورها إن كانت هذه الجماعة تشكل خطراً على "الوحدة الوطنية أو السلام الاجتماعي."
ويصدر قرار الاعتراف بالجماعة الجديدة من رئيس الجمهورية، وفقاً للقانون رقم 15 لسنة 1927. وفي حالة تجاهل أي جماعة دينية لعملية التسجيل الرسمية على هذا النحو، فإن أعضاءها يكونون عرضة للاعتقال، وقد يواجهون حكماً بالسجن، وفقاً للمادة 98 (و) من قانون العقوبات.
وفي أوائل العام 2004 تقدم بعض الشيعة، وعلى رأسهم المتشيع المعروف الدكتور أحمد راسم النفيس، بطلب إلى وزير الداخلية للاعتراف بالشيعة كطائفة دينية رسمية بموجب القانون، إلا أن الوزارة لم تقم بالرد على الطلب حتى الآن.
ولا يوجد لشيعة مصر مراجع دينية، أو حتى وكلاء لمراجع في الخارج، مثلما هو قائم في بعض دول الخليج، وغيرها من الدول العربية التي توجد فيها طائفة شيعية. كما لا يوجد لهم أي مسجد خاص بهم، بعد أن وضعت الحكومة يدها على مسجدهم الوحيد، مسجد آل البيت، وضمته في العام 1979 إلى المساجد التابعة لها.
مع أنه يوجد في مصر - بحسب تقرير وزارة الخارجية الأمريكية المذكور سابقاً - نحو 74500 مسجد قائم بذاته، و18000 مسجد ملحق بمبان خاصة، وكلها مساجد سنية.
http://arabic.cnn.com/2007/middle_east/4/5/shiite.egypt/story.alsayeda.zynab.jpg_-1_-1.jpg
مسجد السيدة زينب بالقاهرة، وفيه ضريحها الذي يزوره عامة المصريين طلباً لبركة ''أم المساكين'' أو ''أم العواجز''، كما يلقبونها.
وتوجد في مصر عدة مقامات وأضرحة ومشاهد لآل البيت، تشرف عليها وتديرها الدولة، وهي إن كانت مقدسة لدى الشيعة، فإنها تعد مزارات للمصريين أجمعهم، مثل ضريح الحسين بن علي قرب الجامع الأزهر (والذي يُزعم أن رأس الحسين مدفونة فيه)، وضريح السيدة زينب بنت علي (وهي نفسها التي يوجد لها مقام جنوبي العاصمة السورية، دمشق)، وضريح السيدة سكينة بنت الحسين، وضريح السيدة نفيسة بنت الحسن، ومقام الإمام علي زين العابدين بن الحسين، وغيرها.
ويذكر تقرير "الملل والنحل والأعراق"، الصادر عن مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية بالقاهرة عام 2005، أنه مع تحسن العلاقات المصرية - الإيرانية في التسعينيات، طرحت بقوة على بساط البحث فكرة استجلاب السياح الإيرانيين والشيعة للقيام برحلات سياحية في مصر، وزيارة أضرحة آل البيت. وبدأت وزارة السياحة المصرية بحث الأمر، بيد أن مخاوف أمنية وتحفظات من جانب علماء أزهريين، أجهضت الفكرة.
ومن ناحية أخرى، شهدت مصر منذ أواخر عهد السادات هجرة من جانب طائفة البهرة، والتي تنتمي إلى إحدى فرق المذهب الإسماعيلي، الذي كانت تدين به الدولة الفاطمية، والذي ينتسب أتباعه إلى إسماعيل بن الإمام جعفر الصادق، ويعتبرون الإمامة في نسله، ولا يعترفون بالإمام موسى الكاظم، بن الإمام جعفر الصادق ( وهو الإمام السادس عند الشيعة الإثنى عشرية).
وتذكر بعض الروايات، أن هذه الطائفة انتشرت في الهند بعد سقوط دولة الفاطميين، وتعني لفظة "البهرة" باللغة الهندية "التاجر"، فيعرف عن أتباعها اشتغالهم بالتجارة، ولذا تعد من أكثر الطوائف ثراءً، ومعظم أتباعها من الهند وباكستان.
