نووورا انا
05-12-2009, 10:44 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
صاحب الغدير... سيرة التضحية والعطاء
مقتطفات من حياة الشيخ عبد الحسين الاميني
محمد طاهر محمد
http://www.annabaa.org/nbanews/2009/12/Images/029.jpg
شبكة النبأ: أقترن اسم العلامة الشيخ عبد الحسين الاميني ألنجفي بموسوعته الخالدة (الغدير) فلا يكاد يذكر اسم الغدير إلا ويذكر الاميني ولا يذكر الاميني إلا وتذكر هذه الدراسة العلمية الشاملة لحادثة وحديث الغدير، هذا الإنتاج العلمي الهائل والعمل القيم الضخم الذي يعد بحق من الظواهر العلمية الفذة في عالم التأليف.
لقد دخل الشيخ الاميني بتأليفه هذا عالم الخلود من أوسع أبوابه لأنه أبقى بعده شعله وقادة تنير للأجيال طريق الحق المتمثل بأهل البيت وتحثهم على سلوكه فأي خلود أعظم من اتصال الإنسان بحبل أمير المؤمنين والسير على منهجه القويم.
أن الجهود الجبارة التي بذلها المؤلف تدل على علميته الواسعة ومداركه العلمية والأدبية الفذة فالمادة التاريخية التي جمعها المؤلف - رحمه الله- في أسفاره كانت ضخمة ومتنوعة وقد بذل قصارى جهده في الحصول عليها حتى اخرج كتابه كنزاً من كنوز المكتبة الإسلامية والعربية.
ولد الشيخ عبد الحسين بن الشيخ احمد الاميني في مدينة تبريز عام 1320ه ونشأ في أسرة علمية لها جذورها في تاريخ العلوم الإسلامية حيث تنتمي هذه الأسرة الى جدها الأكبر الشيخ نجف علي الملقب بأمين الشرع الذي ولد في (سردها) من نواحي تبريز عام 1275ه والذي كان من كبار العلماء والأدباء كما عرف بالورع والتقوى وقد حملت هذه الأسرة الشريفة لقبها نسبة إليه وقد تشكلت على يد (أمين الشرع) البيئة العلمية والأدبية للأسرة فكان أبنه الشيخ أحمد - والد الاميني - خلفاً لأبيه في حمل راية العلم والأدب لهذه الأسرة.
بدأ شيخنا عبد الحسين الاميني دراساته الأولى على يد والده الشيخ احمد ثم واصل دراسته في المدرسة الطالبية في تبريز والتي كانت تعتبر من أهم مراكز العلم والمعرفة في تلك المدينة آنذاك والتي ما زالت قائمة حتى الآن فقرأ مقدمات العلوم الدينية، ثم أنهى فيها سطوح الفقه والأصول (وهي العلوم التي تؤهل طالب العلم الديني لحضور البحث الاستدلالي الذي يقود لمرحلة الاجتهاد) وقد تتلمذ شيخنا الاميني في تلك المراحل على أيدي أساتذة الفقه والأصول من اجله علماء تبريز أبرزهم:
1- أية الله السيد محمد بن عبد الكريم الموسوي الشهير ب (مولانا) وهو من مراجع الفتوى والتقليد.
2- آية الله السيد مرتضى بن احمد بن محمد الحسيني الخسروشاهي وهو من كبار علماء تبريز.
3- أية الله الشيخ حسين بن عبد علي التوتني وهو من العلماء والإعلام في الفقه والأصول وعلم الكلام.
4- العلامة الحجة الشيخ ميرزا علي اصغر ملكي وهو من الفقهاء الكبار.
وبعد أن بلغ الشيخ الاميني مرتبة سامية عند هؤلاء العلماء الإعلام وأنهى دراسة السطوع وتأهل للحضور في مرحلة درس الخارج غادر مسقط رأسه - تبريز - قاصداً مدينة العلم النجف الأشرف مهوى أفئدة طلاب العلم من كل أنحاء بلاد المسلمين واكبر مركز علمي في العالم الإسلامي، رحل الشيخ الاميني الى النجف الأشرف أسوة بطلبة العلوم الدينية بحثاً عن مناهل العلم والمعرفة وليواصل دراساته العليا (البحث الخارج) على أيدي أساتذة الفقه والأصول والحديث والعلوم الأخرى فأنتظم في حلقات الدروس العلمية هناك وحضر بحوث أكابر فقهائها فتتلمذ على يد عدد منهم وأبرزهم:
1- آية الله السيد محمد بن محمد باقر الحسيني الفيروز أبادي.
