طيبا
25-11-2009, 01:30 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله كما هو اهله والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آل بيته أجمعين وصحبه المنتجبين
الامام الصادق يواسيك ببكائه فهل تواسيه بدمعتك
(لايجوز نقل الموضوع شرعا بدون ذكر الكاتب )
((سيد اويس الحسيني النجفي))
ان ابتلاء الامام الصادق عليه السلام في نشر علوم آل محمد عليهم السلام كان من اعظم البلاء لان
الدولة العجوزة الاموية
كانت مرتعبة لخوف زوالها وهي تعلم بان
الامام الصادق عليه السلام
هو صاحب الحق وهو من تجلت في اسماء الله الحسنى لذلك كانوا يصوبون اشد عذابهم عليه خوفا منه ؛ والدولة
الطفلة العباسية
كانت تخاف من الامام عليه السلام لانها ضعيفة جدا واول نشوئها وهي تعلم باحقية
اهل البيت عليهم السلام
للحكم والخلافة لرسول الله صلى الله عليه واله وتعرف اكثر من الامويين مقامهم السامي وانه ليس لله آية اكبر منهم لذلك كانوا يخافون من الامام الصادق عليه السلام
اشد الخوف ؛ ولهذا اذا راجعت اسلوب الخبث والجريمة التي استعملها المنصور العباسي الذي الذي نصره الشيطان في تعذيب وجه الله الذي منه يؤتى لما ملكت عينيك وان اصابها ظلمات آخر الزمان ورذاذ المعاصي فيها ؛
والامام عليه السلام
كان مامورا في بث علوم الله تعالى كما هي في الصحيفة التي وصلت اليه من
رسول الله صلى الله عليه واله
بان بث علمك والامام عليه السلام
ليس رجلا صنعته الظروف ليخضع للظروف بل هو امام معصوم وحجة الله تعالى ويعمل بوحي من الله تعالى الذي وصل اليه من جده
رسول الله صلى الله عليه واله
كما هو الامام الحسين عليه السلام قاتل وهو يعلم انه مقتول ولكن الصحيفة هي التي تعيّن تكليف الامام لا قوة دولة ولا ضعف اخرى . وكان الامام عليه السلام يهتم بشيعته ويضحي من اجلهم وحتى نحن في هذا الزمان البعيد عن زمانهم ولكنه روحي فداه لم يترك مواساتنا بل بكى لبكائنا ولم يغفل عنا وان غفلنا عنه اشد الغفلة كما سانقل لكم هذه الرواية الشجية التي تبكي الصخر الاصم
الرواية هي :
بحارالأنوار ج : 51 ص: 220
الغيبة للطوسي ص: 168
عن سدير الصيرفي قال:
دخلت أنا و المفضل بن عمر و داود بن كثير الرقي و أبو بصير و أبان بن تغلب على مولانا الصادق عليه السلام فرأيناه جالسا على التراب و عليه مسح
خيبري مطرف بلا جيب مقصر الكمين و هو
يبكي بكاء الوالهة الثكلى
ذات الكبد الحري قد نال الحزن من وجنتيه و شاع التغير في عارضيه و أبلى الدمع محجريه و هو يقول :
سيدي:
غيبتك نفت رقادي و ضيقت على مهادي و ابتزت مني راحة فؤادي سيدي:
غيبتك أوصلت مصائبي بفجائع الأبد و فقد الواحد بعد الواحد بفناء الجمع و العدد فما أحس بدمعة ترقأ من عيني و أنين يفشا من صدري.
اويس:
ومن هنا نرجع للنقل لكم ما ورد في كتاب اكمال الدين لهذا المقطع وهو مناجات الامام الصادق عليه السلام للحجة بن الحسن عجل الله تعالى فرجه الشريف لانها اكمل مما ورد في كتاب الغيبة للطوسي
بحارالأنوار 51 219 باب 13- ما فيه ع من سنن الأنبياء و
ِ..وَ هُوَ يَبْكِي بُكَاءَ الْوَالِهِ الثَّكْلَى ذاتَ الْكَبِدِ الحَرَّى قَدْ نَالَ الْحُزْنُ مِنْ وَجْنَتَيْهِ وَ شَاعَ التَّغَيُّرُ فِي عَارِضَيْهِ وَ أَبْلَى الدُّمُوعُ مَحْجِرَيْهِ وَ هُوَ يَقُولُ سَيِّدِي غَيْبَتُكَ نَفَتْ رُقَادِي وَ ضَيَّقَتْ عَلَيَّ مِهَادِي وَ أَسَرَتْ مِنِّي رَاحَةَ فُؤَادِي سَيِّدِي غَيْبَتُكَ أَوْصَلَتْ مُصَابِي بِفَجَائِعِ الْأَبَدِ وَ فَقْدُ الْوَاحِدِ بَعْدَ الْوَاحِدِ يُفْنِي الْجَمْعَ وَ الْعَدَدَ فَمَا أُحِسُّ بِدَمْعَةٍ تَرْقَى مِنْ عَيْنِي وَ أَنِينٍ يَفْتُرُ مِنْ صَدْرِي
عَنْ دَوَارِجِ الرَّزَايَا وَ سَوَالِفِ البَلايَا إِلا مُثِّلَ لِعَيْنِي عَنْ عَوَائِرِ أَعْظَمِهَا وَ أَفْظَعِهَا وَ تَرَاقِي أَشَدِّهَا وَ أَنْكَرِهَا وَ نَوَائِبَ مَخْلُوطَةٍ بِغَضَبِكَ وَ نَوَازِلَ مَعْجُونَةٍ بِسَخَطِكَ .
