المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تمنية ابو بكر واتحدى اي شخص من السنة والسلفية ان يناقشنا بهذا البحث


شبل الامام السيستاني
12-11-2009, 07:56 PM
المقدمة :

الحمد لله الذي بفضله تتم الصالحات ، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وخاتم النبيين وسيد الكائنات سيدنا محمد بن عبدالله وعلى آله الطيبين الطاهرين المظلومين .

أما بعد ...
فلا شك ولا ريب في ورود الأمر في الكتاب الكريم والسنة المطهرة بلزوم مودة آل البيت الكرام (عليهم السلام) بل ولزوم إتباعهم وعدم التقدم عليهم ، وأنهم الثقل الثاني بعد القرآن الكريم ، وبهم يحفظ الدين ويستقيم الأمر ويقام الحق والعدل .
ولكن { وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ... }


حديث الأمنية ، المتن والسند

اعتراف أبي بكر بندمه
على الهجوم على دار الزهراء (عليها السلام)

أ) متن الرواية .
رواية الحافظ الطبراني المتوفى سنة 360 هـ :
(( حدثنا أبو الزنباع روح بن الفرج المصري ، ثنا سعيد ابن عفير ، حدثني علوان بن داود البجلي ، عن حميد بن عبدالرحمن بن حميد بن عبدالرحمن بن عوف ، عن صالح بن كيسان ، عن حميد بن عبدالرحمن بن عوف عن أبيه قال :دخلتُ على أبي بكر أعودُهُ في مرضه الذي توفي فيه ، فَسلمتُ عليه وسألته كيف أصبحت ؟ فاستوى جالساً ، فقلتُ : أصبحتَ بحمد الله بارئاً ، فقال : أما إني على ما ترى وَجِع وجَعلْتم لي شُغلاً مع وجَعي ، جعلتُ لكم عهداً من بعدي واخترتُ لكم خيركم في نفسي فَكُلّكم وَرم لذلك


******




أنفه رجاء أن يكون الأمر له ، ورأيتُ الدنيا قد أقبلتْ ولما تقبل وهي جائية ، وستنجّدون بيوتكم بسور الحرير ونضائد الديباج ، وتألمون ضجائح الصوف الأذري ، كأنّ أحدكم على حسك السعدان ، ووالله لأن يقدم أحدكم فيضرب عنقه في غير حد خير له من أن يسيح في غمرة الدنيـا .
ثم قال : أما إني لا آسي على شيء إلا على ثلاث فعلتهن ووددت أني لم أفعلهن ، وثلاث لم أفعلهن وودت أني فعلتهن، وثلاث وددت أني سألت رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم عنهن .
فأمّا الثلاث اللاتي وددت أني لم أفعلهن ، فوددت أني لم أكن كشفت بيت فاطمة وتركته وإن أغلق على الحرب ، ووددت أني يوم سقيفة بني ساعدة كنت قذفتُ الأمر في عنق أحد الرجلين أبي عبيدة أو عمر ، فكان أمير المؤمنين وكنت وزيراً ، ووددت أني حيث كنت وجهت خالد بن الوليد إلى أهل الردة أقمت بذي القصة فإن ظفر المسلمون ظفروا ، وإلا كنت ردءاً أو مدداً .

*****

وأما اللاتي وددت أني فعلتها .... الخ )) (1) .

رواية الحافظ أبي جعفر العقيلي المتوفى سنة 322 هـ ، من كتابه الضعفاء الكبير :
(( وهذا الحديث حدثناه يحيى بن أيوب العلاف ، حدثنا سعيد بن كثير ابن عفير ، قال : حدثنا علوان بن داود ، عن حميد بن عبدالرحمن بن حميد ، عن عبدالرحمن بن عوف ، عن صـالح بن كيسان ، عن حميد بن عبدالرحمن عن أبيه قال : دخلت على أبي بكر أعوده في مرضه الذي توفي فيه ، فسلمت وسألت عنه ، فاستوى جالساً ، فقلت : أصبحتَ بحمد الله بارئاً ، فقال : أما إني على ما تـرى بي وجع ، وجعلت لي معشر المهاجرين شغلاً مع وجعي ، وجعلت لكم عهداً من بعدي واخترت لكم خيركم في نفسي فكلكم ورم من ذلك أنفه رجاء أن يكون الأمر له ، ورأيتم الدنيا قد

.................................................. .......

