المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من هم الأبدال والأوتاد؟


نووورا انا
04-11-2009, 06:09 PM
اللهم صل على محمد وآل محمد




من هم الأبدال والأوتاد؟


لعلَّ سؤالاً يطرح وهو: أليس الأبدال والأوتاد على درجة من القرب إلى الناحية المقدسة، ولعلَّ المقدمين منهم على اتصال، فكيف يلتئم ذلك مع انقطاع النيابة الخاصة؟
فالجواب يتّضح من خلال استعراض ما ورد من الروايات في ذلك:
منها: ما رواه الصدوق رضي الله عنه بإسناده عن أبي سعيد الخدري في وصية النبي صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام قال: (يا علي، عليك بالجماع ليلة الإثنين فإنه إن قضى بينكما ولد يكون حافظاً لكتاب الله راضياً بما قسّم الله عز وجل وإن جامعت أهلك... إلى أن قال صلى الله عليه وآله:
وإن جامعتها في ليلة الجمعة بعد العشاء الآخرة فإنه يرجى أن يكون الولد من الأبدال إن شاء الله)(1) (file:///C:/********s%20and%20Settings/aas/Local%20Settings/Temp/Rar$EX00.938/014.htm#_ftn1) ، وقد رواه الطبرسي في (مكارم الأخلاق)(2) (file:///C:/********s%20and%20Settings/aas/Local%20Settings/Temp/Rar$EX00.938/014.htm#_ftn2).
منها: ما رواه الطبرسي رضي الله عنه عن الخالد بن الهيثم الفارسي قال: قلت لأبي الحسن الرضا عليه السلام: إن الناس يزعمون أن في الأرض أبدالاً، فمن هؤلاء الأبدال؟ قال: (صدقوا، الأبدال هم الأوصياء، جعلهم الله عز وجل في الأرض بدل الأنبياء إذ رفع الأنبياء وختمهم محمّد صلى الله عليه وآله)(3) (file:///C:/********s%20and%20Settings/aas/Local%20Settings/Temp/Rar$EX00.938/014.htm#_ftn3).
وقال المجلسي رضي الله عنه في بيان هذا الحديث: ظاهر الدعاء المروي من اُمّ داود عن الصادق عليه السلام في النصف من رجب:
قل: (اللهم صل على محمّد وآل محمّد، وارحم محمّداً وآل محمّد، وبارك على محمّد وآل محمّد، كما صلّيت وترحمت وباركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم صل على الأوصياء والسعداء والشهداء وأئمّة الهدى، اللهم صل على الأبدال والأوتاد والعباد المخلصين والزهاد وأهل الجد والاجتهاد...) إلى آخر الدعاء، يدلُّ على مغايرة الأبدال للأئمّة عليهم السلام لكن ليس بصريح فيها فيمكن حمله على التأكيد ويحتمل أن يكون المراد به في الدعاء خواص أصحاب الأئمّة عليهم السلام، والظاهر من الخبر نفي ما تفتريه الصوفية من العامة كما لا يخفى على المتتبع العارف بمقاصدهم عليهم السلام.
ومنها: ما رواه الكليني عن الباقر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: (إنّي وإثني عشر(4) (file:///C:/********s%20and%20Settings/aas/Local%20Settings/Temp/Rar$EX00.938/014.htm#_ftn4) من ولدي وأنت يا علي زر الأرض يعني أوتادها وجبالها، بنا أوتد الله الأرض أن تسيخ بأهلها، فإذا ذهب الاثنا عشر من ولدي ساخت الأرض بأهلها ولم ينظروا)(5) (file:///C:/********s%20and%20Settings/aas/Local%20Settings/Temp/Rar$EX00.938/014.htm#_ftn5) ، وهذه الرواية مطابقة في المضمون للرواية السابقة، ولكن هذا المضمون لا يعارض ما دلَّ على أن الأوتاد والأبدال هم غير الأئمّة عليهم السلام وذلك لإمكان عموم معناهما غاية الأمر أنه تشكيكي (متفاوت الأفراد) ذو درجات الأعلى والأشرف من أفراده هم الأئمّة عليهم السلام ولهم آثار تخصّهم بخلاف بقية أفراد ومصاديق ذلك المعنى العام فإن لهم آثاراً أقل شأناً.