قال سدير:
فاستطارت عقولنا ولها و تصدعت قلوبنا جزعا من ذلك الخطب الهائل و الحادث الغائل فظننا أنه سمت لمكروهة قارعة أو حلت به من الدهر بائقة فقلنا:
لا أبكى الله عينيك يا ابن خير الورى من أية حادثة تستذرف دمعتك و تستمطر عبرتك؟!!
و أية حالة حتمت عليك هذا المأتم ؟!!قال :
فزفر الصادق عليه السلام زفرة انتفخ منها جوفه و اشتد منها خوفه فقال:
ويكم إني نظرت صبيحة هذا اليوم في كتاب الجفر المشتمل على علم البلايا و المنايا و علم ما كان و ما يكون إلى يوم القيامة الذي خص الله تقدس اسمه به محمدا و الأئمة من بعده عليه السلام و تأملت فيه مولد قائمنا عليه السلام و غيبته و إبطاءه و طول عمره و بلوى المؤمنين من بعده في ذلك الزمان و تولد الشكوك في قلوب الشيعة من طول غيبته
و ارتداد أكثرهم
عن دينه و خلعهم ربقة الإسلام من أعناقهم التي قال الله عز و جل:
وَ كُلَّ إِنسانٍ أَلْزَمْناهُ طائِرَهُ فِي عُنُقِهِ يعني الولايةبيان اويس:
انا لله وانا اليه راجعون
حقا ان وضعنا اليوم يستحق بكاء
الامام عليه السلام علينا هذا البكاء الذي يفتت جلاميد الصخور انظر الى قوله عليه السلام: ((في ذلك الزمان و تولد الشكوك في قلوب الشيعة من طول غيبته و ارتداد أكثرهم عن دينه و خلعهم ربقة الإسلام من أعناقهم))
ان اكثر الشيعة يرتدون لا فقط عن التشيع بل عن اصل الاسلام وهذا ما نشاهده اليوم ؛
اسمه مسلم واعماله يبرء الشيطان منها؛
يميل لاعداء اهل البيت عليهم السلام كل ميل ويحاول ان يؤول كل مصيبة نزلت
باهل البيت عليهم السلام ليرضي اعدائهم
ولم
يبقى محرم الا القليل الا واكثرنا يرتكبه فرحا مبتهجا مسرورا ؛
وكـأننا ان تغافلنا فان الله يغفل عنا
وان حللنا ما فيه هوانا فان الله سيتبع اهوائنا اليس يستحق ان نجلس مع هؤلاء الاصحاب لنبكي مع امامنا على سوء عواقبنا والى اين .........
اتابع الرواية المباركة :
فأخذتني الرقة و استولت علي الأحزان فقلنا يا ابن رسول الله :
كرمنا و فضلنا بإشراكك إيانا في بعض ما أنت تعلمه من علم ذلك قال:
إن الله تعالى ذكره أدار في القائم منا ثلاثة أدارها لثلاثة من الرسل:
قدر مولده تقدير مولد موسى عليه السلام
و قدر غيبته تقدير غيبة عيسى عليهالسلام
و قدر إبطاءه تقدير إبطاء نوح عليه السلام
و جعل له من بعد ذلك عمر العبد الصالح أعني الخضر عليه السلام دليلا على عمره فقلنا :
اكشف لنا يا ابن رسول الله صلى الله عليه واله عن وجوه هذه المعاني قال:
أما مولد موسى عليه السلام....
اويس:
ان الذين حضروا ذلك المجلس الرباني الامامي كانوا من اجلاء الاصحاب واعمدة الحديث الذي لولاهم لضاع الحديث والدين لذلك فنحن نشكرهم عن انفسنا وعن كل انسان غفل عن شكرهم حيث سالوا الامام ما اغنونا بهذه النعمة العظيمة التي اوصلوها لنا فجزاهم الله تعالى عن كل شيعي مخلص لائمته ولم نكن ممن وصفهم الامام عليه السلام بقوله :
((خلعهم ربقة الإسلام من أعناقهم))؛
نتابع الحديث المبارك:
أما مولد موسى عليه السلام....
