شهيدالله
12-12-2009, 05:10 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الذين لا تصح الصلاة الواجبة إلا بذكرهم
وتبطل بإضافة غيرهم لهم.. اللهم صل عليهم وعجل فرجهم والعن أعداءهم
السلام عليكم ورحمة الله بركاتة
مقدمة
في سلسلة البحوث التي تطرق لها الاستاذ ابو القاسم وهو من الاخوة المستبصرين لسفينة النجاة حول اعجاز القران العلمي لايريد منها تاصيل القران كمرجع علمي تفصيلي انما يبين ان الاكتشافات العلمية كانت لها نواة وجذور قد اوضحها القران الكريم قبل ادراك العلم لها في عصرنا الحديث الذي أخذت العلوم تزداد إتساعا وعمقا في أبحاثها وتنوعا في موضوعاتها، وذلك بفضل الطرق التى استحدثها الانسان في الكشف عن الحقائق بالمشاهدة والملاحظة والمقارنة واستعمال الاجهزة الحديثة والمختبرات وإجراءاعقد
التجارب حتى تمكن بذلك من الوصول إلى نظريات وقوانين وعلوم وفنون لم تكن موجودة من قبل في معارف من سبقوه من العلماء والباحثين.قبل هذا العصر عصر الذرة
وعندما جدد العلماء النظر في القرآن الكريم بشكل اعمق واكثر تركيزا وحاولوا فهمه فهما عصريا وتفسيره في ضوء هذه العلوم الحديثة من احدى جوانبة ووجوه المتعددة ظهر بوضوح أن آيات القرآن الكريم لها معان أوسع وأشمل مما فهم العلماء السابقون منها، وتبين بجلاء أن القرآن الكريم جاء بكثير من حقائق الكون واسرارة وأصول العلوم الحديثة قبل أن يهتدى الانسان إلى معرفتها بمئات السنين وهذا هو الاعجاز الحقيقي الكامن في القرآن وأسرار آياته.
وهكذا يتجلى لنا الدين الاسلامى بقرآنه المجيد وسنة المطهرة وكأنه كنز العلوم والمعارف لانه متصل أشد الاتصال بالعلم قديمه وحديثه، وأنه ليس بمعزل عن الحياة ومشاكلها وتطوراتها، وأنه ما جاء ليعادى العلم وأهله وإنما جاء ليقدم للبشرية منتهى العلم وأنفعه ويقودها إلى طريق الحق واليقين في كل أمر من أمور ديننا ودنيانا، وهو بذلك يؤكد ويحقق قول الله تعالى:(ما فرطنا في الكتاب من شئ).وهذا البحث للاخ الاستاذ ابو القاسم محمد من سلسلة بحوث حول اعجاز القران الكريم اضعة بين ايديكم ونسالكم الدعاء
اخوكم شهيدالله
_______
علم الاجنة والقرأن
أظهر من دراسات الاجنة لكثير من الانسان والحيوان أن الجنين أثناء نموه يعيد تاريخه التطورى الذى يقول إن كل حيوان أثناء المراحل المتعاقبة لنموه إنما يعرج في سلم التطور الذى سلكه أجداده من قبل أثناء الازمنة الجيولوجية السحيقة.
ولنأخذ جنين الانسان مثلا لنلاحظ التغيرات التى يمر بها حتى يولد طفلا مكتمل النمو، فهو أول أطواره يكون خلية مفردة تنتج من تزاوج خلية الذكر بخلية الانثى، ثم هو ينقسم وينقسم - شأن الحيوانات الدنيا - ويتزايد في الحجم حتى يصير شيئا يشبه العلقة بداخلها تجويف لقناة الطعام، ثم يأخذ في التصلب فوق هذه القناة هيكل غضروفى ممتد، وفى هذه الفترة يتكون للجنين أربعة أزواج من الفتحات خلف منطقة الاذن تذكرنا بخياشيم التنفس في الاسماك، ويصير الجنين كله أشبه بالسمكة في تلك الفترة، ثم هو ينمو ويتصلب عموده الفقرى، ويقوى شيئا فشيئا، وفى الاسبوع السابع عندما تستبين الاطراف نجد له ذيلا مكونا من خمس أو ست فقرات يجاوز طول الساقين، ثم يبدأ هذا الذيل
في القصر والانكماش شيئا فشيئا حتى يصير عند الولادة عصعصة تختفى تحت الجلد في مكان العجز، وفى الاشهر الاخيرة يكون جسم الجنين كله مكسوا بالشعر الذى يبدأ في الزوال قبل الولادة، وهذه هى المراحل التى يمر بها جنين الانسان وهو في ظلام الرحم من أمه يعيد فيها باختصار كل الخطوات التطورية الكبرى التى مر بها أجداده وأسلافه خلال ليل التاريخ الجيولوجى الطويل، ومن أنصع الادلة على هذه التطورات ما ورد في علوم الحفريات من تتبع أطوار النمو في الحيوانات من طبقة إلى طبقة في الصخور، وقد أثبتت الصور الفوتوغرافية الدقيقة التى أخذت للجنين هذه الحالات في بطن أمه يوما بعد يوم بشكل ظاهر للعيان.
قال الله تعالى في سورة النحل آية - 78:(والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والابصار والافئدة لعلكم تشكرون).
تفسير علماء الدين: والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تدركون شيئا مما يحيط بكم وجعل لكم السمع والابصار والافئدة وسائل للعلم والادراك لتؤمنوا به عن طريق العلم وتشكروه على ما تفضل به عليكم.
النظرة العلمية: يؤكد لنا العلم بدلائله الكثيرة أن حاسة السمع تسبق حاسة البصر في أداء وظيفتها، ولم يكن أحد يعلم ذلك وقت نزول القرآن، وقد ورد تقديم السمع على البصر في أكثر من سبعة عشر موضعا منها قوله تعالى:
(وجعلنا لهم سمعا وأبصارا وأفئدة)(الاحقاف آية 26)(حتى إذا ما جاءوها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم)(فصلت آية20)(إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا)(الاسراء 36) ويقرر العلم أن حاسة السمع تبدأ مبكرة في أداء عملها في الاسابيع القليلة الاولى بعد ولادة الطفل، أما البصر فيبدأ عمله في الشهر الثالث ولا يتم تركيز الابصار إلا بعد الشهر السادس، ودليل ذلك أن أذن الطفل تؤدى وظيفتها عقب ولادته لانه إذا سمع صوتا شعر به وأحسه فورا وصدر عنه ما يدل على التأثر به، أما عين الطفل فإنها لا تؤدى وظيفتها إلا بعد فترة من ولادته، ودليل ذلك أنك إذا مددت يدك قريبا منها لا ترمش ولا تتحرك.
