المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يد الله فوق أيديهم


عاشق الامام الكاظم
18-11-2009, 08:57 PM
كتب الله سماحة آية الله الشيخ لطف الله الصافي صاحب كتاب (إجابات الأسئلة العشرة) في الصفحة 31 يقول:

من الحكايات العجيبة والصادقة التي حدثت في زماننا هذا هي حكاية بناء مسجد الإمام الحسن المجتبى (ع) الواقع في الطريق بين طهران ومدينة قم المقدسة الذي يبعد عدة كيلو مترات من مدخل مدينة قم حيث شيده الحاج يد الله رجيبان أحد أخيار مدينة قم.

وفي ليلة الأربعاء الثاني والعشرين من شهر رجب المرجب لعام 1398 سمعت هذا المسجد من لسان أحمد عسكري كرمانشاهي وبحضور الحاج رجيبان وفي منزله حيث نقل العسكري فقال: قبل سبعة عشر يوماً وأثناء تعقيبات صلاة العصر طرق باب دارنا ثلاثة شبان يعملون في إصلاح السيارات وكانوا يحضرون جلسات واجتماعات التوجيه الديني وتعليم القرآن التي منت اقيمها في داري لمرضاة الله تعالى.

وعندما دخلوا الدار سألوني راجين أن أصبحهم إلى مسجد جمكران في قم لإقامة صلاة الحجة والزيارة ونظراً لإصرارهم اضطرت إلى إجابة طلبهم فركبنا السيارة واتجهنا صوب مدينة قم وقبل الوصول إلى مدينة المدينة وعند موقع مسجد الحسن المجتبى الحالي توقفت السيارة وكلما حاولوا إصلاحها لم يوفقوا إلى ذلك ثم أخذت قدح ماء من السيارة وذهبت بعيداً عنهم لأقضي حاجتي.

وفي هذه الأثناء وبعد ابتعادي عن الجماعة لاحظت وجود شاب وسيم يرتدي ملابس بيضاء ناصعة ويضع على رأسه عمامة خضراء وبيده رمح يرتفع إلى أكثر من مترين! وهو يخطط الأرض برمحه فتقدمت منه وقلت له:

يا ولدي العزيز إن العصر عصر الطائرات والدبابات والقنابل وأنت تحمل رمحاً أليس لك أن ترجع إلى مدرستك وتقرأ دروسك؟! ثم ذهبت لقضاء حاجتي وإذ به ينادي علي: يا سيدي عسكري لا تجلس هناك فإنني خططت المكان وهذا الموقع الذي تجلس فيه هو مسجد للصلاة.

وطفل صغير يأمره أبوه قلت له: سمعاً وطاعة وقمت من مكاني وابتعدت قليلاً ثم جلست لقضاء الحاجة.

وفي هذه الأثناء خطرت على بالي الأسئلة التالية لأسأله:

1- هل هذا المسجد الذي تروم تشيده للجن أم للإنس وهو يبعد فرسخين من قم؟
2- إذا لم يشيد المسجد لحد الآن فلماذا طلبت مني أن أغير مكاني؟
3- هل سيصلي في هذا المسجد الذي تشيده، جن أم ملائكة الرحمن؟

وفي هذه الأثناء وحينما أريد أن اطرح هذه الأسئلة على السيدة تقدم إلي وضمني إلى صدره وهو يبتسم ويقول:

أسأل ما تريد! فقلت له: ماذا تعمل في هذا الوقت بدل الجلوس في قاعات الدرس؟ فقال: إنني أخطط لتشيد مسجد هنا، ثم أضاف في هذا المكان وقع أحد أعزاء فاطمة الزهراء عليها السلام ثم استشهد فيه وهنا سيكون محراب المسجد ثم أخذ يشير بيده إلى هنا وهناك ويقول هذا مكان الوضوء وهذا مكان التواليت، وهكذا ... ثم أخذ يبكي ويؤشر إلى مكان وهو يقول: وهنا ستكون حسينية فلم أتمالك نفسي من البكاء أيضاً وقلت له: يا ابن رسول الله، إنني أوافق على الشروط التالية:

