المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ‘ ّّ{** إغتيال وطن**}, قصه قصيرة


نسايم
02-12-2009, 05:24 AM
السلام عليكم ورحمة الله "



إغتيال وطن!!!!!
استيقظت قدسيه على اشعة الشمس المتسلله من شباك غرفتها مداعبة وجهها الملائكي لتخبرها أن الليل قد أفل واشرق صباح يوم جديد يدعوها لتشاركه ابتسامته .

نهضت قدسيه من فراشها واثبة نحو النافدة وجعلت تتأمل روعة اشراقة الشمس وهي تتمايل دلالاً ورونقاً على صفحات الشاطىء مغازلة امواجه التي اكتست ثوبا مذهبّا رائعا .
وجهت نظرها صوب اشجار حديقة منزلها ..
طيور من الكناري تجمهروا على اغصان اشجار الليمون الزكي الرائحه .
وعلا صوت شقشقتها كجوقه عزفت أعذب الالحان ..
صارت قدسيه ترقب الطيور المختلفة الالوان ؛؛ وهي تتنقل من غصن الى غصن ..
تنهدت بحرارة ألهبت فؤادها وقالت : آهٍ يا ليتني امتلك جناحين مثلكم وأطير حيث الوطن المحتل ؛ وطني الغالي الذي حرمت من معانقة نسيمه العليل ؛؛ واحضان شمسه الدافئه ؛؛ وحُرِمت شمّ عبق ترابه ..
ليتني ....
خنقتها العبرة و دموع حارّه تكاد تكوي أشفار عينيها انجدرت على صفحة وجهها الملائكي ارغمتها على الصمت.
وكأنها تواسيها عن ألم الغربه .
وبينما قدسيه غارقه في أحلامها بالسفر الى وطنها!
إذ بها تسمع طرقات على باب غرفتها قطعت عليها تلك الاحلام المؤودة ؛؛ والامنيات العقيمه ..
انه الدكتورعدنان والد قدسيه دخل وفي عينيه شوق اليها .
اقتربت قدسيه صوب ابيها وهي تمسح دموعها المتحادرة على وجنتيها والتي تشكلت كحبات لؤلؤ زادته اشراقة وبرآءة.
فهم عدنان معنى تلك الدموع .... وربت على كتفيها بحنان وتؤدّه ؛؛ وضمها الى صدره ماسحا دموعها بأنامله وابتسامه تهدأه علت وجهه الذي كسته التجاعيد ؛؛ والشيب الذي اشتعل في شعر راسه ولحيته رغم انه لم يناهز الاربعين بعد لكن من يشاهده يُخال إليه غير ذلك..
وكيف لا - وهو من تجرع مرارة الألم والظلم والاضطهاد منذ نعومة اظفاره....
اعترى هاجس الغربه قلب االدكتورعدنان فشعرت قدسيه بذلك وهي رامية براسها على صدره .
رفعت قدسيه عينيها العسليتين وهي تعانق عينيّ والدها قائلة : والدي الحبيب متى نغادر ألم يحن الوقت بعد, ألم تشتاق الى مدارج طفولتك الى رائحة الاجداد والاحبة .
ابي !!!
كليّ شوق وحنين الى زيارة قبر امي اريد أن أرتمي على ضريحها ألثمه ؛؛ اشم ترابه ؛؛ لعلّ جسدي يلامس جسدها وابث لها بما يجول في صدري من مشاعر كل فتاة لاتتفهمها سوى الام .
تحادرت دموع الدكتور عدنان كالسيل الجارف على وجهه فهذا حاله دائما عندما تشرع قدسيه بذكر امها أمامه, ..
تراءت له تلك الاحداث الداميه تلك الليله التي غاب قمرها , ليلة هدمت فيها كل احلامه التي نسجها مع زوجته والدة قدسيه ,اسرابا من ذكريات اللوعه جالت أمام مخيلته تجسدت امام عينيه وكأنّ احداثها تحصل للتو , فهي الان تتقاطر عذابات وألآم.
كان االدكتور يكرر الماساة على مسامع قدسيه وكأنه يحدثها عنها لاو ل مرة .
لم ينسى الدكتور عدنان تلك الليلة المشؤمة , كانت بلدته تحترق, تارة تتاجج النار فيها و تعم ارجائها طلقات الرصاص ودوي القذائف, وتارة اخرى تهدأ وتخف وطأتها لفترة من الزمن , قد تطول وقد تقصرلتبدا من جديد, وكان ذلك على مرأى ومسمع من زوجته , فقد كانت في الشهور الاخيرة من الحمل , وفي وسط تلك الاجواء المحمومه والملبده برائحة الدخان الاسود الذي لف شوارع المدينه ,واصوات دوي القذائف وقعقعة الرصاص,لحظات رهيبه مرّت عليها ,أ نتابتها الألآم اثر الرعب االخوف .
واخذت زوجة عدنان تصرخ من شدة الالم الذي ألمّ بها وبدت عليها علامات الولادة المبكرة .
سيطر الخوف والحزن على الدكتور عدنان عندما شاهد زوجته وحبيته تتلوى من شدة الالم , اخذ يجول في الغرفه تارة يقف عند راس زوجته مقبلا جبينها مهدأً من روعها وتارة اخرى يرقب الاجواء بالخارج ,؛ ويعود يمسك بيدها ويخفف عنها بكلامه ..
وقف مذهولا ماذا يمكنه ان يعمله لزوجته !!
