المتوكل على الله
02-11-2009, 03:11 AM
بسم الله الرّحمن الرّحيم
اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد .......
* حقيقَة انتساب الزّيدية إلى الإمام زيد بن علي (ع) :
لكي تقِف على أبعاَد وحقيقَة انتساب الزّيدية إلى إمامهم زيد بن علي (ع) ، بدون أن يلتبسَ عليكَ بعض الأمور بسببِ الاجتهاد عن الزيدية ، تأمّل وتدبّر.
أولاً : الزيديّة لا تتّبع واحِداً من أئمّة أهل البيت ، بل تتبّع إجماعَهم ، يعني أنا لا أتّبع زيد بن علي (ع) لوحدِه ، بل أتّبع زيد بن علي ، والباقر ، وأبوه زين العابدين ، وعبدالله المحض ، والنّفس الزكية ، والحسين الفخّي ، والكاظم ، وإدريس بن عبدالله ، وأحمد بن عيسى ، والقاسم الرّسي ، وغيرهم من أئمّة أهل البيت . مجموع عقائد هؤلاء في الأصول هي مذهب الزيدية ، (التوحيد ، العَدل ، الوعد والوعيد ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والإمامة) ، وما أجمعوا عليه في الفروع هي مذهب الزيدية (حي على خير العمل ، عدم المسح على الخفين ، حُرمة زواج المتعة ،وغيرها) ، وفي المسائل الخلافيّة في الفروع فإنّه يحقّ لكلّ إمام أن يجتهَد لنفسِه ولا يصحّ لنفسِه أن يُقلّد غيرَه وهُو مالكٌ لأدوات الاجتهَاد ، لذلكَ خالفَ الإمام زيد بن علي أخاه الباقر ، وخالف الإمام أحمد بن عيسى بن زيد جدّه زيد بن علي ، وخالفَ الإمام الهادي سلفَه زيد بن علي ، وخالفَ المرتضى محمد بن يحيى أباه الهادي ، وتنبّه أنّ هذه المُخالفَات الفقهيّة هي في المسائل التي لم يُؤثَر فيها إجماعٌ سابِق ، يعني هي الفروع البسيطة ، مثل القنوت قبل الرّكوع أو بعده ، وقليل الماء وكثيره في النّجاسَة ، ومثل هذه الأمور الفروعيّة الدّقيقَة ، وهذا النّوع من المُخالفات بين أئمّة أهل البيت لا يعني مُخالفَة على الإمام زيد بن علي (ع) .
ثانياً : عندما قالَت الزيدية أنّها تُنسب إلى الإمام زيد بن علي (ع) ، نسبَة اعتزاء وشرَف ، فإنّها تعَني بذلكَ أنّها اختارَت هذا الاسم كعلَم عليهَا (الزّيديّة) ، لأنّه يصحّ لكَ أن تقولَ أنّ الزيديّة باقريّة (نسبَة إلى محمد الباقر) ، وصادقيّة (نسبة إلى جعفر الصّادق) ، وكامليّة (نسبة إلى عبدالله المحض الكامل) ، وحسينيّة (نسبة إلى الحسين الفخّي) ، وإدريسيّة (نسبة إلى إدريس بن عبدالله) ، يصحّ لكَ أن تقولَ هذا لأنّها على عقيدَة من ذكرنَا ، ولكنّ الزّيدية تشرّفت بأن تنتسِبَ إلى الإمام زيد بن علي (ع) لمّا كانَ (ع) فاتحاً لباب الاجهاد بعد جدّه أبي عبدالله الحسين بن علي ، حتّى قال الإمام محمد بن عبدالله النّفس الزكيّة : ((أمَا والله لقَد أحيَا زيد بن عَلي ، ما دُثر من سنن المُرسلين ، وأقامَ عمود الدّين إذ اعوجّ ، ولَن نقتبسَ إلاّ من نورِه ، وزيدٌ إمام الأئمّة)) ، وقال أبوه الإمام عبدالله بن الحسن بن الحسن : ((العلمُ بيننَا وبين النّاس علي بن أبي طالب ، والعلمُ بيننا وبين الشيّعة زَيد بن علي)) ، فاختار أهل البيت (ع) أن يكونَ لمذهبهِم علماً يعتزونَ إليه اعتزازاً وتشرفّاً ، لا أنّهم يتّبعون زيد بن علي وحدَه من دون بقيّة سلفه وبني عمومته من أئمّة بني الحسن والحسين ، فهم على أصول وعقائد جماعَة أهل البيت جميعاً .
