سلمان الفضل
05-12-2009, 12:03 PM
انتقاد للسلطات بسبب سيول جدة
مئات القتلى وآلاف المشردين وانهيار مئات المنازل
ارتفعت إلى أكثر من 100 قتيل حصيلة ضحايا السيول التي اجتاحت محافظة جدة في السعودية خلال اليومين الماضيين ، فيما لايزال العشرات الذين طمرتهم المياه والوحل مفقودين ، ناهيك عن آلاف المشردين .
هذه الحصيلة المؤقتة التي أعلنتها سلطات آل سعود ،تضاربت مع أنباء أخرى تفيد بمقتل المئات الآخرين ضحايا لهطول هذه الإمطار على المحافظة والتي تسببت أيضا في انهيار مئات المنازل وجرف السيارات، وارتفاع منسوب المياه داخل الإحياء السكنية.
وقال شهود عيان إن بعض الجثث طفت على سطح الماء لساعات قبل أن يتم انتشالها وذلك مع تذمر المنكوبين من تردي الخدمات وبطء استجابة الأجهزة المعنية للحالات الطارئة.
إلى ذلك، فقد مواطن سعودي يدعى عبد الله بن داخل السلمي ستة من أفراد عائلته جراء السيول التي داهمت الدور الأرضي من منزله بحي قويزة في جدة وخلفت وراءها كارثة إنسانية.
والمتوفون هم زوجته وثلاثة من أبنائه وشقيقتاه ولا يزال البحث جاريا عن طفلته التي لم يتجاوز عمرها السنتين وفقا لأحد أقربائه.
وأدى جموع من المواطنين الصلاة على الأموات بمسجد حي الربيع وتم دفنهم بمقبرة الأجواد شرق جدة.
وأدت الأمطار إلى انهيار مئات المنازل الضعيفة وقطعت الطرق الرئيسة والفرعية وجرف عددًا من السيارات وارتفاع منسوب المياه داخل الأحياء السكنية.
كما تسببت الأمطار الغزيرة في تعطل بعض الأجهزة في المطارات السعودية كافة نظرًا لأن جدة تحتضن المركز الرئيس لإدارة المطارات السعودية والنظام التشغيلي لها.
وفتحت السيول التي اجتاحت مدينة جدة مؤخرا الباب لموجة غضب عبر عنها محامون ومتداخلون على شبكة الإنترنت.
وفي هذا السياق أعلن المحامي السعودي والناشط الحقوقي وليد أبو الخير أنه سيقاضي المسؤولين في الحكومة ومدينة جدة بتهمة "سوء الإدارة", في مواجهة السيول التي ارتفع عدد ضحاياها إلى 103 قتلى, بعد اكتشاف مزيد من الجثث.
واعتبر أبو الخير وهو محامي عدد من أسر الضحايا أن هناك سوء إدارة في أعمال البناء, قائلا إن ذلك كان سببا رئيسا في الكارثة, مشيرا إلى مشكلات في الشبكة المخصصة لصرف مياه الأمطار, حيث تزايدت أعداد المحاصرين والغرقى, بعد ارتفاع منسوب المياه لأكثر من مترين. كما تضررت الكهرباء بشكل لافت في جدة التي تعد ثاني أكبر المدن بعد الرياض.
ولم يقف الأمر عند تحريك دعوى قضائية, بل لجأ البعض إلى الإنترنت لمهاجمة الحكومة. وفي هذا الصدد انضم نحو 11 ألف شخص لمجموعات على الإنترنت للشكوى, حيث وجهوا انتقادهم للحكومة ولمقاولي البناء, بسبب أعمال البنية التحتية التي قالوا إنها غير ملائمة.
في السياق قال سعود كاتب الذي قدم نفسه أستاذا في الإعلام وتكنولوجيا الاتصال إن الجميع كان يتوقع منذ سنوات هذه الكارثة. ورأى أيضا أن السبب الوحيد وراء ذلك هو ما سماه "الفساد".
كما عبر سعود عن غضبه من موقف الإعلام الرسمي السعودي الذي قال إنه تحدث عن "كفاءة البنية التحتية أثناء الفيضانات".
وقد رفع المشاركون على الإنترنت شعار "الحملة الشعبية من أجل إنقاذ مدينة جدة" حيث طالبوا بمحاكمة المسؤولين.
بدوره أكد الباحث والخبير السعودي علي الأحمد بأن الفساد الإداري والحكومي مستشر في السعودية وأن تقديم الخدمات ليس أولوية لدى الحكومة.