فطرق الاتصال مقطوعه والشوارع خالية ..
ليس هناك حلّ اخر سوى طلب المساعده من صديقه ابا محمود , فهرع مسرعا الى بيت صديقه الوحيد فهو بالنسبة إليه الاخ المتأهب دوما لأن يفديه بكل مايملك من امكانيات .
طرق الباب بطرقات ارعبت ابا محمود فقد اعتقد بانهم القوات المحتله جاءت لأعتقاله في هذا الوقت المتأخر من الليل ووسط تلك الاجواء المشحونه بالرعب .
وبعد ان وكل امره الى الله فتح الباب تفاجأ بصديقه الدكتور عدنان فهو من جاء طارقا المنزل .
اعتلت وجهه الدهشه والحيرة ؛؛ واخذ يتلفت يمينا وشمالا ومن ثم امسك بيد رفيقه وسحبه الى الداخل واغلق الباب خلفه ..
قال : عدنان ماذا حصل هل من خطب؟
اجابه وعينيه متحجرة بالدموع : لا اطمئن كل شيء يسير على خير ما يرام .
تساءل قائلا: اذاً مابك يا رفيقي فوجهك مصفّر وشاحبا .
أجاب عدنان بوجوم: زوجتي تركتها تصرخ من شدة الآلام التي انتباتها واعتقد بانها على وشك ولادة مبكرة.
اجابه ابا محمود مندهشا : لكنك اخبرتني مازال على موعد ولادتها بضعة اشهر اخرى .
طأطأ رأسه بأسى وأردف قائلا : نعم لكن احداث هذه الليله ودوي القذائف الشديد ارعبها وانت تعلم ان المرأه اثناء الحمل سريعة التاثر ما بالك وسط هذه الاجواء الرهيبه ورائحة الدخان التي تحبس الانفاس علينا ان لا نتاخر كثيرا هيا بنا ..
هرعا مسرعين نحو المنزل واذا بزوجته قد سائت حالتها وعلا صراخها ونزفت كثيرا حتى فقدت قواها ,.
تألم قلب عدنان وهدّ انينها قواه ؛؛
حملها الى السيارة واجلسها في المقعد الخلفي محتضنها ودموعه تسيل بحرارة على وجهه .
صعد ابا محمود السيارة طالبا من صديقه بان يستعيذ من الشيطان وبأن يلوذ بالدعاء فهذا سوف يدخل على قلبه شيء من الطمانينه "ألا بذكر الله تطمئن القلوب" .
اخذ يلهج الدكتور عدنان بالدعاء وبشفتين ذابلتين يردد "أمنّ يجيب المضطراذا دعاه ويكشف السوء" , تصارعت في نفسه عوامل الياس والحزن من ان يفقد زوجته , فهي حياته ومستقبله سعادته وهوائه الذي يستنشقه اخذ يقول وهو يتشبث بها وكأنه يصارع الحياة من أجلها : لا لن تذهبي وتتركيني وحيدا اليس كذلك ؛؛ فلا يمكنني ان اتصور بمجرد التصور ذاته ان افقد ابتسامتك الرائعه و حديثك العذب الذي لا يخلو من ذكر الله واحاديث اهل البيت حين خروجي وعودتي لتحتضنني ابتسامتك التي تقطر شهدا .
سار ابا محمود بالسيارة مسرعا مخترق اصوات الرصاص ودوي القذائف , الشوارع خاليه من الناس ما عدا الدخان الذي لّفها مما زاد من وحشة الليل..
كان كل شيئ مخيفا ويبث في النفوس الروع ..
شعور انتاب الدكتور عدنان كان نظره وتفكيره منصب في محيط خوفه من معظلة تعترض طريقهما نحو المشفى ولكن - ولسوء الحظ- فماخاف منه حصل ......
شاهدا دوريات من قِبل القوات المحتله تتطوق الشوارع خفف ابا محمود من سرعته , الا ان وصلا الى نقطة التفتيش وقد كان يتوجب عليه المرور بها .
ضم عدنان زوجته الى صدره رافعا بصره نحو السماء يدعو ربه بان تمّر هذه الليله بخير, تقدم احد الضباط نحو السيارة مصوبا بالرشاش نحوهما مزمجرا بصوته المقزز وبلهجة قذرة صاح فيهم اخرجا هيا :
ترجل ابا محمود وخرج من السيارة طالبا من صديقه النزول لكي لا يصيبه اذى جرّاء تهورهم وتصرفاتهم الرعناء تجاه المواطنين ..
ترك زوجته المكسينه ضحية الظلم والطغيان مهدئا من روعها طبع قبلة على جبينها .
واتجها صوب الظابط ..
سألهما وهو ينفث دخان سيكارته في وجهيهما :الى اين انتم ذاهبان الم تعلما أن السير في هذا الوقت ممنوع متى سوف تحترمون القوانين يا .(......) ؟
اجابه عدنان والقهر يعتصر قلبه والغضب إرتسم على وجهه :زوجتي بحاجة الى اسعاف فهي على وشك ولادة وحالتها سيئه جدا ولو تاخرنا اكثر من ذلك سوف تموت .!!
وبلؤم ساله الضابط مرة اخرى :وكيف لي ان اصدقك قد تكون حيلة منكم او هناك عمليه تخططون من اجلها لقتل جنودنا .
ثار عدنان بغضب وكاد ان يهجم على الضابط لولا ان صديقه ابا محمود امسكه من رسغه وابعده عن الضابط قائلا له بعصبية : دعه يا رجل فزوجتك بحاجة اليك الان .
