عقيل الحمداني
13-11-2009, 07:58 PM
أسماء سور القرآن الكريم فيهاعناوين لدروس تربوية لابدّ من تدبرها والانتفاع بها في واقع الأمة؛ لأن هذا القرآن الكريم الذي لا تنقضي عجائبه معجز في كل جانب تنظر فيه، والجانب التربوي يؤكد المهمة الأولى والأساسية التي نزل من أجلها القرآن؛ ليصنع الفرد المسلم، والأسرة المسلمة، والمجتمع المسلم، والأمة المسلمة على عين الله عزّوجلّ، وذلك بالتزام القرآن والسنة اللذين إن تمسكنا بهما لن نضل بعد رسول الله(ص) أبداً، ومع خواطر أسماء سور القرآن الكريم سأتناول خواطر تربوية متفرقة حول بعض آيات الكتاب الكريم المعجز، وجزء أخير حول الآثار التربوية للشعائر التعبدية.
سنحاول بعون الله وتوفيقه أن أسير مع اسماء سور القرآن الكريم فهي عناوين دروس تربوية تحتاج إلى تدبر وتأمل، ولماذا سميت بهذا الاسم؟ ولماذا أسماء بعض سور القرآن الكريم؟ وهل لذلك من آثار تربوية؟
- فاتحة الكتاب:
هل تخيلت – أخي المسلم وأختي المسلمة – أن فاتحة الكتاب تدربنا على الدخول على الله؟ وكيف تفتح لنا باب الدخول، بل تفتح لنا أبواب كل خير في الدنيا والآخرة.
أناشدكم الله أن تتدبروا لماذا أمرنا الله أن نرددها ونكررها على الأقل سبع عشرة مرة في اليوم والليلة؟ ولماذا قسَّمها ربنا – عزّوجلّ – في حديث: "قسمت الصلاة بيني وبين عبدي؛ إذا قال العبد الحمد لله رب العالمين. يقول الله: حمدني عبدي.. أثنى عليّ عبدي، ومجّدني عبدي.."، هل شعرت بالأثر التربوي ولو مرة في نفسك وذقت حلاوة مخاطبة ربك بعد أن أذن لك بالدخول؛ فتوحلت لغة الخطاب من الحديث عن الله – عزّوجلّ – إلى الحديث مع الله عزّوجلّ (إيّاكَ نَعبُدُ وإيّاكَ نَسْتَعِينُ) (الفاتحة/ 5)، وهي قمة الخلوة مع الله، ولكنك في نفس الوقت يجب ألا تنسى إخوانك المسلمين جميعاً، فتقول بصيغة الجمع: "نعبد ونستعين"، كما لم ينسنا رسول الله(ص) وهو يتلقى تحيةً خاصةً من ربه عند سدرة المنتهى في ليلة المعراج: "السلام عليك أيّها النبي ورحمة الله وبركاته، فقال: السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين".
هل تصورتَ أن الله يحدث الملائكةَ عنك بعد كل آية تتحدث فيها بالثناء على الله؛ فيذكرك في ملأ خير من ملئكَ: "حمدني عبدي، أثنى عليَّ عبدي، مجّدني عبدي.."، تدرب أخي على أدب الحديث عن الله، وحِّدْ ربك وانتظر سماع ردّ ربك عليك، فلا تقرأ القرآن هذراً: لأن بعد كل آيةٍ من الفاتحة رد من ربك عليك، إنها محادثته ومخاطبته لاتعدلها الدنيا كلها، وجاهد نفسك حتّى تسمع الرد وكأنك تسمع مباهاة ربك بك في الملأ الأعلى حتى إذا بلغت قوله عزّوجلّ الذي تنطقه: (إيّاكَ نَعْبُدُ وإيّاكَ نَستَعِينُ) كان هذا بمثابة عقدٍ بينك وبين ربك نطقته أنت بنفسك وتحدثت به، وعندها لا يحدّث ربك ملائكته عنك، بل يكون الصفاء كله: "هذا بيني وبين عبدي"، ويكون الرضا والقبول "هذا لعبدي ولعبدي ما سأل"؛ لأنك تطلب شيئاً واحداً في الفاتحة (اهْدِنا الصِرّاطَ المُستَقِيمَ) (الفاتحة/ 6)، فإذا علمت أن هذا مراد ربك منك طلبته فقط؛ فهو جماع كل خير، والحماية من كل شر المغضوب عليهم.