2- أية الله السيد أبو تراب بن ابي القاسم الخوانساري
3- أية الله الميرزا علي بن عبد الحسين الايرواني
4- آية الله الميرزا أبو الحسن بن عبد الحسين المشكيني
درس شيخنا الاميني في النجف إضافة الى هذه العلوم قضية الخلافة والإمامة وما ارتبط بها دراسة علمية وبحثها بحثاً دقيقاً وثائقياً في ضوء البحث في علمي الدراية والرواية وأدلة العقل والنقل والاستشهاد بمشاهير أصحاب الفكر والرأي وقد زادت دراسته هذه من تضلعه في آداب اللغة وعلومها وصقل شخصيته الفكرية والأدبية والعلمية.
وبعد أن استقر شيخنا الاميني في النجف فترة طويلة ينهل من حلقات الدروس ويباحث طلبة العلوم عاد الى مسقط رأسه تبريز ليمارس الوعظ والإرشاد والتدريس وإلقاء المحاضرات في تهذيب النفوس وتوجيهها توجيهاُ إسلاميا وتغذية أبناء مدينته بأحكام الإسلام والمعارف الإسلامية على ضوء الكتاب السماوي القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة وأحاديث أهل البيت (ع) فكان لمجالسه ومحاضراته صدى واسعاً في تلك المدينة وأثراً طيباً في نفوس الحاضرين ولم تقتصر نشاطات الشيخ الاميني في تلك الفترة على إلقاء المحاضرات وعقد الدروس بل دخل ميدان التأليف فعكف على المطالعة والتحقيق والبحث والتأليف حيث أتم في تلك الفترة تفسيره سورة الفاتحة وقام بتدريس تفسيرها، ولم تطل أقامة شيخنا الاميني في تبريز فكان يتحرق شوقاً لطلب العلم فكان مصداقاً لقول أمير المؤمنين (ع) (مفهومات لا يشبعان طالب علم وطالب دنيا) فطلب العلم كان يحث شيخنا الى السفر من اجل المزيد من العلم والتعلم ويدفعه الى الاستفاضة من حلقات الدروس ومزاحمة العلماء فدفعه الشوق الى العلم الى العودة مرة أخرى الى النجف رغم ما كان متوفراً لديه من بلده تبريز من رغد العيش ووجاهة المقام والمنزلة الرفيعة وما تمثله الرئاسة الروحية التي أصبحت له بعد وفاة والده والجاه الذي تتحلى بها سرته.
اللهم صل على محمد وآل محمد
صاحب الغدير... سيرة التضحية والعطاء
مقتطفات من حياة الشيخ عبد الحسين الاميني
محمد طاهر محمد
http://www.annabaa.org/nbanews/2009/12/Images/029.jpg
شبكة النبأ: أقترن اسم العلامة الشيخ عبد الحسين الاميني ألنجفي بموسوعته الخالدة (الغدير) فلا يكاد يذكر اسم الغدير إلا ويذكر الاميني ولا يذكر الاميني إلا وتذكر هذه الدراسة العلمية الشاملة لحادثة وحديث الغدير، هذا الإنتاج العلمي الهائل والعمل القيم الضخم الذي يعد بحق من الظواهر العلمية الفذة في عالم التأليف.
لقد دخل الشيخ الاميني بتأليفه هذا عالم الخلود من أوسع أبوابه لأنه أبقى بعده شعله وقادة تنير للأجيال طريق الحق المتمثل بأهل البيت وتحثهم على سلوكه فأي خلود أعظم من اتصال الإنسان بحبل أمير المؤمنين والسير على منهجه القويم.
أن الجهود الجبارة التي بذلها المؤلف تدل على علميته الواسعة ومداركه العلمية والأدبية الفذة فالمادة التاريخية التي جمعها المؤلف - رحمه الله- في أسفاره كانت ضخمة ومتنوعة وقد بذل قصارى جهده في الحصول عليها حتى اخرج كتابه كنزاً من كنوز المكتبة الإسلامية والعربية.
ولد الشيخ عبد الحسين بن الشيخ احمد الاميني في مدينة تبريز عام 1320ه ونشأ في أسرة علمية لها جذورها في تاريخ العلوم الإسلامية حيث تنتمي هذه الأسرة الى جدها الأكبر الشيخ نجف علي الملقب بأمين الشرع الذي ولد في (سردها) من نواحي تبريز عام 1275ه والذي كان من كبار العلماء والأدباء كما عرف بالورع والتقوى وقد حملت هذه الأسرة الشريفة لقبها نسبة إليه وقد تشكلت على يد (أمين الشرع) البيئة العلمية والأدبية للأسرة فكان أبنه الشيخ أحمد - والد الاميني - خلفاً لأبيه في حمل راية العلم والأدب لهذه الأسرة.