ومن روعة الاعجاز العلمى في هذه الآية الكريمة أن الله سبحانه يذكر الفؤاد بعد السمع والبصر لمعنى علمى دقيق أيضا وهو أن اكتساب العلم يحصل بعد الانتقال من مرحلة الادراك الحسى بالسمع والبصر إلى مرحلة الادراك العقلى، وهذه هى طريقة تعلم المعارف والخبرات وكلها تجيئ بحسب الترتيب الذى ذكره القرآن وهو الادراك الحسى أولا ثم الادراك العقلى، ودليل ذلك وأضح في أن الطفل يولد لا يعلم شيئا ثم تتوالى عليه المدركات الحسية وتتكاثر عن طريق السمع ثم اليصر فإذا ما صارت مجموعة المدركات الحسية كافية يأتى دور الفؤاد ليعقل ويعى ما أدركه الطفل منها بحواسه.
وهناك حقيقة أخرى في تقديم السمع على البصر وهو أن القرآن يذكر السمع مفردا ويذكر الابصار بصيغة الجمع وفى ذلك سر من أسرار الاعجاز أيضا لان استقبال الاذن للمسموع لا خيار للانسان فيه حيث لا حجاب يحجب وصول
الصوت إلى طبلة الاذن، أما العين فللانسان الخيار في أن يرى أو لا يرى ولها جفون تساعد على ذلك.
وقال تعالى في سورة القيامة آية - 3، 4:(أيحسب الانسان ألن نجمع عظامه، بلى قادرين على أن نسوى بنانه).
تفسير علماء الدين: أيحسب الانسان بعد أن خلقناه من عدم أن لن نجمع مابلى وتفرق من عظامه؟ نعم إننا نقدر على أن نسوى أطراف أصابعه الصغيرة ونجعلها كما كانت قبل الموت فكيف بالعظام الكبار.
النظرة العلمية: تدل عبارة تسوية البنان على معنى لم يكشف العلم سره إلا بعد نزول الآية بأكثر من ألف سنة حينما عرف أن لكل بنان بصمة خاصة به، تختلف فيها اتجاهات خطوطها اختلافا واضحا بين فرد وآخر، وبين جميع البشر وقد استخدم الانسان هذه الاختلافات في تحقيق الشخصية عن طريق البصمات وقد أفادت هذه الحقيقة في التعرف على الاشخاص عن طريق بصماتهم في حالة وقوع جرائم يترك الجناة فيها بصماتهم على أى شئ تناولوه.
وقال تعالى في سورة فصلت آية - 53، 54:(سنريهم آياتنا في الآفاق وفى أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أو لم يكف
بربك أنه على كل شئ شهيد، ألا إنهم في مرية من لقاء ربهم ألا إنه بكل شئ محيط).
تفسير علماء الدين: سنريهم آيات وحدتنا وقدرتنا في أقطار السماوات والارض والشمس والقمر والنجوم والليل والنهار والرياح والامطار والنبات والاشجار والجبال والبحار وغيرها وسنريهم ما أودعنا في نفوسهم من الحواس والقوى والعقل والروح وما يصيبهم من البلايا والمحن وما نجريه عليهم من النعم، حتى يظهر لهم ما جئت به يا محمد من الحق، أينكرون إظهارنا لهم الآيات؟ أو لم يكف بربك أنه مطلع على كل شئ، ألا إن الكفار في شك من لقاء ربهم لاستبعادهم البعث، ألا إن الله بكل شئ محيط بعلمه وقدرته.
النظرة العلمية: تصرح هذه الآية بحقيقة كبرى في ذات الانسان وهى نفسه التى تناول علم النفس دراستها وكشف ما في النفوس البشرية من عوالم مكنونة حافلة بالاسرار وبالعجائب والغرائب من السلوك والمشاعر ومن تقلبات بين طمأنينة وقلق وبين انشغال واستقرار وبين هدوء وانفعال، وكيف أن النفس لها حالات من الرشد والهداية مع النفس اللوامة وحالات من للفجور والطغيان مع النفس الامارة، وإليك بعض الآيات التى تفصح عن أمثال هذه الحالات فقد قال تعالى:(ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها)(سورة الشمس آية 7 10).
(وما أبرئ نفسى إن النفس لامارة بالسوء إلا ما رحم ربى)(سورة يوسف آية - 53)
وما أصابك من سيئة فمن نفسك)(سورة النساء - 79)(فطوعت له نفسه قتل أخيه فقتله فأصبح من الخاسرين)(سورة المائدة آية - 30).
(وفى الارض آيات للمؤمنين وفى أنفسكم أفلا تبصرون) سورة الذاريات(آية - 10).
والحقيقة أن علم النفس قد صارت له أهمية في تفسير تصرفات الناس ودوافعها وأمراضها وعللها، كما أن فيه مجالات لكشف مناطق اللاشعور في الانسان وإظهار عوامل الكبت التى هى سبب العقد النفسية وبيان طرق معالجتها وغير ذلك من مجالات أبحاثه الحيوية المتعددة.
وقال تعالى في سورة المائدة آية - 6:(ياأيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق، وأمسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين، وإن كنتم جنبا فاطهروا، وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا، فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج، ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون).
تفسير علماء الدين: يا أيها المؤمنون إذا قمتم للصلاة ولم تكونوا متوضئين فتوضئوا بغسل وجوهكم وأيديكم إلى المرافق، وامسحوا رؤوسكم كلها أو بعضها واغسلوا أرجلكم مع الكعبين، وإن كنتم جنبا فاغسلوا جميع أبدانكم بالماء، وإن كنتم مرضى مرضا يمنع استعمال الماء أو كنتم مسافرين وتعذر وجود الماء فعليكم بالتيمم بالتراب الطهور، ما يريد الله فيما أمركم به التضيق عليكم ولكنه شرع ذلك لتطهيركم ظاهرا وباطنا وليتم نعمه عليكم بالهدية والبيان والتيسير لتشكروا الله على هدايته وتمام نعمته بالمداومة على طاعته.
النظرة العلمية: يقرر العلم الحديث أن هذه الآية الكريمة تظهر لنا علاقتها بالطب ولاسيما الطب الوقائى للانسان من الامراض الجلدية التى يتعرض لها الانسان إذا لم ينظف أعضاء جسمه وبخاصة المعرضة للعوامل الجوية وما فيها من أتربة وجراثيم وغازات ضارة، ولا شك أن الوجه والايدى والارجل هى أكثر أجزاء الجسم تعرضا للتلوث والتأثر بهذه الميكروبات وهى تعد بملايين الملايين في كل سنتيمتر مكعب من الهواء، وأن الوضوء خمس مرات في اليوم لا يترك مطلقا أى درن على الجسم يخشى منه الضرر وهكذا نرى آيات الله سبقت الحكمة القائلة بأن الوقاية خير من العلاج.
