مشاهدة النسخة كاملة : الامام الحسين عليه السلام الخلق العظيم
نووورا انا
19-12-2009, 06:12 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
الخلــق العظيــم
الكريــم السخــي :
1- جـــاء إلى الإمام الحسين (ع) أعرابي فقال : يابن رسول اللـه قد ضمنت دية كاملة وعجزت عن أدائها ، فقلت في نفسي : أسأل أكرم الناس . وما رأيت أكرم من أهل بيت رسول اللـه (ص) .
فقال له الحسين (ع) :” يا أخا العرب ، أسألك عن ثلاث مسائل ، فإن أجبت عن واحدة أعطيتك ثلث المال ، وإن أجبت عن اثنين أعطيتك ثلثي المال ، وإن أجبت عن الكل أعطيتك الكل “ .
فقال الأعرابي : أمثلك يسأل مثلي ، وأنت من أهل العلم والشرف !؟
فقال الحسين (ع) : “ بلى ، سمعت جدي رسول اللـه (ص) يقول : المعروف بقدر المعرفة “ .
فقال الأعرابي : سل عما بدا لك ، فإن أجبت وإلاّ تعلمت منك ، ولا قوة إلاّ باللـه .
فقال الحسين (ع) : “ أي الأعمال أفضل ؟ “ .
فقال الأعرابي : الإيمان باللـه .
فقال الحسين (ع) : “ فما النجاة من الهلكة ؟ “ .
فقال الأعرابي : الثقة باللـه .
فقال الحسين (ع) : “ فما يزين الرجل ؟ “ .
فقال الأعرابي : علم معه حلم .
فقال (ع) : “ فإن أخطأه ذلك ؟ “ .
فقال : مالٌ معه مروءة .
قال : “ فإن أخطأه ذلك ؟ “ .
فقال : فقرٌ معه صبر .
فقال الحسين (ع) : “ فإن أخطأه ذلك ؟ “ .
فقال الأعرابي : فصاعقة تنزل من السماء فتحرقه فإنه أهل لذلك .
فضحك الحسين (ع) وأعطاه صرّة فيها ألف دينار ، وأعطاه خاتمه ، وفيه فص قيمته مئتا درهم ، وقال : “ يا أعرابي ! أعط الذهب إلى غرمائك ، واصرف الخاتم في نفقتك “ .
فأخذ الأعرابي ذلك وقال : اللـه أعلم حيث يجعل رسالته(1) (http://www.14masom.com/14masom/05/mktba5/book13/3.htm#1).
2- قال أنس بن مالك :
كنت عند الحسين (ع) ، فدخلْت عليه جارية فحيَّته بطاقة ريحان فقال لها : “ أنت حرة لوجه اللـه “ .
فقلت تحييك بطاقة ريحان لا خطر لها فتعتقها ؟!
قال : “ كذا أَدَّبنا اللـه ، قال : { وإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِاَحْسَنَ مِنْهَآ أَوْ رُدُّوهَآ } (النساء/86) وكان أحسن منها عتقها “ (2) (http://www.14masom.com/14masom/05/mktba5/book13/3.htm#2) .
3- وجاء إليه أعرابي - فأنشده مقطوعة شعرية بيَّن بها حاجته فقال :
لم يَخِب الآنَ مَــن رَجـاك * ومَـن حـرَّك من دون بابك الحلقه
أنــت جـوادٌ ، و أنت معتمـدٌ * أبــوك قـد كان قاتــل الفسقـه
لولا الذي كـان مـن أوائلكم * كـانت علينــا الجحيـم منطـــبقـه
وكان الحسين يصلي آنذاك فلما فرغ من صلاته ، لف على طرف رداء له أربعة آلاف دينار ذهب ، وناوله قائلاً :
خذها فإِنـي إليــــــــــــك معــــــتـذرٌ * و اعلمْ بأني عــليـــــك ذو شفـــقه
لـو كان فــي سيـرِّنــا الغـداة عصـاً * كـانت سمــانـا عـليـك مــنـدفــقـــه
لكنَّ ريب الـزمــان ذو غــــِيــــــــرٍ * و الكــفُّ مني قليلــةُ النــــفــقـــــه
فأخذ الأعرابي يبكي شوقا ، ثم تصعدت من أعماقه آهات حارة ، وقال : كيف تبلى هذه الأيدي الكريمـة ؟.. (3) (http://www.14masom.com/14masom/05/mktba5/book13/3.htm#3) .
نووورا انا
19-12-2009, 06:15 AM
اللهم صل على محمد وآل محمد
عــون الضعفــاء :
وهذه صفة تأتي كالفرع الذي سبقها من سجية الكرم ، فإن النفس إذا بلغت رفعتها المأمولة حنَّت على الآخرين حنان السحابة على الأرض والشمس على الكواكب .