فإن فرعون لما وقف على أن زوال ملكه على يده أمر بإحضار الكهنة فدلوا على نسبه و أنه يكون من بني إسرائيل فلم يزل يأمر أصحابه بشق بطون الحوامل من نساء بني إسرائيل حتى قتل في طلبه نيفا و عشرون ألف مولود و تعذر عليه الوصول إلى قتل موسى عليه السلام بحفظ الله تعالى إياه كذلك بنو أمية و بنو العباس لما أن وقفوا على أن به زوال مملكة الأمراء و الجبابرة منهم على يدي
القائم
منا ناصبونا للعداوة و وضعوا سيوفهم في قتل أهل بيت رسول الله صلى الله عليه واله
و إبادة نسله طمعا منهم في الوصول إلى قتل القائم عليه السلام
فأبى الله أن يكشف أمره لواحد من الظلمة إلا أن يتم نوره و لو كره المشركون ؛
و أما غيبة عيسى عليه السلام :
فإن اليهود و النصارى اتفقت على أنه قتل فكذبهم الله عز و جل بقوله:
وَ ما قتلُوهُ وَ ما صَلَبُوهُ وَ لكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ كذلك غيبة
القائم
فإن الأمة ستنكرها لطولها فمن قائل يقول:
إنه لم يولد و
قائل يفتري بقوله: إنه ولد و مات و
قائل يكفر بقوله: إن حادي عشرنا كان عقيما و قائل يمرق بقوله: إنه يتعدى إلى ثالث عشر فصاعدا و
قائل يعصي الله بدعواه: أن روح القائم عليه السلام ينطق في هيكل غيره
و
أما إبطاء نوح عليه السلام:
فإنه لما استنزل العقوبة من السماء بعث الله إليه جبرئيل عليه السلام معه سبع نويات فقال :
يا نبي الله إن الله جل اسمه يقول لك:
إن هؤلاء خلائقي و عبادي لست أبيدهم بصاعقة من صواعقي إلا بعد تأكيد الدعوة و إلزام الحجة فعاود اجتهادك في الدعوة لقومك فإني مثيبك عليه و اغرس هذا النوى فإن لك في نباتها و بلوغها و إدراكها إذا أثمرت الفرج و الخلاص و بشر بذلك من تبعك من المؤمنين فلما نبتت الأشجار و تأزرت و تسوقت و أغصنت و زها الثمر عليها بعد زمان طويل استنجز من الله العدة فأمره الله تعالى أن يغرس من نوى تلك الأشجار و يعاود الصبر و الاجتهاد و يؤكد الحجة على قومه فأخبر بذلك
الطوائف التي آمنت به
فارتد منهم ثلاثمائة رجل و قالوا: لو كان ما يدعيه نوح حقا لما وقع في عدته خلف ثم إن الله تعالى لم يزل يأمره عند إدراكها كل مرة أن يغرس تارة بعد أخرى إلى أن غرسها سبع مرات و ما زالت تلك الطوائف من المؤمنين
ترتد منهم طائفة بعد طائفة إلى أن عادوا إلى نيف و سبعين رجلا فأوحى الله عز و جل عند ذلك إليه و قال : الآن أسفر الصبح عن الليل لعينك حين صرح الحق عن محضه و صفا الأمر للايمان من الكدر
بارتداد كل من كانت طينته خبيثة فلو أني أهلكت الكفار و أبقيت من ارتد من الطوائف التي كانت آمنت بك لما كنت صدقت وعدي السابق للمؤمنين الذين أخلصوا لي التوحيد من قومك و اعتصموا بحبل نبوتك بأن أستخلفهم في الأرض و أمكن لهم دينهم و أبدل خوفهم بالأمن لكي تخلص العبادة لي بذهاب الشك من قلوبهم و كيف يكون الاستخلاف و التمكين و بدل الخوف بالأمن مني لهم مع ما كنت أعلم من ضعف يقين الذين
ارتدوا و خبث طينتهم و سوء سرائرهم التي كانت نتائج النفاق و سنوخ الضلالة فلو أنهم تنسموا من الملك الذي أوتي المؤمنون وقت الاستخلاف إذا هلكت أعداؤهم لنشقوا روائح صفاته و لاستحكم سرائر نفاقهم و تأبد خبال ضلالة قلوبهم و لكاشفوا إخوانهم بالعداوة و حاربوهم على طلب الرئاسة و التفرد بالأمر و النهي عليهم و كيف يكون التمكين في الدين و انتشار الأمر في المؤمنين مع إثارة الفتن و إيقاع الحروب كلا....