وحكى الشيخ القمي في كتابه (سفينة البحار) في عنوان (قطب):
ثمّ اعلم أنه قال الكفعمي في حاشية مصباحه: قيل: إن الأرض لا تخلو من القطب وأربعة أوتاد وأربعين بدلاً وسبعين نجيباً وثلاثمائة وستين صالحاً، فالقطب هو المهدي عليه السلام، ولا تكون الأوتاد أقل من أربعة لأن الدنيا كالخيمة والمهدي عليه السلام كالعمود وتلك الأربعة أطناب وقد تكون الأوتاد أكثر من أربعة والأبدال أكثر من أربعين والنجباء أكثر من سبعين والصالحون أكثر من ثلاثمائة وستين، والظاهر أن الخضر وإلياس عليهما السلام من الأوتاد فهما ملاصقان لدائرة القطب.
وأما صفة الأوتاد فهم قوم لا يغفلون عن ربهم طرفة عين ولا يجمعون من الدنيا إلاّ البلاغ ولا تصدر منهم هفوات البشر ولا يشترط فيهم العصمة وشرط ذلك في القطب.
وأما الأبدال فدون هؤلاء في المرتبة، وقد تصدر منهم الغفلة فيتداركونها بالتذكر ولا يتعمدون ذنباً.
وأما النجباء فهم دون الأبدال.
وأما الصالحون فهم المتّقون الموصوفون بالعدالة، وقد يصدر منهم الذنب فيتداركونه بالاستغفار والندم، قال الله تعالى: ((إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذا مَسَّهُمْ طائِفٌ مِنَ الشَّيْطانِ تَذَكَّرُوا فَإِذا هُمْ مُبْصِرُونَ))(6) (file:///C:/********s%20and%20Settings/aas/Local%20Settings/Temp/Rar$EX00.938/014.htm#_ftn6).
ثمّ ذكر أنه إذا نقص واحد من أحد المراتب المذكورة وضع بدله من المرتبة الأدنى وإذا نقص من الصالحين وضع بدله من سائر الناس والله العالم(7) (file:///C:/********s%20and%20Settings/aas/Local%20Settings/Temp/Rar$EX00.938/014.htm#_ftn7).
وحكى في عيون إلياس: روى الثعلبي عن رجل من أهل عسقلان أنه كان يمشي بالأردن عند نصف النهار فرأى، إلياس النبي فسأله كم من الأنبياء أحياء اليوم؟ قال: أربعة، اثنان في السماء واثنان في الأرض، ففي السماء عيسى وإدريس، وفي الأرض إلياس والخضر، قلت: كم الأبدال؟ قال: ستون رجلاً، خسمون منهم من لدن عريش مصر إلى شاطئ الفرات ورجلان بالمصيصة ورجل بعسقلان وسبعة في سائر البلاد كلّما ذهب الله تعالى بواحد منهم جاء سبحانه بآخر، بهم يدفع الله عن الناس وبهم يمطرون(8) (file:///C:/********s%20and%20Settings/aas/Local%20Settings/Temp/Rar$EX00.938/014.htm#_ftn8).
ومنها: ما في نهج البلاغة(9) (file:///C:/********s%20and%20Settings/aas/Local%20Settings/Temp/Rar$EX00.938/014.htm#_ftn9) من خطبة له عليه السلام في صفات المتّقين:
(عباد الله إن من أحبَّ عباد الله إليه عبداً أعانه الله على نفسه فاستشعر الحزن... إلى أن قال عليه السلام: (قد أخلص لله فاستخلصه فهو من معادن دينه، وأوتاد أرضه).
