شهيدالله
11-11-2009, 07:47 PM
تقديم
للدكتورالاستاذ سليمان نيا
استاذ الفلسفة بكلية اصول الدين
تقدم الشيعة في علم الفقه
أول من صنف فيه ودونه ورتبه على الأبواب
فاعلم أن أول من صنف في علم الفقه ودونه هو علي بن أبي رافع مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم، قال النجاشي في ذكر الطبقة الأولى من المصنفين من شيعة أمير المؤمنين عليه السلام: علي بن أبي رافع مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم، هو تابعي من خيار الشيعة، كانت له صحبة من أمير المؤمنين عليه السلام، وكان كاتباً له وحفظ كثيراً، وجمع كتاباً في فنون الفقه: الوضوء والصلاة وسائر الأبواب، تفقه على أمير المؤمنين عليه السلام، وجمعه في أيامه أوله (باب الوضوء) إذا توضأ أحدكم فليبدأ باليمين قبل الشمال من جسده، قال: وكانوا يعظمون هذا الكتاب «فهو أول من صنف فيه من الشيعة».
وذكر الجلال السيوطي أن أول من صنف - يعني من أهل السنة - في الفقه الإمام أبو حنيفة، لأن تصنيف علي بن أبي رافع في ذلك أيام أمير المؤمنين عليه السلام قبل تولد الإمام أبي حنيفة بزمان طويل، بل صنف في الفقه قبل أبي حنيفة جماعة من فقهاء الشيعة، كالقاسم بن محمد بن أبي بكر التابعي، وسعيد بن المسيب الفقيه القرشي المدني، أحد الفقهاء الستة المتوفى سنة أربع وتسعين، وكانت ولادته أيام خلافة عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه، والقاسم بن محمد بن أبي بكر رضي اللّه عنه، مات سنة
ست ومائة على الصحيح، وكان جد مولانا الصادق لأمه أم فروة بنت القاسم وكان تزوج بنت الإمام زين العابدين علي بن الحسين عليهما السلام.
وذكر عبد اللّه الحميري في كتابه «قرب الإسناد» ما لفظه: ذكر عند الرضا القاسم بن محمد بن أبي بكر وسعيد بن المسيب فقال: كانا على هذا الأمر - يعني التشيع - وحكى الكليني في «الكافي» في باب مولد أبي عبد اللّه الصادق عن يحيى ابن جرير قال: قال أبوعبد اللّه الصادق كان سعيد ابن المسيب والقاسم بن محمد بن أبي بكر وأبو خالد الكابلي من ثقات علي بن الحسين، وفي حديث أنهما من حواري علي بن الحسين عليه السلام.
مشاهير الفقهاء من الشيعة في الصدر الأول
وقد سماهم الشيخ أبو عمرو الكلشي في كتابه المعروف بـ «رجال الكشي المعاصر» لأبي جعفر الكليني من علماء المائة الثالثة، قال ما نصه: تسمية الفقهاء من أصحاب أبي جعفر وأبي عبد اللّه عليهم السلام أجمعت العصابة على تصديق هؤلاء الأولين من أصحاب أبي جعفر وأبي عبد اللّه عليهم السلام وانقادوا لهم بالفقه فقالوا: أفقه الأولين ستة: زرارة، ومعروف بن خربوذ، وبريد، وأبو بصيرالأسدي، والفضيل بن يسار، ومحمد بن مسلم الطائفي، قالوا: وأفقه الستة زرارة.
قال بعضهم مكان أبي بصير الأسدي أبو بصير المرادي، وهو ليث بن البختري، ثم قال تسمية الفقهاء من أصحاب أبي عبد اللّه عليه السلام أجمعت العصابة على تصحيح ما يصح عن هؤلاء وتصديقهم لما يقولون، وأقروا
لهم بالفقه من دون أولئك الستة الذين عددناهم وسميناه، وهم ستة نفر: جميل بن دراج، وعبد اللّه بن مسكان، وعبد اللّه بن بن بكير، وحماد بن عيسى، وحماد بن عثمان، وأبان بن عثمان، قالوا: وزعم أبو إسحاق الفقيه، وهو ثعلبة بن ميمون أن أفقه هؤلاء جميل بن دراج، وهم أحدث أصحاب أبي عبد اللّه عليه السلام.