- سورة البقرة:
هذه السورة الأولى من السبع الطوال، عنوانها وعنوان درسها "البقرة"، فما موطن التربية فيه؟ ولماذا سُميت هذا الاسم بالذات؟ وهي زاخرة بالعبر والدروس؟ "البقرة" درس لبني إسرائيل رسبوا فيه، والتحذير منذ بداية القرآن لأمتنا الخاتمة: إياكم يا أمة محمد(ص) أن تتحايلوا على أوامر الله أو تتلكؤوا في التنفيذ بانتحال الأعذار والتسويف والمماطلة؛ لأنكم إن فعلتم تعرضتم لغضب الله تعالى، وهذا هو الدرس الأول قبل أن تنزل الأوامر والنواهي، فستكون العاقبة كما حدث لبني إسرائيل شددوا فشُدد عليهم، وستتعب نفسك بذلك وستنفذ أمر الله رغماً عنك وبتكلفةٍ أكبر، ولا حسن لك، بل بالوزر والعقاب، كما حدث لهم، وضع أمام عينيك (وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ إِلا قَلِيلٌ مِنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا * وَإِذًا لآتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا * وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا) (النساء/ 66-68).
- سورة آل عمران:
من العجيب أن تسمى سورة من السبع الطوال، وهي إحدى "الزهراوين" باسم عائلة رجل صالح ليس بنبيّ على أرجح الأقوال فلماذا؟ أليس هذا تكريماً للأسرة الصالحة، ورفعاً لشأنها على طول الأزمان وعلى اتساع الأمم؟ يتعبد بها إلى يوم القيامة.
فـ"عمران" رجل صالح، و"امرأة عمران" زوجة وأم صالحة، وابنتها "مريم" العذراء البتول أم نبي الله "عيسى" عليه السلام، وأختها زوجة نبي الله "زكريا" وأم "يحيى" نبي الله(ص) كانوا أسرة عريقة في التقوى والتقرب إلى الله بشتى أنواع الطاعات، وصلتها بربها مضرب المثل للعالمين، وكبير العائلة "عمران" أصل هذه الشجرة، وهذا تكريم له ولعائلته ولكل عائلة صالحة، ولذا تمَّ الجمع بين أسرته وأسرة سيدنا إبراهيم في التكريم والاصطفاء لقوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ) (آل عمران/ 33)، فيا كبراء العائلات، صلاح عائلاتكم امتداد لذكركم بالخير إلى يوم الدين.
- سورة النساء:
أيضاً سورة من السبع الطوال، تطالعنا في أوائل كتاب الله، وتتحدث ضمن ما تناولت عن النساء، وتسمى باسمهن، وأستأذن القارئ والقارئة الكريمين أن أخرج على قواعد ترتيب أسماء السور؛ فأجمع مع اسم هذه السورة باقي أسماء السور التي حملت رمزاً يمت للنساء بصلة؛ لتكون عناوين دروس تربوية نحتاجها جميعاً رجالاً ونساءً، هذه السور اسمها يكنى بالنساء شرفاً في ترتيب أهمية أسماء سور القرآن الكريم وباقي السور (مريم، الحجرات، المجادلة، الطلاق، التحريم) لها صلة ما مباشرة أو غير مباشرة بالنساء.
- سورة المائدة:
اسم السورة درساً في طلب الآيات والمعجزات؛ لأن الناس دائماً يريدون حدوث المعجزات ويلحون في طلبها ويستعجلونها، وما يدرون أن لنزولها سنناً وتترتب عليها تواقع وتبعات لا يتحملونها، ولو علموا ذلك لاكتفوا بما بين أيديهم من الآيات المنثورة في الكون والمسطورة في القرآن (وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالآيَاتِ إِلا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الأوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلا تَخْوِيفًا) (الإسراء/ 59)، (سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَمْ آتَيْنَاهُمْ مِنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ وَمَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) (البقرة/ 211)، ماذا نريد من الآيات والمعجزات؟.. اليقين؟.. ألا تكفينا الآيات التي حولنا؟ والتي نزلت علينا وعلى من قبلنا (وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ) (يوسف/ 105)، (قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَمَا تُغْنِي الآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ) (يونس/ 101)، (أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ) (العنكبوت/ 51)، بل إن هذه الأمة الإسلامية قد شرَّفها الله بآيات تفوق كل الآيات التي شاهدتها الأمم السابقة.. كيف؟ إن الذي يحكي لنا الآيات التي جاء بها جميع الأنبياء والمرسلين والمعجزات التي رآها أقوامهم الذي يحكيها لنا ليس بشراً منا ولا نبيّاً مرسلاً، إنه الله رب العالمين، ويحكي لنا الآية المعجزة في آية قرآنية معجزة.. فهي لهم آية، ولنا آيتان معجزتان. لزياده راجع البلاغ
سنحاول بعون الله وتوفيقه أن أسير مع اسماء سور القرآن الكريم فهي عناوين دروس تربوية تحتاج إلى تدبر وتأمل، ولماذا سميت بهذا الاسم؟ ولماذا أسماء بعض سور القرآن الكريم؟ وهل لذلك من آثار تربوية؟
- فاتحة الكتاب:
هل تخيلت – أخي المسلم وأختي المسلمة – أن فاتحة الكتاب تدربنا على الدخول على الله؟ وكيف تفتح لنا باب الدخول، بل تفتح لنا أبواب كل خير في الدنيا والآخرة.