وقال الشارح البحراني في ذيله:
كونه من أوتاد أرضه استعار له لفظ الوتد، ووجه المشابهة كون كل منهما سبباً لحفظ ما يحفظ به، فبالوتد يحفظ الموتود وبالعارف يحفظ نظام الأرض واستقامة أمور هذا العالم.
ويشهد هذا المدلول لهذه الرواية لعموم المعنى الذي ذكرناه سابقاً وأنه تشكيكي ذو درجات، وأيضاً يفسّر مقام الأبدال بأن لهم نتيجة التقوى آثاراً تكوينية مختلفة لا أن غير الأئمّة من الأبدال له منصب شرعي وديني خاص ومعين.
ويؤيّد ذلك ما ورد في قوله تعالى: ((وَأَمَّا الْجِدارُ فَكانَ لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُما وَكانَ أَبُوهُما صالِحاً فَأَرادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغا أَشُدَّهُما وَيَسْتَخْرِجا كَنزَهُما رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ))(10) (file:///C:/********s%20and%20Settings/aas/Local%20Settings/Temp/Rar$EX00.938/014.htm#_ftn10) وما ورد في ذيله عن الباقر والصادق عليهما السلام قالا: (يحفظ الأطفال بصلاح آبائهم كما حفظ الله الغلامين بصلاح أبويهما)(11) (file:///C:/********s%20and%20Settings/aas/Local%20Settings/Temp/Rar$EX00.938/014.htm#_ftn11).
وفي رواية أخرى: (أن الله يحفظ ولد المؤمن إلى ألف سنة وأن الغلامين كان بينهما وبين أبيهما سبعمائة سنة)(12) (file:///C:/********s%20and%20Settings/aas/Local%20Settings/Temp/Rar$EX00.938/014.htm#_ftn12).
وفي رواية ثالثة: (أن الله ليفلح بفلاح الرجل المؤمن ولده وولد ولده ويحفظه في دويريه ودويرات حوله، فلا يزالون في حفظ الله لكرامته على الله)، ثمّ ذكر الغلامين فقال عليه السلام: (((وَكانَ أَبُوهُما صالِحاً)) ألم ترَ أن الله شكر صلاح أبويهما لهما؟)(13) (file:///C:/********s%20and%20Settings/aas/Local%20Settings/Temp/Rar$EX00.938/014.htm#_ftn13).
وفي رواية رابعة أن النبي صلى الله عليه وآله قال: (إن الله ليخلف العبد الصالح من بعد موته في أهله وماله وإن كان أهله أهل سوء) ثمّ قرأ الآية(14) (file:///C:/********s%20and%20Settings/aas/Local%20Settings/Temp/Rar$EX00.938/014.htm#_ftn14).
ومن هذا القبيل ما روي عن الباقر عليه السلام، عن أبيه، عن جدّه، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام، قال: (ضاقت الأرض بسبعة بهم ترزقون وبهم تنصرون وبهم تمطرون منهم سلمان الفارسي والمقداد وأبو ذر وعمّار وحذيفة (رحمة الله عليهم))، وكان علي عليه السلام يقول: (وأنا إمامهم وهم الذين صلّوا على فاطمة عليها السلام)(15) (file:///C:/********s%20and%20Settings/aas/Local%20Settings/Temp/Rar$EX00.938/014.htm#_ftn15) أي ببركتهم ويمنهم.
وفي رواية أخرى: قال عليه السلام: (هؤلاء (المقداد وأبو ذر وسلمان) هم الذين دارت عليهم الرحا وأبوا أن يبايعوا لأبي بكر حتّى جاءوا بأمير المؤمنين عليه السلام مكرهاً فبايع)(16) (file:///C:/********s%20and%20Settings/aas/Local%20Settings/Temp/Rar$EX00.938/014.htm#_ftn16).