ثم قال: تسمية الفقهاء من أصحاب أبي إبراهيم وابي الحسن عليه السلام أجمع أصحابنا على تصحيح ما يصح عن هؤلاء وتصديقهم والإقرار لهم بالفقه والعلم، وهم ستة نفر آخرون دون الستة النفر الذين ذكرناهم في أصحاب أبي عبد اللّه عليه السلام منهم يونس عبد الرحمن، وصفوان بن يحيى بياع السابري، ومحمد بن أبي عمير، وعبد اللّه بن المغيرة، والحسن بن محبوب، وأحمد بن محمد بن أبي نصر، وقال بعضهم مكان الحسن بن محبوب الحسن بن علي ابن فضال، وفضالة بن ايوب، وقال بعضهم مكان فضالة عثمان بن عيسى، وأفقه هؤلاء يونس بن عبد الرحمن وصفوان بن يحيى، انتهى كلام الكشي.
كثرة الفقهاء المصنفين في الصدر الأول على مذهب الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام
قال الشيخ أبو القاسم جعفر بن سعيد المعروف بالمحقق، في أول كتابها المسمى بالمتعبر عند ذكره للإمام أبي عبد الله الصادق عليه السلام ما نصه: وبرز بتعليمه من الفقهاء الأفاضل جم غفير من أعيان الفقهاء، كتب من أجوبة مسائله أربعمائة مصنف، قلت: هذه مصنفات الأعيان منهم وإلا فقد نص الشيخ شمس الدين محمد بن مكي الشهيد في أول الذكرى أنه كتب من
أجوبة مسائل أبي عبد اللّه الصادق عليه السلام أربعة آلاف رجل من أهل العراق والحجاز وخراسان والشام، وقد ذكرت كتبهم في كتب فهارس كتب الشيعة، كفهرست الشيخ أبي العباس النجاشي، وفهرس الشيخ أبي جعفر الطوسي، وفهرس الشيخ أبي الفرج ابن النديم، وكتاب العقيلي، وكتاب ابن الغضائري.
وقال الشيخ المفيد في الإرشاد عند ذكره للإمام الصادق عليه السلام ونقل الناس عنه من العلوم ما سارت به الركبان وانتشر ذكره في البلاد، ولم ينقل العلماء عن أحد من أهل بيته ما نقل عنه، فإن أصحاب الحديث نقلوا أسماء الرواة عنه الثقات، على اختلافهم في الآراء والمقالات، وكانوا أربعة آلاف رجل، انتهى.
قلت: وقد أحصاهم وأمرهم في التصنيف الشيخ أبو العباس أحمد بن عقدة الزيدي أربعة آلاف رجل، كما نص عليه الشيخ أبو جعفر الطوسي في أول باب أصحاب الصادق من كتابه في الرجال، فراجع.
في بعض الجوامع الكبار في الفقه لأصحاب الأئمة من أهل البيت من أتباع التابعين
مثل «جامع الفقه» لثابت بن هرمز ابي المقدام، عن الإمام زين العابدين علي بن الحسين عليه السلام وكتاب «شرائع الإيمان» لمحمد بن المعافي، لأبي جعفر مولى الإمام الصادق عليه السلام، مات سنة خمس وستين ومائتين، أخذه عن الإمام الكاظم والرضا عليهما السلام، وجامع أبواب الفقه لعلي بن أبي حمزة تلميذ الصادق عليه السلام، ولعبد اللّه بن المغيرة
ثلاثون كتاباً في أبواب الفقه كما في فهرس النجاشي، وكان من أصحاب الإمام موسى بن جعفر عليه السلام وكتاب «الفقه والأحكام» لإبراهيم بن محمد الثقفي المتوفى سنة 283 هـ، وكتاب «المبوب في الحلال والحرام» لإبراهيم ابن محمد أبي يحيى المدني الأسلمي المتوفى سنة 184 هـ، وكتاب «الجامع في أبواب الفقه» للحسن بن علي أبي محمد الحجال، وكتاب «الجامع الكبير في الفقه» لعلي بن محمد بن شيرة القاساني أبي الحسن المصنف المكثر، ولصفوان بن يحيى البجلي كتاب على ترتيب كتب الفقه مات سنة عشر ومائتين، وكتاب «المشيخة» المبوب على معنى الفقه للحسن بن محبوب شيخ الشيعة أبي علي السراد المتوفى سنة 224 هـ وهو من أصحاب الإمام الرضا عليه السلام وكتاب الرحمة، وهو كتاب كبير جامع لكل فنون الفقه من طريق أهل البيت.
