نووورا انا
10-11-2009, 09:50 PM
اللهم صل على محمد وآل محمد
شيعة فلسطين وعودة الحق
تاريخ التشيع في فلسطين
كثيراً ما يسأل البعض عن تاريخ التشيع في فلسطين، وهل هو منذ زمن بعيد أم هو حديث عهد فيها، وقد يذهب البعض أيضاً لينفي هذا الأمر لعدم تقبله لأن يكون هناك شيعة امامية في هذا البلد.
نقول وفق معطيات ستأتي ان للمذهب الشيعي وجوده في هذا البلد الجريح، لأن ماضي التشيع في فلسطين قديم يضرب بجذوره في صدر الإسلام، فإنطلاقة التشيع في هذه المنطقة تعود إلى تواجد الصحابي ابي ذر الغفاري الذي جاء إلى منطقة الشام، وعرّف اهالي هذه المنطقة بافكار الامام علي عليه السلام حينذاك فاصبح للشيعة وجودهم في تاريخ فلسطين، واتبع القسم الأكبر منهم مذهب الشيعة الامامية.
ومن العوامل الاخرى التي اسهمت في نشر التشيع في فلسطين هي مهاجرة (قبيلة خزاعة) الى هذه المنطقة..وقد اضطلعت هذه القبيلة بوصفها حليف بني هاشم بدور بارز في ذلك، فقد هاجر فرع من هذه القبيلة من الجزيرة الى منطقة فلسطين وبنوا فيها مدينة (خزاعة).
http://www.m-mahdi.com/sada-almahdi/add4/photos/033.jpg
جامع
السيد هاشم بغزة
وان نظرنا إلى بعض الكتب التاريخية او بعض الرحالة الذين كانوا يتجولون في المناطق الاسلامية، نجدهم يذكرون حقائق مهمة عن تاريخ شيعة فلسطين وكثرة عددهم، بل ذهب بعضهم إلى ان غالبية من كان يسكن في فلسطين هم من الشيعة الامامية.
يؤكد "المقدسي العالم" الجغرافي في القرن الرابع الهجري في كتابه "احسن التقاسيم في معرفة الاقاليم، ان اهالي طبريا ونصف اهالي نابلس والقدس هم من اتباع المذهب الشيعي.
اما "الكراجكي" العالم الاسلامي في القرن الخامس فيذكر وكما جاء في "دائرة المعارف الشيعية" ج 12 ص 203 ان اهالي مدينة الرملة في فلسطين جميعهم من الشيعة.
ويشير (ناصر خسرو) الداعية الأسماعيلي الذي سافر الى فلسطين عام 437 (توفي 481) في كتابه السفر الى قبر(ابو هريره) في مدينة طبرية..الى أن اهالي هذه المنطقة من الشيعة...ويشير كذلك. إلى أن سكان القدس هم في معظمهم من الشيعة.
و"ابن جبير" الذي عاش في القرن السادس مع كل تحامله على الشيعة، فقد اقر في كتاب سفره انهم _أي الشيعة_ اكثر من السنّة.
انّنا اينما توجهنا، ولأي كتاب تاريخي التجأنا، نجد حقيقة ساطعة كالشمس لا يستطيع احد ان ينكرها، هي أن تاريخ شيعة فلسطين من اوّله ... تاريخ موال لأهل البيت عليهم السلام وقد رفعوا هناك لواء امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام اينما ذهبوا.
لقد شهدت فلسطين فيما مضى فترات انتعش فيها مذهب التشيع، وذلك في القرن الرابع الهجري، خاصة الفترة التي حكمت فيها الدولة العبيدية (الفاطمية) الشيعية بلاد الشام، فقد حاول العبيديون الذين كان مقرهم في القاهرة نشر مذهبهم في الاقاليم المختلفة ومنها فلسطين.
وقد جاء فى المصادر التاريخية انه في الفترة الفاطمية، تعرض المسجد الأقصى لهزة أرضية سنة 425 هجرية/1033 ميلادية، أدت إلى تدمير معظم ما عمر في عهد المهدي، حتى قام الخليفة الفاطمي الظاهر لإعزاز دين الله بترميمه في سنة 426 هجرية/1043ميلادية، حيث قام باختصاره على شكله الحالي وذلك عن طريق حذف أربعة أروقة من كل جهة، الغربية والشرقية، كما قام بترميم القبة وزخارفها من الداخل.
ثم تعرضت فلسطين لهزات أرضية عنيفة سنة 407 هجرية/1016 ميلادية، وأدت إلى إصابة قبة الصخرة وإتلاف بعض أجزاء القبة الكبيرة، حيث بدئ بترميمها في عهد الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله (386-411هجرية/966-1021 ميلادية) واستكمل الترميم في عهد ولده الخليفة الظاهر لإعزاز دين الله (411-427 هجرية/1021-1036 ميلادية). وقد اشتملت الترميمات على القبة وزخارفها وتمت على يدي علي بن أحمد في سنة 413 هجرية/1022 ميلادية، وذلك حسب ما ورد في الشريط الكتابي الواقع في الدهليز الموجود في رقبة القبة.
