بن الصديق
23-11-2009, 03:39 PM
كرامات آل محمد (ع): قصة باءٍ لا تجر
ياسر الحراق الحسني
شخصيات الثقلين ٣٠-١٠-٢٠٠٩
إنه من المؤسف المبكي أن نعيش في زمان عوض الإستفادة فيه من علوم وبركات محمد وآله صلوات الله عليهم، نجد أنفسنا مضطرين إلى إثبات كراماتهم أحياناً أو حتى ولادتهم كما الحال بالنسبة لإمام الزمان عجل الله فرجه ونحن معه. قإن كان لمسألة ولادة صاحب العصر عج بحث مخصص آخر ، فأننا سنتناول مطلب الكرامات عند آل محمد عليهم السلام بإختصار. لقد رأينا بأن للمخالفين باءاً تجر بإثباتهم الكرامات لمن هم دون مقام الولاية والطهر، فإننا نتساءل لماذا الباء عندهم تجر وعندنا لا تجر !؟ فلطالما طرح المخالفون إشكالاً علينا نحن شيعة أهل البيت (ع) في موضوع القول أن أحد أئمتنا نطق صبياً أو مثلاً رأس الحسين صلوات الله وسلامه عليه قرأ القرآن وغير ذالك. ولعل ما سنورده هنا من كتب المخالفين جدير أن يعرفه كل موال لأهل البيت (ع) بغية فصل الخطاب ودفع الشبهة. وهذا من دواعي التحصين المعرفي: ا
المثال الأول : يروي المخالفون أن الشيخين أخرجا عن جابر قال: قال رسول الله (ص) :"إهتز عرش الرحمان لموت سعد بن معاذ" -١-. لا تكاد تجد مخالفاً يستشكل على هذا الحديث بالرغم من اعتلاله حديثيا واعتلاله بغياب المؤيدات القرينية. فيما لو قلنا نحن الشيعة بأن السماء أمطرت دماً -٢- على إستشهاد الحسين (ع) رمونا بالغلو. هذا وبالرغم من أن حديثنا معتبر حتى من طرقهم . وهذا هو عين القول بأن الباء تارةً تجر و-تارةً لا تجر . فأي منطق هذا يا ترا؟
المثال الثاني: أخرج الحاكم في المستدرك وصححه مطرف بن عبد الله عن عمران بن حسين قال :" يا مطرف، أعلم أن تسلم علي الملائكة عند رأسي وعند البيت وعند باب الحجرة فلما اكتويت ذهب ذاك ." وقال إبن الأثير في النهاية : "يعني أن الملائكة كانت تسلم عليه ..-٣- . في مقابل هذا، لما نقول نحن أن أبا عبد الله (ع) قال :"إنّما سمّيت فاطمة محدّثة لأنّ الملائكة كانت تهبط من السماء فتناديها " -٤ -، فأن الدنيا تقوم ولا تقعد. هذا ومع العلم أن فاطمة (ع) ليست بأقل من أم موسى (ع) لأنها سيدة نساء العالمين. لكن ومع قوة الحجة فأنها لا تبلغ من يجادل بهدف الجدال.غ
المثال الثالث : قال البخاري في "التاريخ ": حدثني أحمد بن الحجاج، ثنا سفيان بن حمزة عن كثير بن زيد -هو الأسلامي - عن محمد بن حمزة عن أبيه قال :"كنا مع رسول الله في ليلة ظلماء فأضائت أصابعي حتى جمعوا عليها ظهرهم وما هلك منهم ، وإن أصابعي لتنير -٠- . والملاحظ هنا أن أصابع الصحابي انارت دون وجه حكمة لأن الأحكم أن تنار أصابع الرسول (ص) ..مع هذا هناك من يطمأن لهذا الحديث كل الإطمئنان دونما تأمل. ولعل صاحبنا يفقد الإطمئنان إذا ما قلنا له أن فاطمة عليها السلام ومن طرق عن عامة المسلمين كان النور يصدر عن وجهها عليها الصلاة والسلام ويضيء ما حوله كما روى أحمد إبن يوسف الدمشقي عن عائشة: " كنا نخيط، ونغزل، وننظم الإبرة بالليل في ضوء وجه فاطمة" -٦- . فهل باء العموم تجر وباء الخصوص لا تجر ؟
إن الباء في الثراث الشيعي لها دلالة خاصة. هذه الباء وكما إعترض عليها في جر الأمة إلى بر الأمان، كيف لا يعترض عليها في حمل مجرورها على الكسر؟
____________
١. الحجج البينات في إثبات الكرامات للمحدث المغربي عبد الله بن الصديق الغماري الحسني، الفصل الرابع ص ٤٩
٢. الصواعق المحرقة لابن حجر ط مصر ١١٦
٣. الحجج البينات في إثبات الكرامات للمحدث المغربي عبد الله بن الصديق الغماري الحسني، الفصل الرابع ص ٦٥٤. 4
٤. البحار ٤٣ / ٧٨
٥. الحجج البينات في إثبات الكرامات للمحدث المغربي عبد الله بن الصديق الغماري الحسني، الفصل الرابع ص ٥٤