ان الذين سيرتدون من الشيعة عن دينهم ويخلعون عن اعناقهم ربقة الاسلام قد يتصورون انهم قد غلبوا ربهم باعراضهم عن الدين وحدود رب العالمين؛
بينما تُبين هذه الرواية المباركة بان الله تعالى يمتحن العباد بشتى الامتحانات لكي لايبقى من الشيعة الا من خلص دينه من شوائب الشرك والطغيان ؛
فهو مطرود عن رحمة الله وليس غالبا لله :
ِوَ اللهُ غالِبٌ عَلى أَمْرِهِ و لكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعلمُونَ (21)(يوسف)
نتابع الرواية المباركة:
و كيف يكون التمكين في الدين و انتشار الأمر في المؤمنين مع إثارة الفتن و إيقاع الحروب كلا
وَ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنا وَ وَحْيِنا قال الصادق عليه السلام :
و كذلك القائم عليه السلام فإنه تمتد غيبته ليصرح الحق عن محضه و يصفو الإيمان من الكدر بارتداد كل من كانت طينته خبيثة من الشيعة الذين يخشى عليهم النفاق إذا أحسوا بالاستخلاف و التمكين و الأمن المنتشر في عهد
القائم عليه السلام قال المفضل :
فقلت: يا ابن رسول الله فإن النواصب تزعم أن هذه الآية أنزلت في
أبي بكر و عمر و عثمان
و علي
فقال:
لا هدى الله قلوب الناصبة متى كان الدين الذي ارتضاه الله و رسوله متمكنا بانتشار الأمن في الأمة و ذهاب الخوف من قلوبها و ارتفاع الشك من صدورها في عهد واحد من
هؤلاء
أو في عهد علي عليه السلام مع ارتداد المسلمين و الفتن التي كانت تثور في أيامهم و الحروب و الفتن التي كانت تشب بين الكفار و بينهم ثم تلا
الصادق عليه السلام هذه الآية مثلا لإبطاء القائم عليه السلام :
حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَ ظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جاءَهُمْ نَصْرُنا
و أما العبد الصالح..
أعني الخضر عليه السلام فإن الله تعالى ما طول عمره لنبوة قررها له و لا لكتاب نزل عليه و لا لشريعة ينسخ بها شريعة من كان قبله من الأنبياء عليه السلام و لا لإمامة يلزم عباده الاقتداء بها و لا لطاعة يفرضها بلى إن
الله تعالى لما كان في سابق علمه أن يقدر من عمر القائمعليه السلام في أيام غيبته ما يقدره و علم ما يكون من إنكار عباده بمقدار ذلك العمر في الطول طول عمر العبد الصالح من غير سبب أوجب ذلك إلا لعلة الاستدلال به على عمر
القائم عليه السلام ليقطع بذلك حجة المعاندين لئلا يكون للناس على الله حجة .
بيان اويس:
كم جميل حينما يعلم الانسان علة من علل الكون؛ وهدف من اهداف الرب العزيز الحكيم ؛
فان الخضر عليه السلام لاخلاف بين المسلمين في وجوده وطول عمره وقد وردت في القرآن الكريم قصته عليه السلام مع موسى عليه السلام وشاهده كثير من اصحاب
الرسول الكريم صلى الله عليه واله
وكذلك مجموعة من اصحاب اهل البيت عليهم السلام
وله ملاقات مع اهل البيت عليهم السلام .
فان الخضر عليه السلام انما اوجده الله تعالى واطال عمره وجعل الاتفاق في وجوده ليُرغم به انف المعاندين للشيعة الامامية التي تعتقد متيقنة بوجود الامام الثاني عشر روحي فداه بيننا
وان لم نوفق لمشاهدته ظاهرا.