1- أن أكون حياً حتى تشيد المسجد فقال: إن شاء لله
2- أن تشيد هنا فعلاً مسجد كبير، فقال: بارك الله فيك.
3- إذا تم تشيد المسجد سأجلب ولو كتابا واحداً لمكتبة المسجد ثم قلت مازحاً لماذا لا تترك هذه الأفكار من رأسك يا ابن رسول الله وتذهب إلى مدرستك.

فتبسم وضمني للمرة الثانية إلى صدره! فقلت له: نسيت أن أسألك: من الذي سيشيد المسجد؟ فقال: يد الله فوق أيديهم ثم أضاف وحينما يتم تشيده أرجو أن توصل سلامي إليه.

فرجعت إلى السارة وأنا أسمع هدير محركها وقد بدأ بالعمل ثم سألوني: مع كنت تتحدث؟ قلت: مع ذلك الشاب السيد الذي يحمل رمحاً كبيراً ألم تلاحظوا ذلك؟ فقالوا: أي سيد تتحدث عنه؟ نحن لم نر شيئاً.

وعند ذلك أدرت وجهي مكان السيد الجليل الوسيم فلم أر شيئاً لا السيد ولا رمحه ولا حتى التلة التي قضيت حاجتي خلفها!!

عند ذلك أحسست وشعرت برجفة في جميع أوصالي وعندها جلست في السيارة وأنا شارد الذهن لا افهم ماذا حصل؟

وأخيراً جئنا إلى مسجد جمكران وصلينا وأكلنا ثم استرحنا قليلا، وبعدها قمت لأصل الجماعة وكان عن يميني كهل أشيب وعن يساري شاب في ريعان شبابه، وبعد الصلاة أخذت أبكي وأتوسل إلى صاحب الزمان وأطلب حاجتي منه.

وفي هذه الأثناء جاء رجل لم أتبين ملامحه لأنني كنت في حالة السجود فوقف بجانبي وقال: سلام عليكم يا سيد عسكري فارتجفت مرة أخرى وأنا في حالة السجود حيث كان صوت هذا الرجل شبيه بصوت الشاب الوسم الذي تحدث عن تشييد المسجد في طريق قم (ثم قلت في نفسي دعني أقطع صلاتي لأسأله لكنني استغفرت ربي وواصلت صلاتي حتى نهايتها ثم انتبهت نهايتها وإذا بالشاب قد غادر المكان فسألت الرجل الكهل بجانبي:

ألا تدري أين ذهب الشاب الذي سلم علي وأنا في حالة الصلاة؟ فقال: لم أر شاباً ولا أدري عمن تتحدث! ثم سألت الشاب الذي بجانبي عنه فكان جوابه بالنفي! فأصابني الرجفة مرة ثانية وأهتز كياني بأجمعه وهنا أدركت أن ذلك الشاب في الحالتين كان صاحب الزمان (ع).

ثم أغمي علي فرشوا الماء على وجهي ولما استيقظت طلبت الرجوع فوراً إلى طهران وعندما وصولنا ذهبت مباشرة إلى أحد علماء طهران وشرحت له الحكاية بحذافيرها فأكد لي بأنه فعلاً المهدي المنتظر (ع) وقال: على أية حال، أنتظر حتى يتم تشييد المسجد الذي تحدثتما عنه.

وبعد فترة توفي والد أحد أصدقائي فاجتمعنا بمجموعة من المعارف والأصدقاء وأخذنا جثمانه إلى مدينة قم لدفنه هناك.