٦.أخبار الأول وآثار الدول لأحمد بن يوسف الدمشقي صقح ٨٧
ياسر الحراق الحسني
شخصيات الثقلين ٣٠-١٠-٢٠٠٩
إنه من المؤسف المبكي أن نعيش في زمان عوض الإستفادة فيه من علوم وبركات محمد وآله صلوات الله عليهم، نجد أنفسنا مضطرين إلى إثبات كراماتهم أحياناً أو حتى ولادتهم كما الحال بالنسبة لإمام الزمان عجل الله فرجه ونحن معه. قإن كان لمسألة ولادة صاحب العصر عج بحث مخصص آخر ، فأننا سنتناول مطلب الكرامات عند آل محمد عليهم السلام بإختصار. لقد رأينا بأن للمخالفين باءاً تجر بإثباتهم الكرامات لمن هم دون مقام الولاية والطهر، فإننا نتساءل لماذا الباء عندهم تجر وعندنا لا تجر !؟ فلطالما طرح المخالفون إشكالاً علينا نحن شيعة أهل البيت (ع) في موضوع القول أن أحد أئمتنا نطق صبياً أو مثلاً رأس الحسين صلوات الله وسلامه عليه قرأ القرآن وغير ذالك. ولعل ما سنورده هنا من كتب المخالفين جدير أن يعرفه كل موال لأهل البيت (ع) بغية فصل الخطاب ودفع الشبهة. وهذا من دواعي التحصين المعرفي: ا
المثال الأول : يروي المخالفون أن الشيخين أخرجا عن جابر قال: قال رسول الله (ص) :"إهتز عرش الرحمان لموت سعد بن معاذ" -١-. لا تكاد تجد مخالفاً يستشكل على هذا الحديث بالرغم من اعتلاله حديثيا واعتلاله بغياب المؤيدات القرينية. فيما لو قلنا نحن الشيعة بأن السماء أمطرت دماً -٢- على إستشهاد الحسين (ع) رمونا بالغلو. هذا وبالرغم من أن حديثنا معتبر حتى من طرقهم . وهذا هو عين القول بأن الباء تارةً تجر و-تارةً لا تجر . فأي منطق هذا يا ترا؟
المثال الثاني: أخرج الحاكم في المستدرك وصححه مطرف بن عبد الله عن عمران بن حسين قال :" يا مطرف، أعلم أن تسلم علي الملائكة عند رأسي وعند البيت وعند باب الحجرة فلما اكتويت ذهب ذاك ." وقال إبن الأثير في النهاية : "يعني أن الملائكة كانت تسلم عليه ..-٣- . في مقابل هذا، لما نقول نحن أن أبا عبد الله (ع) قال :"إنّما سمّيت فاطمة محدّثة لأنّ الملائكة كانت تهبط من السماء فتناديها " -٤ -، فأن الدنيا تقوم ولا تقعد. هذا ومع العلم أن فاطمة (ع) ليست بأقل من أم موسى (ع) لأنها سيدة نساء العالمين. لكن ومع قوة الحجة فأنها لا تبلغ من يجادل بهدف الجدال.غ
المثال الثالث : قال البخاري في "التاريخ ": حدثني أحمد بن الحجاج، ثنا سفيان بن حمزة عن كثير بن زيد -هو الأسلامي - عن محمد بن حمزة عن أبيه قال :"كنا مع رسول الله في ليلة ظلماء فأضائت أصابعي حتى جمعوا عليها ظهرهم وما هلك منهم ، وإن أصابعي لتنير -٠- . والملاحظ هنا أن أصابع الصحابي انارت دون وجه حكمة لأن الأحكم أن تنار أصابع الرسول (ص) ..مع هذا هناك من يطمأن لهذا الحديث كل الإطمئنان دونما تأمل. ولعل صاحبنا يفقد الإطمئنان إذا ما قلنا له أن فاطمة عليها السلام ومن طرق عن عامة المسلمين كان النور يصدر عن وجهها عليها الصلاة والسلام ويضيء ما حوله كما روى أحمد إبن يوسف الدمشقي عن عائشة: " كنا نخيط، ونغزل، وننظم الإبرة بالليل في ضوء وجه فاطمة" -٦- . فهل باء العموم تجر وباء الخصوص لا تجر ؟
إن الباء في الثراث الشيعي لها دلالة خاصة. هذه الباء وكما إعترض عليها في جر الأمة إلى بر الأمان، كيف لا يعترض عليها في حمل مجرورها على الكسر؟
____________
١. الحجج البينات في إثبات الكرامات للمحدث المغربي عبد الله بن الصديق الغماري الحسني، الفصل الرابع ص ٤٩
٢. الصواعق المحرقة لابن حجر ط مصر ١١٦
٣. الحجج البينات في إثبات الكرامات للمحدث المغربي عبد الله بن الصديق الغماري الحسني، الفصل الرابع ص ٦٥٤. 4
٤. البحار ٤٣ / ٧٨
٥. الحجج البينات في إثبات الكرامات للمحدث المغربي عبد الله بن الصديق الغماري الحسني، الفصل الرابع ص ٥٤
٦.أخبار الأول وآثار الدول لأحمد بن يوسف الدمشقي صقح ٨٧