يتبع....

نووورا انا
04-11-2009, 06:10 PM
اللهم صل على محمد وآل محمد




وبهذا التفسير وردت روايات:
منها: ما رواه المجلسي رحمه الله عن مصباح الشريعة أنه قال الصادق عليه السلام: (التقوى على ثلاثة أوجه: تقوى بالله في الله وهو ترك الحلال فضلاً عن الشبهة وهو تقوى خاص الخاص.
وتقوى من الله وهو ترك الشبهات فضلاً عن حرام وهو تقوى الخاص.
وتقوى من خوف النار والعقاب وهو ترك الحرام وهو تقوى العام.
ومثل التقوى كماء يجري في نهر ومثل هذه الطبقات الثلاث في معنى التقوى كأشجار مغروسة على حافة ذلك النهر من كل لون وجنس وكل شجرة منهما يستمص الماء من ذلك النهر على قدر جوهره وطعمه ولطافته وكثافته ثمّ منافع الخلق من ذلك الأشجار والثمار على قدرها وقيمتها قال الله تعالى: ((صِنْوانٌ وَغَيْرُ صِنْوانٍ يُسْقى بِماءٍ واحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَها عَلى بَعْضٍ فِي الأُْكُلِ ...))(17) (file:///C:/********s%20and%20Settings/aas/Local%20Settings/Temp/Rar$EX00.938/014.htm#_ftn17) الآية.
فالتقوى للطاعات كالماء للأشجار ومثل طبايع الأشجار والثمار في لونها وطعمها مثل مقادير الإيمان فمن كان أعلى درجة في الإيمان وأصفى جوهراً بالروح كان أتقى ومن كان أتقى كانت عبادته أخلص وأطهر ومن كان كذلك كان من الله أقرب.
وكل عبادة غير مؤسسة على التقوى فهو هباء منثور قال الله عز وجل: ((أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ عَلى تَقْوى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ عَلى شَفا جُرُفٍ هارٍ فَانْهارَ بِهِ فِي نارِ جَهَنَّمَ ...))(18) (file:///C:/********s%20and%20Settings/aas/Local%20Settings/Temp/Rar$EX00.938/014.htm#_ftn18) الآية، وتفسير التقوى ترك ما ليس بأخذه بأس حذراً عمّا به بأس وهو في الحقيقة طاعة وذكر بلا نسيان وعلم بلا جهل مقبول غير مردود)(19) (file:///C:/********s%20and%20Settings/aas/Local%20Settings/Temp/Rar$EX00.938/014.htm#_ftn19).
وروى الشيخ الحرّاني في (تحف العقول)(20) (file:///C:/********s%20and%20Settings/aas/Local%20Settings/Temp/Rar$EX00.938/014.htm#_ftn20): أنه دخل على الصادق عليه السلام رجل فقال: (ممن الرجل؟)، فقال: من محبيكم ومواليكم، فقال له جعفر: (لا يحبّ الله عبداً حتّى يتولاه ولا يتولاه حتّى يوجب له الجنّة). ثمّ قال له: (من أيّ محبّينا أنت؟) فسكت الرجل.
فقال له سدير: وكم محبّوكم يا ابن رسول الله؟ فقال: (على ثلاث طبقات: طبقة أحبّونا في العلانية ولم يحبّونا في السر، وطبقة يحبّونا في السر ولم يحبّونا في العلانية، وطبقة يحبّونا في السر والعلانية هم النمط الأعلى شربوا من العذب الفرات وعلموا تأويل الكتاب وفصل الخطاب وسبب الأسباب فهم النمط الأعلى، الفقر والفاقة وأنواع البلاء أسرع إليهم من ركض الخيل مستهم البأساء والضرّاء وزلزلوا وفتنوا فمن بين مجروح ومذبوح متفرقين في كل بلاد قاصية، بهم يشفي الله السقيم، ويغني العديم، وبهم تنصرون، وبهم تمطرون، وبهم ترزقون، وهم الأقلون عدداً، الأعظمون عند الله قدراً وخطراً...) الحديث.
وروى الكليني عن الباقر عليه السلام قال: (إن الله تعالى ليدفع بالمؤمن الواحد عن القرية الفناء)(21) (file:///C:/********s%20and%20Settings/aas/Local%20Settings/Temp/Rar$EX00.938/014.htm#_ftn21) ، وقال: (لا يصيب قرية عذاب وفيها سبعة مؤمنين)(22) (file:///C:/********s%20and%20Settings/aas/Local%20Settings/Temp/Rar$EX00.938/014.htm#_ftn22).