أقبلت ولما تقبل وهي جائية فتتخذون ستور الحرير ونفائد الديباج وتألمون من ضجائع الصوف الأذربي حتى كأن أحدكم على حسك السعدان ، والله لأن يقدم أحدكم فتضرب عنقه في غير حد خير له من أن يسيح في غمرة الدنيا، وأنتم أول ضال بالناس تصفقون بهم الطريق يميناً وشمالاً يا هادي الطريق ، إنما هو الفجر أو البحر .
قال : فقال له عبدالرحمن : لا تكثر على ما بك فوالله ما أردت إلا الخيـر وإن صاحبك على الخير وما للناس إلا رجلان : إمّا رجل رأى ما رأيت فلا خلاف عليك منه ، وإمّا رجل رأى غير ذلك فإنما يُشير عليك برأيه .
فَسكت وسَكتُّ هنيهة ، فقال له عبدالرحمن بن عوف : ما أرى بك بأساً والحمد لله فلا تأس على الدنيا ، فوالله ما علمناك إلا كنت صالحاً مصلحاً ، فقال : إني لا آسى على شيء إلا ثلاث فعلتهن وودت إني لم أفعلهن ، وثلاث لم أفعلهن وودت أني فعلتهن ، وثلاث وددت أني سألت رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم عنهن ، فأما اللاتي فعلتها
.................................

وودت أني لم أفعلها ، وددت أني لم أكن كشفت بيت فاطمة وتركته وأن أغلق على الحرب ... الخ )) (1) .

رواية الحافظ ضياء الدين المقدسي الحنبلي المتوفى سنة 643 هـ ، في كتابه الأحاديث المختارة :
روى بإسناده وصولاً إلى الطبراني بإسناده الذي ساقه في المعجم الكبير ، وبنفس اللفظ وقال فيه : (( فوددت أني لم أكن كشفت بيت فاطمة أو تركته وإن اعلق على الحرب ... الخ )) (2) .

رواية الحافظ شمس الدين الذهبي المتوفى سنة 748 هـ :
(( وقال علوان بن داود البجلي عن حميد بن عبدالرحمن عن صالح بن كيسان عن حميد بن عبدالرحمن بن عوف عن
.................................................. ......

أبيه ، وقد رواه الليث بن سعد عن علوان عن صالح نفسه ، قال : دخلت على أبي بكر أعوده في مرضه ... (إلى أن قال) وددت أني لم أكن كشفت بيت فاطمة وتركته وأن أُغلق عليّ الحرب ... الخ )) (1) .

رواية الإمام ابن قتيبة الدينوري المتوفى سنة 276 هـ :
(( فليتنـي تركت بيت علي وإن كان أعلن على الحرب ... الخ )) (2) .

رواية الإمام ابن جرير الطبري المتوفى سنة 310 هـ :
(( حدثنا يونس بن عبدالأعلى قال : حدثنا يحيى بن عبدالله بن بكير ، قال : حدثنا الليث بن سعد ، قال : حدثنا علوان ، عن صالح بن كيسان ، عن عمر بن عبدالرحمن بن عوف ، عن أبيه : ... فوددت أني لم أكشف بيت فاطمة عن

.................................................. ...
شيء وإن كانوا قد غلقوه على الحرب ... الخ )) (1) .

الرواية من تاريخ اليعقوبي المتوفى سنة 292 هـ تقريباً :
(( ... وليتني لم أفتش بيت فاطمة بنت رسول الله وادخله الرجال ، ولو كان أغلق على حرب ... الخ )) (2) .

ب) مصادر أخرى للرواية .
وقد روى هذه الرواية وذكرها جملة من الحفّاظ والعلماء والمؤرخين منهم :
1- القاسم بن سلام المتوفى سنة 225هـ في كتابه الأموال (ولنا معه وقفة) .
2- ابن عبد ربه الأندلسي المتوفى سنة 327هـ في كتابه العقد الفريد .
.................................................. ...

3- علي بن الحسين المسعودي المتوفى سنة 363 هـ في كتابه مروج الذهب .
4- ابن عساكر المتوفى سنة 571 هـ في كتابه تاريخ مدينة دمشق .
5- ابن أبي الحديد المعتزلي المتوفى سنة 655 هـ تقريباً في كتابه شرح نهج البلاغة .
6- الذهبي (أيضاً) المتوفى سنة 748 هـ في كتابه ميزان الاعتدال .
7- نور الدين الهيثمي المتوفى سنة 807 هـ في كتابه مجمع الزوائد ومنبع الفوائد .
8- جلال الدين السيوطي المتوفى سنة 911 هـ في كتابه مسند فاطمة الزهراء .
9- المتقي الهندي المتوفى سنة 975 هـ في كتابه كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال .



.................................................. ...
ج) كلام البعض في سند الرواية والرد عليه .
وقد تكلم بعضهم وضعّف سند الرواية لوجود الراوي علوان بن داود البجلي ، قال الهيثمي المتوفى سنة 807 هـ :
(( رواه الطبراني وفيه علوان بن داود البجلي وهو ضعيف ، وهذا الأثر مما أنكر عليه )) (1) .

كما أن العقيلي المتوفى سنة 322 هـ ذكر هذا الراوي في كتابه الضعفاء الكبير (2) .

وللرد عليه نقول إن كان العقيلي والهيثمي وغيرهما يرمون الراوي علوان البجلي بالضعف ، فَمِنْ جهة أخرى نجد أن الإمام ابن حبان صاحب موسوعة الثقات والمتوفى سنة 354 هـ قد وثّق علوان البجلي وذكره ضمن الثقات (3) .
.................................................. ..........

وأمّا عبارةُ الهيثمي (( وهذا الأثر مما أنكر عليه )) فهي تَكشفُ لنا سرّ تضعيفه واتهامه بالنّكارة ، فإنّ للمخالفين الكثير مِن الطرق في التلبيس على الناس وصدّهم عن الحق ، ومنها الطعن في رواة الأحاديث والأخبار التي لا تروقُ لهم كالتي فيها فضائل ومناقب آل البيت (عليهم السلام) أو مثالب وفضائح أعدائهم عليهم لعنة الله ، وسَبق أن ناقشنا جانباً من هذه الجريمة في كتابنا ( وقفة مع الجوزجاني وقاعدته في رواية المبتدع ) .
كما أن الرواية هذه قد أوردها الحافظ ضياء الدين المقدسي في موسوعته الأحاديث المختارة .
قال الحافظ السيوطي : (( الحافظ ضياء الدين محمد بن عبدالواحـد المقدسـي ، جمع كتابـاً سماه المختارة ، التزم فيه الصحة ... )) (1) .

.................................................. ..
ويقول الدكتـور عبدالملك بن دهيش محقق هذه الموسوعة : (( فالمتكلمون في علوم الحديث يقسمون كتب الحديث على مراتب ، ويذكرون منها كتب الصحة أي كتب الأحاديث الصحيحـة ، وجميـع من تكلم في مراتب الكتب ممن جاء بعد الضياء ، جعل المختارة من كتب الصحة )) (1) .
فالرواية إذن ليست بالضعيفة عند الحافظ ضياء الدين المقدسي الحنبلي ، بل تراه جعلها في كتابه الذي التزم فيه الصحة .
والمقدسي هذا من كبار علماء الحديث والجرح والتعديل عند المخالفين ، وقد وصفه الذهبي فقال : (( الشيخ الإمام الحافظ القدوة المحقق المجود الحجة بقية السلف ... )) (2) .
وقال عنه الحافظ شرف الدين يوسف بن بدر : (( رحم
.................................................. ...........

الله شيخنا ابن عبدالواحد ، كان عظيم الشأن في الحفظ ومعرفة الرجال ، هو كان المشار إليه في علم صحيح الحديث وسقيمه ما رأت عيني مثله )) (1) .
فالرجل من الكبار الأجلاء ولا سبيل للطعن فيه .
وأيضاً لو كانت الرواية ضعيفة خصوصاً عند المتقدمين لكفاهم ضعف سندها ولم يلجئوا للتحريف والتزوير ، فعندما نصل إلى ( الإمام الرباني العظيم القاضي الحافظ الحجة الثقة ) !!! أبو عبيد القاسم بن سلام المتوفى سنة 224 هـ ، والذي وصفه ابن حبان فقال :(( القاسم بن سلام أبو عبيد البغدادي ، مولى بني أمية ... كان أحد أئمة الدنيا ، صاحب حديث وفقه ودين وورع ومعرفة بالأدب وأيام الناس ، ممن جمع وصنف واختار وذب عن الحديث ونصره وقمع من خالفه وحاد عنه )) (2) .
.................................................. .....
وقال عنه أحمد بن كامل القاضي : (( كان أبو عبيد فاضلاً في دينه وفي علمه ، ربانياً ، مفنناً في أصناف علوم الإسلام من القرآن والفقه والعربية والأخبار ، حسن الرواية ، صحيح النقل ، لا أعلم أحد طعن عليه في شيء من أمره ودينه )) (1) .
وركز أخي القارئ على (صحيح النقل) .
وقـال عنه الذهبي : (( أبو عبيد الإمام المجتهد ذو الفنون )) .
وقال عنه أحمد بن حنبل : (( أبو عبيد أستاذ )) .
وقال عنه الدار قطني : (( ثقة إمـام جبل )) .
وقال عنه أبو داوود : (( أبو عبيد ثقة مأمون )) .
وقال الحاكم النيسابوري : (( الإمام المقبول عند الكل أبو عبيد )) .
.................................................. .....