ثالثاً : البعض الكثير للأسَف إذا رأى أنّ اجتهادات الإمام الهادي (ع) تُخالف اجتهاد زيد بن علي ، يعتقدُ أنّ الإمام الهادي مُخالف للإمام زيد بن علي في العقيدَة ، وكذلك إذا رأى اختلاف اجتهادات زيد بن علي مُخالفة لاجتهادات أخيه الباقر ، يعتقدُ أنّ الإمام زيد بن علي مُخالف لأخيه الإمام الباقر في العقيدة ، وهذا وَهم ، لأنّ الاختلاف إنّما هُو في الفروع التي للاجتهاد فيها مَسرَح ، فعندما تجدُ تلكَ الأشعَار ، التي منهَا ، ((فإذا قُلنا ليحيَى ، قيل لا **** هاهُنا قولٌ لزيد بن علي . وإذا قُلنا لزيدٍ حكَموا ** أنّ يحيى قولُه النّص الجليّ)) ، وهذا المقصودُ منه تلك المسائل الفقهيّة الفروعيّة الاجتهاديّة ، التي يتجادلُ فيها الفقهاء ، ولكنّ كثيراً من الحُذّاق قامَ يصرفُ تلك الأبيات إلى الاختلاف العقائديّة وهذا غير صَحيح ، ليُحاول فصل الزيدية عن سلفهَا من المتقدّمين ، تأمّل قول ابن الأمير الصّنعاني ، في قصيدته :
وليسَ اختلافُ الآلِ في العِلم ضَائرٌ **** ولا هُوَ عَيبٌ عند كلّ مُوحِّدٍ
فقَد خالفَ الهادي بنوه محمّد ******* وأحمد فانظُر كُتُبهم وتفقّد
وخالفَه المَنصور والنّاصرُ الذي ****** يُؤمل سُقيا للإمام المُجدِّد
وكَم ِمن خلافٍ بين صِنوَين قد جَرى **** أبي طالبٍ ثمّ الإمام المؤيّد
وشِاهدي (الأزهار) و (الغيث) فانظروا*** وفي (البحر) للمهدي ما يَروي الصّدي
فهذا أخي الباحث ما نُريد أن نوصلَه لكَ من أنّ أكثر ما يُشنّع عليه المُخالف على أئمّة أهل البيت (ع) ، هُو اختلافهم في المسائل الفقهيّة الفروعيّة ، وهُو الذي كان يقصده ابن الأمير الصّنعاني ، فيظنّهم العاميّ مُختلفون في الأصول ، وليسَ أدلّ عليه إلاّ قصيدَة ابن الأمير القريبَة ، فإنّ من ذكرَهُم ابن الأمير أصحاب عقائد واحدَة في الأصول ، وكذلك في بعض الفروع ، وإنّما اختلفوا في فروع جانبيّة فقهيّة للاجتهاد فيها مسرَح ومرتَع .
اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد .............
[size="6"][center]منقول للفائدة
== ممنوع وضع الروابط ==
اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد .......
* حقيقَة انتساب الزّيدية إلى الإمام زيد بن علي (ع) :
لكي تقِف على أبعاَد وحقيقَة انتساب الزّيدية إلى إمامهم زيد بن علي (ع) ، بدون أن يلتبسَ عليكَ بعض الأمور بسببِ الاجتهاد عن الزيدية ، تأمّل وتدبّر.
أولاً : الزيديّة لا تتّبع واحِداً من أئمّة أهل البيت ، بل تتبّع إجماعَهم ، يعني أنا لا أتّبع زيد بن علي (ع) لوحدِه ، بل أتّبع زيد بن علي ، والباقر ، وأبوه زين العابدين ، وعبدالله المحض ، والنّفس الزكية ، والحسين الفخّي ، والكاظم ، وإدريس بن عبدالله ، وأحمد بن عيسى ، والقاسم الرّسي ، وغيرهم من أئمّة أهل البيت . مجموع عقائد هؤلاء في الأصول هي مذهب الزيدية ، (التوحيد ، العَدل ، الوعد والوعيد ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والإمامة) ، وما أجمعوا عليه في الفروع هي مذهب الزيدية (حي على خير العمل ، عدم المسح على الخفين ، حُرمة زواج المتعة ،وغيرها) ، وفي المسائل الخلافيّة في الفروع فإنّه يحقّ لكلّ إمام أن يجتهَد لنفسِه ولا يصحّ لنفسِه أن يُقلّد غيرَه وهُو مالكٌ لأدوات الاجتهَاد ، لذلكَ خالفَ الإمام زيد بن علي أخاه الباقر ، وخالف الإمام أحمد بن عيسى بن زيد جدّه زيد بن علي ، وخالفَ الإمام الهادي سلفَه زيد بن علي ، وخالفَ المرتضى محمد بن يحيى أباه الهادي ، وتنبّه أنّ هذه المُخالفَات الفقهيّة هي في المسائل التي لم يُؤثَر فيها إجماعٌ سابِق ، يعني هي الفروع البسيطة ، مثل القنوت قبل الرّكوع أو بعده ، وقليل الماء وكثيره في النّجاسَة ، ومثل هذه الأمور الفروعيّة الدّقيقَة ، وهذا النّوع من المُخالفات بين أئمّة أهل البيت لا يعني مُخالفَة على الإمام زيد بن علي (ع) .