فهذه الرواية وتلك الحرقة من الامام عليه السلام ودموعه الساخنة التي سكبها على ارض التشيع ليروي شيعته في الغيبة الكبرى ويرعاهم بهذه الادلة التي نعاني من المعاندين منها ؛
فهذا الامام الرؤف الرحيم بنا في تلك السنين وهو يبكي لمصابنا واليوم يوم شهادته فهلا نسكب الدموع عليه وتحترق قلوبنا لما عانى من الطغات حيث كانوا يجرجرونه الى سجونهم كل يوم باعنف الاساليب لا لشئ الا لان الله فضله على العالمين وجعله حجة على الناس اجمعين فكانوا يذيقوه العذاب حسدا من عند انفسه
وتيقنا منهم بانهم غاصبين لحقوق امامنا فيخافون سطوة الناس عليهم بقيادته عليه السلام
السلام عليك يا جعفر بن محمد عنّي وعن كل محب لك مبغض لاعدائك ومن ظلمك
لاتنسوني ووالداي من الدعاء
أختكم وخادمتك الموالية
طيبا
والحمد لله كما هو اهله والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آل بيته أجمعين وصحبه المنتجبين
الامام الصادق يواسيك ببكائه فهل تواسيه بدمعتك
(لايجوز نقل الموضوع شرعا بدون ذكر الكاتب )
((سيد اويس الحسيني النجفي))
ان ابتلاء الامام الصادق عليه السلام في نشر علوم آل محمد عليهم السلام كان من اعظم البلاء لان
الدولة العجوزة الاموية
كانت مرتعبة لخوف زوالها وهي تعلم بان
الامام الصادق عليه السلام
هو صاحب الحق وهو من تجلت في اسماء الله الحسنى لذلك كانوا يصوبون اشد عذابهم عليه خوفا منه ؛ والدولة
الطفلة العباسية
كانت تخاف من الامام عليه السلام لانها ضعيفة جدا واول نشوئها وهي تعلم باحقية
اهل البيت عليهم السلام
للحكم والخلافة لرسول الله صلى الله عليه واله وتعرف اكثر من الامويين مقامهم السامي وانه ليس لله آية اكبر منهم لذلك كانوا يخافون من الامام الصادق عليه السلام
اشد الخوف ؛ ولهذا اذا راجعت اسلوب الخبث والجريمة التي استعملها المنصور العباسي الذي الذي نصره الشيطان في تعذيب وجه الله الذي منه يؤتى لما ملكت عينيك وان اصابها ظلمات آخر الزمان ورذاذ المعاصي فيها ؛
والامام عليه السلام
كان مامورا في بث علوم الله تعالى كما هي في الصحيفة التي وصلت اليه من
رسول الله صلى الله عليه واله
بان بث علمك والامام عليه السلام
ليس رجلا صنعته الظروف ليخضع للظروف بل هو امام معصوم وحجة الله تعالى ويعمل بوحي من الله تعالى الذي وصل اليه من جده
رسول الله صلى الله عليه واله
كما هو الامام الحسين عليه السلام قاتل وهو يعلم انه مقتول ولكن الصحيفة هي التي تعيّن تكليف الامام لا قوة دولة ولا ضعف اخرى . وكان الامام عليه السلام يهتم بشيعته ويضحي من اجلهم وحتى نحن في هذا الزمان البعيد عن زمانهم ولكنه روحي فداه لم يترك مواساتنا بل بكى لبكائنا ولم يغفل عنا وان غفلنا عنه اشد الغفلة كما سانقل لكم هذه الرواية الشجية التي تبكي الصخر الاصم
الرواية هي :
بحارالأنوار ج : 51 ص: 220
الغيبة للطوسي ص: 168
عن سدير الصيرفي قال:
دخلت أنا و المفضل بن عمر و داود بن كثير الرقي و أبو بصير و أبان بن تغلب على مولانا الصادق عليه السلام فرأيناه جالسا على التراب و عليه مسح
خيبري مطرف بلا جيب مقصر الكمين و هو
يبكي بكاء الوالهة الثكلى
ذات الكبد الحري قد نال الحزن من وجنتيه و شاع التغير في عارضيه و أبلى الدمع محجريه و هو يقول :
سيدي:
غيبتك نفت رقادي و ضيقت على مهادي و ابتزت مني راحة فؤادي سيدي:
غيبتك أوصلت مصائبي بفجائع الأبد و فقد الواحد بعد الواحد بفناء الجمع و العدد فما أحس بدمعة ترقأ من عيني و أنين يفشا من صدري.
اويس:
ومن هنا نرجع للنقل لكم ما ورد في كتاب اكمال الدين لهذا المقطع وهو مناجات الامام الصادق عليه السلام للحجة بن الحسن عجل الله تعالى فرجه الشريف لانها اكمل مما ورد في كتاب الغيبة للطوسي
بحارالأنوار 51 219 باب 13- ما فيه ع من سنن الأنبياء و
ِ..وَ هُوَ يَبْكِي بُكَاءَ الْوَالِهِ الثَّكْلَى ذاتَ الْكَبِدِ الحَرَّى قَدْ نَالَ الْحُزْنُ مِنْ وَجْنَتَيْهِ وَ شَاعَ التَّغَيُّرُ فِي عَارِضَيْهِ وَ أَبْلَى الدُّمُوعُ مَحْجِرَيْهِ وَ هُوَ يَقُولُ سَيِّدِي غَيْبَتُكَ نَفَتْ رُقَادِي وَ ضَيَّقَتْ عَلَيَّ مِهَادِي وَ أَسَرَتْ مِنِّي رَاحَةَ فُؤَادِي سَيِّدِي غَيْبَتُكَ أَوْصَلَتْ مُصَابِي بِفَجَائِعِ الْأَبَدِ وَ فَقْدُ الْوَاحِدِ بَعْدَ الْوَاحِدِ يُفْنِي الْجَمْعَ وَ الْعَدَدَ فَمَا أُحِسُّ بِدَمْعَةٍ تَرْقَى مِنْ عَيْنِي وَ أَنِينٍ يَفْتُرُ مِنْ صَدْرِي
عَنْ دَوَارِجِ الرَّزَايَا وَ سَوَالِفِ البَلايَا إِلا مُثِّلَ لِعَيْنِي عَنْ عَوَائِرِ أَعْظَمِهَا وَ أَفْظَعِهَا وَ تَرَاقِي أَشَدِّهَا وَ أَنْكَرِهَا وَ نَوَائِبَ مَخْلُوطَةٍ بِغَضَبِكَ وَ نَوَازِلَ مَعْجُونَةٍ بِسَخَطِكَ .