أناشدكم الله أن تتدبروا لماذا أمرنا الله أن نرددها ونكررها على الأقل سبع عشرة مرة في اليوم والليلة؟ ولماذا قسَّمها ربنا – عزّوجلّ – في حديث: "قسمت الصلاة بيني وبين عبدي؛ إذا قال العبد الحمد لله رب العالمين. يقول الله: حمدني عبدي.. أثنى عليّ عبدي، ومجّدني عبدي.."، هل شعرت بالأثر التربوي ولو مرة في نفسك وذقت حلاوة مخاطبة ربك بعد أن أذن لك بالدخول؛ فتوحلت لغة الخطاب من الحديث عن الله – عزّوجلّ – إلى الحديث مع الله عزّوجلّ (إيّاكَ نَعبُدُ وإيّاكَ نَسْتَعِينُ) (الفاتحة/ 5)، وهي قمة الخلوة مع الله، ولكنك في نفس الوقت يجب ألا تنسى إخوانك المسلمين جميعاً، فتقول بصيغة الجمع: "نعبد ونستعين"، كما لم ينسنا رسول الله(ص) وهو يتلقى تحيةً خاصةً من ربه عند سدرة المنتهى في ليلة المعراج: "السلام عليك أيّها النبي ورحمة الله وبركاته، فقال: السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين".
هل تصورتَ أن الله يحدث الملائكةَ عنك بعد كل آية تتحدث فيها بالثناء على الله؛ فيذكرك في ملأ خير من ملئكَ: "حمدني عبدي، أثنى عليَّ عبدي، مجّدني عبدي.."، تدرب أخي على أدب الحديث عن الله، وحِّدْ ربك وانتظر سماع ردّ ربك عليك، فلا تقرأ القرآن هذراً: لأن بعد كل آيةٍ من الفاتحة رد من ربك عليك، إنها محادثته ومخاطبته لاتعدلها الدنيا كلها، وجاهد نفسك حتّى تسمع الرد وكأنك تسمع مباهاة ربك بك في الملأ الأعلى حتى إذا بلغت قوله عزّوجلّ الذي تنطقه: (إيّاكَ نَعْبُدُ وإيّاكَ نَستَعِينُ) كان هذا بمثابة عقدٍ بينك وبين ربك نطقته أنت بنفسك وتحدثت به، وعندها لا يحدّث ربك ملائكته عنك، بل يكون الصفاء كله: "هذا بيني وبين عبدي"، ويكون الرضا والقبول "هذا لعبدي ولعبدي ما سأل"؛ لأنك تطلب شيئاً واحداً في الفاتحة (اهْدِنا الصِرّاطَ المُستَقِيمَ) (الفاتحة/ 6)، فإذا علمت أن هذا مراد ربك منك طلبته فقط؛ فهو جماع كل خير، والحماية من كل شر المغضوب عليهم.