وقال مدير معهد "الخليجي" للدراسات في واشنطن في حديث إذاعي مساء السبت إن الفساد الإداري والحكومي حالة منتشرة في السعودية وإن خدمة المواطن وتقديم الخدمات ليست أولوية لدى الحكومة.
وفي الإشارة إلى الفيضانات التي أودت بحياة العديد من المواطنين السعوديين في جدة، أوضح بأنه لا يوجد في مدينة جدة نظام للصرف الصحي ، ما تسبب بكوارث، وأنها ليست المرة الأولى التي تحدث فيها مثل هذه الأمور.
وأضاف أن الأمطار البسيطة التي تهطل في دول أخرى لا تحدث أي مشاكل ولكن في جدة تقتل الآن 106 أشخاص والرقم الحقيقي زاد عن 300، غير أن الحكومة تتكتم عن الرقم.
وقال إن الكارثة لا تتحمل مسؤوليتها أمانة جدة بل المسؤول الحقيقي هو الملك عبدالله ووزراؤه، حيث كان الملك موجودا في جدة عندما حصلت الكارثة ولم يشر في حديثه السنوي إلى ما حصل وتجاهل الضحايا والقتلى ولم يتطرق إلى ذلك.
واعتبر أن الفساد الإداري والحكومي في السعودية يعود إلى أكثر من50 سنة .
وتابع قائلا إن الشيء المعيب والمثير للانزعاج أن نرى وزير الداخلية يضحك وهو يتحدث عن هؤلاء الضحايا، الأمر الذي يشير إلى عدم اكتراث بقتلى المواطنين.
وقال الأحمد إنه منذ اكتشاف النفط قبل 75 عاما تبلغ قيمة ما أنتج في السعودية من النفط 5 تريليونات دولار، وهو مبلغ هائل ولكن لا نرى له أثرا واقعيا على الأرض حيث لا توجد خدمات ومن ضمنها نظام الصرف الصحفي في أي من المدن في البلاد وحتى في الرياض.
من جانب أخر وفي إطار التخبط الحكومي والإداري والفشل والعجز الواضح في معالجة هذه الأزمة فقد انسحب أعضاء من لجنة إيواء متضرري سيول جدة عن أداء مهماتهم، الأمر الذي خلق بلبلة ومماطلة في إيواء آلاف المتضررين من الأمطار ما دفع ببعض المتضررين إلى الاعتماد على قدراتهم الذاتية في البحث عن مأوى على نفقتهم أو المبيت على الأرصفة في ظل البرد القارص
وفي شهادات حية لهذه المأساة التي حلت بالمواطنين البسطاء في مدينة جدة روى أحد المواطنين قصة نجاته وأسرته من سيول الكيلو 14، وقال «عندما زحفت إلينا الأمواج داخل المنزل، صعدت ومعي أسرتي المكونة من ثمانية أشخاص إلى سيارتنا، تركنا كل شيء خلفنا، ونجونا بأنفسنا من الموت بعد نصف يوم من الاحتجاز».
وأكد شاهد عيان أن الإجراءات الروتينية دفعت بعض المتضررين إلى الاعتماد على قدراتهم الذاتية في البحث عن مأوى على نفقتهم. ويقول محمود عكاشة (أحد سكان الكيلو 14) «خرجنا من منزلنا المغمور، ووصلنا إلى مقر إدارة الدفاع المدني صباح الجمعة، استكملنا الإجراءات المطلوبة وشروط الحصول على شقة سكنية، ولم تنته المعاملة حتى الآن، وسأضطر إلى رهن بطاقتي الشخصية في أية شقة مفروشة تؤوي أسرتي لحين اكتمال الإجراءات».
في الوقت الذي انخفضت فيه درجات الحرارة في مدينة جدة إلى أقل من 19 درجة مئوية، حسب تقارير الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، حرص بعض المتضررين على المبيت في سياراتهم أمام أرصفة الدفاع المدني، وداخل قاعة وفرتها سلطاتها.
وذكرت إحدى المتضررات «وصلت إلى مبنى الدفاع المدني في الثانية ظهراً، ولم أتسلم خطاب الإسكان إلا بعد الثالثة فجراً، ما زال زوجي المريض محتجرا في الكيلو 14 في انتظار الفرج».