قال سدير:
فاستطارت عقولنا ولها و تصدعت قلوبنا جزعا من ذلك الخطب الهائل و الحادث الغائل فظننا أنه سمت لمكروهة قارعة أو حلت به من الدهر بائقة فقلنا:
لا أبكى الله عينيك يا ابن خير الورى من أية حادثة تستذرف دمعتك و تستمطر عبرتك؟!!
و أية حالة حتمت عليك هذا المأتم ؟!!قال :
فزفر الصادق عليه السلام زفرة انتفخ منها جوفه و اشتد منها خوفه فقال:
ويكم إني نظرت صبيحة هذا اليوم في كتاب الجفر المشتمل على علم البلايا و المنايا و علم ما كان و ما يكون إلى يوم القيامة الذي خص الله تقدس اسمه به محمدا و الأئمة من بعده عليه السلام و تأملت فيه مولد قائمنا عليه السلام و غيبته و إبطاءه و طول عمره و بلوى المؤمنين من بعده في ذلك الزمان و تولد الشكوك في قلوب الشيعة من طول غيبته
و ارتداد أكثرهم
عن دينه و خلعهم ربقة الإسلام من أعناقهم التي قال الله عز و جل:
وَ كُلَّ إِنسانٍ أَلْزَمْناهُ طائِرَهُ فِي عُنُقِهِ يعني الولايةبيان اويس:
انا لله وانا اليه راجعون
حقا ان وضعنا اليوم يستحق بكاء
الامام عليه السلام علينا هذا البكاء الذي يفتت جلاميد الصخور انظر الى قوله عليه السلام: ((في ذلك الزمان و تولد الشكوك في قلوب الشيعة من طول غيبته و ارتداد أكثرهم عن دينه و خلعهم ربقة الإسلام من أعناقهم))
ان اكثر الشيعة يرتدون لا فقط عن التشيع بل عن اصل الاسلام وهذا ما نشاهده اليوم ؛
اسمه مسلم واعماله يبرء الشيطان منها؛
يميل لاعداء اهل البيت عليهم السلام كل ميل ويحاول ان يؤول كل مصيبة نزلت
باهل البيت عليهم السلام ليرضي اعدائهم
ولم
يبقى محرم الا القليل الا واكثرنا يرتكبه فرحا مبتهجا مسرورا ؛
وكـأننا ان تغافلنا فان الله يغفل عنا
وان حللنا ما فيه هوانا فان الله سيتبع اهوائنا اليس يستحق ان نجلس مع هؤلاء الاصحاب لنبكي مع امامنا على سوء عواقبنا والى اين .........
اتابع الرواية المباركة :
فأخذتني الرقة و استولت علي الأحزان فقلنا يا ابن رسول الله :
كرمنا و فضلنا بإشراكك إيانا في بعض ما أنت تعلمه من علم ذلك قال:
إن الله تعالى ذكره أدار في القائم منا ثلاثة أدارها لثلاثة من الرسل:
قدر مولده تقدير مولد موسى عليه السلام
و قدر غيبته تقدير غيبة عيسى عليهالسلام
و قدر إبطاءه تقدير إبطاء نوح عليه السلام
و جعل له من بعد ذلك عمر العبد الصالح أعني الخضر عليه السلام دليلا على عمره فقلنا :
اكشف لنا يا ابن رسول الله صلى الله عليه واله عن وجوه هذه المعاني قال:
أما مولد موسى عليه السلام....
اويس:
ان الذين حضروا ذلك المجلس الرباني الامامي كانوا من اجلاء الاصحاب واعمدة الحديث الذي لولاهم لضاع الحديث والدين لذلك فنحن نشكرهم عن انفسنا وعن كل انسان غفل عن شكرهم حيث سالوا الامام ما اغنونا بهذه النعمة العظيمة التي اوصلوها لنا فجزاهم الله تعالى عن كل شيعي مخلص لائمته ولم نكن ممن وصفهم الامام عليه السلام بقوله :
((خلعهم ربقة الإسلام من أعناقهم))؛
نتابع الحديث المبارك:
أما مولد موسى عليه السلام....