وارتبط البهرة بمصر ارتباطاً روحياً لكونها كانت تمثل قاعدة الفاطميين، لذا يحرصون على زيارة الآثار الفاطمية ومقامات آل البيت في مصر. وقد قامت الطائفة بترميم جامع الحاكم بأمر الله الفاطمي (المسمى الجامع الأنور) في القاهرة، والذي يحجون إليه ويقيمون فيه شعائرهم. وقد تملَّك بعضهم عقارات ومحلات محيطة بالجامع، وأقاموا فيها. ومنح الأزهر زعيم الطائفة، وهو محمد برهان الدين الملقب بالسلطان، الدكتوراه الفخرية، وهو الذي تبرع بالمقصورة الحالية لضريح السيدة زينب بالقاهرة.
وصلى الله على محمد واله الطاهرين .
احبت اخوتي ان انقل اليكم بعض المقالات التي تخص الشيعة في العالم العربي وكيف ينظر الغرب الى هذه الطائفة في مجتمعاتنا العربيه ..وسوف ابد من (الشيعة في مصر ) طبعا اتمنى ان الموضوع يعجبكم
وتستفيدو منو ,,, وان شاء الله اذا شفت في تشجيع بكمل سلسلة المقالات عن الشيعة في العالم العربي
اتمنى منكم الاستفادة والتشجيع ..
كما ارجو من المشرفين التثبيت لهذا الموضوع لانو عبارة عن سلسلة من المقالات ..
وجزاكم الله كل خير ...
نبـــــــــــــــدا الان على بــــــــــــــــــــــــــــــركــــة الله ...
تمهيد
يُعرف المصريون بحبهم الشديد لآل بيت النبي محمد، والتعلق بهم. وتاريخياً ارتبط التشيع في مصر ببعض أفراد آل البيت، الذين استقروا فيها، مثل السيدة زينب بنت علي بن أبي طالب، التي دخلت مصر عام 61 هـ، وتوفيت في العام التالي فيها، وكانت بصحبتها - كما تقول بعض الروايات - السيدتان فاطمة وسكينة ابنتا الحسين بن علي. وكذلك السيدة نفيسة بنت الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب، التي دخلت مصر مع زوجها إسحاق بن جعفر عام 193 هـ، وماتت فيها.
بيد أن المذهب الشيعي ازدهر مع سيطرة الدولة الفاطمية (الإسماعيلية المذهب) على مصر، وأصبحت جوامعها تؤذن "حي على خير العمل" (وهو المقطع الذي يضيفه الشيعة إلى الأذان، بخلاف السنة).
ومع سقوط الدولة الفاطمية، بوفاة الخليفة العاضد عام 567 هـ، انحسر التشيع، ورجعت مصر إلى الحظيرة السنية، حيث يعد مذهب الإمام أبي حنيفة النعمان السني المذهب الرسمي في مصر.
والجامع الأزهر الذي بناه الفاطميون تحول إلى منارة علمية وروحية بارزة للمذهب السني على صعيد العالم الإسلامي كله.
ومع ذلك، فقد ورث المصريون عن الفاطميين إحياء الموالد والاحتفال في المناسبات المرتبطة بآل البيت؛ مثل المولد النبوي ومولد الحسين ورأس السنة الهجرية ويوم عاشوراء، وغيرها من المناسبات التي تشكل جزءاً من الوجدان الشعبي المصري. فعلى سبيل المثال، يحتشد أكثر من مليوني مصري لزيارة ضريح الإمام الحسين في الاحتفال بمولده الذي يقام سنوياً بالقاهرة.
ورغم أن الشيعة في مصر، منذ أربعينيات القرن الماضي وحتى نهاية السبعينيات، كانوا ينشطون بحرية نسبية، فإنهم منذ انتصار الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، يتعرضون للمحاصرة، وعدم الاعتراف بحقهم في حرية التعبير عن معتقداتهم الدينية، ومنعهم من إقامة تشكيلاتهم الدينية والاجتماعية، وأصبحوا منذ أواسط الثمانينيات يتعرضون للملاحقة الأمنية أيضاً، حسب التقارير.