وقال تعالى في سورة البقرة آية - 222:(ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن
حتى يطهرن فإذا تطهرن فآتوهن من حيث أمركم الله إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين).
تفسير علماء الدين: يسألونك يا محمد عن إتيان الزوجات زمن المحيض فأجبهم أن المحيض أذى فامتنعوا عن إتيانهن خلال مدته، ولا تأتوهن حتى يطهرن، فإذا تطهرن فأتوهن في المكان الطبيعى، ومن كان وقع منه شئ من ذلك فليتب فإن الله يحب من عباده كثرة التوبة والطهارة من الافذار والفحش.
النظرة العلمية: لا يقتصر الاعجاز في هذه الآية على أسلوبها الرفيع ونظمها البديع الذى يجد فيه رجل البلاغة والبيان روعة اللفظ والاداء ودقة التعبير عن الامور الجنسية بل إن إعجازها يتجلى فيما حوت من جلال المعانى الطبية وأغراضها النبيلة، وإليك ما يقرره علم الطب في شأن المرأة الحائضة وضرورة اعتزالها في مدته، وذلك لان دورة الحيض رغم كونها حالة طبيعية إلا أنها تسبب للمرأة آلاما في بدنها وانحرافا في مزاجها يصرفها عن الرغبة في الاتصال الجنسى، وتعانى منه حدة في طبعها، وقد تشعر بمغص شديد تصحبه أحيانا أعراض اضطرابات نفسية، كما أن الجهاز التناسلى للمرأة أيام الحيض يكون معرضا لكثير منالعلل لان المهبل في أوقات الحيض يكون ميدانا مفتوحا لغزو أسراب مختلفة من الجراثيم، وإن الوطئ في هذه الفترة يؤدى إلى التهابات بالمبيض قد يسبب العقم أحيانا، كما أنها قد تصيب الرجل بالعدوى فتحدث عنده التهابات في أعضائه التناسلية، ولا شك أن الجماع في المحيض ينذر الرجل بخطر داهم هو في غنى عنه لو خالف هوى
نفسه وأطاع أمر ربه، وهذا هو ما وجهه القرآن للناس لاتباعه والتزامه حرصا على صحتهم وسلامتهم، وما كان أحد يعلم ذلك ولكن كان علمه عند خالق كل شئ وأنزله في قرآنه لحماية عباده من أضرار وأمراض محققة، لان ربنا رؤوف رحيم بعباده.
قال تعالى في سورة محمد آية - 4:(فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب).
تفسير علماء الدين:(فإذا لقيتم الذين كفروا في الحرب فأضربوا رقابهم)
النظرة العلمية: تبين الآية الكريمة أن أ؟ - ع وأسرع وسيلة للاجهاز على المراد قتله من الاعداء بغير تعذيب له ولا تمثيل به هو ضرب الرقاب لقطعها، إذ ثبت أن الرقبة هى حلقة الاتصال بين الرأس وسائر الجسد، فإذا قطع ما في الرقبة من الجهاز العصبى شلت وظائف الجسم الرئيسية، كما أن قطعها فيه قطع للشرايين والاوردة وبذلك يمتنع وصول الدم إلى المخ، كما تنقطع الممرات الهوائية ويتوقف التنفس وهذا يؤدى إلى إنهاء حياة المضروب سريعا، فسبحان من أحاط علمه بكل ما في جسم الانسان من أعضاء وأعصاب فيها الاسباب المؤدية إلى حياته أو موته، وقد نزلت الآية في وقت كانت السيوف فيه هى أكثر الاسلحة استعمالا وما تزال.
وقال تعالى في سورة محمد آية - 15:(مثل الجنة التى وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه).
تفسير علماء الدين: صفة الجنة التى وعد الله المتقين فيها أنهار من ماء غير متغير وأنهار من لبن لم يتغير طعمه.
النظرة العلمية: قررت الآية الكريمة حقيقة علمية قبل أن يكشف العلم بوسائله وأدواته عالم الميكروبات أى الجراثيم التى توجد في الماء الراكد الذى يصير مستودعا لملايين البكتيريا والطفيليات الضارة التى تصيب الانسان والحيوان بالامراض، فانه لما اخترع الانسان المناظير المكبرة رأى بواسطتها كيف أن الماء الراكد يموج بملايين الكائنات الدقيقة التى لا ترى بالعين المجردة وتتكاثر بسرعة هائلة فتفسد الماء وتجعله متغير الرائحة والطعم وسببا في الامراض والاوبئة التى ما كان أحد يعرف مصدرها قبل اكتشافها بواسطة المجهر(الميكروسكوب) أى مكبر الصور إلى درجة كبيرة.
وقال تعالى في سورة فصلت آية - 39: ومن آياته أنك ترى الارض خاشعة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت إن الذى أحياها لمحيي الموتى إنه على كل شئ قدير.
تفسير علماء الدين: ومن دلائل قدرة الله تعالى أنك ترى الارض يابسة فإذا أنزلنا عليها الماء تحركت بالنبات وانتفخت وزادت إن الذى أحيا الارض بعد موتها لخليق أن يحيى الموتى من الحيوان إنه على كل شئ تام القدرة.
النطرة العلمية: يؤكد القرآن الكريم في كثير من آياته التى نزلت في بيان أهمية الماء بل ضرورته للحياة والاحياء في قوله تعالى:(وجعلنا من الماء كل شئ حى)(والذى نزل من السماء ماء بقدر فأنشرنا به بلدا ميتا)(وانزلنا من السماء ماء مباركا فأنبتنا به جنات وحب الحصيد) وتدل أبحاث علم النبات على أن عناصر التربة ومركباتها المختلفة الميتة عندما ينزل عليها ماء المطر تذوب فيه وتتحلل فيسهل وصوله إلى بذور النبات وجذوره حيث تتحول إلى خلايا وأنسجة حية، ولذلك تبدو حية ويزيد حجمها بما يتخللها وما يعلوها من نبات، وقد سبقت الاشارة إلى الماء وأهميته.
وقال تعالى في سورة فصلت آية - 9:(قل أئنكم لتكفرون بالذى خلق الارض في يومين وتجعلون له أندادا ذلك رب العالمين).
تفسير علماء الدين: قل يا محمد لهؤلاء المشركين: عجبا لكم ! تكفرون بالله الذى خلق الارض في يومين وأنتم مع هذا تجعلون له شركاء متساوين مع ذلك الخالق للارض ومالك العوالم كلها رب العالمين.