بدأ شيخنا عبد الحسين الاميني دراساته الأولى على يد والده الشيخ احمد ثم واصل دراسته في المدرسة الطالبية في تبريز والتي كانت تعتبر من أهم مراكز العلم والمعرفة في تلك المدينة آنذاك والتي ما زالت قائمة حتى الآن فقرأ مقدمات العلوم الدينية، ثم أنهى فيها سطوح الفقه والأصول (وهي العلوم التي تؤهل طالب العلم الديني لحضور البحث الاستدلالي الذي يقود لمرحلة الاجتهاد) وقد تتلمذ شيخنا الاميني في تلك المراحل على أيدي أساتذة الفقه والأصول من اجله علماء تبريز أبرزهم:
1- أية الله السيد محمد بن عبد الكريم الموسوي الشهير ب (مولانا) وهو من مراجع الفتوى والتقليد.
2- آية الله السيد مرتضى بن احمد بن محمد الحسيني الخسروشاهي وهو من كبار علماء تبريز.
3- أية الله الشيخ حسين بن عبد علي التوتني وهو من العلماء والإعلام في الفقه والأصول وعلم الكلام.
4- العلامة الحجة الشيخ ميرزا علي اصغر ملكي وهو من الفقهاء الكبار.
وبعد أن بلغ الشيخ الاميني مرتبة سامية عند هؤلاء العلماء الإعلام وأنهى دراسة السطوع وتأهل للحضور في مرحلة درس الخارج غادر مسقط رأسه - تبريز - قاصداً مدينة العلم النجف الأشرف مهوى أفئدة طلاب العلم من كل أنحاء بلاد المسلمين واكبر مركز علمي في العالم الإسلامي، رحل الشيخ الاميني الى النجف الأشرف أسوة بطلبة العلوم الدينية بحثاً عن مناهل العلم والمعرفة وليواصل دراساته العليا (البحث الخارج) على أيدي أساتذة الفقه والأصول والحديث والعلوم الأخرى فأنتظم في حلقات الدروس العلمية هناك وحضر بحوث أكابر فقهائها فتتلمذ على يد عدد منهم وأبرزهم:
1- آية الله السيد محمد بن محمد باقر الحسيني الفيروز أبادي.
2- أية الله السيد أبو تراب بن ابي القاسم الخوانساري
3- أية الله الميرزا علي بن عبد الحسين الايرواني
4- آية الله الميرزا أبو الحسن بن عبد الحسين المشكيني
درس شيخنا الاميني في النجف إضافة الى هذه العلوم قضية الخلافة والإمامة وما ارتبط بها دراسة علمية وبحثها بحثاً دقيقاً وثائقياً في ضوء البحث في علمي الدراية والرواية وأدلة العقل والنقل والاستشهاد بمشاهير أصحاب الفكر والرأي وقد زادت دراسته هذه من تضلعه في آداب اللغة وعلومها وصقل شخصيته الفكرية والأدبية والعلمية.
وبعد أن استقر شيخنا الاميني في النجف فترة طويلة ينهل من حلقات الدروس ويباحث طلبة العلوم عاد الى مسقط رأسه تبريز ليمارس الوعظ والإرشاد والتدريس وإلقاء المحاضرات في تهذيب النفوس وتوجيهها توجيهاُ إسلاميا وتغذية أبناء مدينته بأحكام الإسلام والمعارف الإسلامية على ضوء الكتاب السماوي القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة وأحاديث أهل البيت (ع) فكان لمجالسه ومحاضراته صدى واسعاً في تلك المدينة وأثراً طيباً في نفوس الحاضرين ولم تقتصر نشاطات الشيخ الاميني في تلك الفترة على إلقاء المحاضرات وعقد الدروس بل دخل ميدان التأليف فعكف على المطالعة والتحقيق والبحث والتأليف حيث أتم في تلك الفترة تفسيره سورة الفاتحة وقام بتدريس تفسيرها، ولم تطل أقامة شيخنا الاميني في تبريز فكان يتحرق شوقاً لطلب العلم فكان مصداقاً لقول أمير المؤمنين (ع) (مفهومات لا يشبعان طالب علم وطالب دنيا) فطلب العلم كان يحث شيخنا الى السفر من اجل المزيد من العلم والتعلم ويدفعه الى الاستفاضة من حلقات الدروس ومزاحمة العلماء فدفعه الشوق الى العلم الى العودة مرة أخرى الى النجف رغم ما كان متوفراً لديه من بلده تبريز من رغد العيش ووجاهة المقام والمنزلة الرفيعة وما تمثله الرئاسة الروحية التي أصبحت له بعد وفاة والده والجاه الذي تتحلى بها سرته.