نقلا عن وكالة أنباء الجزيرة "واجز"
http://www.wagze.com/ (http://www.wagze.com/)
مئات القتلى وآلاف المشردين وانهيار مئات المنازل
ارتفعت إلى أكثر من 100 قتيل حصيلة ضحايا السيول التي اجتاحت محافظة جدة في السعودية خلال اليومين الماضيين ، فيما لايزال العشرات الذين طمرتهم المياه والوحل مفقودين ، ناهيك عن آلاف المشردين .
هذه الحصيلة المؤقتة التي أعلنتها سلطات آل سعود ،تضاربت مع أنباء أخرى تفيد بمقتل المئات الآخرين ضحايا لهطول هذه الإمطار على المحافظة والتي تسببت أيضا في انهيار مئات المنازل وجرف السيارات، وارتفاع منسوب المياه داخل الإحياء السكنية.
وقال شهود عيان إن بعض الجثث طفت على سطح الماء لساعات قبل أن يتم انتشالها وذلك مع تذمر المنكوبين من تردي الخدمات وبطء استجابة الأجهزة المعنية للحالات الطارئة.
إلى ذلك، فقد مواطن سعودي يدعى عبد الله بن داخل السلمي ستة من أفراد عائلته جراء السيول التي داهمت الدور الأرضي من منزله بحي قويزة في جدة وخلفت وراءها كارثة إنسانية.
والمتوفون هم زوجته وثلاثة من أبنائه وشقيقتاه ولا يزال البحث جاريا عن طفلته التي لم يتجاوز عمرها السنتين وفقا لأحد أقربائه.
وأدى جموع من المواطنين الصلاة على الأموات بمسجد حي الربيع وتم دفنهم بمقبرة الأجواد شرق جدة.
وأدت الأمطار إلى انهيار مئات المنازل الضعيفة وقطعت الطرق الرئيسة والفرعية وجرف عددًا من السيارات وارتفاع منسوب المياه داخل الأحياء السكنية.
كما تسببت الأمطار الغزيرة في تعطل بعض الأجهزة في المطارات السعودية كافة نظرًا لأن جدة تحتضن المركز الرئيس لإدارة المطارات السعودية والنظام التشغيلي لها.
وفتحت السيول التي اجتاحت مدينة جدة مؤخرا الباب لموجة غضب عبر عنها محامون ومتداخلون على شبكة الإنترنت.
وفي هذا السياق أعلن المحامي السعودي والناشط الحقوقي وليد أبو الخير أنه سيقاضي المسؤولين في الحكومة ومدينة جدة بتهمة "سوء الإدارة", في مواجهة السيول التي ارتفع عدد ضحاياها إلى 103 قتلى, بعد اكتشاف مزيد من الجثث.
واعتبر أبو الخير وهو محامي عدد من أسر الضحايا أن هناك سوء إدارة في أعمال البناء, قائلا إن ذلك كان سببا رئيسا في الكارثة, مشيرا إلى مشكلات في الشبكة المخصصة لصرف مياه الأمطار, حيث تزايدت أعداد المحاصرين والغرقى, بعد ارتفاع منسوب المياه لأكثر من مترين. كما تضررت الكهرباء بشكل لافت في جدة التي تعد ثاني أكبر المدن بعد الرياض.
ولم يقف الأمر عند تحريك دعوى قضائية, بل لجأ البعض إلى الإنترنت لمهاجمة الحكومة. وفي هذا الصدد انضم نحو 11 ألف شخص لمجموعات على الإنترنت للشكوى, حيث وجهوا انتقادهم للحكومة ولمقاولي البناء, بسبب أعمال البنية التحتية التي قالوا إنها غير ملائمة.
في السياق قال سعود كاتب الذي قدم نفسه أستاذا في الإعلام وتكنولوجيا الاتصال إن الجميع كان يتوقع منذ سنوات هذه الكارثة. ورأى أيضا أن السبب الوحيد وراء ذلك هو ما سماه "الفساد".
كما عبر سعود عن غضبه من موقف الإعلام الرسمي السعودي الذي قال إنه تحدث عن "كفاءة البنية التحتية أثناء الفيضانات".
وقد رفع المشاركون على الإنترنت شعار "الحملة الشعبية من أجل إنقاذ مدينة جدة" حيث طالبوا بمحاكمة المسؤولين.
بدوره أكد الباحث والخبير السعودي علي الأحمد بأن الفساد الإداري والحكومي مستشر في السعودية وأن تقديم الخدمات ليس أولوية لدى الحكومة.