وروى الشيخ المجلسي في (البحار)(23) (file:///C:/********s%20and%20Settings/aas/Local%20Settings/Temp/Rar$EX00.938/014.htm#_ftn23) عن كتاب زيد الزراد قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: نخشى أن لا نكون مؤمنين، قال: (ولِمَ ذاك؟)، قلت: وذلك أننا لا نجد فينا من يكون أخوه عنده آثر من درهمه وديناره، ونجد الدينار والدرهم آثر عندنا من أخ قد جمع بيننا وبينه موالاة أمير المؤمنين عليه السلام.
قال: (كلا، إنكم مؤمنون ولكن لا تكملون إيمانكم حتّى يخرج قائمنا فعندها يجمع الله أحلامكم فتكونوا مؤمنين كاملين، ولو لم يكن في الأرض مؤمنون كاملون إذاً لرفعنا الله إليه وأنكرتم الأرض وأنكرتم السماء(24) (file:///C:/********s%20and%20Settings/aas/Local%20Settings/Temp/Rar$EX00.938/014.htm#_ftn24)، بل والذي نفسي بيده أن في الأرض في أطرافها مؤمنين ما قدر الدنيا كلّها عندهم تعدل جناح بعوضة).
ثمّ ذكر عليه السلام أوصافهم بنحو ما ذكر أمير المؤمنين عليه السلام أوصاف المتّقين في خطبة لهمام ثمّ قال عليه السلام: (وا شوقاه إلى مجالستهم ومحادثتهم، يا كرباه لفقدهم، ويا كشف كرباه لمجالستهم، اطلبوهم فإن وجدتموهم واقتبستم من نورهم اهتديتم وفزتم بهم في الدنيا والآخرة هم أعزُّ في الناس من الكبريت الأحمر، حليتهم طول السكوت وكتمان السر والصلاة والزكاة والحج والصوم والمواساة للإخوان في حال اليسر والعسر...) الحديث.
ومن ذلك يظهر بوضوح أن الأبدال والأوتاد هم الذين على درجة من الإيمان وببركتهم ويمنهم، ينشر الله تعالى أنواع الخير على أهل الأرض وهم أحبُّ المؤمنين لدى المعصومين عليهم السلام وأرفعهم منزلة عندهم وكرامة، ولكن أين ذلك من جعل المنصب والنيابة الخاصة والوساطة بين الإمام المعصوم وبين سائر الناس.
نعم هم قدوة وأمثال حيّة للمؤمن الكامل والمتقي الكريم على الله تعالى ورسوله والأوصياء صلوات الله عليهم.
وكم فرق بين الاهتداء بهم في طاعاتهم وورعهم وتقواهم وبين الائتمار والانتهاء لأقوالهم والسماع لأخبارهم عن المعصوم.
وهذا المقام للإبدال والأوتاد مفتوح بابه لمن أراد بأن يجاهد نفسه وهواه، فقد روى الكليني عن الباقر عليه السلام أنه قال: (إن أصحاب محمّد صلى الله عليه وآله قالوا: يا رسول الله نخاف النفاق. قال: فقال: ولِمَ تخافون ذلك؟ قالوا: إذا كنّا عندك فذكّرتنا ورغّبتنا وجلنا ونسينا الدنيا وزهدنا كأنّا نعاين الآخرة والجنّة والنار ونحن عندك، فإذا خرجنا من عندك ودخلنا هذه البيوت وشممنا الأولاد ورأينا العيال والأهل يكاد أن نحول عن الحال التي كنّا عليها عندك وحتّى كأنّا لم نكن على شيء، أفتخاف علينا أن يكون ذلك نفاقاً؟ فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله: كلا، إن هذه خطوات الشيطان فيرغّبكم في الدنيا، والله لو تدومون على الحالة التي وصفتم أنفسكم بها لصافحتكم الملائكة، ومشيتم على الماء...)(25) (file:///C:/********s%20and%20Settings/aas/Local%20Settings/Temp/Rar$EX00.938/014.htm#_ftn25) الحديث.
وهذا بخلاف مقام النيابة والسفارة فإنه باختيار وإرادة من الإمام المعصوم عليه السلام.
ويجدر التنبيه مع ذلك إلى ما قاله الصادق عليه السلام إلى أن الأبدال والكاملين هم أعزُّ من الكبريت الأحمر، أي إنهم في منتهى الندرة والقلّة فكيف يعثر عليهم مع إخفاءهم لحالهم لكيلا يذهب خلوص نياتهم، ولئلاّ يحصل لأنفسهم الاغترار وغير ذلك من مفاسد الاشتهار.
وهذا من الشواهد على اختلاف مقامهم لمقام النيابة والسفارة.