النظرة العلمية: ذكر الله تبارك وتعالى كلمة اليوم والايام في عدة آيات منها:(وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون) سورة الحج آية - 47.
(يدبر الامر من السماء إلى الارض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون) سورة السجدة آية - 5.
(تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة) سورة المعارج آية - 4 يقول علماء الفلك إن وحدات الزمن التى يستخدمها الناس لتقدير الوقت في دنيانا مرتبطة بالارض ودورانها حول محورها مرة كل 24 ساعة، وحول محورها كل سنة، فإذا ما غادر أحد الارض إلى أى جرم سماوى آخر اختلفت الوحدات الزمنية طولا وقصرا، والآيات الكريمة السابقة تشير إلى هذه الحقيقة العلمية وإلى أن الزمن مختلف في مقداره، وأن هناك سنوات فلكية نسبية يمكن التفرقة بينها، فالسنة الشمسية على الارض تحسب بمقدار الزمن الذى تقطع فيه الارض دروة كاملة حول الشمس في 365 يوما شمسيا على حين أن السيارات القريبة من الشمس مثل عطارد فإنه يقطع دورته حول الشمس في 88 يوما،
على حين أن بلوتو وهو أبعد الكواكب السيارة من الشمس وأبطؤها حركة يتم دورته حولها في 250 سنة من سنواتنا، فالايام في ملك الله مختلفة طولا وعددا.
وقال الله تعالى في سورة الاسراء آية - 32:(ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلا).
تفسير رجال الدين: ولا تقربوا الزنى بمباشرة أسبابه ودواعيه لانه رذيلة واضحة القبح ويئس طريقا طريقه.
النظرة العلمية: لقد أثبت علم الطب أن الزنى فيه أضرار صحية خطيرة تهدد البشرية بالامراض الخبيثة التى يصعب علاجها، فهو السبب المباشر في الزهرى وهو مرض يعدى بمجرد اللمس ويؤثر تأثيرا سيئا في الجهار العصبى، وكذلك بسبب مرض السيلان الذى هو من المعضلات المرضية الخطيرة التى حار في علاجها الطب وهو يترك المصاب به في حالة من الالم والمرض يعطلان حركته وبشلان تفكيره ويجعلانه عضو أشل لا فائدة فيه، كما أنه سبب تشويه النسل، وقد ثبت أن كل امرأة اتصلت برجل مصاب بهذه الامراض الخبيثة لابد أن تصاب هى الاخرى بها وإننا نحمد الله تعالى ونشكره على تفضله تعالى بالارشاد إلى كل ما فيه صحة عباده وسلامتهم، فهو سبحانه أحكم الحاكمين وأرحم الراحمين يريد بهم الخير دائما.
قال تعالى في سورة الشعراء آية - 165:(أتأتون الذكران من العالمين وتذرون ما خلق لكم من أزواجكم بل أنتم قوم عادون).
تفسير علماء الدين: قال نبى الله لوط لقومه: أتستمتعون بوطئ المذكور دون الاناث وقد خلقها الله لكم؟ بل أنتم قوم متجاوزون الحد بارتكاب هذه الفاحشة المنكرة.
النظرة العلمية: يرى علماء الاجتماع أن هذه الفاحشة المنكرة التى تنفر منها الطباع الكريمة هى أسوأ ما ينزل بالانسان إلى أحط الحضيض من الكرامة الآدمية، وأن إشاعتها وتفشيها وتعودها يؤدى إلى تعطيل سنة الزواج التى هى سنة الله في خلقه والتى هى طريقة التناسل الطبيعية والتكاثر الذى عليه عمارة الارض وإصلاحها، ثم إن علماء الطب يرون في جريمة اللواط من الاخطار الصحية لفاعلها مثل ما يصيب الزناة من أمراض جنسية خبيثة يصعب البرء منها مثل الزهرى والسيلان والقرحة والجرب كما أنه يفقد الانسان السيطرة على عملية التبرز فيحدث منه عن غير إرادة، وقد يفضى الامر بالمجنى عليه في هذا الفسق أن يصير مخنثا إذا لزمته هذه العادة من صغره ويفقد بذلك رجولته.
قال الله تعالى في سورة النور آية 20: الزانى والزانية فاجلدوا كلا منهما مائة جلدة ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله).
تفسير علماء الدين: اضربوا كلا من الزانى والزانية مائة جلدة ولا يمنعكم شئ من الرأفة عند تنفيذ الحكم.
النظرة العلمية: يرى علماء التشريع أن ضرب الزانى أو الزانية مائة جلدة لا رحمة فيها أمام الناس هو العقاب الرادع لكل من تسول له نفسه ارتكاب هذه الجريمة النكرا وبروا أن القوانين الوضعية التى تعاقب الزانى بالحبس أو التهاون في مؤاخذته باستعمال توافه العقوبات قد أدى إلى إشاعة الفسق والفجور وهانت الاعراض وفسدت النفوس وضاعت الانساب وضاعت كرامة العائلات وقد يؤدى ذلك إلى الدفاع عن الشرف بالقتل والاخذ بالثأر في أعراض المعتدين كرها وغير ذلك من عوامل الهدم والتخريب للمجتمعات.
وقال تعالى في سورة النور آية - 3: الزانى لا ينكح إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك وحرم ذلك على المؤمنين).
تفسير علماء الدين: المجرم الخبيث الذىذي من دأبه الزنا ولا يرغب إلا في نكاح مجرمة خبيثة عرفت بالزنا أو الشرك، والخبيثة التى من دأبها الزنا لا يرغب في نكاحها
إلا خبيث عرف بالزنا أو الشرك، ولا يليق هذا النكاح بالمؤمنين لما فيه من مقارفة الفسق والتعرض للتهم.
النظرة العلمية: ينظر علم النفس وعلم الاجتماع إلى هذه الآية نظرة علمية تحليلية، فيرى في طبيعة الزانى أنه مخلوق شاذ لا يتفق سلوكه مع سلوك الرجل العادى السوى من الناحية العقلية والنفسية والاخلاقية، وهو يقدم على جريمته النكراء مع من ثمائله الشذوذ في الحالة النفسية والعقلية والاخلاقية ولو أردنا معرفة العوامل التى تحمل الزانى على فحشه هذا نجد أنها شذوذ عن الطبيعة وانحلال في الاخلاق واستسلام للاهواء الشهوانية الفاسدة، وأنه لا يقع في جريمة الزنا إلا من كان فاسقا مستهترا بدينه، أما الرجل المتدين الذى يعبد الله ويخشاه فإنه لا يقع في هذه الفاحشة مهما كانت المغريات لان له من الدين حصانة تحميه وتحقظه من الوقوع في هذه الجريمة النكراء.