ثانياً : عندما قالَت الزيدية أنّها تُنسب إلى الإمام زيد بن علي (ع) ، نسبَة اعتزاء وشرَف ، فإنّها تعَني بذلكَ أنّها اختارَت هذا الاسم كعلَم عليهَا (الزّيديّة) ، لأنّه يصحّ لكَ أن تقولَ أنّ الزيديّة باقريّة (نسبَة إلى محمد الباقر) ، وصادقيّة (نسبة إلى جعفر الصّادق) ، وكامليّة (نسبة إلى عبدالله المحض الكامل) ، وحسينيّة (نسبة إلى الحسين الفخّي) ، وإدريسيّة (نسبة إلى إدريس بن عبدالله) ، يصحّ لكَ أن تقولَ هذا لأنّها على عقيدَة من ذكرنَا ، ولكنّ الزّيدية تشرّفت بأن تنتسِبَ إلى الإمام زيد بن علي (ع) لمّا كانَ (ع) فاتحاً لباب الاجهاد بعد جدّه أبي عبدالله الحسين بن علي ، حتّى قال الإمام محمد بن عبدالله النّفس الزكيّة : ((أمَا والله لقَد أحيَا زيد بن عَلي ، ما دُثر من سنن المُرسلين ، وأقامَ عمود الدّين إذ اعوجّ ، ولَن نقتبسَ إلاّ من نورِه ، وزيدٌ إمام الأئمّة)) ، وقال أبوه الإمام عبدالله بن الحسن بن الحسن : ((العلمُ بيننَا وبين النّاس علي بن أبي طالب ، والعلمُ بيننا وبين الشيّعة زَيد بن علي)) ، فاختار أهل البيت (ع) أن يكونَ لمذهبهِم علماً يعتزونَ إليه اعتزازاً وتشرفّاً ، لا أنّهم يتّبعون زيد بن علي وحدَه من دون بقيّة سلفه وبني عمومته من أئمّة بني الحسن والحسين ، فهم على أصول وعقائد جماعَة أهل البيت جميعاً .
ثالثاً : البعض الكثير للأسَف إذا رأى أنّ اجتهادات الإمام الهادي (ع) تُخالف اجتهاد زيد بن علي ، يعتقدُ أنّ الإمام الهادي مُخالف للإمام زيد بن علي في العقيدَة ، وكذلك إذا رأى اختلاف اجتهادات زيد بن علي مُخالفة لاجتهادات أخيه الباقر ، يعتقدُ أنّ الإمام زيد بن علي مُخالف لأخيه الإمام الباقر في العقيدة ، وهذا وَهم ، لأنّ الاختلاف إنّما هُو في الفروع التي للاجتهاد فيها مَسرَح ، فعندما تجدُ تلكَ الأشعَار ، التي منهَا ، ((فإذا قُلنا ليحيَى ، قيل لا **** هاهُنا قولٌ لزيد بن علي . وإذا قُلنا لزيدٍ حكَموا ** أنّ يحيى قولُه النّص الجليّ)) ، وهذا المقصودُ منه تلك المسائل الفقهيّة الفروعيّة الاجتهاديّة ، التي يتجادلُ فيها الفقهاء ، ولكنّ كثيراً من الحُذّاق قامَ يصرفُ تلك الأبيات إلى الاختلاف العقائديّة وهذا غير صَحيح ، ليُحاول فصل الزيدية عن سلفهَا من المتقدّمين ، تأمّل قول ابن الأمير الصّنعاني ، في قصيدته :
وليسَ اختلافُ الآلِ في العِلم ضَائرٌ **** ولا هُوَ عَيبٌ عند كلّ مُوحِّدٍ
فقَد خالفَ الهادي بنوه محمّد ******* وأحمد فانظُر كُتُبهم وتفقّد
وخالفَه المَنصور والنّاصرُ الذي ****** يُؤمل سُقيا للإمام المُجدِّد
وكَم ِمن خلافٍ بين صِنوَين قد جَرى **** أبي طالبٍ ثمّ الإمام المؤيّد
وشِاهدي (الأزهار) و (الغيث) فانظروا*** وفي (البحر) للمهدي ما يَروي الصّدي
فهذا أخي الباحث ما نُريد أن نوصلَه لكَ من أنّ أكثر ما يُشنّع عليه المُخالف على أئمّة أهل البيت (ع) ، هُو اختلافهم في المسائل الفقهيّة الفروعيّة ، وهُو الذي كان يقصده ابن الأمير الصّنعاني ، فيظنّهم العاميّ مُختلفون في الأصول ، وليسَ أدلّ عليه إلاّ قصيدَة ابن الأمير القريبَة ، فإنّ من ذكرَهُم ابن الأمير أصحاب عقائد واحدَة في الأصول ، وكذلك في بعض الفروع ، وإنّما اختلفوا في فروع جانبيّة فقهيّة للاجتهاد فيها مسرَح ومرتَع .
اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد .............
[size="6"][center]منقول للفائدة
== ممنوع وضع الروابط ==