نووورا انا
04-11-2009, 06:12 PM
اللهم صل على محمد وآل محمد



الهوامش

(1) (file:///C:/********s%20and%20Settings/aas/Local%20Settings/Temp/Rar$EX00.938/014.htm#_ftnref1) الوسائل 20: باب 151/ ح 1.

(2) (file:///C:/********s%20and%20Settings/aas/Local%20Settings/Temp/Rar$EX00.938/014.htm#_ftnref2) ص 211.

(3) (file:///C:/********s%20and%20Settings/aas/Local%20Settings/Temp/Rar$EX00.938/014.htm#_ftnref3) الاحتجاج 2: 231.

(4) (file:///C:/********s%20and%20Settings/aas/Local%20Settings/Temp/Rar$EX00.938/014.htm#_ftnref4) وفي غيبة الطوسي (ص 92): «إنّي وأحد عشر من ولدي» ويمكن توجيه نسخة الكافي أي فاطمة عليها السلام، وأحد عشر من ولدها، أو يكون عطف وأنت من عطف الخاص على العام حيث إنه عليه السلام ربيب رسول الله صلى الله عليه وآله.

(5) (file:///C:/********s%20and%20Settings/aas/Local%20Settings/Temp/Rar$EX00.938/014.htm#_ftnref5) الكافي 1: 534/ باب ما جاء في الاثني عشر والنص عليهم عليهم السلام/ ح 17.

(6) (file:///C:/********s%20and%20Settings/aas/Local%20Settings/Temp/Rar$EX00.938/014.htm#_ftnref6) الأعراف: 201.

(7) (file:///C:/********s%20and%20Settings/aas/Local%20Settings/Temp/Rar$EX00.938/014.htm#_ftnref7) وقد ذكر السيد حيدر الأملي في المقدمات من كتاب نصَّ النصوص (ص 155) في التمهيد الثالث بحث الأقطاب والأوتاد والأبدال عند العرفاء والصوفية.

(8) (file:///C:/********s%20and%20Settings/aas/Local%20Settings/Temp/Rar$EX00.938/014.htm#_ftnref8) عرائس الثعلبي: 146.

(9) (file:///C:/********s%20and%20Settings/aas/Local%20Settings/Temp/Rar$EX00.938/014.htm#_ftnref9) ج 1: ص 151/ الخطبة (87).

(10) (file:///C:/********s%20and%20Settings/aas/Local%20Settings/Temp/Rar$EX00.938/014.htm#_ftnref10) الكهف: 82 .

(11) (file:///C:/********s%20and%20Settings/aas/Local%20Settings/Temp/Rar$EX00.938/014.htm#_ftnref11) تفسير العياشي 2: 338، عنه بحار الأنوار 68: 236.

(12) (file:///C:/********s%20and%20Settings/aas/Local%20Settings/Temp/Rar$EX00.938/014.htm#_ftnref12) تفسير العياشي 2: 339، عنه بحار الأنوار 68: 236.

(13) (file:///C:/********s%20and%20Settings/aas/Local%20Settings/Temp/Rar$EX00.938/014.htm#_ftnref13) تفسير العياشي 2: 337، عنه بحار الأنوار 68: 237.

(14) (file:///C:/********s%20and%20Settings/aas/Local%20Settings/Temp/Rar$EX00.938/014.htm#_ftnref14) تفسير العياشي 2: 337 - 339.

(15) (file:///C:/********s%20and%20Settings/aas/Local%20Settings/Temp/Rar$EX00.938/014.htm#_ftnref15) رجال الكشي: 6/ ح 13.

(16) (file:///C:/********s%20and%20Settings/aas/Local%20Settings/Temp/Rar$EX00.938/014.htm#_ftnref16) رجال الكشي: 6/ ح 12.

(17) (file:///C:/********s%20and%20Settings/aas/Local%20Settings/Temp/Rar$EX00.938/014.htm#_ftnref17) الرعد: 4.

(18) (file:///C:/********s%20and%20Settings/aas/Local%20Settings/Temp/Rar$EX00.938/014.htm#_ftnref18) التوبة: 109.

(19) (file:///C:/********s%20and%20Settings/aas/Local%20Settings/Temp/Rar$EX00.938/014.htm#_ftnref19) بحار الأنوار 70: 295.

(20) (file:///C:/********s%20and%20Settings/aas/Local%20Settings/Temp/Rar$EX00.938/014.htm#_ftnref20) تحف العقول: 325.