اللهم صل على محمد وآل محمد الذين لا تصح الصلاة الواجبة إلا بذكرهم
وتبطل بإضافة غيرهم لهم.. اللهم صل عليهم وعجل فرجهم والعن أعداءهم
السلام عليكم ورحمة الله بركاتة
مقدمة
في سلسلة البحوث التي تطرق لها الاستاذ ابو القاسم وهو من الاخوة المستبصرين لسفينة النجاة حول اعجاز القران العلمي لايريد منها تاصيل القران كمرجع علمي تفصيلي انما يبين ان الاكتشافات العلمية كانت لها نواة وجذور قد اوضحها القران الكريم قبل ادراك العلم لها في عصرنا الحديث الذي أخذت العلوم تزداد إتساعا وعمقا في أبحاثها وتنوعا في موضوعاتها، وذلك بفضل الطرق التى استحدثها الانسان في الكشف عن الحقائق بالمشاهدة والملاحظة والمقارنة واستعمال الاجهزة الحديثة والمختبرات وإجراءاعقد
التجارب حتى تمكن بذلك من الوصول إلى نظريات وقوانين وعلوم وفنون لم تكن موجودة من قبل في معارف من سبقوه من العلماء والباحثين.قبل هذا العصر عصر الذرة
وعندما جدد العلماء النظر في القرآن الكريم بشكل اعمق واكثر تركيزا وحاولوا فهمه فهما عصريا وتفسيره في ضوء هذه العلوم الحديثة من احدى جوانبة ووجوه المتعددة ظهر بوضوح أن آيات القرآن الكريم لها معان أوسع وأشمل مما فهم العلماء السابقون منها، وتبين بجلاء أن القرآن الكريم جاء بكثير من حقائق الكون واسرارة وأصول العلوم الحديثة قبل أن يهتدى الانسان إلى معرفتها بمئات السنين وهذا هو الاعجاز الحقيقي الكامن في القرآن وأسرار آياته.
وهكذا يتجلى لنا الدين الاسلامى بقرآنه المجيد وسنة المطهرة وكأنه كنز العلوم والمعارف لانه متصل أشد الاتصال بالعلم قديمه وحديثه، وأنه ليس بمعزل عن الحياة ومشاكلها وتطوراتها، وأنه ما جاء ليعادى العلم وأهله وإنما جاء ليقدم للبشرية منتهى العلم وأنفعه ويقودها إلى طريق الحق واليقين في كل أمر من أمور ديننا ودنيانا، وهو بذلك يؤكد ويحقق قول الله تعالى:(ما فرطنا في الكتاب من شئ).وهذا البحث للاخ الاستاذ ابو القاسم محمد من سلسلة بحوث حول اعجاز القران الكريم اضعة بين ايديكم ونسالكم الدعاء
اخوكم شهيدالله
_______
علم الاجنة والقرأن
أظهر من دراسات الاجنة لكثير من الانسان والحيوان أن الجنين أثناء نموه يعيد تاريخه التطورى الذى يقول إن كل حيوان أثناء المراحل المتعاقبة لنموه إنما يعرج في سلم التطور الذى سلكه أجداده من قبل أثناء الازمنة الجيولوجية السحيقة.
ولنأخذ جنين الانسان مثلا لنلاحظ التغيرات التى يمر بها حتى يولد طفلا مكتمل النمو، فهو أول أطواره يكون خلية مفردة تنتج من تزاوج خلية الذكر بخلية الانثى، ثم هو ينقسم وينقسم - شأن الحيوانات الدنيا - ويتزايد في الحجم حتى يصير شيئا يشبه العلقة بداخلها تجويف لقناة الطعام، ثم يأخذ في التصلب فوق هذه القناة هيكل غضروفى ممتد، وفى هذه الفترة يتكون للجنين أربعة أزواج من الفتحات خلف منطقة الاذن تذكرنا بخياشيم التنفس في الاسماك، ويصير الجنين كله أشبه بالسمكة في تلك الفترة، ثم هو ينمو ويتصلب عموده الفقرى، ويقوى شيئا فشيئا، وفى الاسبوع السابع عندما تستبين الاطراف نجد له ذيلا مكونا من خمس أو ست فقرات يجاوز طول الساقين، ثم يبدأ هذا الذيل
في القصر والانكماش شيئا فشيئا حتى يصير عند الولادة عصعصة تختفى تحت الجلد في مكان العجز، وفى الاشهر الاخيرة يكون جسم الجنين كله مكسوا بالشعر الذى يبدأ في الزوال قبل الولادة، وهذه هى المراحل التى يمر بها جنين الانسان وهو في ظلام الرحم من أمه يعيد فيها باختصار كل الخطوات التطورية الكبرى التى مر بها أجداده وأسلافه خلال ليل التاريخ الجيولوجى الطويل، ومن أنصع الادلة على هذه التطورات ما ورد في علوم الحفريات من تتبع أطوار النمو في الحيوانات من طبقة إلى طبقة في الصخور، وقد أثبتت الصور الفوتوغرافية الدقيقة التى أخذت للجنين هذه الحالات في بطن أمه يوما بعد يوم بشكل ظاهر للعيان.
قال الله تعالى في سورة النحل آية - 78:(والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والابصار والافئدة لعلكم تشكرون).
تفسير علماء الدين: والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تدركون شيئا مما يحيط بكم وجعل لكم السمع والابصار والافئدة وسائل للعلم والادراك لتؤمنوا به عن طريق العلم وتشكروه على ما تفضل به عليكم.
النظرة العلمية: يؤكد لنا العلم بدلائله الكثيرة أن حاسة السمع تسبق حاسة البصر في أداء وظيفتها، ولم يكن أحد يعلم ذلك وقت نزول القرآن، وقد ورد تقديم السمع على البصر في أكثر من سبعة عشر موضعا منها قوله تعالى:
(وجعلنا لهم سمعا وأبصارا وأفئدة)(الاحقاف آية 26)(حتى إذا ما جاءوها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم)(فصلت آية20)(إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا)(الاسراء 36) ويقرر العلم أن حاسة السمع تبدأ مبكرة في أداء عملها في الاسابيع القليلة الاولى بعد ولادة الطفل، أما البصر فيبدأ عمله في الشهر الثالث ولا يتم تركيز الابصار إلا بعد الشهر السادس، ودليل ذلك أن أذن الطفل تؤدى وظيفتها عقب ولادته لانه إذا سمع صوتا شعر به وأحسه فورا وصدر عنه ما يدل على التأثر به، أما عين الطفل فإنها لا تؤدى وظيفتها إلا بعد فترة من ولادته، ودليل ذلك أنك إذا مددت يدك قريبا منها لا ترمش ولا تتحرك.