وانشأت الدولة لذلك في بيت المقدس "دار العلم الفاطمية" وكانت فرعا لدار العلم في القاهرة، والتي اسسها الحاكم بأمر الله سادس الحكام الفاطميين، واتخذوا من هذه الدار مركز رعاية للمذهب الشيعي فكان لهذا اكبر الاثر في انتشار المذهب في فلسطين، وظل هذا المعهد في القدس حتى سقطت بيد الصليبيين.
اذن فلسطين كانت بغالبية سكانها شيعية، وقد ذكرنا بعض الشواهد التاريخية على ذلك.
شيعة فلسطين في الوقت الحاضر
قد يشخص سؤال يطرح نفسه: يقول ما هو حال شيعة فلسطين في زماننا هذا؟ وهل بقي من شيعة فلسطين بعد مجيئ صلاح الدين واتباعه, واتّباعهم سياسة العنف ضد الشيعة؟ فاعترى مسيرة التشيّع ما اعتراها واصابها ما اصابها؟
ان تجاو*** تلك الحقبة وتصفحنا تاريخ فلسطين الحديث، نرى وبدون عناء وجود الشيعة شاخصاً في فلسطين حينما سقطت دولة بني عثمان ووقعت بلاد الشام- وفلسطين ضمنها- تحت الاحتلال الغربي، وتحت سياسة التقسيم، تم ضم بعض قرى جنوب لبنان الشيعية الى فلسطين، وذلك حين رسمت الحدود عام 1927.
اضافة إلى ان فلسطين غير بعيدة عن المد الاسلامي في الشرق الاوسط بوصفه حركة تقدمية ومن وجهة نظر التحليل الغربي الجديد- فقد اخذ هذا المد طابعاً شيعياً يفوح بعطر التقارب والتماسك. وذلك للاهتمام المتزايد للشيعة بإيجاد الوحدة والتماسك الاسلاميين والذي أسهم في اعطائها طابعاً يتسم بالهدوء والتسامح.
كذلك لا ننسى ما لتجربة حزب الله الشيعي اللبناني وانبهار ابناء فلسطين بها, الامر الذي جعل بعضهم يتبنى افكار وعقائد هذا الحزب.
فعلى الرغم من أن الشيعة تتخذ موقفاً متصلباً من القوى المتغطرسة، لكنها تركّز على التعامل والحفاظ على الوحدة في مقابل اخوانها المسلمين.
لذا تعاظم الشوق نحو التشيع, ولم تكن أرض فلسطين بمنأى عن ذلك. بل ان نطاقه يتوسع هناك يوماً بعد يوم.
المقال منقول من صحيفة صدى المهدي
شيعة فلسطين وعودة الحق
تاريخ التشيع في فلسطين
كثيراً ما يسأل البعض عن تاريخ التشيع في فلسطين، وهل هو منذ زمن بعيد أم هو حديث عهد فيها، وقد يذهب البعض أيضاً لينفي هذا الأمر لعدم تقبله لأن يكون هناك شيعة امامية في هذا البلد.
نقول وفق معطيات ستأتي ان للمذهب الشيعي وجوده في هذا البلد الجريح، لأن ماضي التشيع في فلسطين قديم يضرب بجذوره في صدر الإسلام، فإنطلاقة التشيع في هذه المنطقة تعود إلى تواجد الصحابي ابي ذر الغفاري الذي جاء إلى منطقة الشام، وعرّف اهالي هذه المنطقة بافكار الامام علي عليه السلام حينذاك فاصبح للشيعة وجودهم في تاريخ فلسطين، واتبع القسم الأكبر منهم مذهب الشيعة الامامية.
ومن العوامل الاخرى التي اسهمت في نشر التشيع في فلسطين هي مهاجرة (قبيلة خزاعة) الى هذه المنطقة..وقد اضطلعت هذه القبيلة بوصفها حليف بني هاشم بدور بارز في ذلك، فقد هاجر فرع من هذه القبيلة من الجزيرة الى منطقة فلسطين وبنوا فيها مدينة (خزاعة).
http://www.m-mahdi.com/sada-almahdi/add4/photos/033.jpg
جامع
السيد هاشم بغزة
وان نظرنا إلى بعض الكتب التاريخية او بعض الرحالة الذين كانوا يتجولون في المناطق الاسلامية، نجدهم يذكرون حقائق مهمة عن تاريخ شيعة فلسطين وكثرة عددهم، بل ذهب بعضهم إلى ان غالبية من كان يسكن في فلسطين هم من الشيعة الامامية.
يؤكد "المقدسي العالم" الجغرافي في القرن الرابع الهجري في كتابه "احسن التقاسيم في معرفة الاقاليم، ان اهالي طبريا ونصف اهالي نابلس والقدس هم من اتباع المذهب الشيعي.
اما "الكراجكي" العالم الاسلامي في القرن الخامس فيذكر وكما جاء في "دائرة المعارف الشيعية" ج 12 ص 203 ان اهالي مدينة الرملة في فلسطين جميعهم من الشيعة.