فإن فرعون لما وقف على أن زوال ملكه على يده أمر بإحضار الكهنة فدلوا على نسبه و أنه يكون من بني إسرائيل فلم يزل يأمر أصحابه بشق بطون الحوامل من نساء بني إسرائيل حتى قتل في طلبه نيفا و عشرون ألف مولود و تعذر عليه الوصول إلى قتل موسى عليه السلام بحفظ الله تعالى إياه كذلك بنو أمية و بنو العباس لما أن وقفوا على أن به زوال مملكة الأمراء و الجبابرة منهم على يدي
القائم
منا ناصبونا للعداوة و وضعوا سيوفهم في قتل أهل بيت رسول الله صلى الله عليه واله
و إبادة نسله طمعا منهم في الوصول إلى قتل القائم عليه السلام
فأبى الله أن يكشف أمره لواحد من الظلمة إلا أن يتم نوره و لو كره المشركون ؛
و أما غيبة عيسى عليه السلام :
فإن اليهود و النصارى اتفقت على أنه قتل فكذبهم الله عز و جل بقوله:
وَ ما قتلُوهُ وَ ما صَلَبُوهُ وَ لكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ كذلك غيبة
القائم
فإن الأمة ستنكرها لطولها فمن قائل يقول:
إنه لم يولد و
قائل يفتري بقوله: إنه ولد و مات و
قائل يكفر بقوله: إن حادي عشرنا كان عقيما و قائل يمرق بقوله: إنه يتعدى إلى ثالث عشر فصاعدا و
قائل يعصي الله بدعواه: أن روح القائم عليه السلام ينطق في هيكل غيره
و
أما إبطاء نوح عليه السلام:
فإنه لما استنزل العقوبة من السماء بعث الله إليه جبرئيل عليه السلام معه سبع نويات فقال :
يا نبي الله إن الله جل اسمه يقول لك:
إن هؤلاء خلائقي و عبادي لست أبيدهم بصاعقة من صواعقي إلا بعد تأكيد الدعوة و إلزام الحجة فعاود اجتهادك في الدعوة لقومك فإني مثيبك عليه و اغرس هذا النوى فإن لك في نباتها و بلوغها و إدراكها إذا أثمرت الفرج و الخلاص و بشر بذلك من تبعك من المؤمنين فلما نبتت الأشجار و تأزرت و تسوقت و أغصنت و زها الثمر عليها بعد زمان طويل استنجز من الله العدة فأمره الله تعالى أن يغرس من نوى تلك الأشجار و يعاود الصبر و الاجتهاد و يؤكد الحجة على قومه فأخبر بذلك
الطوائف التي آمنت به
فارتد منهم ثلاثمائة رجل و قالوا: لو كان ما يدعيه نوح حقا لما وقع في عدته خلف ثم إن الله تعالى لم يزل يأمره عند إدراكها كل مرة أن يغرس تارة بعد أخرى إلى أن غرسها سبع مرات و ما زالت تلك الطوائف من المؤمنين
ترتد منهم طائفة بعد طائفة إلى أن عادوا إلى نيف و سبعين رجلا فأوحى الله عز و جل عند ذلك إليه و قال : الآن أسفر الصبح عن الليل لعينك حين صرح الحق عن محضه و صفا الأمر للايمان من الكدر
بارتداد كل من كانت طينته خبيثة فلو أني أهلكت الكفار و أبقيت من ارتد من الطوائف التي كانت آمنت بك لما كنت صدقت وعدي السابق للمؤمنين الذين أخلصوا لي التوحيد من قومك و اعتصموا بحبل نبوتك بأن أستخلفهم في الأرض و أمكن لهم دينهم و أبدل خوفهم بالأمن لكي تخلص العبادة لي بذهاب الشك من قلوبهم و كيف يكون الاستخلاف و التمكين و بدل الخوف بالأمن مني لهم مع ما كنت أعلم من ضعف يقين الذين
ارتدوا و خبث طينتهم و سوء سرائرهم التي كانت نتائج النفاق و سنوخ الضلالة فلو أنهم تنسموا من الملك الذي أوتي المؤمنون وقت الاستخلاف إذا هلكت أعداؤهم لنشقوا روائح صفاته و لاستحكم سرائر نفاقهم و تأبد خبال ضلالة قلوبهم و لكاشفوا إخوانهم بالعداوة و حاربوهم على طلب الرئاسة و التفرد بالأمر و النهي عليهم و كيف يكون التمكين في الدين و انتشار الأمر في المؤمنين مع إثارة الفتن و إيقاع الحروب كلا....