اخذ الضابط الوضيع يقذف بوجه عدنان الكلمات النابيه رافعا بيده هامّا بصفعه ..
لكن صرخات زوجة عدنان والتي دوت المكان جعلت الضابط يتراجع ..
هرع عدنان إليها مسرعا ..
ولكن!!!!!
وجدها و قد لفظت انفاسها الاخيرة ومات النبض بالجسد .
لقد نزفت حتى الموت ..
ماتت قتلوها الاعداء مخلّفه طفلة يكاد تسمع انفاسها فقد كانت شاحبة الوجه يعلو وجهها البريء صفرة وشفتاها مزرقتان احتضنهما بذراعيه مجهشا بالبكاء ووسط حالة من الذهول .
فهو لم يستوعب بعد ما يحدث هل حقيقة ام انه يحلم بكابوس مروع .
فأدرك إنها حقيقة مرّة ..
عندما شاهدو ا الاعداء المحتلون بل الذئاب الشرسة اللذين هجرت قلوبهم الرحمة وانعدمت بها المشاعر افسحوا لهم الطريق مشيرون لأبا محمود بالسير .
صعد ابا محمود السيارة وعيناه مغرورقة بالدموع , لا يعلم بما يحدث صديقه فهو يعيش الحسرة والحزن الان ولن يسمعه ,تركه ومحنته رامقا بطرفه السماء يدعو الله بان يفرج كربة صديقه ويهون عليه ما الم به .
توجه ابا محمود بالسيارة نحو المشفى للقيام باجراءت التبليغ لتتمّ مراسيم دفنها .
أُجري لها مأتم مهيب وكان الدكتور عدنان يتقدم المعزين هموم واحزان ومر الفراق قد جثم على قلبه .
يسنده رفيقه محمود كي لا تنهار قواه في أية لحظة ..
وبعد ان انتهت مراسيم العزاء , صار قبر زوجته ملاذه الوحيد ..
بقي شهورا لا يفارق رمسها الا اوقات يصعب عليه البقاء معها ..
كان ياتي الى زيارتها وعلى صدره طفلته التي حرمها الاعداء حنان الام من ان ترضع من صدرها ..
اغتالوا كل احلام زوجته ..
كان حلمها بان تنجب طفلة جميله وان تسميها قدسيه فقد كان الاسم يمثل لها الكثير .
كان يطيب له المكوث عند قبرها يتلو عليها ايات من القران الكريم يتبعه اعتذار وطلب الصفح منها.
فقط كان عزائه الوحيد ابنته التي ابقاها عند زوجة صديقه ابو محمود فحزنه الشديد على والدتها منعه من ان يقوم بمتطلباتها,.
وبعد مرور سنه كاملة على وفاة زوجته قرر مغادرة الوطن , فلم يعد بمقدوره البقاء فصورعدة تجبره على الرحيل فقد اغتيلت كل اماله واحلامه ..
وطن محتل ؛؛ وبيت مهدم ؛؛ وحقه بالعيش الهنيء قد سُرِق منه ,!
حمل ابنته مودعا صديقه الوفي احتضنه بقوة وشرعا بالبكاء وفي عينهما حزن صامت واعدا ياه بالملتقى ولكن لا يعلم متى واين قال رفيقه مواسيا : ساعدك الله سوف تحمل المهمة الملقاة على عاتقك لوحدك !!!!
ثم ربت اعلى كتفه وابتسامة ممزوجة بالألم علت وجهه .
ثم اتجه صوب المقبرة لتكون اخر صورة يغمض عينيه عليها ضريح زوجته الشهيده ,استدار مودعا بدموع حرى يتمتم بكلمات حزينه : زوجتى الحبيبه ويانسمة هادئه داعبت حياتي ونجمة الصبح التي اضاءت قلبي المثقل بالالام ومسحة حانيه اجليت بها الغموم ..
واستطر بقوله : اعدك!! باني لك ولقدسيه فقط ,سوف اغرس فيها كل القيم الاسلاميه والثوريه كما رسمتها انت لها ..
وكانت قدسيه كما ارادت والدتها .
رغم انها تعيش وسط مجتمع غربي وتتملكه الكثير من العادات البعيده كل البعد عن المجتمع الاسلامي لكنها لم تستجب لنداءت حياتهم الجوفاء هناك أ وصرخات المراهقه الجائعه , فقد كان والدها يعزز رغبة والدتها وبكل قوة على تربيتها تربيه روحيه ,مما اكسب وجهها البريئ مسحة ملا ئكيه ,فهي خفيفة الروح تقطر طيبه انها مثل زهرة الربيع تنفتح لها صدور لكل من يشاهدها ومن يسمع حلو حديثها ,فقد كانت قدسيه نسخه اخرى من والدتها .
لذا كان والدها اول ما يفتح عينيه على وجه ابنته واخر شيء يغمض عينيه عليه هو ايضا وجه قدسيه , وعدها ان تعود وقريبا جدا فقد وصلته رسالة من صديقه الوفي ابو محمود ,بانهم بحاجة اليه الان ,قد تكون الرسالة بها الكثير من الألم والمستقبل المبهم لقدسيه في داخل وطنها المحتل ,لكن شائت الاقدار ان تكون حياة المظلومين المضطهدين ليس بملكهم فاحزم امتعتك ايها المجهول واعقد ركاب الخيل لتسابق الريح لتعود معانقا ثرى الوطن .. وتتمرغ في نور شمسه وضياء بدره ...