ويشير (ناصر خسرو) الداعية الأسماعيلي الذي سافر الى فلسطين عام 437 (توفي 481) في كتابه السفر الى قبر(ابو هريره) في مدينة طبرية..الى أن اهالي هذه المنطقة من الشيعة...ويشير كذلك. إلى أن سكان القدس هم في معظمهم من الشيعة.
و"ابن جبير" الذي عاش في القرن السادس مع كل تحامله على الشيعة، فقد اقر في كتاب سفره انهم _أي الشيعة_ اكثر من السنّة.
انّنا اينما توجهنا، ولأي كتاب تاريخي التجأنا، نجد حقيقة ساطعة كالشمس لا يستطيع احد ان ينكرها، هي أن تاريخ شيعة فلسطين من اوّله ... تاريخ موال لأهل البيت عليهم السلام وقد رفعوا هناك لواء امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام اينما ذهبوا.
لقد شهدت فلسطين فيما مضى فترات انتعش فيها مذهب التشيع، وذلك في القرن الرابع الهجري، خاصة الفترة التي حكمت فيها الدولة العبيدية (الفاطمية) الشيعية بلاد الشام، فقد حاول العبيديون الذين كان مقرهم في القاهرة نشر مذهبهم في الاقاليم المختلفة ومنها فلسطين.
وقد جاء فى المصادر التاريخية انه في الفترة الفاطمية، تعرض المسجد الأقصى لهزة أرضية سنة 425 هجرية/1033 ميلادية، أدت إلى تدمير معظم ما عمر في عهد المهدي، حتى قام الخليفة الفاطمي الظاهر لإعزاز دين الله بترميمه في سنة 426 هجرية/1043ميلادية، حيث قام باختصاره على شكله الحالي وذلك عن طريق حذف أربعة أروقة من كل جهة، الغربية والشرقية، كما قام بترميم القبة وزخارفها من الداخل.
ثم تعرضت فلسطين لهزات أرضية عنيفة سنة 407 هجرية/1016 ميلادية، وأدت إلى إصابة قبة الصخرة وإتلاف بعض أجزاء القبة الكبيرة، حيث بدئ بترميمها في عهد الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله (386-411هجرية/966-1021 ميلادية) واستكمل الترميم في عهد ولده الخليفة الظاهر لإعزاز دين الله (411-427 هجرية/1021-1036 ميلادية). وقد اشتملت الترميمات على القبة وزخارفها وتمت على يدي علي بن أحمد في سنة 413 هجرية/1022 ميلادية، وذلك حسب ما ورد في الشريط الكتابي الواقع في الدهليز الموجود في رقبة القبة.
وانشأت الدولة لذلك في بيت المقدس "دار العلم الفاطمية" وكانت فرعا لدار العلم في القاهرة، والتي اسسها الحاكم بأمر الله سادس الحكام الفاطميين، واتخذوا من هذه الدار مركز رعاية للمذهب الشيعي فكان لهذا اكبر الاثر في انتشار المذهب في فلسطين، وظل هذا المعهد في القدس حتى سقطت بيد الصليبيين.
اذن فلسطين كانت بغالبية سكانها شيعية، وقد ذكرنا بعض الشواهد التاريخية على ذلك.
شيعة فلسطين في الوقت الحاضر
قد يشخص سؤال يطرح نفسه: يقول ما هو حال شيعة فلسطين في زماننا هذا؟ وهل بقي من شيعة فلسطين بعد مجيئ صلاح الدين واتباعه, واتّباعهم سياسة العنف ضد الشيعة؟ فاعترى مسيرة التشيّع ما اعتراها واصابها ما اصابها؟
ان تجاو*** تلك الحقبة وتصفحنا تاريخ فلسطين الحديث، نرى وبدون عناء وجود الشيعة شاخصاً في فلسطين حينما سقطت دولة بني عثمان ووقعت بلاد الشام- وفلسطين ضمنها- تحت الاحتلال الغربي، وتحت سياسة التقسيم، تم ضم بعض قرى جنوب لبنان الشيعية الى فلسطين، وذلك حين رسمت الحدود عام 1927.
اضافة إلى ان فلسطين غير بعيدة عن المد الاسلامي في الشرق الاوسط بوصفه حركة تقدمية ومن وجهة نظر التحليل الغربي الجديد- فقد اخذ هذا المد طابعاً شيعياً يفوح بعطر التقارب والتماسك. وذلك للاهتمام المتزايد للشيعة بإيجاد الوحدة والتماسك الاسلاميين والذي أسهم في اعطائها طابعاً يتسم بالهدوء والتسامح.
كذلك لا ننسى ما لتجربة حزب الله الشيعي اللبناني وانبهار ابناء فلسطين بها, الامر الذي جعل بعضهم يتبنى افكار وعقائد هذا الحزب.
فعلى الرغم من أن الشيعة تتخذ موقفاً متصلباً من القوى المتغطرسة، لكنها تركّز على التعامل والحفاظ على الوحدة في مقابل اخوانها المسلمين.
لذا تعاظم الشوق نحو التشيع, ولم تكن أرض فلسطين بمنأى عن ذلك. بل ان نطاقه يتوسع هناك يوماً بعد يوم.
المقال منقول من صحيفة صدى المهدي