والله من وراء القصد.. وهو الهادي إلى سواء السبيل
للدكتورالاستاذ سليمان نيا
استاذ الفلسفة بكلية اصول الدين
تقدم الشيعة في علم الفقه
أول من صنف فيه ودونه ورتبه على الأبواب
فاعلم أن أول من صنف في علم الفقه ودونه هو علي بن أبي رافع مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم، قال النجاشي في ذكر الطبقة الأولى من المصنفين من شيعة أمير المؤمنين عليه السلام: علي بن أبي رافع مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم، هو تابعي من خيار الشيعة، كانت له صحبة من أمير المؤمنين عليه السلام، وكان كاتباً له وحفظ كثيراً، وجمع كتاباً في فنون الفقه: الوضوء والصلاة وسائر الأبواب، تفقه على أمير المؤمنين عليه السلام، وجمعه في أيامه أوله (باب الوضوء) إذا توضأ أحدكم فليبدأ باليمين قبل الشمال من جسده، قال: وكانوا يعظمون هذا الكتاب «فهو أول من صنف فيه من الشيعة».
وذكر الجلال السيوطي أن أول من صنف - يعني من أهل السنة - في الفقه الإمام أبو حنيفة، لأن تصنيف علي بن أبي رافع في ذلك أيام أمير المؤمنين عليه السلام قبل تولد الإمام أبي حنيفة بزمان طويل، بل صنف في الفقه قبل أبي حنيفة جماعة من فقهاء الشيعة، كالقاسم بن محمد بن أبي بكر التابعي، وسعيد بن المسيب الفقيه القرشي المدني، أحد الفقهاء الستة المتوفى سنة أربع وتسعين، وكانت ولادته أيام خلافة عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه، والقاسم بن محمد بن أبي بكر رضي اللّه عنه، مات سنة
ست ومائة على الصحيح، وكان جد مولانا الصادق لأمه أم فروة بنت القاسم وكان تزوج بنت الإمام زين العابدين علي بن الحسين عليهما السلام.
وذكر عبد اللّه الحميري في كتابه «قرب الإسناد» ما لفظه: ذكر عند الرضا القاسم بن محمد بن أبي بكر وسعيد بن المسيب فقال: كانا على هذا الأمر - يعني التشيع - وحكى الكليني في «الكافي» في باب مولد أبي عبد اللّه الصادق عن يحيى ابن جرير قال: قال أبوعبد اللّه الصادق كان سعيد ابن المسيب والقاسم بن محمد بن أبي بكر وأبو خالد الكابلي من ثقات علي بن الحسين، وفي حديث أنهما من حواري علي بن الحسين عليه السلام.
مشاهير الفقهاء من الشيعة في الصدر الأول
وقد سماهم الشيخ أبو عمرو الكلشي في كتابه المعروف بـ «رجال الكشي المعاصر» لأبي جعفر الكليني من علماء المائة الثالثة، قال ما نصه: تسمية الفقهاء من أصحاب أبي جعفر وأبي عبد اللّه عليهم السلام أجمعت العصابة على تصديق هؤلاء الأولين من أصحاب أبي جعفر وأبي عبد اللّه عليهم السلام وانقادوا لهم بالفقه فقالوا: أفقه الأولين ستة: زرارة، ومعروف بن خربوذ، وبريد، وأبو بصيرالأسدي، والفضيل بن يسار، ومحمد بن مسلم الطائفي، قالوا: وأفقه الستة زرارة.
قال بعضهم مكان أبي بصير الأسدي أبو بصير المرادي، وهو ليث بن البختري، ثم قال تسمية الفقهاء من أصحاب أبي عبد اللّه عليه السلام أجمعت العصابة على تصحيح ما يصح عن هؤلاء وتصديقهم لما يقولون، وأقروا
لهم بالفقه من دون أولئك الستة الذين عددناهم وسميناه، وهم ستة نفر: جميل بن دراج، وعبد اللّه بن مسكان، وعبد اللّه بن بن بكير، وحماد بن عيسى، وحماد بن عثمان، وأبان بن عثمان، قالوا: وزعم أبو إسحاق الفقيه، وهو ثعلبة بن ميمون أن أفقه هؤلاء جميل بن دراج، وهم أحدث أصحاب أبي عبد اللّه عليه السلام.