ويبدو أن تصريح الرئيس المصري حسني مبارك، خلال المقابلة التي أجرتها معه قناة "العربية" الفضائية في 8 إبريل/نيسان 2006، الذي اتهم فيه أغلب الشيعة بأن "ولاءهم لإيران وليس لدولهم"، يختزل نظرة النظام إلى شيعة مصر.
أما شعبياً، فتلعب التصورات السائدة عن معتقدات الشيعة؛ مثل سب أبي بكر وعمر بن الخطاب، وإيمانهم بعصمة أئمتهم، وبالتقيَّة (وهي إخفاء المرء حقيقة ما يبطن)، وقيامهم ببعض الطقوس في يوم عاشوراء، وغيرها من المعتقدات والسلوكيات التي لا يقرها السُّنة، دوراً في أن ينظر إليهم الشعب المصري نظرة متشككة؛ لذا يمكن القول إن الشيعة في مصر يعيشون بين نارين، نار الاتهام الرسمي ونار النبذ الشعبي.
الوضع الديمغرافي/الديني
ليس من السهل معرفة العدد الدقيق للشيعة في مصر، إلا أن تقرير "الحرية الدينية في العالم"، الصادر عن وزارة الخارجية الأمريكية عام 2006، يذكر أن المسلمين الشيعة أقل من(1) في المائة من إجمالي عدد السكان، الذي يقارب 74 مليون نسمة، بينما يدعي محمد الدريني، أحد أبرز الشخصيات الشيعية في مصر، ورئيس ما يسمى المجلس الأعلى لرعاية آل البيت، أن عدد الشيعة في مصر يبلغ مليون ونصف مليون، أما المصادر غير الرسمية فلا تزيد عددهم عن عدة آلاف.
ويذكر أنه يوجد في مصر أفراد ينتسبون إلى ذرية النبي محمد من حفيديه الحسن والحسين، ويطلق عليهم "السادة الأشراف"، ويزعم الدريني أن عددهم يصل إلى نحو ستة ملايين، أربعة ملايين منهم يقطنون الصعيد، ومعظم هؤلاء الأشراف، إن لم يكن كلهم، هم من أهل السنة، وليسوا شيعة كما قد يتوهم البعض.
يدين الشيعة في مصر بالمذهب الجعفري (الإثنى عشري)، وهو معترف به من قبل أعلى مرجعية دينية في مصر، وهو الأزهر.
فكان شيخ الأزهر، العلامة محمود شلتوت، قد أصدر فتوى في العام 1959 تجيز التعبد بالمذهب الجعفري (الإمامي) كسائر مذاهب أهل السنة. وقد أكد شيخ الأزهر الحالي الدكتور محمد سيد طنطاوي استمرار العمل بالفتوى في يناير/ كانون الثاني 1997، حين ألقت قوات الأمن القبض على مجموعة من الشيعة في مصر.
ومع ذلك فالمذهب الجعفري غير معترف به رسمياً، فلكي يتم الاعتراف رسمياً بجماعة دينية يجب أن يتم التقدم بطلب لإدارة الشؤون الدينية بوزارة الداخلية، والتي تحدد بدورها إن كانت هذه الجماعة تشكل خطراً على "الوحدة الوطنية أو السلام الاجتماعي."
ويصدر قرار الاعتراف بالجماعة الجديدة من رئيس الجمهورية، وفقاً للقانون رقم 15 لسنة 1927. وفي حالة تجاهل أي جماعة دينية لعملية التسجيل الرسمية على هذا النحو، فإن أعضاءها يكونون عرضة للاعتقال، وقد يواجهون حكماً بالسجن، وفقاً للمادة 98 (و) من قانون العقوبات.
وفي أوائل العام 2004 تقدم بعض الشيعة، وعلى رأسهم المتشيع المعروف الدكتور أحمد راسم النفيس، بطلب إلى وزير الداخلية للاعتراف بالشيعة كطائفة دينية رسمية بموجب القانون، إلا أن الوزارة لم تقم بالرد على الطلب حتى الآن.