وقال إسحاق بن راهويه : (( أبو عبيد أعلم مني ومن ابن حنبل ومن الشافعي )) (1) .
ولكن عند التحقيق نرى هذا الإمام الرباني الثقة ، والمتمتع بالورع والدين ، والصحة في النقل ، والناصر للحديث !! نجده حرّف وبدل في الحديث ولم يحفظه ، ولم يؤده كما هو ، ولم يمنعه ورعه من إنقاص الكلام ، وكتم الحديث ؟!!
وإليك الدليل :
أخرج أبو عبيد هذا حديث أمنية أبي بكر في كتابه الأموال بهذه الكيفية : (( فأمّا التي فعلتها وددت أني لم أفعلها ، فوددت أني لم أكن فعلت كذا وكذا – لخلة ذكرها قال أبو عبيد : لا أريد ذكرها - ... )) (2) .
فإذا كان هذا فعل الأئمة والثقات وأصحاب الورع

.................................................. .....
والدين ؟! فماذا أبقوا لغيرهم ؟! وأي دين يلتمس عند هؤلاء المحرفين المزورين ، الكاتمين للحق .
ولو كانت الرواية ضعيفة لكفاه أن ينبه على ضعفها ، ولكنه ولعلمه بصحتها لم يجد طريقاً ليستر على سيده إلاّ أن يحذف اعترافه بكشف بيت فاطمة الزهراء (عليها السلام) .
هذا ونشير إلى أن الباحث الأستاذ يحيى الدوخي أستاذ قسم الحديث في جامعة آل البيت العالمية ، قد رد على شبهة ضعف الرواية المذكورة وذلك في كتابه الماتـع ( ظلامة الزهراء في روايات أهل السنة ) فلله دره وعليه سبحانه وتعالى أجره ، ومن أراد الاستزادة فعليه بالكتاب المذكور .

* * * * *
والسلام مسك الختام

البحث للسيد والاخ الجليل
عادل كاظم عبدالله
امد الله في عمره
وجعله من انصار الامام
المنتظر روحنا له الفدى

المسامح
12-11-2009, 10:13 PM
السلام عليكم
احسنت اخي اكس مان على الطرح
نعم قد صحح هذه الرواية الضياء المقدسي في المختارة
قال عنه ابن نجار البغدادي انه عالم بالحديث واحوال الرجال
وقال المزي انه اعلم بالحديث واحوال الرجال من الحافظ عبد الغني
وقال عنه الذهبي انه شيخ السنة ومحدث الشام
وقال ايضا صحح ولين وجرح وعدل وكان المرجع اليه في هذا الشان
وقال ايضا انه شديد التحري عن الرواية
وطبعا كتاب المختارة من الكتب الصحيحة التي فيه روايات لم يخرجها البخاري ومسلم
قال الصخاوي : من مظان الصحيح المختارة مما ليس في الصحيحين او احدهما
وقال السيوطي : ومنهم الضياء المقدسي جمع كتابا سماه المختارة التزم فيه الصحة
وقال الذهبي عن احاديث المختارة : هي الاحاديث التي تصلح ان يحتج بها سوى ما في الصحيحين
وبهذا فالرواية صحيحة وصححها الضياء المقدسي

*علي الأكبر*
12-11-2009, 10:17 PM
أصل ندامة أبو بكر لوجود فعل سيء فعله حتى لو كان كلامه بالتلميح فقط !
و لو تحرى السني المتعدل لوجد سبب ندامة أبو بكر