وقال مدير معهد "الخليجي" للدراسات في واشنطن في حديث إذاعي مساء السبت إن الفساد الإداري والحكومي حالة منتشرة في السعودية وإن خدمة المواطن وتقديم الخدمات ليست أولوية لدى الحكومة.
وفي الإشارة إلى الفيضانات التي أودت بحياة العديد من المواطنين السعوديين في جدة، أوضح بأنه لا يوجد في مدينة جدة نظام للصرف الصحي ، ما تسبب بكوارث، وأنها ليست المرة الأولى التي تحدث فيها مثل هذه الأمور.
وأضاف أن الأمطار البسيطة التي تهطل في دول أخرى لا تحدث أي مشاكل ولكن في جدة تقتل الآن 106 أشخاص والرقم الحقيقي زاد عن 300، غير أن الحكومة تتكتم عن الرقم.
وقال إن الكارثة لا تتحمل مسؤوليتها أمانة جدة بل المسؤول الحقيقي هو الملك عبدالله ووزراؤه، حيث كان الملك موجودا في جدة عندما حصلت الكارثة ولم يشر في حديثه السنوي إلى ما حصل وتجاهل الضحايا والقتلى ولم يتطرق إلى ذلك.
واعتبر أن الفساد الإداري والحكومي في السعودية يعود إلى أكثر من50 سنة .
وتابع قائلا إن الشيء المعيب والمثير للانزعاج أن نرى وزير الداخلية يضحك وهو يتحدث عن هؤلاء الضحايا، الأمر الذي يشير إلى عدم اكتراث بقتلى المواطنين.
وقال الأحمد إنه منذ اكتشاف النفط قبل 75 عاما تبلغ قيمة ما أنتج في السعودية من النفط 5 تريليونات دولار، وهو مبلغ هائل ولكن لا نرى له أثرا واقعيا على الأرض حيث لا توجد خدمات ومن ضمنها نظام الصرف الصحفي في أي من المدن في البلاد وحتى في الرياض.
من جانب أخر وفي إطار التخبط الحكومي والإداري والفشل والعجز الواضح في معالجة هذه الأزمة فقد انسحب أعضاء من لجنة إيواء متضرري سيول جدة عن أداء مهماتهم، الأمر الذي خلق بلبلة ومماطلة في إيواء آلاف المتضررين من الأمطار ما دفع ببعض المتضررين إلى الاعتماد على قدراتهم الذاتية في البحث عن مأوى على نفقتهم أو المبيت على الأرصفة في ظل البرد القارص
وفي شهادات حية لهذه المأساة التي حلت بالمواطنين البسطاء في مدينة جدة روى أحد المواطنين قصة نجاته وأسرته من سيول الكيلو 14، وقال «عندما زحفت إلينا الأمواج داخل المنزل، صعدت ومعي أسرتي المكونة من ثمانية أشخاص إلى سيارتنا، تركنا كل شيء خلفنا، ونجونا بأنفسنا من الموت بعد نصف يوم من الاحتجاز».
وأكد شاهد عيان أن الإجراءات الروتينية دفعت بعض المتضررين إلى الاعتماد على قدراتهم الذاتية في البحث عن مأوى على نفقتهم. ويقول محمود عكاشة (أحد سكان الكيلو 14) «خرجنا من منزلنا المغمور، ووصلنا إلى مقر إدارة الدفاع المدني صباح الجمعة، استكملنا الإجراءات المطلوبة وشروط الحصول على شقة سكنية، ولم تنته المعاملة حتى الآن، وسأضطر إلى رهن بطاقتي الشخصية في أية شقة مفروشة تؤوي أسرتي لحين اكتمال الإجراءات».
في الوقت الذي انخفضت فيه درجات الحرارة في مدينة جدة إلى أقل من 19 درجة مئوية، حسب تقارير الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، حرص بعض المتضررين على المبيت في سياراتهم أمام أرصفة الدفاع المدني، وداخل قاعة وفرتها سلطاتها.
وذكرت إحدى المتضررات «وصلت إلى مبنى الدفاع المدني في الثانية ظهراً، ولم أتسلم خطاب الإسكان إلا بعد الثالثة فجراً، ما زال زوجي المريض محتجرا في الكيلو 14 في انتظار الفرج».
نقلا عن وكالة أنباء الجزيرة "واجز"
http://www.wagze.com/ (http://www.wagze.com/)