ولا يوجد لشيعة مصر مراجع دينية، أو حتى وكلاء لمراجع في الخارج، مثلما هو قائم في بعض دول الخليج، وغيرها من الدول العربية التي توجد فيها طائفة شيعية. كما لا يوجد لهم أي مسجد خاص بهم، بعد أن وضعت الحكومة يدها على مسجدهم الوحيد، مسجد آل البيت، وضمته في العام 1979 إلى المساجد التابعة لها.
مع أنه يوجد في مصر - بحسب تقرير وزارة الخارجية الأمريكية المذكور سابقاً - نحو 74500 مسجد قائم بذاته، و18000 مسجد ملحق بمبان خاصة، وكلها مساجد سنية.
http://arabic.cnn.com/2007/middle_east/4/5/shiite.egypt/story.alsayeda.zynab.jpg_-1_-1.jpg
مسجد السيدة زينب بالقاهرة، وفيه ضريحها الذي يزوره عامة المصريين طلباً لبركة ''أم المساكين'' أو ''أم العواجز''، كما يلقبونها.
وتوجد في مصر عدة مقامات وأضرحة ومشاهد لآل البيت، تشرف عليها وتديرها الدولة، وهي إن كانت مقدسة لدى الشيعة، فإنها تعد مزارات للمصريين أجمعهم، مثل ضريح الحسين بن علي قرب الجامع الأزهر (والذي يُزعم أن رأس الحسين مدفونة فيه)، وضريح السيدة زينب بنت علي (وهي نفسها التي يوجد لها مقام جنوبي العاصمة السورية، دمشق)، وضريح السيدة سكينة بنت الحسين، وضريح السيدة نفيسة بنت الحسن، ومقام الإمام علي زين العابدين بن الحسين، وغيرها.
ويذكر تقرير "الملل والنحل والأعراق"، الصادر عن مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية بالقاهرة عام 2005، أنه مع تحسن العلاقات المصرية - الإيرانية في التسعينيات، طرحت بقوة على بساط البحث فكرة استجلاب السياح الإيرانيين والشيعة للقيام برحلات سياحية في مصر، وزيارة أضرحة آل البيت. وبدأت وزارة السياحة المصرية بحث الأمر، بيد أن مخاوف أمنية وتحفظات من جانب علماء أزهريين، أجهضت الفكرة.
ومن ناحية أخرى، شهدت مصر منذ أواخر عهد السادات هجرة من جانب طائفة البهرة، والتي تنتمي إلى إحدى فرق المذهب الإسماعيلي، الذي كانت تدين به الدولة الفاطمية، والذي ينتسب أتباعه إلى إسماعيل بن الإمام جعفر الصادق، ويعتبرون الإمامة في نسله، ولا يعترفون بالإمام موسى الكاظم، بن الإمام جعفر الصادق ( وهو الإمام السادس عند الشيعة الإثنى عشرية).
وتذكر بعض الروايات، أن هذه الطائفة انتشرت في الهند بعد سقوط دولة الفاطميين، وتعني لفظة "البهرة" باللغة الهندية "التاجر"، فيعرف عن أتباعها اشتغالهم بالتجارة، ولذا تعد من أكثر الطوائف ثراءً، ومعظم أتباعها من الهند وباكستان.
وارتبط البهرة بمصر ارتباطاً روحياً لكونها كانت تمثل قاعدة الفاطميين، لذا يحرصون على زيارة الآثار الفاطمية ومقامات آل البيت في مصر. وقد قامت الطائفة بترميم جامع الحاكم بأمر الله الفاطمي (المسمى الجامع الأنور) في القاهرة، والذي يحجون إليه ويقيمون فيه شعائرهم. وقد تملَّك بعضهم عقارات ومحلات محيطة بالجامع، وأقاموا فيها. ومنح الأزهر زعيم الطائفة، وهو محمد برهان الدين الملقب بالسلطان، الدكتوراه الفخرية، وهو الذي تبرع بالمقصورة الحالية لضريح السيدة زينب بالقاهرة.