ومن روعة الاعجاز العلمى في هذه الآية الكريمة أن الله سبحانه يذكر الفؤاد بعد السمع والبصر لمعنى علمى دقيق أيضا وهو أن اكتساب العلم يحصل بعد الانتقال من مرحلة الادراك الحسى بالسمع والبصر إلى مرحلة الادراك العقلى، وهذه هى طريقة تعلم المعارف والخبرات وكلها تجيئ بحسب الترتيب الذى ذكره القرآن وهو الادراك الحسى أولا ثم الادراك العقلى، ودليل ذلك وأضح في أن الطفل يولد لا يعلم شيئا ثم تتوالى عليه المدركات الحسية وتتكاثر عن طريق السمع ثم اليصر فإذا ما صارت مجموعة المدركات الحسية كافية يأتى دور الفؤاد ليعقل ويعى ما أدركه الطفل منها بحواسه.
وهناك حقيقة أخرى في تقديم السمع على البصر وهو أن القرآن يذكر السمع مفردا ويذكر الابصار بصيغة الجمع وفى ذلك سر من أسرار الاعجاز أيضا لان استقبال الاذن للمسموع لا خيار للانسان فيه حيث لا حجاب يحجب وصول
الصوت إلى طبلة الاذن، أما العين فللانسان الخيار في أن يرى أو لا يرى ولها جفون تساعد على ذلك.
وقال تعالى في سورة القيامة آية - 3، 4:(أيحسب الانسان ألن نجمع عظامه، بلى قادرين على أن نسوى بنانه).
تفسير علماء الدين: أيحسب الانسان بعد أن خلقناه من عدم أن لن نجمع مابلى وتفرق من عظامه؟ نعم إننا نقدر على أن نسوى أطراف أصابعه الصغيرة ونجعلها كما كانت قبل الموت فكيف بالعظام الكبار.
النظرة العلمية: تدل عبارة تسوية البنان على معنى لم يكشف العلم سره إلا بعد نزول الآية بأكثر من ألف سنة حينما عرف أن لكل بنان بصمة خاصة به، تختلف فيها اتجاهات خطوطها اختلافا واضحا بين فرد وآخر، وبين جميع البشر وقد استخدم الانسان هذه الاختلافات في تحقيق الشخصية عن طريق البصمات وقد أفادت هذه الحقيقة في التعرف على الاشخاص عن طريق بصماتهم في حالة وقوع جرائم يترك الجناة فيها بصماتهم على أى شئ تناولوه.
وقال تعالى في سورة فصلت آية - 53، 54:(سنريهم آياتنا في الآفاق وفى أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أو لم يكف
بربك أنه على كل شئ شهيد، ألا إنهم في مرية من لقاء ربهم ألا إنه بكل شئ محيط).
تفسير علماء الدين: سنريهم آيات وحدتنا وقدرتنا في أقطار السماوات والارض والشمس والقمر والنجوم والليل والنهار والرياح والامطار والنبات والاشجار والجبال والبحار وغيرها وسنريهم ما أودعنا في نفوسهم من الحواس والقوى والعقل والروح وما يصيبهم من البلايا والمحن وما نجريه عليهم من النعم، حتى يظهر لهم ما جئت به يا محمد من الحق، أينكرون إظهارنا لهم الآيات؟ أو لم يكف بربك أنه مطلع على كل شئ، ألا إن الكفار في شك من لقاء ربهم لاستبعادهم البعث، ألا إن الله بكل شئ محيط بعلمه وقدرته.
النظرة العلمية: تصرح هذه الآية بحقيقة كبرى في ذات الانسان وهى نفسه التى تناول علم النفس دراستها وكشف ما في النفوس البشرية من عوالم مكنونة حافلة بالاسرار وبالعجائب والغرائب من السلوك والمشاعر ومن تقلبات بين طمأنينة وقلق وبين انشغال واستقرار وبين هدوء وانفعال، وكيف أن النفس لها حالات من الرشد والهداية مع النفس اللوامة وحالات من للفجور والطغيان مع النفس الامارة، وإليك بعض الآيات التى تفصح عن أمثال هذه الحالات فقد قال تعالى:(ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها)(سورة الشمس آية 7 10).
(وما أبرئ نفسى إن النفس لامارة بالسوء إلا ما رحم ربى)(سورة يوسف آية - 53)
وما أصابك من سيئة فمن نفسك)(سورة النساء - 79)(فطوعت له نفسه قتل أخيه فقتله فأصبح من الخاسرين)(سورة المائدة آية - 30).
(وفى الارض آيات للمؤمنين وفى أنفسكم أفلا تبصرون) سورة الذاريات(آية - 10).
والحقيقة أن علم النفس قد صارت له أهمية في تفسير تصرفات الناس ودوافعها وأمراضها وعللها، كما أن فيه مجالات لكشف مناطق اللاشعور في الانسان وإظهار عوامل الكبت التى هى سبب العقد النفسية وبيان طرق معالجتها وغير ذلك من مجالات أبحاثه الحيوية المتعددة.
وقال تعالى في سورة المائدة آية - 6:(ياأيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق، وأمسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين، وإن كنتم جنبا فاطهروا، وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا، فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج، ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون).
تفسير علماء الدين: يا أيها المؤمنون إذا قمتم للصلاة ولم تكونوا متوضئين فتوضئوا بغسل وجوهكم وأيديكم إلى المرافق، وامسحوا رؤوسكم كلها أو بعضها واغسلوا أرجلكم مع الكعبين، وإن كنتم جنبا فاغسلوا جميع أبدانكم بالماء، وإن كنتم مرضى مرضا يمنع استعمال الماء أو كنتم مسافرين وتعذر وجود الماء فعليكم بالتيمم بالتراب الطهور، ما يريد الله فيما أمركم به التضيق عليكم ولكنه شرع ذلك لتطهيركم ظاهرا وباطنا وليتم نعمه عليكم بالهدية والبيان والتيسير لتشكروا الله على هدايته وتمام نعمته بالمداومة على طاعته.
النظرة العلمية: يقرر العلم الحديث أن هذه الآية الكريمة تظهر لنا علاقتها بالطب ولاسيما الطب الوقائى للانسان من الامراض الجلدية التى يتعرض لها الانسان إذا لم ينظف أعضاء جسمه وبخاصة المعرضة للعوامل الجوية وما فيها من أتربة وجراثيم وغازات ضارة، ولا شك أن الوجه والايدى والارجل هى أكثر أجزاء الجسم تعرضا للتلوث والتأثر بهذه الميكروبات وهى تعد بملايين الملايين في كل سنتيمتر مكعب من الهواء، وأن الوضوء خمس مرات في اليوم لا يترك مطلقا أى درن على الجسم يخشى منه الضرر وهكذا نرى آيات الله سبقت الحكمة القائلة بأن الوقاية خير من العلاج.