وعندما وصلنا إلى مشارف المدينة وفي المكان نفسه الذي ظهر لي ذلك الشاب لاحظت عمالاً وبناء وقد ارتفع إلى متر تقريباً، فتوقفت حالاً وسألت وأنا في السيارة بصوت عال: من يشيد هذا البناء وما هو؟ فقال العمال: إنه مسجد يسمى الإمام الحسن المجتبي (ع) ويشيده أولاد الحاج حسين السوهان. ثم تابعنا سيرنا إلى مدينة قم وقلت لرفاقي. خلال فترة الغداء. سوف ألحق بكم في الحرم الشريف. ثم اخذت سيارة أجرة وذهبت مباشرة إلى محلات أولاد الحاج حسن السوهاني وسألت ولده: هل أنتم تشيدون المسجد الفلاني؟ قال: كلا، قلت: ومن يشيده؟ قال:إنه الحاج يد الله رجيبان ولما لفظ كلمة يد الله ازدادت ضربات قلبي سرعة وأخذ العرق يتصبب من جميع أعضاء جسدي فتعجب صاحب المحل وجلب كرسياً وأجلسني عليه وقال: ماذا حصل لك أيها الرجل؟ وأنا أدمدم مع نفسي (يد الله فوق أيديهم) الجملة الني ذكرها إمام العصر والزمان عندما سألته: من يشيد المسجد!!.

ثم رجعت فوراً إلى العالم الذي رويت له الحكاية وشرحت له ما سمعته في ذلك اليوم فقال: أسرع وابحث عنه ثم اشتريت أربعمائة كتاب مفيد ثم توجهت إلى قم وبحثت عنه وحتى وجدته وكان صاحب مصنع للغزل والنسيج الصوفي ولم يكن الحاج يد الله في مكتبه فسألت رجلاً كان في ذلك المكتب عنه فقال: إنه في البيت فقلت له: أرجوك أن تتصل به تلفونياً لأنني قادم من طهران وبحاجة إليه.

فاتصل بالحاج فسلمت عليه وقلت له: لقد جلبت لك أربعمائة كتاب لتكون في مكتبة المسجد الذي تشيده. فقال متعجباً من أنت؟ وكيف عرفت أن في المسجد مكتبه؟ فقلت: إنني وقفاً في المسجد فقال: لكن لماذا؟ فقلت له: لا يمكن شرح ذلك بالهاتف فقال: تعال ليلة الجمعة القادمة ومعك الكتب وهذا عنواني وأعطاني عنوان بيته.

ثم رجعت إلى طهران وهيأت الكتب وفي ليلة الجمعة سافرت إلى قم مرة ثانية وحسب العنوان وصلت إلى دار الحاج يد الله رجبيان وعندما جلسنا سوية قال: لا أخذ الكتب حتى تحكي القصة. فسردت عليه الحكاية كاملة ثم رجعت إلى المسجد وصليت ركعتين وتذكرت لقائي بصاحب الزمان فبكيت وتضرعت إلى البارئ (عز وجل) أن يحسن عاقبتي.

هذا وتحدث الحاج يد الله رجبيان عن حكاية المسجد بالنسبة إليه وقال: أثناء بناء المسجد جاء أحد العمال وأعطاني خمسين توماناً وقال: لقد جاء سيد جليل القدر وقدم هذا المبلغ قائلاً: هذه مساعدة لبناء المسجد فغضبت من ذلك وقلت له كيف تأخذ هذا المبلغ وأنت تعلم بأنني أقوم بتشييد المسجد على حسابي الخاص قربة إلى الله؟ ولكن قل لي كيف؟ وكيف وصل إلى المكان؟ فقال العامل: عندما أعطاني المبلغ تبعته أرى بأي وسيلة جاء إلى المنطقة ولكنني بعد خطوات معدودة لم أجده وقد اختفى تماماً عن ناظري.

ويضيف الحاج رجبيان ببركة ذلك المبلغ الزهيد لا أدري كيف تم تشييد المسجد بكل سرعة وسهولة والحمد لله.