ثم قال: تسمية الفقهاء من أصحاب أبي إبراهيم وابي الحسن عليه السلام أجمع أصحابنا على تصحيح ما يصح عن هؤلاء وتصديقهم والإقرار لهم بالفقه والعلم، وهم ستة نفر آخرون دون الستة النفر الذين ذكرناهم في أصحاب أبي عبد اللّه عليه السلام منهم يونس عبد الرحمن، وصفوان بن يحيى بياع السابري، ومحمد بن أبي عمير، وعبد اللّه بن المغيرة، والحسن بن محبوب، وأحمد بن محمد بن أبي نصر، وقال بعضهم مكان الحسن بن محبوب الحسن بن علي ابن فضال، وفضالة بن ايوب، وقال بعضهم مكان فضالة عثمان بن عيسى، وأفقه هؤلاء يونس بن عبد الرحمن وصفوان بن يحيى، انتهى كلام الكشي.
كثرة الفقهاء المصنفين في الصدر الأول على مذهب الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام
قال الشيخ أبو القاسم جعفر بن سعيد المعروف بالمحقق، في أول كتابها المسمى بالمتعبر عند ذكره للإمام أبي عبد الله الصادق عليه السلام ما نصه: وبرز بتعليمه من الفقهاء الأفاضل جم غفير من أعيان الفقهاء، كتب من أجوبة مسائله أربعمائة مصنف، قلت: هذه مصنفات الأعيان منهم وإلا فقد نص الشيخ شمس الدين محمد بن مكي الشهيد في أول الذكرى أنه كتب من
أجوبة مسائل أبي عبد اللّه الصادق عليه السلام أربعة آلاف رجل من أهل العراق والحجاز وخراسان والشام، وقد ذكرت كتبهم في كتب فهارس كتب الشيعة، كفهرست الشيخ أبي العباس النجاشي، وفهرس الشيخ أبي جعفر الطوسي، وفهرس الشيخ أبي الفرج ابن النديم، وكتاب العقيلي، وكتاب ابن الغضائري.
وقال الشيخ المفيد في الإرشاد عند ذكره للإمام الصادق عليه السلام ونقل الناس عنه من العلوم ما سارت به الركبان وانتشر ذكره في البلاد، ولم ينقل العلماء عن أحد من أهل بيته ما نقل عنه، فإن أصحاب الحديث نقلوا أسماء الرواة عنه الثقات، على اختلافهم في الآراء والمقالات، وكانوا أربعة آلاف رجل، انتهى.
قلت: وقد أحصاهم وأمرهم في التصنيف الشيخ أبو العباس أحمد بن عقدة الزيدي أربعة آلاف رجل، كما نص عليه الشيخ أبو جعفر الطوسي في أول باب أصحاب الصادق من كتابه في الرجال، فراجع.
في بعض الجوامع الكبار في الفقه لأصحاب الأئمة من أهل البيت من أتباع التابعين
مثل «جامع الفقه» لثابت بن هرمز ابي المقدام، عن الإمام زين العابدين علي بن الحسين عليه السلام وكتاب «شرائع الإيمان» لمحمد بن المعافي، لأبي جعفر مولى الإمام الصادق عليه السلام، مات سنة خمس وستين ومائتين، أخذه عن الإمام الكاظم والرضا عليهما السلام، وجامع أبواب الفقه لعلي بن أبي حمزة تلميذ الصادق عليه السلام، ولعبد اللّه بن المغيرة
ثلاثون كتاباً في أبواب الفقه كما في فهرس النجاشي، وكان من أصحاب الإمام موسى بن جعفر عليه السلام وكتاب «الفقه والأحكام» لإبراهيم بن محمد الثقفي المتوفى سنة 283 هـ، وكتاب «المبوب في الحلال والحرام» لإبراهيم ابن محمد أبي يحيى المدني الأسلمي المتوفى سنة 184 هـ، وكتاب «الجامع في أبواب الفقه» للحسن بن علي أبي محمد الحجال، وكتاب «الجامع الكبير في الفقه» لعلي بن محمد بن شيرة القاساني أبي الحسن المصنف المكثر، ولصفوان بن يحيى البجلي كتاب على ترتيب كتب الفقه مات سنة عشر ومائتين، وكتاب «المشيخة» المبوب على معنى الفقه للحسن بن محبوب شيخ الشيعة أبي علي السراد المتوفى سنة 224 هـ وهو من أصحاب الإمام الرضا عليه السلام وكتاب الرحمة، وهو كتاب كبير جامع لكل فنون الفقه من طريق أهل البيت.
والله من وراء القصد.. وهو الهادي إلى سواء السبيل