وقال تعالى في سورة البقرة آية - 222:(ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن
حتى يطهرن فإذا تطهرن فآتوهن من حيث أمركم الله إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين).
تفسير علماء الدين: يسألونك يا محمد عن إتيان الزوجات زمن المحيض فأجبهم أن المحيض أذى فامتنعوا عن إتيانهن خلال مدته، ولا تأتوهن حتى يطهرن، فإذا تطهرن فأتوهن في المكان الطبيعى، ومن كان وقع منه شئ من ذلك فليتب فإن الله يحب من عباده كثرة التوبة والطهارة من الافذار والفحش.
النظرة العلمية: لا يقتصر الاعجاز في هذه الآية على أسلوبها الرفيع ونظمها البديع الذى يجد فيه رجل البلاغة والبيان روعة اللفظ والاداء ودقة التعبير عن الامور الجنسية بل إن إعجازها يتجلى فيما حوت من جلال المعانى الطبية وأغراضها النبيلة، وإليك ما يقرره علم الطب في شأن المرأة الحائضة وضرورة اعتزالها في مدته، وذلك لان دورة الحيض رغم كونها حالة طبيعية إلا أنها تسبب للمرأة آلاما في بدنها وانحرافا في مزاجها يصرفها عن الرغبة في الاتصال الجنسى، وتعانى منه حدة في طبعها، وقد تشعر بمغص شديد تصحبه أحيانا أعراض اضطرابات نفسية، كما أن الجهاز التناسلى للمرأة أيام الحيض يكون معرضا لكثير منالعلل لان المهبل في أوقات الحيض يكون ميدانا مفتوحا لغزو أسراب مختلفة من الجراثيم، وإن الوطئ في هذه الفترة يؤدى إلى التهابات بالمبيض قد يسبب العقم أحيانا، كما أنها قد تصيب الرجل بالعدوى فتحدث عنده التهابات في أعضائه التناسلية، ولا شك أن الجماع في المحيض ينذر الرجل بخطر داهم هو في غنى عنه لو خالف هوى
نفسه وأطاع أمر ربه، وهذا هو ما وجهه القرآن للناس لاتباعه والتزامه حرصا على صحتهم وسلامتهم، وما كان أحد يعلم ذلك ولكن كان علمه عند خالق كل شئ وأنزله في قرآنه لحماية عباده من أضرار وأمراض محققة، لان ربنا رؤوف رحيم بعباده.
قال تعالى في سورة محمد آية - 4:(فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب).
تفسير علماء الدين:(فإذا لقيتم الذين كفروا في الحرب فأضربوا رقابهم)
النظرة العلمية: تبين الآية الكريمة أن أ؟ - ع وأسرع وسيلة للاجهاز على المراد قتله من الاعداء بغير تعذيب له ولا تمثيل به هو ضرب الرقاب لقطعها، إذ ثبت أن الرقبة هى حلقة الاتصال بين الرأس وسائر الجسد، فإذا قطع ما في الرقبة من الجهاز العصبى شلت وظائف الجسم الرئيسية، كما أن قطعها فيه قطع للشرايين والاوردة وبذلك يمتنع وصول الدم إلى المخ، كما تنقطع الممرات الهوائية ويتوقف التنفس وهذا يؤدى إلى إنهاء حياة المضروب سريعا، فسبحان من أحاط علمه بكل ما في جسم الانسان من أعضاء وأعصاب فيها الاسباب المؤدية إلى حياته أو موته، وقد نزلت الآية في وقت كانت السيوف فيه هى أكثر الاسلحة استعمالا وما تزال.
وقال تعالى في سورة محمد آية - 15:(مثل الجنة التى وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه).
تفسير علماء الدين: صفة الجنة التى وعد الله المتقين فيها أنهار من ماء غير متغير وأنهار من لبن لم يتغير طعمه.
النظرة العلمية: قررت الآية الكريمة حقيقة علمية قبل أن يكشف العلم بوسائله وأدواته عالم الميكروبات أى الجراثيم التى توجد في الماء الراكد الذى يصير مستودعا لملايين البكتيريا والطفيليات الضارة التى تصيب الانسان والحيوان بالامراض، فانه لما اخترع الانسان المناظير المكبرة رأى بواسطتها كيف أن الماء الراكد يموج بملايين الكائنات الدقيقة التى لا ترى بالعين المجردة وتتكاثر بسرعة هائلة فتفسد الماء وتجعله متغير الرائحة والطعم وسببا في الامراض والاوبئة التى ما كان أحد يعرف مصدرها قبل اكتشافها بواسطة المجهر(الميكروسكوب) أى مكبر الصور إلى درجة كبيرة.
وقال تعالى في سورة فصلت آية - 39: ومن آياته أنك ترى الارض خاشعة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت إن الذى أحياها لمحيي الموتى إنه على كل شئ قدير.
تفسير علماء الدين: ومن دلائل قدرة الله تعالى أنك ترى الارض يابسة فإذا أنزلنا عليها الماء تحركت بالنبات وانتفخت وزادت إن الذى أحيا الارض بعد موتها لخليق أن يحيى الموتى من الحيوان إنه على كل شئ تام القدرة.
النطرة العلمية: يؤكد القرآن الكريم في كثير من آياته التى نزلت في بيان أهمية الماء بل ضرورته للحياة والاحياء في قوله تعالى:(وجعلنا من الماء كل شئ حى)(والذى نزل من السماء ماء بقدر فأنشرنا به بلدا ميتا)(وانزلنا من السماء ماء مباركا فأنبتنا به جنات وحب الحصيد) وتدل أبحاث علم النبات على أن عناصر التربة ومركباتها المختلفة الميتة عندما ينزل عليها ماء المطر تذوب فيه وتتحلل فيسهل وصوله إلى بذور النبات وجذوره حيث تتحول إلى خلايا وأنسجة حية، ولذلك تبدو حية ويزيد حجمها بما يتخللها وما يعلوها من نبات، وقد سبقت الاشارة إلى الماء وأهميته.
وقال تعالى في سورة فصلت آية - 9:(قل أئنكم لتكفرون بالذى خلق الارض في يومين وتجعلون له أندادا ذلك رب العالمين).
تفسير علماء الدين: قل يا محمد لهؤلاء المشركين: عجبا لكم ! تكفرون بالله الذى خلق الارض في يومين وأنتم مع هذا تجعلون له شركاء متساوين مع ذلك الخالق للارض ومالك العوالم كلها رب العالمين.