ان الذين سيرتدون من الشيعة عن دينهم ويخلعون عن اعناقهم ربقة الاسلام قد يتصورون انهم قد غلبوا ربهم باعراضهم عن الدين وحدود رب العالمين؛
بينما تُبين هذه الرواية المباركة بان الله تعالى يمتحن العباد بشتى الامتحانات لكي لايبقى من الشيعة الا من خلص دينه من شوائب الشرك والطغيان ؛
فهو مطرود عن رحمة الله وليس غالبا لله :
ِوَ اللهُ غالِبٌ عَلى أَمْرِهِ و لكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعلمُونَ (21)(يوسف)
نتابع الرواية المباركة:
و كيف يكون التمكين في الدين و انتشار الأمر في المؤمنين مع إثارة الفتن و إيقاع الحروب كلا
وَ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنا وَ وَحْيِنا قال الصادق عليه السلام :
و كذلك القائم عليه السلام فإنه تمتد غيبته ليصرح الحق عن محضه و يصفو الإيمان من الكدر بارتداد كل من كانت طينته خبيثة من الشيعة الذين يخشى عليهم النفاق إذا أحسوا بالاستخلاف و التمكين و الأمن المنتشر في عهد
القائم عليه السلام قال المفضل :
فقلت: يا ابن رسول الله فإن النواصب تزعم أن هذه الآية أنزلت في
أبي بكر و عمر و عثمان
و علي
فقال:
لا هدى الله قلوب الناصبة متى كان الدين الذي ارتضاه الله و رسوله متمكنا بانتشار الأمن في الأمة و ذهاب الخوف من قلوبها و ارتفاع الشك من صدورها في عهد واحد من
هؤلاء
أو في عهد علي عليه السلام مع ارتداد المسلمين و الفتن التي كانت تثور في أيامهم و الحروب و الفتن التي كانت تشب بين الكفار و بينهم ثم تلا
الصادق عليه السلام هذه الآية مثلا لإبطاء القائم عليه السلام :
حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَ ظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جاءَهُمْ نَصْرُنا
و أما العبد الصالح..
أعني الخضر عليه السلام فإن الله تعالى ما طول عمره لنبوة قررها له و لا لكتاب نزل عليه و لا لشريعة ينسخ بها شريعة من كان قبله من الأنبياء عليه السلام و لا لإمامة يلزم عباده الاقتداء بها و لا لطاعة يفرضها بلى إن
الله تعالى لما كان في سابق علمه أن يقدر من عمر القائمعليه السلام في أيام غيبته ما يقدره و علم ما يكون من إنكار عباده بمقدار ذلك العمر في الطول طول عمر العبد الصالح من غير سبب أوجب ذلك إلا لعلة الاستدلال به على عمر
القائم عليه السلام ليقطع بذلك حجة المعاندين لئلا يكون للناس على الله حجة .
بيان اويس:
كم جميل حينما يعلم الانسان علة من علل الكون؛ وهدف من اهداف الرب العزيز الحكيم ؛
فان الخضر عليه السلام لاخلاف بين المسلمين في وجوده وطول عمره وقد وردت في القرآن الكريم قصته عليه السلام مع موسى عليه السلام وشاهده كثير من اصحاب
الرسول الكريم صلى الله عليه واله
وكذلك مجموعة من اصحاب اهل البيت عليهم السلام
وله ملاقات مع اهل البيت عليهم السلام .
فان الخضر عليه السلام انما اوجده الله تعالى واطال عمره وجعل الاتفاق في وجوده ليُرغم به انف المعاندين للشيعة الامامية التي تعتقد متيقنة بوجود الامام الثاني عشر روحي فداه بيننا
وان لم نوفق لمشاهدته ظاهرا.
فهذه الرواية وتلك الحرقة من الامام عليه السلام ودموعه الساخنة التي سكبها على ارض التشيع ليروي شيعته في الغيبة الكبرى ويرعاهم بهذه الادلة التي نعاني من المعاندين منها ؛
فهذا الامام الرؤف الرحيم بنا في تلك السنين وهو يبكي لمصابنا واليوم يوم شهادته فهلا نسكب الدموع عليه وتحترق قلوبنا لما عانى من الطغات حيث كانوا يجرجرونه الى سجونهم كل يوم باعنف الاساليب لا لشئ الا لان الله فضله على العالمين وجعله حجة على الناس اجمعين فكانوا يذيقوه العذاب حسدا من عند انفسه
وتيقنا منهم بانهم غاصبين لحقوق امامنا فيخافون سطوة الناس عليهم بقيادته عليه السلام
السلام عليك يا جعفر بن محمد عنّي وعن كل محب لك مبغض لاعدائك ومن ظلمك
لاتنسوني ووالداي من الدعاء
أختكم وخادمتك الموالية
طيبا