- سورة البقرة:
هذه السورة الأولى من السبع الطوال، عنوانها وعنوان درسها "البقرة"، فما موطن التربية فيه؟ ولماذا سُميت هذا الاسم بالذات؟ وهي زاخرة بالعبر والدروس؟ "البقرة" درس لبني إسرائيل رسبوا فيه، والتحذير منذ بداية القرآن لأمتنا الخاتمة: إياكم يا أمة محمد(ص) أن تتحايلوا على أوامر الله أو تتلكؤوا في التنفيذ بانتحال الأعذار والتسويف والمماطلة؛ لأنكم إن فعلتم تعرضتم لغضب الله تعالى، وهذا هو الدرس الأول قبل أن تنزل الأوامر والنواهي، فستكون العاقبة كما حدث لبني إسرائيل شددوا فشُدد عليهم، وستتعب نفسك بذلك وستنفذ أمر الله رغماً عنك وبتكلفةٍ أكبر، ولا حسن لك، بل بالوزر والعقاب، كما حدث لهم، وضع أمام عينيك (وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ إِلا قَلِيلٌ مِنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا * وَإِذًا لآتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا * وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا) (النساء/ 66-68).
- سورة آل عمران:
من العجيب أن تسمى سورة من السبع الطوال، وهي إحدى "الزهراوين" باسم عائلة رجل صالح ليس بنبيّ على أرجح الأقوال فلماذا؟ أليس هذا تكريماً للأسرة الصالحة، ورفعاً لشأنها على طول الأزمان وعلى اتساع الأمم؟ يتعبد بها إلى يوم القيامة.
فـ"عمران" رجل صالح، و"امرأة عمران" زوجة وأم صالحة، وابنتها "مريم" العذراء البتول أم نبي الله "عيسى" عليه السلام، وأختها زوجة نبي الله "زكريا" وأم "يحيى" نبي الله(ص) كانوا أسرة عريقة في التقوى والتقرب إلى الله بشتى أنواع الطاعات، وصلتها بربها مضرب المثل للعالمين، وكبير العائلة "عمران" أصل هذه الشجرة، وهذا تكريم له ولعائلته ولكل عائلة صالحة، ولذا تمَّ الجمع بين أسرته وأسرة سيدنا إبراهيم في التكريم والاصطفاء لقوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ) (آل عمران/ 33)، فيا كبراء العائلات، صلاح عائلاتكم امتداد لذكركم بالخير إلى يوم الدين.
- سورة النساء:
أيضاً سورة من السبع الطوال، تطالعنا في أوائل كتاب الله، وتتحدث ضمن ما تناولت عن النساء، وتسمى باسمهن، وأستأذن القارئ والقارئة الكريمين أن أخرج على قواعد ترتيب أسماء السور؛ فأجمع مع اسم هذه السورة باقي أسماء السور التي حملت رمزاً يمت للنساء بصلة؛ لتكون عناوين دروس تربوية نحتاجها جميعاً رجالاً ونساءً، هذه السور اسمها يكنى بالنساء شرفاً في ترتيب أهمية أسماء سور القرآن الكريم وباقي السور (مريم، الحجرات، المجادلة، الطلاق، التحريم) لها صلة ما مباشرة أو غير مباشرة بالنساء.
- سورة المائدة:
اسم السورة درساً في طلب الآيات والمعجزات؛ لأن الناس دائماً يريدون حدوث المعجزات ويلحون في طلبها ويستعجلونها، وما يدرون أن لنزولها سنناً وتترتب عليها تواقع وتبعات لا يتحملونها، ولو علموا ذلك لاكتفوا بما بين أيديهم من الآيات المنثورة في الكون والمسطورة في القرآن (وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالآيَاتِ إِلا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الأوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلا تَخْوِيفًا) (الإسراء/ 59)، (سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَمْ آتَيْنَاهُمْ مِنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ وَمَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) (البقرة/ 211)، ماذا نريد من الآيات والمعجزات؟.. اليقين؟.. ألا تكفينا الآيات التي حولنا؟ والتي نزلت علينا وعلى من قبلنا (وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ) (يوسف/ 105)، (قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَمَا تُغْنِي الآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ) (يونس/ 101)، (أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ) (العنكبوت/ 51)، بل إن هذه الأمة الإسلامية قد شرَّفها الله بآيات تفوق كل الآيات التي شاهدتها الأمم السابقة.. كيف؟ إن الذي يحكي لنا الآيات التي جاء بها جميع الأنبياء والمرسلين والمعجزات التي رآها أقوامهم الذي يحكيها لنا ليس بشراً منا ولا نبيّاً مرسلاً، إنه الله رب العالمين، ويحكي لنا الآية المعجزة في آية قرآنية معجزة.. فهي لهم آية، ولنا آيتان معجزتان. لزياده راجع البلاغ