النظرة العلمية: ذكر الله تبارك وتعالى كلمة اليوم والايام في عدة آيات منها:(وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون) سورة الحج آية - 47.
(يدبر الامر من السماء إلى الارض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون) سورة السجدة آية - 5.
(تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة) سورة المعارج آية - 4 يقول علماء الفلك إن وحدات الزمن التى يستخدمها الناس لتقدير الوقت في دنيانا مرتبطة بالارض ودورانها حول محورها مرة كل 24 ساعة، وحول محورها كل سنة، فإذا ما غادر أحد الارض إلى أى جرم سماوى آخر اختلفت الوحدات الزمنية طولا وقصرا، والآيات الكريمة السابقة تشير إلى هذه الحقيقة العلمية وإلى أن الزمن مختلف في مقداره، وأن هناك سنوات فلكية نسبية يمكن التفرقة بينها، فالسنة الشمسية على الارض تحسب بمقدار الزمن الذى تقطع فيه الارض دروة كاملة حول الشمس في 365 يوما شمسيا على حين أن السيارات القريبة من الشمس مثل عطارد فإنه يقطع دورته حول الشمس في 88 يوما،
على حين أن بلوتو وهو أبعد الكواكب السيارة من الشمس وأبطؤها حركة يتم دورته حولها في 250 سنة من سنواتنا، فالايام في ملك الله مختلفة طولا وعددا.
وقال الله تعالى في سورة الاسراء آية - 32:(ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلا).
تفسير رجال الدين: ولا تقربوا الزنى بمباشرة أسبابه ودواعيه لانه رذيلة واضحة القبح ويئس طريقا طريقه.
النظرة العلمية: لقد أثبت علم الطب أن الزنى فيه أضرار صحية خطيرة تهدد البشرية بالامراض الخبيثة التى يصعب علاجها، فهو السبب المباشر في الزهرى وهو مرض يعدى بمجرد اللمس ويؤثر تأثيرا سيئا في الجهار العصبى، وكذلك بسبب مرض السيلان الذى هو من المعضلات المرضية الخطيرة التى حار في علاجها الطب وهو يترك المصاب به في حالة من الالم والمرض يعطلان حركته وبشلان تفكيره ويجعلانه عضو أشل لا فائدة فيه، كما أنه سبب تشويه النسل، وقد ثبت أن كل امرأة اتصلت برجل مصاب بهذه الامراض الخبيثة لابد أن تصاب هى الاخرى بها وإننا نحمد الله تعالى ونشكره على تفضله تعالى بالارشاد إلى كل ما فيه صحة عباده وسلامتهم، فهو سبحانه أحكم الحاكمين وأرحم الراحمين يريد بهم الخير دائما.
قال تعالى في سورة الشعراء آية - 165:(أتأتون الذكران من العالمين وتذرون ما خلق لكم من أزواجكم بل أنتم قوم عادون).
تفسير علماء الدين: قال نبى الله لوط لقومه: أتستمتعون بوطئ المذكور دون الاناث وقد خلقها الله لكم؟ بل أنتم قوم متجاوزون الحد بارتكاب هذه الفاحشة المنكرة.
النظرة العلمية: يرى علماء الاجتماع أن هذه الفاحشة المنكرة التى تنفر منها الطباع الكريمة هى أسوأ ما ينزل بالانسان إلى أحط الحضيض من الكرامة الآدمية، وأن إشاعتها وتفشيها وتعودها يؤدى إلى تعطيل سنة الزواج التى هى سنة الله في خلقه والتى هى طريقة التناسل الطبيعية والتكاثر الذى عليه عمارة الارض وإصلاحها، ثم إن علماء الطب يرون في جريمة اللواط من الاخطار الصحية لفاعلها مثل ما يصيب الزناة من أمراض جنسية خبيثة يصعب البرء منها مثل الزهرى والسيلان والقرحة والجرب كما أنه يفقد الانسان السيطرة على عملية التبرز فيحدث منه عن غير إرادة، وقد يفضى الامر بالمجنى عليه في هذا الفسق أن يصير مخنثا إذا لزمته هذه العادة من صغره ويفقد بذلك رجولته.
قال الله تعالى في سورة النور آية 20: الزانى والزانية فاجلدوا كلا منهما مائة جلدة ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله).
تفسير علماء الدين: اضربوا كلا من الزانى والزانية مائة جلدة ولا يمنعكم شئ من الرأفة عند تنفيذ الحكم.
النظرة العلمية: يرى علماء التشريع أن ضرب الزانى أو الزانية مائة جلدة لا رحمة فيها أمام الناس هو العقاب الرادع لكل من تسول له نفسه ارتكاب هذه الجريمة النكرا وبروا أن القوانين الوضعية التى تعاقب الزانى بالحبس أو التهاون في مؤاخذته باستعمال توافه العقوبات قد أدى إلى إشاعة الفسق والفجور وهانت الاعراض وفسدت النفوس وضاعت الانساب وضاعت كرامة العائلات وقد يؤدى ذلك إلى الدفاع عن الشرف بالقتل والاخذ بالثأر في أعراض المعتدين كرها وغير ذلك من عوامل الهدم والتخريب للمجتمعات.
وقال تعالى في سورة النور آية - 3: الزانى لا ينكح إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك وحرم ذلك على المؤمنين).
تفسير علماء الدين: المجرم الخبيث الذىذي من دأبه الزنا ولا يرغب إلا في نكاح مجرمة خبيثة عرفت بالزنا أو الشرك، والخبيثة التى من دأبها الزنا لا يرغب في نكاحها
إلا خبيث عرف بالزنا أو الشرك، ولا يليق هذا النكاح بالمؤمنين لما فيه من مقارفة الفسق والتعرض للتهم.
النظرة العلمية: ينظر علم النفس وعلم الاجتماع إلى هذه الآية نظرة علمية تحليلية، فيرى في طبيعة الزانى أنه مخلوق شاذ لا يتفق سلوكه مع سلوك الرجل العادى السوى من الناحية العقلية والنفسية والاخلاقية، وهو يقدم على جريمته النكراء مع من ثمائله الشذوذ في الحالة النفسية والعقلية والاخلاقية ولو أردنا معرفة العوامل التى تحمل الزانى على فحشه هذا نجد أنها شذوذ عن الطبيعة وانحلال في الاخلاق واستسلام للاهواء الشهوانية الفاسدة، وأنه لا يقع في جريمة الزنا إلا من كان فاسقا مستهترا بدينه، أما الرجل المتدين الذى يعبد الله ويخشاه فإنه لا يقع في هذه الفاحشة مهما كانت المغريات لان له من الدين حصانة تحميه وتحقظه من الوقوع في هذه الجريمة النكراء.