المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحوزة العلمية عصر النشوء


الحقاني
24-11-2009, 04:26 AM
الحوزة العلمية
تمهيد:
لعل التأمل في المكانة التي يحتلها الفقه والفقهاء في منظار الشارع المقدس اليهما تظهر بوضوح عمق الأثر الذي لا يمكن الأعراض عنه في حياة البشرية جمعاء والمسير الحثيث نحو الأخرة المطمئنة السعيدة.
أجل أن للفقه وحملته مكانة عظيمة قدلا يرقى اليها شأناً آخر مهما علا ولا غرو في ذلك.
نبذة مختصرة عن تأريخ الحوزة العلمية:
لعلَّ الأحاطة بالحديث عن تأريخ ونشوء وتطور الحوزة العلمية تعّد من الامور العسيرة لما لها من السعة والعمق... فهي كالبحر الواسع العميق لا يمكن الغوص في أعماقه لاجتناء لئالئه وأصدافه ولا شك في أنَّ بذور نشوء الحوزة العلمية إبتداء من زمان الغيبة الكبرى للإمام الحجة بن الحسن (عجل الله تعالى فرجه الشريف) وأعني من النشوء، النشوء بهذا المعنى المتعارف والا فتاريخ العلم والفقه والحديث عند الشيعة معروف لمن سبر أغواره وغاص فيه وإنما نعني أنَ المدرسة بلغت أوجها ونضجها الخاص وكمالها المرحلي في هذا الزمان بالخصوص الى يومنا هذا ولابأس بالأشارة العابرة المجملة عن تأريخ مدارس الفقه الشيعي حسب توالي العصور.
1- مدرسة المدينة المنورة : واستمرت الى اوساط القرن الثاني وهي مرحلة حياة الامام الصادق (عليه السلام).
2- مدرسة الكوفة: ظهرت من اوساط القرن الثاني (مرحلة حياة الامام الصادق (عليه السلام)) واستمرت الى الربع الاول من القرن الرابع (الغيبة الكبرى).
3- مدرسة (قم والري) : ظهرت من الربع الاول من القرن الرابع واستمرت الى النصف الاول من القرن الخامس (أيام السيد المرتضى وشيخ الطائفة الطوسي) اعلا الله مقامهما.
4- مدرسة بغداد: وظهرت من النصف الاول للقرن الخامس الى إحتلال بغداد من قبل المغول سنة 656هـ.
5- مدرسة الحلة: وظهرت من إحتلال بغداد، واستمرت الى حياة الشهيد الثاني عام 965هـ. ق.
ولكل مدرسة من هذه المدارس طريقتتها الخاصة وأبعادها الفكرية المختصة بها ولكن المهم هو الاتحاد في الهدف فالمدارس الشيعية وعلماء الشيعة أهدافهم واحدة وإن اختلفت الآراء والمشارب والطرق الاستدلالية .
ولعلَّ النكتة التي وجدت في الحوزة العلمية مفقودة في غيرها من المدارس والأماكن التي يرتادها طلبة العلم من المسلمين.
فقد يدرس الانسان في الجامعات والمعاهد وغيرهما لكنه لا يجد الطبيعة التي درجت عليها الحوزة العلمية أقصد روح البحث والنقاش للوصول الى الحقيقة التي هي الهدف الأسمى لكل إنسان.
والذي يهمنا في البحث هنا عن المدارس ليس هو الزمن الاول ولا الثاني (اعني مدرسة المدينة المنورة ومدرسة الكوفة) لانهما في مرأى ومسمع من المعصوم (عليه السلام), ولكن الذي يهمنا في البحث عن تأريخ الحوزة العلمية وتطورها هو ما كان بعد غياب المعصوم عن مرأى ومسمع عامة الناس خارجاً وإن كان موجوداً حقيقة وهذا يتضح من خلال ما نذكره في العصر الثالث.
العصرالثالث:
مدرسة قم والري:
يبتديء هذا العصر من الغيبة الكبرى سنة 329هـ. ق، والربع الاول من القرن الرابع الى النصف الاول من القرن الخامس .
