شبل الامام السيستاني
06-12-2009, 07:35 PM
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّل فَرَجَهم
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ ، وَ اجْعَلْنِي لَهُمْ قَرِيناً ، وَ اجْعَلْنِي لَهُمْ نَصِيراً ،
وَ امْنُنْ عَلَيَّ بِشَوْقٍ إِلَيْكَ ، وَ بِالْعَمَلِ لَكَ بِمَا تُحِبُّ وَ تَرْضَى ، إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، وَ ذَلِكَ عَلَيْكَ يَسِيرٌ .
السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ
من الشبه التي يتناولها أهل السنة اتباعهم لقول إمامهم مالك بن أنس في تأويله للآية الكريمة
بسم الله الرحمن الرحيم
( مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا
يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي
التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ
يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً
وَأَجْرًا عَظِيمًا (29)) ـ سورة الفتح ـ
قال ابن كثير
( ومن هذه الآية انتزع الإمام مالك -رحمه الله، في رواية عنه-بتكفير الروافض الذين
يبغضون الصحابة، قال: لأنهم يغيظونهم، ومن غاظ الصحابة فهو كافر لهذه الآية.
ووافقه طائفة من العلماء على ذلك. )
ـ تفسير ابن كثير ج 7 ـ
وقال القرطبي
( روى أبو عروة الزبيري من ولد الزبير: كنا عند مالك بن أنس، فذكروا
رجلا ينتقص أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقرأ مالك هذه الآية " محمد
رسول الله والذين معه " حتى بلغ " يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار ".
فقال مالك: من أصبح من الناس في قلبه غيظ على أحد من أصحاب رسول الله صلى
الله عليه وسلم فقد أصابته هذه الآية، ذكره الخطيب أبو بكر.
قلت: لقد أحسن مالك في مقالته وأصاب في تأويله.
فمن نقص واحدا منهم أو طعن عليه في روايته فقد رد على الله رب العالمين، وأبطل
شرائع المسلمين، قال الله تعالى: " محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار "
الآية )
ـ تفسير القرطبي ج 16ـ
فهذا الكلام السابق قد فنده ونسفه إمامهم ابن حزم فقال
( قال أبو محمد: واحتج بعض من يكفر من سب الصحابة رضي الله عنهم بقول الله عز
وجل: " محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم " إلى قوله: "
ليغيظ بهم الكفار " قال فكل من أغاظه أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
فهو كافر.
قال أبو محمد: وقد أخطأ من حمل الآية على هذا لأن الله عز وجل لم يقل قط أن كل
من غاظه واحد منهم فهو كافر وإنما أخبر تعالى أنه يغيظ بهم الكفار فقط ونعم هذا حق
لا ينكره مسلم وكل مسلم فهو يغيظ الكفار وأيضاً فإنه لا يشك أحد ذو حس سليم في
أن علياً قد غاظ معاوية وأن معاوية وعمرو بن العاص غاظا علياً وأن عماراً غاظ أبا
العادية وكلهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد غاظ بعضهم بعضاً فيلزم
على هذا تكفير من ذكرنا وحاشا لله من هذا. )
ـ الفصل في الملل والنحل ج 1 ـ
فهل سيتبع أهل السنة كلام إمامهم ابن حزم السابق أم سيخالفوه ؟؟؟
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّل فَرَجَهم
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ ، وَ اجْعَلْنِي لَهُمْ قَرِيناً ، وَ اجْعَلْنِي لَهُمْ نَصِيراً ،
وَ امْنُنْ عَلَيَّ بِشَوْقٍ إِلَيْكَ ، وَ بِالْعَمَلِ لَكَ بِمَا تُحِبُّ وَ تَرْضَى ، إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، وَ ذَلِكَ عَلَيْكَ يَسِيرٌ .
السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ
من الشبه التي يتناولها أهل السنة اتباعهم لقول إمامهم مالك بن أنس في تأويله للآية الكريمة
بسم الله الرحمن الرحيم
( مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا
يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي
التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ
يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً
وَأَجْرًا عَظِيمًا (29)) ـ سورة الفتح ـ
قال ابن كثير
( ومن هذه الآية انتزع الإمام مالك -رحمه الله، في رواية عنه-بتكفير الروافض الذين
يبغضون الصحابة، قال: لأنهم يغيظونهم، ومن غاظ الصحابة فهو كافر لهذه الآية.
ووافقه طائفة من العلماء على ذلك. )
ـ تفسير ابن كثير ج 7 ـ
وقال القرطبي
( روى أبو عروة الزبيري من ولد الزبير: كنا عند مالك بن أنس، فذكروا
رجلا ينتقص أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقرأ مالك هذه الآية " محمد
رسول الله والذين معه " حتى بلغ " يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار ".
فقال مالك: من أصبح من الناس في قلبه غيظ على أحد من أصحاب رسول الله صلى
الله عليه وسلم فقد أصابته هذه الآية، ذكره الخطيب أبو بكر.
قلت: لقد أحسن مالك في مقالته وأصاب في تأويله.
فمن نقص واحدا منهم أو طعن عليه في روايته فقد رد على الله رب العالمين، وأبطل
شرائع المسلمين، قال الله تعالى: " محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار "
الآية )
ـ تفسير القرطبي ج 16ـ
فهذا الكلام السابق قد فنده ونسفه إمامهم ابن حزم فقال
( قال أبو محمد: واحتج بعض من يكفر من سب الصحابة رضي الله عنهم بقول الله عز
وجل: " محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم " إلى قوله: "
ليغيظ بهم الكفار " قال فكل من أغاظه أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
فهو كافر.
قال أبو محمد: وقد أخطأ من حمل الآية على هذا لأن الله عز وجل لم يقل قط أن كل
من غاظه واحد منهم فهو كافر وإنما أخبر تعالى أنه يغيظ بهم الكفار فقط ونعم هذا حق
لا ينكره مسلم وكل مسلم فهو يغيظ الكفار وأيضاً فإنه لا يشك أحد ذو حس سليم في
أن علياً قد غاظ معاوية وأن معاوية وعمرو بن العاص غاظا علياً وأن عماراً غاظ أبا
العادية وكلهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد غاظ بعضهم بعضاً فيلزم
على هذا تكفير من ذكرنا وحاشا لله من هذا. )
ـ الفصل في الملل والنحل ج 1 ـ
فهل سيتبع أهل السنة كلام إمامهم ابن حزم السابق أم سيخالفوه ؟؟؟