1- وُجد على كاهله الشريف بعد وقعة الطف أثراً بليغاً كأنه من جرح عدة صوارم متقاربة ، وحيث عرف الشاهدون أنه ليس من أثر جرح عاديّ ، سألوا علي بن الحسين (ع) عن ذلك ؟ فقال : “ هذا مما كان ينقل الجراب على ظهره إلى منازل الأرامل واليتامى والمساكين “ (4) (http://www.14masom.com/14masom/05/mktba5/book13/3.htm#4) .
2- ويذكر بهذه المناسبة أيضاً أن مالاً وزّعه معاوية بين الزعماء والوجهاء ، فلما فصلت الحمالون تذاكر الجالسون بحضرة معاوية أمر هؤلاء المرسل إليهم الأموال حتى انتهى الحديث إلى الحسين (ع) .
فقال معاوية : وأما الحسين فيبدأ بأيتام مَن قُتل مع أبيه بصفيِّن ، فإن بقي شيء نحر به الجزر وسقى به اللبن (5) (http://www.14masom.com/14masom/05/mktba5/book13/3.htm#5).
ومعاوية كان من ألدِّ أعداء الحسين (ع) ولكنه يضطر الآن إلى أن يعترف بكرمه وسخائه ، حيث لايجد دون ذلك مهرباً .
وإلى هذا المدى البعيد يبلغ الحسين (ع) في الكرم ، حتى لَيقف عدوّه الكذاب الذي لم يترك أحدا من الزعماء الأبرياء ، إلاّ وكاد له بتهمةٍ ، ووصمه بها وصمة .. حتى أن عليّاً سيد الصالحين ، والحسن الزكي الأمين ، فإن معاوية هذا يقف على منبرٍ يشيد بهما وبسجاياهما المباركة .
3- وقال (ع) يرغب الناس في الجود :
إذا جــادت الدنيـا عـــليــك فجُــــدْ بهــا * علــى الـنـاس طـــــرّاً ، قبــل أن تتفلــتِ
فـمـا الـجــود يـفــنــيـه إذا هــي أقبلــت * و مـا البخـــل يبقيـــــــــهـا إذا هــي ولـتِ
وفعلاً كان الحسين (ع) العامل قبل أن يكون القائل ، وسأتلو عليكم هذه القصة .
4- دخل (ع) على أسامة بـن زيد وهو على فراش المرض يقول : واغمَّاه ، فقال : “ وما غمَّك يا أخي ؟ ” قال : دَيني وهو ستون ألف درهم . فقال : “ هو عَلَيّ “ قال : إني أخشى أن أموت قبل أن يُقضى ، قال : “ لن تموت حتى أقضيها عنك ، فقضاها قبل موته “ (6) (http://www.14masom.com/14masom/05/mktba5/book13/3.htm#6) .
الشجاع والبطل :
نعتقد نحن الشيعة أن الأئمة الأثنى عشر قد بلغوا القمة من كل كمال ، ولم يَدعو مجالاً للسمو إلاّ ولجوه فكانوا السابقين . بيد أن الظروف التي مرّوا بها كانت تختلف في إنجاز مؤهلاتهم بقدرها ، وطبقاً لهذه الفلسفة فإن كل واحد منهم اختص بصفة مميَّزة بين الآخرين . وإن ميزة الإمام الحسين (ع) هي الشجاعة والبطولة بين سائر الأئمة (ع) .
وكلما تصور الإنسان واقعة كربلاء ذات المشاهد الرهيبة ، التي امتزج فيها الدمع بالدم ، ويلتقي بها الصبر بالمروءة ، والمواساة بالفداء ، لاحت بسالة أبرز أبطالها الإمام الحسين (ع) ، في اروع وأبهى ما تكون بطولة في التاريخ . ولولا ما نعرفه في ذات الإمام من كفاءاته البطولية التي ورثها ساعداً عن ساعد، وفؤاداً عن فؤاد ، ولولا الوثائق التاريخية التي لايخالجها الشك ، ولولا ما نعتقده من أن القدوة الروحية لابد أن تكون آية الخلق ومعجزة الإله فلربما شككنا في كثير من الحقائق الثابتة التي يذهل دونها العقل ، والفكر ، والضمير .
كان الإمام الحسين (ع) يوم الطف ينزل إلى المعركة في كل مناسبة فيكشف أسراف الخيل ، لتفصح عن جثمان صحابي أو هاشمي يريد بلوغ مصرعه .