في هذه الفترة انتقلت حركة التدريس والكتابة والبحث الى مدينتّي (قم والري)- بعد الكوفة لهجرة الكثير من العلماء اليها نتيجة الظلم والتعسف الذي مارسه العباسيون عليهم- كان لهما أكبر الأثر في تطوير (الفقه الشيعي) فقد كانت(قم) منذ ايام الائمة (عليهم السلام) بلدة شيعية ومدينة من أمهات المدن الشيعية وموضع عناية خاصة من أهل البيت (عليهم السلام): ((إن البلايا مدفوعة عن قم وأهلها وسيأتي زمان تكون بلدة (قم) وأهلها حجة على الخلائق، وذلك في زمان غيبة قائمنا الى ظهوره (عجل الله تعالى فرجه الشريف) ولولا ذلك لساخت الأرض بأهلها) (1).
وقد كانت (الري) في هذا التاريخ بلدة عامرة بالمدراس والمكاتب وحافلة بالعلماء والفقهاء والمحدثين.
وقد كان أحد أسباب إنتقال مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) من العراق الى ايران هو الضغط الشديد الذي كان يلاقيه (فقهاء الشيعة) وعلماؤهم من العباسيين، فقد كانوا يطاردون من يظهر التشيع بمختلف ألوان الأذى والتهمة فالتجأ فقهاء الشيعة وعلماؤهم الى (قم) و (الري) ووجدوا في هاتين البلدتين ركناًَ آمناً يطمئنون إليه في نشر فقه أهل البيت (عليهم السلام) وحديثهم.
ويظهر أن قم آوان عصر الغيبة وعهد نيابة النواب الأربعة كانت حافلة بعلماء (الشيعة) وفقهائها ومركزاً فقهياً كبيراً من مراكز البحث الفقهي.
وقد بلغ النشاط الفكري في التأليف والبحث الفقهي وتدوين الأحاديث وجمعها وتنسيقها غايته في هذه الفترة، فقد خلفت لنا هذه الفترة ثروة فكرية صحيحة وضخمة من أهم ما أنتجته (مدارس الفقه والحديث الشيعي) في تأريخها.
ولكي يلمس القاريء حدود هذه المدرسة وضخامتها نشير الى اسماء بعض الفقهاء والمحدثين اللامعين من هذه المدرسة، من الذين عاشوا خلال هذه الفترة.
1- علي بن إبراهيم:
وعلي بن ابراهيم القمي شيخ الكليني في الحديث كان ثقةً في الحديث ثبتاً معتمداً صحيح المذهب، سمع فأكثر وصنف كتباً، له قرب الأسناد وكتاب الشرائع وغيره.
2- الكليني:
وهو محمد بن يعقوب كان معاصراً لعلي بن الحسين بن بابويه والده الشيخ الصدوق وتوفيا في سنة واحدة وهي المعروفة عند الفقهاء بـ(سنة موت الفقهاء) وهي سنة 329هـ. ق، واكبر أثر تركه الكليني من بعده هو موسوعته الحديثية الكبرى (الكافي) في الأصول والفروع وكان تأليف الكافي أول محاولة لجمع الحديث وتبويبه وتنظيم أبواب الفقه والأصول.
ملامح هذه المدرسة:
وبعد أن لمس القاريء العزيز- في حدود ما تقدم- حدود هذه المدرسة وضخامتها وسعتها وجوانب منها وبعض فقهائها البارزين وبعض التراث الفقهي والحديثي الذي خلفته لنا هذه الفترة، ننتقل بهالآن الى استخلاص ملامح هذه المدرسة واولى هذه الملامح واهمها التوسعة في تدوين الحديث وجمعه.
ومن أهم ذلك الموسوعتين الحديثيتين اللتين خلفتها هذه المدرسة وهما (الكافي) و(من لا يحضره الفقيه).
ومع ذلك فقد كان البحث الفقهي في هذه الفترة يقضي مراحل نموه الأولية ولم يقدَر له بعد أن يبلغ حد المراهقة، فكانت الرسائل الفقهية في هذه المدرسة لا تتجاوز عرض الأحاديث من غير تعرض للمناقشة والأحتجاج وتقرر لآراء بحثها وتفريع فروع جديدة عليها.

سماء المعين
07-12-2009, 03:57 PM
شكرا لك على الموضوع

بانتظار المزيد

سيدي محمد
10-12-2009, 05:01 AM
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن (صلواتك عليه وعلى آبائه)في هذه الساعة وفي كل ساعة ولياً وحافضاً وقائداً وناصراً ودليلاً وعيناً حتى تسكنه أرضك طوعاً وتمتعه فيها طويلاً وهب لنا رأفته ورحمته ودعائه وخير برحمتك يا أرحم الراحمين
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف


شكرا لكم