Dr.Zahra
02-12-2009, 05:33 AM
http://www.nsaayat.com/up/uploads/nsaayatf4811cf0a1.gif (http://www.nsaayat.com/up/)

بِسْمِ اللهِ الْرَّحْمَنِ الرَّحِيِمِ
الَلَّهٌمَّ صَلَ عَلَىَ مٌحَمَّدْ وَآلِ مُحّمَّدْ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وَالْعَنْ أَعْدَائَهُمْ
الْسَّلامٌ عَلَيٌكٌمْ وَرَحْمَةٌ الله وَبَرَكَاتٌهٌ
..
نسيمه هذي قصة قصيره؟؟؟
راحت عيوني وانه اقره بيها حرام عليج!!
هههههههههه
موفقه عزيزتي رحم الله والديج
قصة رائعه جدا
حماكِ الله


http://www.nsaayat.com/up/uploads/nsaayat3ad816c34d.gif (http://www.nsaayat.com/up/)

ودمتم محاطين بالالطاف المهدويه

المقصره: خادمة السيد الفالي

نسايم
03-02-2010, 12:27 AM
http://www.nsaayat.com/up/uploads/nsaayatf4811cf0a1.gif (http://www.nsaayat.com/up/)


بِسْمِ اللهِ الْرَّحْمَنِ الرَّحِيِمِ
الَلَّهٌمَّ صَلَ عَلَىَ مٌحَمَّدْ وَآلِ مُحّمَّدْ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وَالْعَنْ أَعْدَائَهُمْ
الْسَّلامٌ عَلَيٌكٌمْ وَرَحْمَةٌ الله وَبَرَكَاتٌهٌ
..
نسيمه هذي قصة قصيره؟؟؟
راحت عيوني وانه اقره بيها حرام عليج!!
هههههههههه
موفقه عزيزتي رحم الله والديج
قصة رائعه جدا
حماكِ الله


http://www.nsaayat.com/up/uploads/nsaayat3ad816c34d.gif (http://www.nsaayat.com/up/)

ودمتم محاطين بالالطاف المهدويه


المقصره: خادمة السيد الفالي








ههههههههههههههههههه اي خدومة قصة قصيرة



شاكرة لك تواجدك العطر


موفقة لكل خير ...