ولربما احتدم النزاع عنيداً شديداً بينه وبينهم وهو يحاول بلوغ مصرع من يريده . فكانت تعد كل محاولة له من هذا النوع هجمة فريدة ، ومع ذلك كان يكرر ذلك كل ساعة حتى قُتل أصحابه ، وأبناؤه ، وإخوانه جميعاً .
والمصيبة ذاتها كانت مما يُنيل من قوة الإنسان ، كما تفُلّ من عزيمته ، والعطش والجوع يضعفان المرء ، ويذهبان بكل طاقاته ، والحر سبب آخر يأخذ جهداً من المرء كثيراً .
ويجتمع كل ذلك في شخص الحسين (ع) يوم عاشوراء ، ومع ذلك فإنه يلبس درعاً منصفاً ، ذو واجهة أمامية فقط ، ويهجم على الجيش الضاري ، فإذا به كالصاعقة تنقض فيتساقط على جانبيه الأبطال كما تتساقط أوراق الشجر في فصل الخريف .
فيقول بعض من حضر المشهد : إنه ما رأيت أشجع منه ، إذ يكر على الجيش ، فيفر أمامه فرار المعزى عن الأسد ، وذلك في حين أنه لم يكن آنذاك أفصح منه إنساناً .
وحينما نرجع بالتاريخ إلى الوراء نجد من الإمام الحسين (ع) بطولات نادرة في الفتوحات الإسلامية . ثم في حروب الإمام ( علي عليه السلام ) . إلاّ أنها مهما بلغت من القوة والاصالة فإنها لاتبلغ شجاعته يوم عاشوراء ، تلك التي كانت آية رائعة في تاريخ الإنسانية بلا شك .
يقول العقاد : وليس في بني الإنسان من هو أشجع قلباً ممن أقدم على ما أقدم عليه الحسين في يوم عاشوراء (7) (http://www.14masom.com/14masom/05/mktba5/book13/3.htm#7) .
الزاهد العابد :
كان الحسين (ع) يحج كل سنة ، إلاّ إذا حالت دون ذلك الظروف . وكان يمشي على قدميه إذا حج ، وتقاد بجانبيه عشرات الإبل بغير راكب ، فيتفقد كل مسكين فقير ، صفرت يداه عن تهيئة راحلة للحج ، فيسوق إليه الراحلة من الإبل التي معه .
وكان يصلي كل ليلة ألف ركعة ، حتى سئل نجله الإمام زين العابدين (ع) : ما بال أبيك قليل الأولاد؟. فأجاب : “ إنه كان يصلي في كل ليلة ألف ركعة ، فمتى يحرث “ .
نووورا انا
19-12-2009, 06:18 AM
اللهم صل على محمد وآل محمد
الصابر الحكيم :
1- الصبر هو استطاعة الـفــرد على ضبط أعصابه في أحرج موقف . ولا ريب أن الإمـام الحسين (ع)
كان يوم عاشوراء في أحرج موقف وقفه إنسان أمام أعنف قوة ، وأقسى حالة .
ومع ذلك فقد صبر صبراً تعجَّبت ملائكة السماء من طول استقامته ، وقوة إرادته ، ومضاء عزيمته ..
2- جنى عليه غلام جنايـــة توجب العقاب ، فأمر به أن يُضرب ، فقال : يا مولاي ! { وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ } (آل عمران/134) قال : “ خَلُّوا عنه “ فقال : يا مولاي ! { وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ } (آل عمران/134) قال : “ قد عفوت عنك “ قال : يا مولاي { وَاللـه يُحِبُّ الْمُـحْسِنِينَ } (آل عمران/134) قال : “ أنت حر لوجه اللـه ، ولك ضعف ما كنت أعطيك “ (8) (http://www.14masom.com/14masom/05/mktba5/book13/3.htm#8).
الفصيح البديه :
لقد زخرت الكتب التاريخية بنوادره الرائعة من كلمات فصيحة يحسدها الدر في ألمع نضارته ، وآلق روعته . وقد جُمع ذلك في كتب برأسها ، إلاّ أني ذاكر لك الآن شيئاً قليلاً منها .
1- أبعد عثمانُ الصحابيَّ الكبيرَ أبا ذر ( رض ) ، فشيَّعه عليٌّ وابناه (ع) ، فقال الإمام الحسين بالمناسية :
“ يا عمَّاه ، إن اللـه قادر أن يغير ما قد ترى . واللـه كل يوم في شأن . وقد منعك القوم دنياهم ومنعتهم دينك ، وما أغناك عمّا منعوك ، وأحوجهم إلى ما منعتهم . فاسأل اللـه الصبر والنصر ، واستعن به من الجشع والجزع ، فإن الصبر من الدِّين والكرم ، وإن الجشع لايقدم رزقاً ، والجزع لايؤخر أجلاً “ (9) (http://www.14masom.com/14masom/05/mktba5/book13/3.htm#9).
