نووورا انا
03-12-2009, 04:15 PM
اللهم صل على محمد وآل محمد
حفظ النفس لا يعني جبناً، وخلافه تهور غير محمود
الشبهة :
كيف تجمعون بين وصفكم الإمام بالخوف، وبين المعلوم ضرورة من وجوب اشتراط الشجاعة فيه، إنكم تجوزون الجبن في حقه؟
الجواب:
لا علاقة بين تحرز الإنسان من خطر محدق، وبين وصفه بالجبن أو الشجاعة، فالفطرة تقضي بحفظ الإنسان نفسه, إذا ما هدده خطرٌ ما، وعدم التحفظ عن الخطر والوقوع في الهلكة تهورٌ منهيٌ عنه.
ولا يعني أخذ الحيطة للشجاع عند منازلته في الحرب وتوقيه من القتل بالفرار من العدو كحالةِ احتياط يتحفظ بها على نفسه أو ارتداء ما يقيه ويحميه من لامة حرب يدفعُ بها عن نفسه، لا يعني ذلك جبناً.
فلا علاقة بالتحفظ وأخذ الحذر بالشجاعة، فالشجاع تقتضي حكمته التحرز وحفظ النفس، ألا ترى اختفاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الغار عند هجرته إلى المدينة توقياً من الأعداء عند ملاحقتهم له؟ وكذلك خوف موسى وخروجه من مصر خائفاً يترقب حتى دعا ربه أن ينجيه من القوم الظالمين (فَخَرَجَ مِنْها خائِفاً يَتَرَقَّبُ قالَ رَبِّ نَجِّني مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمينَ)(28) (file:///C:/********s%20and%20Settings/aas/Local%20Settings/Temp/Rar$EX00.906/002.htm#_ftn28) فحالة الخوف لحفظ النفس أقرها القرآن وأيدتها النواميس الطبيعية. واختفاء الأنبياء الذين واجهوا تهديداً من قبل أعدائهم، تشهد به وقائع التاريخ. والإمام المهدي عليه السلام بمقتضى العقل والفطرة يجب أن يحفظ نفسه وأن لا يعرّض نفسه لكيد الأعداء وملاحقة الظالمين، فكانت غيبته حكمة لا تعارضها النواميس ويقتضيها حاله صلوات الله عليه.
ولا ننسى ما تعرضنا إليه من وجوب حفظ نفسه الشريفة وذلك لئلا تنقطع الإمامة بقتله، وتخلو الأرض من الحجة بفقدانه فضلاً عن كونه مكلفاً بإقامة دولة الحق على يديه صلوات الله عليه.
الهوامش
(28) (file:///C:/********s%20and%20Settings/aas/Local%20Settings/Temp/Rar$EX00.906/002.htm#_ftnref28) القصص: 21.
السيد محمّد عليّ الحلو
حفظ النفس لا يعني جبناً، وخلافه تهور غير محمود
الشبهة :
كيف تجمعون بين وصفكم الإمام بالخوف، وبين المعلوم ضرورة من وجوب اشتراط الشجاعة فيه، إنكم تجوزون الجبن في حقه؟
الجواب:
لا علاقة بين تحرز الإنسان من خطر محدق، وبين وصفه بالجبن أو الشجاعة، فالفطرة تقضي بحفظ الإنسان نفسه, إذا ما هدده خطرٌ ما، وعدم التحفظ عن الخطر والوقوع في الهلكة تهورٌ منهيٌ عنه.
ولا يعني أخذ الحيطة للشجاع عند منازلته في الحرب وتوقيه من القتل بالفرار من العدو كحالةِ احتياط يتحفظ بها على نفسه أو ارتداء ما يقيه ويحميه من لامة حرب يدفعُ بها عن نفسه، لا يعني ذلك جبناً.
فلا علاقة بالتحفظ وأخذ الحذر بالشجاعة، فالشجاع تقتضي حكمته التحرز وحفظ النفس، ألا ترى اختفاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الغار عند هجرته إلى المدينة توقياً من الأعداء عند ملاحقتهم له؟ وكذلك خوف موسى وخروجه من مصر خائفاً يترقب حتى دعا ربه أن ينجيه من القوم الظالمين (فَخَرَجَ مِنْها خائِفاً يَتَرَقَّبُ قالَ رَبِّ نَجِّني مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمينَ)(28) (file:///C:/********s%20and%20Settings/aas/Local%20Settings/Temp/Rar$EX00.906/002.htm#_ftn28) فحالة الخوف لحفظ النفس أقرها القرآن وأيدتها النواميس الطبيعية. واختفاء الأنبياء الذين واجهوا تهديداً من قبل أعدائهم، تشهد به وقائع التاريخ. والإمام المهدي عليه السلام بمقتضى العقل والفطرة يجب أن يحفظ نفسه وأن لا يعرّض نفسه لكيد الأعداء وملاحقة الظالمين، فكانت غيبته حكمة لا تعارضها النواميس ويقتضيها حاله صلوات الله عليه.
ولا ننسى ما تعرضنا إليه من وجوب حفظ نفسه الشريفة وذلك لئلا تنقطع الإمامة بقتله، وتخلو الأرض من الحجة بفقدانه فضلاً عن كونه مكلفاً بإقامة دولة الحق على يديه صلوات الله عليه.
الهوامش
(28) (file:///C:/********s%20and%20Settings/aas/Local%20Settings/Temp/Rar$EX00.906/002.htm#_ftnref28) القصص: 21.
السيد محمّد عليّ الحلو