(21) (file:///C:/********s%20and%20Settings/aas/Local%20Settings/Temp/Rar$EX00.938/014.htm#_ftnref21) الكافي 2: 247/ باب فيما يدفع بالمؤمن/ ح 1.

(22) (file:///C:/********s%20and%20Settings/aas/Local%20Settings/Temp/Rar$EX00.938/014.htm#_ftnref22) الكافي 2: 247/ باب فيما يدفع بالمؤمن/ ح 2.

(23) (file:///C:/********s%20and%20Settings/aas/Local%20Settings/Temp/Rar$EX00.938/014.htm#_ftnref23) ج 67: ص 351.

(24) (file:///C:/********s%20and%20Settings/aas/Local%20Settings/Temp/Rar$EX00.938/014.htm#_ftnref24) أي لأنكرتم حالهما، وأنكر الشيء يقال عندما لا يراه على حاله السابق وهو كناية عن «لساخت الأرض والسماء».

(25) (file:///C:/********s%20and%20Settings/aas/Local%20Settings/Temp/Rar$EX00.938/014.htm#_ftnref25) الكافي 2: 423/ باب في تنقل أحوال القلب/ ح 1.





دعوى السفارة في الغيبة الكبرى ج (1 و2)



سماحة الشيخ محمّد السند

شيعيهـ انا
14-12-2009, 04:20 AM
اللهم عجل لوليك الفرج

نووورا انا
16-12-2009, 09:53 PM
اللَّهُمَّ كُنْ لِوَلِيِّكَ الحُجَّةِ بْنِ الحَسَنِ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آبائِهِ في هذِهِ السَّاعَةِ وَفي كُلِّ سّاعَةٍ وَلِيّاً وَحافِظاً وَقائِداً وَناصِراً وَدَليلاً وَعَيْناً حَتّى تُسْكِنَهُ أرْضَكَ طَوْعاً وَتُمَتِّعَهُ فيها طَويلاً بِرَحَمَتِكَ يَاأَرحّمِ الَرَاحِمِينْ


شيعيهـ انا

حياكم الله

شكرا لتواجدكم

ايمان حسيني
17-12-2009, 06:06 PM
اللهم كن لوليك الحجة ابن الحسن صلواتك عليه وعلى ابائه في هذه الساعة وفي كل ساعه وليا وحافظا وقائدا وناصرا ودليلا وعينا حتى تسكنه ارضك طوعا وتمتعه فيها طويلا برحمتك ياارحم الراحمين
وصلى الله على محمد وال محمد
بارك الله بك موضوع قيم شكرا لك على جهودك المباركه
ممكن توضحي لي معنى هذه الجمله
تقوى بالله في الله وهو ترك الحلال فضلاً عن الشبهة وهو تقوى خاص الخاص.
ومما فهمت من خلال بحثك هل ان النواب هم يختلفون عن الاوتاد والابدال؟

نووورا انا
19-12-2009, 01:15 AM
اللَّهُمَّ كُنْ لِوَلِيِّكَ الحُجَّةِ بْنِ الحَسَنِ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آبائِهِ في هذِهِ السَّاعَةِ وَفي كُلِّ سّاعَةٍ وَلِيّاً وَحافِظاً وَقائِداً وَناصِراً وَدَليلاً وَعَيْناً حَتّى تُسْكِنَهُ أرْضَكَ طَوْعاً وَتُمَتِّعَهُ فيها طَويلاً بِرَحَمَتِكَ يَاأَرحّمِ الَرَاحِمِينْ





ممكن توضحي لي معنى هذه الجمله
تقوى بالله في الله وهو ترك الحلال فضلاً عن الشبهة وهو تقوى خاص الخاص.


هنا وصف لدرجات التقوى والمتقين وهي اعلى الدرجات لان الحديث يصفهم بتقوى خاص الخاص
ومما فهمت من خلال بحثك هل ان النواب هم يختلفون عن الاوتاد والابدال؟



نعم اختي المراد من الموضوع هو ان الاوتاد والابدال هم غير النواب

والموضوع منقول من كتاب لسماحة الشيخ محمد السند



يسعدني تواجدكم الغالية ايمان

لاحرمنا تواصلكم