2- جاء إليه أعرابي فقال : إني جئتك من الهرقل والجعلل والأنيم والمهمم . فتبسم الحسين (ع) وقال : “ يا أعرابي لقد تكلمت بكلام ما يعقله إلاّ العالمون “ .
فقال الأعرابي : وأقول أكثر من هذا ، فهل أنت مجيـبي على قدر كلامي ؟ فأذِن له الحسين (ع) في ذلك فأنشد يقول :
هفـــا قلــبي إلى اللــهـــو * و قـد ود عشرخيـهِ
إلى تسعة أبيات على هذا الوزن .
فأجابه الحسين (ع) مثلها متشابهات منها :
فـــما رســم شيطــــانــي * قدتحـت آيـات رسـمــيـــهِ
سفــور درّجــــت ذيـلــين * فــي بـــوغــاء فـاعـــيــهِ
هتـــوف حـرجفٌ تتـــرى * عـلى تـلـــبـــيد تـــــوبـيـهِ
ثم أخذ يفسر ما غمض من كلامه فقال :
“ امــا هرقل : فهو ملك الروم ، والجعلل : فهو قصار النخـــل ، والأنيم : بعوض النبــات ، والمهمــم : القليب الغزير الماء “ .
وهذه كانت أوصاف الأرض التي جاء منها .
فقال الأعرابي : ما رأيت كاليوم أحسن من هذا الغلام كلاماً ، وأذرب لساناً ، ولا أفصح منه منطقاً (10) (http://www.14masom.com/14masom/05/mktba5/book13/3.htm#10).
ومن روائعه المأثور قوله : “ شر خصال الملوك الجبن عن الأعداء ، والقسوة على الضعفاء ، والبخل عن الإعطاء “ (11) (http://www.14masom.com/14masom/05/mktba5/book13/3.htm#11).
ومن حكمه البديعة : “ لا تَتكلف مالا تطيق ، ولا تَتعرض لما لا تُدرك ، ولا تعتدَّ بما لا تقدر عليه ، ولا تنفق إلا بقدر ما تستفيد ، ولا تطلب من الجزاء إلا بقدر ما صنعت ، ولا تفرح إلاّ بما نلت من طاعة اللـه ، ولا تتناول إلاّ ما رأيت نفسك له أهلاً “ (12) (http://www.14masom.com/14masom/05/mktba5/book13/3.htm#12).
ومـن بديع كلامه لما سئل : ما الفضل ؟ قال : “ ملك اللسان ، وبذل الإحسان “ . قيل : فما النقص ؟ قال : “ التكلف لما لايعنيك “ .
(1) أعيان الشيعة : ( 4 - 29 ) للسيد محسن الأمين .
(2) أبو الشهداء - عباس محمود العقاد .
(3) المعصوم الخامس - جواد فاضل . وفي المناقب : ( ج 4 ، ص 66 ) .
(4) أعيان الشعية : ( 4 - 132 ) السيد محسن الأمين .
(5) أبو الشهداء - عباس محمود العقاد .
(6) أعيان الشيعة : ( 4 - 126 ) - السيد محسن الأمين .
(7) أبو الشهداء - عباس محمود العقاد - : ( ص 46 ) .
(8) الفصول المهمة : ( ص 159 ) .
(9) روضة الكافي : ( ص 207 ) .
(10) أبــو الشهداء - عباس محمود العقاد ، نقلاً عن كتاب مطالب المسؤول لمحمد بن طلحة الشافعي : ( ص 73 ) .
(11) بلاغة الإمام الحسين : ( ص 128 ) .
(12) بلاغة الإمام الحسين : ( ص 154 ) .
** مسلمة سنية **
19-12-2009, 10:44 AM
اللهم صلّي على محمد و آل محمد
سلام الله على الكريم السخيّ
سلام الله على عون الضعفاء
سلام الله على الشجاع البطل
سلام الله على الزاهد العابد
سلام الله على الصابر الحكيم
سلام الله على الفصيح البديه
سلام الله على أبي الأحرار
موفّقة في موضوعك أختي نوورا بارك الله فيك و جزاك خير الجزاء
نور المستوحشين
19-12-2009, 12:21 PM
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين
http://alfahaaal.jeeran.com/tharat-00006.GIF
أثابكم الله عزيزتي ورزقنا وإياكم في الدنيا زيارة الحسين وفي الآخرة شفاعته
تحياااتي نور...
نووورا انا
19-12-2009, 05:14 PM
اللهم صل على محمد وال محمد
الغاليات مسلمة سنية ونور
شكرا لمروركم العطر
لاحرمني الله تواجدكم
vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
Jannat Alhusain Network © 2024